عمان جو - في زمن كورونا لا احد يحس بفواجع الموت. الناس خلف جدران، وحيطان السوشل ميديا يندبون ويعزون، وكل يوم يقلبون خبرا واخبارا لوفيات اقارب واصدقاء وزملاء وشخصيات وطنية عامة.
كورونا عرفت كيف تضحك علينا. بقدر ما يحس الانسان بالخوف والرعب والقلق من الفايروس، الا انه مشاعره صوب الفقد والرحيل والموت الفاجع اصحبت باردة ورخوة ولا مبالية.
لا احد يسمع حزن الموت المتفشي. اصدقاء وزملاء يرحلون بفعل الموت، ولا نسمع اصوات الرحيل الحزين، واخر شهقات الميت، وصراخات الروح، والالم انفكاك الروح عن الجسد، ورحلة الخروج والمغادرة والصعود الى الاعلى، ولا صوت ردم التراب على عتبة القبر، وحفيف العابرين في الجنازة، واصوات المعزين الحزينة والمجاملة.
امتحان مؤلم للموت في زمن كورونا. نكتم احتفالنا بطقوس الموت والرحيل. ونتعامل مع الموت كشبهة وتهمة. تحشيد مفاجئ على السوشل ميديا يختفي بعد ساعات، ويلتهي الجمهور الحزين باخبار اخرى.
ولو افترضنا، كيف ننعى حاجا وعجوزا مسكينا وبسيطا من قرية في الكرك وشرق المفرق ووديان الطفيلة، وجبال عجلون المعوجة، واحراج جرش واقصى اربد شمالا، ولا يملك حسابا على الفيسبوك و ارشيف صور على جوجل. ولا يملك اصدقاء على السوشل ميديا، فهل سيموت دون اعلان خبر وفاته، ودون عزاء، ودون نعي، ودون معزين.
مشتاقون الى بيوت العزاء، وزيارة المقابر، والمشاركة في الجنازة، وقراءة الفاتحة على ارواح الموتى في المساجد، واقامة الصلوات والتكبير على ارواحهم الطاهرة. ومشتاقون للجلوس في بيوت العزاء واستقبال المعزين، ونميمة الانتخابات واخبار واسرار القرى، واقامة الغداء وتناول المناسف، وشرب القهوة السادة.
فكم ان طقوس الموت والعزاء حزينة وفاجعة ومؤلمة، الا اننا مشتاقون اليها. وحزينون على غيابها من حياتنا وموتنا. وحى لا نصير نموت مرتين واكثر من مرة في حياة اختفطتها كورونا اللعينة.
العالم بلا شك تغير، كل يوم نستيقظ على عداد موتى وننام على توقع ما هو اسوأ. كنا قبل كورونا نعيش على ازمات وصراعات العيش اليومية، حوداث سير وتسمم غذائي وجرائم بشعة وغير مسبوقة، قتل وسلب واختطاف وتشريد. وقد اعتدنا على اخبارنا الاردنية.
يعاني الاردنيون من جفاف وفقر سياسي واقتصادي. كل دقيقة وساعة ويوم هناك خبر سيئ وغير سار. المواطنون اصبحوا اشلاء لاخبار شؤم. نتحسر على ماضي الاردن، ويكفينا ما فينا، وحتى هبطت كورونا لتزيد من «الطين بلة».
اعترف اني لا اريد التكلم كثيرا. واعترف ان الكلام ما عاد يجدي نفعا. واعترف اني افضل الكتمان، وافترض عن جد ان الجهل وقلة المعرفة نعمة واريح للعقل. الجهل تعيش مرتاح البال والذهن، وتموت خالي الذمة والسريرة. وتقول لقومك : هاقد رحلت ايها الكورونيين من دون ان اصيبهم بصفعة اعتراف بحقيقة ما يجري في بلادنا الغالية.
حتى الموت يضحك علينا! وهذا ما يقوله. والموت يخطف كل يوم اصدقاء وزملاء واقارب. فقدنا قبل ايام 3 زملاء صحفيين عزيزين خالد الزبيدي وضياء خريسات وحسني العتوم، اقارب واصدقاء رحمهم الله، ولا مجال لذكرهم هنا. وفقد الاردن قامة سياسية الباشا عبدالهادي المجالي. اقرأ اخبار الموت، واضحك.لماذا نحن عاجزون عن تادية واجب العزاء والمشاركة في تشييع راحلين غاليين.
اعزي نفسي، واطبطب على تشاؤمي المتطرف بكلمات وعبارات من ادبيات سارتر وهيدجر، وما قال الفلاسفة الوجوديون عن الموت والحياة، وان الالم لما يشتد فالسعادة والفرح يكون عارما. ولولا الالم لما ولدت السعادة! وان التفاؤل ياتي من الاخبار الحزينة والتعيسة. فلنصمت اذن، وننتظر ما هو قادم.
عمان جو - في زمن كورونا لا احد يحس بفواجع الموت. الناس خلف جدران، وحيطان السوشل ميديا يندبون ويعزون، وكل يوم يقلبون خبرا واخبارا لوفيات اقارب واصدقاء وزملاء وشخصيات وطنية عامة.
كورونا عرفت كيف تضحك علينا. بقدر ما يحس الانسان بالخوف والرعب والقلق من الفايروس، الا انه مشاعره صوب الفقد والرحيل والموت الفاجع اصحبت باردة ورخوة ولا مبالية.
لا احد يسمع حزن الموت المتفشي. اصدقاء وزملاء يرحلون بفعل الموت، ولا نسمع اصوات الرحيل الحزين، واخر شهقات الميت، وصراخات الروح، والالم انفكاك الروح عن الجسد، ورحلة الخروج والمغادرة والصعود الى الاعلى، ولا صوت ردم التراب على عتبة القبر، وحفيف العابرين في الجنازة، واصوات المعزين الحزينة والمجاملة.
امتحان مؤلم للموت في زمن كورونا. نكتم احتفالنا بطقوس الموت والرحيل. ونتعامل مع الموت كشبهة وتهمة. تحشيد مفاجئ على السوشل ميديا يختفي بعد ساعات، ويلتهي الجمهور الحزين باخبار اخرى.
ولو افترضنا، كيف ننعى حاجا وعجوزا مسكينا وبسيطا من قرية في الكرك وشرق المفرق ووديان الطفيلة، وجبال عجلون المعوجة، واحراج جرش واقصى اربد شمالا، ولا يملك حسابا على الفيسبوك و ارشيف صور على جوجل. ولا يملك اصدقاء على السوشل ميديا، فهل سيموت دون اعلان خبر وفاته، ودون عزاء، ودون نعي، ودون معزين.
مشتاقون الى بيوت العزاء، وزيارة المقابر، والمشاركة في الجنازة، وقراءة الفاتحة على ارواح الموتى في المساجد، واقامة الصلوات والتكبير على ارواحهم الطاهرة. ومشتاقون للجلوس في بيوت العزاء واستقبال المعزين، ونميمة الانتخابات واخبار واسرار القرى، واقامة الغداء وتناول المناسف، وشرب القهوة السادة.
فكم ان طقوس الموت والعزاء حزينة وفاجعة ومؤلمة، الا اننا مشتاقون اليها. وحزينون على غيابها من حياتنا وموتنا. وحى لا نصير نموت مرتين واكثر من مرة في حياة اختفطتها كورونا اللعينة.
العالم بلا شك تغير، كل يوم نستيقظ على عداد موتى وننام على توقع ما هو اسوأ. كنا قبل كورونا نعيش على ازمات وصراعات العيش اليومية، حوداث سير وتسمم غذائي وجرائم بشعة وغير مسبوقة، قتل وسلب واختطاف وتشريد. وقد اعتدنا على اخبارنا الاردنية.
يعاني الاردنيون من جفاف وفقر سياسي واقتصادي. كل دقيقة وساعة ويوم هناك خبر سيئ وغير سار. المواطنون اصبحوا اشلاء لاخبار شؤم. نتحسر على ماضي الاردن، ويكفينا ما فينا، وحتى هبطت كورونا لتزيد من «الطين بلة».
اعترف اني لا اريد التكلم كثيرا. واعترف ان الكلام ما عاد يجدي نفعا. واعترف اني افضل الكتمان، وافترض عن جد ان الجهل وقلة المعرفة نعمة واريح للعقل. الجهل تعيش مرتاح البال والذهن، وتموت خالي الذمة والسريرة. وتقول لقومك : هاقد رحلت ايها الكورونيين من دون ان اصيبهم بصفعة اعتراف بحقيقة ما يجري في بلادنا الغالية.
حتى الموت يضحك علينا! وهذا ما يقوله. والموت يخطف كل يوم اصدقاء وزملاء واقارب. فقدنا قبل ايام 3 زملاء صحفيين عزيزين خالد الزبيدي وضياء خريسات وحسني العتوم، اقارب واصدقاء رحمهم الله، ولا مجال لذكرهم هنا. وفقد الاردن قامة سياسية الباشا عبدالهادي المجالي. اقرأ اخبار الموت، واضحك.لماذا نحن عاجزون عن تادية واجب العزاء والمشاركة في تشييع راحلين غاليين.
اعزي نفسي، واطبطب على تشاؤمي المتطرف بكلمات وعبارات من ادبيات سارتر وهيدجر، وما قال الفلاسفة الوجوديون عن الموت والحياة، وان الالم لما يشتد فالسعادة والفرح يكون عارما. ولولا الالم لما ولدت السعادة! وان التفاؤل ياتي من الاخبار الحزينة والتعيسة. فلنصمت اذن، وننتظر ما هو قادم.
عمان جو - في زمن كورونا لا احد يحس بفواجع الموت. الناس خلف جدران، وحيطان السوشل ميديا يندبون ويعزون، وكل يوم يقلبون خبرا واخبارا لوفيات اقارب واصدقاء وزملاء وشخصيات وطنية عامة.
كورونا عرفت كيف تضحك علينا. بقدر ما يحس الانسان بالخوف والرعب والقلق من الفايروس، الا انه مشاعره صوب الفقد والرحيل والموت الفاجع اصحبت باردة ورخوة ولا مبالية.
لا احد يسمع حزن الموت المتفشي. اصدقاء وزملاء يرحلون بفعل الموت، ولا نسمع اصوات الرحيل الحزين، واخر شهقات الميت، وصراخات الروح، والالم انفكاك الروح عن الجسد، ورحلة الخروج والمغادرة والصعود الى الاعلى، ولا صوت ردم التراب على عتبة القبر، وحفيف العابرين في الجنازة، واصوات المعزين الحزينة والمجاملة.
امتحان مؤلم للموت في زمن كورونا. نكتم احتفالنا بطقوس الموت والرحيل. ونتعامل مع الموت كشبهة وتهمة. تحشيد مفاجئ على السوشل ميديا يختفي بعد ساعات، ويلتهي الجمهور الحزين باخبار اخرى.
ولو افترضنا، كيف ننعى حاجا وعجوزا مسكينا وبسيطا من قرية في الكرك وشرق المفرق ووديان الطفيلة، وجبال عجلون المعوجة، واحراج جرش واقصى اربد شمالا، ولا يملك حسابا على الفيسبوك و ارشيف صور على جوجل. ولا يملك اصدقاء على السوشل ميديا، فهل سيموت دون اعلان خبر وفاته، ودون عزاء، ودون نعي، ودون معزين.
مشتاقون الى بيوت العزاء، وزيارة المقابر، والمشاركة في الجنازة، وقراءة الفاتحة على ارواح الموتى في المساجد، واقامة الصلوات والتكبير على ارواحهم الطاهرة. ومشتاقون للجلوس في بيوت العزاء واستقبال المعزين، ونميمة الانتخابات واخبار واسرار القرى، واقامة الغداء وتناول المناسف، وشرب القهوة السادة.
فكم ان طقوس الموت والعزاء حزينة وفاجعة ومؤلمة، الا اننا مشتاقون اليها. وحزينون على غيابها من حياتنا وموتنا. وحى لا نصير نموت مرتين واكثر من مرة في حياة اختفطتها كورونا اللعينة.
العالم بلا شك تغير، كل يوم نستيقظ على عداد موتى وننام على توقع ما هو اسوأ. كنا قبل كورونا نعيش على ازمات وصراعات العيش اليومية، حوداث سير وتسمم غذائي وجرائم بشعة وغير مسبوقة، قتل وسلب واختطاف وتشريد. وقد اعتدنا على اخبارنا الاردنية.
يعاني الاردنيون من جفاف وفقر سياسي واقتصادي. كل دقيقة وساعة ويوم هناك خبر سيئ وغير سار. المواطنون اصبحوا اشلاء لاخبار شؤم. نتحسر على ماضي الاردن، ويكفينا ما فينا، وحتى هبطت كورونا لتزيد من «الطين بلة».
اعترف اني لا اريد التكلم كثيرا. واعترف ان الكلام ما عاد يجدي نفعا. واعترف اني افضل الكتمان، وافترض عن جد ان الجهل وقلة المعرفة نعمة واريح للعقل. الجهل تعيش مرتاح البال والذهن، وتموت خالي الذمة والسريرة. وتقول لقومك : هاقد رحلت ايها الكورونيين من دون ان اصيبهم بصفعة اعتراف بحقيقة ما يجري في بلادنا الغالية.
حتى الموت يضحك علينا! وهذا ما يقوله. والموت يخطف كل يوم اصدقاء وزملاء واقارب. فقدنا قبل ايام 3 زملاء صحفيين عزيزين خالد الزبيدي وضياء خريسات وحسني العتوم، اقارب واصدقاء رحمهم الله، ولا مجال لذكرهم هنا. وفقد الاردن قامة سياسية الباشا عبدالهادي المجالي. اقرأ اخبار الموت، واضحك.لماذا نحن عاجزون عن تادية واجب العزاء والمشاركة في تشييع راحلين غاليين.
اعزي نفسي، واطبطب على تشاؤمي المتطرف بكلمات وعبارات من ادبيات سارتر وهيدجر، وما قال الفلاسفة الوجوديون عن الموت والحياة، وان الالم لما يشتد فالسعادة والفرح يكون عارما. ولولا الالم لما ولدت السعادة! وان التفاؤل ياتي من الاخبار الحزينة والتعيسة. فلنصمت اذن، وننتظر ما هو قادم.
التعليقات