عمان جو - بقلم: زيد أبو زيد - يعيش الأديب والمثقف الأردني بوجه خاص والعربي بوجه عام همًا متزايدًا، ويواجه معاناة هائلة، وحالات قصورٍ وتهميشًا، واحتكارًا وابتزازًا واضحًا، وإهمالًا متعمدًا من قبل اتحادات الأدباء والكتاب القطرية والقومية، ومؤسسات النشر، ووزارات الثقافة، ومؤسسات الإبداع إن وجدت، وتهميشًا إراديًّا و لاإراديًًا من قبل الجهات المسؤولة عن الشأن الثقافي بصفة عامة، كما يواجه الأديب والمثقف العربي في الوقت ذاته قوى خفية أسدلت الستار الأسود أمام إبداعاته، ووقفت حجر عثرة أمام المبدعين للحيلولة دون ظهورهم وإخراج تلك الإبداعات إلى حيز الوجود، أو عجزًا عن الاهتمام بشؤونهم وقضاياهم وإبداعاتهم. لقد اعتاد الناس احترام أصحاب الفكر والقلم بما لديهم من قدرة على التنوير، ولكن ذلك لم يحلْ دون وقف معاناة الأديب والمثقف العربي، وظروفه الاقتصادية القاهرة، ومع وجود بعض اللفتات التي تأتي أحيانًا لتكريم بعضهم في مناسبات موسمية، وهو تكريم معنوي على الأغلب لا يغني ولا يسمن من جوع، ولعل غياب الأديب أو الفنان العربي عن قائمة أدباء وفناني العالم يعود إلى ذلك النسيان الذي حل بين حنايا تلك الجبال التي تكتنز في جوانحها كوكبة من الأدباء والمفكرين، فهل يعد هذا التكريم امتصاصًا لغضب المعاناة التي يعيشها المبدع العربي الذي لا شك بأنه يمر بمراحل تهميش لا إرادية، بما يمنعه من رفد الساحة العربية بغيث إبداعه، وكانت السبب الذي غيب عن منصات التكريم العالمية أدباء العالم العربي ومثقفيه ومبدعيه بعد أن شهدت تلك المنصات حضور نجيب محفوظ وغيره. إن الوطن العربي يعيش حالات غياب الوعي الثقافي، ومنطلقات الإبداع الحقيقية، كما تسود ثقافتنا حالة مرضية توهم كل من يصيغ جملة أدبية بأنه أديب مبدع، ومع غياب النقد غابت إمكانيات التفريق بين الإبداع الثقافي والحرية الثقافية والمبدع الثقافي ومدعي الثقافة، لغياب المنهج الحقيقي لتمييز الإبداع الثقافي، وافتقاد الإستراتيجية الثقافية القادرة على فرز المشهد الثقافي برؤى مختلفة محققة نوعًا من التكاملية بين تلك الأنشطة، لتكوين حالة الإبداع المطلوبة. وللإطلالة أكثر على المقصود من الإبداع الثقافي فهو ابتكار غير مادي يخلقه الإنسان، بحيث يشمل مجموعة من السلوكيات التي تتبناها مجموعات من الشعوب، تترسخ من عن طريق تمريرها للأجيال المستقبلية. من المعروف أن إحدى طرائق نشر الإبداع الثقافي هي الانتقال الثقافي، أي اتخاذ وسيلة يتم بها مشاركة أفكار ثقافية محددة مع الآخرين حتى تصبح واقعًا ثقافيًّا؛ فالأشخاص ذوو المكانة في المجتمع يلعبون دائمًا دورًا مهمًّا في تحديد ما يعد واقعًا ثقافيًّا. ويمتلك مثل هؤلاء الأشخاص أنواع المعارف التي تساعد على نقل الأفكار بأسلوب مقبول لدى المجتمع، وبهذا الأسلوب يمكن أن تصبح الإبداعات الثقافية واقعًا ثقافيًّا. توجد مجتمعات عربية تؤكد دومًا قدرتها على الإبداع الثقافي، بالرغم من تجاهل الدوائر الثقافية في معظم الأحيان تنمية هذا الشعور؛ ما يدفع الأفراد للقيام بدورهم من دون الحاجة لدعم المؤسسات في سبيل تجديد الحلول المعهودة، واكتشاف القدرات الإبداعية وتنميتها لدى الإنسان العربي. إن الأديب والمبدع العربي ما زال يبحث عن وطن أدبي يأويه، وأقصد بوطن أدبي حضن حكومي أو خاص دافئ؛ فالتكريم الموسمي بمفرده لا يعد رعاية، وإحياء أمسية أو صباحية لا يعد اهتمامًا، ناهيك عن محاربة الإعلام في ظل فوضى إعلام مواقع التواصل الاجتماعي للمثقفين والشعراء والقاصين واحتكارها لأسماء مكرره مع أني على يقين - بل وأراهن على ذلك- بأنه يوجد شباب مبدعين لا يقلون شأنًا عن أولئك إن لم يكونوا أنور فكرًا وإبداعًا غيبتهم فوضى النشر الذي جعلت البعض يظن كذبًا أنه مثقف بل ومبدع. صحيح أن المعاناة تساعد على الإبداع، ولكنها بمفردها لا يمكن أن تشعل بأعماق المرء ثورة إبداع، فالمعاناة هي أكسجين المبدع والمساعدة على إشعال طاقته الإبداعية. أما احتكار دور النشر وابتزازها فقد حجب عن القارئ والناقد نصوصًا أدبية راقية من مبدعين لم يحظوا بفرصة الظهور أو النشر، ولم يُستفد من أفكار إبداعاتهم ومضامينها، ونسبتها إليهم، كما وتشكل ظاهرة السرقة الأدبية مشكلة كبيرة للمثقف والكاتب، وهي ظاهرة موجودة بكثرة في جميع البلدان، وفي هذه الحالة لا يستطيع المبدع حماية حقوقه من قراصنة الأدب، إلا في حالة أن توجد جهة تقدر معنى الإبداع. ومن المشكلات والهموم الأخرى للكتاب والشعراء والمثقفين العرب التواجد في المحافل النقابية، حيث تمنع المزاجية السياسية التي تستوطن النقابات وغيرها، والتي ولدتها صراعات داخلية جعلها تنسى دورها أو تحتكره، وهذا بحد ذاته قد يزعزع صفوف الأدباء، ويسلبهم الجرأة المنطقية الخالية من الابتزاز والاستغلال. إن هموم الكاتب العربي كثيرة لا تحصى، ولكن الأمر المثير للاستغراب في الكتاب أنهم أصحاب فكر ورؤية، ولكنهم عجزوا في أحيان كثيرة عن إيجاد فكرة منقذة لهم، وهم عاجزون عن حل المشكلات التي تواجههم، ولعلهم قنعوا بدور الشمعة التي تحترق لتنير طريق الآخرين، ولكن وبالرغم من كل ذلك فعلى الأديب والمثقف العربي أن يصبر مهما تكالبت عليه الظروف وسعت إلى تثبيطه، وثنيه عن مواصلة أداء رسالته الأدبية والثقافية، وألا يسخر إبداعه في مجالات تتنافى مع كونه أديبًا مهمًّا ألجأته الظروف، وبما يرفد الساحة الأدبية العربية بما هو أفضل، حتى ينصف التاريخ الأدبي الثقافي من يستحق الإنصاف.
عمان جو - بقلم: زيد أبو زيد - يعيش الأديب والمثقف الأردني بوجه خاص والعربي بوجه عام همًا متزايدًا، ويواجه معاناة هائلة، وحالات قصورٍ وتهميشًا، واحتكارًا وابتزازًا واضحًا، وإهمالًا متعمدًا من قبل اتحادات الأدباء والكتاب القطرية والقومية، ومؤسسات النشر، ووزارات الثقافة، ومؤسسات الإبداع إن وجدت، وتهميشًا إراديًّا و لاإراديًًا من قبل الجهات المسؤولة عن الشأن الثقافي بصفة عامة، كما يواجه الأديب والمثقف العربي في الوقت ذاته قوى خفية أسدلت الستار الأسود أمام إبداعاته، ووقفت حجر عثرة أمام المبدعين للحيلولة دون ظهورهم وإخراج تلك الإبداعات إلى حيز الوجود، أو عجزًا عن الاهتمام بشؤونهم وقضاياهم وإبداعاتهم. لقد اعتاد الناس احترام أصحاب الفكر والقلم بما لديهم من قدرة على التنوير، ولكن ذلك لم يحلْ دون وقف معاناة الأديب والمثقف العربي، وظروفه الاقتصادية القاهرة، ومع وجود بعض اللفتات التي تأتي أحيانًا لتكريم بعضهم في مناسبات موسمية، وهو تكريم معنوي على الأغلب لا يغني ولا يسمن من جوع، ولعل غياب الأديب أو الفنان العربي عن قائمة أدباء وفناني العالم يعود إلى ذلك النسيان الذي حل بين حنايا تلك الجبال التي تكتنز في جوانحها كوكبة من الأدباء والمفكرين، فهل يعد هذا التكريم امتصاصًا لغضب المعاناة التي يعيشها المبدع العربي الذي لا شك بأنه يمر بمراحل تهميش لا إرادية، بما يمنعه من رفد الساحة العربية بغيث إبداعه، وكانت السبب الذي غيب عن منصات التكريم العالمية أدباء العالم العربي ومثقفيه ومبدعيه بعد أن شهدت تلك المنصات حضور نجيب محفوظ وغيره. إن الوطن العربي يعيش حالات غياب الوعي الثقافي، ومنطلقات الإبداع الحقيقية، كما تسود ثقافتنا حالة مرضية توهم كل من يصيغ جملة أدبية بأنه أديب مبدع، ومع غياب النقد غابت إمكانيات التفريق بين الإبداع الثقافي والحرية الثقافية والمبدع الثقافي ومدعي الثقافة، لغياب المنهج الحقيقي لتمييز الإبداع الثقافي، وافتقاد الإستراتيجية الثقافية القادرة على فرز المشهد الثقافي برؤى مختلفة محققة نوعًا من التكاملية بين تلك الأنشطة، لتكوين حالة الإبداع المطلوبة. وللإطلالة أكثر على المقصود من الإبداع الثقافي فهو ابتكار غير مادي يخلقه الإنسان، بحيث يشمل مجموعة من السلوكيات التي تتبناها مجموعات من الشعوب، تترسخ من عن طريق تمريرها للأجيال المستقبلية. من المعروف أن إحدى طرائق نشر الإبداع الثقافي هي الانتقال الثقافي، أي اتخاذ وسيلة يتم بها مشاركة أفكار ثقافية محددة مع الآخرين حتى تصبح واقعًا ثقافيًّا؛ فالأشخاص ذوو المكانة في المجتمع يلعبون دائمًا دورًا مهمًّا في تحديد ما يعد واقعًا ثقافيًّا. ويمتلك مثل هؤلاء الأشخاص أنواع المعارف التي تساعد على نقل الأفكار بأسلوب مقبول لدى المجتمع، وبهذا الأسلوب يمكن أن تصبح الإبداعات الثقافية واقعًا ثقافيًّا. توجد مجتمعات عربية تؤكد دومًا قدرتها على الإبداع الثقافي، بالرغم من تجاهل الدوائر الثقافية في معظم الأحيان تنمية هذا الشعور؛ ما يدفع الأفراد للقيام بدورهم من دون الحاجة لدعم المؤسسات في سبيل تجديد الحلول المعهودة، واكتشاف القدرات الإبداعية وتنميتها لدى الإنسان العربي. إن الأديب والمبدع العربي ما زال يبحث عن وطن أدبي يأويه، وأقصد بوطن أدبي حضن حكومي أو خاص دافئ؛ فالتكريم الموسمي بمفرده لا يعد رعاية، وإحياء أمسية أو صباحية لا يعد اهتمامًا، ناهيك عن محاربة الإعلام في ظل فوضى إعلام مواقع التواصل الاجتماعي للمثقفين والشعراء والقاصين واحتكارها لأسماء مكرره مع أني على يقين - بل وأراهن على ذلك- بأنه يوجد شباب مبدعين لا يقلون شأنًا عن أولئك إن لم يكونوا أنور فكرًا وإبداعًا غيبتهم فوضى النشر الذي جعلت البعض يظن كذبًا أنه مثقف بل ومبدع. صحيح أن المعاناة تساعد على الإبداع، ولكنها بمفردها لا يمكن أن تشعل بأعماق المرء ثورة إبداع، فالمعاناة هي أكسجين المبدع والمساعدة على إشعال طاقته الإبداعية. أما احتكار دور النشر وابتزازها فقد حجب عن القارئ والناقد نصوصًا أدبية راقية من مبدعين لم يحظوا بفرصة الظهور أو النشر، ولم يُستفد من أفكار إبداعاتهم ومضامينها، ونسبتها إليهم، كما وتشكل ظاهرة السرقة الأدبية مشكلة كبيرة للمثقف والكاتب، وهي ظاهرة موجودة بكثرة في جميع البلدان، وفي هذه الحالة لا يستطيع المبدع حماية حقوقه من قراصنة الأدب، إلا في حالة أن توجد جهة تقدر معنى الإبداع. ومن المشكلات والهموم الأخرى للكتاب والشعراء والمثقفين العرب التواجد في المحافل النقابية، حيث تمنع المزاجية السياسية التي تستوطن النقابات وغيرها، والتي ولدتها صراعات داخلية جعلها تنسى دورها أو تحتكره، وهذا بحد ذاته قد يزعزع صفوف الأدباء، ويسلبهم الجرأة المنطقية الخالية من الابتزاز والاستغلال. إن هموم الكاتب العربي كثيرة لا تحصى، ولكن الأمر المثير للاستغراب في الكتاب أنهم أصحاب فكر ورؤية، ولكنهم عجزوا في أحيان كثيرة عن إيجاد فكرة منقذة لهم، وهم عاجزون عن حل المشكلات التي تواجههم، ولعلهم قنعوا بدور الشمعة التي تحترق لتنير طريق الآخرين، ولكن وبالرغم من كل ذلك فعلى الأديب والمثقف العربي أن يصبر مهما تكالبت عليه الظروف وسعت إلى تثبيطه، وثنيه عن مواصلة أداء رسالته الأدبية والثقافية، وألا يسخر إبداعه في مجالات تتنافى مع كونه أديبًا مهمًّا ألجأته الظروف، وبما يرفد الساحة الأدبية العربية بما هو أفضل، حتى ينصف التاريخ الأدبي الثقافي من يستحق الإنصاف.
عمان جو - بقلم: زيد أبو زيد - يعيش الأديب والمثقف الأردني بوجه خاص والعربي بوجه عام همًا متزايدًا، ويواجه معاناة هائلة، وحالات قصورٍ وتهميشًا، واحتكارًا وابتزازًا واضحًا، وإهمالًا متعمدًا من قبل اتحادات الأدباء والكتاب القطرية والقومية، ومؤسسات النشر، ووزارات الثقافة، ومؤسسات الإبداع إن وجدت، وتهميشًا إراديًّا و لاإراديًًا من قبل الجهات المسؤولة عن الشأن الثقافي بصفة عامة، كما يواجه الأديب والمثقف العربي في الوقت ذاته قوى خفية أسدلت الستار الأسود أمام إبداعاته، ووقفت حجر عثرة أمام المبدعين للحيلولة دون ظهورهم وإخراج تلك الإبداعات إلى حيز الوجود، أو عجزًا عن الاهتمام بشؤونهم وقضاياهم وإبداعاتهم. لقد اعتاد الناس احترام أصحاب الفكر والقلم بما لديهم من قدرة على التنوير، ولكن ذلك لم يحلْ دون وقف معاناة الأديب والمثقف العربي، وظروفه الاقتصادية القاهرة، ومع وجود بعض اللفتات التي تأتي أحيانًا لتكريم بعضهم في مناسبات موسمية، وهو تكريم معنوي على الأغلب لا يغني ولا يسمن من جوع، ولعل غياب الأديب أو الفنان العربي عن قائمة أدباء وفناني العالم يعود إلى ذلك النسيان الذي حل بين حنايا تلك الجبال التي تكتنز في جوانحها كوكبة من الأدباء والمفكرين، فهل يعد هذا التكريم امتصاصًا لغضب المعاناة التي يعيشها المبدع العربي الذي لا شك بأنه يمر بمراحل تهميش لا إرادية، بما يمنعه من رفد الساحة العربية بغيث إبداعه، وكانت السبب الذي غيب عن منصات التكريم العالمية أدباء العالم العربي ومثقفيه ومبدعيه بعد أن شهدت تلك المنصات حضور نجيب محفوظ وغيره. إن الوطن العربي يعيش حالات غياب الوعي الثقافي، ومنطلقات الإبداع الحقيقية، كما تسود ثقافتنا حالة مرضية توهم كل من يصيغ جملة أدبية بأنه أديب مبدع، ومع غياب النقد غابت إمكانيات التفريق بين الإبداع الثقافي والحرية الثقافية والمبدع الثقافي ومدعي الثقافة، لغياب المنهج الحقيقي لتمييز الإبداع الثقافي، وافتقاد الإستراتيجية الثقافية القادرة على فرز المشهد الثقافي برؤى مختلفة محققة نوعًا من التكاملية بين تلك الأنشطة، لتكوين حالة الإبداع المطلوبة. وللإطلالة أكثر على المقصود من الإبداع الثقافي فهو ابتكار غير مادي يخلقه الإنسان، بحيث يشمل مجموعة من السلوكيات التي تتبناها مجموعات من الشعوب، تترسخ من عن طريق تمريرها للأجيال المستقبلية. من المعروف أن إحدى طرائق نشر الإبداع الثقافي هي الانتقال الثقافي، أي اتخاذ وسيلة يتم بها مشاركة أفكار ثقافية محددة مع الآخرين حتى تصبح واقعًا ثقافيًّا؛ فالأشخاص ذوو المكانة في المجتمع يلعبون دائمًا دورًا مهمًّا في تحديد ما يعد واقعًا ثقافيًّا. ويمتلك مثل هؤلاء الأشخاص أنواع المعارف التي تساعد على نقل الأفكار بأسلوب مقبول لدى المجتمع، وبهذا الأسلوب يمكن أن تصبح الإبداعات الثقافية واقعًا ثقافيًّا. توجد مجتمعات عربية تؤكد دومًا قدرتها على الإبداع الثقافي، بالرغم من تجاهل الدوائر الثقافية في معظم الأحيان تنمية هذا الشعور؛ ما يدفع الأفراد للقيام بدورهم من دون الحاجة لدعم المؤسسات في سبيل تجديد الحلول المعهودة، واكتشاف القدرات الإبداعية وتنميتها لدى الإنسان العربي. إن الأديب والمبدع العربي ما زال يبحث عن وطن أدبي يأويه، وأقصد بوطن أدبي حضن حكومي أو خاص دافئ؛ فالتكريم الموسمي بمفرده لا يعد رعاية، وإحياء أمسية أو صباحية لا يعد اهتمامًا، ناهيك عن محاربة الإعلام في ظل فوضى إعلام مواقع التواصل الاجتماعي للمثقفين والشعراء والقاصين واحتكارها لأسماء مكرره مع أني على يقين - بل وأراهن على ذلك- بأنه يوجد شباب مبدعين لا يقلون شأنًا عن أولئك إن لم يكونوا أنور فكرًا وإبداعًا غيبتهم فوضى النشر الذي جعلت البعض يظن كذبًا أنه مثقف بل ومبدع. صحيح أن المعاناة تساعد على الإبداع، ولكنها بمفردها لا يمكن أن تشعل بأعماق المرء ثورة إبداع، فالمعاناة هي أكسجين المبدع والمساعدة على إشعال طاقته الإبداعية. أما احتكار دور النشر وابتزازها فقد حجب عن القارئ والناقد نصوصًا أدبية راقية من مبدعين لم يحظوا بفرصة الظهور أو النشر، ولم يُستفد من أفكار إبداعاتهم ومضامينها، ونسبتها إليهم، كما وتشكل ظاهرة السرقة الأدبية مشكلة كبيرة للمثقف والكاتب، وهي ظاهرة موجودة بكثرة في جميع البلدان، وفي هذه الحالة لا يستطيع المبدع حماية حقوقه من قراصنة الأدب، إلا في حالة أن توجد جهة تقدر معنى الإبداع. ومن المشكلات والهموم الأخرى للكتاب والشعراء والمثقفين العرب التواجد في المحافل النقابية، حيث تمنع المزاجية السياسية التي تستوطن النقابات وغيرها، والتي ولدتها صراعات داخلية جعلها تنسى دورها أو تحتكره، وهذا بحد ذاته قد يزعزع صفوف الأدباء، ويسلبهم الجرأة المنطقية الخالية من الابتزاز والاستغلال. إن هموم الكاتب العربي كثيرة لا تحصى، ولكن الأمر المثير للاستغراب في الكتاب أنهم أصحاب فكر ورؤية، ولكنهم عجزوا في أحيان كثيرة عن إيجاد فكرة منقذة لهم، وهم عاجزون عن حل المشكلات التي تواجههم، ولعلهم قنعوا بدور الشمعة التي تحترق لتنير طريق الآخرين، ولكن وبالرغم من كل ذلك فعلى الأديب والمثقف العربي أن يصبر مهما تكالبت عليه الظروف وسعت إلى تثبيطه، وثنيه عن مواصلة أداء رسالته الأدبية والثقافية، وألا يسخر إبداعه في مجالات تتنافى مع كونه أديبًا مهمًّا ألجأته الظروف، وبما يرفد الساحة الأدبية العربية بما هو أفضل، حتى ينصف التاريخ الأدبي الثقافي من يستحق الإنصاف.
التعليقات