عمان جو - يستغرب وزير الاعلام التغيرات التي حدثت للرأي العام في الأردن، ويضرب مثلا على ذلك، لكنني أختلف معه، لأن المؤشرات على التغيرات بدأت مبكرا، ولم يستمع احد للتحذيرات. يقول الوزير يوم امس ان الرأي العام في الأردن، انشغل بلاعبة منتخب الأردن لكرة السلة، وتحديدا بقصة بنطلونها والتمزق جهة الركبة، في الوقت الذي لم يهتم احد لتصريحات مسؤولين حول أعمال اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في اليوم ذاته، قائلا انه لا يعرف ماذا حدث لمستوى الإدراك العام في الأردن، الذي يتم التعبير عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أما لاعبة كرة السلة، فهي روبي حبش، وقد ذهبت لاستضافة في التلفزيون الأردني، إلا انه تم رفض إدخالها الى الاستوديو، بسبب لباسها، والجينز الممزق جهة الركبة الذي ستظهر به، خصوصا، ان هناك معايير محددة لدى التلفزيون، وقد قامت الدنيا ولم تقعد بعد ذلك، ما بين تضامن مع روبي، او مهاجمتها، بحيث انشغل الرأي العام في يوم واحد بالبنطلون الممزق، فيما غابت قضايا، بذات اليوم، من بينها التصريحات حول المنظومة السياسية. سيتعرض الوزير الآن الى هجوم، وعليه ان يتحمل- أعانه الله- لأن البعض سوف يغمز من قناته، ويحاول تقديمه بصورة من يسيء للجنة الملكية او قاماتها العتيدة، لكنه بالطبع لا يقصد ذلك، ويحاول ان يجري مقارنة على التغيرات في المزاج العام، وهي تغيرات ليست سهلة، لأن هناك من سيأتي ويقول من يقصد الوزير بتصريحاته، وهل يريد الإساءة لهذا او ذاك، وهذا نموذج يضاف الى كل النماذج التي رأيناها حين يتم حرف دلالات الكلام. في كل الأحوال، فإن علينا ان نؤشر على عدة أمور، فما نراه من تكبير للصغائر على وسائل التواصل الاجتماعي، أحيانا، او الانشغال بقضايا غير مهمة، مقارنة بمشاكلنا من ديون وازمات، وأوبئة، ومشاكل التعليم، ثم التراشق، وتصفية الحسابات، وحروب الكراهية، وتحويل الاشاعة الى معلومة، والتطبيل على كل قصة، ليس جديدا، لأن صناعة التفاهة، لم تبدأ هذه الأيام في الأردن، او العالم العربي، فقد بدأت منذ سنوات طويلة عبر محو القضايا الوطنية والقومية والدينية، واستبدالها بإعلام الترفيه، والاغاني، والأفلام الرخيصة، وصناعة رموز تافهة، لتكون بديلا عن رموز أساسية، عبر عمليات غسيل العقول. بعد هذه المرحلة، جاءت مرحلة اسقاط الاعلام المحترف، من جانب الحكومات، والغريب ان الحكومة تترك الاعلام ليضعف، او تتدخل فيه، او تحجب المعلومات عنه، او تجفف موارده، وتجعله يذبل بالتدريج، بحيث يفقد مصداقيته، فوق تراجع الحرفية، وامام هكذا حالة يبرز البديل، أي حسابات التواصل الاجتماعي، التي يديرها الملايين في الأردن، وبسقف اعلى، بحيث يتم حرف بوصلة الرأي العام، في بعض الحالات، وفي حالات يتم تصحيح أداء الحكومات المعوج، بسبب ضغط الرأي العام، لكن الخلاصة، ان هناك بديلا تم انتاجه، والسكوت عليه، مقابل إضعاف الأصل المحترف، وللمفارقة نشكو اليوم، من معايير هذا الاعلام الشعبي الفردي، والجماعي، برغم اننا أصحاب المسؤولية أساسا، في عملقته، وجعله المؤثر، برغم كل آثاره الجانبية الخطيرة، التي رأيناها حين عصفت بشعوب ودول وأنظمة. إضافة الى ما سبق، علينا ان نعترف ان الناس تعبوا من كل شيء، ويتشاغلون اليوم، بغيرهم، حين يلذع كل شخص غيره، بنقمة، او حقد، او غضب، واحيانا بعدل واحترام وحق، لكن النتيجة واحدة، اننا نجلس معا في غرفة معتمة، ونطعن بعضنا بعضا، فلا ترى من طعنك، ولا تعرف انت من طعنت، لأن التعبير عن الغضب، من كل شيء، بات جارفا. يقال للوزير هنا، ان لا شيء سوف يتغير، بل قد نذهب للأسوأ، فالمؤثر الرئيس، أي الاعلام ضعيف وغائب، والخطاب الرسمي، لا يسمعه احد، ولا يصدقه احد، جراء التفريط بالثقة تدريجيا، والغضب الفردي، يتحول الى غضب جماعي، لأي سبب كان، ولا احد يرحم الآخر، حتى لو أخطأ، فنحن في بلاد لا نقبل الخطأ، ولا نغفر لبعضنا، والكل يتصيد الكل. تبقى كلمة، هناك أيضا اتجاهات خيرة في اتجاهات الرأي العام، تحارب الخطأ، وتعزز الوطنية، وترفع الهمم، وتريد وطنها نظيفا سالما غانما، وكل نقدها يأتي تحت هذه العناوين. كلام الوزير صحيح، لكن عليه ألا يستغرب، فهذا واقع حال.
عمان جو - يستغرب وزير الاعلام التغيرات التي حدثت للرأي العام في الأردن، ويضرب مثلا على ذلك، لكنني أختلف معه، لأن المؤشرات على التغيرات بدأت مبكرا، ولم يستمع احد للتحذيرات. يقول الوزير يوم امس ان الرأي العام في الأردن، انشغل بلاعبة منتخب الأردن لكرة السلة، وتحديدا بقصة بنطلونها والتمزق جهة الركبة، في الوقت الذي لم يهتم احد لتصريحات مسؤولين حول أعمال اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في اليوم ذاته، قائلا انه لا يعرف ماذا حدث لمستوى الإدراك العام في الأردن، الذي يتم التعبير عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أما لاعبة كرة السلة، فهي روبي حبش، وقد ذهبت لاستضافة في التلفزيون الأردني، إلا انه تم رفض إدخالها الى الاستوديو، بسبب لباسها، والجينز الممزق جهة الركبة الذي ستظهر به، خصوصا، ان هناك معايير محددة لدى التلفزيون، وقد قامت الدنيا ولم تقعد بعد ذلك، ما بين تضامن مع روبي، او مهاجمتها، بحيث انشغل الرأي العام في يوم واحد بالبنطلون الممزق، فيما غابت قضايا، بذات اليوم، من بينها التصريحات حول المنظومة السياسية. سيتعرض الوزير الآن الى هجوم، وعليه ان يتحمل- أعانه الله- لأن البعض سوف يغمز من قناته، ويحاول تقديمه بصورة من يسيء للجنة الملكية او قاماتها العتيدة، لكنه بالطبع لا يقصد ذلك، ويحاول ان يجري مقارنة على التغيرات في المزاج العام، وهي تغيرات ليست سهلة، لأن هناك من سيأتي ويقول من يقصد الوزير بتصريحاته، وهل يريد الإساءة لهذا او ذاك، وهذا نموذج يضاف الى كل النماذج التي رأيناها حين يتم حرف دلالات الكلام. في كل الأحوال، فإن علينا ان نؤشر على عدة أمور، فما نراه من تكبير للصغائر على وسائل التواصل الاجتماعي، أحيانا، او الانشغال بقضايا غير مهمة، مقارنة بمشاكلنا من ديون وازمات، وأوبئة، ومشاكل التعليم، ثم التراشق، وتصفية الحسابات، وحروب الكراهية، وتحويل الاشاعة الى معلومة، والتطبيل على كل قصة، ليس جديدا، لأن صناعة التفاهة، لم تبدأ هذه الأيام في الأردن، او العالم العربي، فقد بدأت منذ سنوات طويلة عبر محو القضايا الوطنية والقومية والدينية، واستبدالها بإعلام الترفيه، والاغاني، والأفلام الرخيصة، وصناعة رموز تافهة، لتكون بديلا عن رموز أساسية، عبر عمليات غسيل العقول. بعد هذه المرحلة، جاءت مرحلة اسقاط الاعلام المحترف، من جانب الحكومات، والغريب ان الحكومة تترك الاعلام ليضعف، او تتدخل فيه، او تحجب المعلومات عنه، او تجفف موارده، وتجعله يذبل بالتدريج، بحيث يفقد مصداقيته، فوق تراجع الحرفية، وامام هكذا حالة يبرز البديل، أي حسابات التواصل الاجتماعي، التي يديرها الملايين في الأردن، وبسقف اعلى، بحيث يتم حرف بوصلة الرأي العام، في بعض الحالات، وفي حالات يتم تصحيح أداء الحكومات المعوج، بسبب ضغط الرأي العام، لكن الخلاصة، ان هناك بديلا تم انتاجه، والسكوت عليه، مقابل إضعاف الأصل المحترف، وللمفارقة نشكو اليوم، من معايير هذا الاعلام الشعبي الفردي، والجماعي، برغم اننا أصحاب المسؤولية أساسا، في عملقته، وجعله المؤثر، برغم كل آثاره الجانبية الخطيرة، التي رأيناها حين عصفت بشعوب ودول وأنظمة. إضافة الى ما سبق، علينا ان نعترف ان الناس تعبوا من كل شيء، ويتشاغلون اليوم، بغيرهم، حين يلذع كل شخص غيره، بنقمة، او حقد، او غضب، واحيانا بعدل واحترام وحق، لكن النتيجة واحدة، اننا نجلس معا في غرفة معتمة، ونطعن بعضنا بعضا، فلا ترى من طعنك، ولا تعرف انت من طعنت، لأن التعبير عن الغضب، من كل شيء، بات جارفا. يقال للوزير هنا، ان لا شيء سوف يتغير، بل قد نذهب للأسوأ، فالمؤثر الرئيس، أي الاعلام ضعيف وغائب، والخطاب الرسمي، لا يسمعه احد، ولا يصدقه احد، جراء التفريط بالثقة تدريجيا، والغضب الفردي، يتحول الى غضب جماعي، لأي سبب كان، ولا احد يرحم الآخر، حتى لو أخطأ، فنحن في بلاد لا نقبل الخطأ، ولا نغفر لبعضنا، والكل يتصيد الكل. تبقى كلمة، هناك أيضا اتجاهات خيرة في اتجاهات الرأي العام، تحارب الخطأ، وتعزز الوطنية، وترفع الهمم، وتريد وطنها نظيفا سالما غانما، وكل نقدها يأتي تحت هذه العناوين. كلام الوزير صحيح، لكن عليه ألا يستغرب، فهذا واقع حال.
عمان جو - يستغرب وزير الاعلام التغيرات التي حدثت للرأي العام في الأردن، ويضرب مثلا على ذلك، لكنني أختلف معه، لأن المؤشرات على التغيرات بدأت مبكرا، ولم يستمع احد للتحذيرات. يقول الوزير يوم امس ان الرأي العام في الأردن، انشغل بلاعبة منتخب الأردن لكرة السلة، وتحديدا بقصة بنطلونها والتمزق جهة الركبة، في الوقت الذي لم يهتم احد لتصريحات مسؤولين حول أعمال اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في اليوم ذاته، قائلا انه لا يعرف ماذا حدث لمستوى الإدراك العام في الأردن، الذي يتم التعبير عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أما لاعبة كرة السلة، فهي روبي حبش، وقد ذهبت لاستضافة في التلفزيون الأردني، إلا انه تم رفض إدخالها الى الاستوديو، بسبب لباسها، والجينز الممزق جهة الركبة الذي ستظهر به، خصوصا، ان هناك معايير محددة لدى التلفزيون، وقد قامت الدنيا ولم تقعد بعد ذلك، ما بين تضامن مع روبي، او مهاجمتها، بحيث انشغل الرأي العام في يوم واحد بالبنطلون الممزق، فيما غابت قضايا، بذات اليوم، من بينها التصريحات حول المنظومة السياسية. سيتعرض الوزير الآن الى هجوم، وعليه ان يتحمل- أعانه الله- لأن البعض سوف يغمز من قناته، ويحاول تقديمه بصورة من يسيء للجنة الملكية او قاماتها العتيدة، لكنه بالطبع لا يقصد ذلك، ويحاول ان يجري مقارنة على التغيرات في المزاج العام، وهي تغيرات ليست سهلة، لأن هناك من سيأتي ويقول من يقصد الوزير بتصريحاته، وهل يريد الإساءة لهذا او ذاك، وهذا نموذج يضاف الى كل النماذج التي رأيناها حين يتم حرف دلالات الكلام. في كل الأحوال، فإن علينا ان نؤشر على عدة أمور، فما نراه من تكبير للصغائر على وسائل التواصل الاجتماعي، أحيانا، او الانشغال بقضايا غير مهمة، مقارنة بمشاكلنا من ديون وازمات، وأوبئة، ومشاكل التعليم، ثم التراشق، وتصفية الحسابات، وحروب الكراهية، وتحويل الاشاعة الى معلومة، والتطبيل على كل قصة، ليس جديدا، لأن صناعة التفاهة، لم تبدأ هذه الأيام في الأردن، او العالم العربي، فقد بدأت منذ سنوات طويلة عبر محو القضايا الوطنية والقومية والدينية، واستبدالها بإعلام الترفيه، والاغاني، والأفلام الرخيصة، وصناعة رموز تافهة، لتكون بديلا عن رموز أساسية، عبر عمليات غسيل العقول. بعد هذه المرحلة، جاءت مرحلة اسقاط الاعلام المحترف، من جانب الحكومات، والغريب ان الحكومة تترك الاعلام ليضعف، او تتدخل فيه، او تحجب المعلومات عنه، او تجفف موارده، وتجعله يذبل بالتدريج، بحيث يفقد مصداقيته، فوق تراجع الحرفية، وامام هكذا حالة يبرز البديل، أي حسابات التواصل الاجتماعي، التي يديرها الملايين في الأردن، وبسقف اعلى، بحيث يتم حرف بوصلة الرأي العام، في بعض الحالات، وفي حالات يتم تصحيح أداء الحكومات المعوج، بسبب ضغط الرأي العام، لكن الخلاصة، ان هناك بديلا تم انتاجه، والسكوت عليه، مقابل إضعاف الأصل المحترف، وللمفارقة نشكو اليوم، من معايير هذا الاعلام الشعبي الفردي، والجماعي، برغم اننا أصحاب المسؤولية أساسا، في عملقته، وجعله المؤثر، برغم كل آثاره الجانبية الخطيرة، التي رأيناها حين عصفت بشعوب ودول وأنظمة. إضافة الى ما سبق، علينا ان نعترف ان الناس تعبوا من كل شيء، ويتشاغلون اليوم، بغيرهم، حين يلذع كل شخص غيره، بنقمة، او حقد، او غضب، واحيانا بعدل واحترام وحق، لكن النتيجة واحدة، اننا نجلس معا في غرفة معتمة، ونطعن بعضنا بعضا، فلا ترى من طعنك، ولا تعرف انت من طعنت، لأن التعبير عن الغضب، من كل شيء، بات جارفا. يقال للوزير هنا، ان لا شيء سوف يتغير، بل قد نذهب للأسوأ، فالمؤثر الرئيس، أي الاعلام ضعيف وغائب، والخطاب الرسمي، لا يسمعه احد، ولا يصدقه احد، جراء التفريط بالثقة تدريجيا، والغضب الفردي، يتحول الى غضب جماعي، لأي سبب كان، ولا احد يرحم الآخر، حتى لو أخطأ، فنحن في بلاد لا نقبل الخطأ، ولا نغفر لبعضنا، والكل يتصيد الكل. تبقى كلمة، هناك أيضا اتجاهات خيرة في اتجاهات الرأي العام، تحارب الخطأ، وتعزز الوطنية، وترفع الهمم، وتريد وطنها نظيفا سالما غانما، وكل نقدها يأتي تحت هذه العناوين. كلام الوزير صحيح، لكن عليه ألا يستغرب، فهذا واقع حال.
التعليقات