عمان جو -
خلال الأعوام الأخيرة، استطاعت المرأة الأردنية أن تصنع لنفسها مكانا وحيزا في مجتمعها، وتؤكد أنها مؤهلة وقادرة على التغيير وتولي أهم المناصب القيادية.
“الغد”، ومنذ ما يقارب العام، استطاعت أن تلقي الضوء من خلال زاوية “نساء الأردن مؤهلات” على كوكبة من الأردنيات اللواتي استطعن أن يضعن بصمة ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما على مستوى العالم أجمع.
المرأة الأردنية خلال الآونة الأخيرة، تمكنت من اقتحام العديد من المجالات التي كانت حكرا على الرجال، وحققت نجاحات متتالية، وتركت أثرا كبيرا، باصرار وعزيمة وجهد متواصل، رغم أن الطموح أكبر، وفق ما أكدته مجموعة من النساء في حديثهن لـ “الغد”.
المدير الإقليمي لشركة “الكاتيل” الشرق الأوسط ريما دياب، أكدت أن المرأة الأردنية تحظى بمكانة متميزة ومساحة جيدة من المشاركة في العديد من المجالات، عازية ذلك لوجودها في بلد مثل الأردن يقدر المرأة ويمنحها مكانة متميزة.
وتردف أن المرأة الأردنية استطاعت وفي الفترة الأخيرة تولي العديد من المناصب والوصول إلى مراكز عليا في التعليم، فوضعت لنفسها بصمة حقيقية على جميع المستويات، بيد أن مشاركتها على المستوى العالمي ما تزال ضعيفة.
وتلفت إلى أن الصورة النمطية للمرأة التي ما تزال موجودة، وتحول دون اتساع مشاركتها لتشمل كافة محافظات المملكة، فضلا عن استمرار الدور السلطوي للرجل، وإعطائه الأولوية في حمل زمام الأمور.
وتوافقها الرأي معلمة الرياضيات التي رشحت لجائزة نوبل للرياضيات الدكتورة نسرين بقاعين التي أكدت بدورها أن المرأة في الأردن وصلت إلى العديد من المراكز، بل وتقدمت على نظيراتها من دول الجوار فهي التي تسلمت الوزارات ومارست أدوارا قيادية مختلفة.
وتميزت المرأة الأردنية بحسب بقاعين باقتحامها للمناصب التي بقيت لفترات طويلة حكرا على الذكور فتسلمت مناصب عليا في القضاء، وغيرها من القطاعات، إذا ما تم مقارنتها بدول أخرى ما تزال تمنع المرأة فيها من قيادة السيارة.
تقول “نحن في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد القديمة التي تحول دون وصول المرأة”، مؤكدة أن المجتمع بحاجة ماسة لبث الوعي داخله ليكون على ثقة بدور المرأة وقدرتها.
من جهتها توجه الإعلامية جمان مجلي التي كانت من أوائل النساء اللواتي اقتحمن العمل الإعلامي تحية إحترام وتقدير للمرأة الأردنية التي أثبتت وجودها كامرأة عاملة، بالإضافة إلى دورها كأم وزوجة وربة منزل.
وتشير إلى أن المرأة الأردنية شريك أساسي في نهضة الأردن فقد بدأت العمل منذ العشرينيات وإن كانت بأعداد قليلة في مجالات التعليم والصحة، ثم اتسعت لتشمل كافة المجالات، متقلدة مناصب مهمة في المجالس النيابية، الأعيان والبلدية وتقوم بواجبها على أكمل وجه في كافة القطاعات.
والمتابع لعمل المرأة يلحظ جديتها وتميزها في أدائها واخلاصها لبلدها، وفق مجلي، الأمر الذي انعكس وبشكل واضح على المستوى العربي والعالمي فهي سفيرة ناجحة ومساعدة للأمين العام لجامعة الدول العربية، فضلا عن كونها طالبة علم في جامعات العالم وباحثة في كافة المجالات.
لكن ما ينقص بعض النساء، المزيد من الثقة في النفس وخوض غمار العمل على كافة المستويات، والمبادرة في تبني الأفكار المؤثرة والمشاريع الناجحة، حتى تتمكن من إقناع المجتمع.
التربوية فاطمة عقل تقول لجميع الأردنيات بهذا اليوم ان يفخرن بأنفسهن وببلدهن، لافتة إلى أن المرأة الأردنية شريكا فاعلا في التنمية وتتمتع بالحقوق كافة التي نص عليها الدستور الأردني والاتفاقيات الدولية.
وحظيت قضية تمكين المرأة بحسب عقل حيزا كبيرا وواضحا في أولويات وإجتماعات جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا التي تعتبر مثالا للمرأة الأردنية التي حققت إنجازات حقيقية على جميع المستويات.
وتؤكد على الدور الكبير للرؤية الملكية السامية في تعزيز دور المرأة السياسي، الاقتصادي والإجتماعي وهو ما بدا واضحا من خلال تقلدها لمنصب وزيرة في عدة وزارات وسفيرة في عدة دول.
وترى عقل أن من حق المرأة الأردنية أن تفخر بإنجازاتها التي وصلت إليها، لكن عليها تجاوز العديد من التحديات، وزيادة نسبة مشاركتها بسوق العمل في القطاعين العام والخاص وتوجيه برامج التنمية والتشغيل للمرأة الأردنية في منطقة البادية والأرياف.
لاعبة المنتخب الأردني لكرة القدم النسوية ستيفاني النبر التي كسرت حاجز العادات والتقاليد لتكن أول لاعبة أردنية في هذا المجال، تشير بدورها إلى تميز المرأة الأردنية في كافة المجالات والرياضة إحدى هذه المجالات وتقبل المجتمع لمشاركة المرأة في هذه اللعبة.
وتذهب إلى أن المرأة الأردنية قادرة على التميز والإبداع، مشيرة إلى أن تولي المرأة في الأردن مناصب قيادية ومهمة أمر يدعو للفخر والاعتزاز، وهي تحظى بتواجد أكبر في المجالات كافة. الأكاديمية والعين هيفاء النجار ترى أن المرأة الأردنية تمتلك كافة الإمكانيات والطاقات لأن تكون شريكا أساسيا في مشاريع التنمية الأردنية الإجتماعية، السياسية، الاقتصادية والتربوية.
وتلفت إلى أنه ما يزال هناك تقصير كبير في المشاركة الاقتصادية للمرأة، مبينة أهمية ردم الفجوة بين التعليم ونسبة مشاركة المرأة الإقتصادية في المجتمع الأردني، من خلال المبادرات والسياسات لرفع مشاركتها بصورة مبدعة ووضعها في مواقع القرار.
كما أن مشاركة المرأة الاقتصادية في الأردن تعد أقل من متوسط المشاركة الاقتصادية عند المرأة العربية بالرغم من أن نسب التحاق المرأة الأردنية بالتعليم من أعلى النسب في العالم العربي.
وتشير الإحصائيات إلى أنه منذ العام 1995 وحتى اليوم لم تتجاوز معدلات المشاركة في سوق العمل للمرأة الأردنية حاجز 15 %.
كما أن نسبة المشاركة الاقتصادية انخفضت إلى حوالي 12.4 % بنسبة 1.9 % أقل من العام 2013 وبالنظر إلى معدل البطالة فهو مرتفع عند المرأة بمعدل 21.2 % وأن حوالي 78 % من النساء اللواتي يعانين من البطالة هن من المتعلمات وفق ما أشارت إليه الدراسة الصادرة عن دائرة الإحصائيات العامة للعام 2014.
وتجد النجار أنه لابد من النظر إلى إيجاد نقل عام آمن يخدم المرأة ويمكنها من الخروج للعمل، فضلا عن إعطاء التصاريح اللازمة التي تمكن النساء من ممارسة الأعمال من منزلهن، سيما وأن هناك عددا كبيرا من النساء اللواتي تمكن من إثبات نفسها والمشاركة في سوق العمل من خلال الصناعات المنزلية.
تقول “أمامنا طريق طويل ولكنني على ثقة بقدرة المرأة الأردنية على الوصول والتمسك بمبادئها”، مشددة على أن تمكين المرأة يجب أن يبدأ من داخل المرأة نفسها بداية ومن ثم من باقي المجتمع، إذ لابد من أن تكون مقتنعة بأنها فاعلة في كل مكان وأن لا تتنازل عن الأداء المتميز وأن تحترم صوتها ولا تقبل إلا أن يصل لكل مكان.
بدورها تلفت العين ورئيسة لجنة المرأة في مجلس الأعيان الدكتورة مي أبو السمن أن نضال المرأة الأردنية حتى الآن لم يدخل في صلب العمل الحقيقي للتغيير. وتقول أنه آن الآوان لإعتماد معطيات جديدة وجمع معلومات أساسية عن المرأة الأردنية ووضعها في خطة عمل في المنظمات النسوية، من شأنها أن تقود المرأة لمواجهة كافة التحديات والظروف.
وعلى المرأة إزاحة كل المعيقات التي تحول دون تقدمها لمواقع صنع القرار وهي النقطة الأساسية في التمكين الاقتصادي وقلب النظرة السلبية عن المرأة، وفق ابو السمن.
وتأسف أبوالسمن على ذهاب نسبة التعليم العالية عند النساء هدرا، الأمر الذي تعتبره في غاية الحساسية، سيما وأن تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول النوع الإجتماعي قد صنف الأردن بالمرتبة 133 من أصل 136 بسبب تدني نسبة المشاركة الاقتصادية، مصنفا الأردن بالمرتبة 140 من أصل 142 بالمشاركة الاقتصادية.
وترى أنه لابد من العمل بخطط عملية وأن يكون خطاب المرأة واقعيا وعقلانيا وملبيا لطموحات المجتمع الأردني ومؤطرا بمنظومة القيم والأخلاق العربية، خصوصا في ظل الظروف والتحديات في المنطقة العربية.
عمان جو -
خلال الأعوام الأخيرة، استطاعت المرأة الأردنية أن تصنع لنفسها مكانا وحيزا في مجتمعها، وتؤكد أنها مؤهلة وقادرة على التغيير وتولي أهم المناصب القيادية.
“الغد”، ومنذ ما يقارب العام، استطاعت أن تلقي الضوء من خلال زاوية “نساء الأردن مؤهلات” على كوكبة من الأردنيات اللواتي استطعن أن يضعن بصمة ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما على مستوى العالم أجمع.
المرأة الأردنية خلال الآونة الأخيرة، تمكنت من اقتحام العديد من المجالات التي كانت حكرا على الرجال، وحققت نجاحات متتالية، وتركت أثرا كبيرا، باصرار وعزيمة وجهد متواصل، رغم أن الطموح أكبر، وفق ما أكدته مجموعة من النساء في حديثهن لـ “الغد”.
المدير الإقليمي لشركة “الكاتيل” الشرق الأوسط ريما دياب، أكدت أن المرأة الأردنية تحظى بمكانة متميزة ومساحة جيدة من المشاركة في العديد من المجالات، عازية ذلك لوجودها في بلد مثل الأردن يقدر المرأة ويمنحها مكانة متميزة.
وتردف أن المرأة الأردنية استطاعت وفي الفترة الأخيرة تولي العديد من المناصب والوصول إلى مراكز عليا في التعليم، فوضعت لنفسها بصمة حقيقية على جميع المستويات، بيد أن مشاركتها على المستوى العالمي ما تزال ضعيفة.
وتلفت إلى أن الصورة النمطية للمرأة التي ما تزال موجودة، وتحول دون اتساع مشاركتها لتشمل كافة محافظات المملكة، فضلا عن استمرار الدور السلطوي للرجل، وإعطائه الأولوية في حمل زمام الأمور.
وتوافقها الرأي معلمة الرياضيات التي رشحت لجائزة نوبل للرياضيات الدكتورة نسرين بقاعين التي أكدت بدورها أن المرأة في الأردن وصلت إلى العديد من المراكز، بل وتقدمت على نظيراتها من دول الجوار فهي التي تسلمت الوزارات ومارست أدوارا قيادية مختلفة.
وتميزت المرأة الأردنية بحسب بقاعين باقتحامها للمناصب التي بقيت لفترات طويلة حكرا على الذكور فتسلمت مناصب عليا في القضاء، وغيرها من القطاعات، إذا ما تم مقارنتها بدول أخرى ما تزال تمنع المرأة فيها من قيادة السيارة.
تقول “نحن في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد القديمة التي تحول دون وصول المرأة”، مؤكدة أن المجتمع بحاجة ماسة لبث الوعي داخله ليكون على ثقة بدور المرأة وقدرتها.
من جهتها توجه الإعلامية جمان مجلي التي كانت من أوائل النساء اللواتي اقتحمن العمل الإعلامي تحية إحترام وتقدير للمرأة الأردنية التي أثبتت وجودها كامرأة عاملة، بالإضافة إلى دورها كأم وزوجة وربة منزل.
وتشير إلى أن المرأة الأردنية شريك أساسي في نهضة الأردن فقد بدأت العمل منذ العشرينيات وإن كانت بأعداد قليلة في مجالات التعليم والصحة، ثم اتسعت لتشمل كافة المجالات، متقلدة مناصب مهمة في المجالس النيابية، الأعيان والبلدية وتقوم بواجبها على أكمل وجه في كافة القطاعات.
والمتابع لعمل المرأة يلحظ جديتها وتميزها في أدائها واخلاصها لبلدها، وفق مجلي، الأمر الذي انعكس وبشكل واضح على المستوى العربي والعالمي فهي سفيرة ناجحة ومساعدة للأمين العام لجامعة الدول العربية، فضلا عن كونها طالبة علم في جامعات العالم وباحثة في كافة المجالات.
لكن ما ينقص بعض النساء، المزيد من الثقة في النفس وخوض غمار العمل على كافة المستويات، والمبادرة في تبني الأفكار المؤثرة والمشاريع الناجحة، حتى تتمكن من إقناع المجتمع.
التربوية فاطمة عقل تقول لجميع الأردنيات بهذا اليوم ان يفخرن بأنفسهن وببلدهن، لافتة إلى أن المرأة الأردنية شريكا فاعلا في التنمية وتتمتع بالحقوق كافة التي نص عليها الدستور الأردني والاتفاقيات الدولية.
وحظيت قضية تمكين المرأة بحسب عقل حيزا كبيرا وواضحا في أولويات وإجتماعات جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا التي تعتبر مثالا للمرأة الأردنية التي حققت إنجازات حقيقية على جميع المستويات.
وتؤكد على الدور الكبير للرؤية الملكية السامية في تعزيز دور المرأة السياسي، الاقتصادي والإجتماعي وهو ما بدا واضحا من خلال تقلدها لمنصب وزيرة في عدة وزارات وسفيرة في عدة دول.
وترى عقل أن من حق المرأة الأردنية أن تفخر بإنجازاتها التي وصلت إليها، لكن عليها تجاوز العديد من التحديات، وزيادة نسبة مشاركتها بسوق العمل في القطاعين العام والخاص وتوجيه برامج التنمية والتشغيل للمرأة الأردنية في منطقة البادية والأرياف.
لاعبة المنتخب الأردني لكرة القدم النسوية ستيفاني النبر التي كسرت حاجز العادات والتقاليد لتكن أول لاعبة أردنية في هذا المجال، تشير بدورها إلى تميز المرأة الأردنية في كافة المجالات والرياضة إحدى هذه المجالات وتقبل المجتمع لمشاركة المرأة في هذه اللعبة.
وتذهب إلى أن المرأة الأردنية قادرة على التميز والإبداع، مشيرة إلى أن تولي المرأة في الأردن مناصب قيادية ومهمة أمر يدعو للفخر والاعتزاز، وهي تحظى بتواجد أكبر في المجالات كافة. الأكاديمية والعين هيفاء النجار ترى أن المرأة الأردنية تمتلك كافة الإمكانيات والطاقات لأن تكون شريكا أساسيا في مشاريع التنمية الأردنية الإجتماعية، السياسية، الاقتصادية والتربوية.
وتلفت إلى أنه ما يزال هناك تقصير كبير في المشاركة الاقتصادية للمرأة، مبينة أهمية ردم الفجوة بين التعليم ونسبة مشاركة المرأة الإقتصادية في المجتمع الأردني، من خلال المبادرات والسياسات لرفع مشاركتها بصورة مبدعة ووضعها في مواقع القرار.
كما أن مشاركة المرأة الاقتصادية في الأردن تعد أقل من متوسط المشاركة الاقتصادية عند المرأة العربية بالرغم من أن نسب التحاق المرأة الأردنية بالتعليم من أعلى النسب في العالم العربي.
وتشير الإحصائيات إلى أنه منذ العام 1995 وحتى اليوم لم تتجاوز معدلات المشاركة في سوق العمل للمرأة الأردنية حاجز 15 %.
كما أن نسبة المشاركة الاقتصادية انخفضت إلى حوالي 12.4 % بنسبة 1.9 % أقل من العام 2013 وبالنظر إلى معدل البطالة فهو مرتفع عند المرأة بمعدل 21.2 % وأن حوالي 78 % من النساء اللواتي يعانين من البطالة هن من المتعلمات وفق ما أشارت إليه الدراسة الصادرة عن دائرة الإحصائيات العامة للعام 2014.
وتجد النجار أنه لابد من النظر إلى إيجاد نقل عام آمن يخدم المرأة ويمكنها من الخروج للعمل، فضلا عن إعطاء التصاريح اللازمة التي تمكن النساء من ممارسة الأعمال من منزلهن، سيما وأن هناك عددا كبيرا من النساء اللواتي تمكن من إثبات نفسها والمشاركة في سوق العمل من خلال الصناعات المنزلية.
تقول “أمامنا طريق طويل ولكنني على ثقة بقدرة المرأة الأردنية على الوصول والتمسك بمبادئها”، مشددة على أن تمكين المرأة يجب أن يبدأ من داخل المرأة نفسها بداية ومن ثم من باقي المجتمع، إذ لابد من أن تكون مقتنعة بأنها فاعلة في كل مكان وأن لا تتنازل عن الأداء المتميز وأن تحترم صوتها ولا تقبل إلا أن يصل لكل مكان.
بدورها تلفت العين ورئيسة لجنة المرأة في مجلس الأعيان الدكتورة مي أبو السمن أن نضال المرأة الأردنية حتى الآن لم يدخل في صلب العمل الحقيقي للتغيير. وتقول أنه آن الآوان لإعتماد معطيات جديدة وجمع معلومات أساسية عن المرأة الأردنية ووضعها في خطة عمل في المنظمات النسوية، من شأنها أن تقود المرأة لمواجهة كافة التحديات والظروف.
وعلى المرأة إزاحة كل المعيقات التي تحول دون تقدمها لمواقع صنع القرار وهي النقطة الأساسية في التمكين الاقتصادي وقلب النظرة السلبية عن المرأة، وفق ابو السمن.
وتأسف أبوالسمن على ذهاب نسبة التعليم العالية عند النساء هدرا، الأمر الذي تعتبره في غاية الحساسية، سيما وأن تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول النوع الإجتماعي قد صنف الأردن بالمرتبة 133 من أصل 136 بسبب تدني نسبة المشاركة الاقتصادية، مصنفا الأردن بالمرتبة 140 من أصل 142 بالمشاركة الاقتصادية.
وترى أنه لابد من العمل بخطط عملية وأن يكون خطاب المرأة واقعيا وعقلانيا وملبيا لطموحات المجتمع الأردني ومؤطرا بمنظومة القيم والأخلاق العربية، خصوصا في ظل الظروف والتحديات في المنطقة العربية.
عمان جو -
خلال الأعوام الأخيرة، استطاعت المرأة الأردنية أن تصنع لنفسها مكانا وحيزا في مجتمعها، وتؤكد أنها مؤهلة وقادرة على التغيير وتولي أهم المناصب القيادية.
“الغد”، ومنذ ما يقارب العام، استطاعت أن تلقي الضوء من خلال زاوية “نساء الأردن مؤهلات” على كوكبة من الأردنيات اللواتي استطعن أن يضعن بصمة ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما على مستوى العالم أجمع.
المرأة الأردنية خلال الآونة الأخيرة، تمكنت من اقتحام العديد من المجالات التي كانت حكرا على الرجال، وحققت نجاحات متتالية، وتركت أثرا كبيرا، باصرار وعزيمة وجهد متواصل، رغم أن الطموح أكبر، وفق ما أكدته مجموعة من النساء في حديثهن لـ “الغد”.
المدير الإقليمي لشركة “الكاتيل” الشرق الأوسط ريما دياب، أكدت أن المرأة الأردنية تحظى بمكانة متميزة ومساحة جيدة من المشاركة في العديد من المجالات، عازية ذلك لوجودها في بلد مثل الأردن يقدر المرأة ويمنحها مكانة متميزة.
وتردف أن المرأة الأردنية استطاعت وفي الفترة الأخيرة تولي العديد من المناصب والوصول إلى مراكز عليا في التعليم، فوضعت لنفسها بصمة حقيقية على جميع المستويات، بيد أن مشاركتها على المستوى العالمي ما تزال ضعيفة.
وتلفت إلى أن الصورة النمطية للمرأة التي ما تزال موجودة، وتحول دون اتساع مشاركتها لتشمل كافة محافظات المملكة، فضلا عن استمرار الدور السلطوي للرجل، وإعطائه الأولوية في حمل زمام الأمور.
وتوافقها الرأي معلمة الرياضيات التي رشحت لجائزة نوبل للرياضيات الدكتورة نسرين بقاعين التي أكدت بدورها أن المرأة في الأردن وصلت إلى العديد من المراكز، بل وتقدمت على نظيراتها من دول الجوار فهي التي تسلمت الوزارات ومارست أدوارا قيادية مختلفة.
وتميزت المرأة الأردنية بحسب بقاعين باقتحامها للمناصب التي بقيت لفترات طويلة حكرا على الذكور فتسلمت مناصب عليا في القضاء، وغيرها من القطاعات، إذا ما تم مقارنتها بدول أخرى ما تزال تمنع المرأة فيها من قيادة السيارة.
تقول “نحن في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد القديمة التي تحول دون وصول المرأة”، مؤكدة أن المجتمع بحاجة ماسة لبث الوعي داخله ليكون على ثقة بدور المرأة وقدرتها.
من جهتها توجه الإعلامية جمان مجلي التي كانت من أوائل النساء اللواتي اقتحمن العمل الإعلامي تحية إحترام وتقدير للمرأة الأردنية التي أثبتت وجودها كامرأة عاملة، بالإضافة إلى دورها كأم وزوجة وربة منزل.
وتشير إلى أن المرأة الأردنية شريك أساسي في نهضة الأردن فقد بدأت العمل منذ العشرينيات وإن كانت بأعداد قليلة في مجالات التعليم والصحة، ثم اتسعت لتشمل كافة المجالات، متقلدة مناصب مهمة في المجالس النيابية، الأعيان والبلدية وتقوم بواجبها على أكمل وجه في كافة القطاعات.
والمتابع لعمل المرأة يلحظ جديتها وتميزها في أدائها واخلاصها لبلدها، وفق مجلي، الأمر الذي انعكس وبشكل واضح على المستوى العربي والعالمي فهي سفيرة ناجحة ومساعدة للأمين العام لجامعة الدول العربية، فضلا عن كونها طالبة علم في جامعات العالم وباحثة في كافة المجالات.
لكن ما ينقص بعض النساء، المزيد من الثقة في النفس وخوض غمار العمل على كافة المستويات، والمبادرة في تبني الأفكار المؤثرة والمشاريع الناجحة، حتى تتمكن من إقناع المجتمع.
التربوية فاطمة عقل تقول لجميع الأردنيات بهذا اليوم ان يفخرن بأنفسهن وببلدهن، لافتة إلى أن المرأة الأردنية شريكا فاعلا في التنمية وتتمتع بالحقوق كافة التي نص عليها الدستور الأردني والاتفاقيات الدولية.
وحظيت قضية تمكين المرأة بحسب عقل حيزا كبيرا وواضحا في أولويات وإجتماعات جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا التي تعتبر مثالا للمرأة الأردنية التي حققت إنجازات حقيقية على جميع المستويات.
وتؤكد على الدور الكبير للرؤية الملكية السامية في تعزيز دور المرأة السياسي، الاقتصادي والإجتماعي وهو ما بدا واضحا من خلال تقلدها لمنصب وزيرة في عدة وزارات وسفيرة في عدة دول.
وترى عقل أن من حق المرأة الأردنية أن تفخر بإنجازاتها التي وصلت إليها، لكن عليها تجاوز العديد من التحديات، وزيادة نسبة مشاركتها بسوق العمل في القطاعين العام والخاص وتوجيه برامج التنمية والتشغيل للمرأة الأردنية في منطقة البادية والأرياف.
لاعبة المنتخب الأردني لكرة القدم النسوية ستيفاني النبر التي كسرت حاجز العادات والتقاليد لتكن أول لاعبة أردنية في هذا المجال، تشير بدورها إلى تميز المرأة الأردنية في كافة المجالات والرياضة إحدى هذه المجالات وتقبل المجتمع لمشاركة المرأة في هذه اللعبة.
وتذهب إلى أن المرأة الأردنية قادرة على التميز والإبداع، مشيرة إلى أن تولي المرأة في الأردن مناصب قيادية ومهمة أمر يدعو للفخر والاعتزاز، وهي تحظى بتواجد أكبر في المجالات كافة. الأكاديمية والعين هيفاء النجار ترى أن المرأة الأردنية تمتلك كافة الإمكانيات والطاقات لأن تكون شريكا أساسيا في مشاريع التنمية الأردنية الإجتماعية، السياسية، الاقتصادية والتربوية.
وتلفت إلى أنه ما يزال هناك تقصير كبير في المشاركة الاقتصادية للمرأة، مبينة أهمية ردم الفجوة بين التعليم ونسبة مشاركة المرأة الإقتصادية في المجتمع الأردني، من خلال المبادرات والسياسات لرفع مشاركتها بصورة مبدعة ووضعها في مواقع القرار.
كما أن مشاركة المرأة الاقتصادية في الأردن تعد أقل من متوسط المشاركة الاقتصادية عند المرأة العربية بالرغم من أن نسب التحاق المرأة الأردنية بالتعليم من أعلى النسب في العالم العربي.
وتشير الإحصائيات إلى أنه منذ العام 1995 وحتى اليوم لم تتجاوز معدلات المشاركة في سوق العمل للمرأة الأردنية حاجز 15 %.
كما أن نسبة المشاركة الاقتصادية انخفضت إلى حوالي 12.4 % بنسبة 1.9 % أقل من العام 2013 وبالنظر إلى معدل البطالة فهو مرتفع عند المرأة بمعدل 21.2 % وأن حوالي 78 % من النساء اللواتي يعانين من البطالة هن من المتعلمات وفق ما أشارت إليه الدراسة الصادرة عن دائرة الإحصائيات العامة للعام 2014.
وتجد النجار أنه لابد من النظر إلى إيجاد نقل عام آمن يخدم المرأة ويمكنها من الخروج للعمل، فضلا عن إعطاء التصاريح اللازمة التي تمكن النساء من ممارسة الأعمال من منزلهن، سيما وأن هناك عددا كبيرا من النساء اللواتي تمكن من إثبات نفسها والمشاركة في سوق العمل من خلال الصناعات المنزلية.
تقول “أمامنا طريق طويل ولكنني على ثقة بقدرة المرأة الأردنية على الوصول والتمسك بمبادئها”، مشددة على أن تمكين المرأة يجب أن يبدأ من داخل المرأة نفسها بداية ومن ثم من باقي المجتمع، إذ لابد من أن تكون مقتنعة بأنها فاعلة في كل مكان وأن لا تتنازل عن الأداء المتميز وأن تحترم صوتها ولا تقبل إلا أن يصل لكل مكان.
بدورها تلفت العين ورئيسة لجنة المرأة في مجلس الأعيان الدكتورة مي أبو السمن أن نضال المرأة الأردنية حتى الآن لم يدخل في صلب العمل الحقيقي للتغيير. وتقول أنه آن الآوان لإعتماد معطيات جديدة وجمع معلومات أساسية عن المرأة الأردنية ووضعها في خطة عمل في المنظمات النسوية، من شأنها أن تقود المرأة لمواجهة كافة التحديات والظروف.
وعلى المرأة إزاحة كل المعيقات التي تحول دون تقدمها لمواقع صنع القرار وهي النقطة الأساسية في التمكين الاقتصادي وقلب النظرة السلبية عن المرأة، وفق ابو السمن.
وتأسف أبوالسمن على ذهاب نسبة التعليم العالية عند النساء هدرا، الأمر الذي تعتبره في غاية الحساسية، سيما وأن تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول النوع الإجتماعي قد صنف الأردن بالمرتبة 133 من أصل 136 بسبب تدني نسبة المشاركة الاقتصادية، مصنفا الأردن بالمرتبة 140 من أصل 142 بالمشاركة الاقتصادية.
وترى أنه لابد من العمل بخطط عملية وأن يكون خطاب المرأة واقعيا وعقلانيا وملبيا لطموحات المجتمع الأردني ومؤطرا بمنظومة القيم والأخلاق العربية، خصوصا في ظل الظروف والتحديات في المنطقة العربية.
التعليقات