عمان جو - ربط الأردن منذ فترة طویلة منظوره للأمن الوطني الأردني بإقامة دولة فلسطینیة مستقلة ذات سیادة، على حدود.ال67 ،على أن تكون عاصمتھا القدس الشرقیةواعتبر ھذا الحل (في المنظور الإستراتیجي الأردني) متشابكاً مع قضایا الحل النھائي، كالحدود والقدس وحقالعودة للاجئین والأرض ومرتبطاً بمصالح حیویة أردنیة، سواء على صعید عودة اللاجئین (نسبة معتبرة منالأردنیین من أصول فلسطینیة ویملكون حق العودة)، أو القدس (الوصایة الھاشمیة)، لأسباب عدیدة منھا ما یرتبطبالمعادلة الدیمغرافیة الأردنیة، ومنھا ما یتعلق بالھواجس من محاولات أمیركیة أو إسرائیلیة لتوریط الأردن في.الوضع الفلسطیني الداخلي، وكذلك ما یتعلق بالبعد التاریخي والرمزي بالنسبة للھاشمیینتحاول ھذه الورقة مناقشة القناعة في الأوساط السیاسیة الأردنیة والفلسطینیة بما یتعلق بحل الدولتین وتبعاتھا علىالأردن وفلسطین وذلك في ضوء الخطوات الأخیرة للإدارة الأمیركیة، سواء بإعلان صفقة القرن ونقل السفارة إلىالقدس، أو ما طرحتھ من تصور الحل النھائي یفضي إلى إلغاء حل الدولتین، كما یفھمھ الأردنیون والفلسطینیون،وینھي عملیا حلم إقامة دولة فلسطینیة حقیقیة ولیست شكلیة، كما أنّھ یقضي على «حق العودة» للفلسطینیینّ المھج ّ رین، عملیا وواقعیا، ویدفع نحو كیان مشوه یسمى الدولة الفلسطینیة، ولایمت لمعنى الدولة بأي صفة من.الصفاتالخطوات الأمیركیة الواقعیة والتصورات النظریة التي طرحت للحل النھائي، ثم اتفاقیات التطبیع العربیة المتلاحقةمع إسرائیل والحدیث عن«السلام الإقلیمي» كمصطلح لاستدخال التطبیع مع إسرائیل وتعویم المطالب الفلسطینیةّ لتصبح أقل أھمیة وجدوى في معادلة المنطقة؛ كل ذلك یعني أن الخیار الذي طالما سعى إلیھ الأردن ودافع عنھ،.وكتب فیھ جلالة الملك عبد الله الثاني كتابا بعنوان «الفرصة الأخیرة»أصبح في خبر كانھنا تحدیداً یبدو السؤال مشروعاً بل ضروریاً واستراتیجیاً: كیف ینظر الأردن إلى ھذه التطورات؟ وما ھيانعكاسات ذلك على أمنھ الوطني؟ وما ھي الخیارات البدیلة أردنیاً وفلسطینیاً أیضاً ّ لأن ھنالك اشتباكا وتداخلا كبیرافي ھذا المجال بین المصالح الاستراتیجیة الأردنیة والفلسطینیة على السواء؟ ھل ما زال بالإمكان القیام بشيءلحمایة حل الدولتین ومواجھة مخطط تصفیة الدولة الفلسطینیة وتفریغھا من الأسس الحقیقیة لھا؟حل الدولتین.. خلفیة تاریخیةحینما یُذكر تعبیر «حل الدولتین» في أي وسیلة إعلامیة في عالمنا ھذا، یفھم من دون تردد أن المقصود ھو النزاعالفلسطیني الإسرائیلي. لقد طال ھذا النزاع وأفرز من المشكلات ما جعلھ مألوفا في الخطاب السیاسي الدولي، سواءفي قرارات الأمم المتحدة، أو البیانات السیاسیة المشتركة، أو المؤتمرات الصحفیة التي یتحدث بھا وزراء.الخارجیة العرب في الإقلیم العربي أو خارجھویُ ّ ذكر المصطلح (حل الدولتین) عادةً في سیاق الحدیث عن السلام؛ باعتباره ھدفاً مھماً، ومرغوباً على صعید إقلیم.الشرق الأوسط، والصعید العالمي؛ وذلك لأھمیة استقرارهلقد نشأ ھذا الاھتمام بعد العدوان الإسرائیلي على مصر والأردن وسوریا في حزیران 1967 ،والذي نجم عنھاحتلال أراض في الدول الثلاث كان من بینھا الضفة الغربیة وقطاع غزة الفلسطینیین، وقد مھدت إسرائیل لذلك.العدوان سیاسیا؛ لتجعلھ یبدو لاحقاً حرباً استباقیة للدفاع عن إسرائیل لتنجو من العقاب بحسب میثاق الأمم المتحدةصدر عن مجلس الأمن بعد الحرب قرار 242،الذي نص على مبادئ السلام، وأھمھا الانسحاب من الأراضيالمحتلة تمھیداً لقیام سلام دائم. تعثر الجھد الدولي للتوصل إلى سلام دائم، وأنھیت مھام المبعوث الدولي السویديالدكتور جونار یارنج المعین لھذه المھمة، ثم وقعت حرب جدیدة في تشرین أول 1973 ،وتدخلت الولایات المتحدةالأمریكیة؛ لإنھاء ھذه الحرب، لیتبعھا ثلاث اتفاقیات سلام عربیة إسرائیلیة، كانت الأولى معاھدة كامب دیفید بینمصر وإسرائیل عام 1979 ،والتي على أساسھا استردَّت مصر أراضیھا المحتلة، وبعدھا اتفاقیة أوسلو بین منظمة
التحریر الفلسطینیة وإسرائیل عام 1993 ،والتي لم تؤد إلى انسحاب إسرائیلي من الأراضي الفلسطینیة المحتلة، بلإقامة حكم ذاتي فلسطیني، والاتفاقیة الثالثة تمت بین الأردن وإسرائیل عام 1994 .أما الأراضي السوریة المحتلةفقد بقیت في قبضة إسرائیل؛ لفشل المحادثات التي أدارتھا الولایات المتحدة بین الدولتین، وإنھ لجدیر بالذكر أن.عملیة السلام في الشرق الأوسط انتقلت منذ حرب تشرین 1973 من الأمم المتحدة إلى الحضن الأمیركيورد في اتفاقیة أوسلو نص اعتراف منظمة التحریر الفلسطینیة بدولة إسرائیل، ولم یرد فیھا بالمقابل نص عن إقامةَ دولة فلسطینیة، واتفق المتفاوضون على إرجاء ھذا الموضوع لما سموه بالاتفاقیة «الحل النھائي» الذي فھم منھٍ دولة فلسطینیة؛ باعتبار أن قیامھا ھو الذي سیجلب السلام الدائم للإقلیم، أما إسرائیل فقدالفلسطینیون والعالم إقامةَاكتفت في ھذه المرحلة بالاعتراف بمنظمة التحریر كممثل شرعي ووحید للفلسطینیین. لقد مضى على الاتفاقیةحتى الیوم سبعة وعشرون عاماً ولم تقم دولة فلسطین ولم یجلس الجانبان للتباحث بالحل النھائي. من المسؤول عنذلك؟اللاعبون الرئیسون في عملیة السلامبالإضافة إلى طرفي النزاع (إسرائیل والسلطة الفلسطینیة) فإن اللاعبین الرئیسین في عملیة السلام ھم: الأممالمتحدة، ثم الولایات المتحدة والتي أمسكت بخیوط اللعبة منذ أوائل سبعینیات القرن الماضي، كما ذكرت سابقا.ِت الرباعیة الدولیة عام 2002 ،وكان في عضویتھا كل من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي،ولاحقاً ُ شكلّ.والولایات المتحدة، وروسیا. وفي ما یلي سأتطرق لعرض دور كل طرف على مدى ربع القرن الماضيأبدأ بالأمم المتحدة باعتبارھا ملاذ الدول والشعوب المظلومة وفقا لمیثاقھا الذي یعتبر أساس القانون الدوليومرجعیتھ، منذ أنشئت السلطة الفلسطینیة حتى یومنا ھذا لم تتوقف إسرائیل عن بناء المستوطنات وتوطین الیھود. ِ فیھا مواصلَةً بذلك ما بدأتھ مباشرة بعد احتلال الضفة الغربیة عام 1967 ،مخالفة بذلك اتفاقیات لاھاي وجنیفلم تتوقف الدول العربیة عن تقدیم الشكاوى ضد إسرائیل؛ بسبب ھذه المخالفة المفضوحة، لتلیھا السلطة الفلسطینیةً بعد قیامھا بمواصلة تقدیم الشكوى، ولكن إجراء حقیقیا واحدا لم یتخذ لوقف ھذه المخالفة. وحینما كانت السلطة تلجألمجلس الأمن شاكیة كانت تُستقبل بالفیتو الأمیركي الذي وظفتھ الولایات المتحدة أكثر من أربعین مرة ضد.الشكاوى الفلسطینیة، وذلك بالرغم من الإجماع العالمي على إدانة السلوك الإسرائیليّ إن ّ الولایات المتحدة لعبت دور الشریك غیر المباشر مع إسرائیل في بناء المستوطنات، ومن المفید أن نذكِ ّ ر بأنالولایات المتحدة، ومنذ أرادت أن تلعب دوراً في إقامة السلام قدمت وحتى الآن اقتراحین: أولھما حمل اسم الرئیسریغان وھو مبادرة السلام التي طرحھا في تشرین ثاني 1982 بعد إخراج الفدائیین من لبنان، وكان جوھر ذلكالمشروع ھو إقامة حكم ذاتي في الضفة الغربیة (وغزة) مرتبط بالأردن، وورد فیھ ذكر وقف الاستیطانالإسرائیلي، ولكن لم یذكر إقامة دولة فلسطینیة، بل إنھ استبعد تحقیق سلام من خلال إقامة دولة فلسطینیة. وثانیھما.مشروع الرئیس ترمب المسمى «صفقة القرن» وھو أیضا لم یذكر دولة فلسطینیة حقیقیةفي آذار 1991 بعثني جلالة المرحوم الملك الحسین وبناء على طلب من واشنطن بإرسال مبعوث عنھ لیشرح لھالمسؤولون ماذا قصد الرئیس بوش بمؤتمر دولي للسلام، وھو الذي أعلن عنھ بعد تحریر الكویت في 28 - 1-1990 في لقائي مع جیمس بیكر وزیر الخارجیة الأمیركي آنذاك، قال لي صراحة: «لن یكون ھناك دولة فلسطینیةبل كیان أقل من دولة وأعلى قلیلاً من حكم ذاتي». من ھذا نستنتج أن اللاعب الثاني في عملیة السلام یتبنى الموقف.الإسرائیلي بعدم إقامة دولة فلسطینیة في الضفة الغربیة وقطاع غزةُ أما اللاعب الثالث أي «الرباعیة» التي تضم الولایات المتحدة وش ّكلت عام 2002 ،وتوقف عملھا عام 2016 فلمتتمكن من إحراز أي تقدم نحو السلام الدائم بإقامة دولة فلسطینیة، واكتفى وزیر الخارجیة الأمیركي في عھدّ الرئیس أوباما، جون كیري (آخر ممثل أمیركي في الرباعیة) بإسداء نصیحة لإسرائیل بأن سیاساتھا ستؤدي إلىنشوء أبارتاید سیسیئ إلى صورتھا في العالم. من الواضح أن الموقف الأمریكي یعكس سیاسة الدعم الأمیركیة .لإسرائیل، والتي تقوم سیاساتھا على عدم إقامة دولة فلسطینیةّ لماذا ترفض إسرائیل حل الدولتین؟ھذه الحقیقة تثیر تساؤلاً ھاماً للغایة وھو: لماذا ترفض إسرائیل قیام دولة فلسطینیة؟ وھو الامر الذي سیؤدي إلىقبولھا في المحیط العربي وسیزیل عنھا الإحراج العالمي!. إن موقفھا ھذا ضد المنطق والعقلانیة، وفي ما یلي.سأفسر عدم عقلانیة ھذا المنطقحینما قررت الأمم المتحدة عام 1947 تقسیم فلسطین إلى دولة یھودیة وأخرى فلسطینیة رفضت الدول العربیةً السبع ھذا القرار، بالإضافة إلى ممثلي فلسطین الذین رفضوه ابتداء لعدم عدالتھ، كما رفضوه لسبب آخر وھورفضھم لزرع جسم غریب في الإقلیم العربي، فالإقلیم عربي الھویة والثقافة والتاریخ والدیموغرافیة. ورد الفعلالعربي بھذا المعنى كان منطقیا؛ لأنھم تصرفوا كما یتصرف جسم الإنسان حین یتسلل فیھ جسم غریب، فینتفض؛لطرد ذلك الجسم الغریب، وإذا فشل الجسم في طرده یعمد إلى حوصلتھ انتظارا للیوم الذي تمكنھ مناعتھ منالتخلص منھ. وھذا ما حدث بالضبط حینما فشل العرب عسكریا في التخلص منھ عام 1948 ،فاضطروا إلىحوصلتھ التي اتخذت شكل محاصرتھ ومقاطعتھ التي استمرت حتى عام 1967 حینما حققت إسرائیل انتصاراعسكریا ساحقا على الجیوش العربیة منھیة الحصار، وذلك حینما قبلت مصر والأردن قرار مجلس الأمن 242،وقبلتھ سوریا بعد حرب تشرین وذلك بقبولھا قرار مجلس الأمن 338 الذي نص على قرار 242 ،ونتیجة قبولھذین القرارین فتحت الأبواب لإسرائیل وانتھى الحصار وأصبحت عملیة السلام ھي مرجعیة سائر الدول بعد أن.قبلت الدول العربیة وجود إسرائیل في الجوار، بعدما كانت سابقا رافضة لھكان المطلوب ھو استرجاع الأرض المحتلة وتأسیس السلام. فمضت الدول العربیة في إعلان قبولھا بدولةإسرائیل؛ إذا تحقق السلام، وأقیمت الدولة الفلسطینیة، ووصل الأمر حد الإعلان في قرار القمة العربیة في بیروت2002 أن العرب سیتقبلون إسرائیل في وسطھم، وبذلك وعدت الدول العربیة بقبول ما رفضتھ عام 1947 ،وإنشاءعلاقات طبیعیة معھا. ومع ذلك لم تستجب إسرائیل لھذا العرض الكریم في تصرف غیر منطقي. لماذا؟ لا بد أن.یكون لھ سببّ إسرائیل ھي مشروع حركة قومیة یھودیة، ومع أن الدین لا یشكل قومیة، إلا أن قادة ھذه الحركة الصھیونیة تمكنوافي القرن التاسع عشر في أوروبا، وھو قرن القومیات والاستعمار، من مزج الدین بالتاریخ وبالاضطھاد المسیحيّ للیھود في أوروبا بحركة تعمل على إنقاذھم وإیجاد وطن لھم لیحمیھم، وكانت فلسطین ھي المكان المرتجى. فشكل. ّ ھذا المفھوم أیدولوجیة تجسدت في إسرائیلإن رفض إسرائیل لقیام دولة فلسطینیة بالضفة الغربیة وقطاع غزة مدفوع بتمسكھا بأیدیولوجیتھا التي تقوم علىركیزتین: الأولى أرض فلسطین وقد أمنتھا بالكامل في حرب حزیران 1967 ،أما الثانیة فإن الأرض للیھود فقط.وبالتالي لا تسمح بقیام دولة فلسطینیة على أرض تعتبرھا یھودیة حتى لا تنحرف بأیدیولوجیتھاإذن الموقف الإسرائیلي الرافض لقیام دولة فلسطینیة ھو موقف أیدیولوجي، ولیس موقفا سیاسیا مبنیا على تحقیقالمصالح، ویحكم العقل لا العاطفة عند اتخاذ القرار. ولتأكید موقفھا الأیدیولوجي أصدرت قانون القومیة الیھودیةِّعرف إسرائیل بدولة قومیة للشعب الیھودي فقط. منذ عام ١٩٤٨ وقبل سن ھذا القانون بنحوعام ٢٠١٨ الذي یُسبعین عاما تعاملت دولة إسرائیل مع الفلسطینیین الذین لم یخرجوا من بیوتھم في مدنھم وقراھم وفق مضمون ھذاالقانون من خلال العمل على الحد من تكاثر الفلسطینیین، بشكل غیر مباشر، حینما وضعت تعلیمات تمنع أو تعرقلإضافة بناء جدید على مبنى العائلة القائم في المدینة أو القریة؛ لتمنع الزواج المبكر أو تؤخره. ومع ذلك یشكلھؤلاء الفلسطینیون المقیمون في إسرائیل الیوم حوالي 20 %من سكانھا، ویقیم معظمھم بمنطقة المثلث، والتيیقترح الجانب الأمریكي حسب تفاصیل خطة ما یعرف بصفقة القرن إمكانیة «إعادة رسم حدود إسرائیل، وفقاً.«لاتفاق الطرفین، بحیث تصبح مجتمعات المثلث جزءاً من دولة فلسطین
یذكرني ذلك بمثال على مكر التاریخ؛ فالمثلث قبل توقیع اتفاقیة الھدنة «رودس» الإسرائیلیة الأردنیة في نیسانعام 1949 كانت تحت سیطرة الجیش الأردني، الذي خلق وجوده الخصر النحیل لإسرائیل وكانت تسعى لطردُ سكانھ، فضغط على الأردن لیتنازل عنھ ولیصبح المثلث أرضا إسرائیلیة فیما تنازلت إسرائیل عن التلال الجنوبیةلمدینة الخلیل، ضمن مفاوضات كانت صعبة ومعقدة. وشرعت إسرائیل بالضغط العسكري على سكانھ لیھاجرواكما فعلوا ذلك في مناطق أخرى، إلا أنھم ثبتوا ولم یھاجروا لیصبحوا الیوم مصدر قلق لإسرائیل؛ حیث أصبحت.منطقة المثلث مصدر قلق دیمغرافي وجغرافي لھم:أعتقد أن ما یعمي أبصار القیادة الإسرائیلیة أمران اثنان:الأولوقوف أقوى دولة في العالم (الولایات المتحدة) إلى جانبھم، وسكوتھا على مخالفاتھم العدیدة للقانون الدولي،وحمایتھا لھم بسلاح الفیتو، ووجود مجموعات ضغط وأشخاص نافذین من الجالیة الیھودیة الأمیركیة وھي فاعلةبما یخص السیاسات الأمیركیة، والتي تؤثر بشكل فاعل وكبیر في كثیر من الأحیان في السیاسة الأمیركیة،وبخاصة في الشرق الأوسط، ومثال على ذلك، منظمة أیباك، فضلاً عن المجموعة الإنجیلیة المتشددة في الولایات.المتحدة:الثانيالذي حد من عقلانیتھم فھو الظفریة التي استولت علیھم بعد انتصارھم العسكري الساحق على الجیوش العربیة فيحرب حزیران عام 1967 . ّ فالظفریة جعلتھم یشعرون أن بإمكانھم تحقیق المستحیل. وفي رأیي أن إنجازھمالاخیر، بالحصول على الاعتراف، وتطبیع العلاقات مع دول عربیة في الاطراف ھي: الامارات العربیة المتحدة،ومملكة البحرین، والسودان. بعد أن حققت سلاماً مع مصر والأردن المجاورتین، مما یغذي داء الظفریة ویزیدهدرجات، ویزیدھم عنادا؛ مثلما غذت الظفریة القیادات الإسرائیلیة، حینما احتلت إسرائیل سائر الأرض، وحققت.نصف الحلم الأولوالسؤال ھو: ھل سیقبل الإسرائیلیون بالوصول إلى الصورة السیئة التي حذرھم منھا وزیر الخارجیة كیري بأنھمفي رفضھم لإقامة الدولة الواحدة ذات القومیتین، ولإقامة دولة فلسطینیة على الأراضي المحتلة سیجعلون من بلدھمدولة أبارتاید؟ الأمر یعتمد على تغیر البنیة السیاسیة الإسرائیلیة حیث ما زال الیمین الأیدولوجي ھو المسیطرمعظم الوقت منذ اغتیال إسحاق رابین عام 1995 ،آخر زعیم سیاسي إسرائیلي كان یؤمن بالسلام، إذ منذ اغتیالھتراجعت قوة السیاسیین الذین تتحكم بھم قوة الفكر السیاسي المتعقل لتحل محلھم قوة الیمین الأیدولوجي، وأخشى أنالحال إذا ما استمر على ما ھو علیھ أن یعمل الیمین الأیدولوجي الحاكم على تفریغ أرض فلسطین من أكبر عددمن الفلسطینیین، لیحققوا النصف الثاني من الحلم، وھو تصفیة الأرض منھم، وھذا أمر لا یخفیھ الكثیرون،. ّ وخاصة الیمین أو الأیدیولوجیون المتشددون منھم الذین یصرحون أن الأردن ھو فلسطینما العمل أردنیاً وفلسطینیاً؟ومن ھنا لا بد لنا كأردنیین أن نكون حذرین وناشطین للحفاظ على الأردن،ومن المؤكد أن عدم قیام الدولةالفلسطینیة وشطبھا من الخریطة، سیكون لھ تداعیات جسیمة على الھویة الأردنیة. والحقیقة أن ھذه الخشیة كانتقائمة منذ وقت مبكر لدى القیادة الأردنیة أیام جلالةالمرحوم الملك الحسین، ویقیني أنھا ما زالت قائمة مع جلالةالملك عبدالله الثاني، ومرد حدسي ھذا ھو ثبات الموقف الأردني في تأییده لحل الدولتین. علینا ان نؤید ھذا الموقفونطلب من القیادة الأردنیة أن تتوسع بكسب تأیید قادة عرب ومسلمین ودولیین لھذا الموقف. وبخاصة أن حلالدولتین دولیا ھو الشائع، وھو الذي یسھم في منح الشرعیة للمطلب الفلسطیني. وعلى الأردن أن یجتھد في العملعلى إنھاء الانقسام الفلسطیني في الأرض المحتلة الذي یضعف من موقفھم عالمیا إذ أن المیدان العالمي ھو المیدانالخصب الذي یتلقى بالترحیب المطالب الفلسطینیة بحقھم في تقریر المصیر، وإقامة دولتھم المستقلة وخاصة بعد انتھاء الحرب الباردة، وزوال الاتحاد السوفیتي الذي كان یركز على الاقتصاد ولیس على القیم العالمیة كما ھوفي الجامعات والمجتمعات الغربیة یؤكد لنا BDS الحال الیوم في الدول الدیموقراطیة؛ حیث نجاح حركة المقاطعةذلك. و«حل الدولتین» بالنسبة للأردن ینبغي أن یكون في صلب استراتیجیتھ الدفاعیة في علاقتھ الدولیة؛ لأن حل.الدولتین كمدخل للسلام الدائم في الشرق الأوسط یتبناه العالم بما في ذلك الأمم المتحدةوللأھمیة الأمنیة لحل الدولتین بالنسبة للأردن، أقترح تشكیل لجنة علیا لمتابعة مواقف دول العالم منھا بقصدالتمسك بإدامتھا لأھمیتھا في بناء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ذات الأھمیة الدولیة. وتكون مھمة.اللجنة دراسة مواقف الدول، والتعرف على مداخل مصالحھا، وربطھا بحل الدولتینتطبق القیادة الأردنیة ھذه المعلومات في نشاطھا الدبلوماسي على الصعید الثنائي، ثم الدولي. ویتم ذلك في العادةأثناء زیارات جلالة الملك لعواصم دول العالم، ومشاركتھ في المؤتمرات الدولیة حیث ینصح بتضمین كلماتھ إشارةإلى سلام الشرق الأوسط، وربطھ بحل الدولتین. وحین یصدر أي بیان عن ذلك النشاط أكان على الصعید الثنائي.أو الدولي، یجب العمل على تضمینھ إشارة إلى حل الدولتین كركیزة للسلام الدائم في الإقلیمّ إن إدامة حل الدولتین كمطلب عالمي من شأنھ على الأقل ردع إسرائیل، وربما تراجعھا عن نوایاھا التوسعیة.وینبغي ألا یقتصر ھذا النشاط على عمل الحكومة، بل لا بد أن یتعداه إلى المنظمات الأھلیة والاتحادات الطالبیة؛لتوسیع قاعدتھ عالمیا. وسیكون ذلك من نشاطات ومھام اللجنة العلیا المقترحة التي تؤسس علاقات صداقة مع ھذه.المنظماتولعل أھم وسائل الدفاع الاستراتیجي عن الأردن ھو العمل الواعي، والجھد المتصل على تثبیت سكان الأرضّ المحتلة في أرضھم. وفي ھذا السیاق لا بد من التذكیر بأن من أبرز الظواھر العالمیة ھي الھجرة من أجل الرزق..فالآسیویون یھاجرون، والأفارقة یھاجرون، وكذلك الشرق أوروبیین، والعربالھجرة من أجل الرزق قد تكون محركا رئیسا في تفریغ الأراضي الفلسطینیة؛ حیث یلعب العامل الاقتصادي عاملضغط وإجبار لھجرة الفلسطینیین، وقد یشجع ذلك توفر أماكن أو بلدان معینة بحاجة إلى مھاجرین وعمال مھرةوھي جاھزة لاستقبالھم، ولا أستبعد أن تكون دول الأطراف العربیة الغنیة بالموارد، والتي فتحت أبوابھا لإسرائیل.مؤخرا، ھي واحدة من البلدان التي سوف تفتح أبوابھا لاستقبال الفلسطینیین الباحثین عن الرزقولأن التثبیت یعني صمود الفلسطینیین في الأراضي المحتلة أمام تخطیط إسرائیل لاقتلاعھم ھو الوسیلة المثلى لسدالطریق أمام شرعنة الضم؛ على الأردن الرسمي، وكذلك على اللجنة العلیا المقترحة أن یتابعا ھذا الأمر بجدیةتحضیرا للدفاع عن الذات دون التوقف عن الدعوة لحل الدولتین، وإبرازه كحل أفضل؛ لكسب الرزق بتطویرالدولة الفلسطینیة المقترحة، وإبراز إمكاناتھا المرئیة والكامنة للتطور. كما یمكن للأردن أن یتصدى لمھمة تثبیتالفلسطینیین في الأرض المحتلة من خلال اعتماد وتفعیل عدة إجراءات أخرى، قد تكون واحدة منھا تلك التي تعملعلى تسھیل استیراد المنتجات الزراعیة والصناعیة الفلسطینیة. وأردنیا ینبغي الا یقل تمسكنا بحل الدولتین عنّ تمسكنا بالأقصى. ومن الجدیر بالملاحظة أن معظم دول العالم بما في ذلك الدول العربیة تنادي بحل الدولتین مندون أن تقرنھ بمطالبة إسرائیل بوقف الاستیطان. ومن المھم أن یُطور ھذا الموقف لینادي بحل الدولتین ووقفالاستیطان تمھیدا لاستئناف المفاوضات؛ لأن شعار حل الدولتین لا یوقف الاستیطان، حتى المفاوضات الفلسطینیةالإسرائیلیة قبل أن تتوقف كانت تجري والاستیطان مستمر، حتى وصل عدد المستوطنین ما وصل إلیھ من مئات.الألوف. فلا شعار حل الدولتین، ولااستئناف المفاوضات دون وقف الاستیطان یساعد على إقامة الدولة الفلسطینیةوأقترح على الحكومة الأردنیة أن توظف دبلوماسیتھا لشرح ھذا الأمر للدول الغربیة الصدیقة كي یصبح موقفھا«حل الدولتین ووقف الاستیطان». إن ھذه الملاحظة مھمة للغایة والا سنكون نلعب لعبة إسرائیل ضد إقامة الدولة.الفلسطینیة دون أن ندريوأخیراً لا بد أن یكون الأردن والسلطة الفلسطینیة على وعي تام بحیلة دولة الارخبیل الفلسطینیة؛ أي الدولة
المشكلة من قطع أراض متفرقة غیر متصلة یطلق علیھا اسم دولة. وھذه الحیلة تتجانس مع الایدولوجیة، التي تریدإخراج أكبر عدد من الفلسطینیین من الدولة الیھودیة باقتطاع أصغر أرض ممكنة مع أكبر عدد من الفلسطینیین.ولكن لأن من أھم سمات الدولة الحقیقیة ھي تواصل الأرض ذات الحدود الواحدة، والتي تمتلك سلطة السیادة على.الأرض، والسماء، والماءالخوف كل الخوف أن تنجح إسرائیل والولایات المتحدة بخداع العالم بتقدیم دولة أرخبیلیة یطلق علیھا دولة.فلسطینورقة نشرت عن مؤسسة فریدریش إیبرت*
عمان جو - ربط الأردن منذ فترة طویلة منظوره للأمن الوطني الأردني بإقامة دولة فلسطینیة مستقلة ذات سیادة، على حدود.ال67 ،على أن تكون عاصمتھا القدس الشرقیةواعتبر ھذا الحل (في المنظور الإستراتیجي الأردني) متشابكاً مع قضایا الحل النھائي، كالحدود والقدس وحقالعودة للاجئین والأرض ومرتبطاً بمصالح حیویة أردنیة، سواء على صعید عودة اللاجئین (نسبة معتبرة منالأردنیین من أصول فلسطینیة ویملكون حق العودة)، أو القدس (الوصایة الھاشمیة)، لأسباب عدیدة منھا ما یرتبطبالمعادلة الدیمغرافیة الأردنیة، ومنھا ما یتعلق بالھواجس من محاولات أمیركیة أو إسرائیلیة لتوریط الأردن في.الوضع الفلسطیني الداخلي، وكذلك ما یتعلق بالبعد التاریخي والرمزي بالنسبة للھاشمیینتحاول ھذه الورقة مناقشة القناعة في الأوساط السیاسیة الأردنیة والفلسطینیة بما یتعلق بحل الدولتین وتبعاتھا علىالأردن وفلسطین وذلك في ضوء الخطوات الأخیرة للإدارة الأمیركیة، سواء بإعلان صفقة القرن ونقل السفارة إلىالقدس، أو ما طرحتھ من تصور الحل النھائي یفضي إلى إلغاء حل الدولتین، كما یفھمھ الأردنیون والفلسطینیون،وینھي عملیا حلم إقامة دولة فلسطینیة حقیقیة ولیست شكلیة، كما أنّھ یقضي على «حق العودة» للفلسطینیینّ المھج ّ رین، عملیا وواقعیا، ویدفع نحو كیان مشوه یسمى الدولة الفلسطینیة، ولایمت لمعنى الدولة بأي صفة من.الصفاتالخطوات الأمیركیة الواقعیة والتصورات النظریة التي طرحت للحل النھائي، ثم اتفاقیات التطبیع العربیة المتلاحقةمع إسرائیل والحدیث عن«السلام الإقلیمي» كمصطلح لاستدخال التطبیع مع إسرائیل وتعویم المطالب الفلسطینیةّ لتصبح أقل أھمیة وجدوى في معادلة المنطقة؛ كل ذلك یعني أن الخیار الذي طالما سعى إلیھ الأردن ودافع عنھ،.وكتب فیھ جلالة الملك عبد الله الثاني كتابا بعنوان «الفرصة الأخیرة»أصبح في خبر كانھنا تحدیداً یبدو السؤال مشروعاً بل ضروریاً واستراتیجیاً: كیف ینظر الأردن إلى ھذه التطورات؟ وما ھيانعكاسات ذلك على أمنھ الوطني؟ وما ھي الخیارات البدیلة أردنیاً وفلسطینیاً أیضاً ّ لأن ھنالك اشتباكا وتداخلا كبیرافي ھذا المجال بین المصالح الاستراتیجیة الأردنیة والفلسطینیة على السواء؟ ھل ما زال بالإمكان القیام بشيءلحمایة حل الدولتین ومواجھة مخطط تصفیة الدولة الفلسطینیة وتفریغھا من الأسس الحقیقیة لھا؟حل الدولتین.. خلفیة تاریخیةحینما یُذكر تعبیر «حل الدولتین» في أي وسیلة إعلامیة في عالمنا ھذا، یفھم من دون تردد أن المقصود ھو النزاعالفلسطیني الإسرائیلي. لقد طال ھذا النزاع وأفرز من المشكلات ما جعلھ مألوفا في الخطاب السیاسي الدولي، سواءفي قرارات الأمم المتحدة، أو البیانات السیاسیة المشتركة، أو المؤتمرات الصحفیة التي یتحدث بھا وزراء.الخارجیة العرب في الإقلیم العربي أو خارجھویُ ّ ذكر المصطلح (حل الدولتین) عادةً في سیاق الحدیث عن السلام؛ باعتباره ھدفاً مھماً، ومرغوباً على صعید إقلیم.الشرق الأوسط، والصعید العالمي؛ وذلك لأھمیة استقرارهلقد نشأ ھذا الاھتمام بعد العدوان الإسرائیلي على مصر والأردن وسوریا في حزیران 1967 ،والذي نجم عنھاحتلال أراض في الدول الثلاث كان من بینھا الضفة الغربیة وقطاع غزة الفلسطینیین، وقد مھدت إسرائیل لذلك.العدوان سیاسیا؛ لتجعلھ یبدو لاحقاً حرباً استباقیة للدفاع عن إسرائیل لتنجو من العقاب بحسب میثاق الأمم المتحدةصدر عن مجلس الأمن بعد الحرب قرار 242،الذي نص على مبادئ السلام، وأھمھا الانسحاب من الأراضيالمحتلة تمھیداً لقیام سلام دائم. تعثر الجھد الدولي للتوصل إلى سلام دائم، وأنھیت مھام المبعوث الدولي السویديالدكتور جونار یارنج المعین لھذه المھمة، ثم وقعت حرب جدیدة في تشرین أول 1973 ،وتدخلت الولایات المتحدةالأمریكیة؛ لإنھاء ھذه الحرب، لیتبعھا ثلاث اتفاقیات سلام عربیة إسرائیلیة، كانت الأولى معاھدة كامب دیفید بینمصر وإسرائیل عام 1979 ،والتي على أساسھا استردَّت مصر أراضیھا المحتلة، وبعدھا اتفاقیة أوسلو بین منظمة
التحریر الفلسطینیة وإسرائیل عام 1993 ،والتي لم تؤد إلى انسحاب إسرائیلي من الأراضي الفلسطینیة المحتلة، بلإقامة حكم ذاتي فلسطیني، والاتفاقیة الثالثة تمت بین الأردن وإسرائیل عام 1994 .أما الأراضي السوریة المحتلةفقد بقیت في قبضة إسرائیل؛ لفشل المحادثات التي أدارتھا الولایات المتحدة بین الدولتین، وإنھ لجدیر بالذكر أن.عملیة السلام في الشرق الأوسط انتقلت منذ حرب تشرین 1973 من الأمم المتحدة إلى الحضن الأمیركيورد في اتفاقیة أوسلو نص اعتراف منظمة التحریر الفلسطینیة بدولة إسرائیل، ولم یرد فیھا بالمقابل نص عن إقامةَ دولة فلسطینیة، واتفق المتفاوضون على إرجاء ھذا الموضوع لما سموه بالاتفاقیة «الحل النھائي» الذي فھم منھٍ دولة فلسطینیة؛ باعتبار أن قیامھا ھو الذي سیجلب السلام الدائم للإقلیم، أما إسرائیل فقدالفلسطینیون والعالم إقامةَاكتفت في ھذه المرحلة بالاعتراف بمنظمة التحریر كممثل شرعي ووحید للفلسطینیین. لقد مضى على الاتفاقیةحتى الیوم سبعة وعشرون عاماً ولم تقم دولة فلسطین ولم یجلس الجانبان للتباحث بالحل النھائي. من المسؤول عنذلك؟اللاعبون الرئیسون في عملیة السلامبالإضافة إلى طرفي النزاع (إسرائیل والسلطة الفلسطینیة) فإن اللاعبین الرئیسین في عملیة السلام ھم: الأممالمتحدة، ثم الولایات المتحدة والتي أمسكت بخیوط اللعبة منذ أوائل سبعینیات القرن الماضي، كما ذكرت سابقا.ِت الرباعیة الدولیة عام 2002 ،وكان في عضویتھا كل من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي،ولاحقاً ُ شكلّ.والولایات المتحدة، وروسیا. وفي ما یلي سأتطرق لعرض دور كل طرف على مدى ربع القرن الماضيأبدأ بالأمم المتحدة باعتبارھا ملاذ الدول والشعوب المظلومة وفقا لمیثاقھا الذي یعتبر أساس القانون الدوليومرجعیتھ، منذ أنشئت السلطة الفلسطینیة حتى یومنا ھذا لم تتوقف إسرائیل عن بناء المستوطنات وتوطین الیھود. ِ فیھا مواصلَةً بذلك ما بدأتھ مباشرة بعد احتلال الضفة الغربیة عام 1967 ،مخالفة بذلك اتفاقیات لاھاي وجنیفلم تتوقف الدول العربیة عن تقدیم الشكاوى ضد إسرائیل؛ بسبب ھذه المخالفة المفضوحة، لتلیھا السلطة الفلسطینیةً بعد قیامھا بمواصلة تقدیم الشكوى، ولكن إجراء حقیقیا واحدا لم یتخذ لوقف ھذه المخالفة. وحینما كانت السلطة تلجألمجلس الأمن شاكیة كانت تُستقبل بالفیتو الأمیركي الذي وظفتھ الولایات المتحدة أكثر من أربعین مرة ضد.الشكاوى الفلسطینیة، وذلك بالرغم من الإجماع العالمي على إدانة السلوك الإسرائیليّ إن ّ الولایات المتحدة لعبت دور الشریك غیر المباشر مع إسرائیل في بناء المستوطنات، ومن المفید أن نذكِ ّ ر بأنالولایات المتحدة، ومنذ أرادت أن تلعب دوراً في إقامة السلام قدمت وحتى الآن اقتراحین: أولھما حمل اسم الرئیسریغان وھو مبادرة السلام التي طرحھا في تشرین ثاني 1982 بعد إخراج الفدائیین من لبنان، وكان جوھر ذلكالمشروع ھو إقامة حكم ذاتي في الضفة الغربیة (وغزة) مرتبط بالأردن، وورد فیھ ذكر وقف الاستیطانالإسرائیلي، ولكن لم یذكر إقامة دولة فلسطینیة، بل إنھ استبعد تحقیق سلام من خلال إقامة دولة فلسطینیة. وثانیھما.مشروع الرئیس ترمب المسمى «صفقة القرن» وھو أیضا لم یذكر دولة فلسطینیة حقیقیةفي آذار 1991 بعثني جلالة المرحوم الملك الحسین وبناء على طلب من واشنطن بإرسال مبعوث عنھ لیشرح لھالمسؤولون ماذا قصد الرئیس بوش بمؤتمر دولي للسلام، وھو الذي أعلن عنھ بعد تحریر الكویت في 28 - 1-1990 في لقائي مع جیمس بیكر وزیر الخارجیة الأمیركي آنذاك، قال لي صراحة: «لن یكون ھناك دولة فلسطینیةبل كیان أقل من دولة وأعلى قلیلاً من حكم ذاتي». من ھذا نستنتج أن اللاعب الثاني في عملیة السلام یتبنى الموقف.الإسرائیلي بعدم إقامة دولة فلسطینیة في الضفة الغربیة وقطاع غزةُ أما اللاعب الثالث أي «الرباعیة» التي تضم الولایات المتحدة وش ّكلت عام 2002 ،وتوقف عملھا عام 2016 فلمتتمكن من إحراز أي تقدم نحو السلام الدائم بإقامة دولة فلسطینیة، واكتفى وزیر الخارجیة الأمیركي في عھدّ الرئیس أوباما، جون كیري (آخر ممثل أمیركي في الرباعیة) بإسداء نصیحة لإسرائیل بأن سیاساتھا ستؤدي إلىنشوء أبارتاید سیسیئ إلى صورتھا في العالم. من الواضح أن الموقف الأمریكي یعكس سیاسة الدعم الأمیركیة .لإسرائیل، والتي تقوم سیاساتھا على عدم إقامة دولة فلسطینیةّ لماذا ترفض إسرائیل حل الدولتین؟ھذه الحقیقة تثیر تساؤلاً ھاماً للغایة وھو: لماذا ترفض إسرائیل قیام دولة فلسطینیة؟ وھو الامر الذي سیؤدي إلىقبولھا في المحیط العربي وسیزیل عنھا الإحراج العالمي!. إن موقفھا ھذا ضد المنطق والعقلانیة، وفي ما یلي.سأفسر عدم عقلانیة ھذا المنطقحینما قررت الأمم المتحدة عام 1947 تقسیم فلسطین إلى دولة یھودیة وأخرى فلسطینیة رفضت الدول العربیةً السبع ھذا القرار، بالإضافة إلى ممثلي فلسطین الذین رفضوه ابتداء لعدم عدالتھ، كما رفضوه لسبب آخر وھورفضھم لزرع جسم غریب في الإقلیم العربي، فالإقلیم عربي الھویة والثقافة والتاریخ والدیموغرافیة. ورد الفعلالعربي بھذا المعنى كان منطقیا؛ لأنھم تصرفوا كما یتصرف جسم الإنسان حین یتسلل فیھ جسم غریب، فینتفض؛لطرد ذلك الجسم الغریب، وإذا فشل الجسم في طرده یعمد إلى حوصلتھ انتظارا للیوم الذي تمكنھ مناعتھ منالتخلص منھ. وھذا ما حدث بالضبط حینما فشل العرب عسكریا في التخلص منھ عام 1948 ،فاضطروا إلىحوصلتھ التي اتخذت شكل محاصرتھ ومقاطعتھ التي استمرت حتى عام 1967 حینما حققت إسرائیل انتصاراعسكریا ساحقا على الجیوش العربیة منھیة الحصار، وذلك حینما قبلت مصر والأردن قرار مجلس الأمن 242،وقبلتھ سوریا بعد حرب تشرین وذلك بقبولھا قرار مجلس الأمن 338 الذي نص على قرار 242 ،ونتیجة قبولھذین القرارین فتحت الأبواب لإسرائیل وانتھى الحصار وأصبحت عملیة السلام ھي مرجعیة سائر الدول بعد أن.قبلت الدول العربیة وجود إسرائیل في الجوار، بعدما كانت سابقا رافضة لھكان المطلوب ھو استرجاع الأرض المحتلة وتأسیس السلام. فمضت الدول العربیة في إعلان قبولھا بدولةإسرائیل؛ إذا تحقق السلام، وأقیمت الدولة الفلسطینیة، ووصل الأمر حد الإعلان في قرار القمة العربیة في بیروت2002 أن العرب سیتقبلون إسرائیل في وسطھم، وبذلك وعدت الدول العربیة بقبول ما رفضتھ عام 1947 ،وإنشاءعلاقات طبیعیة معھا. ومع ذلك لم تستجب إسرائیل لھذا العرض الكریم في تصرف غیر منطقي. لماذا؟ لا بد أن.یكون لھ سببّ إسرائیل ھي مشروع حركة قومیة یھودیة، ومع أن الدین لا یشكل قومیة، إلا أن قادة ھذه الحركة الصھیونیة تمكنوافي القرن التاسع عشر في أوروبا، وھو قرن القومیات والاستعمار، من مزج الدین بالتاریخ وبالاضطھاد المسیحيّ للیھود في أوروبا بحركة تعمل على إنقاذھم وإیجاد وطن لھم لیحمیھم، وكانت فلسطین ھي المكان المرتجى. فشكل. ّ ھذا المفھوم أیدولوجیة تجسدت في إسرائیلإن رفض إسرائیل لقیام دولة فلسطینیة بالضفة الغربیة وقطاع غزة مدفوع بتمسكھا بأیدیولوجیتھا التي تقوم علىركیزتین: الأولى أرض فلسطین وقد أمنتھا بالكامل في حرب حزیران 1967 ،أما الثانیة فإن الأرض للیھود فقط.وبالتالي لا تسمح بقیام دولة فلسطینیة على أرض تعتبرھا یھودیة حتى لا تنحرف بأیدیولوجیتھاإذن الموقف الإسرائیلي الرافض لقیام دولة فلسطینیة ھو موقف أیدیولوجي، ولیس موقفا سیاسیا مبنیا على تحقیقالمصالح، ویحكم العقل لا العاطفة عند اتخاذ القرار. ولتأكید موقفھا الأیدیولوجي أصدرت قانون القومیة الیھودیةِّعرف إسرائیل بدولة قومیة للشعب الیھودي فقط. منذ عام ١٩٤٨ وقبل سن ھذا القانون بنحوعام ٢٠١٨ الذي یُسبعین عاما تعاملت دولة إسرائیل مع الفلسطینیین الذین لم یخرجوا من بیوتھم في مدنھم وقراھم وفق مضمون ھذاالقانون من خلال العمل على الحد من تكاثر الفلسطینیین، بشكل غیر مباشر، حینما وضعت تعلیمات تمنع أو تعرقلإضافة بناء جدید على مبنى العائلة القائم في المدینة أو القریة؛ لتمنع الزواج المبكر أو تؤخره. ومع ذلك یشكلھؤلاء الفلسطینیون المقیمون في إسرائیل الیوم حوالي 20 %من سكانھا، ویقیم معظمھم بمنطقة المثلث، والتيیقترح الجانب الأمریكي حسب تفاصیل خطة ما یعرف بصفقة القرن إمكانیة «إعادة رسم حدود إسرائیل، وفقاً.«لاتفاق الطرفین، بحیث تصبح مجتمعات المثلث جزءاً من دولة فلسطین
یذكرني ذلك بمثال على مكر التاریخ؛ فالمثلث قبل توقیع اتفاقیة الھدنة «رودس» الإسرائیلیة الأردنیة في نیسانعام 1949 كانت تحت سیطرة الجیش الأردني، الذي خلق وجوده الخصر النحیل لإسرائیل وكانت تسعى لطردُ سكانھ، فضغط على الأردن لیتنازل عنھ ولیصبح المثلث أرضا إسرائیلیة فیما تنازلت إسرائیل عن التلال الجنوبیةلمدینة الخلیل، ضمن مفاوضات كانت صعبة ومعقدة. وشرعت إسرائیل بالضغط العسكري على سكانھ لیھاجرواكما فعلوا ذلك في مناطق أخرى، إلا أنھم ثبتوا ولم یھاجروا لیصبحوا الیوم مصدر قلق لإسرائیل؛ حیث أصبحت.منطقة المثلث مصدر قلق دیمغرافي وجغرافي لھم:أعتقد أن ما یعمي أبصار القیادة الإسرائیلیة أمران اثنان:الأولوقوف أقوى دولة في العالم (الولایات المتحدة) إلى جانبھم، وسكوتھا على مخالفاتھم العدیدة للقانون الدولي،وحمایتھا لھم بسلاح الفیتو، ووجود مجموعات ضغط وأشخاص نافذین من الجالیة الیھودیة الأمیركیة وھي فاعلةبما یخص السیاسات الأمیركیة، والتي تؤثر بشكل فاعل وكبیر في كثیر من الأحیان في السیاسة الأمیركیة،وبخاصة في الشرق الأوسط، ومثال على ذلك، منظمة أیباك، فضلاً عن المجموعة الإنجیلیة المتشددة في الولایات.المتحدة:الثانيالذي حد من عقلانیتھم فھو الظفریة التي استولت علیھم بعد انتصارھم العسكري الساحق على الجیوش العربیة فيحرب حزیران عام 1967 . ّ فالظفریة جعلتھم یشعرون أن بإمكانھم تحقیق المستحیل. وفي رأیي أن إنجازھمالاخیر، بالحصول على الاعتراف، وتطبیع العلاقات مع دول عربیة في الاطراف ھي: الامارات العربیة المتحدة،ومملكة البحرین، والسودان. بعد أن حققت سلاماً مع مصر والأردن المجاورتین، مما یغذي داء الظفریة ویزیدهدرجات، ویزیدھم عنادا؛ مثلما غذت الظفریة القیادات الإسرائیلیة، حینما احتلت إسرائیل سائر الأرض، وحققت.نصف الحلم الأولوالسؤال ھو: ھل سیقبل الإسرائیلیون بالوصول إلى الصورة السیئة التي حذرھم منھا وزیر الخارجیة كیري بأنھمفي رفضھم لإقامة الدولة الواحدة ذات القومیتین، ولإقامة دولة فلسطینیة على الأراضي المحتلة سیجعلون من بلدھمدولة أبارتاید؟ الأمر یعتمد على تغیر البنیة السیاسیة الإسرائیلیة حیث ما زال الیمین الأیدولوجي ھو المسیطرمعظم الوقت منذ اغتیال إسحاق رابین عام 1995 ،آخر زعیم سیاسي إسرائیلي كان یؤمن بالسلام، إذ منذ اغتیالھتراجعت قوة السیاسیین الذین تتحكم بھم قوة الفكر السیاسي المتعقل لتحل محلھم قوة الیمین الأیدولوجي، وأخشى أنالحال إذا ما استمر على ما ھو علیھ أن یعمل الیمین الأیدولوجي الحاكم على تفریغ أرض فلسطین من أكبر عددمن الفلسطینیین، لیحققوا النصف الثاني من الحلم، وھو تصفیة الأرض منھم، وھذا أمر لا یخفیھ الكثیرون،. ّ وخاصة الیمین أو الأیدیولوجیون المتشددون منھم الذین یصرحون أن الأردن ھو فلسطینما العمل أردنیاً وفلسطینیاً؟ومن ھنا لا بد لنا كأردنیین أن نكون حذرین وناشطین للحفاظ على الأردن،ومن المؤكد أن عدم قیام الدولةالفلسطینیة وشطبھا من الخریطة، سیكون لھ تداعیات جسیمة على الھویة الأردنیة. والحقیقة أن ھذه الخشیة كانتقائمة منذ وقت مبكر لدى القیادة الأردنیة أیام جلالةالمرحوم الملك الحسین، ویقیني أنھا ما زالت قائمة مع جلالةالملك عبدالله الثاني، ومرد حدسي ھذا ھو ثبات الموقف الأردني في تأییده لحل الدولتین. علینا ان نؤید ھذا الموقفونطلب من القیادة الأردنیة أن تتوسع بكسب تأیید قادة عرب ومسلمین ودولیین لھذا الموقف. وبخاصة أن حلالدولتین دولیا ھو الشائع، وھو الذي یسھم في منح الشرعیة للمطلب الفلسطیني. وعلى الأردن أن یجتھد في العملعلى إنھاء الانقسام الفلسطیني في الأرض المحتلة الذي یضعف من موقفھم عالمیا إذ أن المیدان العالمي ھو المیدانالخصب الذي یتلقى بالترحیب المطالب الفلسطینیة بحقھم في تقریر المصیر، وإقامة دولتھم المستقلة وخاصة بعد انتھاء الحرب الباردة، وزوال الاتحاد السوفیتي الذي كان یركز على الاقتصاد ولیس على القیم العالمیة كما ھوفي الجامعات والمجتمعات الغربیة یؤكد لنا BDS الحال الیوم في الدول الدیموقراطیة؛ حیث نجاح حركة المقاطعةذلك. و«حل الدولتین» بالنسبة للأردن ینبغي أن یكون في صلب استراتیجیتھ الدفاعیة في علاقتھ الدولیة؛ لأن حل.الدولتین كمدخل للسلام الدائم في الشرق الأوسط یتبناه العالم بما في ذلك الأمم المتحدةوللأھمیة الأمنیة لحل الدولتین بالنسبة للأردن، أقترح تشكیل لجنة علیا لمتابعة مواقف دول العالم منھا بقصدالتمسك بإدامتھا لأھمیتھا في بناء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ذات الأھمیة الدولیة. وتكون مھمة.اللجنة دراسة مواقف الدول، والتعرف على مداخل مصالحھا، وربطھا بحل الدولتینتطبق القیادة الأردنیة ھذه المعلومات في نشاطھا الدبلوماسي على الصعید الثنائي، ثم الدولي. ویتم ذلك في العادةأثناء زیارات جلالة الملك لعواصم دول العالم، ومشاركتھ في المؤتمرات الدولیة حیث ینصح بتضمین كلماتھ إشارةإلى سلام الشرق الأوسط، وربطھ بحل الدولتین. وحین یصدر أي بیان عن ذلك النشاط أكان على الصعید الثنائي.أو الدولي، یجب العمل على تضمینھ إشارة إلى حل الدولتین كركیزة للسلام الدائم في الإقلیمّ إن إدامة حل الدولتین كمطلب عالمي من شأنھ على الأقل ردع إسرائیل، وربما تراجعھا عن نوایاھا التوسعیة.وینبغي ألا یقتصر ھذا النشاط على عمل الحكومة، بل لا بد أن یتعداه إلى المنظمات الأھلیة والاتحادات الطالبیة؛لتوسیع قاعدتھ عالمیا. وسیكون ذلك من نشاطات ومھام اللجنة العلیا المقترحة التي تؤسس علاقات صداقة مع ھذه.المنظماتولعل أھم وسائل الدفاع الاستراتیجي عن الأردن ھو العمل الواعي، والجھد المتصل على تثبیت سكان الأرضّ المحتلة في أرضھم. وفي ھذا السیاق لا بد من التذكیر بأن من أبرز الظواھر العالمیة ھي الھجرة من أجل الرزق..فالآسیویون یھاجرون، والأفارقة یھاجرون، وكذلك الشرق أوروبیین، والعربالھجرة من أجل الرزق قد تكون محركا رئیسا في تفریغ الأراضي الفلسطینیة؛ حیث یلعب العامل الاقتصادي عاملضغط وإجبار لھجرة الفلسطینیین، وقد یشجع ذلك توفر أماكن أو بلدان معینة بحاجة إلى مھاجرین وعمال مھرةوھي جاھزة لاستقبالھم، ولا أستبعد أن تكون دول الأطراف العربیة الغنیة بالموارد، والتي فتحت أبوابھا لإسرائیل.مؤخرا، ھي واحدة من البلدان التي سوف تفتح أبوابھا لاستقبال الفلسطینیین الباحثین عن الرزقولأن التثبیت یعني صمود الفلسطینیین في الأراضي المحتلة أمام تخطیط إسرائیل لاقتلاعھم ھو الوسیلة المثلى لسدالطریق أمام شرعنة الضم؛ على الأردن الرسمي، وكذلك على اللجنة العلیا المقترحة أن یتابعا ھذا الأمر بجدیةتحضیرا للدفاع عن الذات دون التوقف عن الدعوة لحل الدولتین، وإبرازه كحل أفضل؛ لكسب الرزق بتطویرالدولة الفلسطینیة المقترحة، وإبراز إمكاناتھا المرئیة والكامنة للتطور. كما یمكن للأردن أن یتصدى لمھمة تثبیتالفلسطینیین في الأرض المحتلة من خلال اعتماد وتفعیل عدة إجراءات أخرى، قد تكون واحدة منھا تلك التي تعملعلى تسھیل استیراد المنتجات الزراعیة والصناعیة الفلسطینیة. وأردنیا ینبغي الا یقل تمسكنا بحل الدولتین عنّ تمسكنا بالأقصى. ومن الجدیر بالملاحظة أن معظم دول العالم بما في ذلك الدول العربیة تنادي بحل الدولتین مندون أن تقرنھ بمطالبة إسرائیل بوقف الاستیطان. ومن المھم أن یُطور ھذا الموقف لینادي بحل الدولتین ووقفالاستیطان تمھیدا لاستئناف المفاوضات؛ لأن شعار حل الدولتین لا یوقف الاستیطان، حتى المفاوضات الفلسطینیةالإسرائیلیة قبل أن تتوقف كانت تجري والاستیطان مستمر، حتى وصل عدد المستوطنین ما وصل إلیھ من مئات.الألوف. فلا شعار حل الدولتین، ولااستئناف المفاوضات دون وقف الاستیطان یساعد على إقامة الدولة الفلسطینیةوأقترح على الحكومة الأردنیة أن توظف دبلوماسیتھا لشرح ھذا الأمر للدول الغربیة الصدیقة كي یصبح موقفھا«حل الدولتین ووقف الاستیطان». إن ھذه الملاحظة مھمة للغایة والا سنكون نلعب لعبة إسرائیل ضد إقامة الدولة.الفلسطینیة دون أن ندريوأخیراً لا بد أن یكون الأردن والسلطة الفلسطینیة على وعي تام بحیلة دولة الارخبیل الفلسطینیة؛ أي الدولة
المشكلة من قطع أراض متفرقة غیر متصلة یطلق علیھا اسم دولة. وھذه الحیلة تتجانس مع الایدولوجیة، التي تریدإخراج أكبر عدد من الفلسطینیین من الدولة الیھودیة باقتطاع أصغر أرض ممكنة مع أكبر عدد من الفلسطینیین.ولكن لأن من أھم سمات الدولة الحقیقیة ھي تواصل الأرض ذات الحدود الواحدة، والتي تمتلك سلطة السیادة على.الأرض، والسماء، والماءالخوف كل الخوف أن تنجح إسرائیل والولایات المتحدة بخداع العالم بتقدیم دولة أرخبیلیة یطلق علیھا دولة.فلسطینورقة نشرت عن مؤسسة فریدریش إیبرت*
عمان جو - ربط الأردن منذ فترة طویلة منظوره للأمن الوطني الأردني بإقامة دولة فلسطینیة مستقلة ذات سیادة، على حدود.ال67 ،على أن تكون عاصمتھا القدس الشرقیةواعتبر ھذا الحل (في المنظور الإستراتیجي الأردني) متشابكاً مع قضایا الحل النھائي، كالحدود والقدس وحقالعودة للاجئین والأرض ومرتبطاً بمصالح حیویة أردنیة، سواء على صعید عودة اللاجئین (نسبة معتبرة منالأردنیین من أصول فلسطینیة ویملكون حق العودة)، أو القدس (الوصایة الھاشمیة)، لأسباب عدیدة منھا ما یرتبطبالمعادلة الدیمغرافیة الأردنیة، ومنھا ما یتعلق بالھواجس من محاولات أمیركیة أو إسرائیلیة لتوریط الأردن في.الوضع الفلسطیني الداخلي، وكذلك ما یتعلق بالبعد التاریخي والرمزي بالنسبة للھاشمیینتحاول ھذه الورقة مناقشة القناعة في الأوساط السیاسیة الأردنیة والفلسطینیة بما یتعلق بحل الدولتین وتبعاتھا علىالأردن وفلسطین وذلك في ضوء الخطوات الأخیرة للإدارة الأمیركیة، سواء بإعلان صفقة القرن ونقل السفارة إلىالقدس، أو ما طرحتھ من تصور الحل النھائي یفضي إلى إلغاء حل الدولتین، كما یفھمھ الأردنیون والفلسطینیون،وینھي عملیا حلم إقامة دولة فلسطینیة حقیقیة ولیست شكلیة، كما أنّھ یقضي على «حق العودة» للفلسطینیینّ المھج ّ رین، عملیا وواقعیا، ویدفع نحو كیان مشوه یسمى الدولة الفلسطینیة، ولایمت لمعنى الدولة بأي صفة من.الصفاتالخطوات الأمیركیة الواقعیة والتصورات النظریة التي طرحت للحل النھائي، ثم اتفاقیات التطبیع العربیة المتلاحقةمع إسرائیل والحدیث عن«السلام الإقلیمي» كمصطلح لاستدخال التطبیع مع إسرائیل وتعویم المطالب الفلسطینیةّ لتصبح أقل أھمیة وجدوى في معادلة المنطقة؛ كل ذلك یعني أن الخیار الذي طالما سعى إلیھ الأردن ودافع عنھ،.وكتب فیھ جلالة الملك عبد الله الثاني كتابا بعنوان «الفرصة الأخیرة»أصبح في خبر كانھنا تحدیداً یبدو السؤال مشروعاً بل ضروریاً واستراتیجیاً: كیف ینظر الأردن إلى ھذه التطورات؟ وما ھيانعكاسات ذلك على أمنھ الوطني؟ وما ھي الخیارات البدیلة أردنیاً وفلسطینیاً أیضاً ّ لأن ھنالك اشتباكا وتداخلا كبیرافي ھذا المجال بین المصالح الاستراتیجیة الأردنیة والفلسطینیة على السواء؟ ھل ما زال بالإمكان القیام بشيءلحمایة حل الدولتین ومواجھة مخطط تصفیة الدولة الفلسطینیة وتفریغھا من الأسس الحقیقیة لھا؟حل الدولتین.. خلفیة تاریخیةحینما یُذكر تعبیر «حل الدولتین» في أي وسیلة إعلامیة في عالمنا ھذا، یفھم من دون تردد أن المقصود ھو النزاعالفلسطیني الإسرائیلي. لقد طال ھذا النزاع وأفرز من المشكلات ما جعلھ مألوفا في الخطاب السیاسي الدولي، سواءفي قرارات الأمم المتحدة، أو البیانات السیاسیة المشتركة، أو المؤتمرات الصحفیة التي یتحدث بھا وزراء.الخارجیة العرب في الإقلیم العربي أو خارجھویُ ّ ذكر المصطلح (حل الدولتین) عادةً في سیاق الحدیث عن السلام؛ باعتباره ھدفاً مھماً، ومرغوباً على صعید إقلیم.الشرق الأوسط، والصعید العالمي؛ وذلك لأھمیة استقرارهلقد نشأ ھذا الاھتمام بعد العدوان الإسرائیلي على مصر والأردن وسوریا في حزیران 1967 ،والذي نجم عنھاحتلال أراض في الدول الثلاث كان من بینھا الضفة الغربیة وقطاع غزة الفلسطینیین، وقد مھدت إسرائیل لذلك.العدوان سیاسیا؛ لتجعلھ یبدو لاحقاً حرباً استباقیة للدفاع عن إسرائیل لتنجو من العقاب بحسب میثاق الأمم المتحدةصدر عن مجلس الأمن بعد الحرب قرار 242،الذي نص على مبادئ السلام، وأھمھا الانسحاب من الأراضيالمحتلة تمھیداً لقیام سلام دائم. تعثر الجھد الدولي للتوصل إلى سلام دائم، وأنھیت مھام المبعوث الدولي السویديالدكتور جونار یارنج المعین لھذه المھمة، ثم وقعت حرب جدیدة في تشرین أول 1973 ،وتدخلت الولایات المتحدةالأمریكیة؛ لإنھاء ھذه الحرب، لیتبعھا ثلاث اتفاقیات سلام عربیة إسرائیلیة، كانت الأولى معاھدة كامب دیفید بینمصر وإسرائیل عام 1979 ،والتي على أساسھا استردَّت مصر أراضیھا المحتلة، وبعدھا اتفاقیة أوسلو بین منظمة
التحریر الفلسطینیة وإسرائیل عام 1993 ،والتي لم تؤد إلى انسحاب إسرائیلي من الأراضي الفلسطینیة المحتلة، بلإقامة حكم ذاتي فلسطیني، والاتفاقیة الثالثة تمت بین الأردن وإسرائیل عام 1994 .أما الأراضي السوریة المحتلةفقد بقیت في قبضة إسرائیل؛ لفشل المحادثات التي أدارتھا الولایات المتحدة بین الدولتین، وإنھ لجدیر بالذكر أن.عملیة السلام في الشرق الأوسط انتقلت منذ حرب تشرین 1973 من الأمم المتحدة إلى الحضن الأمیركيورد في اتفاقیة أوسلو نص اعتراف منظمة التحریر الفلسطینیة بدولة إسرائیل، ولم یرد فیھا بالمقابل نص عن إقامةَ دولة فلسطینیة، واتفق المتفاوضون على إرجاء ھذا الموضوع لما سموه بالاتفاقیة «الحل النھائي» الذي فھم منھٍ دولة فلسطینیة؛ باعتبار أن قیامھا ھو الذي سیجلب السلام الدائم للإقلیم، أما إسرائیل فقدالفلسطینیون والعالم إقامةَاكتفت في ھذه المرحلة بالاعتراف بمنظمة التحریر كممثل شرعي ووحید للفلسطینیین. لقد مضى على الاتفاقیةحتى الیوم سبعة وعشرون عاماً ولم تقم دولة فلسطین ولم یجلس الجانبان للتباحث بالحل النھائي. من المسؤول عنذلك؟اللاعبون الرئیسون في عملیة السلامبالإضافة إلى طرفي النزاع (إسرائیل والسلطة الفلسطینیة) فإن اللاعبین الرئیسین في عملیة السلام ھم: الأممالمتحدة، ثم الولایات المتحدة والتي أمسكت بخیوط اللعبة منذ أوائل سبعینیات القرن الماضي، كما ذكرت سابقا.ِت الرباعیة الدولیة عام 2002 ،وكان في عضویتھا كل من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي،ولاحقاً ُ شكلّ.والولایات المتحدة، وروسیا. وفي ما یلي سأتطرق لعرض دور كل طرف على مدى ربع القرن الماضيأبدأ بالأمم المتحدة باعتبارھا ملاذ الدول والشعوب المظلومة وفقا لمیثاقھا الذي یعتبر أساس القانون الدوليومرجعیتھ، منذ أنشئت السلطة الفلسطینیة حتى یومنا ھذا لم تتوقف إسرائیل عن بناء المستوطنات وتوطین الیھود. ِ فیھا مواصلَةً بذلك ما بدأتھ مباشرة بعد احتلال الضفة الغربیة عام 1967 ،مخالفة بذلك اتفاقیات لاھاي وجنیفلم تتوقف الدول العربیة عن تقدیم الشكاوى ضد إسرائیل؛ بسبب ھذه المخالفة المفضوحة، لتلیھا السلطة الفلسطینیةً بعد قیامھا بمواصلة تقدیم الشكوى، ولكن إجراء حقیقیا واحدا لم یتخذ لوقف ھذه المخالفة. وحینما كانت السلطة تلجألمجلس الأمن شاكیة كانت تُستقبل بالفیتو الأمیركي الذي وظفتھ الولایات المتحدة أكثر من أربعین مرة ضد.الشكاوى الفلسطینیة، وذلك بالرغم من الإجماع العالمي على إدانة السلوك الإسرائیليّ إن ّ الولایات المتحدة لعبت دور الشریك غیر المباشر مع إسرائیل في بناء المستوطنات، ومن المفید أن نذكِ ّ ر بأنالولایات المتحدة، ومنذ أرادت أن تلعب دوراً في إقامة السلام قدمت وحتى الآن اقتراحین: أولھما حمل اسم الرئیسریغان وھو مبادرة السلام التي طرحھا في تشرین ثاني 1982 بعد إخراج الفدائیین من لبنان، وكان جوھر ذلكالمشروع ھو إقامة حكم ذاتي في الضفة الغربیة (وغزة) مرتبط بالأردن، وورد فیھ ذكر وقف الاستیطانالإسرائیلي، ولكن لم یذكر إقامة دولة فلسطینیة، بل إنھ استبعد تحقیق سلام من خلال إقامة دولة فلسطینیة. وثانیھما.مشروع الرئیس ترمب المسمى «صفقة القرن» وھو أیضا لم یذكر دولة فلسطینیة حقیقیةفي آذار 1991 بعثني جلالة المرحوم الملك الحسین وبناء على طلب من واشنطن بإرسال مبعوث عنھ لیشرح لھالمسؤولون ماذا قصد الرئیس بوش بمؤتمر دولي للسلام، وھو الذي أعلن عنھ بعد تحریر الكویت في 28 - 1-1990 في لقائي مع جیمس بیكر وزیر الخارجیة الأمیركي آنذاك، قال لي صراحة: «لن یكون ھناك دولة فلسطینیةبل كیان أقل من دولة وأعلى قلیلاً من حكم ذاتي». من ھذا نستنتج أن اللاعب الثاني في عملیة السلام یتبنى الموقف.الإسرائیلي بعدم إقامة دولة فلسطینیة في الضفة الغربیة وقطاع غزةُ أما اللاعب الثالث أي «الرباعیة» التي تضم الولایات المتحدة وش ّكلت عام 2002 ،وتوقف عملھا عام 2016 فلمتتمكن من إحراز أي تقدم نحو السلام الدائم بإقامة دولة فلسطینیة، واكتفى وزیر الخارجیة الأمیركي في عھدّ الرئیس أوباما، جون كیري (آخر ممثل أمیركي في الرباعیة) بإسداء نصیحة لإسرائیل بأن سیاساتھا ستؤدي إلىنشوء أبارتاید سیسیئ إلى صورتھا في العالم. من الواضح أن الموقف الأمریكي یعكس سیاسة الدعم الأمیركیة .لإسرائیل، والتي تقوم سیاساتھا على عدم إقامة دولة فلسطینیةّ لماذا ترفض إسرائیل حل الدولتین؟ھذه الحقیقة تثیر تساؤلاً ھاماً للغایة وھو: لماذا ترفض إسرائیل قیام دولة فلسطینیة؟ وھو الامر الذي سیؤدي إلىقبولھا في المحیط العربي وسیزیل عنھا الإحراج العالمي!. إن موقفھا ھذا ضد المنطق والعقلانیة، وفي ما یلي.سأفسر عدم عقلانیة ھذا المنطقحینما قررت الأمم المتحدة عام 1947 تقسیم فلسطین إلى دولة یھودیة وأخرى فلسطینیة رفضت الدول العربیةً السبع ھذا القرار، بالإضافة إلى ممثلي فلسطین الذین رفضوه ابتداء لعدم عدالتھ، كما رفضوه لسبب آخر وھورفضھم لزرع جسم غریب في الإقلیم العربي، فالإقلیم عربي الھویة والثقافة والتاریخ والدیموغرافیة. ورد الفعلالعربي بھذا المعنى كان منطقیا؛ لأنھم تصرفوا كما یتصرف جسم الإنسان حین یتسلل فیھ جسم غریب، فینتفض؛لطرد ذلك الجسم الغریب، وإذا فشل الجسم في طرده یعمد إلى حوصلتھ انتظارا للیوم الذي تمكنھ مناعتھ منالتخلص منھ. وھذا ما حدث بالضبط حینما فشل العرب عسكریا في التخلص منھ عام 1948 ،فاضطروا إلىحوصلتھ التي اتخذت شكل محاصرتھ ومقاطعتھ التي استمرت حتى عام 1967 حینما حققت إسرائیل انتصاراعسكریا ساحقا على الجیوش العربیة منھیة الحصار، وذلك حینما قبلت مصر والأردن قرار مجلس الأمن 242،وقبلتھ سوریا بعد حرب تشرین وذلك بقبولھا قرار مجلس الأمن 338 الذي نص على قرار 242 ،ونتیجة قبولھذین القرارین فتحت الأبواب لإسرائیل وانتھى الحصار وأصبحت عملیة السلام ھي مرجعیة سائر الدول بعد أن.قبلت الدول العربیة وجود إسرائیل في الجوار، بعدما كانت سابقا رافضة لھكان المطلوب ھو استرجاع الأرض المحتلة وتأسیس السلام. فمضت الدول العربیة في إعلان قبولھا بدولةإسرائیل؛ إذا تحقق السلام، وأقیمت الدولة الفلسطینیة، ووصل الأمر حد الإعلان في قرار القمة العربیة في بیروت2002 أن العرب سیتقبلون إسرائیل في وسطھم، وبذلك وعدت الدول العربیة بقبول ما رفضتھ عام 1947 ،وإنشاءعلاقات طبیعیة معھا. ومع ذلك لم تستجب إسرائیل لھذا العرض الكریم في تصرف غیر منطقي. لماذا؟ لا بد أن.یكون لھ سببّ إسرائیل ھي مشروع حركة قومیة یھودیة، ومع أن الدین لا یشكل قومیة، إلا أن قادة ھذه الحركة الصھیونیة تمكنوافي القرن التاسع عشر في أوروبا، وھو قرن القومیات والاستعمار، من مزج الدین بالتاریخ وبالاضطھاد المسیحيّ للیھود في أوروبا بحركة تعمل على إنقاذھم وإیجاد وطن لھم لیحمیھم، وكانت فلسطین ھي المكان المرتجى. فشكل. ّ ھذا المفھوم أیدولوجیة تجسدت في إسرائیلإن رفض إسرائیل لقیام دولة فلسطینیة بالضفة الغربیة وقطاع غزة مدفوع بتمسكھا بأیدیولوجیتھا التي تقوم علىركیزتین: الأولى أرض فلسطین وقد أمنتھا بالكامل في حرب حزیران 1967 ،أما الثانیة فإن الأرض للیھود فقط.وبالتالي لا تسمح بقیام دولة فلسطینیة على أرض تعتبرھا یھودیة حتى لا تنحرف بأیدیولوجیتھاإذن الموقف الإسرائیلي الرافض لقیام دولة فلسطینیة ھو موقف أیدیولوجي، ولیس موقفا سیاسیا مبنیا على تحقیقالمصالح، ویحكم العقل لا العاطفة عند اتخاذ القرار. ولتأكید موقفھا الأیدیولوجي أصدرت قانون القومیة الیھودیةِّعرف إسرائیل بدولة قومیة للشعب الیھودي فقط. منذ عام ١٩٤٨ وقبل سن ھذا القانون بنحوعام ٢٠١٨ الذي یُسبعین عاما تعاملت دولة إسرائیل مع الفلسطینیین الذین لم یخرجوا من بیوتھم في مدنھم وقراھم وفق مضمون ھذاالقانون من خلال العمل على الحد من تكاثر الفلسطینیین، بشكل غیر مباشر، حینما وضعت تعلیمات تمنع أو تعرقلإضافة بناء جدید على مبنى العائلة القائم في المدینة أو القریة؛ لتمنع الزواج المبكر أو تؤخره. ومع ذلك یشكلھؤلاء الفلسطینیون المقیمون في إسرائیل الیوم حوالي 20 %من سكانھا، ویقیم معظمھم بمنطقة المثلث، والتيیقترح الجانب الأمریكي حسب تفاصیل خطة ما یعرف بصفقة القرن إمكانیة «إعادة رسم حدود إسرائیل، وفقاً.«لاتفاق الطرفین، بحیث تصبح مجتمعات المثلث جزءاً من دولة فلسطین
یذكرني ذلك بمثال على مكر التاریخ؛ فالمثلث قبل توقیع اتفاقیة الھدنة «رودس» الإسرائیلیة الأردنیة في نیسانعام 1949 كانت تحت سیطرة الجیش الأردني، الذي خلق وجوده الخصر النحیل لإسرائیل وكانت تسعى لطردُ سكانھ، فضغط على الأردن لیتنازل عنھ ولیصبح المثلث أرضا إسرائیلیة فیما تنازلت إسرائیل عن التلال الجنوبیةلمدینة الخلیل، ضمن مفاوضات كانت صعبة ومعقدة. وشرعت إسرائیل بالضغط العسكري على سكانھ لیھاجرواكما فعلوا ذلك في مناطق أخرى، إلا أنھم ثبتوا ولم یھاجروا لیصبحوا الیوم مصدر قلق لإسرائیل؛ حیث أصبحت.منطقة المثلث مصدر قلق دیمغرافي وجغرافي لھم:أعتقد أن ما یعمي أبصار القیادة الإسرائیلیة أمران اثنان:الأولوقوف أقوى دولة في العالم (الولایات المتحدة) إلى جانبھم، وسكوتھا على مخالفاتھم العدیدة للقانون الدولي،وحمایتھا لھم بسلاح الفیتو، ووجود مجموعات ضغط وأشخاص نافذین من الجالیة الیھودیة الأمیركیة وھي فاعلةبما یخص السیاسات الأمیركیة، والتي تؤثر بشكل فاعل وكبیر في كثیر من الأحیان في السیاسة الأمیركیة،وبخاصة في الشرق الأوسط، ومثال على ذلك، منظمة أیباك، فضلاً عن المجموعة الإنجیلیة المتشددة في الولایات.المتحدة:الثانيالذي حد من عقلانیتھم فھو الظفریة التي استولت علیھم بعد انتصارھم العسكري الساحق على الجیوش العربیة فيحرب حزیران عام 1967 . ّ فالظفریة جعلتھم یشعرون أن بإمكانھم تحقیق المستحیل. وفي رأیي أن إنجازھمالاخیر، بالحصول على الاعتراف، وتطبیع العلاقات مع دول عربیة في الاطراف ھي: الامارات العربیة المتحدة،ومملكة البحرین، والسودان. بعد أن حققت سلاماً مع مصر والأردن المجاورتین، مما یغذي داء الظفریة ویزیدهدرجات، ویزیدھم عنادا؛ مثلما غذت الظفریة القیادات الإسرائیلیة، حینما احتلت إسرائیل سائر الأرض، وحققت.نصف الحلم الأولوالسؤال ھو: ھل سیقبل الإسرائیلیون بالوصول إلى الصورة السیئة التي حذرھم منھا وزیر الخارجیة كیري بأنھمفي رفضھم لإقامة الدولة الواحدة ذات القومیتین، ولإقامة دولة فلسطینیة على الأراضي المحتلة سیجعلون من بلدھمدولة أبارتاید؟ الأمر یعتمد على تغیر البنیة السیاسیة الإسرائیلیة حیث ما زال الیمین الأیدولوجي ھو المسیطرمعظم الوقت منذ اغتیال إسحاق رابین عام 1995 ،آخر زعیم سیاسي إسرائیلي كان یؤمن بالسلام، إذ منذ اغتیالھتراجعت قوة السیاسیین الذین تتحكم بھم قوة الفكر السیاسي المتعقل لتحل محلھم قوة الیمین الأیدولوجي، وأخشى أنالحال إذا ما استمر على ما ھو علیھ أن یعمل الیمین الأیدولوجي الحاكم على تفریغ أرض فلسطین من أكبر عددمن الفلسطینیین، لیحققوا النصف الثاني من الحلم، وھو تصفیة الأرض منھم، وھذا أمر لا یخفیھ الكثیرون،. ّ وخاصة الیمین أو الأیدیولوجیون المتشددون منھم الذین یصرحون أن الأردن ھو فلسطینما العمل أردنیاً وفلسطینیاً؟ومن ھنا لا بد لنا كأردنیین أن نكون حذرین وناشطین للحفاظ على الأردن،ومن المؤكد أن عدم قیام الدولةالفلسطینیة وشطبھا من الخریطة، سیكون لھ تداعیات جسیمة على الھویة الأردنیة. والحقیقة أن ھذه الخشیة كانتقائمة منذ وقت مبكر لدى القیادة الأردنیة أیام جلالةالمرحوم الملك الحسین، ویقیني أنھا ما زالت قائمة مع جلالةالملك عبدالله الثاني، ومرد حدسي ھذا ھو ثبات الموقف الأردني في تأییده لحل الدولتین. علینا ان نؤید ھذا الموقفونطلب من القیادة الأردنیة أن تتوسع بكسب تأیید قادة عرب ومسلمین ودولیین لھذا الموقف. وبخاصة أن حلالدولتین دولیا ھو الشائع، وھو الذي یسھم في منح الشرعیة للمطلب الفلسطیني. وعلى الأردن أن یجتھد في العملعلى إنھاء الانقسام الفلسطیني في الأرض المحتلة الذي یضعف من موقفھم عالمیا إذ أن المیدان العالمي ھو المیدانالخصب الذي یتلقى بالترحیب المطالب الفلسطینیة بحقھم في تقریر المصیر، وإقامة دولتھم المستقلة وخاصة بعد انتھاء الحرب الباردة، وزوال الاتحاد السوفیتي الذي كان یركز على الاقتصاد ولیس على القیم العالمیة كما ھوفي الجامعات والمجتمعات الغربیة یؤكد لنا BDS الحال الیوم في الدول الدیموقراطیة؛ حیث نجاح حركة المقاطعةذلك. و«حل الدولتین» بالنسبة للأردن ینبغي أن یكون في صلب استراتیجیتھ الدفاعیة في علاقتھ الدولیة؛ لأن حل.الدولتین كمدخل للسلام الدائم في الشرق الأوسط یتبناه العالم بما في ذلك الأمم المتحدةوللأھمیة الأمنیة لحل الدولتین بالنسبة للأردن، أقترح تشكیل لجنة علیا لمتابعة مواقف دول العالم منھا بقصدالتمسك بإدامتھا لأھمیتھا في بناء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ذات الأھمیة الدولیة. وتكون مھمة.اللجنة دراسة مواقف الدول، والتعرف على مداخل مصالحھا، وربطھا بحل الدولتینتطبق القیادة الأردنیة ھذه المعلومات في نشاطھا الدبلوماسي على الصعید الثنائي، ثم الدولي. ویتم ذلك في العادةأثناء زیارات جلالة الملك لعواصم دول العالم، ومشاركتھ في المؤتمرات الدولیة حیث ینصح بتضمین كلماتھ إشارةإلى سلام الشرق الأوسط، وربطھ بحل الدولتین. وحین یصدر أي بیان عن ذلك النشاط أكان على الصعید الثنائي.أو الدولي، یجب العمل على تضمینھ إشارة إلى حل الدولتین كركیزة للسلام الدائم في الإقلیمّ إن إدامة حل الدولتین كمطلب عالمي من شأنھ على الأقل ردع إسرائیل، وربما تراجعھا عن نوایاھا التوسعیة.وینبغي ألا یقتصر ھذا النشاط على عمل الحكومة، بل لا بد أن یتعداه إلى المنظمات الأھلیة والاتحادات الطالبیة؛لتوسیع قاعدتھ عالمیا. وسیكون ذلك من نشاطات ومھام اللجنة العلیا المقترحة التي تؤسس علاقات صداقة مع ھذه.المنظماتولعل أھم وسائل الدفاع الاستراتیجي عن الأردن ھو العمل الواعي، والجھد المتصل على تثبیت سكان الأرضّ المحتلة في أرضھم. وفي ھذا السیاق لا بد من التذكیر بأن من أبرز الظواھر العالمیة ھي الھجرة من أجل الرزق..فالآسیویون یھاجرون، والأفارقة یھاجرون، وكذلك الشرق أوروبیین، والعربالھجرة من أجل الرزق قد تكون محركا رئیسا في تفریغ الأراضي الفلسطینیة؛ حیث یلعب العامل الاقتصادي عاملضغط وإجبار لھجرة الفلسطینیین، وقد یشجع ذلك توفر أماكن أو بلدان معینة بحاجة إلى مھاجرین وعمال مھرةوھي جاھزة لاستقبالھم، ولا أستبعد أن تكون دول الأطراف العربیة الغنیة بالموارد، والتي فتحت أبوابھا لإسرائیل.مؤخرا، ھي واحدة من البلدان التي سوف تفتح أبوابھا لاستقبال الفلسطینیین الباحثین عن الرزقولأن التثبیت یعني صمود الفلسطینیین في الأراضي المحتلة أمام تخطیط إسرائیل لاقتلاعھم ھو الوسیلة المثلى لسدالطریق أمام شرعنة الضم؛ على الأردن الرسمي، وكذلك على اللجنة العلیا المقترحة أن یتابعا ھذا الأمر بجدیةتحضیرا للدفاع عن الذات دون التوقف عن الدعوة لحل الدولتین، وإبرازه كحل أفضل؛ لكسب الرزق بتطویرالدولة الفلسطینیة المقترحة، وإبراز إمكاناتھا المرئیة والكامنة للتطور. كما یمكن للأردن أن یتصدى لمھمة تثبیتالفلسطینیین في الأرض المحتلة من خلال اعتماد وتفعیل عدة إجراءات أخرى، قد تكون واحدة منھا تلك التي تعملعلى تسھیل استیراد المنتجات الزراعیة والصناعیة الفلسطینیة. وأردنیا ینبغي الا یقل تمسكنا بحل الدولتین عنّ تمسكنا بالأقصى. ومن الجدیر بالملاحظة أن معظم دول العالم بما في ذلك الدول العربیة تنادي بحل الدولتین مندون أن تقرنھ بمطالبة إسرائیل بوقف الاستیطان. ومن المھم أن یُطور ھذا الموقف لینادي بحل الدولتین ووقفالاستیطان تمھیدا لاستئناف المفاوضات؛ لأن شعار حل الدولتین لا یوقف الاستیطان، حتى المفاوضات الفلسطینیةالإسرائیلیة قبل أن تتوقف كانت تجري والاستیطان مستمر، حتى وصل عدد المستوطنین ما وصل إلیھ من مئات.الألوف. فلا شعار حل الدولتین، ولااستئناف المفاوضات دون وقف الاستیطان یساعد على إقامة الدولة الفلسطینیةوأقترح على الحكومة الأردنیة أن توظف دبلوماسیتھا لشرح ھذا الأمر للدول الغربیة الصدیقة كي یصبح موقفھا«حل الدولتین ووقف الاستیطان». إن ھذه الملاحظة مھمة للغایة والا سنكون نلعب لعبة إسرائیل ضد إقامة الدولة.الفلسطینیة دون أن ندريوأخیراً لا بد أن یكون الأردن والسلطة الفلسطینیة على وعي تام بحیلة دولة الارخبیل الفلسطینیة؛ أي الدولة
المشكلة من قطع أراض متفرقة غیر متصلة یطلق علیھا اسم دولة. وھذه الحیلة تتجانس مع الایدولوجیة، التي تریدإخراج أكبر عدد من الفلسطینیین من الدولة الیھودیة باقتطاع أصغر أرض ممكنة مع أكبر عدد من الفلسطینیین.ولكن لأن من أھم سمات الدولة الحقیقیة ھي تواصل الأرض ذات الحدود الواحدة، والتي تمتلك سلطة السیادة على.الأرض، والسماء، والماءالخوف كل الخوف أن تنجح إسرائیل والولایات المتحدة بخداع العالم بتقدیم دولة أرخبیلیة یطلق علیھا دولة.فلسطینورقة نشرت عن مؤسسة فریدریش إیبرت*
التعليقات
عدنان أبو عودة يكتب عن .. «حل الدولتين» وأهميته المزدوجة للشعب الفلسطيني وللدولة الأردنية
التعليقات