عمان جو-بقلم: الدكتور محمود المساد مدير المركز الوطني لتطوير المناهج السابق
مَنْ تابَع جلسة الأمس حول الفلسفة في مناهج التعليم في الأردن على قناة المملكة في برنامج جلسة علنية الذي يقدمه الإعلامي الكبير الأستاذ سامي القرعان، يصاب بالإحباط والخوف على مستقبل التعليم العالي، ويدرك للوهلة الأولى أن فقر التعليم لا يقتصر على الصفوف الثلاثة الأولى فقط، بل وعلى حملة الدكتوراة، وإلا كيف يتم الربط بين تعليم الفلسفة وتعليم التفكير بالضرورة، بمعنى أن عدم تدريس وزارة التربية والتعليم لمادة الفلسفة ترك التعليم في الأردن تلقينيّا ودون تعليم تفكير، بل قادهم الفهم الواهم بأن تعليم التفكير يقتصر فقط على مادة الفلسفة!! ألم يعرف أو يسمع هؤلاء البشر بأن تعليم التفكير له حضور كامل في المواد الدراسية كافة، وفي كل الصفوف، وفي جميع مواقف التعلم داخل المدارس وخارجها؟! ألم يسمعوا أن التعليم في الأردن يحاول جادّا الانتقال بالتعليم من كمّي تلقينيّ إلى نوعيّ قائم على التفكير منذ مؤتمر التطوير التربوي عام ١٩٨٩، وأن إخفاقه بتحقيق ذلك لا يعود لغياب الفلسفة من قريب أو من بعيد . إن المتابع للحلقة إياها يكتشف بسهولة سطحية الأفكار التي سوّغت للزوم إعادة مادة الفلسفة للخطة الدراسية الأردنية في التعليم المدرسي من خلال الربط بتعليم التفكير فقط ، ألم يفكروا بأن حصر تعليم التفكير بمادة أو كتاب أو برنامج هو تفكير ظالم للتفكير كون التفكير، والتفكير الناقد، والتفكير الإبداعي منحًى عامّا ومنهج بحث يجب أن يتغلغل في كل المواد والصفوف؛ لينتج متعلما مفكرا؟ كيف نطالب بالمزيد النافع، ونفضل ما هو أقل وأصغر؟ والمدهش في الموضوع هو أن أحدهم يقول: إن المسّاد يختبئ برفضه الفلسفة وراء التربية الوطنية وتاريخ الأردن. ألم تعرف عزيزي أن تدريس كتاب فلسفة في الصف الحادي عشر، والصف الثاني عشر في مادة الدراسات الاجتماعية بالحصص المقررة نفسها سيكون على حساب كتاب التربية الوطنية وكتاب تاريخ الأردن وكتاب الجغرافيا؟ ولمعلوماتك عزيزي أيضا أن ما ينقصنا في التعليم الأردني أكثر هو التربية الوطنية، وتاريخ الأردن وجغرافيّته التي باتت نهبا وخرقا من كثير ممن يدّعون عدم ضرورة اكتساب هذه القيم، والتمكن منها . وكيف نفاخر بأهمية التفكير الفلسفي وعلوّ مكانته ونحن نحشد للحلقة جمهورا يؤيد، وآخرون يحشدون جمهورا لا يؤيد؟ وهل مثل هذه الأمور تحتاج للتصويت؟! حماك الله يا وطني، فعلى أرضك يحدث ما لا يُعقل!! وليعلمِ المجتمع الأردني بأسره أن لا أحد لديه العقل والبصيرة، يقبل أن يقف ضدّ تعليم التفكير والمنطق والحكمة والجمال!! فهي بالطبع مفاهيم ومهارات مدمجة في أي محتوى تعلمي، لكننا ضدّ أي مفردات وكلمات وأفكار لا غاية لها إلا الاستفزاز والمماحكات التي تبعد المجتمع عن قضايا أكثر أولوية واهتماما من التركيز على موضوع التفكيرالذي هو جزء أساسي من عقل الإنسان بعامة ونهجه الحياتي. والله من وراء القصد،،،
عمان جو-بقلم: الدكتور محمود المساد مدير المركز الوطني لتطوير المناهج السابق
مَنْ تابَع جلسة الأمس حول الفلسفة في مناهج التعليم في الأردن على قناة المملكة في برنامج جلسة علنية الذي يقدمه الإعلامي الكبير الأستاذ سامي القرعان، يصاب بالإحباط والخوف على مستقبل التعليم العالي، ويدرك للوهلة الأولى أن فقر التعليم لا يقتصر على الصفوف الثلاثة الأولى فقط، بل وعلى حملة الدكتوراة، وإلا كيف يتم الربط بين تعليم الفلسفة وتعليم التفكير بالضرورة، بمعنى أن عدم تدريس وزارة التربية والتعليم لمادة الفلسفة ترك التعليم في الأردن تلقينيّا ودون تعليم تفكير، بل قادهم الفهم الواهم بأن تعليم التفكير يقتصر فقط على مادة الفلسفة!! ألم يعرف أو يسمع هؤلاء البشر بأن تعليم التفكير له حضور كامل في المواد الدراسية كافة، وفي كل الصفوف، وفي جميع مواقف التعلم داخل المدارس وخارجها؟! ألم يسمعوا أن التعليم في الأردن يحاول جادّا الانتقال بالتعليم من كمّي تلقينيّ إلى نوعيّ قائم على التفكير منذ مؤتمر التطوير التربوي عام ١٩٨٩، وأن إخفاقه بتحقيق ذلك لا يعود لغياب الفلسفة من قريب أو من بعيد . إن المتابع للحلقة إياها يكتشف بسهولة سطحية الأفكار التي سوّغت للزوم إعادة مادة الفلسفة للخطة الدراسية الأردنية في التعليم المدرسي من خلال الربط بتعليم التفكير فقط ، ألم يفكروا بأن حصر تعليم التفكير بمادة أو كتاب أو برنامج هو تفكير ظالم للتفكير كون التفكير، والتفكير الناقد، والتفكير الإبداعي منحًى عامّا ومنهج بحث يجب أن يتغلغل في كل المواد والصفوف؛ لينتج متعلما مفكرا؟ كيف نطالب بالمزيد النافع، ونفضل ما هو أقل وأصغر؟ والمدهش في الموضوع هو أن أحدهم يقول: إن المسّاد يختبئ برفضه الفلسفة وراء التربية الوطنية وتاريخ الأردن. ألم تعرف عزيزي أن تدريس كتاب فلسفة في الصف الحادي عشر، والصف الثاني عشر في مادة الدراسات الاجتماعية بالحصص المقررة نفسها سيكون على حساب كتاب التربية الوطنية وكتاب تاريخ الأردن وكتاب الجغرافيا؟ ولمعلوماتك عزيزي أيضا أن ما ينقصنا في التعليم الأردني أكثر هو التربية الوطنية، وتاريخ الأردن وجغرافيّته التي باتت نهبا وخرقا من كثير ممن يدّعون عدم ضرورة اكتساب هذه القيم، والتمكن منها . وكيف نفاخر بأهمية التفكير الفلسفي وعلوّ مكانته ونحن نحشد للحلقة جمهورا يؤيد، وآخرون يحشدون جمهورا لا يؤيد؟ وهل مثل هذه الأمور تحتاج للتصويت؟! حماك الله يا وطني، فعلى أرضك يحدث ما لا يُعقل!! وليعلمِ المجتمع الأردني بأسره أن لا أحد لديه العقل والبصيرة، يقبل أن يقف ضدّ تعليم التفكير والمنطق والحكمة والجمال!! فهي بالطبع مفاهيم ومهارات مدمجة في أي محتوى تعلمي، لكننا ضدّ أي مفردات وكلمات وأفكار لا غاية لها إلا الاستفزاز والمماحكات التي تبعد المجتمع عن قضايا أكثر أولوية واهتماما من التركيز على موضوع التفكيرالذي هو جزء أساسي من عقل الإنسان بعامة ونهجه الحياتي. والله من وراء القصد،،،
عمان جو-بقلم: الدكتور محمود المساد مدير المركز الوطني لتطوير المناهج السابق
مَنْ تابَع جلسة الأمس حول الفلسفة في مناهج التعليم في الأردن على قناة المملكة في برنامج جلسة علنية الذي يقدمه الإعلامي الكبير الأستاذ سامي القرعان، يصاب بالإحباط والخوف على مستقبل التعليم العالي، ويدرك للوهلة الأولى أن فقر التعليم لا يقتصر على الصفوف الثلاثة الأولى فقط، بل وعلى حملة الدكتوراة، وإلا كيف يتم الربط بين تعليم الفلسفة وتعليم التفكير بالضرورة، بمعنى أن عدم تدريس وزارة التربية والتعليم لمادة الفلسفة ترك التعليم في الأردن تلقينيّا ودون تعليم تفكير، بل قادهم الفهم الواهم بأن تعليم التفكير يقتصر فقط على مادة الفلسفة!! ألم يعرف أو يسمع هؤلاء البشر بأن تعليم التفكير له حضور كامل في المواد الدراسية كافة، وفي كل الصفوف، وفي جميع مواقف التعلم داخل المدارس وخارجها؟! ألم يسمعوا أن التعليم في الأردن يحاول جادّا الانتقال بالتعليم من كمّي تلقينيّ إلى نوعيّ قائم على التفكير منذ مؤتمر التطوير التربوي عام ١٩٨٩، وأن إخفاقه بتحقيق ذلك لا يعود لغياب الفلسفة من قريب أو من بعيد . إن المتابع للحلقة إياها يكتشف بسهولة سطحية الأفكار التي سوّغت للزوم إعادة مادة الفلسفة للخطة الدراسية الأردنية في التعليم المدرسي من خلال الربط بتعليم التفكير فقط ، ألم يفكروا بأن حصر تعليم التفكير بمادة أو كتاب أو برنامج هو تفكير ظالم للتفكير كون التفكير، والتفكير الناقد، والتفكير الإبداعي منحًى عامّا ومنهج بحث يجب أن يتغلغل في كل المواد والصفوف؛ لينتج متعلما مفكرا؟ كيف نطالب بالمزيد النافع، ونفضل ما هو أقل وأصغر؟ والمدهش في الموضوع هو أن أحدهم يقول: إن المسّاد يختبئ برفضه الفلسفة وراء التربية الوطنية وتاريخ الأردن. ألم تعرف عزيزي أن تدريس كتاب فلسفة في الصف الحادي عشر، والصف الثاني عشر في مادة الدراسات الاجتماعية بالحصص المقررة نفسها سيكون على حساب كتاب التربية الوطنية وكتاب تاريخ الأردن وكتاب الجغرافيا؟ ولمعلوماتك عزيزي أيضا أن ما ينقصنا في التعليم الأردني أكثر هو التربية الوطنية، وتاريخ الأردن وجغرافيّته التي باتت نهبا وخرقا من كثير ممن يدّعون عدم ضرورة اكتساب هذه القيم، والتمكن منها . وكيف نفاخر بأهمية التفكير الفلسفي وعلوّ مكانته ونحن نحشد للحلقة جمهورا يؤيد، وآخرون يحشدون جمهورا لا يؤيد؟ وهل مثل هذه الأمور تحتاج للتصويت؟! حماك الله يا وطني، فعلى أرضك يحدث ما لا يُعقل!! وليعلمِ المجتمع الأردني بأسره أن لا أحد لديه العقل والبصيرة، يقبل أن يقف ضدّ تعليم التفكير والمنطق والحكمة والجمال!! فهي بالطبع مفاهيم ومهارات مدمجة في أي محتوى تعلمي، لكننا ضدّ أي مفردات وكلمات وأفكار لا غاية لها إلا الاستفزاز والمماحكات التي تبعد المجتمع عن قضايا أكثر أولوية واهتماما من التركيز على موضوع التفكيرالذي هو جزء أساسي من عقل الإنسان بعامة ونهجه الحياتي. والله من وراء القصد،،،
التعليقات