عمان جو-لا ثأر شخصياً بيني وبين رئيس الوزراء، إذ له كل التقدير والاحترام على الصعيد الشخصي، لكننا نتحدث عن موقعه، وهو موقع يقبل النقد، ويجب أن يحتمل صاحبه النقد، ما لم تكن خلفه أجندة شخصية، وفي هذه الحالة لا يمكن السكوت على الأجندة، ولا تنفيذها، ولا تبنيها أيضا. ينتقد رئيس الحكومة مرارا قصة السوداوية في الأردن، ومعه حق، فقد تكون فيها مبالغة، من باب إنكار الأشياء الجيدة في حياتنا، والتركيز على السلبيات فقط، لكن الرئيس يعدنا بطريقة عاطفية بما هو أفضل، حين يقول إن القادم أجمل، ثم يغيب فترة ويعود ويكرر نفس الكلام، ويزيد عليه أن أجمل بحورنا تلك التي لم نبحر بها بعد، وأن أجمل أيامنا تلك التي لم نعشها بعد، والكلام يبث الطمأنينة والهدوء والسكينة في مجتمع متوتر ومتحفز وغاضب وساخط صباح مساء. لن نتندر على الكلام لمجرد مناكفة الرئيس، فهذه ليست مهمة لائقة، لا بالكاتب الصحفي، ولا بمن يقرأ، ولا بشخص الرئيس ذاته، لكننا نريد ان نحلل الإشارات، فإذا كانت من باب حض الاردنيين على الخروج من الكآبة اليومية، والشعور بالأمل بالمستقبل، فإن هذا القصد لن يصمد سوى نصف ساعة، لان الواقع مختلف تماما، وجدولة الأحلام لا تبدو مهمة مطلوبة من رؤساء الحكومات، بعد أن فقد الناس ثقتهم بكل الوعود الرسمية، حول ان العام المقبل، مثلا، افضل. هناك اطنان من التصريحات الرسمية كلها تحاول تسكين اوجاع الناس، بتصبيرهم، عبر الكلام عن المستقبل، وهو بالمناسبة تسكين يختلط بذكاء مع إثارة الذعر المدروس والباطني، عبر الكلام عن المؤامرات التي يتعرض لها الاردن، من دون دول العالم، ومن دون خلق الله، بطريقة بات لا يقبلها احد، كونها تعتمد على ثنائية الدفع نحو المستقبل، مع إثارة الأمل والخوف، معا، في ذات التصريح، أو ذات المحتوى الذي يتم بثه للاردنيين على مستويات مختلفة. أما إذا كانت إشارات الرئيس الواعدة تستند الى معلومات لا نعرفها، ويعرفها هو حصريا، فإن واجبه أن يقول لنا كيف سيكون المستقبل أجمل، وإذا لم يرغب بالبوح كونها معلومات سرية، فإن رفع اللثام عن مغزاها كاف، وفي هذه الحالة، لا بد ان نسأل الرئيس عن كيف سيكون الأردن أجمل، في ظل المشاكل التي نعيشها، والتي تتفاقم يوميا، من فقر، وبطالة، وغلاء، وما يستجد علينا من أزمات الجوار والعالم، والرئيس ذاته يعرف، كما كل الأردنيين أن مبدأ الرياضيات السياسية أهم مبدأ، وأن المقدمات تقود للنتائج، فالدين مثلا، يزيد ولا ينخفض، والبطالة تزيد ولا تنخفض، وهكذا يمكن قراءة المستقبل بكل بساطة، لتقودنا الخلاصات إلى أن المستقبل أصعب، بكل الصور، فلا تعرف كيف سيكون أجمل، وعلى أي أساس اجتماعي، أو اقتصادي، أو علمي، في ظل ما نعيشه اليوم، وما نراه من ظروف متقلبة وصعبة تترك أثرها. ما يراد قوله هنا، اننا نشهد دوما نمطين من الخطاب الرسمي، فإما يخرج علينا من يخيفنا بالكلام عن المنعطف التاريخي الذي نعبره، أو عن عنق الزجاجة، أو قاع الوادي، أو المؤامرة، أو يخرج علينا من يريد إثارة سعادتنا بالكلام عن مستقبل أفضل وأجمل، وبينهما لا يجد الأردنيون تغيرا في أحوالهم، ولا حتى خطة للتغير، أو مشروعا وطنيا كبيرا، أو حزمة تغييرات.
ما يجب أن يفهمه رؤساء الحكومات في الأردن أن إدارة العلاقة مع الناس، يجب أن تتجاوز فكرة التلاعب، او التذاكي، او البلاغة اللغوية، أو الألغاز المفتوحة، أو شراء الوقت، أو جدولة الأحلام. هذه التكنيكات لم يعد يقف عندها أحد، ولن يصدق أحد من الأردنيين أي كلام سلبي أو إيجابي، ما دامت الحكومات لا تقدم الدليل في الجانب السلبي على وجود “مؤامرة” مثلا، ولا تقدم الدليل في الجانب الايجابي على أن “القادم أجمل”. إذا ثبتت صدقية الرئيس، سنعتذر له علنا في كل موقع من الطرة إلى الدرة، ونقبل رأسه الكريم، وسنقول له إنك تعرف ما لا نعرف، وأنك كنت من الذين يعرضون بصبر عن الجاهلين أمثالنا!. نريد أن نصدق، لكن قولوا لنا كيف سيكون القادم أجمل؟
عمان جو-لا ثأر شخصياً بيني وبين رئيس الوزراء، إذ له كل التقدير والاحترام على الصعيد الشخصي، لكننا نتحدث عن موقعه، وهو موقع يقبل النقد، ويجب أن يحتمل صاحبه النقد، ما لم تكن خلفه أجندة شخصية، وفي هذه الحالة لا يمكن السكوت على الأجندة، ولا تنفيذها، ولا تبنيها أيضا. ينتقد رئيس الحكومة مرارا قصة السوداوية في الأردن، ومعه حق، فقد تكون فيها مبالغة، من باب إنكار الأشياء الجيدة في حياتنا، والتركيز على السلبيات فقط، لكن الرئيس يعدنا بطريقة عاطفية بما هو أفضل، حين يقول إن القادم أجمل، ثم يغيب فترة ويعود ويكرر نفس الكلام، ويزيد عليه أن أجمل بحورنا تلك التي لم نبحر بها بعد، وأن أجمل أيامنا تلك التي لم نعشها بعد، والكلام يبث الطمأنينة والهدوء والسكينة في مجتمع متوتر ومتحفز وغاضب وساخط صباح مساء. لن نتندر على الكلام لمجرد مناكفة الرئيس، فهذه ليست مهمة لائقة، لا بالكاتب الصحفي، ولا بمن يقرأ، ولا بشخص الرئيس ذاته، لكننا نريد ان نحلل الإشارات، فإذا كانت من باب حض الاردنيين على الخروج من الكآبة اليومية، والشعور بالأمل بالمستقبل، فإن هذا القصد لن يصمد سوى نصف ساعة، لان الواقع مختلف تماما، وجدولة الأحلام لا تبدو مهمة مطلوبة من رؤساء الحكومات، بعد أن فقد الناس ثقتهم بكل الوعود الرسمية، حول ان العام المقبل، مثلا، افضل. هناك اطنان من التصريحات الرسمية كلها تحاول تسكين اوجاع الناس، بتصبيرهم، عبر الكلام عن المستقبل، وهو بالمناسبة تسكين يختلط بذكاء مع إثارة الذعر المدروس والباطني، عبر الكلام عن المؤامرات التي يتعرض لها الاردن، من دون دول العالم، ومن دون خلق الله، بطريقة بات لا يقبلها احد، كونها تعتمد على ثنائية الدفع نحو المستقبل، مع إثارة الأمل والخوف، معا، في ذات التصريح، أو ذات المحتوى الذي يتم بثه للاردنيين على مستويات مختلفة. أما إذا كانت إشارات الرئيس الواعدة تستند الى معلومات لا نعرفها، ويعرفها هو حصريا، فإن واجبه أن يقول لنا كيف سيكون المستقبل أجمل، وإذا لم يرغب بالبوح كونها معلومات سرية، فإن رفع اللثام عن مغزاها كاف، وفي هذه الحالة، لا بد ان نسأل الرئيس عن كيف سيكون الأردن أجمل، في ظل المشاكل التي نعيشها، والتي تتفاقم يوميا، من فقر، وبطالة، وغلاء، وما يستجد علينا من أزمات الجوار والعالم، والرئيس ذاته يعرف، كما كل الأردنيين أن مبدأ الرياضيات السياسية أهم مبدأ، وأن المقدمات تقود للنتائج، فالدين مثلا، يزيد ولا ينخفض، والبطالة تزيد ولا تنخفض، وهكذا يمكن قراءة المستقبل بكل بساطة، لتقودنا الخلاصات إلى أن المستقبل أصعب، بكل الصور، فلا تعرف كيف سيكون أجمل، وعلى أي أساس اجتماعي، أو اقتصادي، أو علمي، في ظل ما نعيشه اليوم، وما نراه من ظروف متقلبة وصعبة تترك أثرها. ما يراد قوله هنا، اننا نشهد دوما نمطين من الخطاب الرسمي، فإما يخرج علينا من يخيفنا بالكلام عن المنعطف التاريخي الذي نعبره، أو عن عنق الزجاجة، أو قاع الوادي، أو المؤامرة، أو يخرج علينا من يريد إثارة سعادتنا بالكلام عن مستقبل أفضل وأجمل، وبينهما لا يجد الأردنيون تغيرا في أحوالهم، ولا حتى خطة للتغير، أو مشروعا وطنيا كبيرا، أو حزمة تغييرات.
ما يجب أن يفهمه رؤساء الحكومات في الأردن أن إدارة العلاقة مع الناس، يجب أن تتجاوز فكرة التلاعب، او التذاكي، او البلاغة اللغوية، أو الألغاز المفتوحة، أو شراء الوقت، أو جدولة الأحلام. هذه التكنيكات لم يعد يقف عندها أحد، ولن يصدق أحد من الأردنيين أي كلام سلبي أو إيجابي، ما دامت الحكومات لا تقدم الدليل في الجانب السلبي على وجود “مؤامرة” مثلا، ولا تقدم الدليل في الجانب الايجابي على أن “القادم أجمل”. إذا ثبتت صدقية الرئيس، سنعتذر له علنا في كل موقع من الطرة إلى الدرة، ونقبل رأسه الكريم، وسنقول له إنك تعرف ما لا نعرف، وأنك كنت من الذين يعرضون بصبر عن الجاهلين أمثالنا!. نريد أن نصدق، لكن قولوا لنا كيف سيكون القادم أجمل؟
عمان جو-لا ثأر شخصياً بيني وبين رئيس الوزراء، إذ له كل التقدير والاحترام على الصعيد الشخصي، لكننا نتحدث عن موقعه، وهو موقع يقبل النقد، ويجب أن يحتمل صاحبه النقد، ما لم تكن خلفه أجندة شخصية، وفي هذه الحالة لا يمكن السكوت على الأجندة، ولا تنفيذها، ولا تبنيها أيضا. ينتقد رئيس الحكومة مرارا قصة السوداوية في الأردن، ومعه حق، فقد تكون فيها مبالغة، من باب إنكار الأشياء الجيدة في حياتنا، والتركيز على السلبيات فقط، لكن الرئيس يعدنا بطريقة عاطفية بما هو أفضل، حين يقول إن القادم أجمل، ثم يغيب فترة ويعود ويكرر نفس الكلام، ويزيد عليه أن أجمل بحورنا تلك التي لم نبحر بها بعد، وأن أجمل أيامنا تلك التي لم نعشها بعد، والكلام يبث الطمأنينة والهدوء والسكينة في مجتمع متوتر ومتحفز وغاضب وساخط صباح مساء. لن نتندر على الكلام لمجرد مناكفة الرئيس، فهذه ليست مهمة لائقة، لا بالكاتب الصحفي، ولا بمن يقرأ، ولا بشخص الرئيس ذاته، لكننا نريد ان نحلل الإشارات، فإذا كانت من باب حض الاردنيين على الخروج من الكآبة اليومية، والشعور بالأمل بالمستقبل، فإن هذا القصد لن يصمد سوى نصف ساعة، لان الواقع مختلف تماما، وجدولة الأحلام لا تبدو مهمة مطلوبة من رؤساء الحكومات، بعد أن فقد الناس ثقتهم بكل الوعود الرسمية، حول ان العام المقبل، مثلا، افضل. هناك اطنان من التصريحات الرسمية كلها تحاول تسكين اوجاع الناس، بتصبيرهم، عبر الكلام عن المستقبل، وهو بالمناسبة تسكين يختلط بذكاء مع إثارة الذعر المدروس والباطني، عبر الكلام عن المؤامرات التي يتعرض لها الاردن، من دون دول العالم، ومن دون خلق الله، بطريقة بات لا يقبلها احد، كونها تعتمد على ثنائية الدفع نحو المستقبل، مع إثارة الأمل والخوف، معا، في ذات التصريح، أو ذات المحتوى الذي يتم بثه للاردنيين على مستويات مختلفة. أما إذا كانت إشارات الرئيس الواعدة تستند الى معلومات لا نعرفها، ويعرفها هو حصريا، فإن واجبه أن يقول لنا كيف سيكون المستقبل أجمل، وإذا لم يرغب بالبوح كونها معلومات سرية، فإن رفع اللثام عن مغزاها كاف، وفي هذه الحالة، لا بد ان نسأل الرئيس عن كيف سيكون الأردن أجمل، في ظل المشاكل التي نعيشها، والتي تتفاقم يوميا، من فقر، وبطالة، وغلاء، وما يستجد علينا من أزمات الجوار والعالم، والرئيس ذاته يعرف، كما كل الأردنيين أن مبدأ الرياضيات السياسية أهم مبدأ، وأن المقدمات تقود للنتائج، فالدين مثلا، يزيد ولا ينخفض، والبطالة تزيد ولا تنخفض، وهكذا يمكن قراءة المستقبل بكل بساطة، لتقودنا الخلاصات إلى أن المستقبل أصعب، بكل الصور، فلا تعرف كيف سيكون أجمل، وعلى أي أساس اجتماعي، أو اقتصادي، أو علمي، في ظل ما نعيشه اليوم، وما نراه من ظروف متقلبة وصعبة تترك أثرها. ما يراد قوله هنا، اننا نشهد دوما نمطين من الخطاب الرسمي، فإما يخرج علينا من يخيفنا بالكلام عن المنعطف التاريخي الذي نعبره، أو عن عنق الزجاجة، أو قاع الوادي، أو المؤامرة، أو يخرج علينا من يريد إثارة سعادتنا بالكلام عن مستقبل أفضل وأجمل، وبينهما لا يجد الأردنيون تغيرا في أحوالهم، ولا حتى خطة للتغير، أو مشروعا وطنيا كبيرا، أو حزمة تغييرات.
ما يجب أن يفهمه رؤساء الحكومات في الأردن أن إدارة العلاقة مع الناس، يجب أن تتجاوز فكرة التلاعب، او التذاكي، او البلاغة اللغوية، أو الألغاز المفتوحة، أو شراء الوقت، أو جدولة الأحلام. هذه التكنيكات لم يعد يقف عندها أحد، ولن يصدق أحد من الأردنيين أي كلام سلبي أو إيجابي، ما دامت الحكومات لا تقدم الدليل في الجانب السلبي على وجود “مؤامرة” مثلا، ولا تقدم الدليل في الجانب الايجابي على أن “القادم أجمل”. إذا ثبتت صدقية الرئيس، سنعتذر له علنا في كل موقع من الطرة إلى الدرة، ونقبل رأسه الكريم، وسنقول له إنك تعرف ما لا نعرف، وأنك كنت من الذين يعرضون بصبر عن الجاهلين أمثالنا!. نريد أن نصدق، لكن قولوا لنا كيف سيكون القادم أجمل؟
التعليقات