عمان جو - سامي السيد - جالساً أُقلّب صفحات الكتاب الذي زودني به الصديق تيسير خطاب بعد عودته من القاهرة، 'قصة حب في أورشليم' للمفكر العربي فاضل الربيعي، الكتاب ينسف الرواية الصهيونية عن بكرة أبيها حول مزاعم وجودهم التاريخي في فلسطين... رنّ الهاتف، كان على الجانب الآخر أحمد، ترحيبٌ على عجل، قال، حضرت من أمريكا للتو، لإنجاز صفقةٍ تجارية بالشراكة مع صديقنا زيدان، وسوف نسافر معاً إلى دبي لشراء مواد تموينية نحتاجها هناك (في أمريكا)... تمر هندي - جوز - قمر دين - جوز هند - وبعض الحاجيات الأخرى التي نحتاجها في رمضان... نودّ أن ترافقنا لنكون معاً لعَلّنا نستفيد من خبراتك... وعلينا تحمل كافة نفقات الرحلة... قُلتُ حسناً، لديّ الرغبة للذهاب إلى هناك، لأشاهد عن قرب التطور الهائل الذي شهدته تلك البلاد...
حطّت بنا الطائرة بمطار دبي العملاق... كان في استقبالنا بعض الأخوة، غادرنا على عجل إلى فندق هوليدي إن - إكسبرس... قضينا ليلتنا معاً نتحدث في شؤون الساعة... في صباح اليوم التالي، هرولنا مسرعين إلى 'جبل علي' حيث التجارة هناك، أحمد وزيدان يعرفان المكان جيداً، مفاوضات صعبة وشاقة، مساومات، صفقاتٌ أبرمت على عجل، لإرسال البضائع بلا تأخير في الوقت المحدد...
اطمأن بال زيدان وصديقه أحمد لما أُنجز، وقرروا الاحتفال ليلاً، لم أفعل شيئاً سوى مراقبة ما يفعلون، لَعلّي أستفيد من التجربة... غادرنا جبل علي عصراً... وتناولنا الغداء وذهب كلاً منّا لغرفته للاستراحة.
في المساء، التقينا من جديد، بعد أن أخذ كلٌ منّا قسطاً من الراحة، سألت: إلى أين؟ قالوا: لقد شاهدت اليوم دبي نهاراً، والآن سوف تطّلع على تجارة الليل في دبي... بضعة دقائق، دَلفنا إلى مبنىً ضخم، توقفنا قليلاً، جاء المصعد مسرعاً، بإشارةٍ تلقائية، ضغط أحدهم على زر المصعد إلى الطابق العشرين، إنهم يعرفون المكان جيداً، توقف المصعد، إذّ بنا نسمع ضجيجاً صاخباً... عَبرنا... المكان محجوزاً لنا في الصفوف الأولى على مقربة من (البيست)... أُطفِأت الأنوار، لا يكاد أحدنا يرى الآخر، توهج المسرح... راقصات يتمايلن ذات اليمين واليسار، (حسنية) راقصةٌ سمراء، تعرفهم من قبل، إشارةٍ من إصبع أحدهم، جاءت إلينا بعد أن ختمت وصلتها... انحنت نحوهم وتحدثت إليهم، ثم تلاشت في الظلام... أُراقب المشهد بصمت... داهمنا الملل فغادرنا إلى ماخورٍ آخر، كالعادة أخذنا مكاناً اعتادوا الجلوس فيه، البرنامج صاخبٌ... (سليمة) راقصة (ستربتيز)، (الأبالسة) يعرفونها من قبل، جاءت إليهم، همسوا في أِذنيها.
في زمن الكورونا، أماكن اللهو تغلق أبوابها مبكراً... جاءنا (صالح) مُعتداً بنفسه، إنه الـ (بودي جارد)، قال: سنغلق بعد قليل، ولكن يمكننا أن نكمل السهرة في مكاننا المعتاد... حسناً، اتفقوا معه على الأتعاب... أُراقب المشهد بتحفظ، اصطحبنا (صالح) إلى فيلا فاخرة، كان في استقبالنا (الطايع) الذي رحب بنا ترحيباً حاراً، الآخر يعرفهم أيضاً... جلسنا... بدأت الفتيات الحضور تباعاً، فهذه (حنان)، وتلك (ياسمين)... هَرّولن مسرعات إلى غُرفِهن للإستعداد لمواصلة السهرة... عادت الصالة لتكتظ بالحسناوات العائدات من ليلِ دبي، اكتمل النصاب... جاءت تتمايل كأغصان هبت عليها الرياح، بترحابٍ شديد استقبلت (السيدة)، جلست في مكانها المحدد، إنها (بُشرى) المُعلمة التي لملمت حولها كل هؤلاء، تُتاجر بهن، تُسمسر عليهن، تأخذ الكثير، تمنحهن الفُتات... سهرنا حتى الصباح، غادرنا المكان، عائدين إلى الفندق.
صداعٌ شديد... أرق... ألم في المفاصل... إنه كابوسٌ مرعب... نهضت فزعاً على قرع باب الغرفة.
* لقد تمكن المفكر فاضل الربيعي من نسف الرواية الصهيونية حول الوجود التاريخي لهم في فلسطين، فهل تتمكن حسنية وسليمة، وحنان وياسمين وصالح وصلاح وحسن وإحسان وسالم وسليم وطايع ومطيع وسعيد ومسعود، من نسف رواية بُشرى المزيفة...
'العَرّاب الذي لا يشيخ' ٢-٣-٢٠٢١
عمان جو - سامي السيد - جالساً أُقلّب صفحات الكتاب الذي زودني به الصديق تيسير خطاب بعد عودته من القاهرة، 'قصة حب في أورشليم' للمفكر العربي فاضل الربيعي، الكتاب ينسف الرواية الصهيونية عن بكرة أبيها حول مزاعم وجودهم التاريخي في فلسطين... رنّ الهاتف، كان على الجانب الآخر أحمد، ترحيبٌ على عجل، قال، حضرت من أمريكا للتو، لإنجاز صفقةٍ تجارية بالشراكة مع صديقنا زيدان، وسوف نسافر معاً إلى دبي لشراء مواد تموينية نحتاجها هناك (في أمريكا)... تمر هندي - جوز - قمر دين - جوز هند - وبعض الحاجيات الأخرى التي نحتاجها في رمضان... نودّ أن ترافقنا لنكون معاً لعَلّنا نستفيد من خبراتك... وعلينا تحمل كافة نفقات الرحلة... قُلتُ حسناً، لديّ الرغبة للذهاب إلى هناك، لأشاهد عن قرب التطور الهائل الذي شهدته تلك البلاد...
حطّت بنا الطائرة بمطار دبي العملاق... كان في استقبالنا بعض الأخوة، غادرنا على عجل إلى فندق هوليدي إن - إكسبرس... قضينا ليلتنا معاً نتحدث في شؤون الساعة... في صباح اليوم التالي، هرولنا مسرعين إلى 'جبل علي' حيث التجارة هناك، أحمد وزيدان يعرفان المكان جيداً، مفاوضات صعبة وشاقة، مساومات، صفقاتٌ أبرمت على عجل، لإرسال البضائع بلا تأخير في الوقت المحدد...
اطمأن بال زيدان وصديقه أحمد لما أُنجز، وقرروا الاحتفال ليلاً، لم أفعل شيئاً سوى مراقبة ما يفعلون، لَعلّي أستفيد من التجربة... غادرنا جبل علي عصراً... وتناولنا الغداء وذهب كلاً منّا لغرفته للاستراحة.
في المساء، التقينا من جديد، بعد أن أخذ كلٌ منّا قسطاً من الراحة، سألت: إلى أين؟ قالوا: لقد شاهدت اليوم دبي نهاراً، والآن سوف تطّلع على تجارة الليل في دبي... بضعة دقائق، دَلفنا إلى مبنىً ضخم، توقفنا قليلاً، جاء المصعد مسرعاً، بإشارةٍ تلقائية، ضغط أحدهم على زر المصعد إلى الطابق العشرين، إنهم يعرفون المكان جيداً، توقف المصعد، إذّ بنا نسمع ضجيجاً صاخباً... عَبرنا... المكان محجوزاً لنا في الصفوف الأولى على مقربة من (البيست)... أُطفِأت الأنوار، لا يكاد أحدنا يرى الآخر، توهج المسرح... راقصات يتمايلن ذات اليمين واليسار، (حسنية) راقصةٌ سمراء، تعرفهم من قبل، إشارةٍ من إصبع أحدهم، جاءت إلينا بعد أن ختمت وصلتها... انحنت نحوهم وتحدثت إليهم، ثم تلاشت في الظلام... أُراقب المشهد بصمت... داهمنا الملل فغادرنا إلى ماخورٍ آخر، كالعادة أخذنا مكاناً اعتادوا الجلوس فيه، البرنامج صاخبٌ... (سليمة) راقصة (ستربتيز)، (الأبالسة) يعرفونها من قبل، جاءت إليهم، همسوا في أِذنيها.
في زمن الكورونا، أماكن اللهو تغلق أبوابها مبكراً... جاءنا (صالح) مُعتداً بنفسه، إنه الـ (بودي جارد)، قال: سنغلق بعد قليل، ولكن يمكننا أن نكمل السهرة في مكاننا المعتاد... حسناً، اتفقوا معه على الأتعاب... أُراقب المشهد بتحفظ، اصطحبنا (صالح) إلى فيلا فاخرة، كان في استقبالنا (الطايع) الذي رحب بنا ترحيباً حاراً، الآخر يعرفهم أيضاً... جلسنا... بدأت الفتيات الحضور تباعاً، فهذه (حنان)، وتلك (ياسمين)... هَرّولن مسرعات إلى غُرفِهن للإستعداد لمواصلة السهرة... عادت الصالة لتكتظ بالحسناوات العائدات من ليلِ دبي، اكتمل النصاب... جاءت تتمايل كأغصان هبت عليها الرياح، بترحابٍ شديد استقبلت (السيدة)، جلست في مكانها المحدد، إنها (بُشرى) المُعلمة التي لملمت حولها كل هؤلاء، تُتاجر بهن، تُسمسر عليهن، تأخذ الكثير، تمنحهن الفُتات... سهرنا حتى الصباح، غادرنا المكان، عائدين إلى الفندق.
صداعٌ شديد... أرق... ألم في المفاصل... إنه كابوسٌ مرعب... نهضت فزعاً على قرع باب الغرفة.
* لقد تمكن المفكر فاضل الربيعي من نسف الرواية الصهيونية حول الوجود التاريخي لهم في فلسطين، فهل تتمكن حسنية وسليمة، وحنان وياسمين وصالح وصلاح وحسن وإحسان وسالم وسليم وطايع ومطيع وسعيد ومسعود، من نسف رواية بُشرى المزيفة...
'العَرّاب الذي لا يشيخ' ٢-٣-٢٠٢١
عمان جو - سامي السيد - جالساً أُقلّب صفحات الكتاب الذي زودني به الصديق تيسير خطاب بعد عودته من القاهرة، 'قصة حب في أورشليم' للمفكر العربي فاضل الربيعي، الكتاب ينسف الرواية الصهيونية عن بكرة أبيها حول مزاعم وجودهم التاريخي في فلسطين... رنّ الهاتف، كان على الجانب الآخر أحمد، ترحيبٌ على عجل، قال، حضرت من أمريكا للتو، لإنجاز صفقةٍ تجارية بالشراكة مع صديقنا زيدان، وسوف نسافر معاً إلى دبي لشراء مواد تموينية نحتاجها هناك (في أمريكا)... تمر هندي - جوز - قمر دين - جوز هند - وبعض الحاجيات الأخرى التي نحتاجها في رمضان... نودّ أن ترافقنا لنكون معاً لعَلّنا نستفيد من خبراتك... وعلينا تحمل كافة نفقات الرحلة... قُلتُ حسناً، لديّ الرغبة للذهاب إلى هناك، لأشاهد عن قرب التطور الهائل الذي شهدته تلك البلاد...
حطّت بنا الطائرة بمطار دبي العملاق... كان في استقبالنا بعض الأخوة، غادرنا على عجل إلى فندق هوليدي إن - إكسبرس... قضينا ليلتنا معاً نتحدث في شؤون الساعة... في صباح اليوم التالي، هرولنا مسرعين إلى 'جبل علي' حيث التجارة هناك، أحمد وزيدان يعرفان المكان جيداً، مفاوضات صعبة وشاقة، مساومات، صفقاتٌ أبرمت على عجل، لإرسال البضائع بلا تأخير في الوقت المحدد...
اطمأن بال زيدان وصديقه أحمد لما أُنجز، وقرروا الاحتفال ليلاً، لم أفعل شيئاً سوى مراقبة ما يفعلون، لَعلّي أستفيد من التجربة... غادرنا جبل علي عصراً... وتناولنا الغداء وذهب كلاً منّا لغرفته للاستراحة.
في المساء، التقينا من جديد، بعد أن أخذ كلٌ منّا قسطاً من الراحة، سألت: إلى أين؟ قالوا: لقد شاهدت اليوم دبي نهاراً، والآن سوف تطّلع على تجارة الليل في دبي... بضعة دقائق، دَلفنا إلى مبنىً ضخم، توقفنا قليلاً، جاء المصعد مسرعاً، بإشارةٍ تلقائية، ضغط أحدهم على زر المصعد إلى الطابق العشرين، إنهم يعرفون المكان جيداً، توقف المصعد، إذّ بنا نسمع ضجيجاً صاخباً... عَبرنا... المكان محجوزاً لنا في الصفوف الأولى على مقربة من (البيست)... أُطفِأت الأنوار، لا يكاد أحدنا يرى الآخر، توهج المسرح... راقصات يتمايلن ذات اليمين واليسار، (حسنية) راقصةٌ سمراء، تعرفهم من قبل، إشارةٍ من إصبع أحدهم، جاءت إلينا بعد أن ختمت وصلتها... انحنت نحوهم وتحدثت إليهم، ثم تلاشت في الظلام... أُراقب المشهد بصمت... داهمنا الملل فغادرنا إلى ماخورٍ آخر، كالعادة أخذنا مكاناً اعتادوا الجلوس فيه، البرنامج صاخبٌ... (سليمة) راقصة (ستربتيز)، (الأبالسة) يعرفونها من قبل، جاءت إليهم، همسوا في أِذنيها.
في زمن الكورونا، أماكن اللهو تغلق أبوابها مبكراً... جاءنا (صالح) مُعتداً بنفسه، إنه الـ (بودي جارد)، قال: سنغلق بعد قليل، ولكن يمكننا أن نكمل السهرة في مكاننا المعتاد... حسناً، اتفقوا معه على الأتعاب... أُراقب المشهد بتحفظ، اصطحبنا (صالح) إلى فيلا فاخرة، كان في استقبالنا (الطايع) الذي رحب بنا ترحيباً حاراً، الآخر يعرفهم أيضاً... جلسنا... بدأت الفتيات الحضور تباعاً، فهذه (حنان)، وتلك (ياسمين)... هَرّولن مسرعات إلى غُرفِهن للإستعداد لمواصلة السهرة... عادت الصالة لتكتظ بالحسناوات العائدات من ليلِ دبي، اكتمل النصاب... جاءت تتمايل كأغصان هبت عليها الرياح، بترحابٍ شديد استقبلت (السيدة)، جلست في مكانها المحدد، إنها (بُشرى) المُعلمة التي لملمت حولها كل هؤلاء، تُتاجر بهن، تُسمسر عليهن، تأخذ الكثير، تمنحهن الفُتات... سهرنا حتى الصباح، غادرنا المكان، عائدين إلى الفندق.
صداعٌ شديد... أرق... ألم في المفاصل... إنه كابوسٌ مرعب... نهضت فزعاً على قرع باب الغرفة.
* لقد تمكن المفكر فاضل الربيعي من نسف الرواية الصهيونية حول الوجود التاريخي لهم في فلسطين، فهل تتمكن حسنية وسليمة، وحنان وياسمين وصالح وصلاح وحسن وإحسان وسالم وسليم وطايع ومطيع وسعيد ومسعود، من نسف رواية بُشرى المزيفة...
التعليقات