عمان جو - بسام البدارين - ثمة رسائل وصلت، كما يؤكد مسؤولون أردنيون في مستويات عدة، إلى إيران تحديداً ولها علاقة بتطورات الموقف؛ أولاً على الحدود مع سوريا، وثانياً بالتفاهمات والبروتوكولات المستجدة، وهي ذات طبيعة تنسيقية عسكرية مع الأمريكيين وغيرهم في الإقليم مؤخراً. وعلى أساس الإيحاء عبر هذه الرسائل بأن عمان لديها مسافة حتى هذه اللحظة بالرغم من الخصومة السياسية مع طهران متباينة إلى حد كبير مع بقية مواقف دول أخرى في المنطقة تجاه الملف الإيراني، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وأيضاً الكيان الإسرائيلي. تلك الرسائل وصلت إلى أطراف إيرانية في سوريا، وإلى السفارة الإيرانية في عمان، ورغم أن عدم وجود سفير أردني في طهران ساهم في تعقيد إيصال هذه الرسائل بصفة رسمية، إلا أن المسؤولين يرجحون بأن موقف الأردن من أي عملية عسكرية ضد إيران، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو حتى في أي مكان آخر، واضح ولا يحتاج لمزيد من التفسير، وقواعد الاشتباك الأردنية لم تتغير. ويبدو أن رسائل مماثلة وصلت أيضاً لحزب الله اللبناني، مردها التأشير مجدداً على أن قواعد الاشتباك الأردنية بخصوص الملف الإيراني والملف اللبناني أو ملف المجموعات المسلحة الموالية لحزب الله ولإيران في سوريا والعراق، هو نفسه الموقف القديم؛ حيث القاعدة الأساسية أن الأردن لا يريد التورط في أي صدام أو مواجهة، ويفترض بأن على الجانب الآخر هنا تجنب تحويل الأردن إلى ساحة تحصل فيها عمليات عسكرية أو ذات طبيعة ميليشياوية وعسكرية أو إرهابية، وعدم تحويل الأردن أيضاً إلى ساحة تنطلق منها أي عمليات.
الرسائل باختصار:
ما تريد عمان هنا قوله بمضمون تلك الرسائل باختصار، أنها ليست بصدد استراتيجية التورط عسكرياً على أساس التمحور ضد إيران. لكن وجهة نظرها في الترتيبات والتفاهمات العسكرية الأمريكية تحديداً التي تسبق زيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة ولقاء زعمائها، أن تلك الترتيبات ينبغي أن تعيد الهدوء والاستقرار وتخفف حدة التشنجات. وهي ترتيبات قد تكون لها علاقة بمصالح الدول المحسوبة على المحور الأمريكي. وبالتالي، جزء من تلك التوضيحات في الرسائل كان يتقصد التلميح المباشر إلى أن أي ترتيبات بين دول المنطقة الصديقة لواشنطن ليس بالضرورة هدفها ضرب إيران أو محاصرتها أو ضرب مصالحها في العراق وسوريا ولبنان، فذلك هدف إسرائيلي محض في المقام الأول، والتحريض الإسرائيلي حسب تلك الرسائل ليس ملزماً لا للدول العربية ولا للإدارة الأمريكية، بل إن الهدف قد يكون على الأرجح تمكين الاستقرار العام في المنطقة والاحتياط وعلى أساس أن تلك البرامج العسكرية التنسيقية التي تصاعدت مؤخراً وتضمنت أفكاراً ومقترحات حول تأسيس ناتو شرق أوسطي أو غرف عمليات مشتركة جديدة تنسيقية، هي جزء من المعركة الأمريكية والغربية مع روسيا بشكل خاص ووجودها على سواحل المتوسط، وليس جزءاً من معركة ضد الإيرانيين.
اجتهدت المؤسسة الأردنية بإيصال هذه الرسائل، وبدا واضحاً أن الأردن تصدر قبل غيره الحديث عند دعمه لتأسيس مجموعة ناتو شرق أوسطي أو عربي يضم الدول العربية، لكن عمان لا تريد لمساندتها أن تفسر أو تقرأ بعيداً عن سياقها في هذا السياق، الأمر الذي نتج عنه إيصال تلك الرسائل والحرص على إبلاغها حتى للقائم بالأعمال الإيراني في عمان، خلافاً للاستدراكات اللاحقة بلسان وزير الخارجية أيمن صفدي، حول عدم بحث تأسيس حلف ناتو جديد مع الأمريكيين. ورئيس طاقم سفارة طهران في الأردن في الصورة أيضاً بصفة غير رسمية حتى اللحظة. طبعاً، يقول الأردنيون في الرسائل التي طرحت، بأنهم لم يتغيروا في المسألة الإيرانية، فهم لا يزالون يعتبرون إيران دولة غير صديقة وعليها أن تبذل جهداً أكبر في إظهار نواياها الطيبة تجاه الدول العربية. وهو الخطاب الذي طالما استخدمه وزير الخارجية الصفدي في كل المناسبات خلافاً لأن عمان سياسياً ضد المشروع النووي الإيراني. دون ذلك، يقول الأردنيون بأنه ليس لديهم نوايا ضد الإيرانيين ولا يريدون المشاركة في تأسيس أحلاف عسكرية جديدة مرتبطة حصراً بمحاصرة إيران أو ضربها عسكرياً مستقبلاً. وعليه، استوجبت تلك الشروحات والتوضيحات، واقتضى التنويه على أساس سياسة النأي بالنفس عسكرياً حتى لو كان الأردن جزءاً من ترتيب عسكري إقليمي تحالفي أوسع وأكبر، مع التركيز على أن ما يهم عمان بصفة خاصة هو دور الميليشيات الإيرانية المسلحة في توجيه وتمويل ودعم وإسناد ما يسمى بحرب المخدرات على الأردنيين. رغم كل تلك التوضيحات لا تزال الصورة مشوشة، وبدأ حتى أردنيون على منصات التواصل يطرحون شعار «قادمون يا كرك» من جانب الأدبيات الإيرانية التي تعتبر في بعض منابر إعلام طهران الأردن الآن دولة خصماً، لكن معادلة المطبخ السياسي الأردني تشير إلى أن الجانب الإيراني يفترض أن يفهم بصورة مباشرة بأن هدف الترتيبات الأمريكية هو روسيا أكثر من إيران.
لا أدلة
في كل حال، لا توجد قرائن ولا أدلة على أن إيران تلتقط الرسائل الأردنية بحسن نية أو بحجمها الطبيعي، خصوصاً أن الملك عبد الله الثاني قال علناً بأن أي حلف عسكري جديد يجري تأسيسه بين دول المنطقة، عليه أن ينطلق من رؤية واضحة وأهداف محددة جداً، وإلا ســيرتبك الجـــميع.
وهو ارتباك دخلت فيه المنطقة الآن في كل حال، وما يهم الأردن حصراً -في رأي المحلل الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة- هو الانتباه للمطبات والكمائن الهوائية، والعمل على الاستثمار في اللحظة الإقليمية بعيداً عن دفع كلف ومجازفات، خصوصاً أن الأردن عليه أن يلتزم بصيغة ومعادلة تحقق مصالحه دون أن تؤدي إلى صدامات مع دول مهمة ولديها قدرة على الإيذاء، مثل إيران، في اللحظات الحرجة.
«القدس العربي»
عمان جو - بسام البدارين - ثمة رسائل وصلت، كما يؤكد مسؤولون أردنيون في مستويات عدة، إلى إيران تحديداً ولها علاقة بتطورات الموقف؛ أولاً على الحدود مع سوريا، وثانياً بالتفاهمات والبروتوكولات المستجدة، وهي ذات طبيعة تنسيقية عسكرية مع الأمريكيين وغيرهم في الإقليم مؤخراً. وعلى أساس الإيحاء عبر هذه الرسائل بأن عمان لديها مسافة حتى هذه اللحظة بالرغم من الخصومة السياسية مع طهران متباينة إلى حد كبير مع بقية مواقف دول أخرى في المنطقة تجاه الملف الإيراني، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وأيضاً الكيان الإسرائيلي. تلك الرسائل وصلت إلى أطراف إيرانية في سوريا، وإلى السفارة الإيرانية في عمان، ورغم أن عدم وجود سفير أردني في طهران ساهم في تعقيد إيصال هذه الرسائل بصفة رسمية، إلا أن المسؤولين يرجحون بأن موقف الأردن من أي عملية عسكرية ضد إيران، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو حتى في أي مكان آخر، واضح ولا يحتاج لمزيد من التفسير، وقواعد الاشتباك الأردنية لم تتغير. ويبدو أن رسائل مماثلة وصلت أيضاً لحزب الله اللبناني، مردها التأشير مجدداً على أن قواعد الاشتباك الأردنية بخصوص الملف الإيراني والملف اللبناني أو ملف المجموعات المسلحة الموالية لحزب الله ولإيران في سوريا والعراق، هو نفسه الموقف القديم؛ حيث القاعدة الأساسية أن الأردن لا يريد التورط في أي صدام أو مواجهة، ويفترض بأن على الجانب الآخر هنا تجنب تحويل الأردن إلى ساحة تحصل فيها عمليات عسكرية أو ذات طبيعة ميليشياوية وعسكرية أو إرهابية، وعدم تحويل الأردن أيضاً إلى ساحة تنطلق منها أي عمليات.
الرسائل باختصار:
ما تريد عمان هنا قوله بمضمون تلك الرسائل باختصار، أنها ليست بصدد استراتيجية التورط عسكرياً على أساس التمحور ضد إيران. لكن وجهة نظرها في الترتيبات والتفاهمات العسكرية الأمريكية تحديداً التي تسبق زيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة ولقاء زعمائها، أن تلك الترتيبات ينبغي أن تعيد الهدوء والاستقرار وتخفف حدة التشنجات. وهي ترتيبات قد تكون لها علاقة بمصالح الدول المحسوبة على المحور الأمريكي. وبالتالي، جزء من تلك التوضيحات في الرسائل كان يتقصد التلميح المباشر إلى أن أي ترتيبات بين دول المنطقة الصديقة لواشنطن ليس بالضرورة هدفها ضرب إيران أو محاصرتها أو ضرب مصالحها في العراق وسوريا ولبنان، فذلك هدف إسرائيلي محض في المقام الأول، والتحريض الإسرائيلي حسب تلك الرسائل ليس ملزماً لا للدول العربية ولا للإدارة الأمريكية، بل إن الهدف قد يكون على الأرجح تمكين الاستقرار العام في المنطقة والاحتياط وعلى أساس أن تلك البرامج العسكرية التنسيقية التي تصاعدت مؤخراً وتضمنت أفكاراً ومقترحات حول تأسيس ناتو شرق أوسطي أو غرف عمليات مشتركة جديدة تنسيقية، هي جزء من المعركة الأمريكية والغربية مع روسيا بشكل خاص ووجودها على سواحل المتوسط، وليس جزءاً من معركة ضد الإيرانيين.
اجتهدت المؤسسة الأردنية بإيصال هذه الرسائل، وبدا واضحاً أن الأردن تصدر قبل غيره الحديث عند دعمه لتأسيس مجموعة ناتو شرق أوسطي أو عربي يضم الدول العربية، لكن عمان لا تريد لمساندتها أن تفسر أو تقرأ بعيداً عن سياقها في هذا السياق، الأمر الذي نتج عنه إيصال تلك الرسائل والحرص على إبلاغها حتى للقائم بالأعمال الإيراني في عمان، خلافاً للاستدراكات اللاحقة بلسان وزير الخارجية أيمن صفدي، حول عدم بحث تأسيس حلف ناتو جديد مع الأمريكيين. ورئيس طاقم سفارة طهران في الأردن في الصورة أيضاً بصفة غير رسمية حتى اللحظة. طبعاً، يقول الأردنيون في الرسائل التي طرحت، بأنهم لم يتغيروا في المسألة الإيرانية، فهم لا يزالون يعتبرون إيران دولة غير صديقة وعليها أن تبذل جهداً أكبر في إظهار نواياها الطيبة تجاه الدول العربية. وهو الخطاب الذي طالما استخدمه وزير الخارجية الصفدي في كل المناسبات خلافاً لأن عمان سياسياً ضد المشروع النووي الإيراني. دون ذلك، يقول الأردنيون بأنه ليس لديهم نوايا ضد الإيرانيين ولا يريدون المشاركة في تأسيس أحلاف عسكرية جديدة مرتبطة حصراً بمحاصرة إيران أو ضربها عسكرياً مستقبلاً. وعليه، استوجبت تلك الشروحات والتوضيحات، واقتضى التنويه على أساس سياسة النأي بالنفس عسكرياً حتى لو كان الأردن جزءاً من ترتيب عسكري إقليمي تحالفي أوسع وأكبر، مع التركيز على أن ما يهم عمان بصفة خاصة هو دور الميليشيات الإيرانية المسلحة في توجيه وتمويل ودعم وإسناد ما يسمى بحرب المخدرات على الأردنيين. رغم كل تلك التوضيحات لا تزال الصورة مشوشة، وبدأ حتى أردنيون على منصات التواصل يطرحون شعار «قادمون يا كرك» من جانب الأدبيات الإيرانية التي تعتبر في بعض منابر إعلام طهران الأردن الآن دولة خصماً، لكن معادلة المطبخ السياسي الأردني تشير إلى أن الجانب الإيراني يفترض أن يفهم بصورة مباشرة بأن هدف الترتيبات الأمريكية هو روسيا أكثر من إيران.
لا أدلة
في كل حال، لا توجد قرائن ولا أدلة على أن إيران تلتقط الرسائل الأردنية بحسن نية أو بحجمها الطبيعي، خصوصاً أن الملك عبد الله الثاني قال علناً بأن أي حلف عسكري جديد يجري تأسيسه بين دول المنطقة، عليه أن ينطلق من رؤية واضحة وأهداف محددة جداً، وإلا ســيرتبك الجـــميع.
وهو ارتباك دخلت فيه المنطقة الآن في كل حال، وما يهم الأردن حصراً -في رأي المحلل الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة- هو الانتباه للمطبات والكمائن الهوائية، والعمل على الاستثمار في اللحظة الإقليمية بعيداً عن دفع كلف ومجازفات، خصوصاً أن الأردن عليه أن يلتزم بصيغة ومعادلة تحقق مصالحه دون أن تؤدي إلى صدامات مع دول مهمة ولديها قدرة على الإيذاء، مثل إيران، في اللحظات الحرجة.
«القدس العربي»
عمان جو - بسام البدارين - ثمة رسائل وصلت، كما يؤكد مسؤولون أردنيون في مستويات عدة، إلى إيران تحديداً ولها علاقة بتطورات الموقف؛ أولاً على الحدود مع سوريا، وثانياً بالتفاهمات والبروتوكولات المستجدة، وهي ذات طبيعة تنسيقية عسكرية مع الأمريكيين وغيرهم في الإقليم مؤخراً. وعلى أساس الإيحاء عبر هذه الرسائل بأن عمان لديها مسافة حتى هذه اللحظة بالرغم من الخصومة السياسية مع طهران متباينة إلى حد كبير مع بقية مواقف دول أخرى في المنطقة تجاه الملف الإيراني، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وأيضاً الكيان الإسرائيلي. تلك الرسائل وصلت إلى أطراف إيرانية في سوريا، وإلى السفارة الإيرانية في عمان، ورغم أن عدم وجود سفير أردني في طهران ساهم في تعقيد إيصال هذه الرسائل بصفة رسمية، إلا أن المسؤولين يرجحون بأن موقف الأردن من أي عملية عسكرية ضد إيران، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو حتى في أي مكان آخر، واضح ولا يحتاج لمزيد من التفسير، وقواعد الاشتباك الأردنية لم تتغير. ويبدو أن رسائل مماثلة وصلت أيضاً لحزب الله اللبناني، مردها التأشير مجدداً على أن قواعد الاشتباك الأردنية بخصوص الملف الإيراني والملف اللبناني أو ملف المجموعات المسلحة الموالية لحزب الله ولإيران في سوريا والعراق، هو نفسه الموقف القديم؛ حيث القاعدة الأساسية أن الأردن لا يريد التورط في أي صدام أو مواجهة، ويفترض بأن على الجانب الآخر هنا تجنب تحويل الأردن إلى ساحة تحصل فيها عمليات عسكرية أو ذات طبيعة ميليشياوية وعسكرية أو إرهابية، وعدم تحويل الأردن أيضاً إلى ساحة تنطلق منها أي عمليات.
الرسائل باختصار:
ما تريد عمان هنا قوله بمضمون تلك الرسائل باختصار، أنها ليست بصدد استراتيجية التورط عسكرياً على أساس التمحور ضد إيران. لكن وجهة نظرها في الترتيبات والتفاهمات العسكرية الأمريكية تحديداً التي تسبق زيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة ولقاء زعمائها، أن تلك الترتيبات ينبغي أن تعيد الهدوء والاستقرار وتخفف حدة التشنجات. وهي ترتيبات قد تكون لها علاقة بمصالح الدول المحسوبة على المحور الأمريكي. وبالتالي، جزء من تلك التوضيحات في الرسائل كان يتقصد التلميح المباشر إلى أن أي ترتيبات بين دول المنطقة الصديقة لواشنطن ليس بالضرورة هدفها ضرب إيران أو محاصرتها أو ضرب مصالحها في العراق وسوريا ولبنان، فذلك هدف إسرائيلي محض في المقام الأول، والتحريض الإسرائيلي حسب تلك الرسائل ليس ملزماً لا للدول العربية ولا للإدارة الأمريكية، بل إن الهدف قد يكون على الأرجح تمكين الاستقرار العام في المنطقة والاحتياط وعلى أساس أن تلك البرامج العسكرية التنسيقية التي تصاعدت مؤخراً وتضمنت أفكاراً ومقترحات حول تأسيس ناتو شرق أوسطي أو غرف عمليات مشتركة جديدة تنسيقية، هي جزء من المعركة الأمريكية والغربية مع روسيا بشكل خاص ووجودها على سواحل المتوسط، وليس جزءاً من معركة ضد الإيرانيين.
اجتهدت المؤسسة الأردنية بإيصال هذه الرسائل، وبدا واضحاً أن الأردن تصدر قبل غيره الحديث عند دعمه لتأسيس مجموعة ناتو شرق أوسطي أو عربي يضم الدول العربية، لكن عمان لا تريد لمساندتها أن تفسر أو تقرأ بعيداً عن سياقها في هذا السياق، الأمر الذي نتج عنه إيصال تلك الرسائل والحرص على إبلاغها حتى للقائم بالأعمال الإيراني في عمان، خلافاً للاستدراكات اللاحقة بلسان وزير الخارجية أيمن صفدي، حول عدم بحث تأسيس حلف ناتو جديد مع الأمريكيين. ورئيس طاقم سفارة طهران في الأردن في الصورة أيضاً بصفة غير رسمية حتى اللحظة. طبعاً، يقول الأردنيون في الرسائل التي طرحت، بأنهم لم يتغيروا في المسألة الإيرانية، فهم لا يزالون يعتبرون إيران دولة غير صديقة وعليها أن تبذل جهداً أكبر في إظهار نواياها الطيبة تجاه الدول العربية. وهو الخطاب الذي طالما استخدمه وزير الخارجية الصفدي في كل المناسبات خلافاً لأن عمان سياسياً ضد المشروع النووي الإيراني. دون ذلك، يقول الأردنيون بأنه ليس لديهم نوايا ضد الإيرانيين ولا يريدون المشاركة في تأسيس أحلاف عسكرية جديدة مرتبطة حصراً بمحاصرة إيران أو ضربها عسكرياً مستقبلاً. وعليه، استوجبت تلك الشروحات والتوضيحات، واقتضى التنويه على أساس سياسة النأي بالنفس عسكرياً حتى لو كان الأردن جزءاً من ترتيب عسكري إقليمي تحالفي أوسع وأكبر، مع التركيز على أن ما يهم عمان بصفة خاصة هو دور الميليشيات الإيرانية المسلحة في توجيه وتمويل ودعم وإسناد ما يسمى بحرب المخدرات على الأردنيين. رغم كل تلك التوضيحات لا تزال الصورة مشوشة، وبدأ حتى أردنيون على منصات التواصل يطرحون شعار «قادمون يا كرك» من جانب الأدبيات الإيرانية التي تعتبر في بعض منابر إعلام طهران الأردن الآن دولة خصماً، لكن معادلة المطبخ السياسي الأردني تشير إلى أن الجانب الإيراني يفترض أن يفهم بصورة مباشرة بأن هدف الترتيبات الأمريكية هو روسيا أكثر من إيران.
لا أدلة
في كل حال، لا توجد قرائن ولا أدلة على أن إيران تلتقط الرسائل الأردنية بحسن نية أو بحجمها الطبيعي، خصوصاً أن الملك عبد الله الثاني قال علناً بأن أي حلف عسكري جديد يجري تأسيسه بين دول المنطقة، عليه أن ينطلق من رؤية واضحة وأهداف محددة جداً، وإلا ســيرتبك الجـــميع.
وهو ارتباك دخلت فيه المنطقة الآن في كل حال، وما يهم الأردن حصراً -في رأي المحلل الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة- هو الانتباه للمطبات والكمائن الهوائية، والعمل على الاستثمار في اللحظة الإقليمية بعيداً عن دفع كلف ومجازفات، خصوصاً أن الأردن عليه أن يلتزم بصيغة ومعادلة تحقق مصالحه دون أن تؤدي إلى صدامات مع دول مهمة ولديها قدرة على الإيذاء، مثل إيران، في اللحظات الحرجة.
«القدس العربي»
التعليقات
هل تقرأها طهران جيداً؟… الأردن – الحرس الثوري – «حزب الله» ورسائل خاصة عن بعد «على مواقع التواصل»
التعليقات