عمان جو - الكثير الكثير كتب عن السياسة والدين، وكتب ايضا عن تسييس الدين، وكتب عن توظيف الدين سياسيا. ومن بعد عصر النهضة العربي وما بعد الاستقلال سجالات نقدية وفكرية وفلسفية طرحت وشقت العقل العربي السياسي والديني في المزاوجة والتناقض بين ثنائيات: السياسة والاسلام «التدين».
ادلجت الدين، حركة سياسية ولدت وكبرت ونمت بعد هزيمة 67، ودخلت السياسة الى خانة الدين، وخطف الاسلام السياسي عواطف الجماهير العربية المجروحة بفعل الهزيمة وحرجها الحضاري الذي اصاب الشخصية العربية بالنكوص والوهن والتبعية.
كلف الاسلام والتراث والدين بما ليس به، وقامت حركات دينية سياسية باسلمة التراث، واختزلته في نظرية الاحياء التراثية الاصولي والسلفي، واخرجت سياقات كثيرة من التراث العربي العقلانية والتنويرية والاصلاحية والعلمية والصوفية وحرمتها وجرمت التفكير بها، وان مجرد استدعاء تلك العناوين هو كفر وحرام.
حركة احياء الاسلام وادلجة التراث واسلمة الدين وضعوا العربة امام الفرس، فلا العربة تحركت ولا الفرس سار الى الامام، ولا تحركا من مكانهما، وصدق ذلك على الرجعية التي عطلت مشروع بناء الدولة الوطنية والتنوير وحركة التحرر الوطني.
في التاريخ ليس هناك فكر مطلق ونهائي، واي فكر هو نتاج للظرفية للحظة التاريخية بتراكماتها، والى جانب ذلك فانه يخطىء ويتعثر ويصيب، ويعاد تقييمه ومراجعته، ويفرز منه الصالح والطالح، ويخضع لقراءة ومراجعة نقدية ظرفية وتاريخية لتقييمه ضمن وصفة الصلاحيات، هل هو يصلح كوصفة نموذجية لاي امة وهوية وطنية ام لا؟.
«الاسلام السياسي» ولد على استجعال اثر توابع وتداعيات هزيمة 67، وحواضن الاسلام السياسي سرعان من انعطبت، وتحول المشروع من ثورية دينية الى معطل حضاري للامة العربية، وتوقف النقد والمراجعة النقدية، ودخلت الامة في حالة سكون وموت سريري حضاريا، وتم لي عنق التاريخ والحقيقة والعقل العربي ليستجيب لنوايا حركات الاسلام السياسي.
لربما هذا اصاب الكثير من الايدولوجيات المركزية، فالماركسية الكلاسيكية عانت من النص المغلق، واسر العقل والتفكير الى نصوص مقدسة وجامدة، وتحولت الماركسية الكلاسيكية الى دين جديد، ورغم ان مفكريها يدعون انها مضادة بالجدل لاي فكر وعقيدة مطلقة.
وماذا فعل الدين بالسياسة؟ ادخلها الى غرف التبريد والتجميد، ومنع التجريب والنقد والنقد الذاتي، وقبول الاخر، اشبع الفكر بايدلوجيا متحجرة خلفت ما خلفت من توابع تدفع الامة العربية حضاريا وانسانيا ثمن عقباتها وتوابعها من هزيمة وانكسار وجمود وتراجع وتخلف واستبداد سياسي واقتصادي.
وما دفعني هنا للكتابة حتمية استنهاض مراجعة مفهوم التدين في المجتمع العربي، والدين والسياسية وتبادل الادوار بينهما. وثمة حتمية اخرى موازية باحياء التدين الصوفي، وهناك فارق بين التدين وتسييس الدين.
وحقيقة ارى ان المجتمع يلهث وراء التدين، وذلك دون اضافات ومزاوجات، ونكهات سياسية. البحث عن التدين ليبلغ منتهاه بالعبادة والزهد والقيم والاخلاق والتبثت في التقرب الى الله، والتدين بمفهوم فردي وانساني واجتماعي يتخطى كل الصبغات والافكار المسبقة، والوصفات الذرائعية والبرغماتية.
وجدت في خبر متداول عن حلقات صوفية تخللها فعاليات وابتهالات دينية اقيمت في دارة العين جمال الصرايرة في «مؤتة الكرك»، واستضافت رئيس مركز المعارج للدراسات الاسلامية الدكتور عون القدومي وعددا من اهل العلم مناسبة ولتكون مفتاحا للقول ان ثمة اسئلة كثيرة غير متوقعة تقرع اسماعنا عن الدين والروح والتقرب الى الله، ومفهوم التدين والايمان والعبادة.
انا صوفي اردني.. فماذا يمكن للمرء ان يشعر؟ وهو يرى بان الحقيقة وظلالها قد تتجلى وتقترب من روحه، ويصاب الجسد بالقشعريرة بحثا عن فراغ روحي وهروبا من دوي مادي وحسي، ويستعيد الانسان بالرضا والخنوع والطاعة روحه وانسانيته.
وقبل الختام، ودمتم بود وصحة وسلام.. فالاردن تاريخيا غني بالحركات والطرق الصوفية في معان والطفيلة والكرك «عي»، والمفرق، ومشايخ وطرق عبروا الاردن، ومنهم استقر ورحل، وطرقوا ابواب المجتمع والعباد والمؤمنين، ونمت وازدهرت تلك الحركات وحوربت في عصور سيطرت بها قوى دينية متشددة.
عمان جو - الكثير الكثير كتب عن السياسة والدين، وكتب ايضا عن تسييس الدين، وكتب عن توظيف الدين سياسيا. ومن بعد عصر النهضة العربي وما بعد الاستقلال سجالات نقدية وفكرية وفلسفية طرحت وشقت العقل العربي السياسي والديني في المزاوجة والتناقض بين ثنائيات: السياسة والاسلام «التدين».
ادلجت الدين، حركة سياسية ولدت وكبرت ونمت بعد هزيمة 67، ودخلت السياسة الى خانة الدين، وخطف الاسلام السياسي عواطف الجماهير العربية المجروحة بفعل الهزيمة وحرجها الحضاري الذي اصاب الشخصية العربية بالنكوص والوهن والتبعية.
كلف الاسلام والتراث والدين بما ليس به، وقامت حركات دينية سياسية باسلمة التراث، واختزلته في نظرية الاحياء التراثية الاصولي والسلفي، واخرجت سياقات كثيرة من التراث العربي العقلانية والتنويرية والاصلاحية والعلمية والصوفية وحرمتها وجرمت التفكير بها، وان مجرد استدعاء تلك العناوين هو كفر وحرام.
حركة احياء الاسلام وادلجة التراث واسلمة الدين وضعوا العربة امام الفرس، فلا العربة تحركت ولا الفرس سار الى الامام، ولا تحركا من مكانهما، وصدق ذلك على الرجعية التي عطلت مشروع بناء الدولة الوطنية والتنوير وحركة التحرر الوطني.
في التاريخ ليس هناك فكر مطلق ونهائي، واي فكر هو نتاج للظرفية للحظة التاريخية بتراكماتها، والى جانب ذلك فانه يخطىء ويتعثر ويصيب، ويعاد تقييمه ومراجعته، ويفرز منه الصالح والطالح، ويخضع لقراءة ومراجعة نقدية ظرفية وتاريخية لتقييمه ضمن وصفة الصلاحيات، هل هو يصلح كوصفة نموذجية لاي امة وهوية وطنية ام لا؟.
«الاسلام السياسي» ولد على استجعال اثر توابع وتداعيات هزيمة 67، وحواضن الاسلام السياسي سرعان من انعطبت، وتحول المشروع من ثورية دينية الى معطل حضاري للامة العربية، وتوقف النقد والمراجعة النقدية، ودخلت الامة في حالة سكون وموت سريري حضاريا، وتم لي عنق التاريخ والحقيقة والعقل العربي ليستجيب لنوايا حركات الاسلام السياسي.
لربما هذا اصاب الكثير من الايدولوجيات المركزية، فالماركسية الكلاسيكية عانت من النص المغلق، واسر العقل والتفكير الى نصوص مقدسة وجامدة، وتحولت الماركسية الكلاسيكية الى دين جديد، ورغم ان مفكريها يدعون انها مضادة بالجدل لاي فكر وعقيدة مطلقة.
وماذا فعل الدين بالسياسة؟ ادخلها الى غرف التبريد والتجميد، ومنع التجريب والنقد والنقد الذاتي، وقبول الاخر، اشبع الفكر بايدلوجيا متحجرة خلفت ما خلفت من توابع تدفع الامة العربية حضاريا وانسانيا ثمن عقباتها وتوابعها من هزيمة وانكسار وجمود وتراجع وتخلف واستبداد سياسي واقتصادي.
وما دفعني هنا للكتابة حتمية استنهاض مراجعة مفهوم التدين في المجتمع العربي، والدين والسياسية وتبادل الادوار بينهما. وثمة حتمية اخرى موازية باحياء التدين الصوفي، وهناك فارق بين التدين وتسييس الدين.
وحقيقة ارى ان المجتمع يلهث وراء التدين، وذلك دون اضافات ومزاوجات، ونكهات سياسية. البحث عن التدين ليبلغ منتهاه بالعبادة والزهد والقيم والاخلاق والتبثت في التقرب الى الله، والتدين بمفهوم فردي وانساني واجتماعي يتخطى كل الصبغات والافكار المسبقة، والوصفات الذرائعية والبرغماتية.
وجدت في خبر متداول عن حلقات صوفية تخللها فعاليات وابتهالات دينية اقيمت في دارة العين جمال الصرايرة في «مؤتة الكرك»، واستضافت رئيس مركز المعارج للدراسات الاسلامية الدكتور عون القدومي وعددا من اهل العلم مناسبة ولتكون مفتاحا للقول ان ثمة اسئلة كثيرة غير متوقعة تقرع اسماعنا عن الدين والروح والتقرب الى الله، ومفهوم التدين والايمان والعبادة.
انا صوفي اردني.. فماذا يمكن للمرء ان يشعر؟ وهو يرى بان الحقيقة وظلالها قد تتجلى وتقترب من روحه، ويصاب الجسد بالقشعريرة بحثا عن فراغ روحي وهروبا من دوي مادي وحسي، ويستعيد الانسان بالرضا والخنوع والطاعة روحه وانسانيته.
وقبل الختام، ودمتم بود وصحة وسلام.. فالاردن تاريخيا غني بالحركات والطرق الصوفية في معان والطفيلة والكرك «عي»، والمفرق، ومشايخ وطرق عبروا الاردن، ومنهم استقر ورحل، وطرقوا ابواب المجتمع والعباد والمؤمنين، ونمت وازدهرت تلك الحركات وحوربت في عصور سيطرت بها قوى دينية متشددة.
عمان جو - الكثير الكثير كتب عن السياسة والدين، وكتب ايضا عن تسييس الدين، وكتب عن توظيف الدين سياسيا. ومن بعد عصر النهضة العربي وما بعد الاستقلال سجالات نقدية وفكرية وفلسفية طرحت وشقت العقل العربي السياسي والديني في المزاوجة والتناقض بين ثنائيات: السياسة والاسلام «التدين».
ادلجت الدين، حركة سياسية ولدت وكبرت ونمت بعد هزيمة 67، ودخلت السياسة الى خانة الدين، وخطف الاسلام السياسي عواطف الجماهير العربية المجروحة بفعل الهزيمة وحرجها الحضاري الذي اصاب الشخصية العربية بالنكوص والوهن والتبعية.
كلف الاسلام والتراث والدين بما ليس به، وقامت حركات دينية سياسية باسلمة التراث، واختزلته في نظرية الاحياء التراثية الاصولي والسلفي، واخرجت سياقات كثيرة من التراث العربي العقلانية والتنويرية والاصلاحية والعلمية والصوفية وحرمتها وجرمت التفكير بها، وان مجرد استدعاء تلك العناوين هو كفر وحرام.
حركة احياء الاسلام وادلجة التراث واسلمة الدين وضعوا العربة امام الفرس، فلا العربة تحركت ولا الفرس سار الى الامام، ولا تحركا من مكانهما، وصدق ذلك على الرجعية التي عطلت مشروع بناء الدولة الوطنية والتنوير وحركة التحرر الوطني.
في التاريخ ليس هناك فكر مطلق ونهائي، واي فكر هو نتاج للظرفية للحظة التاريخية بتراكماتها، والى جانب ذلك فانه يخطىء ويتعثر ويصيب، ويعاد تقييمه ومراجعته، ويفرز منه الصالح والطالح، ويخضع لقراءة ومراجعة نقدية ظرفية وتاريخية لتقييمه ضمن وصفة الصلاحيات، هل هو يصلح كوصفة نموذجية لاي امة وهوية وطنية ام لا؟.
«الاسلام السياسي» ولد على استجعال اثر توابع وتداعيات هزيمة 67، وحواضن الاسلام السياسي سرعان من انعطبت، وتحول المشروع من ثورية دينية الى معطل حضاري للامة العربية، وتوقف النقد والمراجعة النقدية، ودخلت الامة في حالة سكون وموت سريري حضاريا، وتم لي عنق التاريخ والحقيقة والعقل العربي ليستجيب لنوايا حركات الاسلام السياسي.
لربما هذا اصاب الكثير من الايدولوجيات المركزية، فالماركسية الكلاسيكية عانت من النص المغلق، واسر العقل والتفكير الى نصوص مقدسة وجامدة، وتحولت الماركسية الكلاسيكية الى دين جديد، ورغم ان مفكريها يدعون انها مضادة بالجدل لاي فكر وعقيدة مطلقة.
وماذا فعل الدين بالسياسة؟ ادخلها الى غرف التبريد والتجميد، ومنع التجريب والنقد والنقد الذاتي، وقبول الاخر، اشبع الفكر بايدلوجيا متحجرة خلفت ما خلفت من توابع تدفع الامة العربية حضاريا وانسانيا ثمن عقباتها وتوابعها من هزيمة وانكسار وجمود وتراجع وتخلف واستبداد سياسي واقتصادي.
وما دفعني هنا للكتابة حتمية استنهاض مراجعة مفهوم التدين في المجتمع العربي، والدين والسياسية وتبادل الادوار بينهما. وثمة حتمية اخرى موازية باحياء التدين الصوفي، وهناك فارق بين التدين وتسييس الدين.
وحقيقة ارى ان المجتمع يلهث وراء التدين، وذلك دون اضافات ومزاوجات، ونكهات سياسية. البحث عن التدين ليبلغ منتهاه بالعبادة والزهد والقيم والاخلاق والتبثت في التقرب الى الله، والتدين بمفهوم فردي وانساني واجتماعي يتخطى كل الصبغات والافكار المسبقة، والوصفات الذرائعية والبرغماتية.
وجدت في خبر متداول عن حلقات صوفية تخللها فعاليات وابتهالات دينية اقيمت في دارة العين جمال الصرايرة في «مؤتة الكرك»، واستضافت رئيس مركز المعارج للدراسات الاسلامية الدكتور عون القدومي وعددا من اهل العلم مناسبة ولتكون مفتاحا للقول ان ثمة اسئلة كثيرة غير متوقعة تقرع اسماعنا عن الدين والروح والتقرب الى الله، ومفهوم التدين والايمان والعبادة.
انا صوفي اردني.. فماذا يمكن للمرء ان يشعر؟ وهو يرى بان الحقيقة وظلالها قد تتجلى وتقترب من روحه، ويصاب الجسد بالقشعريرة بحثا عن فراغ روحي وهروبا من دوي مادي وحسي، ويستعيد الانسان بالرضا والخنوع والطاعة روحه وانسانيته.
وقبل الختام، ودمتم بود وصحة وسلام.. فالاردن تاريخيا غني بالحركات والطرق الصوفية في معان والطفيلة والكرك «عي»، والمفرق، ومشايخ وطرق عبروا الاردن، ومنهم استقر ورحل، وطرقوا ابواب المجتمع والعباد والمؤمنين، ونمت وازدهرت تلك الحركات وحوربت في عصور سيطرت بها قوى دينية متشددة.
التعليقات