عمان جو - لا احب الكتابة عن الموت والرحيل. فما الجدوى من النعي والرثاء؟ ومن ابتدع في النعي والرثاء، لا يعرف من معاني الموت والفقد الا ظاهره.
موت كورونا غيب امس الزميل خالد الزبيدي، صحفيا جدليا ومشاغبا. مؤسس في الصحافة الاردنية، وترك محطات مضيئة في ولادة الصحافة الجديدة «المستقلة» بعد تسعينات القرن الماضي.
عانى الزميل ما يعانيه «مغامرو الصحافة» عندما تكون مستقلا ومهنيا وموضوعيا وابن «حرفة صحفية». وعندما لا ترى بنفسك تابعا او مستنسخا ومقلدا لاخرين. وعندما تكون مؤثرا ونموذجا وقادرا على قولبة الاخرين، وصناعة اتباع في الصحافة. وهذه من اخطر المهام والادوار الصحفية.
لربما ان زميلنا الراحل الزبيدي بقدر ما صنع ودرب من صحفيين جدد في الحقل الاقتصادي، الا ان بعضهم لم يبادلوه الوفاء والاخلاص، بقدر ما كان سعيدا بتطورهم وتقدمهم.
ورغم دماثة الراحل الزبيدي وابتعاده عن حروب وصراعات الصحافة، الا انه لم يترك مجلسا يثق في حضوره الا ويطرق باب المهنة من زوايا الاخلاق والوفاء والالتزام، وهذه الجوانب.
تزاملنا في الدستور، وكان مكتبه بجوار مكتبي، ولا يفصل بين المكتبين سوى ممر قصير، كان دائما يطلب مني قداحة، وينسى اني اقلعت عن التدخين، ولكني دائما احتاط في مكتبي على كبريت لنكش الاسنان، ولربما هي عادة قديمة ورثتها من ايام التدخين ومازلت عاجزا عن التخلص منها، احتفظ بعلبة كبريت وقداحة.
يدخل مكتبه بهدوء، ومن يعرفه يقول مستحيل ان هذه شخصية صحفي جدلي ومشاغب، ومن اضرم النار في ارقام الاقتصاد المقدس، ورفع السترة عن الرقم والبيان الاقتصادي.ورحل تاركا سيلا من الاستفهامات الغامضة الكبرى عن مجموع فواتير الكهرباء والمحروقات.
بقدر ما اني شرس في مقارعة الخصوم والفرقاء، كنت انصت لما يقول الزبيدي واحرص على كسب آرائه وصداقته متجاوزا اي خلاف في السياسة والايدولوجيا. وبعيدا عن العمل الصحفي الاستهلاكي اليومي، فلو نبشت في الايدولوجيا، فتكتشف خلافات عميقة وكبيرة مع زملاء واصدقاء كثر، وهذا اكثر من طبيعي، لان البشر يختلفون في الافكار ومرجعيات الافكار.
واذكر انه اخر مرة التقينا في مطعم بجيل عمان في عز ازمة كورونا وحظرها المقيت. وجمعنا معزب غانم، الصديق الدكتور جمال المصري، وكانت من اجمل والطف الجلسات، تحارونا عن كورونا واقتصاد كورونا وغير ذلك، وضحكنا من اخبار النميمة وغيرها، وطرق الراحل الزبيدي الحديث عن صحافة زمان، واخلاق المهنة وقيم الزمالة، ولربما ان هذا الجانب كان يشغله اكثر من من اخبار النفط واسعار العملات، واخبار الاقتصاد.
رحم الله الزميل الزبيدي الذي رحل بهدوء مبتسما.
عمان جو - لا احب الكتابة عن الموت والرحيل. فما الجدوى من النعي والرثاء؟ ومن ابتدع في النعي والرثاء، لا يعرف من معاني الموت والفقد الا ظاهره.
موت كورونا غيب امس الزميل خالد الزبيدي، صحفيا جدليا ومشاغبا. مؤسس في الصحافة الاردنية، وترك محطات مضيئة في ولادة الصحافة الجديدة «المستقلة» بعد تسعينات القرن الماضي.
عانى الزميل ما يعانيه «مغامرو الصحافة» عندما تكون مستقلا ومهنيا وموضوعيا وابن «حرفة صحفية». وعندما لا ترى بنفسك تابعا او مستنسخا ومقلدا لاخرين. وعندما تكون مؤثرا ونموذجا وقادرا على قولبة الاخرين، وصناعة اتباع في الصحافة. وهذه من اخطر المهام والادوار الصحفية.
لربما ان زميلنا الراحل الزبيدي بقدر ما صنع ودرب من صحفيين جدد في الحقل الاقتصادي، الا ان بعضهم لم يبادلوه الوفاء والاخلاص، بقدر ما كان سعيدا بتطورهم وتقدمهم.
ورغم دماثة الراحل الزبيدي وابتعاده عن حروب وصراعات الصحافة، الا انه لم يترك مجلسا يثق في حضوره الا ويطرق باب المهنة من زوايا الاخلاق والوفاء والالتزام، وهذه الجوانب.
تزاملنا في الدستور، وكان مكتبه بجوار مكتبي، ولا يفصل بين المكتبين سوى ممر قصير، كان دائما يطلب مني قداحة، وينسى اني اقلعت عن التدخين، ولكني دائما احتاط في مكتبي على كبريت لنكش الاسنان، ولربما هي عادة قديمة ورثتها من ايام التدخين ومازلت عاجزا عن التخلص منها، احتفظ بعلبة كبريت وقداحة.
يدخل مكتبه بهدوء، ومن يعرفه يقول مستحيل ان هذه شخصية صحفي جدلي ومشاغب، ومن اضرم النار في ارقام الاقتصاد المقدس، ورفع السترة عن الرقم والبيان الاقتصادي.ورحل تاركا سيلا من الاستفهامات الغامضة الكبرى عن مجموع فواتير الكهرباء والمحروقات.
بقدر ما اني شرس في مقارعة الخصوم والفرقاء، كنت انصت لما يقول الزبيدي واحرص على كسب آرائه وصداقته متجاوزا اي خلاف في السياسة والايدولوجيا. وبعيدا عن العمل الصحفي الاستهلاكي اليومي، فلو نبشت في الايدولوجيا، فتكتشف خلافات عميقة وكبيرة مع زملاء واصدقاء كثر، وهذا اكثر من طبيعي، لان البشر يختلفون في الافكار ومرجعيات الافكار.
واذكر انه اخر مرة التقينا في مطعم بجيل عمان في عز ازمة كورونا وحظرها المقيت. وجمعنا معزب غانم، الصديق الدكتور جمال المصري، وكانت من اجمل والطف الجلسات، تحارونا عن كورونا واقتصاد كورونا وغير ذلك، وضحكنا من اخبار النميمة وغيرها، وطرق الراحل الزبيدي الحديث عن صحافة زمان، واخلاق المهنة وقيم الزمالة، ولربما ان هذا الجانب كان يشغله اكثر من من اخبار النفط واسعار العملات، واخبار الاقتصاد.
رحم الله الزميل الزبيدي الذي رحل بهدوء مبتسما.
عمان جو - لا احب الكتابة عن الموت والرحيل. فما الجدوى من النعي والرثاء؟ ومن ابتدع في النعي والرثاء، لا يعرف من معاني الموت والفقد الا ظاهره.
موت كورونا غيب امس الزميل خالد الزبيدي، صحفيا جدليا ومشاغبا. مؤسس في الصحافة الاردنية، وترك محطات مضيئة في ولادة الصحافة الجديدة «المستقلة» بعد تسعينات القرن الماضي.
عانى الزميل ما يعانيه «مغامرو الصحافة» عندما تكون مستقلا ومهنيا وموضوعيا وابن «حرفة صحفية». وعندما لا ترى بنفسك تابعا او مستنسخا ومقلدا لاخرين. وعندما تكون مؤثرا ونموذجا وقادرا على قولبة الاخرين، وصناعة اتباع في الصحافة. وهذه من اخطر المهام والادوار الصحفية.
لربما ان زميلنا الراحل الزبيدي بقدر ما صنع ودرب من صحفيين جدد في الحقل الاقتصادي، الا ان بعضهم لم يبادلوه الوفاء والاخلاص، بقدر ما كان سعيدا بتطورهم وتقدمهم.
ورغم دماثة الراحل الزبيدي وابتعاده عن حروب وصراعات الصحافة، الا انه لم يترك مجلسا يثق في حضوره الا ويطرق باب المهنة من زوايا الاخلاق والوفاء والالتزام، وهذه الجوانب.
تزاملنا في الدستور، وكان مكتبه بجوار مكتبي، ولا يفصل بين المكتبين سوى ممر قصير، كان دائما يطلب مني قداحة، وينسى اني اقلعت عن التدخين، ولكني دائما احتاط في مكتبي على كبريت لنكش الاسنان، ولربما هي عادة قديمة ورثتها من ايام التدخين ومازلت عاجزا عن التخلص منها، احتفظ بعلبة كبريت وقداحة.
يدخل مكتبه بهدوء، ومن يعرفه يقول مستحيل ان هذه شخصية صحفي جدلي ومشاغب، ومن اضرم النار في ارقام الاقتصاد المقدس، ورفع السترة عن الرقم والبيان الاقتصادي.ورحل تاركا سيلا من الاستفهامات الغامضة الكبرى عن مجموع فواتير الكهرباء والمحروقات.
بقدر ما اني شرس في مقارعة الخصوم والفرقاء، كنت انصت لما يقول الزبيدي واحرص على كسب آرائه وصداقته متجاوزا اي خلاف في السياسة والايدولوجيا. وبعيدا عن العمل الصحفي الاستهلاكي اليومي، فلو نبشت في الايدولوجيا، فتكتشف خلافات عميقة وكبيرة مع زملاء واصدقاء كثر، وهذا اكثر من طبيعي، لان البشر يختلفون في الافكار ومرجعيات الافكار.
واذكر انه اخر مرة التقينا في مطعم بجيل عمان في عز ازمة كورونا وحظرها المقيت. وجمعنا معزب غانم، الصديق الدكتور جمال المصري، وكانت من اجمل والطف الجلسات، تحارونا عن كورونا واقتصاد كورونا وغير ذلك، وضحكنا من اخبار النميمة وغيرها، وطرق الراحل الزبيدي الحديث عن صحافة زمان، واخلاق المهنة وقيم الزمالة، ولربما ان هذا الجانب كان يشغله اكثر من من اخبار النفط واسعار العملات، واخبار الاقتصاد.
التعليقات