كانت حريصة كل الحرص بأن لا يشعر أبناؤها الثلاث بأي نقص فكانت معنية بأن تضعهم في مدرسة خاصة، وأن تشتري لهم أفضل الملابس كأقرانهم وأن يسكنوا في منزل في منطقة ليست بالشعبية، ولكن توفير كل هذه المتطلبات كان يحتاج منها لأن تعمل في فترة الصباح معلمة في إحدى المدارس الخاصة، وبعد الظهر في مكتبة لبيع القرطاسية، وبعد إغلاق المكتبة تتفرغ لإعطاء الدروس الخصوصية، وهكذا مرت الأيام بصعوبة وشقاء، وهي تظن أنها تقدم جُلَّ جهدها، لإسعاد أبنائها، وكلما كانت تشعر بالتعب أو الإرهاق تتذكر أن هذه رسالتها في الحياة وهي توفير أفضل الظروف لحياة أبنائها دون أن يشعروا بأي نقص أو عِوَز، ومرت الأيام سريعاً وبدأت السنوات تأكل من زهر العمر لترى تلك الفتاة النضرة الممشوقة تحمل في حقيبتها كيساً يضم عدداً كبيراً من الأدوية بعضها للضغط وآخر للسكري وآخر للكولسترول وآخر وآخر... حتى كأنها تتناول حبة دواء مع كل كأس ماء... وكبر الأبناء ليغدو شباباً ... ولكن لم تسر الخطة كما خططت تلك المضحّية، فولدها الأكبر فشل عدة مرات في اختبار الثانوية العامة برغم أنها قد وضعته في أفضل المدارس وأحضرت أشهر المعلمين لتدريسه، أما أبنتها فقد كانت عاقّة لها دائمة التظلم وكثيرة المطالب، ولا يعجبها أي شيء، ويظهر جليّاً في سلوكها عقدة النقص فتدافع عن ذلك بارتدائها ملابس الماركات وصبغ الشعر وطلاء الأظافر ... أما ولدها الثالث والأصغر فللأسف الشديد أثّر عليه أصدقاء السوء فتعلّم أسوء العادات والسلوكيات مما أدى به ذلك إلى السجن !!! نعم يا سادة هذه هي قصة تلك الأم المضحية التي توفي زوجها وتركها تصارع هذه الحياة، ولكن مفهوم الأمومة لديها اقتصر على الجانب المادي فقط، متناسية أن الأبناء بحاجة لحضن دافئ، وأم تستمع وشخص يتابع السلوك والتحركات ويقومها أولاً بأول، يحتاج للحب والعطاء والمتابعة، فالأبناء ليسوا بحاجة لبنك فقط، فكم من أسر فقيرة خرجّت عشرات الشخصيات الوطنية التي نُجلّ ونرفع لها القبعات، ومن قصور أختبأ بين جدرانها مدمنين للمخدرات وعاقين للآباء والأمهات وممارسين لأبشع أنواع الرذائل. لذا على كل أبٍّ يسرق عمله كل وقته، وعلى كا أم تلهيها مشاغل الحياة ... أعد النظر في طريقة حياتك وفي تربية ابنائك، فربما غيض مشاعرٍ يعوض عن فيض من المال !!
عمان جو - بقلم الدكتور محمد أبوعمارة
كانت حريصة كل الحرص بأن لا يشعر أبناؤها الثلاث بأي نقص فكانت معنية بأن تضعهم في مدرسة خاصة، وأن تشتري لهم أفضل الملابس كأقرانهم وأن يسكنوا في منزل في منطقة ليست بالشعبية، ولكن توفير كل هذه المتطلبات كان يحتاج منها لأن تعمل في فترة الصباح معلمة في إحدى المدارس الخاصة، وبعد الظهر في مكتبة لبيع القرطاسية، وبعد إغلاق المكتبة تتفرغ لإعطاء الدروس الخصوصية، وهكذا مرت الأيام بصعوبة وشقاء، وهي تظن أنها تقدم جُلَّ جهدها، لإسعاد أبنائها، وكلما كانت تشعر بالتعب أو الإرهاق تتذكر أن هذه رسالتها في الحياة وهي توفير أفضل الظروف لحياة أبنائها دون أن يشعروا بأي نقص أو عِوَز، ومرت الأيام سريعاً وبدأت السنوات تأكل من زهر العمر لترى تلك الفتاة النضرة الممشوقة تحمل في حقيبتها كيساً يضم عدداً كبيراً من الأدوية بعضها للضغط وآخر للسكري وآخر للكولسترول وآخر وآخر... حتى كأنها تتناول حبة دواء مع كل كأس ماء... وكبر الأبناء ليغدو شباباً ... ولكن لم تسر الخطة كما خططت تلك المضحّية، فولدها الأكبر فشل عدة مرات في اختبار الثانوية العامة برغم أنها قد وضعته في أفضل المدارس وأحضرت أشهر المعلمين لتدريسه، أما أبنتها فقد كانت عاقّة لها دائمة التظلم وكثيرة المطالب، ولا يعجبها أي شيء، ويظهر جليّاً في سلوكها عقدة النقص فتدافع عن ذلك بارتدائها ملابس الماركات وصبغ الشعر وطلاء الأظافر ... أما ولدها الثالث والأصغر فللأسف الشديد أثّر عليه أصدقاء السوء فتعلّم أسوء العادات والسلوكيات مما أدى به ذلك إلى السجن !!! نعم يا سادة هذه هي قصة تلك الأم المضحية التي توفي زوجها وتركها تصارع هذه الحياة، ولكن مفهوم الأمومة لديها اقتصر على الجانب المادي فقط، متناسية أن الأبناء بحاجة لحضن دافئ، وأم تستمع وشخص يتابع السلوك والتحركات ويقومها أولاً بأول، يحتاج للحب والعطاء والمتابعة، فالأبناء ليسوا بحاجة لبنك فقط، فكم من أسر فقيرة خرجّت عشرات الشخصيات الوطنية التي نُجلّ ونرفع لها القبعات، ومن قصور أختبأ بين جدرانها مدمنين للمخدرات وعاقين للآباء والأمهات وممارسين لأبشع أنواع الرذائل. لذا على كل أبٍّ يسرق عمله كل وقته، وعلى كا أم تلهيها مشاغل الحياة ... أعد النظر في طريقة حياتك وفي تربية ابنائك، فربما غيض مشاعرٍ يعوض عن فيض من المال !!
عمان جو - بقلم الدكتور محمد أبوعمارة
كانت حريصة كل الحرص بأن لا يشعر أبناؤها الثلاث بأي نقص فكانت معنية بأن تضعهم في مدرسة خاصة، وأن تشتري لهم أفضل الملابس كأقرانهم وأن يسكنوا في منزل في منطقة ليست بالشعبية، ولكن توفير كل هذه المتطلبات كان يحتاج منها لأن تعمل في فترة الصباح معلمة في إحدى المدارس الخاصة، وبعد الظهر في مكتبة لبيع القرطاسية، وبعد إغلاق المكتبة تتفرغ لإعطاء الدروس الخصوصية، وهكذا مرت الأيام بصعوبة وشقاء، وهي تظن أنها تقدم جُلَّ جهدها، لإسعاد أبنائها، وكلما كانت تشعر بالتعب أو الإرهاق تتذكر أن هذه رسالتها في الحياة وهي توفير أفضل الظروف لحياة أبنائها دون أن يشعروا بأي نقص أو عِوَز، ومرت الأيام سريعاً وبدأت السنوات تأكل من زهر العمر لترى تلك الفتاة النضرة الممشوقة تحمل في حقيبتها كيساً يضم عدداً كبيراً من الأدوية بعضها للضغط وآخر للسكري وآخر للكولسترول وآخر وآخر... حتى كأنها تتناول حبة دواء مع كل كأس ماء... وكبر الأبناء ليغدو شباباً ... ولكن لم تسر الخطة كما خططت تلك المضحّية، فولدها الأكبر فشل عدة مرات في اختبار الثانوية العامة برغم أنها قد وضعته في أفضل المدارس وأحضرت أشهر المعلمين لتدريسه، أما أبنتها فقد كانت عاقّة لها دائمة التظلم وكثيرة المطالب، ولا يعجبها أي شيء، ويظهر جليّاً في سلوكها عقدة النقص فتدافع عن ذلك بارتدائها ملابس الماركات وصبغ الشعر وطلاء الأظافر ... أما ولدها الثالث والأصغر فللأسف الشديد أثّر عليه أصدقاء السوء فتعلّم أسوء العادات والسلوكيات مما أدى به ذلك إلى السجن !!! نعم يا سادة هذه هي قصة تلك الأم المضحية التي توفي زوجها وتركها تصارع هذه الحياة، ولكن مفهوم الأمومة لديها اقتصر على الجانب المادي فقط، متناسية أن الأبناء بحاجة لحضن دافئ، وأم تستمع وشخص يتابع السلوك والتحركات ويقومها أولاً بأول، يحتاج للحب والعطاء والمتابعة، فالأبناء ليسوا بحاجة لبنك فقط، فكم من أسر فقيرة خرجّت عشرات الشخصيات الوطنية التي نُجلّ ونرفع لها القبعات، ومن قصور أختبأ بين جدرانها مدمنين للمخدرات وعاقين للآباء والأمهات وممارسين لأبشع أنواع الرذائل. لذا على كل أبٍّ يسرق عمله كل وقته، وعلى كا أم تلهيها مشاغل الحياة ... أعد النظر في طريقة حياتك وفي تربية ابنائك، فربما غيض مشاعرٍ يعوض عن فيض من المال !!
التعليقات
كلام جميل وموضوع ممتاز وخاصة في هاي الايام يوجد اسره كثيره متفككه ولا يربطهم اي شئ انا بعتبر هاي الام مضحيه مع ابناءها ممكن تكون قاصرت في ناحيه العاطفيه من كثرة المشاغل التي وقعت عليها وانا ضد على التركيز على الجوانب بس الماديه يجب على التركيز على الجوانب العاطفيه مع الابناء والزوجه لكي تكون اسره متحابه في التهايه انا بعتبرها ام مضحيه ويجب على ابناءها ان يتعاونو معها ويقدمو لها مقابل التضحيه نجاحهم وليس الفشل وشكرا
التعليقات
انا بعتبر هاي الام مضحيه مع ابناءها ممكن تكون قاصرت في ناحيه العاطفيه من كثرة المشاغل التي وقعت عليها وانا ضد على التركيز على الجوانب بس الماديه يجب على التركيز على الجوانب العاطفيه مع الابناء والزوجه لكي تكون اسره متحابه في التهايه انا بعتبرها ام مضحيه ويجب على ابناءها ان يتعاونو معها ويقدمو لها مقابل التضحيه نجاحهم وليس الفشل وشكرا