عمان جو - بسام البدارين - يمكن ببساطة ملاحظة تلك الفوارق والهوامش التي تؤدي إلى “فراغات” من الصعب إنكارها أو حتى عدم رصدها بالعين المجردة عندما يتعلق الأمر بأي إحصاء لوجود مفكرين أو مثقفين سياسيين أو خبراء في الملفين الأمريكي والإسرائيلي حصراً بين أبناء النادي الذي يدير الأمور حالياً في المشهد الأردني. ذلك طبعاً بالرغم من التحديات الجسيمة التي عبرت عنها رسالة مثيرة جداً لشخصيات وطنية متعددة زاد عدد الموقعين عليها عن 200 شخصية، تحذر من التشكيك في مخاطر التحديات التي يفرضها على الأردن دولة وشعباً اليمين الإسرائيلي. كما تعبر عن قناعتها بأن المشاركة بترتيبات اقتصادية بدون حلول سياسية على المستوى الإقليمي هي تسوية تحت الضغط، خطرها لا يقل على الشعب الأردني عن مخاطر أي مشروع مريب ومشبوه مثل الخيار الأردني أو حتى الترانسفير. مع انكشاف حكومة اليمين الإسرائيلي ومخاطر وجودها على المصالح العليا الأردنية برزت ملاحظات بالجملة، قوامها رصد مسار التكيف أو رموز مسار التكيف متلبسين بتبرير الأقوال والأفعال، وبالتنظير لمرحلة مقبلة خطرة جداً وحساسة.
غياب الأفق السياسي
والاعتقاد أن الأردن في موقع أن يدفع ثمن تلك التنظيرات والسيناريوهات عملياً بعنوان غياب الأفق السياسي في الصراع والقضية الفلسطينية، واستبداله بالمسارات الإبراهيمية، وحصراً في الجزء المتعلق بالترتيبات الاقتصادية منها. وهو منزلق حرج للغاية في رأي السياسي مروان الفاعوري كما سمعته “القدس العربي”، وينطوي على المجازفة بكثير من معيقات حالة الاستقرار ويتلاعب -إن حصل وأصبح الخيار الوحيد- بالعديد من الثوابت الوطنية الأردنية. بمعنى آو بآخر، الحالة الصقورية يمينياً التي تتطور لها النخب الحاكمة في إسرائيل يقابلها حالة “داجنة” أو حمائمية تحاول التكيف بين النخب الأردنية. وذلك النمط من تزويق وتجميل ووضع مكياجات لهذه الحالة الداجنة مرده الأساسي -في رأي خبراء- هو عدم وجود نخبة سياسية حقيقية قادرة على الاشتباك ضمن الطاقم الذي يدير الأمور اليوم ليس في الحكومة فقط، ولكن في المؤسسات السياسية والبيروقراطية، والأهم من ذلك ليس عدم وجود خبراء ومثقفين ولديهم قدرة على مناجزة الإسرائيلي سواء في المجتمع الدولي أو في المعادلات العامة، ولكن إقصاء وإبعاد هؤلاء، خصوصاً بعض الأسماء الكبيرة المحترفة التي لا يمكن التشكيك بولائها للدولة والنظام. حالة الفراغ لم يعد من الممكن إنكارها، كما أن المخاطر -برأي السياسي البارز طاهر المصري- يقينية، والأخطر منها عندما يتعلق الأمر باليمين الإسرائيلي هو الإصرار النخبوي على إنكارها هنا وهناك. ولاحظ السياسي المختص بالملفين الإسرائيلي والأمريكي الدكتور مروان المعشر، مبكراً، بأنه لا تحصل مشاورات حقيقية مع الفاعلين المؤثرين الذين يمتلكون خبرة واسعة سواء في الموضوع الأمريكي أو في الموضوع الإسرائيلي في هذه الأيام الحرجة، مشيراً إلى أن النخبة ومع التقدير للجميع، عليها أن تدرك أن مسار التكيف مع اليمين الإسرائيلي بحلته الجديدة لن ينطوي على أي مكاسب، وأن أغلبية المكاسب المفترضة هنا وهمية. والسبب بسيط جداً برأي المعشر، وكذلك السياسي البارز ممدوح العبادي، وهو أن اليمين الإسرائيلي أصلاً لا يقر بوجود الأردن ولا يعترف به. يسأل سياسيون خبراء هنا: كيف يمكن التكيف بعبارة مكاسب مفترضة مع حالة إسرائيلية لا تقر بوجودك من حيث المبدأ لا في الشكل ولا في المضمون؟ في مقاربة العبادي الذي تناقشه “القدس العربي” بالمشهد، فإن مسارات التكيف بصرف النظر عما إذا كانت تعبيراً عن ميزان القوة أو غيره، لا تعني أن الأخطار غير حقيقية. يواجه سياسيون كبار من بينهم المعشر والمصري والعبادي وغيرهم، حالة غريبة على مستوى النخب الرسمية، قوامها عدم الإقرار بتلك المخاطر التي يتحدث عنها بوضوح وبالتفصيل بيان قانوني سياسي عميق وقعت عليه أكثر من 219 شخصية حتى الآن.
إنكار… وفراغ
ومثل هذا الإنكار، في رأي العبادي، يؤسس تماماً للفراغ الذي يخطط له اليمين الإسرائيلي، حيث إنه العبادي كان من أوائل السياسيين المحليين الذين اقترحوا بعد تفوق صقور اليمين في إسرائيل البدء في تدشين معركة المواجهة والمقاومة في الأردن، بما في ذلك تدريب وتسليح الشعب الأردني؛ لأن العبادي لديه قناعة راسخة بأن البنود والمواثيق والأنظمة الداخلية -بمعنى دستور اليمين الإسرائيلي- لا يقر بوجود الأردن أيضاً. وهنا تبرز الأهمية القصوى لغياب حالة اليقين بالمخاطر، كما يرسمها المصري. وينتبه بيان الشخصيات الوطنية إلى أن المشاركة في الترتيبات الاقتصادية أقرب إلى انخراط في عملية ستنتهي بكل حال بالتوطين. لكن المخاوف موجودة على المستوى الشعبي، ولا يوجد ما يؤشر على المستوى الرسمي إلى أن هذه المخاطر يتم إدراكها. لا بل على العكس؛ الانطباع العام بأن مسار التكيف تموقع في الحالة النخبوية الأردنية، والسبب هو الفراغ النخبوي، حيث لا يوجد محترفون ولا طهاة خبراء في الملفات السياسية الأمريكية والإسرائيلية والدولية حصرياً، لا ضمن الطاقم الاستشاري اليوم الذي يدير الأمور في المؤسسات، ولا ضمن وزارة الخارجية، وهو أمر بدأ يتنبه له المراقبون الصغار والأقل خبرة ومن المرجح أن نتائجه المباشرة قد تكون الانخراط في مسار التكيف، وعلى الأرجح القبول بالضغط الناتج عن حضور مؤتمر “النقب 2”.
«القدس العربي»
عمان جو - بسام البدارين - يمكن ببساطة ملاحظة تلك الفوارق والهوامش التي تؤدي إلى “فراغات” من الصعب إنكارها أو حتى عدم رصدها بالعين المجردة عندما يتعلق الأمر بأي إحصاء لوجود مفكرين أو مثقفين سياسيين أو خبراء في الملفين الأمريكي والإسرائيلي حصراً بين أبناء النادي الذي يدير الأمور حالياً في المشهد الأردني. ذلك طبعاً بالرغم من التحديات الجسيمة التي عبرت عنها رسالة مثيرة جداً لشخصيات وطنية متعددة زاد عدد الموقعين عليها عن 200 شخصية، تحذر من التشكيك في مخاطر التحديات التي يفرضها على الأردن دولة وشعباً اليمين الإسرائيلي. كما تعبر عن قناعتها بأن المشاركة بترتيبات اقتصادية بدون حلول سياسية على المستوى الإقليمي هي تسوية تحت الضغط، خطرها لا يقل على الشعب الأردني عن مخاطر أي مشروع مريب ومشبوه مثل الخيار الأردني أو حتى الترانسفير. مع انكشاف حكومة اليمين الإسرائيلي ومخاطر وجودها على المصالح العليا الأردنية برزت ملاحظات بالجملة، قوامها رصد مسار التكيف أو رموز مسار التكيف متلبسين بتبرير الأقوال والأفعال، وبالتنظير لمرحلة مقبلة خطرة جداً وحساسة.
غياب الأفق السياسي
والاعتقاد أن الأردن في موقع أن يدفع ثمن تلك التنظيرات والسيناريوهات عملياً بعنوان غياب الأفق السياسي في الصراع والقضية الفلسطينية، واستبداله بالمسارات الإبراهيمية، وحصراً في الجزء المتعلق بالترتيبات الاقتصادية منها. وهو منزلق حرج للغاية في رأي السياسي مروان الفاعوري كما سمعته “القدس العربي”، وينطوي على المجازفة بكثير من معيقات حالة الاستقرار ويتلاعب -إن حصل وأصبح الخيار الوحيد- بالعديد من الثوابت الوطنية الأردنية. بمعنى آو بآخر، الحالة الصقورية يمينياً التي تتطور لها النخب الحاكمة في إسرائيل يقابلها حالة “داجنة” أو حمائمية تحاول التكيف بين النخب الأردنية. وذلك النمط من تزويق وتجميل ووضع مكياجات لهذه الحالة الداجنة مرده الأساسي -في رأي خبراء- هو عدم وجود نخبة سياسية حقيقية قادرة على الاشتباك ضمن الطاقم الذي يدير الأمور اليوم ليس في الحكومة فقط، ولكن في المؤسسات السياسية والبيروقراطية، والأهم من ذلك ليس عدم وجود خبراء ومثقفين ولديهم قدرة على مناجزة الإسرائيلي سواء في المجتمع الدولي أو في المعادلات العامة، ولكن إقصاء وإبعاد هؤلاء، خصوصاً بعض الأسماء الكبيرة المحترفة التي لا يمكن التشكيك بولائها للدولة والنظام. حالة الفراغ لم يعد من الممكن إنكارها، كما أن المخاطر -برأي السياسي البارز طاهر المصري- يقينية، والأخطر منها عندما يتعلق الأمر باليمين الإسرائيلي هو الإصرار النخبوي على إنكارها هنا وهناك. ولاحظ السياسي المختص بالملفين الإسرائيلي والأمريكي الدكتور مروان المعشر، مبكراً، بأنه لا تحصل مشاورات حقيقية مع الفاعلين المؤثرين الذين يمتلكون خبرة واسعة سواء في الموضوع الأمريكي أو في الموضوع الإسرائيلي في هذه الأيام الحرجة، مشيراً إلى أن النخبة ومع التقدير للجميع، عليها أن تدرك أن مسار التكيف مع اليمين الإسرائيلي بحلته الجديدة لن ينطوي على أي مكاسب، وأن أغلبية المكاسب المفترضة هنا وهمية. والسبب بسيط جداً برأي المعشر، وكذلك السياسي البارز ممدوح العبادي، وهو أن اليمين الإسرائيلي أصلاً لا يقر بوجود الأردن ولا يعترف به. يسأل سياسيون خبراء هنا: كيف يمكن التكيف بعبارة مكاسب مفترضة مع حالة إسرائيلية لا تقر بوجودك من حيث المبدأ لا في الشكل ولا في المضمون؟ في مقاربة العبادي الذي تناقشه “القدس العربي” بالمشهد، فإن مسارات التكيف بصرف النظر عما إذا كانت تعبيراً عن ميزان القوة أو غيره، لا تعني أن الأخطار غير حقيقية. يواجه سياسيون كبار من بينهم المعشر والمصري والعبادي وغيرهم، حالة غريبة على مستوى النخب الرسمية، قوامها عدم الإقرار بتلك المخاطر التي يتحدث عنها بوضوح وبالتفصيل بيان قانوني سياسي عميق وقعت عليه أكثر من 219 شخصية حتى الآن.
إنكار… وفراغ
ومثل هذا الإنكار، في رأي العبادي، يؤسس تماماً للفراغ الذي يخطط له اليمين الإسرائيلي، حيث إنه العبادي كان من أوائل السياسيين المحليين الذين اقترحوا بعد تفوق صقور اليمين في إسرائيل البدء في تدشين معركة المواجهة والمقاومة في الأردن، بما في ذلك تدريب وتسليح الشعب الأردني؛ لأن العبادي لديه قناعة راسخة بأن البنود والمواثيق والأنظمة الداخلية -بمعنى دستور اليمين الإسرائيلي- لا يقر بوجود الأردن أيضاً. وهنا تبرز الأهمية القصوى لغياب حالة اليقين بالمخاطر، كما يرسمها المصري. وينتبه بيان الشخصيات الوطنية إلى أن المشاركة في الترتيبات الاقتصادية أقرب إلى انخراط في عملية ستنتهي بكل حال بالتوطين. لكن المخاوف موجودة على المستوى الشعبي، ولا يوجد ما يؤشر على المستوى الرسمي إلى أن هذه المخاطر يتم إدراكها. لا بل على العكس؛ الانطباع العام بأن مسار التكيف تموقع في الحالة النخبوية الأردنية، والسبب هو الفراغ النخبوي، حيث لا يوجد محترفون ولا طهاة خبراء في الملفات السياسية الأمريكية والإسرائيلية والدولية حصرياً، لا ضمن الطاقم الاستشاري اليوم الذي يدير الأمور في المؤسسات، ولا ضمن وزارة الخارجية، وهو أمر بدأ يتنبه له المراقبون الصغار والأقل خبرة ومن المرجح أن نتائجه المباشرة قد تكون الانخراط في مسار التكيف، وعلى الأرجح القبول بالضغط الناتج عن حضور مؤتمر “النقب 2”.
«القدس العربي»
عمان جو - بسام البدارين - يمكن ببساطة ملاحظة تلك الفوارق والهوامش التي تؤدي إلى “فراغات” من الصعب إنكارها أو حتى عدم رصدها بالعين المجردة عندما يتعلق الأمر بأي إحصاء لوجود مفكرين أو مثقفين سياسيين أو خبراء في الملفين الأمريكي والإسرائيلي حصراً بين أبناء النادي الذي يدير الأمور حالياً في المشهد الأردني. ذلك طبعاً بالرغم من التحديات الجسيمة التي عبرت عنها رسالة مثيرة جداً لشخصيات وطنية متعددة زاد عدد الموقعين عليها عن 200 شخصية، تحذر من التشكيك في مخاطر التحديات التي يفرضها على الأردن دولة وشعباً اليمين الإسرائيلي. كما تعبر عن قناعتها بأن المشاركة بترتيبات اقتصادية بدون حلول سياسية على المستوى الإقليمي هي تسوية تحت الضغط، خطرها لا يقل على الشعب الأردني عن مخاطر أي مشروع مريب ومشبوه مثل الخيار الأردني أو حتى الترانسفير. مع انكشاف حكومة اليمين الإسرائيلي ومخاطر وجودها على المصالح العليا الأردنية برزت ملاحظات بالجملة، قوامها رصد مسار التكيف أو رموز مسار التكيف متلبسين بتبرير الأقوال والأفعال، وبالتنظير لمرحلة مقبلة خطرة جداً وحساسة.
غياب الأفق السياسي
والاعتقاد أن الأردن في موقع أن يدفع ثمن تلك التنظيرات والسيناريوهات عملياً بعنوان غياب الأفق السياسي في الصراع والقضية الفلسطينية، واستبداله بالمسارات الإبراهيمية، وحصراً في الجزء المتعلق بالترتيبات الاقتصادية منها. وهو منزلق حرج للغاية في رأي السياسي مروان الفاعوري كما سمعته “القدس العربي”، وينطوي على المجازفة بكثير من معيقات حالة الاستقرار ويتلاعب -إن حصل وأصبح الخيار الوحيد- بالعديد من الثوابت الوطنية الأردنية. بمعنى آو بآخر، الحالة الصقورية يمينياً التي تتطور لها النخب الحاكمة في إسرائيل يقابلها حالة “داجنة” أو حمائمية تحاول التكيف بين النخب الأردنية. وذلك النمط من تزويق وتجميل ووضع مكياجات لهذه الحالة الداجنة مرده الأساسي -في رأي خبراء- هو عدم وجود نخبة سياسية حقيقية قادرة على الاشتباك ضمن الطاقم الذي يدير الأمور اليوم ليس في الحكومة فقط، ولكن في المؤسسات السياسية والبيروقراطية، والأهم من ذلك ليس عدم وجود خبراء ومثقفين ولديهم قدرة على مناجزة الإسرائيلي سواء في المجتمع الدولي أو في المعادلات العامة، ولكن إقصاء وإبعاد هؤلاء، خصوصاً بعض الأسماء الكبيرة المحترفة التي لا يمكن التشكيك بولائها للدولة والنظام. حالة الفراغ لم يعد من الممكن إنكارها، كما أن المخاطر -برأي السياسي البارز طاهر المصري- يقينية، والأخطر منها عندما يتعلق الأمر باليمين الإسرائيلي هو الإصرار النخبوي على إنكارها هنا وهناك. ولاحظ السياسي المختص بالملفين الإسرائيلي والأمريكي الدكتور مروان المعشر، مبكراً، بأنه لا تحصل مشاورات حقيقية مع الفاعلين المؤثرين الذين يمتلكون خبرة واسعة سواء في الموضوع الأمريكي أو في الموضوع الإسرائيلي في هذه الأيام الحرجة، مشيراً إلى أن النخبة ومع التقدير للجميع، عليها أن تدرك أن مسار التكيف مع اليمين الإسرائيلي بحلته الجديدة لن ينطوي على أي مكاسب، وأن أغلبية المكاسب المفترضة هنا وهمية. والسبب بسيط جداً برأي المعشر، وكذلك السياسي البارز ممدوح العبادي، وهو أن اليمين الإسرائيلي أصلاً لا يقر بوجود الأردن ولا يعترف به. يسأل سياسيون خبراء هنا: كيف يمكن التكيف بعبارة مكاسب مفترضة مع حالة إسرائيلية لا تقر بوجودك من حيث المبدأ لا في الشكل ولا في المضمون؟ في مقاربة العبادي الذي تناقشه “القدس العربي” بالمشهد، فإن مسارات التكيف بصرف النظر عما إذا كانت تعبيراً عن ميزان القوة أو غيره، لا تعني أن الأخطار غير حقيقية. يواجه سياسيون كبار من بينهم المعشر والمصري والعبادي وغيرهم، حالة غريبة على مستوى النخب الرسمية، قوامها عدم الإقرار بتلك المخاطر التي يتحدث عنها بوضوح وبالتفصيل بيان قانوني سياسي عميق وقعت عليه أكثر من 219 شخصية حتى الآن.
إنكار… وفراغ
ومثل هذا الإنكار، في رأي العبادي، يؤسس تماماً للفراغ الذي يخطط له اليمين الإسرائيلي، حيث إنه العبادي كان من أوائل السياسيين المحليين الذين اقترحوا بعد تفوق صقور اليمين في إسرائيل البدء في تدشين معركة المواجهة والمقاومة في الأردن، بما في ذلك تدريب وتسليح الشعب الأردني؛ لأن العبادي لديه قناعة راسخة بأن البنود والمواثيق والأنظمة الداخلية -بمعنى دستور اليمين الإسرائيلي- لا يقر بوجود الأردن أيضاً. وهنا تبرز الأهمية القصوى لغياب حالة اليقين بالمخاطر، كما يرسمها المصري. وينتبه بيان الشخصيات الوطنية إلى أن المشاركة في الترتيبات الاقتصادية أقرب إلى انخراط في عملية ستنتهي بكل حال بالتوطين. لكن المخاوف موجودة على المستوى الشعبي، ولا يوجد ما يؤشر على المستوى الرسمي إلى أن هذه المخاطر يتم إدراكها. لا بل على العكس؛ الانطباع العام بأن مسار التكيف تموقع في الحالة النخبوية الأردنية، والسبب هو الفراغ النخبوي، حيث لا يوجد محترفون ولا طهاة خبراء في الملفات السياسية الأمريكية والإسرائيلية والدولية حصرياً، لا ضمن الطاقم الاستشاري اليوم الذي يدير الأمور في المؤسسات، ولا ضمن وزارة الخارجية، وهو أمر بدأ يتنبه له المراقبون الصغار والأقل خبرة ومن المرجح أن نتائجه المباشرة قد تكون الانخراط في مسار التكيف، وعلى الأرجح القبول بالضغط الناتج عن حضور مؤتمر “النقب 2”.
«القدس العربي»
التعليقات
«صقور» اليمين الإسرائيلي مقابل «حمائم» التكيف الأردنية: لا خبراء ولا طهاة وأزمة «الفراغات» تؤثر في «الاشتباك»
التعليقات