عمان جو - لكل شعب عربي أدواته الاحتجاجية، وتطلعاته الوطنية، في المغرب تجتاحها المظاهرات في طنجة وغيرها، رفضاً للتطبيع مع المستعمرة، وفي الخرطوم رفضاً للعسكر وسقوط رئيس الوزراء في دهاليزهم، وفكه التحالف مع الشارع وأحزابه الفاعلة: الأمة والاتحادي والبعثيين والشيوعيين وبقايا المؤتمر الشعبي. في عمان وشارع المهاجرين من المسجد الحسيني حتى أمانة العاصمة ورأس العين رفضاً مماثلاً لإعلان النوايا وتداعياته، ولكل ما له صلة للتعاون أو التفاهم أو الشراكة مع المستعمرة الإسرائيلية. في فلسطين أدوات الاحتجاج حادة، إذا لم تترك بصماتها على الناس والمراقبين، وانفعال الأصدقاء والمحبين، ليست لها علاقة بتراث الفلسطينيين وعلو قضيتهم ونُبل مقصدهم. عبدالله الحوراني، ابن المسمية وقطاع غزة سجل تاريخه وتراثه مع الخالدين، ومحطات حياته عناوين للاحتجاج، كالعديد من الفلسطينيين الذين التحقوا بالاحزاب العربية الإسلامية حزب التحرير وجماعة الإخوان المسلمين، واليسارية الشيوعيين، والقومية حركة القوميين العرب والبعثيين، وعبدالله الحوراني اختار أن يكون بعثياً لعل حزبه يشكل الأداة والرافعة نحو التحرير والعودة، وازداد ثقة عندما انتقل إلى سوريا بعد إستلام البعثيين للحكم والسلطة في دمشق عام 1963، ليكون مسؤولاً عن الإعلام ومديراً للإذاعة والتلفزيون، حتى هزيمة حزيران 1967، واستقال محتجاً لأن رسالته الإعلامية الكفاحية التحريضية ضد المستعمرة وسياساتها وأجهزتها بائت بالفشل، باحتلال الجولان. وانتقل للعمل الفلسطيني، في إطار مؤسسات منظمة التحرير، انسجاماً مع حالة النهوض الفلسطينية والمشاركة في فعالياتها، ليكون عضواً لدى المجلس الوطني، والمجلس المركزي، واللجنة التنفيذية، مسؤولاً عن الثقافة، وأنجز حالة من الحضور الثقافي النوعي الفلسطيني، حتى اصطدم باتفاق أوسلو عام 1993، واستقال من عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهو اعلى منصب سياسي، لأن الاتفاق الذي وصلت إليه منظمة التحرير ووقعت عليه لا ينسجم مع تطلعاته نحو فلسطين، كل فلسطين، فخاب أمله مرة أخرى، وبقي مراقباً نقدياً يتوسل التغيير والحفاظ على الذات، نقية من التلاشي أو الهزيمة أو الخنوع.
مأساة العراق ودماره واحتلاله، وإنحسار الخيار القومي، وإعدام رفيقه وصديقه صدام حسين، فلم يجد ملاذاً لنفسه سوى الرحيل، واختار يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، ليكون يوم رحيله 29/11، لعله يترك أثراً وبصمة احتجاجية على كل ما هو سائد، من التراجع والانحسار وإضاعة الأولويات، بين طرفي الاستئثار، بين سلطتي رام الله وغزة. عبدالله الحوراني، سجل مع كبار غزة من الراحلين: غيفارا غزة، الشاعر معين بسيسو، القائد أحمد ياسين ورفاقه، رشاد الشوا ومكانته، حيدر عبدالشافي ودوره التاريخي، والقامة الوطنية الحية فريح أبو مدين، وغيرهم. مؤسسات فلسطين، تفتقد للوفاء إذا لم تتذكر هؤلاء، كل ودوره، ولولاهم، لما وجدوا ما يتباهون به، فالمستقبل امتداد لما هو قائم، وأرضيته ما صنعه هؤلاء الكبار لكل من بقي حياً من بعدهم.
عمان جو - لكل شعب عربي أدواته الاحتجاجية، وتطلعاته الوطنية، في المغرب تجتاحها المظاهرات في طنجة وغيرها، رفضاً للتطبيع مع المستعمرة، وفي الخرطوم رفضاً للعسكر وسقوط رئيس الوزراء في دهاليزهم، وفكه التحالف مع الشارع وأحزابه الفاعلة: الأمة والاتحادي والبعثيين والشيوعيين وبقايا المؤتمر الشعبي. في عمان وشارع المهاجرين من المسجد الحسيني حتى أمانة العاصمة ورأس العين رفضاً مماثلاً لإعلان النوايا وتداعياته، ولكل ما له صلة للتعاون أو التفاهم أو الشراكة مع المستعمرة الإسرائيلية. في فلسطين أدوات الاحتجاج حادة، إذا لم تترك بصماتها على الناس والمراقبين، وانفعال الأصدقاء والمحبين، ليست لها علاقة بتراث الفلسطينيين وعلو قضيتهم ونُبل مقصدهم. عبدالله الحوراني، ابن المسمية وقطاع غزة سجل تاريخه وتراثه مع الخالدين، ومحطات حياته عناوين للاحتجاج، كالعديد من الفلسطينيين الذين التحقوا بالاحزاب العربية الإسلامية حزب التحرير وجماعة الإخوان المسلمين، واليسارية الشيوعيين، والقومية حركة القوميين العرب والبعثيين، وعبدالله الحوراني اختار أن يكون بعثياً لعل حزبه يشكل الأداة والرافعة نحو التحرير والعودة، وازداد ثقة عندما انتقل إلى سوريا بعد إستلام البعثيين للحكم والسلطة في دمشق عام 1963، ليكون مسؤولاً عن الإعلام ومديراً للإذاعة والتلفزيون، حتى هزيمة حزيران 1967، واستقال محتجاً لأن رسالته الإعلامية الكفاحية التحريضية ضد المستعمرة وسياساتها وأجهزتها بائت بالفشل، باحتلال الجولان. وانتقل للعمل الفلسطيني، في إطار مؤسسات منظمة التحرير، انسجاماً مع حالة النهوض الفلسطينية والمشاركة في فعالياتها، ليكون عضواً لدى المجلس الوطني، والمجلس المركزي، واللجنة التنفيذية، مسؤولاً عن الثقافة، وأنجز حالة من الحضور الثقافي النوعي الفلسطيني، حتى اصطدم باتفاق أوسلو عام 1993، واستقال من عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهو اعلى منصب سياسي، لأن الاتفاق الذي وصلت إليه منظمة التحرير ووقعت عليه لا ينسجم مع تطلعاته نحو فلسطين، كل فلسطين، فخاب أمله مرة أخرى، وبقي مراقباً نقدياً يتوسل التغيير والحفاظ على الذات، نقية من التلاشي أو الهزيمة أو الخنوع.
مأساة العراق ودماره واحتلاله، وإنحسار الخيار القومي، وإعدام رفيقه وصديقه صدام حسين، فلم يجد ملاذاً لنفسه سوى الرحيل، واختار يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، ليكون يوم رحيله 29/11، لعله يترك أثراً وبصمة احتجاجية على كل ما هو سائد، من التراجع والانحسار وإضاعة الأولويات، بين طرفي الاستئثار، بين سلطتي رام الله وغزة. عبدالله الحوراني، سجل مع كبار غزة من الراحلين: غيفارا غزة، الشاعر معين بسيسو، القائد أحمد ياسين ورفاقه، رشاد الشوا ومكانته، حيدر عبدالشافي ودوره التاريخي، والقامة الوطنية الحية فريح أبو مدين، وغيرهم. مؤسسات فلسطين، تفتقد للوفاء إذا لم تتذكر هؤلاء، كل ودوره، ولولاهم، لما وجدوا ما يتباهون به، فالمستقبل امتداد لما هو قائم، وأرضيته ما صنعه هؤلاء الكبار لكل من بقي حياً من بعدهم.
عمان جو - لكل شعب عربي أدواته الاحتجاجية، وتطلعاته الوطنية، في المغرب تجتاحها المظاهرات في طنجة وغيرها، رفضاً للتطبيع مع المستعمرة، وفي الخرطوم رفضاً للعسكر وسقوط رئيس الوزراء في دهاليزهم، وفكه التحالف مع الشارع وأحزابه الفاعلة: الأمة والاتحادي والبعثيين والشيوعيين وبقايا المؤتمر الشعبي. في عمان وشارع المهاجرين من المسجد الحسيني حتى أمانة العاصمة ورأس العين رفضاً مماثلاً لإعلان النوايا وتداعياته، ولكل ما له صلة للتعاون أو التفاهم أو الشراكة مع المستعمرة الإسرائيلية. في فلسطين أدوات الاحتجاج حادة، إذا لم تترك بصماتها على الناس والمراقبين، وانفعال الأصدقاء والمحبين، ليست لها علاقة بتراث الفلسطينيين وعلو قضيتهم ونُبل مقصدهم. عبدالله الحوراني، ابن المسمية وقطاع غزة سجل تاريخه وتراثه مع الخالدين، ومحطات حياته عناوين للاحتجاج، كالعديد من الفلسطينيين الذين التحقوا بالاحزاب العربية الإسلامية حزب التحرير وجماعة الإخوان المسلمين، واليسارية الشيوعيين، والقومية حركة القوميين العرب والبعثيين، وعبدالله الحوراني اختار أن يكون بعثياً لعل حزبه يشكل الأداة والرافعة نحو التحرير والعودة، وازداد ثقة عندما انتقل إلى سوريا بعد إستلام البعثيين للحكم والسلطة في دمشق عام 1963، ليكون مسؤولاً عن الإعلام ومديراً للإذاعة والتلفزيون، حتى هزيمة حزيران 1967، واستقال محتجاً لأن رسالته الإعلامية الكفاحية التحريضية ضد المستعمرة وسياساتها وأجهزتها بائت بالفشل، باحتلال الجولان. وانتقل للعمل الفلسطيني، في إطار مؤسسات منظمة التحرير، انسجاماً مع حالة النهوض الفلسطينية والمشاركة في فعالياتها، ليكون عضواً لدى المجلس الوطني، والمجلس المركزي، واللجنة التنفيذية، مسؤولاً عن الثقافة، وأنجز حالة من الحضور الثقافي النوعي الفلسطيني، حتى اصطدم باتفاق أوسلو عام 1993، واستقال من عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهو اعلى منصب سياسي، لأن الاتفاق الذي وصلت إليه منظمة التحرير ووقعت عليه لا ينسجم مع تطلعاته نحو فلسطين، كل فلسطين، فخاب أمله مرة أخرى، وبقي مراقباً نقدياً يتوسل التغيير والحفاظ على الذات، نقية من التلاشي أو الهزيمة أو الخنوع.
مأساة العراق ودماره واحتلاله، وإنحسار الخيار القومي، وإعدام رفيقه وصديقه صدام حسين، فلم يجد ملاذاً لنفسه سوى الرحيل، واختار يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، ليكون يوم رحيله 29/11، لعله يترك أثراً وبصمة احتجاجية على كل ما هو سائد، من التراجع والانحسار وإضاعة الأولويات، بين طرفي الاستئثار، بين سلطتي رام الله وغزة. عبدالله الحوراني، سجل مع كبار غزة من الراحلين: غيفارا غزة، الشاعر معين بسيسو، القائد أحمد ياسين ورفاقه، رشاد الشوا ومكانته، حيدر عبدالشافي ودوره التاريخي، والقامة الوطنية الحية فريح أبو مدين، وغيرهم. مؤسسات فلسطين، تفتقد للوفاء إذا لم تتذكر هؤلاء، كل ودوره، ولولاهم، لما وجدوا ما يتباهون به، فالمستقبل امتداد لما هو قائم، وأرضيته ما صنعه هؤلاء الكبار لكل من بقي حياً من بعدهم.
التعليقات