عمان جو - ..الله يكون في عون رجال الامن العام والبحث الجنائي . مررت قبل ايام على كراج «بنشرجي وكهربجي سيارات « في وادي صقرة . صاحب الكراج خائف ومرتبك ومضطرب، سالته : شو مالك، وعسى ما شر ؟ فقال انه تعرض لحادثة غريبة - والرجل يتكلم كان مليئا بالخوف والرهبة- وقبل ايام دخل علي رجل وطلب اصلاح بنشر السيارة، وبعدما قام باصلاحه، طلب منه فاتورة بقيمة البنشر، والبالغة دينارين .
و ليس هذا المهم كما يضيف، بل بعد ساعة عاد الرجل الى الكراج، ويدعي ان هاتفه الخليوي مسروق . واتصل بالبحث الجنائي، وجاؤوا الى الكراج، وفتحوا الكاميرات، ومن اللحظة الاولى لدخول الرجل للكراج وخروجه، تبين ان الهاتف تم وضعه في جيبه، وان لا احد من عمال الكراج والموجودين قد مد يده على هاتف الرجل .
وغادر رجال البحث الجنائي الكراج، وليس هناك من دليل او اثبات او حتى اشارة لوقوع حادثة سرقة لهاتف الرجل في الكراج . وفي اليوم التالي كما يروي صاحب الكراج، فان الرجل اتصل به يطالبه بالهاتف، ويهدده بالشكوى، ويقول له : انه سوف يدفعه ما فوقه وتحته .
صاحب الكراج «تحت ضغط « من اتصالات ذاك الرجل وتهديده، ولا يقوى على عمل اي شيء . والرجل شغيل ومحترف، وسجله الجرمي صفر ومحله من اقدم الكراجات في وادي صقرة، وسيرته معروفة وعطرة عند جميع زبائنه وجيرانه واهله والقاصي والداني، وخائف بالتبلي ان يتحمل جريمة لم يرتكبها .
ومن شدة فزعه فانه يشاور نفسه بان يقول للرجل خذ ثمن تلفون جديد، وحل عني، وعوضي على رب العالمين . القصة ليست عادية، ولا يخيل اليك، كم يقع ضحايا لعمليات ابتزاز ممنهجة ومرتبة ؟ ويذهب ضحيتها ابرياء يخافون على سمعتهم وعملهم وسمعة عوائلهم واهلهم، ويرضون بالواقع المفروض مرغمين دون تردد او مواجهة .
القصة سردتها لاصدقاء فاضوا من الضحك، وكل واحد اخفى سرا بانه تعرض لهذا الموقف ومواقف مشابهة . ولنعترف اننا امام ظاهرة جرمية جديدة لها ابطالها ومسارحها وتنتشر بشكل واسع النطاق، ولربما هي قديمة، ولكنها تعود بحيوية الى المجال العام .
روى لي عن قصص كثيرة، وتفنن عجيب وغريب في عمليات النصب والتبلي على الناس . فتيات /مراهقون يتوقفون عند الصراف الالي للبنوك، وما ان تعود الى المركبة لتجدها جالسة بجانبك، وتضعك بين راهنين الفضيحة ام الدفع والابتزاز، وكلاهما امر من الثاني .
بلا شك فان الامن العام : بحث جنائي وامن وقائي بحكم الخبرة، والدراية العميقة بالتحول والتطور الجرمي يعرفون حقيقة الامر، وتعاملوا مع مرتكبيها، وخصوصا ان بعضا من المحتالين لديهم سجل جرمي وسوابق مقيدة امنيا .
لماذا كتبت عن القضية ؟ بحكم اكثر من عامل موضوعي اجتماعي واقتصادي ومعيشي، ارى بان ثمة تحول وتطور في العمل الجرمي . كورونا خلفت انشقاقا وصدعا اجتماعيا هائلا ومرعبا، وانزياحا طبقيا واجتماعيا محسوسا نحو الفقر والفقر المدقع .
تحت ضغط الفاقة والحاجة احيانا قد يكون الدافع الجرمي، وهذا غير مبرر قانونيا واخلاقيا مهما كان الحال . القضايا ولو يجري دراستها وتحليلها بموضوعية وواقعية، رجل اربعيني لا يملك ثمن باكيت دخان وبطاقة خليوي، ورجل مسرح عن العمل يشحد ثمن خبز لاطفاله، فهؤلاء ليسوا حرامية ولا نصابين، ولكنهم ضحايا لمفاسد وعثرات زمن رماهم في حضن ومستنقع ووحل العالم السفلي والقاع، وعالم الجريمة .
اقرا ايضا :
عمان جو - ..الله يكون في عون رجال الامن العام والبحث الجنائي . مررت قبل ايام على كراج «بنشرجي وكهربجي سيارات « في وادي صقرة . صاحب الكراج خائف ومرتبك ومضطرب، سالته : شو مالك، وعسى ما شر ؟ فقال انه تعرض لحادثة غريبة - والرجل يتكلم كان مليئا بالخوف والرهبة- وقبل ايام دخل علي رجل وطلب اصلاح بنشر السيارة، وبعدما قام باصلاحه، طلب منه فاتورة بقيمة البنشر، والبالغة دينارين .
و ليس هذا المهم كما يضيف، بل بعد ساعة عاد الرجل الى الكراج، ويدعي ان هاتفه الخليوي مسروق . واتصل بالبحث الجنائي، وجاؤوا الى الكراج، وفتحوا الكاميرات، ومن اللحظة الاولى لدخول الرجل للكراج وخروجه، تبين ان الهاتف تم وضعه في جيبه، وان لا احد من عمال الكراج والموجودين قد مد يده على هاتف الرجل .
وغادر رجال البحث الجنائي الكراج، وليس هناك من دليل او اثبات او حتى اشارة لوقوع حادثة سرقة لهاتف الرجل في الكراج . وفي اليوم التالي كما يروي صاحب الكراج، فان الرجل اتصل به يطالبه بالهاتف، ويهدده بالشكوى، ويقول له : انه سوف يدفعه ما فوقه وتحته .
صاحب الكراج «تحت ضغط « من اتصالات ذاك الرجل وتهديده، ولا يقوى على عمل اي شيء . والرجل شغيل ومحترف، وسجله الجرمي صفر ومحله من اقدم الكراجات في وادي صقرة، وسيرته معروفة وعطرة عند جميع زبائنه وجيرانه واهله والقاصي والداني، وخائف بالتبلي ان يتحمل جريمة لم يرتكبها .
ومن شدة فزعه فانه يشاور نفسه بان يقول للرجل خذ ثمن تلفون جديد، وحل عني، وعوضي على رب العالمين . القصة ليست عادية، ولا يخيل اليك، كم يقع ضحايا لعمليات ابتزاز ممنهجة ومرتبة ؟ ويذهب ضحيتها ابرياء يخافون على سمعتهم وعملهم وسمعة عوائلهم واهلهم، ويرضون بالواقع المفروض مرغمين دون تردد او مواجهة .
القصة سردتها لاصدقاء فاضوا من الضحك، وكل واحد اخفى سرا بانه تعرض لهذا الموقف ومواقف مشابهة . ولنعترف اننا امام ظاهرة جرمية جديدة لها ابطالها ومسارحها وتنتشر بشكل واسع النطاق، ولربما هي قديمة، ولكنها تعود بحيوية الى المجال العام .
روى لي عن قصص كثيرة، وتفنن عجيب وغريب في عمليات النصب والتبلي على الناس . فتيات /مراهقون يتوقفون عند الصراف الالي للبنوك، وما ان تعود الى المركبة لتجدها جالسة بجانبك، وتضعك بين راهنين الفضيحة ام الدفع والابتزاز، وكلاهما امر من الثاني .
بلا شك فان الامن العام : بحث جنائي وامن وقائي بحكم الخبرة، والدراية العميقة بالتحول والتطور الجرمي يعرفون حقيقة الامر، وتعاملوا مع مرتكبيها، وخصوصا ان بعضا من المحتالين لديهم سجل جرمي وسوابق مقيدة امنيا .
لماذا كتبت عن القضية ؟ بحكم اكثر من عامل موضوعي اجتماعي واقتصادي ومعيشي، ارى بان ثمة تحول وتطور في العمل الجرمي . كورونا خلفت انشقاقا وصدعا اجتماعيا هائلا ومرعبا، وانزياحا طبقيا واجتماعيا محسوسا نحو الفقر والفقر المدقع .
تحت ضغط الفاقة والحاجة احيانا قد يكون الدافع الجرمي، وهذا غير مبرر قانونيا واخلاقيا مهما كان الحال . القضايا ولو يجري دراستها وتحليلها بموضوعية وواقعية، رجل اربعيني لا يملك ثمن باكيت دخان وبطاقة خليوي، ورجل مسرح عن العمل يشحد ثمن خبز لاطفاله، فهؤلاء ليسوا حرامية ولا نصابين، ولكنهم ضحايا لمفاسد وعثرات زمن رماهم في حضن ومستنقع ووحل العالم السفلي والقاع، وعالم الجريمة .
اقرا ايضا :
عمان جو - ..الله يكون في عون رجال الامن العام والبحث الجنائي . مررت قبل ايام على كراج «بنشرجي وكهربجي سيارات « في وادي صقرة . صاحب الكراج خائف ومرتبك ومضطرب، سالته : شو مالك، وعسى ما شر ؟ فقال انه تعرض لحادثة غريبة - والرجل يتكلم كان مليئا بالخوف والرهبة- وقبل ايام دخل علي رجل وطلب اصلاح بنشر السيارة، وبعدما قام باصلاحه، طلب منه فاتورة بقيمة البنشر، والبالغة دينارين .
و ليس هذا المهم كما يضيف، بل بعد ساعة عاد الرجل الى الكراج، ويدعي ان هاتفه الخليوي مسروق . واتصل بالبحث الجنائي، وجاؤوا الى الكراج، وفتحوا الكاميرات، ومن اللحظة الاولى لدخول الرجل للكراج وخروجه، تبين ان الهاتف تم وضعه في جيبه، وان لا احد من عمال الكراج والموجودين قد مد يده على هاتف الرجل .
وغادر رجال البحث الجنائي الكراج، وليس هناك من دليل او اثبات او حتى اشارة لوقوع حادثة سرقة لهاتف الرجل في الكراج . وفي اليوم التالي كما يروي صاحب الكراج، فان الرجل اتصل به يطالبه بالهاتف، ويهدده بالشكوى، ويقول له : انه سوف يدفعه ما فوقه وتحته .
صاحب الكراج «تحت ضغط « من اتصالات ذاك الرجل وتهديده، ولا يقوى على عمل اي شيء . والرجل شغيل ومحترف، وسجله الجرمي صفر ومحله من اقدم الكراجات في وادي صقرة، وسيرته معروفة وعطرة عند جميع زبائنه وجيرانه واهله والقاصي والداني، وخائف بالتبلي ان يتحمل جريمة لم يرتكبها .
ومن شدة فزعه فانه يشاور نفسه بان يقول للرجل خذ ثمن تلفون جديد، وحل عني، وعوضي على رب العالمين . القصة ليست عادية، ولا يخيل اليك، كم يقع ضحايا لعمليات ابتزاز ممنهجة ومرتبة ؟ ويذهب ضحيتها ابرياء يخافون على سمعتهم وعملهم وسمعة عوائلهم واهلهم، ويرضون بالواقع المفروض مرغمين دون تردد او مواجهة .
القصة سردتها لاصدقاء فاضوا من الضحك، وكل واحد اخفى سرا بانه تعرض لهذا الموقف ومواقف مشابهة . ولنعترف اننا امام ظاهرة جرمية جديدة لها ابطالها ومسارحها وتنتشر بشكل واسع النطاق، ولربما هي قديمة، ولكنها تعود بحيوية الى المجال العام .
روى لي عن قصص كثيرة، وتفنن عجيب وغريب في عمليات النصب والتبلي على الناس . فتيات /مراهقون يتوقفون عند الصراف الالي للبنوك، وما ان تعود الى المركبة لتجدها جالسة بجانبك، وتضعك بين راهنين الفضيحة ام الدفع والابتزاز، وكلاهما امر من الثاني .
بلا شك فان الامن العام : بحث جنائي وامن وقائي بحكم الخبرة، والدراية العميقة بالتحول والتطور الجرمي يعرفون حقيقة الامر، وتعاملوا مع مرتكبيها، وخصوصا ان بعضا من المحتالين لديهم سجل جرمي وسوابق مقيدة امنيا .
لماذا كتبت عن القضية ؟ بحكم اكثر من عامل موضوعي اجتماعي واقتصادي ومعيشي، ارى بان ثمة تحول وتطور في العمل الجرمي . كورونا خلفت انشقاقا وصدعا اجتماعيا هائلا ومرعبا، وانزياحا طبقيا واجتماعيا محسوسا نحو الفقر والفقر المدقع .
تحت ضغط الفاقة والحاجة احيانا قد يكون الدافع الجرمي، وهذا غير مبرر قانونيا واخلاقيا مهما كان الحال . القضايا ولو يجري دراستها وتحليلها بموضوعية وواقعية، رجل اربعيني لا يملك ثمن باكيت دخان وبطاقة خليوي، ورجل مسرح عن العمل يشحد ثمن خبز لاطفاله، فهؤلاء ليسوا حرامية ولا نصابين، ولكنهم ضحايا لمفاسد وعثرات زمن رماهم في حضن ومستنقع ووحل العالم السفلي والقاع، وعالم الجريمة .
اقرا ايضا :
التعليقات