عمان جو - مؤتمر «الوحدة الإسلامية، المفهوم، الفرص، التحديات» سينعقد في أبو ظبي يومي 8 و9 أيار مايو الجاري 2022، نظم انعقاده «المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة»، أمينه العام الدكتور محمد البشاري، وتركيزه يقوم على فكرة «الوحدة الإسلامية»، سواء من حيث «الفرص» المتاحة لتحقيقها، أو تشخيص «التحديات» التي تعيقها. فكرة من حيث المضمون نبيلة، ومن حيث الهدف شائكة معقدة، تتطلب من المسلمين: دولاً، مجتمعات، مؤسسات، وأفراداً تسكن أعماقهم «فكرة الوحدة الإسلامية»، أن يسترجعوا مفهومها، التي كانت طوال تاريخ المسلمين من بداية ولادة الفكرة وانتشارها وانتقالها من مجرد الدعوة، إلى تشكيل الدولة عبر محطاتها المتعددة المتراكمة: الخلافاء الراشدين، الأمويين، العباسيين ، ... وانتهاءً بالدولة العثمانية، ومحاولات أحزاب سياسية مبعثرة سعت وبنت وأخفقت، إما بسبب ارتباطها الأجنبي الذي وظفها خدمة لمصالحه، كما فعلت الولايات المتحدة طوال الحرب الباردة في مواجهة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي، واحتلال أفغانستان، أو لأنها متطرفة اعتمدت العنف والعمل المسلح تحت راية الجهاد ودعاويه، كما فعلت داعش والقاعدة، أو لأنها تساوقت مع أنظمة لا تملك إلا القدرة على تغطية الثمن المالي، كرشوة مقابل الولاء. الوحدة الإسلامية، رغم كل الملاحظات الجوهرية أو الإجرائية التي رافقتها لأكثر من ألف سنة، رسخت مفاهيم وقيما تقوم على الإنسان كإنسان متجاوزة قوميته وجهويته، وابداعاته من قوميات ومناطق متعددة، مؤكدة أمميته وإنسانيته، وارتباطه بالآخر يقوم على أساس المشترك، ورسخت «وحدة حضارية ثقافية إنسانية تقوم على قاعدة التعاون والتماسك والتفاعل والاستفادة المتبادلة في التعليم، الثقافة، ومن الفكر والاقتصاد» كما جاء في فكرة القائمين على انعقاد المؤتمر ودعوتهم. للمسلمين تراث يمكن المباهاة به، ولهم مصالح وتطلعات وقدرات تؤهلهم أن يفرضوا حضورهم كشركاء فاعلين في المشهد العالمي وقدراته وتفوقه، واليوم حيث انفجر الصراع بين الروس والأميركيين على أرض أوكرانيا، فهو يهدف من قبل موسكو إعادة التوازن الدولي على أساس القطبين كما كان من قبل، وإلغاء نتائج الحرب الباردة وحصيلتها هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي، وإعادة فرض معسكرين وقطبين، ومن جهة واشنطن تسعى إلى إعادة التأكيد أنها صاحبة القرار الأوحد وبقاء القطب الواحد المتنفذ.
المسلمون قوة بشرية واقتصادية وسياسية، يمكن أن يشكلوا عنواناً، في المشهد السياسي الدولي، يعود عليهم بالحضور والاحترام، إذا حافظوا على وحدة مصالحهم، وتعدديتهم، واستقلالهم، وحفاظهم على إدارة مجتمعاتهم على أساس العدالة، وحيادهم عن معسكري التقاطب الأميركي الروسي. فكرة المؤتمر جس نبض، خلية تفكير، تداول هدف وتعميمه، لعله إذ لم يحقق ما هو مطلوب، ولكنه يجعل ما هو مطلوب قيد التداول على سطح المشهد السياسي الفكري بين المسلمين.
عمان جو - مؤتمر «الوحدة الإسلامية، المفهوم، الفرص، التحديات» سينعقد في أبو ظبي يومي 8 و9 أيار مايو الجاري 2022، نظم انعقاده «المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة»، أمينه العام الدكتور محمد البشاري، وتركيزه يقوم على فكرة «الوحدة الإسلامية»، سواء من حيث «الفرص» المتاحة لتحقيقها، أو تشخيص «التحديات» التي تعيقها. فكرة من حيث المضمون نبيلة، ومن حيث الهدف شائكة معقدة، تتطلب من المسلمين: دولاً، مجتمعات، مؤسسات، وأفراداً تسكن أعماقهم «فكرة الوحدة الإسلامية»، أن يسترجعوا مفهومها، التي كانت طوال تاريخ المسلمين من بداية ولادة الفكرة وانتشارها وانتقالها من مجرد الدعوة، إلى تشكيل الدولة عبر محطاتها المتعددة المتراكمة: الخلافاء الراشدين، الأمويين، العباسيين ، ... وانتهاءً بالدولة العثمانية، ومحاولات أحزاب سياسية مبعثرة سعت وبنت وأخفقت، إما بسبب ارتباطها الأجنبي الذي وظفها خدمة لمصالحه، كما فعلت الولايات المتحدة طوال الحرب الباردة في مواجهة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي، واحتلال أفغانستان، أو لأنها متطرفة اعتمدت العنف والعمل المسلح تحت راية الجهاد ودعاويه، كما فعلت داعش والقاعدة، أو لأنها تساوقت مع أنظمة لا تملك إلا القدرة على تغطية الثمن المالي، كرشوة مقابل الولاء. الوحدة الإسلامية، رغم كل الملاحظات الجوهرية أو الإجرائية التي رافقتها لأكثر من ألف سنة، رسخت مفاهيم وقيما تقوم على الإنسان كإنسان متجاوزة قوميته وجهويته، وابداعاته من قوميات ومناطق متعددة، مؤكدة أمميته وإنسانيته، وارتباطه بالآخر يقوم على أساس المشترك، ورسخت «وحدة حضارية ثقافية إنسانية تقوم على قاعدة التعاون والتماسك والتفاعل والاستفادة المتبادلة في التعليم، الثقافة، ومن الفكر والاقتصاد» كما جاء في فكرة القائمين على انعقاد المؤتمر ودعوتهم. للمسلمين تراث يمكن المباهاة به، ولهم مصالح وتطلعات وقدرات تؤهلهم أن يفرضوا حضورهم كشركاء فاعلين في المشهد العالمي وقدراته وتفوقه، واليوم حيث انفجر الصراع بين الروس والأميركيين على أرض أوكرانيا، فهو يهدف من قبل موسكو إعادة التوازن الدولي على أساس القطبين كما كان من قبل، وإلغاء نتائج الحرب الباردة وحصيلتها هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي، وإعادة فرض معسكرين وقطبين، ومن جهة واشنطن تسعى إلى إعادة التأكيد أنها صاحبة القرار الأوحد وبقاء القطب الواحد المتنفذ.
المسلمون قوة بشرية واقتصادية وسياسية، يمكن أن يشكلوا عنواناً، في المشهد السياسي الدولي، يعود عليهم بالحضور والاحترام، إذا حافظوا على وحدة مصالحهم، وتعدديتهم، واستقلالهم، وحفاظهم على إدارة مجتمعاتهم على أساس العدالة، وحيادهم عن معسكري التقاطب الأميركي الروسي. فكرة المؤتمر جس نبض، خلية تفكير، تداول هدف وتعميمه، لعله إذ لم يحقق ما هو مطلوب، ولكنه يجعل ما هو مطلوب قيد التداول على سطح المشهد السياسي الفكري بين المسلمين.
عمان جو - مؤتمر «الوحدة الإسلامية، المفهوم، الفرص، التحديات» سينعقد في أبو ظبي يومي 8 و9 أيار مايو الجاري 2022، نظم انعقاده «المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة»، أمينه العام الدكتور محمد البشاري، وتركيزه يقوم على فكرة «الوحدة الإسلامية»، سواء من حيث «الفرص» المتاحة لتحقيقها، أو تشخيص «التحديات» التي تعيقها. فكرة من حيث المضمون نبيلة، ومن حيث الهدف شائكة معقدة، تتطلب من المسلمين: دولاً، مجتمعات، مؤسسات، وأفراداً تسكن أعماقهم «فكرة الوحدة الإسلامية»، أن يسترجعوا مفهومها، التي كانت طوال تاريخ المسلمين من بداية ولادة الفكرة وانتشارها وانتقالها من مجرد الدعوة، إلى تشكيل الدولة عبر محطاتها المتعددة المتراكمة: الخلافاء الراشدين، الأمويين، العباسيين ، ... وانتهاءً بالدولة العثمانية، ومحاولات أحزاب سياسية مبعثرة سعت وبنت وأخفقت، إما بسبب ارتباطها الأجنبي الذي وظفها خدمة لمصالحه، كما فعلت الولايات المتحدة طوال الحرب الباردة في مواجهة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي، واحتلال أفغانستان، أو لأنها متطرفة اعتمدت العنف والعمل المسلح تحت راية الجهاد ودعاويه، كما فعلت داعش والقاعدة، أو لأنها تساوقت مع أنظمة لا تملك إلا القدرة على تغطية الثمن المالي، كرشوة مقابل الولاء. الوحدة الإسلامية، رغم كل الملاحظات الجوهرية أو الإجرائية التي رافقتها لأكثر من ألف سنة، رسخت مفاهيم وقيما تقوم على الإنسان كإنسان متجاوزة قوميته وجهويته، وابداعاته من قوميات ومناطق متعددة، مؤكدة أمميته وإنسانيته، وارتباطه بالآخر يقوم على أساس المشترك، ورسخت «وحدة حضارية ثقافية إنسانية تقوم على قاعدة التعاون والتماسك والتفاعل والاستفادة المتبادلة في التعليم، الثقافة، ومن الفكر والاقتصاد» كما جاء في فكرة القائمين على انعقاد المؤتمر ودعوتهم. للمسلمين تراث يمكن المباهاة به، ولهم مصالح وتطلعات وقدرات تؤهلهم أن يفرضوا حضورهم كشركاء فاعلين في المشهد العالمي وقدراته وتفوقه، واليوم حيث انفجر الصراع بين الروس والأميركيين على أرض أوكرانيا، فهو يهدف من قبل موسكو إعادة التوازن الدولي على أساس القطبين كما كان من قبل، وإلغاء نتائج الحرب الباردة وحصيلتها هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي، وإعادة فرض معسكرين وقطبين، ومن جهة واشنطن تسعى إلى إعادة التأكيد أنها صاحبة القرار الأوحد وبقاء القطب الواحد المتنفذ.
المسلمون قوة بشرية واقتصادية وسياسية، يمكن أن يشكلوا عنواناً، في المشهد السياسي الدولي، يعود عليهم بالحضور والاحترام، إذا حافظوا على وحدة مصالحهم، وتعدديتهم، واستقلالهم، وحفاظهم على إدارة مجتمعاتهم على أساس العدالة، وحيادهم عن معسكري التقاطب الأميركي الروسي. فكرة المؤتمر جس نبض، خلية تفكير، تداول هدف وتعميمه، لعله إذ لم يحقق ما هو مطلوب، ولكنه يجعل ما هو مطلوب قيد التداول على سطح المشهد السياسي الفكري بين المسلمين.
التعليقات