عمان جو - من الغريب حقاً أن يفاجئ الأردنيون بأخطاء حدثت في معرض إكسبو من جانب موظفي الاستقبال الأردنيين، وتقوم الدنيا ولا تقعد، وكأن كل شيء قبل هذه الحادثة كان ممتازا جدا. لو أرسلنا كاميرا مع مندوب تلفزيوني إلى مدارس وجامعات المملكة، وسألنا عن اسم رئيس الوزراء الحالي، او غيره، لما عرفت الغالبية، ولو سألنا اغلب الطلبة، عن تاريخ استقلال الأردن، لما عرفوا، ولو سألنا اغلب الطلبة، مثلا، عن الفرق بين الضفة الغربية، وفلسطين 48 لما عرفوا، ولو سألنا اغلب الطلبة، عن الفروقات الدستورية بين الانظمة الملكية والجمهورية، لما عرفوا. هذه قصة كبيرة، ولم تبدأ من هذه الايام، هناك سياسة تجهيل، وتضليل، متواصلة، ولو اجرينا دراسات بذات الطريقة عن اسماء الانبياء الذين عبروا الأردن، او دفنوا فيه لما عرفت الاغلبية، والامر يمتد الى اسماء الصحابة، وأنا أتحدى اي وسيلة اعلام ان تجري مثل هذه المقابلات للسؤال مثلا عن معركة الكرامة، او مؤتة، وغير ذلك، لأن النتائج معروفة، لدى الاغلبية. القصة ليست قصة التاريخ، حصراً، بل قصة المستقبل ايضا، فأغلب الاجيال الحالية تهرب لدراسة العلوم الانسانية، وتهمل العلوم المستقبلية، وبرغم ذلك نجد ان الثقافة العامة متدنية جدا، فما بالنا لو سألنا الطلبة عن التقنيات الحديثة، او عن الذكاء الصناعي، وغير ذلك من علوم عصرية تستشرف المستقبل، وتعد من بواباته الاساسية لدى الشعوب المتطورة. ثم ان تحميل المسؤولية للتعليم وحده غير كاف، لأن التجهيل والتضليل يجريان على كل المسارات، وليس ادل على ذلك من ان نسبة القراءة منخفضة جدا، خارج اطار التعليم، والكل يبدد وقته في القراءة السريعة، لتعليق من بضعة كلمات على وسائل التواصل الاجتماعي، او لقطة من مباراة، او حتى مقطع من فيلم شهير، وكأن سياسة الوجبات السريعة باتت سائدة. هناك محو متواصل لشخصية هذه الامة، عموما، وهذا المحو نراه هنا، فهم لا يعرفون الا بقدر ما يحتاجون، وهذه هي الكارثة، اي ان تعرف بقدر ما تحتاج فقط، حتى تعيش، وليس اكثر.
وهي في غالبها اجيال تحفظ اسماء المطربين والمطربات، فقد بلغ التضليل مبلغا كبيرا، وكأننا في غسالة للوعي الجماعي، من اجل انتاج اجيال، لا تعرف اي شيء، ويقودها المحركون فقط، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث بتنا مجرد تجمعات بشرية متناثرة، ليس لديها قضية، نأكل ونشرب وننام، دون طموح علمي متفوق، ودون ادراك لتاريخ البلد، والمنطقة، ودون وعي بأبسط القضايا الداخلية، او حتى تلك القومية، مع تصنيع متواصل للانطباعات وبثها في العقول، بدلا عن الحقائق، وانتم تعرفون ان تشكيل الذهنية على اساس الانطباعات، فقط، خطير جدا. لم تكن الاجيال الاقدم أحسن حالا، لكن حجم التأثير السلبي كان اقل عليها، واليوم هناك غزو جارف يجعل كل انسان مفصولا عن وطنه، وعن عائلته، وعن المستقبل، ومتوحداً بهمومه، بلا هدف، او مستقبل، والكل يقول لك ما فائدة كل هذه المعلومات والثقافة في الحياة العملية. قد تكون قصة خطأ موظفي الاستقبال مغفورة مقارنة بكلية المشهد، وهذا هو الواجب الوقوف عنده بشكل عميق، لنسأل عن المصلحة الخفية الكامنة، وراء صناعة هذه الاجيال الخاوية. لو أردنا تحليل اخطاء موظفي الاستقبال، فقد تكون وقعت بسبب عدم الاستعداد او الارتباك، ونحن هنا لا نبرر لأحد، لكننا نقول ان المشهد اخطر بكثير، ويمتد الى كل البنية الاجتماعية الحالية، وما فيها من اشكالات عميقة، توجب طرح الاسئلة حول من يريد اعادة تصنيع الهوية الاجتماعية دون ملامح، او بصمات، ولمصلحة من جرت هذه العملية، والى اين تقودنا الرحلة؟. لأجل ذلك لا تستغربوا، ان تكون اغلبيتنا لا تعرف شيئا عميقا عن اي ملف، لكنها في الوقت ذاته تظن انها تعرف كل شيء، عن كل شيء، فيثرثر من امامك عن الفيزياء، والموسم المطري، والزلازل، وصواريخ القاهر، والصراع في اثيوبيا، واللجوء الى البانيا، والطقس في المالديف، فالكل لديه معلومة عن كل شيء، لكن الكل فعليا، لا يعرف اي شيء، ولا يريد ان يعرف، ايضا.
عمان جو - من الغريب حقاً أن يفاجئ الأردنيون بأخطاء حدثت في معرض إكسبو من جانب موظفي الاستقبال الأردنيين، وتقوم الدنيا ولا تقعد، وكأن كل شيء قبل هذه الحادثة كان ممتازا جدا. لو أرسلنا كاميرا مع مندوب تلفزيوني إلى مدارس وجامعات المملكة، وسألنا عن اسم رئيس الوزراء الحالي، او غيره، لما عرفت الغالبية، ولو سألنا اغلب الطلبة، عن تاريخ استقلال الأردن، لما عرفوا، ولو سألنا اغلب الطلبة، مثلا، عن الفرق بين الضفة الغربية، وفلسطين 48 لما عرفوا، ولو سألنا اغلب الطلبة، عن الفروقات الدستورية بين الانظمة الملكية والجمهورية، لما عرفوا. هذه قصة كبيرة، ولم تبدأ من هذه الايام، هناك سياسة تجهيل، وتضليل، متواصلة، ولو اجرينا دراسات بذات الطريقة عن اسماء الانبياء الذين عبروا الأردن، او دفنوا فيه لما عرفت الاغلبية، والامر يمتد الى اسماء الصحابة، وأنا أتحدى اي وسيلة اعلام ان تجري مثل هذه المقابلات للسؤال مثلا عن معركة الكرامة، او مؤتة، وغير ذلك، لأن النتائج معروفة، لدى الاغلبية. القصة ليست قصة التاريخ، حصراً، بل قصة المستقبل ايضا، فأغلب الاجيال الحالية تهرب لدراسة العلوم الانسانية، وتهمل العلوم المستقبلية، وبرغم ذلك نجد ان الثقافة العامة متدنية جدا، فما بالنا لو سألنا الطلبة عن التقنيات الحديثة، او عن الذكاء الصناعي، وغير ذلك من علوم عصرية تستشرف المستقبل، وتعد من بواباته الاساسية لدى الشعوب المتطورة. ثم ان تحميل المسؤولية للتعليم وحده غير كاف، لأن التجهيل والتضليل يجريان على كل المسارات، وليس ادل على ذلك من ان نسبة القراءة منخفضة جدا، خارج اطار التعليم، والكل يبدد وقته في القراءة السريعة، لتعليق من بضعة كلمات على وسائل التواصل الاجتماعي، او لقطة من مباراة، او حتى مقطع من فيلم شهير، وكأن سياسة الوجبات السريعة باتت سائدة. هناك محو متواصل لشخصية هذه الامة، عموما، وهذا المحو نراه هنا، فهم لا يعرفون الا بقدر ما يحتاجون، وهذه هي الكارثة، اي ان تعرف بقدر ما تحتاج فقط، حتى تعيش، وليس اكثر.
وهي في غالبها اجيال تحفظ اسماء المطربين والمطربات، فقد بلغ التضليل مبلغا كبيرا، وكأننا في غسالة للوعي الجماعي، من اجل انتاج اجيال، لا تعرف اي شيء، ويقودها المحركون فقط، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث بتنا مجرد تجمعات بشرية متناثرة، ليس لديها قضية، نأكل ونشرب وننام، دون طموح علمي متفوق، ودون ادراك لتاريخ البلد، والمنطقة، ودون وعي بأبسط القضايا الداخلية، او حتى تلك القومية، مع تصنيع متواصل للانطباعات وبثها في العقول، بدلا عن الحقائق، وانتم تعرفون ان تشكيل الذهنية على اساس الانطباعات، فقط، خطير جدا. لم تكن الاجيال الاقدم أحسن حالا، لكن حجم التأثير السلبي كان اقل عليها، واليوم هناك غزو جارف يجعل كل انسان مفصولا عن وطنه، وعن عائلته، وعن المستقبل، ومتوحداً بهمومه، بلا هدف، او مستقبل، والكل يقول لك ما فائدة كل هذه المعلومات والثقافة في الحياة العملية. قد تكون قصة خطأ موظفي الاستقبال مغفورة مقارنة بكلية المشهد، وهذا هو الواجب الوقوف عنده بشكل عميق، لنسأل عن المصلحة الخفية الكامنة، وراء صناعة هذه الاجيال الخاوية. لو أردنا تحليل اخطاء موظفي الاستقبال، فقد تكون وقعت بسبب عدم الاستعداد او الارتباك، ونحن هنا لا نبرر لأحد، لكننا نقول ان المشهد اخطر بكثير، ويمتد الى كل البنية الاجتماعية الحالية، وما فيها من اشكالات عميقة، توجب طرح الاسئلة حول من يريد اعادة تصنيع الهوية الاجتماعية دون ملامح، او بصمات، ولمصلحة من جرت هذه العملية، والى اين تقودنا الرحلة؟. لأجل ذلك لا تستغربوا، ان تكون اغلبيتنا لا تعرف شيئا عميقا عن اي ملف، لكنها في الوقت ذاته تظن انها تعرف كل شيء، عن كل شيء، فيثرثر من امامك عن الفيزياء، والموسم المطري، والزلازل، وصواريخ القاهر، والصراع في اثيوبيا، واللجوء الى البانيا، والطقس في المالديف، فالكل لديه معلومة عن كل شيء، لكن الكل فعليا، لا يعرف اي شيء، ولا يريد ان يعرف، ايضا.
عمان جو - من الغريب حقاً أن يفاجئ الأردنيون بأخطاء حدثت في معرض إكسبو من جانب موظفي الاستقبال الأردنيين، وتقوم الدنيا ولا تقعد، وكأن كل شيء قبل هذه الحادثة كان ممتازا جدا. لو أرسلنا كاميرا مع مندوب تلفزيوني إلى مدارس وجامعات المملكة، وسألنا عن اسم رئيس الوزراء الحالي، او غيره، لما عرفت الغالبية، ولو سألنا اغلب الطلبة، عن تاريخ استقلال الأردن، لما عرفوا، ولو سألنا اغلب الطلبة، مثلا، عن الفرق بين الضفة الغربية، وفلسطين 48 لما عرفوا، ولو سألنا اغلب الطلبة، عن الفروقات الدستورية بين الانظمة الملكية والجمهورية، لما عرفوا. هذه قصة كبيرة، ولم تبدأ من هذه الايام، هناك سياسة تجهيل، وتضليل، متواصلة، ولو اجرينا دراسات بذات الطريقة عن اسماء الانبياء الذين عبروا الأردن، او دفنوا فيه لما عرفت الاغلبية، والامر يمتد الى اسماء الصحابة، وأنا أتحدى اي وسيلة اعلام ان تجري مثل هذه المقابلات للسؤال مثلا عن معركة الكرامة، او مؤتة، وغير ذلك، لأن النتائج معروفة، لدى الاغلبية. القصة ليست قصة التاريخ، حصراً، بل قصة المستقبل ايضا، فأغلب الاجيال الحالية تهرب لدراسة العلوم الانسانية، وتهمل العلوم المستقبلية، وبرغم ذلك نجد ان الثقافة العامة متدنية جدا، فما بالنا لو سألنا الطلبة عن التقنيات الحديثة، او عن الذكاء الصناعي، وغير ذلك من علوم عصرية تستشرف المستقبل، وتعد من بواباته الاساسية لدى الشعوب المتطورة. ثم ان تحميل المسؤولية للتعليم وحده غير كاف، لأن التجهيل والتضليل يجريان على كل المسارات، وليس ادل على ذلك من ان نسبة القراءة منخفضة جدا، خارج اطار التعليم، والكل يبدد وقته في القراءة السريعة، لتعليق من بضعة كلمات على وسائل التواصل الاجتماعي، او لقطة من مباراة، او حتى مقطع من فيلم شهير، وكأن سياسة الوجبات السريعة باتت سائدة. هناك محو متواصل لشخصية هذه الامة، عموما، وهذا المحو نراه هنا، فهم لا يعرفون الا بقدر ما يحتاجون، وهذه هي الكارثة، اي ان تعرف بقدر ما تحتاج فقط، حتى تعيش، وليس اكثر.
وهي في غالبها اجيال تحفظ اسماء المطربين والمطربات، فقد بلغ التضليل مبلغا كبيرا، وكأننا في غسالة للوعي الجماعي، من اجل انتاج اجيال، لا تعرف اي شيء، ويقودها المحركون فقط، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث بتنا مجرد تجمعات بشرية متناثرة، ليس لديها قضية، نأكل ونشرب وننام، دون طموح علمي متفوق، ودون ادراك لتاريخ البلد، والمنطقة، ودون وعي بأبسط القضايا الداخلية، او حتى تلك القومية، مع تصنيع متواصل للانطباعات وبثها في العقول، بدلا عن الحقائق، وانتم تعرفون ان تشكيل الذهنية على اساس الانطباعات، فقط، خطير جدا. لم تكن الاجيال الاقدم أحسن حالا، لكن حجم التأثير السلبي كان اقل عليها، واليوم هناك غزو جارف يجعل كل انسان مفصولا عن وطنه، وعن عائلته، وعن المستقبل، ومتوحداً بهمومه، بلا هدف، او مستقبل، والكل يقول لك ما فائدة كل هذه المعلومات والثقافة في الحياة العملية. قد تكون قصة خطأ موظفي الاستقبال مغفورة مقارنة بكلية المشهد، وهذا هو الواجب الوقوف عنده بشكل عميق، لنسأل عن المصلحة الخفية الكامنة، وراء صناعة هذه الاجيال الخاوية. لو أردنا تحليل اخطاء موظفي الاستقبال، فقد تكون وقعت بسبب عدم الاستعداد او الارتباك، ونحن هنا لا نبرر لأحد، لكننا نقول ان المشهد اخطر بكثير، ويمتد الى كل البنية الاجتماعية الحالية، وما فيها من اشكالات عميقة، توجب طرح الاسئلة حول من يريد اعادة تصنيع الهوية الاجتماعية دون ملامح، او بصمات، ولمصلحة من جرت هذه العملية، والى اين تقودنا الرحلة؟. لأجل ذلك لا تستغربوا، ان تكون اغلبيتنا لا تعرف شيئا عميقا عن اي ملف، لكنها في الوقت ذاته تظن انها تعرف كل شيء، عن كل شيء، فيثرثر من امامك عن الفيزياء، والموسم المطري، والزلازل، وصواريخ القاهر، والصراع في اثيوبيا، واللجوء الى البانيا، والطقس في المالديف، فالكل لديه معلومة عن كل شيء، لكن الكل فعليا، لا يعرف اي شيء، ولا يريد ان يعرف، ايضا.
التعليقات