عمان جو - بعد الانسحاب الامريكي في افغانستان، ومرور 20 عاما على الاحتلال العسكري الامريكي لافغانستان والحرب على العراق وغزوه واسقاط نظام الرئيس صدام حسين وتفكيك الجيش، وشن امريكا حربا عالمية على الارهاب تحت العقيدة الشهيرة التي اطقلها الرئيس بوش «من ليس معنا فهو ضدنا»، فان احياء الذكرى العشرية الثانية لهجمات 11 سبتمبر بلا شك مختلف بكل الابعاد والمراجعات. 11 سبتمبر نقطة تاريخية فاصلة بين الحرب الباردة وما بعدها وولدت ما يسمى بالنظام العالمي الجديد. ومرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي، والاحادية والقطبية الامريكية، ودخول العالم مرحلة العولمة الاقتصادية والعولمة الليبرالية، وغزت امريكا العالم بحجتي محاربة الارهاب ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان والاقليات والمرأة. ما بعد 11 سبتمبر، مثل حقيقة مرحلة جديدة في الناظم العالمي. ويبدو ان مفعول تفجير برجي التجارة العالميين لم ينتهي بعد. وفي العقل السياسي الامريكي فان 11 سبتمبر كانت وليدة عصاب مرضي يصيب الفكر والثقافة الامريكية، والنزوع نحو اطروحات ومفاهيم نهاية التاريخ والعولمة وصدام الحضارات والتفوق الامريكي، والحرب على الارهاب وفوبيا الاسلام واشباحه. امريكا العظمى وامريكا القوية، ولربما عبرت العقلية الامريكية عن تلك الاطروحات والمفاهيم في نظرية القوة والتفوق، والعولمة الاقتصادية اليبرالية الكونية. ورجوع المفكرين الامريكان لنظريات الحتمية والمطلقات التاريخية، ومنها ان لا غنى للعالم عن الامبراطوية الامريكية، والحل الامريكي، ونهاية الايدولوجيا، وسياسة السوق والاقتصاد الحر، ومحاربة الخصوصيات الثقافية الوطنية، وساد في الثقافة العالمية نوع ونمط من التفاهة والتسطيح والاستهلاكية على الطريقة والنهج الامريكي. وخرجت نظريات تتحدث عن موت السياسة ونهايتها، وان الصراعات الدولية تنحصر لاهواء المصالح الدينية فقط. وقسم الامريكان العالم مع وضد، واحتلت اطروحة صدام الحضارات مكانة بارز في السياسة الامريكية، وهيمنت فكرا وممارسة وعقيدة على العلاقات والصراعات الدولية. وفي ظلها خاضت امريكا حروبا كثيرة، واسقطت انظمة سياسية، وتوارت قوى ومراكز المال والنفوذ لتقوم الصراعات والصدامات، ولتحرك الصراعات قوى روحانية، والسياسي بقي يلاحق تلك الصراعات المتصادمة على عقيدة دينية وثقافية وحضارية. في الشرق الاوسط كثير من الانظمة السياسية انجرت وراء واشنطن في حربها ضد الارهاب، ولتعريف الامريكي للارهاب الاسلامي، وقد سهل ذلك على الانظمة السياسية في قمع الحريات وممارسة استبداد ناعم وخشن، وفرض سيطرة على المعارضات الوطنية، والعمل بقوانين الطوارىء بحجة محاربة ومكافحة الارهاب. مفهوم الارهاب والحرب على الارهاب بدا يختفي رويدا. وكثير من المفاهيم الامريكية تراجع صداها بعدما سقطت فكرة العوملة الامريكية وحتمية النموذج الامريكي ونظرية نهاية التاريخ. في الغرب لم يعد الارهاب خطرا على السلم والامن الدوليين، وان اقصى ما هدمه الارهاب برجي التجارة العالميين في نيوريوك، وما تلا ذلك عمليات متفرقة ولم تكن بالمبالغة وافضاعة التي جرى الترويج سياسيا وامنيا واعلاميا بها. وما بعد 11 سبتمبر ولد اكبر حلف في التاريخ، وحلف شن حربا دنكشوتية ضد اهاب افتراضي وعدو وهمي، وتاكير العدو الجديد وما يسمى بالارهاب بقى محصورا في الاسلام. واليوم، ومع احياء ذكرى 11 سبتمبر، فالعالم تغير، والحرب الامريكية على الارهاب فقدت بريقها.. ولنكن اكثر صراحة بالقول ان اكذوبة الارهاب وقفت عقبة في طريق بناء دول ديمقراطية وبناء اقتصادات وطنية مستقلة، وعلى شماعة الارهاب ومحاربته علقت الانظمة فشلها في الحكم والتنمية وما تمارس من استبداد وظلم وقهر. لربما انه في العام القادم لن يحيي العالم احتفالا في ذكرى 11 سبتمبر، وان الذكرى ستمر دون ان يتذكرها احد. وسوف تختفي كثيرا من المفردات والمفاهيم والاطروحات التي ارتبطت بها من الحرب على الارهاب ونهاية التاريخ وصدام الحضارات وغيرها من تابوهات العقل السياسي الامريكي.
عمان جو - بعد الانسحاب الامريكي في افغانستان، ومرور 20 عاما على الاحتلال العسكري الامريكي لافغانستان والحرب على العراق وغزوه واسقاط نظام الرئيس صدام حسين وتفكيك الجيش، وشن امريكا حربا عالمية على الارهاب تحت العقيدة الشهيرة التي اطقلها الرئيس بوش «من ليس معنا فهو ضدنا»، فان احياء الذكرى العشرية الثانية لهجمات 11 سبتمبر بلا شك مختلف بكل الابعاد والمراجعات. 11 سبتمبر نقطة تاريخية فاصلة بين الحرب الباردة وما بعدها وولدت ما يسمى بالنظام العالمي الجديد. ومرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي، والاحادية والقطبية الامريكية، ودخول العالم مرحلة العولمة الاقتصادية والعولمة الليبرالية، وغزت امريكا العالم بحجتي محاربة الارهاب ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان والاقليات والمرأة. ما بعد 11 سبتمبر، مثل حقيقة مرحلة جديدة في الناظم العالمي. ويبدو ان مفعول تفجير برجي التجارة العالميين لم ينتهي بعد. وفي العقل السياسي الامريكي فان 11 سبتمبر كانت وليدة عصاب مرضي يصيب الفكر والثقافة الامريكية، والنزوع نحو اطروحات ومفاهيم نهاية التاريخ والعولمة وصدام الحضارات والتفوق الامريكي، والحرب على الارهاب وفوبيا الاسلام واشباحه. امريكا العظمى وامريكا القوية، ولربما عبرت العقلية الامريكية عن تلك الاطروحات والمفاهيم في نظرية القوة والتفوق، والعولمة الاقتصادية اليبرالية الكونية. ورجوع المفكرين الامريكان لنظريات الحتمية والمطلقات التاريخية، ومنها ان لا غنى للعالم عن الامبراطوية الامريكية، والحل الامريكي، ونهاية الايدولوجيا، وسياسة السوق والاقتصاد الحر، ومحاربة الخصوصيات الثقافية الوطنية، وساد في الثقافة العالمية نوع ونمط من التفاهة والتسطيح والاستهلاكية على الطريقة والنهج الامريكي. وخرجت نظريات تتحدث عن موت السياسة ونهايتها، وان الصراعات الدولية تنحصر لاهواء المصالح الدينية فقط. وقسم الامريكان العالم مع وضد، واحتلت اطروحة صدام الحضارات مكانة بارز في السياسة الامريكية، وهيمنت فكرا وممارسة وعقيدة على العلاقات والصراعات الدولية. وفي ظلها خاضت امريكا حروبا كثيرة، واسقطت انظمة سياسية، وتوارت قوى ومراكز المال والنفوذ لتقوم الصراعات والصدامات، ولتحرك الصراعات قوى روحانية، والسياسي بقي يلاحق تلك الصراعات المتصادمة على عقيدة دينية وثقافية وحضارية. في الشرق الاوسط كثير من الانظمة السياسية انجرت وراء واشنطن في حربها ضد الارهاب، ولتعريف الامريكي للارهاب الاسلامي، وقد سهل ذلك على الانظمة السياسية في قمع الحريات وممارسة استبداد ناعم وخشن، وفرض سيطرة على المعارضات الوطنية، والعمل بقوانين الطوارىء بحجة محاربة ومكافحة الارهاب. مفهوم الارهاب والحرب على الارهاب بدا يختفي رويدا. وكثير من المفاهيم الامريكية تراجع صداها بعدما سقطت فكرة العوملة الامريكية وحتمية النموذج الامريكي ونظرية نهاية التاريخ. في الغرب لم يعد الارهاب خطرا على السلم والامن الدوليين، وان اقصى ما هدمه الارهاب برجي التجارة العالميين في نيوريوك، وما تلا ذلك عمليات متفرقة ولم تكن بالمبالغة وافضاعة التي جرى الترويج سياسيا وامنيا واعلاميا بها. وما بعد 11 سبتمبر ولد اكبر حلف في التاريخ، وحلف شن حربا دنكشوتية ضد اهاب افتراضي وعدو وهمي، وتاكير العدو الجديد وما يسمى بالارهاب بقى محصورا في الاسلام. واليوم، ومع احياء ذكرى 11 سبتمبر، فالعالم تغير، والحرب الامريكية على الارهاب فقدت بريقها.. ولنكن اكثر صراحة بالقول ان اكذوبة الارهاب وقفت عقبة في طريق بناء دول ديمقراطية وبناء اقتصادات وطنية مستقلة، وعلى شماعة الارهاب ومحاربته علقت الانظمة فشلها في الحكم والتنمية وما تمارس من استبداد وظلم وقهر. لربما انه في العام القادم لن يحيي العالم احتفالا في ذكرى 11 سبتمبر، وان الذكرى ستمر دون ان يتذكرها احد. وسوف تختفي كثيرا من المفردات والمفاهيم والاطروحات التي ارتبطت بها من الحرب على الارهاب ونهاية التاريخ وصدام الحضارات وغيرها من تابوهات العقل السياسي الامريكي.
عمان جو - بعد الانسحاب الامريكي في افغانستان، ومرور 20 عاما على الاحتلال العسكري الامريكي لافغانستان والحرب على العراق وغزوه واسقاط نظام الرئيس صدام حسين وتفكيك الجيش، وشن امريكا حربا عالمية على الارهاب تحت العقيدة الشهيرة التي اطقلها الرئيس بوش «من ليس معنا فهو ضدنا»، فان احياء الذكرى العشرية الثانية لهجمات 11 سبتمبر بلا شك مختلف بكل الابعاد والمراجعات. 11 سبتمبر نقطة تاريخية فاصلة بين الحرب الباردة وما بعدها وولدت ما يسمى بالنظام العالمي الجديد. ومرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي، والاحادية والقطبية الامريكية، ودخول العالم مرحلة العولمة الاقتصادية والعولمة الليبرالية، وغزت امريكا العالم بحجتي محاربة الارهاب ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان والاقليات والمرأة. ما بعد 11 سبتمبر، مثل حقيقة مرحلة جديدة في الناظم العالمي. ويبدو ان مفعول تفجير برجي التجارة العالميين لم ينتهي بعد. وفي العقل السياسي الامريكي فان 11 سبتمبر كانت وليدة عصاب مرضي يصيب الفكر والثقافة الامريكية، والنزوع نحو اطروحات ومفاهيم نهاية التاريخ والعولمة وصدام الحضارات والتفوق الامريكي، والحرب على الارهاب وفوبيا الاسلام واشباحه. امريكا العظمى وامريكا القوية، ولربما عبرت العقلية الامريكية عن تلك الاطروحات والمفاهيم في نظرية القوة والتفوق، والعولمة الاقتصادية اليبرالية الكونية. ورجوع المفكرين الامريكان لنظريات الحتمية والمطلقات التاريخية، ومنها ان لا غنى للعالم عن الامبراطوية الامريكية، والحل الامريكي، ونهاية الايدولوجيا، وسياسة السوق والاقتصاد الحر، ومحاربة الخصوصيات الثقافية الوطنية، وساد في الثقافة العالمية نوع ونمط من التفاهة والتسطيح والاستهلاكية على الطريقة والنهج الامريكي. وخرجت نظريات تتحدث عن موت السياسة ونهايتها، وان الصراعات الدولية تنحصر لاهواء المصالح الدينية فقط. وقسم الامريكان العالم مع وضد، واحتلت اطروحة صدام الحضارات مكانة بارز في السياسة الامريكية، وهيمنت فكرا وممارسة وعقيدة على العلاقات والصراعات الدولية. وفي ظلها خاضت امريكا حروبا كثيرة، واسقطت انظمة سياسية، وتوارت قوى ومراكز المال والنفوذ لتقوم الصراعات والصدامات، ولتحرك الصراعات قوى روحانية، والسياسي بقي يلاحق تلك الصراعات المتصادمة على عقيدة دينية وثقافية وحضارية. في الشرق الاوسط كثير من الانظمة السياسية انجرت وراء واشنطن في حربها ضد الارهاب، ولتعريف الامريكي للارهاب الاسلامي، وقد سهل ذلك على الانظمة السياسية في قمع الحريات وممارسة استبداد ناعم وخشن، وفرض سيطرة على المعارضات الوطنية، والعمل بقوانين الطوارىء بحجة محاربة ومكافحة الارهاب. مفهوم الارهاب والحرب على الارهاب بدا يختفي رويدا. وكثير من المفاهيم الامريكية تراجع صداها بعدما سقطت فكرة العوملة الامريكية وحتمية النموذج الامريكي ونظرية نهاية التاريخ. في الغرب لم يعد الارهاب خطرا على السلم والامن الدوليين، وان اقصى ما هدمه الارهاب برجي التجارة العالميين في نيوريوك، وما تلا ذلك عمليات متفرقة ولم تكن بالمبالغة وافضاعة التي جرى الترويج سياسيا وامنيا واعلاميا بها. وما بعد 11 سبتمبر ولد اكبر حلف في التاريخ، وحلف شن حربا دنكشوتية ضد اهاب افتراضي وعدو وهمي، وتاكير العدو الجديد وما يسمى بالارهاب بقى محصورا في الاسلام. واليوم، ومع احياء ذكرى 11 سبتمبر، فالعالم تغير، والحرب الامريكية على الارهاب فقدت بريقها.. ولنكن اكثر صراحة بالقول ان اكذوبة الارهاب وقفت عقبة في طريق بناء دول ديمقراطية وبناء اقتصادات وطنية مستقلة، وعلى شماعة الارهاب ومحاربته علقت الانظمة فشلها في الحكم والتنمية وما تمارس من استبداد وظلم وقهر. لربما انه في العام القادم لن يحيي العالم احتفالا في ذكرى 11 سبتمبر، وان الذكرى ستمر دون ان يتذكرها احد. وسوف تختفي كثيرا من المفردات والمفاهيم والاطروحات التي ارتبطت بها من الحرب على الارهاب ونهاية التاريخ وصدام الحضارات وغيرها من تابوهات العقل السياسي الامريكي.
التعليقات