لا شك أن العالم يمر الآن بمرحلة انتقالية خلاصتها ان نظام القطب الواحد الذي هيمنت الولايات المتحدة عليه في طريقه الى الأفول، والبديل هو نظام متعدد الاقطاب تكون فيه الولايات المتحدة شريكة في إدارة العالم لا من يهيمن عليه..
والمشكلة هنا هي أن العالم سيمر بمرحلة انتقالية قوامها انعدام التوازن وغياب الرؤية الحقيقية لمستقبل أهم القضايا العالمية، طبعاً منطقتنا هي من أكثر بؤر الصراع اشتعالاً على مستوى العالم، ففيها حروب أهلية، وفيها دول فاشلة، ولا أنسى الصراع على زعامة المنطقة من قبل اطراف اقليمية متعددة، تبحث عن اماكن لتفريغ فائض قوتها علها تحظى بمكان رئيسي على طاولة تقاسم تركة الراحل الكبير، فبينما الولايات المتحدة تلملم حاجياتها في المنطقة لتتمركز في بؤرة جديدة وهي منطقة المحيطين الهادي والهندي حيث يجثم خطر القوة الصينية المتنامي، يحتدم الصراع بين أطراف عدة للإحلال مكانها، صحيح أنها حاولت ان تستوعب فراغ غيابها باستحداث قوة شبيهة بالناتو تتألف من دول الخليج العربي ومصر والاردن وبدعم غير مرئي من إسرائيل لكن هذه الخطوة لم ترَ النور أو انها فشلت في مهدها لأسباب عديدة.
على وقع هذا المتغير الرئيسي تحركت المنطقة في أكثر من اتجاه، لكن أبرز هذه التحركات جاءت من العراق البلد المُبتلى الرئيسي من عصر الهيمنة الأميركية، ففيها أحتُلت أرضه وفيها خاض حرباً اهلية «ضروس»، وفيها أيضاً نهشته قوى الارهاب، ويبدو أن وجع تلك المرحلة حرك في القيادة العراقية هواجس وخشية من أن تكون حصته مؤلمة من المرحلة الانتقالية، لذلك شهدنا التحرك العراقي لمحاولة استيعاب حالة الفراغ الحاصلة من أي انسحاب أميركي أو إعادة تموضع، فوجدناه يساهم في انشاء تحالف شام الجديد مع مصر والاردن، وهذه باعتقادي كانت خطوة أولية لإيجاد قاعدة صلبة لتحرك إقليمي ودولي لاحق، وهو ما حصل فعلاً إذ بادر لجمع الدول المجاورة للعراق في محاولة لإيجاد تفاهمات بين القوى الإقليمية المتصارعة على أراضيه لعله يخفف من حدتها عليه، فلدى القيادة العراقية قناعة راسخة بأن أي صراع إقليمي على النفوذ في المستقبل ستكون ساحاته المناطق الرخوة والضعيفة والعراق للأسف واحد منها حتى الآن.
هذه الخطوة العراقية كانت شديدة الأهمية بالمعنى الاستراتيجي، وتستند إلى قراءة واعية للتاريخ، فمنطقة الشرق الأوسط لم تخلُ من قوة مهيمنة رئيسية منذ 500 عام، ففي البدء كانت الدولة العثمانية، وعندما انهارت، كانت بريطانيا وفرنسا ومع أفول الاستعمار التقليدي حلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، ومع انتهاء الحرب الباردة خيمت الولايات المتحدة على المنطقة والعالم، إذاً استندت بغداد الى هذا المُعطى التاريخي في خطواتها لمحاولة التعامل مع حالة الفراغ الناتج عن الغياب الأميركي، وإن كانت تحاول إطالة هذا البقاء لكن المصالح الأميركية تبدو أكثر إلحاحاً من الرغبة العراقية، رغم محاولة الضغط من الطرف الإيراني للإسراع في انسحاب أميركي غير منسق شبيه بما حصل في افغانستان علّها تقطف ثمرة الارتباك وتشغل الفراغ الحاصل، لما لديها من مزايا على الأرض يفتقدها اي طرف آخر، لكن المحاولة العراقية في إيجاد تفاهمات إقليمية تنعكس على الداخل العراقي تبدو جادة وفي طريقها الصحيح، لكنها ستحتاج بدون شك لتعاون عربي فاعل لإنجاحها، لأن فشلها سيكون ثمنه سيطرة إيران على العراق وهي بذلك ستمتلك اليد الطولى في رسم مستقبل المنطقة بالذات اذا ما تمكنت من إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.
عمان جو - د. منذر الحوارات
لا شك أن العالم يمر الآن بمرحلة انتقالية خلاصتها ان نظام القطب الواحد الذي هيمنت الولايات المتحدة عليه في طريقه الى الأفول، والبديل هو نظام متعدد الاقطاب تكون فيه الولايات المتحدة شريكة في إدارة العالم لا من يهيمن عليه..
والمشكلة هنا هي أن العالم سيمر بمرحلة انتقالية قوامها انعدام التوازن وغياب الرؤية الحقيقية لمستقبل أهم القضايا العالمية، طبعاً منطقتنا هي من أكثر بؤر الصراع اشتعالاً على مستوى العالم، ففيها حروب أهلية، وفيها دول فاشلة، ولا أنسى الصراع على زعامة المنطقة من قبل اطراف اقليمية متعددة، تبحث عن اماكن لتفريغ فائض قوتها علها تحظى بمكان رئيسي على طاولة تقاسم تركة الراحل الكبير، فبينما الولايات المتحدة تلملم حاجياتها في المنطقة لتتمركز في بؤرة جديدة وهي منطقة المحيطين الهادي والهندي حيث يجثم خطر القوة الصينية المتنامي، يحتدم الصراع بين أطراف عدة للإحلال مكانها، صحيح أنها حاولت ان تستوعب فراغ غيابها باستحداث قوة شبيهة بالناتو تتألف من دول الخليج العربي ومصر والاردن وبدعم غير مرئي من إسرائيل لكن هذه الخطوة لم ترَ النور أو انها فشلت في مهدها لأسباب عديدة.
على وقع هذا المتغير الرئيسي تحركت المنطقة في أكثر من اتجاه، لكن أبرز هذه التحركات جاءت من العراق البلد المُبتلى الرئيسي من عصر الهيمنة الأميركية، ففيها أحتُلت أرضه وفيها خاض حرباً اهلية «ضروس»، وفيها أيضاً نهشته قوى الارهاب، ويبدو أن وجع تلك المرحلة حرك في القيادة العراقية هواجس وخشية من أن تكون حصته مؤلمة من المرحلة الانتقالية، لذلك شهدنا التحرك العراقي لمحاولة استيعاب حالة الفراغ الحاصلة من أي انسحاب أميركي أو إعادة تموضع، فوجدناه يساهم في انشاء تحالف شام الجديد مع مصر والاردن، وهذه باعتقادي كانت خطوة أولية لإيجاد قاعدة صلبة لتحرك إقليمي ودولي لاحق، وهو ما حصل فعلاً إذ بادر لجمع الدول المجاورة للعراق في محاولة لإيجاد تفاهمات بين القوى الإقليمية المتصارعة على أراضيه لعله يخفف من حدتها عليه، فلدى القيادة العراقية قناعة راسخة بأن أي صراع إقليمي على النفوذ في المستقبل ستكون ساحاته المناطق الرخوة والضعيفة والعراق للأسف واحد منها حتى الآن.
هذه الخطوة العراقية كانت شديدة الأهمية بالمعنى الاستراتيجي، وتستند إلى قراءة واعية للتاريخ، فمنطقة الشرق الأوسط لم تخلُ من قوة مهيمنة رئيسية منذ 500 عام، ففي البدء كانت الدولة العثمانية، وعندما انهارت، كانت بريطانيا وفرنسا ومع أفول الاستعمار التقليدي حلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، ومع انتهاء الحرب الباردة خيمت الولايات المتحدة على المنطقة والعالم، إذاً استندت بغداد الى هذا المُعطى التاريخي في خطواتها لمحاولة التعامل مع حالة الفراغ الناتج عن الغياب الأميركي، وإن كانت تحاول إطالة هذا البقاء لكن المصالح الأميركية تبدو أكثر إلحاحاً من الرغبة العراقية، رغم محاولة الضغط من الطرف الإيراني للإسراع في انسحاب أميركي غير منسق شبيه بما حصل في افغانستان علّها تقطف ثمرة الارتباك وتشغل الفراغ الحاصل، لما لديها من مزايا على الأرض يفتقدها اي طرف آخر، لكن المحاولة العراقية في إيجاد تفاهمات إقليمية تنعكس على الداخل العراقي تبدو جادة وفي طريقها الصحيح، لكنها ستحتاج بدون شك لتعاون عربي فاعل لإنجاحها، لأن فشلها سيكون ثمنه سيطرة إيران على العراق وهي بذلك ستمتلك اليد الطولى في رسم مستقبل المنطقة بالذات اذا ما تمكنت من إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.
عمان جو - د. منذر الحوارات
لا شك أن العالم يمر الآن بمرحلة انتقالية خلاصتها ان نظام القطب الواحد الذي هيمنت الولايات المتحدة عليه في طريقه الى الأفول، والبديل هو نظام متعدد الاقطاب تكون فيه الولايات المتحدة شريكة في إدارة العالم لا من يهيمن عليه..
والمشكلة هنا هي أن العالم سيمر بمرحلة انتقالية قوامها انعدام التوازن وغياب الرؤية الحقيقية لمستقبل أهم القضايا العالمية، طبعاً منطقتنا هي من أكثر بؤر الصراع اشتعالاً على مستوى العالم، ففيها حروب أهلية، وفيها دول فاشلة، ولا أنسى الصراع على زعامة المنطقة من قبل اطراف اقليمية متعددة، تبحث عن اماكن لتفريغ فائض قوتها علها تحظى بمكان رئيسي على طاولة تقاسم تركة الراحل الكبير، فبينما الولايات المتحدة تلملم حاجياتها في المنطقة لتتمركز في بؤرة جديدة وهي منطقة المحيطين الهادي والهندي حيث يجثم خطر القوة الصينية المتنامي، يحتدم الصراع بين أطراف عدة للإحلال مكانها، صحيح أنها حاولت ان تستوعب فراغ غيابها باستحداث قوة شبيهة بالناتو تتألف من دول الخليج العربي ومصر والاردن وبدعم غير مرئي من إسرائيل لكن هذه الخطوة لم ترَ النور أو انها فشلت في مهدها لأسباب عديدة.
على وقع هذا المتغير الرئيسي تحركت المنطقة في أكثر من اتجاه، لكن أبرز هذه التحركات جاءت من العراق البلد المُبتلى الرئيسي من عصر الهيمنة الأميركية، ففيها أحتُلت أرضه وفيها خاض حرباً اهلية «ضروس»، وفيها أيضاً نهشته قوى الارهاب، ويبدو أن وجع تلك المرحلة حرك في القيادة العراقية هواجس وخشية من أن تكون حصته مؤلمة من المرحلة الانتقالية، لذلك شهدنا التحرك العراقي لمحاولة استيعاب حالة الفراغ الحاصلة من أي انسحاب أميركي أو إعادة تموضع، فوجدناه يساهم في انشاء تحالف شام الجديد مع مصر والاردن، وهذه باعتقادي كانت خطوة أولية لإيجاد قاعدة صلبة لتحرك إقليمي ودولي لاحق، وهو ما حصل فعلاً إذ بادر لجمع الدول المجاورة للعراق في محاولة لإيجاد تفاهمات بين القوى الإقليمية المتصارعة على أراضيه لعله يخفف من حدتها عليه، فلدى القيادة العراقية قناعة راسخة بأن أي صراع إقليمي على النفوذ في المستقبل ستكون ساحاته المناطق الرخوة والضعيفة والعراق للأسف واحد منها حتى الآن.
هذه الخطوة العراقية كانت شديدة الأهمية بالمعنى الاستراتيجي، وتستند إلى قراءة واعية للتاريخ، فمنطقة الشرق الأوسط لم تخلُ من قوة مهيمنة رئيسية منذ 500 عام، ففي البدء كانت الدولة العثمانية، وعندما انهارت، كانت بريطانيا وفرنسا ومع أفول الاستعمار التقليدي حلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، ومع انتهاء الحرب الباردة خيمت الولايات المتحدة على المنطقة والعالم، إذاً استندت بغداد الى هذا المُعطى التاريخي في خطواتها لمحاولة التعامل مع حالة الفراغ الناتج عن الغياب الأميركي، وإن كانت تحاول إطالة هذا البقاء لكن المصالح الأميركية تبدو أكثر إلحاحاً من الرغبة العراقية، رغم محاولة الضغط من الطرف الإيراني للإسراع في انسحاب أميركي غير منسق شبيه بما حصل في افغانستان علّها تقطف ثمرة الارتباك وتشغل الفراغ الحاصل، لما لديها من مزايا على الأرض يفتقدها اي طرف آخر، لكن المحاولة العراقية في إيجاد تفاهمات إقليمية تنعكس على الداخل العراقي تبدو جادة وفي طريقها الصحيح، لكنها ستحتاج بدون شك لتعاون عربي فاعل لإنجاحها، لأن فشلها سيكون ثمنه سيطرة إيران على العراق وهي بذلك ستمتلك اليد الطولى في رسم مستقبل المنطقة بالذات اذا ما تمكنت من إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.
التعليقات