عمان جو- بسام البدارين- لماذا يشتكي ويحذر ويتذمر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بخصوص تطورات القضية الفلسطينية حصراً وعلناً أمام ضيفه الروسي ونظيره سيرغي لافروف؟ لافروف في عمان على نحو مفاجئ يمتدح مقررات قمة الجزائر على هامش زيارة خاطفة لم تتضح بعد خلفياتها، لكن السؤال سابق الذكر مطروح ويؤشر على تكرار مخاوف الصفدي أمام المظلة الروسية اليوم تحت عنوان “دوامة العنف في فلسطين المحتلة”. ليس سراً أن أهم ما في تصريحات الوزير الأردني أنها قيلت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف تحت عنوان التذمر الأردني من مآلات عملية السلام. وليس سراً بالتزامن أيضاً أن الأردن يعبر عن مخاوفه تجاه القضية الفلسطينية وعملية السلام بعد ساعات فقط من نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي، حيث شبح خصم الأردن الذي يعلن العداء بنيامين نتنياهو، يطرق الأبواب ويثير كل الحساسيات. بالنسبة لملاحظ سياسي راصد وعلمي من وزن الدكتور دريد المحاسنة، ميل المؤسسات والجمهور في إسرائيل بحالتها المستجدة اليوم إلى أقصى اليمين المتطرف تأكيد على المؤكد، للأسف. ويلاحظ المحاسنة وهو يدعو نخب بلاده إلى إعادة قراءة الواقع الحالي عبر نقاش مع “القدس العربي”، إلى مقاربة تستعد للتعامل مع واقع اليوم بعيداً عن الأوهام، حيث إسرائيل ليست تلك التي وقعت معها اتفاقية سلام، لا بل لم تلتزم طوال الـ 28 عاماً بما اتفق عليه. المقولة الشهيرة للبرلماني الأردني العريق والوزير السابق سعد هايل السرور، بعنوان الأردن الذي يسهر ليله الطويل على الحدود مع سوريا المرهقة، مقولة تطل برأسها وبقوة اليوم مع نتنياهو، حيث عمان مضطرة للسهر على ما سيرد أصلاً في جوهر الوقائع من العدو الجديد المتربص على حدود نهر الأردن الغربية. الأردن مضطر في الحسابات السياسية للسهر اليومي بكل ما يتطلبه ذلك من تحفيز وجاهزية وإحساس بالمخاطر على حدوده الشمالية مع سوريا وعلى حدوده الغربية مع فلسطين المحتلة، وليس صدفة أن حفلة اليمين الإسرائيلي بدأت بعد إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء عن ضبط عملية تسلل على حدود الأغوار الأردنية كانت مجموعة تحاول عبرها تهريب السلاح إلى الفلسطينيين. تلك طبعاً “فرية” دعائية إسرائيلية لها هدف ووظيفة، لأن الجانب الأردني لا يعلم ولم يعلن شيئاً من ذلك التسلل، ولأن عمان مقتنعة بأن البند الأول على جدول أعمال نتنياهو هو مشروع ضم الأغوار المعادي، الذي يبدأ من التركيز على فكرة اليمين الإسرائيلي حول مخاطر الحدود مع الأردن واستخدام نقاط التماس في منطقة الأغوار حصراً كمناطق لم تعد آمنة. لاحظ الجميع أن الإعلان الإسرائيلي عن ضبط عملية تسلل لتهريب السلاح عبر الأغوار الأردنية أعقبت بساعات قليلة إعلان القوات المسلحة الأردنية عن اشتباك جديد عبر الحدود مع جنوب سوريا مع عصابة تهريب مخدرات مسلحة والاشتباك معها وضبط كمية من المخدرات، لا بل اعتقال عشرة مهربين أيضاً. ليست تلك صدفة في تزامن الأنباء مع بعضها بعد التجاوب الأردني التكتيكي الكبير عبر خطاب ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله في قمة الجزائر، حيث دعم وإسناد أردني لفكرة مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للدول العربية وتحديداً الوضع في ملف القدس. لذلك، يرى محللون يحاولون تفكيك الرموز أن وقوف الوزير الروسي لافروف فجأة على محطة عمان هو بمثابة رسالة إلى حد ما من الأردنيين، وأن مضامين ورسائل ومحتوى المؤتمر الصحافي المشترك بين لافروف والصفدي تؤشر على الصداع الأردني مع جنوب سوريا حدودياً، والصداع الخطر القادم من غرب نهر الأردن عبر عودة نتنياهو وجماعته. لذلك، لوحظ بأن محتوى الثنائي لافروف – الصفدي، ركز بوضوح على الصداعين؛ فالأردن لا يزال تحت الانطباع بأن أفضل خطوة تكتيكية في ظل مخاطر عودة نتنياهو وبرود وانشغال دور الإدارة الأمريكية حالياً هي تلك الخطوة المرتبطة بجر دولة مثل روسيا مجدداً إلى مربع الصراع والقضية الفلسطينية. ولافروف، بدوره بالتأكيد، لا يمانع العزف على أوتار مخاوف الأردن جنوبي سوريا، مما يؤسس لمساحة مشتركة صغيرة ظهرت فيها جملة دبلوماسية أردنية متمردة لكن محسوبة على السياق الأمريكي، وبدأت بفكرة استقبال لافروف والتباحث معه وإنعاش غرفة العمليات التنسيقية الأمنية مع موسكو بخصوص الجنوب السوري. ولافروف هنا استثمر في المسألة ووصف الجهود الأمريكية في عملية السلام بأنها تخريبية، فيما لم يستطع الصفدي بوضوح أمام لافروف استنكار أو رفض العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مكتفياً بعبارات عمومية من طراز الدعوة لحل سياسي ووقف إطلاق النار. مجرد سماح المؤسسة الأردنية بالمحتوى السياسي الناتج عن استضافة لافروف، هو خطوة تعبر عن احتياجات الأردن الملحة من الروس حصراً فيما يتعلق بما قال الصفدي إنها ميليشيات جنوب سورية. لكن الاحتياج مهم لإعادة التوازن عندما يتعلق الأمر أردنياً بمخاطر عودة نتنياهو، وعليه بحث الطرفان بوضوح عن أي مساحات مشتركة بالسياق، وتحدثا عن التعاون في مجالات التعليم والصحة والسياحة، وخصوصا السياحة الدينية عبر المغطس، التي يهتم بها الروس بالعادة. كانت تلك بالخلاصة وجبة احتكاك مبرمجة ومقصودة في محور عمان موسكو، ولها وظيفة؛ لأن الأردن على قناعة تامة بأن وصايته في القدس في خطر، وبأن حل الدولتين انتهى مع عودة نتنياهو، فيما لا يقدم الأمريكيون شيئاً، وحصارهم المصرون عليه على النظام السوري يؤدي إلى تفريخ أزمات أمنية على الحدود مع الأردن، الأمر الذي يمنح لقاء عمان مضموناً سياسياً بهيئة نغمات عزفها لافروف مستغلاً، واضطر الصفدي لمجاملتها وإظهار الترنم.
'القدس العربي'
عمان جو- بسام البدارين- لماذا يشتكي ويحذر ويتذمر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بخصوص تطورات القضية الفلسطينية حصراً وعلناً أمام ضيفه الروسي ونظيره سيرغي لافروف؟ لافروف في عمان على نحو مفاجئ يمتدح مقررات قمة الجزائر على هامش زيارة خاطفة لم تتضح بعد خلفياتها، لكن السؤال سابق الذكر مطروح ويؤشر على تكرار مخاوف الصفدي أمام المظلة الروسية اليوم تحت عنوان “دوامة العنف في فلسطين المحتلة”. ليس سراً أن أهم ما في تصريحات الوزير الأردني أنها قيلت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف تحت عنوان التذمر الأردني من مآلات عملية السلام. وليس سراً بالتزامن أيضاً أن الأردن يعبر عن مخاوفه تجاه القضية الفلسطينية وعملية السلام بعد ساعات فقط من نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي، حيث شبح خصم الأردن الذي يعلن العداء بنيامين نتنياهو، يطرق الأبواب ويثير كل الحساسيات. بالنسبة لملاحظ سياسي راصد وعلمي من وزن الدكتور دريد المحاسنة، ميل المؤسسات والجمهور في إسرائيل بحالتها المستجدة اليوم إلى أقصى اليمين المتطرف تأكيد على المؤكد، للأسف. ويلاحظ المحاسنة وهو يدعو نخب بلاده إلى إعادة قراءة الواقع الحالي عبر نقاش مع “القدس العربي”، إلى مقاربة تستعد للتعامل مع واقع اليوم بعيداً عن الأوهام، حيث إسرائيل ليست تلك التي وقعت معها اتفاقية سلام، لا بل لم تلتزم طوال الـ 28 عاماً بما اتفق عليه. المقولة الشهيرة للبرلماني الأردني العريق والوزير السابق سعد هايل السرور، بعنوان الأردن الذي يسهر ليله الطويل على الحدود مع سوريا المرهقة، مقولة تطل برأسها وبقوة اليوم مع نتنياهو، حيث عمان مضطرة للسهر على ما سيرد أصلاً في جوهر الوقائع من العدو الجديد المتربص على حدود نهر الأردن الغربية. الأردن مضطر في الحسابات السياسية للسهر اليومي بكل ما يتطلبه ذلك من تحفيز وجاهزية وإحساس بالمخاطر على حدوده الشمالية مع سوريا وعلى حدوده الغربية مع فلسطين المحتلة، وليس صدفة أن حفلة اليمين الإسرائيلي بدأت بعد إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء عن ضبط عملية تسلل على حدود الأغوار الأردنية كانت مجموعة تحاول عبرها تهريب السلاح إلى الفلسطينيين. تلك طبعاً “فرية” دعائية إسرائيلية لها هدف ووظيفة، لأن الجانب الأردني لا يعلم ولم يعلن شيئاً من ذلك التسلل، ولأن عمان مقتنعة بأن البند الأول على جدول أعمال نتنياهو هو مشروع ضم الأغوار المعادي، الذي يبدأ من التركيز على فكرة اليمين الإسرائيلي حول مخاطر الحدود مع الأردن واستخدام نقاط التماس في منطقة الأغوار حصراً كمناطق لم تعد آمنة. لاحظ الجميع أن الإعلان الإسرائيلي عن ضبط عملية تسلل لتهريب السلاح عبر الأغوار الأردنية أعقبت بساعات قليلة إعلان القوات المسلحة الأردنية عن اشتباك جديد عبر الحدود مع جنوب سوريا مع عصابة تهريب مخدرات مسلحة والاشتباك معها وضبط كمية من المخدرات، لا بل اعتقال عشرة مهربين أيضاً. ليست تلك صدفة في تزامن الأنباء مع بعضها بعد التجاوب الأردني التكتيكي الكبير عبر خطاب ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله في قمة الجزائر، حيث دعم وإسناد أردني لفكرة مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للدول العربية وتحديداً الوضع في ملف القدس. لذلك، يرى محللون يحاولون تفكيك الرموز أن وقوف الوزير الروسي لافروف فجأة على محطة عمان هو بمثابة رسالة إلى حد ما من الأردنيين، وأن مضامين ورسائل ومحتوى المؤتمر الصحافي المشترك بين لافروف والصفدي تؤشر على الصداع الأردني مع جنوب سوريا حدودياً، والصداع الخطر القادم من غرب نهر الأردن عبر عودة نتنياهو وجماعته. لذلك، لوحظ بأن محتوى الثنائي لافروف – الصفدي، ركز بوضوح على الصداعين؛ فالأردن لا يزال تحت الانطباع بأن أفضل خطوة تكتيكية في ظل مخاطر عودة نتنياهو وبرود وانشغال دور الإدارة الأمريكية حالياً هي تلك الخطوة المرتبطة بجر دولة مثل روسيا مجدداً إلى مربع الصراع والقضية الفلسطينية. ولافروف، بدوره بالتأكيد، لا يمانع العزف على أوتار مخاوف الأردن جنوبي سوريا، مما يؤسس لمساحة مشتركة صغيرة ظهرت فيها جملة دبلوماسية أردنية متمردة لكن محسوبة على السياق الأمريكي، وبدأت بفكرة استقبال لافروف والتباحث معه وإنعاش غرفة العمليات التنسيقية الأمنية مع موسكو بخصوص الجنوب السوري. ولافروف هنا استثمر في المسألة ووصف الجهود الأمريكية في عملية السلام بأنها تخريبية، فيما لم يستطع الصفدي بوضوح أمام لافروف استنكار أو رفض العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مكتفياً بعبارات عمومية من طراز الدعوة لحل سياسي ووقف إطلاق النار. مجرد سماح المؤسسة الأردنية بالمحتوى السياسي الناتج عن استضافة لافروف، هو خطوة تعبر عن احتياجات الأردن الملحة من الروس حصراً فيما يتعلق بما قال الصفدي إنها ميليشيات جنوب سورية. لكن الاحتياج مهم لإعادة التوازن عندما يتعلق الأمر أردنياً بمخاطر عودة نتنياهو، وعليه بحث الطرفان بوضوح عن أي مساحات مشتركة بالسياق، وتحدثا عن التعاون في مجالات التعليم والصحة والسياحة، وخصوصا السياحة الدينية عبر المغطس، التي يهتم بها الروس بالعادة. كانت تلك بالخلاصة وجبة احتكاك مبرمجة ومقصودة في محور عمان موسكو، ولها وظيفة؛ لأن الأردن على قناعة تامة بأن وصايته في القدس في خطر، وبأن حل الدولتين انتهى مع عودة نتنياهو، فيما لا يقدم الأمريكيون شيئاً، وحصارهم المصرون عليه على النظام السوري يؤدي إلى تفريخ أزمات أمنية على الحدود مع الأردن، الأمر الذي يمنح لقاء عمان مضموناً سياسياً بهيئة نغمات عزفها لافروف مستغلاً، واضطر الصفدي لمجاملتها وإظهار الترنم.
'القدس العربي'
عمان جو- بسام البدارين- لماذا يشتكي ويحذر ويتذمر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بخصوص تطورات القضية الفلسطينية حصراً وعلناً أمام ضيفه الروسي ونظيره سيرغي لافروف؟ لافروف في عمان على نحو مفاجئ يمتدح مقررات قمة الجزائر على هامش زيارة خاطفة لم تتضح بعد خلفياتها، لكن السؤال سابق الذكر مطروح ويؤشر على تكرار مخاوف الصفدي أمام المظلة الروسية اليوم تحت عنوان “دوامة العنف في فلسطين المحتلة”. ليس سراً أن أهم ما في تصريحات الوزير الأردني أنها قيلت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف تحت عنوان التذمر الأردني من مآلات عملية السلام. وليس سراً بالتزامن أيضاً أن الأردن يعبر عن مخاوفه تجاه القضية الفلسطينية وعملية السلام بعد ساعات فقط من نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي، حيث شبح خصم الأردن الذي يعلن العداء بنيامين نتنياهو، يطرق الأبواب ويثير كل الحساسيات. بالنسبة لملاحظ سياسي راصد وعلمي من وزن الدكتور دريد المحاسنة، ميل المؤسسات والجمهور في إسرائيل بحالتها المستجدة اليوم إلى أقصى اليمين المتطرف تأكيد على المؤكد، للأسف. ويلاحظ المحاسنة وهو يدعو نخب بلاده إلى إعادة قراءة الواقع الحالي عبر نقاش مع “القدس العربي”، إلى مقاربة تستعد للتعامل مع واقع اليوم بعيداً عن الأوهام، حيث إسرائيل ليست تلك التي وقعت معها اتفاقية سلام، لا بل لم تلتزم طوال الـ 28 عاماً بما اتفق عليه. المقولة الشهيرة للبرلماني الأردني العريق والوزير السابق سعد هايل السرور، بعنوان الأردن الذي يسهر ليله الطويل على الحدود مع سوريا المرهقة، مقولة تطل برأسها وبقوة اليوم مع نتنياهو، حيث عمان مضطرة للسهر على ما سيرد أصلاً في جوهر الوقائع من العدو الجديد المتربص على حدود نهر الأردن الغربية. الأردن مضطر في الحسابات السياسية للسهر اليومي بكل ما يتطلبه ذلك من تحفيز وجاهزية وإحساس بالمخاطر على حدوده الشمالية مع سوريا وعلى حدوده الغربية مع فلسطين المحتلة، وليس صدفة أن حفلة اليمين الإسرائيلي بدأت بعد إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء عن ضبط عملية تسلل على حدود الأغوار الأردنية كانت مجموعة تحاول عبرها تهريب السلاح إلى الفلسطينيين. تلك طبعاً “فرية” دعائية إسرائيلية لها هدف ووظيفة، لأن الجانب الأردني لا يعلم ولم يعلن شيئاً من ذلك التسلل، ولأن عمان مقتنعة بأن البند الأول على جدول أعمال نتنياهو هو مشروع ضم الأغوار المعادي، الذي يبدأ من التركيز على فكرة اليمين الإسرائيلي حول مخاطر الحدود مع الأردن واستخدام نقاط التماس في منطقة الأغوار حصراً كمناطق لم تعد آمنة. لاحظ الجميع أن الإعلان الإسرائيلي عن ضبط عملية تسلل لتهريب السلاح عبر الأغوار الأردنية أعقبت بساعات قليلة إعلان القوات المسلحة الأردنية عن اشتباك جديد عبر الحدود مع جنوب سوريا مع عصابة تهريب مخدرات مسلحة والاشتباك معها وضبط كمية من المخدرات، لا بل اعتقال عشرة مهربين أيضاً. ليست تلك صدفة في تزامن الأنباء مع بعضها بعد التجاوب الأردني التكتيكي الكبير عبر خطاب ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله في قمة الجزائر، حيث دعم وإسناد أردني لفكرة مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للدول العربية وتحديداً الوضع في ملف القدس. لذلك، يرى محللون يحاولون تفكيك الرموز أن وقوف الوزير الروسي لافروف فجأة على محطة عمان هو بمثابة رسالة إلى حد ما من الأردنيين، وأن مضامين ورسائل ومحتوى المؤتمر الصحافي المشترك بين لافروف والصفدي تؤشر على الصداع الأردني مع جنوب سوريا حدودياً، والصداع الخطر القادم من غرب نهر الأردن عبر عودة نتنياهو وجماعته. لذلك، لوحظ بأن محتوى الثنائي لافروف – الصفدي، ركز بوضوح على الصداعين؛ فالأردن لا يزال تحت الانطباع بأن أفضل خطوة تكتيكية في ظل مخاطر عودة نتنياهو وبرود وانشغال دور الإدارة الأمريكية حالياً هي تلك الخطوة المرتبطة بجر دولة مثل روسيا مجدداً إلى مربع الصراع والقضية الفلسطينية. ولافروف، بدوره بالتأكيد، لا يمانع العزف على أوتار مخاوف الأردن جنوبي سوريا، مما يؤسس لمساحة مشتركة صغيرة ظهرت فيها جملة دبلوماسية أردنية متمردة لكن محسوبة على السياق الأمريكي، وبدأت بفكرة استقبال لافروف والتباحث معه وإنعاش غرفة العمليات التنسيقية الأمنية مع موسكو بخصوص الجنوب السوري. ولافروف هنا استثمر في المسألة ووصف الجهود الأمريكية في عملية السلام بأنها تخريبية، فيما لم يستطع الصفدي بوضوح أمام لافروف استنكار أو رفض العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مكتفياً بعبارات عمومية من طراز الدعوة لحل سياسي ووقف إطلاق النار. مجرد سماح المؤسسة الأردنية بالمحتوى السياسي الناتج عن استضافة لافروف، هو خطوة تعبر عن احتياجات الأردن الملحة من الروس حصراً فيما يتعلق بما قال الصفدي إنها ميليشيات جنوب سورية. لكن الاحتياج مهم لإعادة التوازن عندما يتعلق الأمر أردنياً بمخاطر عودة نتنياهو، وعليه بحث الطرفان بوضوح عن أي مساحات مشتركة بالسياق، وتحدثا عن التعاون في مجالات التعليم والصحة والسياحة، وخصوصا السياحة الدينية عبر المغطس، التي يهتم بها الروس بالعادة. كانت تلك بالخلاصة وجبة احتكاك مبرمجة ومقصودة في محور عمان موسكو، ولها وظيفة؛ لأن الأردن على قناعة تامة بأن وصايته في القدس في خطر، وبأن حل الدولتين انتهى مع عودة نتنياهو، فيما لا يقدم الأمريكيون شيئاً، وحصارهم المصرون عليه على النظام السوري يؤدي إلى تفريخ أزمات أمنية على الحدود مع الأردن، الأمر الذي يمنح لقاء عمان مضموناً سياسياً بهيئة نغمات عزفها لافروف مستغلاً، واضطر الصفدي لمجاملتها وإظهار الترنم.
'القدس العربي'
التعليقات
الأردن «بين نارين» وصداع «نتنياهو» مع «وجع جنوب سوريا»
التعليقات