عمان جو - كثرة الكتابة الوجدانية عن مئوية الدولة، ليست حلا بديلا، عن مشروع الدولة للسنين القليلة المقبلة، لأن العيش فقط، على ما مضى، لا يكفي زادا في رحلة العبور إلى المستقبل. الأردن، حتى نهاية العام 1990 كان مضربا في المثل، من حيث البنى التحتية، ومستوى التعليم والخدمات الصحية، والوضع الداخلي بكل مستوياته. برغم اننا قبل هذا التاريخ بعام واحد فقط، خرجنا من هبة نيسان العام 1989، وتأثيراتها العميقة، سياسيا، واقتصاديا، الا أن المراهنة كانت آنذاك ان تكون التحولات إيجابية، لكن الأزمات لم تسمح بذلك، لا أزمة الاقتصاد بعد العام 1989، ولا أزمة احتلال الكويت، ولا الحرب، ولا عودة نصف مليون أردني من الكويت، لعبوا دورا إيجابيا في نهضة الأردن، لاحقا، بسبب الخبرات التي نقلوها، مع التغيرات الاجتماعية التي صنعوها أيضا. منذ 1990، نهضت دول عربية في الجوار، بسرعة، وكنا نحن في عز الاسترخاء، بسبب معايير التنافسية التي كنا نحتل عبرها، مراتب جيدة، لكن كل شيء يتغير، لان التطور إذا توقف، تتراجع المكتسبات، والمزايا التنافسية التي لديك، قد تبنيها في ألف عام، وتخسرها في عشرة أعوام إذا لم تدر المشهد جيدا، خصوصا، مع الأزمات التي توالت، من حصار العراق، والتوتر الأردني الخليجي، في تلك الفترة، ولاحقا احتلال العراق، وفوضى الربيع العربي، وموجات هجرة الاشقاء العراقيين والسوريين إلى الأردن، وتزايد عدد المواطنين والسكان، وتراجع الخدمات هنا، واللجوء إلى مزيد من الاقتراض والمديونية والعجز، وتفتت الروح الجمعية، وتشظي الهوية بمعنى المحفزة، نحو تلك السلبية. نحن اليوم في 2021، وحين ترى الاحتفاء بالمئوية الأولى، تدرك ان الحالة وجدانية فقط، ولا مشروع معلنا حتى الآن لما نريد أن نكونه، ولا إجابات على الأزمات المستعصية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فنحن أمام أردن جديد تم توليده من الأردن القديم، وهو بالمناسبة لم يكن قديما بمعنى غير العصري، لكنه كان الأكثر ازدهارا وجمالا أيضا. الأردن اليوم تغير بسرعة، خلال السنين العشر الأخيرة، على كافة المستويات، ويلفت الانتباه حقا، أن لا أحد يحاول كبح التغيرات السلبية، في هذه السلسلة، وكأن هناك تعمدا أن يعاد إنتاج الأردن، أو أن هناك عجزا وقلة مبالاة أمام كل هذه التغيرات، أو أن هناك افلاسا، بحيث نضبت الأفكار الإبداعية، بذريعة عدم توفر المال، لتنفيذ مبادرات مشروع جديد. هذا الملف، ليس عملا حكوميا، وحسب، هذا بحاجة إلى خلية عقلاء، يسألون عن الخلل، ويضعون الحلول التفصيلية، حتى بضمن الإمكانات الحالية، فلماذا نفرط مثلا، بكل المزايا التنافسية في قطاعات التعليم، الصحة، ولماذا نترك قطاعات تتراجع وتنهار مثل الزراعة والسياحة، ولماذا نتخبط بفوضى عارمة في قطاعات مثل النقل والطاقة، ولماذا نستسلم، وندور كلنا حول انفسنا، باعتبار ان لا حلول، وان كل شيء، لا يمكن إصلاحه. الاحتفاء بقرب الدخول بالمئوية الثانية، ليس بحاجة إلى مقالات، ولا إلى تقارير، ولا إلى أغان وأهازيج ودبكات، ولا إلى ملصقات وملاحق، وعلينا أن نتصرف بعقلانية ونشخص أزماتنا، ونسأل تلك الدول التي مواردها أقل منا، وكيف نهضت مجددا، وان نسعى بكل قوة لتوليد مشروع جديد للأردن الذي نريده، وكيفية ترقية الحياة وتجويدها، وتسخير الإمكانات المتوفرة من أجل حياة أفضل. لا أن نظل غير قادرين على العيش، بينما شهاداتنا لا تنافس أحدا في العالم العربي، أما الفقر والبطالة فمتغلغان بقوة لدينا، ومن يعمل فأجوره قليلة جدا، وغالبيتنا مدين لغيره، ولا يوجد بيت الا وفيه مغترب، ويفخر المسؤولون لدينا بخسارة موارد الأردن البشرية. ما هو مشروعنا لتجديد الدولة، لان نسخة الأردن التي نراها مع نهايات المئوية الأولى، لا تشي بطمأنينة ابدا، وتطرق التساؤلات على بوابة المستبصرين عما سيأتينا على الطريق اذا بقينا بهذه الحالة التي للمفارقة لا تفهم سر تركها بهذه الصورة؟ من نحن، وماذا نريد أن نكون؟
عمان جو - كثرة الكتابة الوجدانية عن مئوية الدولة، ليست حلا بديلا، عن مشروع الدولة للسنين القليلة المقبلة، لأن العيش فقط، على ما مضى، لا يكفي زادا في رحلة العبور إلى المستقبل. الأردن، حتى نهاية العام 1990 كان مضربا في المثل، من حيث البنى التحتية، ومستوى التعليم والخدمات الصحية، والوضع الداخلي بكل مستوياته. برغم اننا قبل هذا التاريخ بعام واحد فقط، خرجنا من هبة نيسان العام 1989، وتأثيراتها العميقة، سياسيا، واقتصاديا، الا أن المراهنة كانت آنذاك ان تكون التحولات إيجابية، لكن الأزمات لم تسمح بذلك، لا أزمة الاقتصاد بعد العام 1989، ولا أزمة احتلال الكويت، ولا الحرب، ولا عودة نصف مليون أردني من الكويت، لعبوا دورا إيجابيا في نهضة الأردن، لاحقا، بسبب الخبرات التي نقلوها، مع التغيرات الاجتماعية التي صنعوها أيضا. منذ 1990، نهضت دول عربية في الجوار، بسرعة، وكنا نحن في عز الاسترخاء، بسبب معايير التنافسية التي كنا نحتل عبرها، مراتب جيدة، لكن كل شيء يتغير، لان التطور إذا توقف، تتراجع المكتسبات، والمزايا التنافسية التي لديك، قد تبنيها في ألف عام، وتخسرها في عشرة أعوام إذا لم تدر المشهد جيدا، خصوصا، مع الأزمات التي توالت، من حصار العراق، والتوتر الأردني الخليجي، في تلك الفترة، ولاحقا احتلال العراق، وفوضى الربيع العربي، وموجات هجرة الاشقاء العراقيين والسوريين إلى الأردن، وتزايد عدد المواطنين والسكان، وتراجع الخدمات هنا، واللجوء إلى مزيد من الاقتراض والمديونية والعجز، وتفتت الروح الجمعية، وتشظي الهوية بمعنى المحفزة، نحو تلك السلبية. نحن اليوم في 2021، وحين ترى الاحتفاء بالمئوية الأولى، تدرك ان الحالة وجدانية فقط، ولا مشروع معلنا حتى الآن لما نريد أن نكونه، ولا إجابات على الأزمات المستعصية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فنحن أمام أردن جديد تم توليده من الأردن القديم، وهو بالمناسبة لم يكن قديما بمعنى غير العصري، لكنه كان الأكثر ازدهارا وجمالا أيضا. الأردن اليوم تغير بسرعة، خلال السنين العشر الأخيرة، على كافة المستويات، ويلفت الانتباه حقا، أن لا أحد يحاول كبح التغيرات السلبية، في هذه السلسلة، وكأن هناك تعمدا أن يعاد إنتاج الأردن، أو أن هناك عجزا وقلة مبالاة أمام كل هذه التغيرات، أو أن هناك افلاسا، بحيث نضبت الأفكار الإبداعية، بذريعة عدم توفر المال، لتنفيذ مبادرات مشروع جديد. هذا الملف، ليس عملا حكوميا، وحسب، هذا بحاجة إلى خلية عقلاء، يسألون عن الخلل، ويضعون الحلول التفصيلية، حتى بضمن الإمكانات الحالية، فلماذا نفرط مثلا، بكل المزايا التنافسية في قطاعات التعليم، الصحة، ولماذا نترك قطاعات تتراجع وتنهار مثل الزراعة والسياحة، ولماذا نتخبط بفوضى عارمة في قطاعات مثل النقل والطاقة، ولماذا نستسلم، وندور كلنا حول انفسنا، باعتبار ان لا حلول، وان كل شيء، لا يمكن إصلاحه. الاحتفاء بقرب الدخول بالمئوية الثانية، ليس بحاجة إلى مقالات، ولا إلى تقارير، ولا إلى أغان وأهازيج ودبكات، ولا إلى ملصقات وملاحق، وعلينا أن نتصرف بعقلانية ونشخص أزماتنا، ونسأل تلك الدول التي مواردها أقل منا، وكيف نهضت مجددا، وان نسعى بكل قوة لتوليد مشروع جديد للأردن الذي نريده، وكيفية ترقية الحياة وتجويدها، وتسخير الإمكانات المتوفرة من أجل حياة أفضل. لا أن نظل غير قادرين على العيش، بينما شهاداتنا لا تنافس أحدا في العالم العربي، أما الفقر والبطالة فمتغلغان بقوة لدينا، ومن يعمل فأجوره قليلة جدا، وغالبيتنا مدين لغيره، ولا يوجد بيت الا وفيه مغترب، ويفخر المسؤولون لدينا بخسارة موارد الأردن البشرية. ما هو مشروعنا لتجديد الدولة، لان نسخة الأردن التي نراها مع نهايات المئوية الأولى، لا تشي بطمأنينة ابدا، وتطرق التساؤلات على بوابة المستبصرين عما سيأتينا على الطريق اذا بقينا بهذه الحالة التي للمفارقة لا تفهم سر تركها بهذه الصورة؟ من نحن، وماذا نريد أن نكون؟
عمان جو - كثرة الكتابة الوجدانية عن مئوية الدولة، ليست حلا بديلا، عن مشروع الدولة للسنين القليلة المقبلة، لأن العيش فقط، على ما مضى، لا يكفي زادا في رحلة العبور إلى المستقبل. الأردن، حتى نهاية العام 1990 كان مضربا في المثل، من حيث البنى التحتية، ومستوى التعليم والخدمات الصحية، والوضع الداخلي بكل مستوياته. برغم اننا قبل هذا التاريخ بعام واحد فقط، خرجنا من هبة نيسان العام 1989، وتأثيراتها العميقة، سياسيا، واقتصاديا، الا أن المراهنة كانت آنذاك ان تكون التحولات إيجابية، لكن الأزمات لم تسمح بذلك، لا أزمة الاقتصاد بعد العام 1989، ولا أزمة احتلال الكويت، ولا الحرب، ولا عودة نصف مليون أردني من الكويت، لعبوا دورا إيجابيا في نهضة الأردن، لاحقا، بسبب الخبرات التي نقلوها، مع التغيرات الاجتماعية التي صنعوها أيضا. منذ 1990، نهضت دول عربية في الجوار، بسرعة، وكنا نحن في عز الاسترخاء، بسبب معايير التنافسية التي كنا نحتل عبرها، مراتب جيدة، لكن كل شيء يتغير، لان التطور إذا توقف، تتراجع المكتسبات، والمزايا التنافسية التي لديك، قد تبنيها في ألف عام، وتخسرها في عشرة أعوام إذا لم تدر المشهد جيدا، خصوصا، مع الأزمات التي توالت، من حصار العراق، والتوتر الأردني الخليجي، في تلك الفترة، ولاحقا احتلال العراق، وفوضى الربيع العربي، وموجات هجرة الاشقاء العراقيين والسوريين إلى الأردن، وتزايد عدد المواطنين والسكان، وتراجع الخدمات هنا، واللجوء إلى مزيد من الاقتراض والمديونية والعجز، وتفتت الروح الجمعية، وتشظي الهوية بمعنى المحفزة، نحو تلك السلبية. نحن اليوم في 2021، وحين ترى الاحتفاء بالمئوية الأولى، تدرك ان الحالة وجدانية فقط، ولا مشروع معلنا حتى الآن لما نريد أن نكونه، ولا إجابات على الأزمات المستعصية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فنحن أمام أردن جديد تم توليده من الأردن القديم، وهو بالمناسبة لم يكن قديما بمعنى غير العصري، لكنه كان الأكثر ازدهارا وجمالا أيضا. الأردن اليوم تغير بسرعة، خلال السنين العشر الأخيرة، على كافة المستويات، ويلفت الانتباه حقا، أن لا أحد يحاول كبح التغيرات السلبية، في هذه السلسلة، وكأن هناك تعمدا أن يعاد إنتاج الأردن، أو أن هناك عجزا وقلة مبالاة أمام كل هذه التغيرات، أو أن هناك افلاسا، بحيث نضبت الأفكار الإبداعية، بذريعة عدم توفر المال، لتنفيذ مبادرات مشروع جديد. هذا الملف، ليس عملا حكوميا، وحسب، هذا بحاجة إلى خلية عقلاء، يسألون عن الخلل، ويضعون الحلول التفصيلية، حتى بضمن الإمكانات الحالية، فلماذا نفرط مثلا، بكل المزايا التنافسية في قطاعات التعليم، الصحة، ولماذا نترك قطاعات تتراجع وتنهار مثل الزراعة والسياحة، ولماذا نتخبط بفوضى عارمة في قطاعات مثل النقل والطاقة، ولماذا نستسلم، وندور كلنا حول انفسنا، باعتبار ان لا حلول، وان كل شيء، لا يمكن إصلاحه. الاحتفاء بقرب الدخول بالمئوية الثانية، ليس بحاجة إلى مقالات، ولا إلى تقارير، ولا إلى أغان وأهازيج ودبكات، ولا إلى ملصقات وملاحق، وعلينا أن نتصرف بعقلانية ونشخص أزماتنا، ونسأل تلك الدول التي مواردها أقل منا، وكيف نهضت مجددا، وان نسعى بكل قوة لتوليد مشروع جديد للأردن الذي نريده، وكيفية ترقية الحياة وتجويدها، وتسخير الإمكانات المتوفرة من أجل حياة أفضل. لا أن نظل غير قادرين على العيش، بينما شهاداتنا لا تنافس أحدا في العالم العربي، أما الفقر والبطالة فمتغلغان بقوة لدينا، ومن يعمل فأجوره قليلة جدا، وغالبيتنا مدين لغيره، ولا يوجد بيت الا وفيه مغترب، ويفخر المسؤولون لدينا بخسارة موارد الأردن البشرية. ما هو مشروعنا لتجديد الدولة، لان نسخة الأردن التي نراها مع نهايات المئوية الأولى، لا تشي بطمأنينة ابدا، وتطرق التساؤلات على بوابة المستبصرين عما سيأتينا على الطريق اذا بقينا بهذه الحالة التي للمفارقة لا تفهم سر تركها بهذه الصورة؟ من نحن، وماذا نريد أن نكون؟
التعليقات