عمان جو - طارق ديلواني - هل سيعترف المجتمع الدولي بحكومة 'طالبان'؟ شكوك حول قدرة الحركة على إعادة بناء دولة تتسع للجميع فضلاً عن ضمان عدم تحولها إلى ملاذ آمن للإرهاب طارق ديلواني صحافي الخميس 26 أغسطس 2021 17:16
أعاد الاستيلاء السريع لحركة 'طالبان' على أفغانستان إثر الانسحاب الأميركي، المخاوف والشكوك إلى الواجهة حول قدرة الحركة على إعادة بناء دولة تتسع للجميع، فضلاً عن ضمان عدم تحوّلها إلى ملاذ آمن للإرهاب والتطرف.
وما بين ضبابية المشهد والقلق من تكرار التجربة الإيرانية في الحكم، تبدو المواقف الدولية متخبطة ومتوترة تجاه نظام 'طالبان' الجديد ومستقبل أفغانستان، بينما يقول محللون إن التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات على الرغم من المرونة والبراغماتية التي تبديها الحركة حتى اللحظة.
انتعاش حركات الإسلام السياسي
ويرى الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية محمد أبو رمّان أن عودة 'طالبان' أنعشت بعض حركات الإسلام السياسي، لكنها في المقابل عززت القناعة بتراجع الدور الأميركي في المنطقة.
ولم يخفِ خشيته من تسارع وتيرة توجه متشددين ومتطرفين إلى أفغانستان، وتشجيع آلاف الإرهابيين بعد تفكّك 'داعش' و'القاعدة'، على الرغم من الحديث عن اتفاق غير معلن بين 'طالبان' والولايات المتحدة.
رسائل طمأنة
بدوره، يؤكد الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية أن الولايات المتحدة أصدرت شهادة وفاة لما أسمته 'إمارة طالبان' حينما غزتها قبل 20 عاماً، لكنها أصبحت اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله وهزيمة كبيرة سياسياً وأيديولوجياً لأميركا.
ويضيف 'كانت عودة طالبان إلى حكم أفغانستان مسألة وقت، لكن من غير الممكن مطالبتها بالحفاظ على الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة، وقد ورثت للتو تحديات كبرى، في بلد فقير مزّقته الحرب على مدى أربعة عقود'.
ويعتقد أبو هنية أن 'طالبان' ترسل رسائل طمأنة عدة إلى الغرب والجوار عقب سيطرتها على البلاد، إذ أصدرت عفواً عن جميع خصومها، وتعهدت بالسماح للنساء بالتعليم والعمل وفق الشريعة الإسلامية، وضمان مشاركة الأطراف كافة في العملية السياسية، واحترام حقوق المكونات العرقية الأفغانية والأقليات الدينية وعدم استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات خارجية.
كما أنها حاولت النأي بنفسها عن الإرهاب عبر إعدام الزعيم السابق لـ 'ولاية خراسان' التابع لتنظيم 'داعش' أبو عمر الخراساني.
وعلى الرغم من ذلك، يقول أبو هنية إنه لا وجود لمؤشرات إلى الاعتراف الغربي بحكومة 'طالبان' أو دمجها في بنية المجتمع الدولي.
التجربة الإيرانية
من جهته، يقول أستاذ العلاقات الدولية حسن البراري إن الوضع الداخلي في أفغانستان معقد جداً ولن تكون مهمة الحركة سهلة، إذ أرادت واشنطن بناء الأمة الأفغانية لكنها لم تتمكّن من ذلك.
ويعرب عن اعتقاده بأن الحركة لن تُقبَل دولياً ولن تنخرط في النظام العالمي إذا أبقت على الأيديولوجيا ذاتها والنهج السابق ذاته'.
ويضيف البراري 'لا يمكن فرض أي شكل من أشكال الحكم على أفغانستان، وبأحسن الأحوال ستسمح طالبان بالمشاركة السياسية لكن وفق تجربة شبيهة بالتجربة الإيرانية، بحيث سيكون أمير المؤمنين فوق السياسة وفوق الجميع'.
ويؤكد أن 'طالبان' ربحت المعركة مع الغرب وربحتها داخلياً، وتبدي حتى اللحظة مرونة في التعامل بهدف إحكام سيطرتها على مقاليد الأمور، مشيراً إلى أن الحركة تبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي أنها تريد أن تغيّر نمط الحكم الذي كان سائداً سابقاً، لكنها في المقابل لن ترفع سقف توقعات الآخرين حيال نظام الحكم الذي ستتّبعه إلى حد الحديث عن إنشاء ديمقراطية شبيهة بالديمقراطيات الغربية.
كما يشدد البراري على أن 'طالبان' أدركت وصفة الفشل التي عاشتها خلال 20 عاماً بتحويل أفغانستان إلى ملاذ آمن للإرهابيين والمتطرفين، ولم يعُد ذلك عليها بالنفع، ويضيف 'أعتقد أنهم ربما تعلموا الدرس من الماضي'.
'انديبنت عربية '
عمان جو - طارق ديلواني - هل سيعترف المجتمع الدولي بحكومة 'طالبان'؟ شكوك حول قدرة الحركة على إعادة بناء دولة تتسع للجميع فضلاً عن ضمان عدم تحولها إلى ملاذ آمن للإرهاب طارق ديلواني صحافي الخميس 26 أغسطس 2021 17:16
أعاد الاستيلاء السريع لحركة 'طالبان' على أفغانستان إثر الانسحاب الأميركي، المخاوف والشكوك إلى الواجهة حول قدرة الحركة على إعادة بناء دولة تتسع للجميع، فضلاً عن ضمان عدم تحوّلها إلى ملاذ آمن للإرهاب والتطرف.
وما بين ضبابية المشهد والقلق من تكرار التجربة الإيرانية في الحكم، تبدو المواقف الدولية متخبطة ومتوترة تجاه نظام 'طالبان' الجديد ومستقبل أفغانستان، بينما يقول محللون إن التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات على الرغم من المرونة والبراغماتية التي تبديها الحركة حتى اللحظة.
انتعاش حركات الإسلام السياسي
ويرى الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية محمد أبو رمّان أن عودة 'طالبان' أنعشت بعض حركات الإسلام السياسي، لكنها في المقابل عززت القناعة بتراجع الدور الأميركي في المنطقة.
ولم يخفِ خشيته من تسارع وتيرة توجه متشددين ومتطرفين إلى أفغانستان، وتشجيع آلاف الإرهابيين بعد تفكّك 'داعش' و'القاعدة'، على الرغم من الحديث عن اتفاق غير معلن بين 'طالبان' والولايات المتحدة.
رسائل طمأنة
بدوره، يؤكد الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية أن الولايات المتحدة أصدرت شهادة وفاة لما أسمته 'إمارة طالبان' حينما غزتها قبل 20 عاماً، لكنها أصبحت اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله وهزيمة كبيرة سياسياً وأيديولوجياً لأميركا.
ويضيف 'كانت عودة طالبان إلى حكم أفغانستان مسألة وقت، لكن من غير الممكن مطالبتها بالحفاظ على الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة، وقد ورثت للتو تحديات كبرى، في بلد فقير مزّقته الحرب على مدى أربعة عقود'.
ويعتقد أبو هنية أن 'طالبان' ترسل رسائل طمأنة عدة إلى الغرب والجوار عقب سيطرتها على البلاد، إذ أصدرت عفواً عن جميع خصومها، وتعهدت بالسماح للنساء بالتعليم والعمل وفق الشريعة الإسلامية، وضمان مشاركة الأطراف كافة في العملية السياسية، واحترام حقوق المكونات العرقية الأفغانية والأقليات الدينية وعدم استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات خارجية.
كما أنها حاولت النأي بنفسها عن الإرهاب عبر إعدام الزعيم السابق لـ 'ولاية خراسان' التابع لتنظيم 'داعش' أبو عمر الخراساني.
وعلى الرغم من ذلك، يقول أبو هنية إنه لا وجود لمؤشرات إلى الاعتراف الغربي بحكومة 'طالبان' أو دمجها في بنية المجتمع الدولي.
التجربة الإيرانية
من جهته، يقول أستاذ العلاقات الدولية حسن البراري إن الوضع الداخلي في أفغانستان معقد جداً ولن تكون مهمة الحركة سهلة، إذ أرادت واشنطن بناء الأمة الأفغانية لكنها لم تتمكّن من ذلك.
ويعرب عن اعتقاده بأن الحركة لن تُقبَل دولياً ولن تنخرط في النظام العالمي إذا أبقت على الأيديولوجيا ذاتها والنهج السابق ذاته'.
ويضيف البراري 'لا يمكن فرض أي شكل من أشكال الحكم على أفغانستان، وبأحسن الأحوال ستسمح طالبان بالمشاركة السياسية لكن وفق تجربة شبيهة بالتجربة الإيرانية، بحيث سيكون أمير المؤمنين فوق السياسة وفوق الجميع'.
ويؤكد أن 'طالبان' ربحت المعركة مع الغرب وربحتها داخلياً، وتبدي حتى اللحظة مرونة في التعامل بهدف إحكام سيطرتها على مقاليد الأمور، مشيراً إلى أن الحركة تبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي أنها تريد أن تغيّر نمط الحكم الذي كان سائداً سابقاً، لكنها في المقابل لن ترفع سقف توقعات الآخرين حيال نظام الحكم الذي ستتّبعه إلى حد الحديث عن إنشاء ديمقراطية شبيهة بالديمقراطيات الغربية.
كما يشدد البراري على أن 'طالبان' أدركت وصفة الفشل التي عاشتها خلال 20 عاماً بتحويل أفغانستان إلى ملاذ آمن للإرهابيين والمتطرفين، ولم يعُد ذلك عليها بالنفع، ويضيف 'أعتقد أنهم ربما تعلموا الدرس من الماضي'.
'انديبنت عربية '
عمان جو - طارق ديلواني - هل سيعترف المجتمع الدولي بحكومة 'طالبان'؟ شكوك حول قدرة الحركة على إعادة بناء دولة تتسع للجميع فضلاً عن ضمان عدم تحولها إلى ملاذ آمن للإرهاب طارق ديلواني صحافي الخميس 26 أغسطس 2021 17:16
أعاد الاستيلاء السريع لحركة 'طالبان' على أفغانستان إثر الانسحاب الأميركي، المخاوف والشكوك إلى الواجهة حول قدرة الحركة على إعادة بناء دولة تتسع للجميع، فضلاً عن ضمان عدم تحوّلها إلى ملاذ آمن للإرهاب والتطرف.
وما بين ضبابية المشهد والقلق من تكرار التجربة الإيرانية في الحكم، تبدو المواقف الدولية متخبطة ومتوترة تجاه نظام 'طالبان' الجديد ومستقبل أفغانستان، بينما يقول محللون إن التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات على الرغم من المرونة والبراغماتية التي تبديها الحركة حتى اللحظة.
انتعاش حركات الإسلام السياسي
ويرى الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية محمد أبو رمّان أن عودة 'طالبان' أنعشت بعض حركات الإسلام السياسي، لكنها في المقابل عززت القناعة بتراجع الدور الأميركي في المنطقة.
ولم يخفِ خشيته من تسارع وتيرة توجه متشددين ومتطرفين إلى أفغانستان، وتشجيع آلاف الإرهابيين بعد تفكّك 'داعش' و'القاعدة'، على الرغم من الحديث عن اتفاق غير معلن بين 'طالبان' والولايات المتحدة.
رسائل طمأنة
بدوره، يؤكد الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية أن الولايات المتحدة أصدرت شهادة وفاة لما أسمته 'إمارة طالبان' حينما غزتها قبل 20 عاماً، لكنها أصبحت اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله وهزيمة كبيرة سياسياً وأيديولوجياً لأميركا.
ويضيف 'كانت عودة طالبان إلى حكم أفغانستان مسألة وقت، لكن من غير الممكن مطالبتها بالحفاظ على الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة، وقد ورثت للتو تحديات كبرى، في بلد فقير مزّقته الحرب على مدى أربعة عقود'.
ويعتقد أبو هنية أن 'طالبان' ترسل رسائل طمأنة عدة إلى الغرب والجوار عقب سيطرتها على البلاد، إذ أصدرت عفواً عن جميع خصومها، وتعهدت بالسماح للنساء بالتعليم والعمل وفق الشريعة الإسلامية، وضمان مشاركة الأطراف كافة في العملية السياسية، واحترام حقوق المكونات العرقية الأفغانية والأقليات الدينية وعدم استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات خارجية.
كما أنها حاولت النأي بنفسها عن الإرهاب عبر إعدام الزعيم السابق لـ 'ولاية خراسان' التابع لتنظيم 'داعش' أبو عمر الخراساني.
وعلى الرغم من ذلك، يقول أبو هنية إنه لا وجود لمؤشرات إلى الاعتراف الغربي بحكومة 'طالبان' أو دمجها في بنية المجتمع الدولي.
التجربة الإيرانية
من جهته، يقول أستاذ العلاقات الدولية حسن البراري إن الوضع الداخلي في أفغانستان معقد جداً ولن تكون مهمة الحركة سهلة، إذ أرادت واشنطن بناء الأمة الأفغانية لكنها لم تتمكّن من ذلك.
ويعرب عن اعتقاده بأن الحركة لن تُقبَل دولياً ولن تنخرط في النظام العالمي إذا أبقت على الأيديولوجيا ذاتها والنهج السابق ذاته'.
ويضيف البراري 'لا يمكن فرض أي شكل من أشكال الحكم على أفغانستان، وبأحسن الأحوال ستسمح طالبان بالمشاركة السياسية لكن وفق تجربة شبيهة بالتجربة الإيرانية، بحيث سيكون أمير المؤمنين فوق السياسة وفوق الجميع'.
ويؤكد أن 'طالبان' ربحت المعركة مع الغرب وربحتها داخلياً، وتبدي حتى اللحظة مرونة في التعامل بهدف إحكام سيطرتها على مقاليد الأمور، مشيراً إلى أن الحركة تبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي أنها تريد أن تغيّر نمط الحكم الذي كان سائداً سابقاً، لكنها في المقابل لن ترفع سقف توقعات الآخرين حيال نظام الحكم الذي ستتّبعه إلى حد الحديث عن إنشاء ديمقراطية شبيهة بالديمقراطيات الغربية.
كما يشدد البراري على أن 'طالبان' أدركت وصفة الفشل التي عاشتها خلال 20 عاماً بتحويل أفغانستان إلى ملاذ آمن للإرهابيين والمتطرفين، ولم يعُد ذلك عليها بالنفع، ويضيف 'أعتقد أنهم ربما تعلموا الدرس من الماضي'.
التعليقات