عمان جو - انا بحب الشتاء اكثر من الصيف. ومن قال : « الصيف كيف «، هذه المقولة التي تردد كثيرا على ألسنة الناس احتفالا بقدوم فصل الصيف والحر، اظن انه لا يقصد صيف وحر بلادنا، ولا اريد التوسع في شتم الصيف. في زمن كورونا الفصول الاربعة متشابهة. وما عاد فصل يفرق عن الثاني. الصيف اخو الشتاء والربيع شبيه الخريف، حجر وعزلة وحظر، ووقت ثقيل وقاس ومقيت في متابعة اخبار الفايروس الحقير. في الشتوية تعود عادة لطيفة وجميلة نفقدها طوال العام. المونة، وما تحتفط به العوائل لفصل الشتاء، وثمة اكلات واطعمة مربوطة حصرا بالشتاء واجواء المطر والثلج والبرد القارس. البرد والشتاء يبعث على الشعور بالفرح والسعادة. تخرج ثياب واواعي الشتاء المخزنة، وتكتسي بجاكيت فرو وبالطو كاشمير، وترتدي لفحة وان اشتد البرد تلبس شماغا احمر مهدبا، وتتلثم في عز صبيحة يوم بارد وماطر ومثلج. من ايام الطفولة غرس الشتاء في اذهاننا صورا لاطعمة شتوية من مونة البيت الكبير زبيب وقطين ومشمش مجفف، ولزاقيات. ومربى تين وسفرجل وعلب زجاجية « مرتبانات « والقرفة الساخنة تخفي اسرارا لكنوز مونة الشتوية الشهية والطيبة. صحيح، ان الشتاء زمان كان مؤلما. صوبة الكاز «فوجيكا وعلاء الدين « وحتى» البواري « ماذا تكفي لتدفئة بيوت كبيرة رحابة وطيبة ساكنيها. فاذكر اننا كنا نجمع الحطب والخشب الثقيل، ونشعل نارا في البيت ، ونجتمع حولها السنتها ولهيبها الدافئ والانيس، ونستنطق النار لتقول لنا حكايا وروايات عن الغولة والضبع والوحش، ومن غرائب المحكيات الشعبية الاردنية. في المدرسة ايام الشتاء والبرد تغرق الصفوف في الماء، ونهرب من الصف من شدة البرد القارس، ونتخذ من مهربنا مكانا سريا لنشعل نارا، ونقضي بقية اليوم الدراسي هناك، ومن الجلوس حول نار الشتاء تعرفت على الدخان، واذكر اول سيجارة دخنتها اشعلتها من لهب النار، ورائحة التبغ والنار ما زالت عالقة في خيالي، ولو ان الروائح القديمة ستحضر وتجلب من ذاك الزمن! التبلل بماء المطر، والركض تحت المطر، وما ينبعث من طاقة واحساس بالطهارة والحياة والولادة من جديد. وعندما يهطل الثلج تكتسي الارض بالابيض الجميل والنقي والصافي الهاطل من السماء. نمشي على الثلج، ونتوه في ضبابه الكثيف، وننتظر اليوم التالي لهطول الثلج حيث يبدا بالذوبان، وينقشع عن الارض، ويصعد الى السماء، وتتعرى الارض الطيبة، وتسمع عواء الذياب، ونلبس نلبس «الفوتيك والبسطار « والفروة، ولا امتع من دفئهم الطبيعي. اين نحن الان من ذاك الشتاء. عرفت الشتاء في مدن كثيرة في العالم، من باريس ومدريد والرباط والقاهرة وطرابلس الى بكين. ولكن لا اجمل من شتاء الجنوب، وتحديدا شتوية راكين. في مدن لا تعرف غير الشتاء، واقاليم شديدة البرودة. ويبدو ان لكل مدينة في العالم بردها وشتاءها. شخصيا اسجل انحيازي لفصل الشتاء وافضله عن بقية الفصول. ولا اعرف لربما السر في ليله الطويل، وانا من عشاق الليل ومريديه، والاختلاء في النفس والعزلة الافتراضية، والاحساس بضرورة الالتصاق بالمكان. ولا اعرف يمنح الشتاء تعلقا حميميا بالطبيعة.
عمان جو - انا بحب الشتاء اكثر من الصيف. ومن قال : « الصيف كيف «، هذه المقولة التي تردد كثيرا على ألسنة الناس احتفالا بقدوم فصل الصيف والحر، اظن انه لا يقصد صيف وحر بلادنا، ولا اريد التوسع في شتم الصيف. في زمن كورونا الفصول الاربعة متشابهة. وما عاد فصل يفرق عن الثاني. الصيف اخو الشتاء والربيع شبيه الخريف، حجر وعزلة وحظر، ووقت ثقيل وقاس ومقيت في متابعة اخبار الفايروس الحقير. في الشتوية تعود عادة لطيفة وجميلة نفقدها طوال العام. المونة، وما تحتفط به العوائل لفصل الشتاء، وثمة اكلات واطعمة مربوطة حصرا بالشتاء واجواء المطر والثلج والبرد القارس. البرد والشتاء يبعث على الشعور بالفرح والسعادة. تخرج ثياب واواعي الشتاء المخزنة، وتكتسي بجاكيت فرو وبالطو كاشمير، وترتدي لفحة وان اشتد البرد تلبس شماغا احمر مهدبا، وتتلثم في عز صبيحة يوم بارد وماطر ومثلج. من ايام الطفولة غرس الشتاء في اذهاننا صورا لاطعمة شتوية من مونة البيت الكبير زبيب وقطين ومشمش مجفف، ولزاقيات. ومربى تين وسفرجل وعلب زجاجية « مرتبانات « والقرفة الساخنة تخفي اسرارا لكنوز مونة الشتوية الشهية والطيبة. صحيح، ان الشتاء زمان كان مؤلما. صوبة الكاز «فوجيكا وعلاء الدين « وحتى» البواري « ماذا تكفي لتدفئة بيوت كبيرة رحابة وطيبة ساكنيها. فاذكر اننا كنا نجمع الحطب والخشب الثقيل، ونشعل نارا في البيت ، ونجتمع حولها السنتها ولهيبها الدافئ والانيس، ونستنطق النار لتقول لنا حكايا وروايات عن الغولة والضبع والوحش، ومن غرائب المحكيات الشعبية الاردنية. في المدرسة ايام الشتاء والبرد تغرق الصفوف في الماء، ونهرب من الصف من شدة البرد القارس، ونتخذ من مهربنا مكانا سريا لنشعل نارا، ونقضي بقية اليوم الدراسي هناك، ومن الجلوس حول نار الشتاء تعرفت على الدخان، واذكر اول سيجارة دخنتها اشعلتها من لهب النار، ورائحة التبغ والنار ما زالت عالقة في خيالي، ولو ان الروائح القديمة ستحضر وتجلب من ذاك الزمن! التبلل بماء المطر، والركض تحت المطر، وما ينبعث من طاقة واحساس بالطهارة والحياة والولادة من جديد. وعندما يهطل الثلج تكتسي الارض بالابيض الجميل والنقي والصافي الهاطل من السماء. نمشي على الثلج، ونتوه في ضبابه الكثيف، وننتظر اليوم التالي لهطول الثلج حيث يبدا بالذوبان، وينقشع عن الارض، ويصعد الى السماء، وتتعرى الارض الطيبة، وتسمع عواء الذياب، ونلبس نلبس «الفوتيك والبسطار « والفروة، ولا امتع من دفئهم الطبيعي. اين نحن الان من ذاك الشتاء. عرفت الشتاء في مدن كثيرة في العالم، من باريس ومدريد والرباط والقاهرة وطرابلس الى بكين. ولكن لا اجمل من شتاء الجنوب، وتحديدا شتوية راكين. في مدن لا تعرف غير الشتاء، واقاليم شديدة البرودة. ويبدو ان لكل مدينة في العالم بردها وشتاءها. شخصيا اسجل انحيازي لفصل الشتاء وافضله عن بقية الفصول. ولا اعرف لربما السر في ليله الطويل، وانا من عشاق الليل ومريديه، والاختلاء في النفس والعزلة الافتراضية، والاحساس بضرورة الالتصاق بالمكان. ولا اعرف يمنح الشتاء تعلقا حميميا بالطبيعة.
عمان جو - انا بحب الشتاء اكثر من الصيف. ومن قال : « الصيف كيف «، هذه المقولة التي تردد كثيرا على ألسنة الناس احتفالا بقدوم فصل الصيف والحر، اظن انه لا يقصد صيف وحر بلادنا، ولا اريد التوسع في شتم الصيف. في زمن كورونا الفصول الاربعة متشابهة. وما عاد فصل يفرق عن الثاني. الصيف اخو الشتاء والربيع شبيه الخريف، حجر وعزلة وحظر، ووقت ثقيل وقاس ومقيت في متابعة اخبار الفايروس الحقير. في الشتوية تعود عادة لطيفة وجميلة نفقدها طوال العام. المونة، وما تحتفط به العوائل لفصل الشتاء، وثمة اكلات واطعمة مربوطة حصرا بالشتاء واجواء المطر والثلج والبرد القارس. البرد والشتاء يبعث على الشعور بالفرح والسعادة. تخرج ثياب واواعي الشتاء المخزنة، وتكتسي بجاكيت فرو وبالطو كاشمير، وترتدي لفحة وان اشتد البرد تلبس شماغا احمر مهدبا، وتتلثم في عز صبيحة يوم بارد وماطر ومثلج. من ايام الطفولة غرس الشتاء في اذهاننا صورا لاطعمة شتوية من مونة البيت الكبير زبيب وقطين ومشمش مجفف، ولزاقيات. ومربى تين وسفرجل وعلب زجاجية « مرتبانات « والقرفة الساخنة تخفي اسرارا لكنوز مونة الشتوية الشهية والطيبة. صحيح، ان الشتاء زمان كان مؤلما. صوبة الكاز «فوجيكا وعلاء الدين « وحتى» البواري « ماذا تكفي لتدفئة بيوت كبيرة رحابة وطيبة ساكنيها. فاذكر اننا كنا نجمع الحطب والخشب الثقيل، ونشعل نارا في البيت ، ونجتمع حولها السنتها ولهيبها الدافئ والانيس، ونستنطق النار لتقول لنا حكايا وروايات عن الغولة والضبع والوحش، ومن غرائب المحكيات الشعبية الاردنية. في المدرسة ايام الشتاء والبرد تغرق الصفوف في الماء، ونهرب من الصف من شدة البرد القارس، ونتخذ من مهربنا مكانا سريا لنشعل نارا، ونقضي بقية اليوم الدراسي هناك، ومن الجلوس حول نار الشتاء تعرفت على الدخان، واذكر اول سيجارة دخنتها اشعلتها من لهب النار، ورائحة التبغ والنار ما زالت عالقة في خيالي، ولو ان الروائح القديمة ستحضر وتجلب من ذاك الزمن! التبلل بماء المطر، والركض تحت المطر، وما ينبعث من طاقة واحساس بالطهارة والحياة والولادة من جديد. وعندما يهطل الثلج تكتسي الارض بالابيض الجميل والنقي والصافي الهاطل من السماء. نمشي على الثلج، ونتوه في ضبابه الكثيف، وننتظر اليوم التالي لهطول الثلج حيث يبدا بالذوبان، وينقشع عن الارض، ويصعد الى السماء، وتتعرى الارض الطيبة، وتسمع عواء الذياب، ونلبس نلبس «الفوتيك والبسطار « والفروة، ولا امتع من دفئهم الطبيعي. اين نحن الان من ذاك الشتاء. عرفت الشتاء في مدن كثيرة في العالم، من باريس ومدريد والرباط والقاهرة وطرابلس الى بكين. ولكن لا اجمل من شتاء الجنوب، وتحديدا شتوية راكين. في مدن لا تعرف غير الشتاء، واقاليم شديدة البرودة. ويبدو ان لكل مدينة في العالم بردها وشتاءها. شخصيا اسجل انحيازي لفصل الشتاء وافضله عن بقية الفصول. ولا اعرف لربما السر في ليله الطويل، وانا من عشاق الليل ومريديه، والاختلاء في النفس والعزلة الافتراضية، والاحساس بضرورة الالتصاق بالمكان. ولا اعرف يمنح الشتاء تعلقا حميميا بالطبيعة.
التعليقات