عمان جو_تبذل روسيا أقصى طاقتها لمساعدة النظام السوري على استعادة سيطرته على مدينة حلب، ما يؤشر إلى أنها اختارت الحل العسكري بهدف ممارسة ضغط على الولايات المتحدة والمعارضة السورية، بعد تعثر المفاوضات حول الهدنة مع واشنطن، وفق محللين. ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية في جامعة ادنبره توماس بييريه 'كانت المفاوضات مع الأميركيين بمثابة غطاء لكسب الوقت وتحضير المرحلة التالية من العمليات العسكرية. بالنسبة الى الفريق الموالي (النظام وحلفاؤه)، تكمن الدبلوماسية بمواصلة الحرب إنما بوسائل اخرى'. ويضيف ان الامر 'يتعلق بمنح (الرئيس السوري بشار) الاسد نصرا حاسما' و'القضاء على أي بديل من خلال حرمان المعارضة ما تعتبره عاصمتها'. ويتابع 'طرد الفصائل من حلب يعيدها الى صفوف الانتفاضة الهامشية'. وتمكن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بعد جولات تفاوض عديدة من بدء العمل بهدنة في سورية وضعت قيد التطبيق في 12 ايلول/سبتمبر، لكنها استمرت اسبوعا واحدا فقط. وتضمن اتفاق الهدنة الذي تم برعاية روسية واميركية، الى جانب وقف إطلاق النار، إيصال مساعدات إنسانية تحديدا الى مدينة حلب في شمال سورية حيث يعاني السكان من ظروف معيشية صعبة جراء حصار مطبق تفرضه قوات النظام. كما نص على ان تقدم الفصائل المعارضة على فك ارتباطها عن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا). وادى عدم تطبيق هذين البندين الاخيرين الى الاطاحة مجددا بوقف اطلاق النار. وتنفذ الطائرات الروسية الموجودة في سورية غارات كثيفة منذ الخميس على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب، بوتيرة غير مسبوقة منذ بدء تدخلها العسكري قبل عام. ويرى الباحث المتخصص في الشؤون الروسية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن ايغور سوتياغين ان موسكو 'تريد القضاء على جيب رئيسي لمقاومة الفصائل المعارضة'. بعد ذلك، لن يبقى من مناطق المعارضة الا محافظة ادلب (شمال غرب) وبعض الجيوب الاخرى الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، وبينها جبهة فتح الشام، بحسب قوله. واذا كانت موسكو شكلت منذ بداية النزاع منتصف آذار/مارس 2011 الداعم الابرز للرئيس السوري في مواجهة الفصائل المعارضة ودول الغرب وبلدان الخليج، في الميدان كما في الامم المتحدة، فإن العلاقة الثنائية لم تكن وثيقة بقدر ما هي عليه اليوم. اذ ان موسكو وبعد كثير من التردد، تبنت خيار القوة في حلب، وهو ما كان النظام يريده منذ فترة طويلة. ويقول مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام ابو عبدالله 'أصبحت روسيا أكثر اقتناعا برأي الحكومة السورية'، موضحا انها سابقا 'كانت تركز على الحل السياسي ودخلت في حوار مع الخليج ومع الولايات المتحدة وبلدان اخرى، لكن تبين ان هذا الامر غير ممكن'. ويرى أستاذ العلوم السياسية والباحث الروسي المتخصص في شؤون الشرق الاوسط الكسي مالاشينكو ان تحقيق انتصار في حلب يضع السلطات السورية في موقع قوة قبل 'المفاوضات المقبلة' التي يأمل الموفد الدولي الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا باستئنافها. ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى فابريس بالانش انه 'من دون حلب' لا يمكن للاسد ان يكون رئيسا قويا، مضيفا 'حتى يتمكن من الحكم فعليا يحتاج الى حلب'. وحينها بإمكانه القول ان المدن الرئيسية في البلاد باتت تحت سيطرته، أي دمشق وحلب وحماة وحمص التي استعادت قواته السيطرة عليها في العام 2014. ويقول المحلل الروسي المتخصص في السياسة الخارجية فيودور لوكيانوف 'يود الروس والسوريون السيطرة بالكامل على حلب وبعدها فقط التفاوض مع المعارضة'، معتبرا ان حلب 'تلعب دورا محوريا'. وبعيدا من معركة حلب، يبدو ان التعاون بين موسكو ودمشق يستجيب لمصالح على المدى الطويل. ويقول مالاشينكو في هذا الصدد 'لا يمكن للاسد الحصول على شيء من دون موسكو، وتدرك روسيا بدورها انها، من دون الاسد، ستُطرد من الشرق الاوسط'، مضيفا 'انها صداقة قسرية'. ويعيد مشهد الابنية المدمرة في حلب الى الاذهان مشهد غروزني حيث أقدم الجيش الروسي على تطبيق حكمته القديمة 'المدفعية تدك والمشاة يحتلون'. في تلك الفترة، نفذ الجيش الروسي في بعض الاحيان مئات الغارات الجوية يوميا، يضاف اليها قصف مدمر للمدفعية التي انتشرت حول غروزني. لكن الخبير العسكري الروسي ألكسندر غولتس يؤكد ان 'لا علاقة للتكتيكات العسكرية الروسية في حلب بتلك التي تم تطبيقها في غروزني' ضد الانفصاليين، وان 'لا مجال للمقارنة'. ويرى بالانش من جهته ان 'روسيا قررت المضي في ذلك (الحل العسكري) لانها لم تعد تؤمن بإمكان التعاون مع الولايات المتحدة في سورية'. ويضيف 'انها الحرب الشاملة لان موسكو لم تعد تؤمن بأن واشنطن قادرة على القيام بأي شيء في سورية جراء عدم الرغبة وعدم القدرة'. لكن الغرب يعبر عن اقتناعه بان الاستراتيجية الروسية لا علاقة لها بفشل المفاوضات، متهما موسكو بانها استغلت الهدنة لمحاولة تحسين مواقع النظام على الارض. فقد اصدر وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السبت بيانا جاء فيه ان 'القصف المروع لقافلة إنسانية (الذي اتهمت به الطائرات الروسية والسورية)، والرفض العلني للنظام وقف الأعمال القتالية، والتقارير المتواصلة التي تفيد بأن النظام يستخدم الأسلحة الكيميائية، والهجوم غير المقبول للنظام في شرق حلب بدعم من روسيا، أمور تتناقض بشكل فاضح مع التصريحات الروسية بدعم الحل السياسي'. وندد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر خلال الاجتماع الاخير لمجلس الامن حول سورية الاحد بما اعتبره 'جرائم حرب ترتكب في حلب'، واتهم دمشق وموسكو بالمضي في الحل العسكري واستخدام المفاوضات 'للتمويه'. (أ ف ب)
عمان جو_تبذل روسيا أقصى طاقتها لمساعدة النظام السوري على استعادة سيطرته على مدينة حلب، ما يؤشر إلى أنها اختارت الحل العسكري بهدف ممارسة ضغط على الولايات المتحدة والمعارضة السورية، بعد تعثر المفاوضات حول الهدنة مع واشنطن، وفق محللين. ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية في جامعة ادنبره توماس بييريه 'كانت المفاوضات مع الأميركيين بمثابة غطاء لكسب الوقت وتحضير المرحلة التالية من العمليات العسكرية. بالنسبة الى الفريق الموالي (النظام وحلفاؤه)، تكمن الدبلوماسية بمواصلة الحرب إنما بوسائل اخرى'. ويضيف ان الامر 'يتعلق بمنح (الرئيس السوري بشار) الاسد نصرا حاسما' و'القضاء على أي بديل من خلال حرمان المعارضة ما تعتبره عاصمتها'. ويتابع 'طرد الفصائل من حلب يعيدها الى صفوف الانتفاضة الهامشية'. وتمكن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بعد جولات تفاوض عديدة من بدء العمل بهدنة في سورية وضعت قيد التطبيق في 12 ايلول/سبتمبر، لكنها استمرت اسبوعا واحدا فقط. وتضمن اتفاق الهدنة الذي تم برعاية روسية واميركية، الى جانب وقف إطلاق النار، إيصال مساعدات إنسانية تحديدا الى مدينة حلب في شمال سورية حيث يعاني السكان من ظروف معيشية صعبة جراء حصار مطبق تفرضه قوات النظام. كما نص على ان تقدم الفصائل المعارضة على فك ارتباطها عن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا). وادى عدم تطبيق هذين البندين الاخيرين الى الاطاحة مجددا بوقف اطلاق النار. وتنفذ الطائرات الروسية الموجودة في سورية غارات كثيفة منذ الخميس على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب، بوتيرة غير مسبوقة منذ بدء تدخلها العسكري قبل عام. ويرى الباحث المتخصص في الشؤون الروسية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن ايغور سوتياغين ان موسكو 'تريد القضاء على جيب رئيسي لمقاومة الفصائل المعارضة'. بعد ذلك، لن يبقى من مناطق المعارضة الا محافظة ادلب (شمال غرب) وبعض الجيوب الاخرى الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، وبينها جبهة فتح الشام، بحسب قوله. واذا كانت موسكو شكلت منذ بداية النزاع منتصف آذار/مارس 2011 الداعم الابرز للرئيس السوري في مواجهة الفصائل المعارضة ودول الغرب وبلدان الخليج، في الميدان كما في الامم المتحدة، فإن العلاقة الثنائية لم تكن وثيقة بقدر ما هي عليه اليوم. اذ ان موسكو وبعد كثير من التردد، تبنت خيار القوة في حلب، وهو ما كان النظام يريده منذ فترة طويلة. ويقول مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام ابو عبدالله 'أصبحت روسيا أكثر اقتناعا برأي الحكومة السورية'، موضحا انها سابقا 'كانت تركز على الحل السياسي ودخلت في حوار مع الخليج ومع الولايات المتحدة وبلدان اخرى، لكن تبين ان هذا الامر غير ممكن'. ويرى أستاذ العلوم السياسية والباحث الروسي المتخصص في شؤون الشرق الاوسط الكسي مالاشينكو ان تحقيق انتصار في حلب يضع السلطات السورية في موقع قوة قبل 'المفاوضات المقبلة' التي يأمل الموفد الدولي الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا باستئنافها. ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى فابريس بالانش انه 'من دون حلب' لا يمكن للاسد ان يكون رئيسا قويا، مضيفا 'حتى يتمكن من الحكم فعليا يحتاج الى حلب'. وحينها بإمكانه القول ان المدن الرئيسية في البلاد باتت تحت سيطرته، أي دمشق وحلب وحماة وحمص التي استعادت قواته السيطرة عليها في العام 2014. ويقول المحلل الروسي المتخصص في السياسة الخارجية فيودور لوكيانوف 'يود الروس والسوريون السيطرة بالكامل على حلب وبعدها فقط التفاوض مع المعارضة'، معتبرا ان حلب 'تلعب دورا محوريا'. وبعيدا من معركة حلب، يبدو ان التعاون بين موسكو ودمشق يستجيب لمصالح على المدى الطويل. ويقول مالاشينكو في هذا الصدد 'لا يمكن للاسد الحصول على شيء من دون موسكو، وتدرك روسيا بدورها انها، من دون الاسد، ستُطرد من الشرق الاوسط'، مضيفا 'انها صداقة قسرية'. ويعيد مشهد الابنية المدمرة في حلب الى الاذهان مشهد غروزني حيث أقدم الجيش الروسي على تطبيق حكمته القديمة 'المدفعية تدك والمشاة يحتلون'. في تلك الفترة، نفذ الجيش الروسي في بعض الاحيان مئات الغارات الجوية يوميا، يضاف اليها قصف مدمر للمدفعية التي انتشرت حول غروزني. لكن الخبير العسكري الروسي ألكسندر غولتس يؤكد ان 'لا علاقة للتكتيكات العسكرية الروسية في حلب بتلك التي تم تطبيقها في غروزني' ضد الانفصاليين، وان 'لا مجال للمقارنة'. ويرى بالانش من جهته ان 'روسيا قررت المضي في ذلك (الحل العسكري) لانها لم تعد تؤمن بإمكان التعاون مع الولايات المتحدة في سورية'. ويضيف 'انها الحرب الشاملة لان موسكو لم تعد تؤمن بأن واشنطن قادرة على القيام بأي شيء في سورية جراء عدم الرغبة وعدم القدرة'. لكن الغرب يعبر عن اقتناعه بان الاستراتيجية الروسية لا علاقة لها بفشل المفاوضات، متهما موسكو بانها استغلت الهدنة لمحاولة تحسين مواقع النظام على الارض. فقد اصدر وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السبت بيانا جاء فيه ان 'القصف المروع لقافلة إنسانية (الذي اتهمت به الطائرات الروسية والسورية)، والرفض العلني للنظام وقف الأعمال القتالية، والتقارير المتواصلة التي تفيد بأن النظام يستخدم الأسلحة الكيميائية، والهجوم غير المقبول للنظام في شرق حلب بدعم من روسيا، أمور تتناقض بشكل فاضح مع التصريحات الروسية بدعم الحل السياسي'. وندد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر خلال الاجتماع الاخير لمجلس الامن حول سورية الاحد بما اعتبره 'جرائم حرب ترتكب في حلب'، واتهم دمشق وموسكو بالمضي في الحل العسكري واستخدام المفاوضات 'للتمويه'. (أ ف ب)
عمان جو_تبذل روسيا أقصى طاقتها لمساعدة النظام السوري على استعادة سيطرته على مدينة حلب، ما يؤشر إلى أنها اختارت الحل العسكري بهدف ممارسة ضغط على الولايات المتحدة والمعارضة السورية، بعد تعثر المفاوضات حول الهدنة مع واشنطن، وفق محللين. ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية في جامعة ادنبره توماس بييريه 'كانت المفاوضات مع الأميركيين بمثابة غطاء لكسب الوقت وتحضير المرحلة التالية من العمليات العسكرية. بالنسبة الى الفريق الموالي (النظام وحلفاؤه)، تكمن الدبلوماسية بمواصلة الحرب إنما بوسائل اخرى'. ويضيف ان الامر 'يتعلق بمنح (الرئيس السوري بشار) الاسد نصرا حاسما' و'القضاء على أي بديل من خلال حرمان المعارضة ما تعتبره عاصمتها'. ويتابع 'طرد الفصائل من حلب يعيدها الى صفوف الانتفاضة الهامشية'. وتمكن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بعد جولات تفاوض عديدة من بدء العمل بهدنة في سورية وضعت قيد التطبيق في 12 ايلول/سبتمبر، لكنها استمرت اسبوعا واحدا فقط. وتضمن اتفاق الهدنة الذي تم برعاية روسية واميركية، الى جانب وقف إطلاق النار، إيصال مساعدات إنسانية تحديدا الى مدينة حلب في شمال سورية حيث يعاني السكان من ظروف معيشية صعبة جراء حصار مطبق تفرضه قوات النظام. كما نص على ان تقدم الفصائل المعارضة على فك ارتباطها عن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا). وادى عدم تطبيق هذين البندين الاخيرين الى الاطاحة مجددا بوقف اطلاق النار. وتنفذ الطائرات الروسية الموجودة في سورية غارات كثيفة منذ الخميس على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب، بوتيرة غير مسبوقة منذ بدء تدخلها العسكري قبل عام. ويرى الباحث المتخصص في الشؤون الروسية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن ايغور سوتياغين ان موسكو 'تريد القضاء على جيب رئيسي لمقاومة الفصائل المعارضة'. بعد ذلك، لن يبقى من مناطق المعارضة الا محافظة ادلب (شمال غرب) وبعض الجيوب الاخرى الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، وبينها جبهة فتح الشام، بحسب قوله. واذا كانت موسكو شكلت منذ بداية النزاع منتصف آذار/مارس 2011 الداعم الابرز للرئيس السوري في مواجهة الفصائل المعارضة ودول الغرب وبلدان الخليج، في الميدان كما في الامم المتحدة، فإن العلاقة الثنائية لم تكن وثيقة بقدر ما هي عليه اليوم. اذ ان موسكو وبعد كثير من التردد، تبنت خيار القوة في حلب، وهو ما كان النظام يريده منذ فترة طويلة. ويقول مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام ابو عبدالله 'أصبحت روسيا أكثر اقتناعا برأي الحكومة السورية'، موضحا انها سابقا 'كانت تركز على الحل السياسي ودخلت في حوار مع الخليج ومع الولايات المتحدة وبلدان اخرى، لكن تبين ان هذا الامر غير ممكن'. ويرى أستاذ العلوم السياسية والباحث الروسي المتخصص في شؤون الشرق الاوسط الكسي مالاشينكو ان تحقيق انتصار في حلب يضع السلطات السورية في موقع قوة قبل 'المفاوضات المقبلة' التي يأمل الموفد الدولي الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا باستئنافها. ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى فابريس بالانش انه 'من دون حلب' لا يمكن للاسد ان يكون رئيسا قويا، مضيفا 'حتى يتمكن من الحكم فعليا يحتاج الى حلب'. وحينها بإمكانه القول ان المدن الرئيسية في البلاد باتت تحت سيطرته، أي دمشق وحلب وحماة وحمص التي استعادت قواته السيطرة عليها في العام 2014. ويقول المحلل الروسي المتخصص في السياسة الخارجية فيودور لوكيانوف 'يود الروس والسوريون السيطرة بالكامل على حلب وبعدها فقط التفاوض مع المعارضة'، معتبرا ان حلب 'تلعب دورا محوريا'. وبعيدا من معركة حلب، يبدو ان التعاون بين موسكو ودمشق يستجيب لمصالح على المدى الطويل. ويقول مالاشينكو في هذا الصدد 'لا يمكن للاسد الحصول على شيء من دون موسكو، وتدرك روسيا بدورها انها، من دون الاسد، ستُطرد من الشرق الاوسط'، مضيفا 'انها صداقة قسرية'. ويعيد مشهد الابنية المدمرة في حلب الى الاذهان مشهد غروزني حيث أقدم الجيش الروسي على تطبيق حكمته القديمة 'المدفعية تدك والمشاة يحتلون'. في تلك الفترة، نفذ الجيش الروسي في بعض الاحيان مئات الغارات الجوية يوميا، يضاف اليها قصف مدمر للمدفعية التي انتشرت حول غروزني. لكن الخبير العسكري الروسي ألكسندر غولتس يؤكد ان 'لا علاقة للتكتيكات العسكرية الروسية في حلب بتلك التي تم تطبيقها في غروزني' ضد الانفصاليين، وان 'لا مجال للمقارنة'. ويرى بالانش من جهته ان 'روسيا قررت المضي في ذلك (الحل العسكري) لانها لم تعد تؤمن بإمكان التعاون مع الولايات المتحدة في سورية'. ويضيف 'انها الحرب الشاملة لان موسكو لم تعد تؤمن بأن واشنطن قادرة على القيام بأي شيء في سورية جراء عدم الرغبة وعدم القدرة'. لكن الغرب يعبر عن اقتناعه بان الاستراتيجية الروسية لا علاقة لها بفشل المفاوضات، متهما موسكو بانها استغلت الهدنة لمحاولة تحسين مواقع النظام على الارض. فقد اصدر وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السبت بيانا جاء فيه ان 'القصف المروع لقافلة إنسانية (الذي اتهمت به الطائرات الروسية والسورية)، والرفض العلني للنظام وقف الأعمال القتالية، والتقارير المتواصلة التي تفيد بأن النظام يستخدم الأسلحة الكيميائية، والهجوم غير المقبول للنظام في شرق حلب بدعم من روسيا، أمور تتناقض بشكل فاضح مع التصريحات الروسية بدعم الحل السياسي'. وندد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر خلال الاجتماع الاخير لمجلس الامن حول سورية الاحد بما اعتبره 'جرائم حرب ترتكب في حلب'، واتهم دمشق وموسكو بالمضي في الحل العسكري واستخدام المفاوضات 'للتمويه'. (أ ف ب)
التعليقات