عمان جو - طارق ديلواني - دقت دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر حيال إقبال الأردنيين على 'التدخين بشراهة' ووفق معدلات إنفاق مرتفعة قياساً بإنفاقهم على الغذاء.
وقالت المنظمة العالمية إن العائلة الأردنية تنفق على التدخين شهرياً أكثر مما تنفق على طعامها، إذ بلغ معدل المصاريف الشهرية للحصول على السجائر أو أي أنواع أخرى من التبغ ما يزيد على 150 دولاراً شهرياً للشخص الواحد مقابل 36 دولاراً شهرياً للفواكه و58 دولاراً للألبان والبيض ونحو 70 دولاراً للحوم والدواجن.
جاءت هذه الأرقام المقلقة وسط اتهامات للحكومة الأردنية من قبل مراقبين بالتقاعس عن مكافحة التدخين، نظراً إلى ما تحققه تجارة التبغ عموماً في البلاد من أرباح كبيرة لخزانة الدولة بموازاة كلفة باهظة لعلاج الأمراض التنفسية وأمراض القلب والسرطان الناتجة منه.
عوائد بأكثر من مليار دولار
وفي وقت صنفت منظمة الصحة العالمية، الأردن الدولة الأولى عالمياً من ناحية انتشار التدخين فإن قيمة ضريبة المبيعات التي حصلتها الحكومة من عوائد التبغ والسجائر زادت على مليار دولار عام 2021، مما يعني أن هذه التجارة تمثل عائداً مهماً وكبيراً لخزانة الدولة التي تعاني ارتفاع المديونية العامة سنوياً.
في المجمل تبلغ حصة الحكومة من كل علبة سجائر ما يقارب 80 في المئة من سعرها الذي يدفعه المستهلك، ويبلغ عدد شركات صناعة السجائر ثماني شركات، ست منها عالمية وشركتان محليتان، وتوظف هذه الشركات 2000 عامل أردني، فيما يبلغ استهلاك الأردنيين من السجائر 12 مليار سيجارة سنوياً، ما يعادل 600 مليون علبة سجائر.
أعلى معدلات بين الذكور في العالم
ويؤكد مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن أن الأردنيين ضمن قائمة أعلى معدلات انتشار التدخين بين الذكور في العالم وبنسبة تصل إلى 80 في المئة، بينما تصل نسبة مستخدمي السجائر الإلكترونية نحو 16 في المئة.
ووفقاً لدراسة حكومية فإن معدلات التدخين في المملكة هي الأعلى في العالم متجاوزة إندونيسيا التي لطالما اعتبرت الدولة الأكثر استخداماً للتبغ في العالم، إذ إن أكثر من ثمانية رجال أردنيين من أصل 10 يدخنون أو يستخدمون بانتظام منتجات النيكوتين بما فيها السجائر الإلكترونية.
وتشير الدراسة أيضاً إلى أن الأردنيين يدخنون يومياً ما معدله 23 سيجارة وأن النساء يشكلن ما نسبته 17 في المئة من مجموع المدخنين، لكن ما يقلق الجهات الصحية اليوم أكثر هو ارتفاع نسبة الذين يتعرضون للتدخين السلبي سواء في المنازل أو الأماكن العامة.
تقاعس حكومي
وعلى رغم الإقرار بأن التدخين يعد سبباً رئيساً للأمراض القلبية الوعائية وأمراض الجهاز التنفسي وأكثر من 20 نوعاً مختلفاً أو فرعياً من السرطان، يتهم مراقبون الحكومة بأنها تتقاعس عن مكافحة التدخين وآثاره على الصحة العامة، مما جعل المملكة في المرتبة الأولى عالمياً في هذه الأفة.
ويقول متخصصون إن عمان لا تطبق بصرامة بنود الاتفاق الإطاري الذي وقع وصادق عليه الأردن في 2004 والذي يحتوي الاستراتيجيات الست التي وضعتها الأمم المتحدة لخفض نسب التدخين في البلاد. كما أن التزام تطبيق وفرض قانون الصحة العامة رقم 47 الذي أقره الأردن عام 2008 والذي يؤكد حظر التدخين في الأماكن العامة ضعيف جداً، فضلاً عن تنامي صناعة التبغ والدعاية لها على نحو واسع.
في المقابل تذكر الحكومة أنها تقدم التمويل والدعم لبرامج الإقلاع عن التدخين وأنها مستمرة في دعمها على رغم حدوث تخفيضات للموازنة حدت من فاعلية هذه البرامج.
وفي هذا السياق تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تدارك الأخطار عبر زيادة التوعية وحظر التدخين داخل الأماكن العامة ومنع الترويج والدعاية والرعاية لمنتجات التبغ ورفع الضرائب على منتجات التبغ وغيرها.
الإناث وتدخين الشيشة
وارتفع معدل انتشار التدخين بين النساء البالغات في الأردن من 10.1 عام 2000 إلى 17 في المئة حالياً، إضافة إلى إقبال نسوي لافت على تدخين الشيشة والسجائر الإلكترونية.
ويصل معدل انتشار تدخين الشيشة إلى 15.2 في المئة عموماً بين المدخنين وعلى رغم الارتفاع الكبير لأسعار السجائر، إلا أن ذلك لم يمنع من زيادة الإقبال عليها.
أما الفئات العمرية الأكثر تدخيناً، فهي ما بين 35 و44 سنة للذكور و45 و54 سنة للإناث ويبرر معظم الأشخاص الذين يدخنون هذا السلوك غير الصحي بأنهم يستمتعون بطعم التبغ ورائحته، عدا عن تشجيع بعض الأماكن العامة على التدخين وسلوكاته في المطاعم والمقاهي.
9 آلاف ضحية سنوياً
بلغة الأرقام يفقد أردني من بين كل خمسة حياته بسبب التدخين، فيما يبلغ مجموع الضحايا سنوياً نحو 9 آلاف نتيجة أمراض يتسبب بها التدخين.
وعلى رغم فرض قانون الصحة العامة غرامة على المدخنين في الأماكن العامة تتراوح ما بين 150 إلى 250 دولاراً و5 آلاف دولار على المنشآت، فضلاً عن عقوبة الحبس لمدة ثلاثة أشهر، إلا أن ذلك لم يمنع من ازدياد الإقبال على التدخين، بخاصة في ظل جائحة كورونا. فبعد نحو عامين من إعلان وزارة الصحة الأردنية حظر التدخين بأشكاله كافة في الأماكن العامة المغلقة بنسبة 100 في المئة، عادت الأمور إلى ما كانت عليه.
ويؤكد رئيس قسم الوقاية من أمراض التدخين في وزارة الصحة الأردنية كامل رواشدة انتشار التدخين بين الأطفال والمراهقين بشكل لافت، خصوصاً السجائر الإلكترونية والنرجيلة.
ولا يتردد كثير من محال بيع التبغ أو المقاهي في بيع الدخان للأطفال والمراهقين خلافاً للتعليمات وتظهر دراسات لوزارة الصحة انتشار التدخين بين الفئة العمرية من 13 إلى 15 سنة وبشكل كبير.
'انديبنت عربية'
عمان جو - طارق ديلواني - دقت دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر حيال إقبال الأردنيين على 'التدخين بشراهة' ووفق معدلات إنفاق مرتفعة قياساً بإنفاقهم على الغذاء.
وقالت المنظمة العالمية إن العائلة الأردنية تنفق على التدخين شهرياً أكثر مما تنفق على طعامها، إذ بلغ معدل المصاريف الشهرية للحصول على السجائر أو أي أنواع أخرى من التبغ ما يزيد على 150 دولاراً شهرياً للشخص الواحد مقابل 36 دولاراً شهرياً للفواكه و58 دولاراً للألبان والبيض ونحو 70 دولاراً للحوم والدواجن.
جاءت هذه الأرقام المقلقة وسط اتهامات للحكومة الأردنية من قبل مراقبين بالتقاعس عن مكافحة التدخين، نظراً إلى ما تحققه تجارة التبغ عموماً في البلاد من أرباح كبيرة لخزانة الدولة بموازاة كلفة باهظة لعلاج الأمراض التنفسية وأمراض القلب والسرطان الناتجة منه.
عوائد بأكثر من مليار دولار
وفي وقت صنفت منظمة الصحة العالمية، الأردن الدولة الأولى عالمياً من ناحية انتشار التدخين فإن قيمة ضريبة المبيعات التي حصلتها الحكومة من عوائد التبغ والسجائر زادت على مليار دولار عام 2021، مما يعني أن هذه التجارة تمثل عائداً مهماً وكبيراً لخزانة الدولة التي تعاني ارتفاع المديونية العامة سنوياً.
في المجمل تبلغ حصة الحكومة من كل علبة سجائر ما يقارب 80 في المئة من سعرها الذي يدفعه المستهلك، ويبلغ عدد شركات صناعة السجائر ثماني شركات، ست منها عالمية وشركتان محليتان، وتوظف هذه الشركات 2000 عامل أردني، فيما يبلغ استهلاك الأردنيين من السجائر 12 مليار سيجارة سنوياً، ما يعادل 600 مليون علبة سجائر.
أعلى معدلات بين الذكور في العالم
ويؤكد مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن أن الأردنيين ضمن قائمة أعلى معدلات انتشار التدخين بين الذكور في العالم وبنسبة تصل إلى 80 في المئة، بينما تصل نسبة مستخدمي السجائر الإلكترونية نحو 16 في المئة.
ووفقاً لدراسة حكومية فإن معدلات التدخين في المملكة هي الأعلى في العالم متجاوزة إندونيسيا التي لطالما اعتبرت الدولة الأكثر استخداماً للتبغ في العالم، إذ إن أكثر من ثمانية رجال أردنيين من أصل 10 يدخنون أو يستخدمون بانتظام منتجات النيكوتين بما فيها السجائر الإلكترونية.
وتشير الدراسة أيضاً إلى أن الأردنيين يدخنون يومياً ما معدله 23 سيجارة وأن النساء يشكلن ما نسبته 17 في المئة من مجموع المدخنين، لكن ما يقلق الجهات الصحية اليوم أكثر هو ارتفاع نسبة الذين يتعرضون للتدخين السلبي سواء في المنازل أو الأماكن العامة.
تقاعس حكومي
وعلى رغم الإقرار بأن التدخين يعد سبباً رئيساً للأمراض القلبية الوعائية وأمراض الجهاز التنفسي وأكثر من 20 نوعاً مختلفاً أو فرعياً من السرطان، يتهم مراقبون الحكومة بأنها تتقاعس عن مكافحة التدخين وآثاره على الصحة العامة، مما جعل المملكة في المرتبة الأولى عالمياً في هذه الأفة.
ويقول متخصصون إن عمان لا تطبق بصرامة بنود الاتفاق الإطاري الذي وقع وصادق عليه الأردن في 2004 والذي يحتوي الاستراتيجيات الست التي وضعتها الأمم المتحدة لخفض نسب التدخين في البلاد. كما أن التزام تطبيق وفرض قانون الصحة العامة رقم 47 الذي أقره الأردن عام 2008 والذي يؤكد حظر التدخين في الأماكن العامة ضعيف جداً، فضلاً عن تنامي صناعة التبغ والدعاية لها على نحو واسع.
في المقابل تذكر الحكومة أنها تقدم التمويل والدعم لبرامج الإقلاع عن التدخين وأنها مستمرة في دعمها على رغم حدوث تخفيضات للموازنة حدت من فاعلية هذه البرامج.
وفي هذا السياق تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تدارك الأخطار عبر زيادة التوعية وحظر التدخين داخل الأماكن العامة ومنع الترويج والدعاية والرعاية لمنتجات التبغ ورفع الضرائب على منتجات التبغ وغيرها.
الإناث وتدخين الشيشة
وارتفع معدل انتشار التدخين بين النساء البالغات في الأردن من 10.1 عام 2000 إلى 17 في المئة حالياً، إضافة إلى إقبال نسوي لافت على تدخين الشيشة والسجائر الإلكترونية.
ويصل معدل انتشار تدخين الشيشة إلى 15.2 في المئة عموماً بين المدخنين وعلى رغم الارتفاع الكبير لأسعار السجائر، إلا أن ذلك لم يمنع من زيادة الإقبال عليها.
أما الفئات العمرية الأكثر تدخيناً، فهي ما بين 35 و44 سنة للذكور و45 و54 سنة للإناث ويبرر معظم الأشخاص الذين يدخنون هذا السلوك غير الصحي بأنهم يستمتعون بطعم التبغ ورائحته، عدا عن تشجيع بعض الأماكن العامة على التدخين وسلوكاته في المطاعم والمقاهي.
9 آلاف ضحية سنوياً
بلغة الأرقام يفقد أردني من بين كل خمسة حياته بسبب التدخين، فيما يبلغ مجموع الضحايا سنوياً نحو 9 آلاف نتيجة أمراض يتسبب بها التدخين.
وعلى رغم فرض قانون الصحة العامة غرامة على المدخنين في الأماكن العامة تتراوح ما بين 150 إلى 250 دولاراً و5 آلاف دولار على المنشآت، فضلاً عن عقوبة الحبس لمدة ثلاثة أشهر، إلا أن ذلك لم يمنع من ازدياد الإقبال على التدخين، بخاصة في ظل جائحة كورونا. فبعد نحو عامين من إعلان وزارة الصحة الأردنية حظر التدخين بأشكاله كافة في الأماكن العامة المغلقة بنسبة 100 في المئة، عادت الأمور إلى ما كانت عليه.
ويؤكد رئيس قسم الوقاية من أمراض التدخين في وزارة الصحة الأردنية كامل رواشدة انتشار التدخين بين الأطفال والمراهقين بشكل لافت، خصوصاً السجائر الإلكترونية والنرجيلة.
ولا يتردد كثير من محال بيع التبغ أو المقاهي في بيع الدخان للأطفال والمراهقين خلافاً للتعليمات وتظهر دراسات لوزارة الصحة انتشار التدخين بين الفئة العمرية من 13 إلى 15 سنة وبشكل كبير.
'انديبنت عربية'
عمان جو - طارق ديلواني - دقت دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر حيال إقبال الأردنيين على 'التدخين بشراهة' ووفق معدلات إنفاق مرتفعة قياساً بإنفاقهم على الغذاء.
وقالت المنظمة العالمية إن العائلة الأردنية تنفق على التدخين شهرياً أكثر مما تنفق على طعامها، إذ بلغ معدل المصاريف الشهرية للحصول على السجائر أو أي أنواع أخرى من التبغ ما يزيد على 150 دولاراً شهرياً للشخص الواحد مقابل 36 دولاراً شهرياً للفواكه و58 دولاراً للألبان والبيض ونحو 70 دولاراً للحوم والدواجن.
جاءت هذه الأرقام المقلقة وسط اتهامات للحكومة الأردنية من قبل مراقبين بالتقاعس عن مكافحة التدخين، نظراً إلى ما تحققه تجارة التبغ عموماً في البلاد من أرباح كبيرة لخزانة الدولة بموازاة كلفة باهظة لعلاج الأمراض التنفسية وأمراض القلب والسرطان الناتجة منه.
عوائد بأكثر من مليار دولار
وفي وقت صنفت منظمة الصحة العالمية، الأردن الدولة الأولى عالمياً من ناحية انتشار التدخين فإن قيمة ضريبة المبيعات التي حصلتها الحكومة من عوائد التبغ والسجائر زادت على مليار دولار عام 2021، مما يعني أن هذه التجارة تمثل عائداً مهماً وكبيراً لخزانة الدولة التي تعاني ارتفاع المديونية العامة سنوياً.
في المجمل تبلغ حصة الحكومة من كل علبة سجائر ما يقارب 80 في المئة من سعرها الذي يدفعه المستهلك، ويبلغ عدد شركات صناعة السجائر ثماني شركات، ست منها عالمية وشركتان محليتان، وتوظف هذه الشركات 2000 عامل أردني، فيما يبلغ استهلاك الأردنيين من السجائر 12 مليار سيجارة سنوياً، ما يعادل 600 مليون علبة سجائر.
أعلى معدلات بين الذكور في العالم
ويؤكد مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن أن الأردنيين ضمن قائمة أعلى معدلات انتشار التدخين بين الذكور في العالم وبنسبة تصل إلى 80 في المئة، بينما تصل نسبة مستخدمي السجائر الإلكترونية نحو 16 في المئة.
ووفقاً لدراسة حكومية فإن معدلات التدخين في المملكة هي الأعلى في العالم متجاوزة إندونيسيا التي لطالما اعتبرت الدولة الأكثر استخداماً للتبغ في العالم، إذ إن أكثر من ثمانية رجال أردنيين من أصل 10 يدخنون أو يستخدمون بانتظام منتجات النيكوتين بما فيها السجائر الإلكترونية.
وتشير الدراسة أيضاً إلى أن الأردنيين يدخنون يومياً ما معدله 23 سيجارة وأن النساء يشكلن ما نسبته 17 في المئة من مجموع المدخنين، لكن ما يقلق الجهات الصحية اليوم أكثر هو ارتفاع نسبة الذين يتعرضون للتدخين السلبي سواء في المنازل أو الأماكن العامة.
تقاعس حكومي
وعلى رغم الإقرار بأن التدخين يعد سبباً رئيساً للأمراض القلبية الوعائية وأمراض الجهاز التنفسي وأكثر من 20 نوعاً مختلفاً أو فرعياً من السرطان، يتهم مراقبون الحكومة بأنها تتقاعس عن مكافحة التدخين وآثاره على الصحة العامة، مما جعل المملكة في المرتبة الأولى عالمياً في هذه الأفة.
ويقول متخصصون إن عمان لا تطبق بصرامة بنود الاتفاق الإطاري الذي وقع وصادق عليه الأردن في 2004 والذي يحتوي الاستراتيجيات الست التي وضعتها الأمم المتحدة لخفض نسب التدخين في البلاد. كما أن التزام تطبيق وفرض قانون الصحة العامة رقم 47 الذي أقره الأردن عام 2008 والذي يؤكد حظر التدخين في الأماكن العامة ضعيف جداً، فضلاً عن تنامي صناعة التبغ والدعاية لها على نحو واسع.
في المقابل تذكر الحكومة أنها تقدم التمويل والدعم لبرامج الإقلاع عن التدخين وأنها مستمرة في دعمها على رغم حدوث تخفيضات للموازنة حدت من فاعلية هذه البرامج.
وفي هذا السياق تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تدارك الأخطار عبر زيادة التوعية وحظر التدخين داخل الأماكن العامة ومنع الترويج والدعاية والرعاية لمنتجات التبغ ورفع الضرائب على منتجات التبغ وغيرها.
الإناث وتدخين الشيشة
وارتفع معدل انتشار التدخين بين النساء البالغات في الأردن من 10.1 عام 2000 إلى 17 في المئة حالياً، إضافة إلى إقبال نسوي لافت على تدخين الشيشة والسجائر الإلكترونية.
ويصل معدل انتشار تدخين الشيشة إلى 15.2 في المئة عموماً بين المدخنين وعلى رغم الارتفاع الكبير لأسعار السجائر، إلا أن ذلك لم يمنع من زيادة الإقبال عليها.
أما الفئات العمرية الأكثر تدخيناً، فهي ما بين 35 و44 سنة للذكور و45 و54 سنة للإناث ويبرر معظم الأشخاص الذين يدخنون هذا السلوك غير الصحي بأنهم يستمتعون بطعم التبغ ورائحته، عدا عن تشجيع بعض الأماكن العامة على التدخين وسلوكاته في المطاعم والمقاهي.
9 آلاف ضحية سنوياً
بلغة الأرقام يفقد أردني من بين كل خمسة حياته بسبب التدخين، فيما يبلغ مجموع الضحايا سنوياً نحو 9 آلاف نتيجة أمراض يتسبب بها التدخين.
وعلى رغم فرض قانون الصحة العامة غرامة على المدخنين في الأماكن العامة تتراوح ما بين 150 إلى 250 دولاراً و5 آلاف دولار على المنشآت، فضلاً عن عقوبة الحبس لمدة ثلاثة أشهر، إلا أن ذلك لم يمنع من ازدياد الإقبال على التدخين، بخاصة في ظل جائحة كورونا. فبعد نحو عامين من إعلان وزارة الصحة الأردنية حظر التدخين بأشكاله كافة في الأماكن العامة المغلقة بنسبة 100 في المئة، عادت الأمور إلى ما كانت عليه.
ويؤكد رئيس قسم الوقاية من أمراض التدخين في وزارة الصحة الأردنية كامل رواشدة انتشار التدخين بين الأطفال والمراهقين بشكل لافت، خصوصاً السجائر الإلكترونية والنرجيلة.
ولا يتردد كثير من محال بيع التبغ أو المقاهي في بيع الدخان للأطفال والمراهقين خلافاً للتعليمات وتظهر دراسات لوزارة الصحة انتشار التدخين بين الفئة العمرية من 13 إلى 15 سنة وبشكل كبير.
التعليقات