عمان جو - كلما تحدث مسؤول في الأردن، يصر ان يجعلك مؤمنا بكونه مشغولا بمشاكل الكون، فهذا يتابع تسرب النفط في خليج المكسيك، وذاك يتابع تلوث شواطئ تشيلي، وثالث مشغول بتحليل الصراع اليوناني التركي. واذا حدثتهم في القضايا الأردنية، يريد كل واحد ان يفهمك ان الأردن في عنقه، لا ينام، ولا يأكل، ولا يشرب، ولولاه لما اشرقت الشمس على هذه البلاد، ولولا تضحيته لحلت بنا الكوارث، فوجوده بيننا، صورة من صور اللطف السماوي وتجليات الرحمة، وعلينا ان نحمد الله على ان وكلّ بنا من يخافونه من عباده الصالحين. وسط كل هؤلاء، انا والملايين غيري، لم نعد نريد شيئا من حكوماتنا، لا نريد وظيفة، ولا مالا، وكل ما نريده ان نعيش بهدوء. كثرة غيري تحدثت عن الفوضى في الأردن، فوضى المدن، لكن لا احد يهتم، لأن كل مسؤول لديه قضايا كبرى مصيرية على الصعيد الدولي، او الداخلي، ومطالبات الناس، ليس لها أهمية، وما هو مهم بنظر الناس، يبدو تافها بنظر المسؤول. خذوا عمان، نموذجا لبقية المدن الأردنية، هذه مدينة أصبحت مدينة مكبرات الصوت، غارقة في التلوث السمعي، وهي مدينة بلا قانون، ولا تعليمات، وتحولت الى حسبة كبرى، الكل فيها يصيح ويصرخ، ولا يتنازل احد من المسؤولين عن كبريائه الوهمي، لصون حقوق الناس، وحقهم في حياة هادئة، مثل مدن كثيرة في العالم. يبدأ نهارك السابعة صباحا، وسيارة بائع الغاز الأولى تدور في الحي، ارستقراطيا كان، ام شعبيا، وبيتهوفن لو عرف ان موسيقاه ستصير نغمة لبائعي الغاز في الاردن لانتحر، وسيارة تلو سيارة، وقد يأتيك النهار الواحد بأكثر من خمس او ست سيارات غاز طوال النهار، ويفخرون انهم بدلا من طرق أسطوانات الغاز كما كان سابقا بمفاتيح تركيب الأسطوانات، وهو الازعاج الأسوأ صاروا رومانسيين ويبثون الموسيقا، حتى لو لم تعجبك. لا ترى بلدا يسمح لقنابل موقوتة محمولة في سيارة صغيرة، دون حماية، تتنقل وسط الناس، الا هنا، والدول التي تحترم مواطنيها، لا تسمح بهذه الطريقة، بل يسجل الناس عناوينهم عند باعة الغاز الأقرب، ويطلبون الغاز عبر الهاتف، ولا ينتظرون توقف الطبخ فجأة، ليركض ابنهم العبقري مذعورا خلف السيارة والاسطوانة، تاركا منصة درسك الالكترونية. حين تخرج من نوبة الغاز الموسيقي، تأتيك سيارة ثانية، وربما ثالثة، بتخصص آخر، ومكبر الصوت بأعلى صوته.. نشتري ثلاجات، غسالات، اثاثا، ويتناوب عليك، سائق بعد سائق، وقد تغزو الحي عدة سيارات تشتري القديم والمستعمل، وسائق تلو سائق، ولا يكون غريبا ان يقفز شغيلة السيارات الى الحاويات لنبشها، بحثا عن أي قديم مفيد، وفي أحيان ثانية تتداخل سيارات المهنة الواحدة، لتتنافس على ذات الحي، فتصبح وسط معركة مكبرات صوتية كبرى، هذا يأتيك من اعلى الشارع، وذاك يأتيك مباغتا من ادنى الشارع، وبينهما تتمنى الهجرة او الدخول في غيبوبة. في مرات وفي اليوم ذاته تأتيك غزوة سيارات الخضار والفواكه، فقد يأتيك بكب متخصص بالبطاطا فقط، ويصيح بأعلى صوته، وقد ينافسه بائع بندورة ويتخصص بها فقط، صائحا، احمر يا حلو، وقد تأتي سيارة ثالثة صاحبها اعلى شأنا ومعه كل أنواع الخضار والفواكه، ويتحول الحي الى حي مجنون، تفر منه القطط والفئران، وتطلب اللجوء السياسي الى حي هادئ، اذا توفر أساسا في هذه البلاد، خصوصا حين تكتمل البهجة بسيارات بيع البلاستيك، فهذا معه ابريق وضوء بلاستيكي لامع، وذاك معه صحون مستوردة من الصين الموبوءة، وآخر يقسم لك انه كان مليونيرا وافلس، قبل ان يتخصص بالأباريق. لا تقولوا لنا هذا تحريض على ارزاق الناس، فهذه فوضى في مدن منفلتة، لا يرتاح فيها احد، ولا كأن هناك شقق وبيوت، او مرضى او عجزة او طلبة يدرسون، او أناس يرتاحون، ولا ان هناك حكومة تريد ان تعرف ان هذا المشهد لا يليق بعاصمة دولة تقترب من المئوية الاولى، حالها حال بقية مدن المملكة، هذا فوق البعد الأمني، لما يتردد عن وجود عصابات تراقب البيوت، عبر هذه السيارات لسرقتها.
عمان جو - كلما تحدث مسؤول في الأردن، يصر ان يجعلك مؤمنا بكونه مشغولا بمشاكل الكون، فهذا يتابع تسرب النفط في خليج المكسيك، وذاك يتابع تلوث شواطئ تشيلي، وثالث مشغول بتحليل الصراع اليوناني التركي. واذا حدثتهم في القضايا الأردنية، يريد كل واحد ان يفهمك ان الأردن في عنقه، لا ينام، ولا يأكل، ولا يشرب، ولولاه لما اشرقت الشمس على هذه البلاد، ولولا تضحيته لحلت بنا الكوارث، فوجوده بيننا، صورة من صور اللطف السماوي وتجليات الرحمة، وعلينا ان نحمد الله على ان وكلّ بنا من يخافونه من عباده الصالحين. وسط كل هؤلاء، انا والملايين غيري، لم نعد نريد شيئا من حكوماتنا، لا نريد وظيفة، ولا مالا، وكل ما نريده ان نعيش بهدوء. كثرة غيري تحدثت عن الفوضى في الأردن، فوضى المدن، لكن لا احد يهتم، لأن كل مسؤول لديه قضايا كبرى مصيرية على الصعيد الدولي، او الداخلي، ومطالبات الناس، ليس لها أهمية، وما هو مهم بنظر الناس، يبدو تافها بنظر المسؤول. خذوا عمان، نموذجا لبقية المدن الأردنية، هذه مدينة أصبحت مدينة مكبرات الصوت، غارقة في التلوث السمعي، وهي مدينة بلا قانون، ولا تعليمات، وتحولت الى حسبة كبرى، الكل فيها يصيح ويصرخ، ولا يتنازل احد من المسؤولين عن كبريائه الوهمي، لصون حقوق الناس، وحقهم في حياة هادئة، مثل مدن كثيرة في العالم. يبدأ نهارك السابعة صباحا، وسيارة بائع الغاز الأولى تدور في الحي، ارستقراطيا كان، ام شعبيا، وبيتهوفن لو عرف ان موسيقاه ستصير نغمة لبائعي الغاز في الاردن لانتحر، وسيارة تلو سيارة، وقد يأتيك النهار الواحد بأكثر من خمس او ست سيارات غاز طوال النهار، ويفخرون انهم بدلا من طرق أسطوانات الغاز كما كان سابقا بمفاتيح تركيب الأسطوانات، وهو الازعاج الأسوأ صاروا رومانسيين ويبثون الموسيقا، حتى لو لم تعجبك. لا ترى بلدا يسمح لقنابل موقوتة محمولة في سيارة صغيرة، دون حماية، تتنقل وسط الناس، الا هنا، والدول التي تحترم مواطنيها، لا تسمح بهذه الطريقة، بل يسجل الناس عناوينهم عند باعة الغاز الأقرب، ويطلبون الغاز عبر الهاتف، ولا ينتظرون توقف الطبخ فجأة، ليركض ابنهم العبقري مذعورا خلف السيارة والاسطوانة، تاركا منصة درسك الالكترونية. حين تخرج من نوبة الغاز الموسيقي، تأتيك سيارة ثانية، وربما ثالثة، بتخصص آخر، ومكبر الصوت بأعلى صوته.. نشتري ثلاجات، غسالات، اثاثا، ويتناوب عليك، سائق بعد سائق، وقد تغزو الحي عدة سيارات تشتري القديم والمستعمل، وسائق تلو سائق، ولا يكون غريبا ان يقفز شغيلة السيارات الى الحاويات لنبشها، بحثا عن أي قديم مفيد، وفي أحيان ثانية تتداخل سيارات المهنة الواحدة، لتتنافس على ذات الحي، فتصبح وسط معركة مكبرات صوتية كبرى، هذا يأتيك من اعلى الشارع، وذاك يأتيك مباغتا من ادنى الشارع، وبينهما تتمنى الهجرة او الدخول في غيبوبة. في مرات وفي اليوم ذاته تأتيك غزوة سيارات الخضار والفواكه، فقد يأتيك بكب متخصص بالبطاطا فقط، ويصيح بأعلى صوته، وقد ينافسه بائع بندورة ويتخصص بها فقط، صائحا، احمر يا حلو، وقد تأتي سيارة ثالثة صاحبها اعلى شأنا ومعه كل أنواع الخضار والفواكه، ويتحول الحي الى حي مجنون، تفر منه القطط والفئران، وتطلب اللجوء السياسي الى حي هادئ، اذا توفر أساسا في هذه البلاد، خصوصا حين تكتمل البهجة بسيارات بيع البلاستيك، فهذا معه ابريق وضوء بلاستيكي لامع، وذاك معه صحون مستوردة من الصين الموبوءة، وآخر يقسم لك انه كان مليونيرا وافلس، قبل ان يتخصص بالأباريق. لا تقولوا لنا هذا تحريض على ارزاق الناس، فهذه فوضى في مدن منفلتة، لا يرتاح فيها احد، ولا كأن هناك شقق وبيوت، او مرضى او عجزة او طلبة يدرسون، او أناس يرتاحون، ولا ان هناك حكومة تريد ان تعرف ان هذا المشهد لا يليق بعاصمة دولة تقترب من المئوية الاولى، حالها حال بقية مدن المملكة، هذا فوق البعد الأمني، لما يتردد عن وجود عصابات تراقب البيوت، عبر هذه السيارات لسرقتها.
عمان جو - كلما تحدث مسؤول في الأردن، يصر ان يجعلك مؤمنا بكونه مشغولا بمشاكل الكون، فهذا يتابع تسرب النفط في خليج المكسيك، وذاك يتابع تلوث شواطئ تشيلي، وثالث مشغول بتحليل الصراع اليوناني التركي. واذا حدثتهم في القضايا الأردنية، يريد كل واحد ان يفهمك ان الأردن في عنقه، لا ينام، ولا يأكل، ولا يشرب، ولولاه لما اشرقت الشمس على هذه البلاد، ولولا تضحيته لحلت بنا الكوارث، فوجوده بيننا، صورة من صور اللطف السماوي وتجليات الرحمة، وعلينا ان نحمد الله على ان وكلّ بنا من يخافونه من عباده الصالحين. وسط كل هؤلاء، انا والملايين غيري، لم نعد نريد شيئا من حكوماتنا، لا نريد وظيفة، ولا مالا، وكل ما نريده ان نعيش بهدوء. كثرة غيري تحدثت عن الفوضى في الأردن، فوضى المدن، لكن لا احد يهتم، لأن كل مسؤول لديه قضايا كبرى مصيرية على الصعيد الدولي، او الداخلي، ومطالبات الناس، ليس لها أهمية، وما هو مهم بنظر الناس، يبدو تافها بنظر المسؤول. خذوا عمان، نموذجا لبقية المدن الأردنية، هذه مدينة أصبحت مدينة مكبرات الصوت، غارقة في التلوث السمعي، وهي مدينة بلا قانون، ولا تعليمات، وتحولت الى حسبة كبرى، الكل فيها يصيح ويصرخ، ولا يتنازل احد من المسؤولين عن كبريائه الوهمي، لصون حقوق الناس، وحقهم في حياة هادئة، مثل مدن كثيرة في العالم. يبدأ نهارك السابعة صباحا، وسيارة بائع الغاز الأولى تدور في الحي، ارستقراطيا كان، ام شعبيا، وبيتهوفن لو عرف ان موسيقاه ستصير نغمة لبائعي الغاز في الاردن لانتحر، وسيارة تلو سيارة، وقد يأتيك النهار الواحد بأكثر من خمس او ست سيارات غاز طوال النهار، ويفخرون انهم بدلا من طرق أسطوانات الغاز كما كان سابقا بمفاتيح تركيب الأسطوانات، وهو الازعاج الأسوأ صاروا رومانسيين ويبثون الموسيقا، حتى لو لم تعجبك. لا ترى بلدا يسمح لقنابل موقوتة محمولة في سيارة صغيرة، دون حماية، تتنقل وسط الناس، الا هنا، والدول التي تحترم مواطنيها، لا تسمح بهذه الطريقة، بل يسجل الناس عناوينهم عند باعة الغاز الأقرب، ويطلبون الغاز عبر الهاتف، ولا ينتظرون توقف الطبخ فجأة، ليركض ابنهم العبقري مذعورا خلف السيارة والاسطوانة، تاركا منصة درسك الالكترونية. حين تخرج من نوبة الغاز الموسيقي، تأتيك سيارة ثانية، وربما ثالثة، بتخصص آخر، ومكبر الصوت بأعلى صوته.. نشتري ثلاجات، غسالات، اثاثا، ويتناوب عليك، سائق بعد سائق، وقد تغزو الحي عدة سيارات تشتري القديم والمستعمل، وسائق تلو سائق، ولا يكون غريبا ان يقفز شغيلة السيارات الى الحاويات لنبشها، بحثا عن أي قديم مفيد، وفي أحيان ثانية تتداخل سيارات المهنة الواحدة، لتتنافس على ذات الحي، فتصبح وسط معركة مكبرات صوتية كبرى، هذا يأتيك من اعلى الشارع، وذاك يأتيك مباغتا من ادنى الشارع، وبينهما تتمنى الهجرة او الدخول في غيبوبة. في مرات وفي اليوم ذاته تأتيك غزوة سيارات الخضار والفواكه، فقد يأتيك بكب متخصص بالبطاطا فقط، ويصيح بأعلى صوته، وقد ينافسه بائع بندورة ويتخصص بها فقط، صائحا، احمر يا حلو، وقد تأتي سيارة ثالثة صاحبها اعلى شأنا ومعه كل أنواع الخضار والفواكه، ويتحول الحي الى حي مجنون، تفر منه القطط والفئران، وتطلب اللجوء السياسي الى حي هادئ، اذا توفر أساسا في هذه البلاد، خصوصا حين تكتمل البهجة بسيارات بيع البلاستيك، فهذا معه ابريق وضوء بلاستيكي لامع، وذاك معه صحون مستوردة من الصين الموبوءة، وآخر يقسم لك انه كان مليونيرا وافلس، قبل ان يتخصص بالأباريق. لا تقولوا لنا هذا تحريض على ارزاق الناس، فهذه فوضى في مدن منفلتة، لا يرتاح فيها احد، ولا كأن هناك شقق وبيوت، او مرضى او عجزة او طلبة يدرسون، او أناس يرتاحون، ولا ان هناك حكومة تريد ان تعرف ان هذا المشهد لا يليق بعاصمة دولة تقترب من المئوية الاولى، حالها حال بقية مدن المملكة، هذا فوق البعد الأمني، لما يتردد عن وجود عصابات تراقب البيوت، عبر هذه السيارات لسرقتها.
التعليقات