عمان جو -؛بلال حسن التل - فرار الرئيس الأفغاني وأركان وحكومته من البلاد، على أثر اجتياح طالبان لكابول وسائر المدن الأفغانية، على أثر القرار الأمريكي بالإنسحاب من أفغانستان، رغم الكلف الغالية والعالية التي دُفعت مالياً ومعنوياً وبالأرواح، هذا الفرار يذكر من جديد أهمية التلاحم بين الشعوب وحكامهم، لأن هذا التلاحم هو الذي يوفر الحماية الحقيقة للأنظمة السياسية، حتى لا يتكرر مصير الرئيس الأفغاني لغيره من الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ، خاصة التاريخ المعاصر، وأولها أن الحماية الحقيقية هي تلك التي توفرها الشعوب لأوطانها ولقادتها، أما الحماية الخارجية فإنها كالعارية لا تدفء في الليلة القارصة، فالولايات المتحدة الأمريكية وسائر الدول الكبرى لا يهمها في النهاية إلا مصالحها الذاتية، ولذلك فإن من أسهل ما يمكن أن تفعله هذه الدول، هو التخلي عن حلفائها حتى لا نقول 'أدواتها'، وهو مشهد تكرر كثيراً خلال نصف قرن الماضي، فقد تبنت الولايات المتحدة الأمريكية شاه إيران، وحولته إلى شرطي المنطقة فأدار ظهره لشعبه معتمداً على الحماية الأمريكية، التي كانت أول من تخلى عنه عندما ثار عليه شعبه، فتحول شرطي المنطقة إلى طريد، أُغلقت في وجهه كل الأبواب، حتى من عليه في النهاية الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، وقبل أن يدفن في مصر، وظلت عائلته من بعده مطاردة تعيش عيشة اللجوء في أماكن متفرقة من هذه الأرض، التي ضاقت على سعتها بمن كان يلقب نفسه بملك الملوك. ومثل شاه إيران كان مصير زين العابدين بن علي، الذي حكم تونس بقبضة بوليسية مستنداً إلى الحماية الغريية له، منتهكاً كل حقوق الإنسان، فالغرب يغمض عينه عن كل الانتهاكات لهذه الحقوق، مادام من يرتكب هذه الانتهاكات يخدم المصالح الغربية، حتى إذا ضاق شعبه به وثار عليه، كان ملف حقوق الإنسان أول الملفات التي يفتحها الغرب لتبرير تخليه عن خليفته الذي ثار عليه شعبه. أما في مصر فقد راهن حسني مبارك على ثقافة الشعب المصري المسالم، وأنه لن يثور فتمادى في صمته عن الفساد ورعايته له حتى استشرى في كل مفاصل الدولة المصرية، فجاع الناس لحساب طبقة صغيرة اُتخمت بينما انشغل الرئيس عنها، بمحاولة توريث الحكم لولده فانتهى في نهاية المطاف هو وأبنائه سجناء وراء القضبان، ولم تستطيع الحماية الخارجية أن تفعل له شيئاً. خلاصة القول هي أن ما جرى في أفغانستان يذكر بأن تلاحم الجبهة الداخلية هي الضمانة الحقيقية لأي شعب ولأي نظام سياسي. Bilal.tall@yahoo.com
عمان جو -؛بلال حسن التل - فرار الرئيس الأفغاني وأركان وحكومته من البلاد، على أثر اجتياح طالبان لكابول وسائر المدن الأفغانية، على أثر القرار الأمريكي بالإنسحاب من أفغانستان، رغم الكلف الغالية والعالية التي دُفعت مالياً ومعنوياً وبالأرواح، هذا الفرار يذكر من جديد أهمية التلاحم بين الشعوب وحكامهم، لأن هذا التلاحم هو الذي يوفر الحماية الحقيقة للأنظمة السياسية، حتى لا يتكرر مصير الرئيس الأفغاني لغيره من الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ، خاصة التاريخ المعاصر، وأولها أن الحماية الحقيقية هي تلك التي توفرها الشعوب لأوطانها ولقادتها، أما الحماية الخارجية فإنها كالعارية لا تدفء في الليلة القارصة، فالولايات المتحدة الأمريكية وسائر الدول الكبرى لا يهمها في النهاية إلا مصالحها الذاتية، ولذلك فإن من أسهل ما يمكن أن تفعله هذه الدول، هو التخلي عن حلفائها حتى لا نقول 'أدواتها'، وهو مشهد تكرر كثيراً خلال نصف قرن الماضي، فقد تبنت الولايات المتحدة الأمريكية شاه إيران، وحولته إلى شرطي المنطقة فأدار ظهره لشعبه معتمداً على الحماية الأمريكية، التي كانت أول من تخلى عنه عندما ثار عليه شعبه، فتحول شرطي المنطقة إلى طريد، أُغلقت في وجهه كل الأبواب، حتى من عليه في النهاية الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، وقبل أن يدفن في مصر، وظلت عائلته من بعده مطاردة تعيش عيشة اللجوء في أماكن متفرقة من هذه الأرض، التي ضاقت على سعتها بمن كان يلقب نفسه بملك الملوك. ومثل شاه إيران كان مصير زين العابدين بن علي، الذي حكم تونس بقبضة بوليسية مستنداً إلى الحماية الغريية له، منتهكاً كل حقوق الإنسان، فالغرب يغمض عينه عن كل الانتهاكات لهذه الحقوق، مادام من يرتكب هذه الانتهاكات يخدم المصالح الغربية، حتى إذا ضاق شعبه به وثار عليه، كان ملف حقوق الإنسان أول الملفات التي يفتحها الغرب لتبرير تخليه عن خليفته الذي ثار عليه شعبه. أما في مصر فقد راهن حسني مبارك على ثقافة الشعب المصري المسالم، وأنه لن يثور فتمادى في صمته عن الفساد ورعايته له حتى استشرى في كل مفاصل الدولة المصرية، فجاع الناس لحساب طبقة صغيرة اُتخمت بينما انشغل الرئيس عنها، بمحاولة توريث الحكم لولده فانتهى في نهاية المطاف هو وأبنائه سجناء وراء القضبان، ولم تستطيع الحماية الخارجية أن تفعل له شيئاً. خلاصة القول هي أن ما جرى في أفغانستان يذكر بأن تلاحم الجبهة الداخلية هي الضمانة الحقيقية لأي شعب ولأي نظام سياسي. Bilal.tall@yahoo.com
عمان جو -؛بلال حسن التل - فرار الرئيس الأفغاني وأركان وحكومته من البلاد، على أثر اجتياح طالبان لكابول وسائر المدن الأفغانية، على أثر القرار الأمريكي بالإنسحاب من أفغانستان، رغم الكلف الغالية والعالية التي دُفعت مالياً ومعنوياً وبالأرواح، هذا الفرار يذكر من جديد أهمية التلاحم بين الشعوب وحكامهم، لأن هذا التلاحم هو الذي يوفر الحماية الحقيقة للأنظمة السياسية، حتى لا يتكرر مصير الرئيس الأفغاني لغيره من الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ، خاصة التاريخ المعاصر، وأولها أن الحماية الحقيقية هي تلك التي توفرها الشعوب لأوطانها ولقادتها، أما الحماية الخارجية فإنها كالعارية لا تدفء في الليلة القارصة، فالولايات المتحدة الأمريكية وسائر الدول الكبرى لا يهمها في النهاية إلا مصالحها الذاتية، ولذلك فإن من أسهل ما يمكن أن تفعله هذه الدول، هو التخلي عن حلفائها حتى لا نقول 'أدواتها'، وهو مشهد تكرر كثيراً خلال نصف قرن الماضي، فقد تبنت الولايات المتحدة الأمريكية شاه إيران، وحولته إلى شرطي المنطقة فأدار ظهره لشعبه معتمداً على الحماية الأمريكية، التي كانت أول من تخلى عنه عندما ثار عليه شعبه، فتحول شرطي المنطقة إلى طريد، أُغلقت في وجهه كل الأبواب، حتى من عليه في النهاية الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، وقبل أن يدفن في مصر، وظلت عائلته من بعده مطاردة تعيش عيشة اللجوء في أماكن متفرقة من هذه الأرض، التي ضاقت على سعتها بمن كان يلقب نفسه بملك الملوك. ومثل شاه إيران كان مصير زين العابدين بن علي، الذي حكم تونس بقبضة بوليسية مستنداً إلى الحماية الغريية له، منتهكاً كل حقوق الإنسان، فالغرب يغمض عينه عن كل الانتهاكات لهذه الحقوق، مادام من يرتكب هذه الانتهاكات يخدم المصالح الغربية، حتى إذا ضاق شعبه به وثار عليه، كان ملف حقوق الإنسان أول الملفات التي يفتحها الغرب لتبرير تخليه عن خليفته الذي ثار عليه شعبه. أما في مصر فقد راهن حسني مبارك على ثقافة الشعب المصري المسالم، وأنه لن يثور فتمادى في صمته عن الفساد ورعايته له حتى استشرى في كل مفاصل الدولة المصرية، فجاع الناس لحساب طبقة صغيرة اُتخمت بينما انشغل الرئيس عنها، بمحاولة توريث الحكم لولده فانتهى في نهاية المطاف هو وأبنائه سجناء وراء القضبان، ولم تستطيع الحماية الخارجية أن تفعل له شيئاً. خلاصة القول هي أن ما جرى في أفغانستان يذكر بأن تلاحم الجبهة الداخلية هي الضمانة الحقيقية لأي شعب ولأي نظام سياسي. Bilal.tall@yahoo.com
التعليقات