عمان جو - مثلما كان تعيين الدكتور عبدالله النسور على رأس حكومة مفاجئاً للشارع الأردني، كان استمرار الرجل رئيساً للوزراء طوال الفترة الممتدة من الحادي عشر من تشرين أول العام ألفين واثني عشر وحتى وقتنا الراهن، مفاجئاً بالمقدار نفسه، بل وربما أكثر.
صحيح أن الرجل طوى برئاسته للحكومة، طوال هذه الفترة، صفحة وزمن 'الحكومات القصيرة'، ولكن، والسؤال الذي يستحوذ على تفكير كثير من الأردنيين، ما الذي يجعل حكومة برئاسة النسور تكون الأطول عمراً في حياة حكومات العهد الجديد لجلالة الملك عبد الله الثاني.
وحين نسترجع ما واجه حكومة النسور، (شعبيّاً أم حزبيّاً أم نيابيّاً) من انتقادات وهجومات، أقل ما توصف به أنها شرسة، تزداد الحيرة، ويبدو الجواب غائباً أو مغيّباً لا فرق.
في عملية البحث عن الإجابة، وجد كثيرٌ من النخبة أن (الغطاء) الذي حازته الحكومة كان وراء الأمر، فيما رأى منحازون نحو الرئيس غير ذلك، غامزين إلى أن حكومته قويّة ومن اجل ذلك أثبتت موجوديّتها..؟
مصادر استطلعت آراء مجموعة من أبرز الكتاب والمحللين حول الحكومة ورئيسها:
* الشريف..
الدكتور نبيل الشريف وزير الاعلام الاسبق أكد ان رغبة جلالة الملك في ان يكرس تجربة الاربع سنوات لكل من الحكومة والبرلمان ساهمت في اطالة عمر حكومة النسور التي كانت الاختيار الاول لخوض هذه التجربة.
الدكتور الشريف رأى خلال حديثه ان ثقة جلالة الملك هي من يقرر عمر الحكومة، مبينا ان جلالة الملك عندما استلم سلطاته الدستورية كان يدرك ان العمر القصير للحكومات هو من المعوقات الاساسية للعمل الحكومي وغياب الاستمرارية فيه بالاضافة الى عدم القدرة على محاسبة الوزراء او تقييم أدائهم لقصر عمر خدمته؛ الامر الذي كان يشلُّ الاداء الحكومي الأردني، حيث ارتأى جلالته إحداث قطيعة نهائيّة مع هذا النهج وتثبيت الحكومات للحكم على أدائها، مؤيداً ابقاء عمر الحكومة مرهوناً مع مجلس النواب خاصة بعد معاناة الأردن مع التغيير السريع للحكومات حيث كان المسؤول عندما يتذكر انه سيغادر بعد اشهر قليلة كان يتجنب اتخاذ القرارات الجريئة المهمة لعدم كسب عداوات الناس ما يدفعه الى اللجوء الى تسكين القضايا وليس الى حلّها على حساب الوطن وقضايا الناس.
وفيما أكد الشريف على الفكرة وأهميتها وضرورتها، تساءل: هل الحكومة نفسها نجحت في خوض هذه التجربة؟
* الفانك..
الكاتب الدكتور فهد الفانك قال إن نظام الحكومة البرلمانيّة هو الذي يبقي الحكومة ويطيل عمرها، مشدداً على أن الحكومة البرلمانيّة ينتخبها البرلمان وتتغير إذا قام مجلس النواب بسحب ثقته وحكومة النسور لم تُسحَب الثقة منها.
وفيما يتعلق بارتباط عمر الحكومة بالبرلمان، أكد الفانك أن البرلمان منصوص عليه دستورياً ان يبقى 4 سنوات، ولكن الحكومة لا يوجد لها تحديد دستوري فهي باقية مع تمتعها بثقة مجلس النواب.
* غنيمات..
رئيسة تحرير يومية الغد الزميلة جمانة غنيمات اعتبرت من جانبها أن ربط عمر الحكومة بالبرلمان فكرة جيدة لا سيما إذا ارتبط العمر بالمنجز والإنتاج وبقدرة الحكومة على تحقيق كتب التكليف وبخاصة ما يتعلق بالشأن الاقتصادي فاذا حققت الحكومات المطلوب فاطالت عمرها خير وغير ذلك فالرأي يختلف.
ورأت أن أبرز أسباب إطالة عمر حكومة الدكتور عبدالله النسور أنها طبقت الكثير من القرارات القاسية والصعبة التي عجزت حكومات سابقة عن اتخاذ قرارات مثلها، بالإضافة إلى أن قصر عمر الحكومات أدى الى ضعف المنجز بغض عن النظر عن إنجازات حكومة النسور حيث انتُقد الاردن وباستمرار من قصر عمر حكوماته.
ولم تغفل غنيمات عن إعلان جلالة الملك لاكثر من مرة عن آلية جديدة لتعيين الحكومات وان عمرها مرتبط بالنواب ما دامت تحصل على ثقة المجلس بعلاقات تبادليّة بين الطرفين بالإضافة إلى الرأي العام.
*الخيطان..
الكاتب والمحلل الزميل فهد الخيطان رأى أن الظروف الاقليميّة ساهمت في إطالة عمر حكومة النسور، حيث 'فرضت الأولويات الخارجيّة نفسها على الأجندة الداخليّة'، دون أن يغفل 'رغبة الدولة في تكريس أسلوب جديد في تشكيل الحكومات يربط عمرها بالنواب'.
وعاد الخيطان للتذكير بأن القاعدة الأساسيّة للعمل بالحكومات البرلمانيّة هي أن يبقى عمر الحكومة مربوطاً بمجلس النواب، منوها بأن الدول الديمقراطية عمر حكوماتها مرهون بعمر مجلسها النيابي وثقته.
* سكجها..
الكاتب الزميل باسم سكجها رأى من جانبه أن شخصيّة الدكتور عبدالله النسور أطالت من عمر حكومته، فهو 'استطاع امتصاص أيّة غضبة بالاضافة الى انه (النسور) ابن مجلس النواب ويعرف من اين يأكل كتف مجلس النواب وكان له ذلك'.
ورغم استناد سكجها إلى التاريخ، وتاكيده 'أن جلالة الملك ومنذ استلام مهامه الدستورية كان يفضل الحكومات طويلة الأمد وذلك من خلال اوراقه النقاشية التي كان يتحدث فيها عن الحكومات البرلمانيّة'، اعترف سكجها بأن حكومة النسور هي تطبيق غير أمين للفكرة الأساسيّة لجلالة الملك.
ولم يؤيد سكجها ربط عمر الحكومة بالبرلمان، واصفاً هذه التجربة بأنها غير ناجحة، وذلك يعود الى ان رئيس الحكومة اذا أجزم ببقائه على الكرسي يصبح دكتاتورياً ما يؤدي الى وحدانيّة الرأي وعدم سماع الرأي الاخر وتصبح حكومته ابوية دون الاخذ بالاعتبار أيّة وجهة نظر أخرى.
* قضماني..
الكاتب والمحلل الاقتصادي الزميل عصام القضماني أكد ان رغبة جلالة الملك بوجود استقرار حكومي وربط عمر الحكومة بالنواب ساهم باطالة وجود حكومة الدكتور عبدالله النسور.
وأشار القضماني الى ان جلالة الملك سعى الى تطبيق مفهوم الحكومة البرلمانية، و'طالما حظيت الحكومة بثقة البرلمان فانها ستبقى وخلاف ذلك سترحل'.
ورغم اعتراف القضماني بأن إنجازات حكومة النسور وأداءها لم يكونا خارقين، أكد أن الظروف الاقليميّة والمحليّة ساهمت وبشكل كبير في إطالة عمر الحكومة وبخاصة أن الأوضاع المتوترة المحيطة بالمملكة كانت تتطلب الاستقرار الداخلي لمواجهة التحديات الخارجيّة.
وعن تأييد القضماني لربط عمر الحكومة بالبرلمان أكد خلال حديثه أهمية الربط العمري بينهما.
* كلاب..
الكاتب الزميل عمر كلاب قال إن شخصيّة الرئيس عبدالله النسور غير صداميّة وغير مواجهة بالرغم من استخدامه اسلوب الخنق مع خصومه السياسيين.
واضاف أن طبيعة شخصيته (النسور) التي تفكر بعقل بارد لا تجره إلى انفعالات وردود أفعال قد تسجل عليه أخطاء حيث ان استلام النسور جاء بعد رؤساء وزارات موسومين بالضعف او بالمحافظة اليمينيّة والانفعاليّة الامر الذي اطال من عمر حكومته.
وتابع كلاب ان النسور بادر الى مباغتة المواطن من خلال خروجه على جميع شاشات التلفزة للحديث عن مشاريعه حيث المواطن في البداية قابل لاي حكومة جديدة ورافض للسابقة.
وقرأ كلاب في السيرة السابقة للنسور، وقال 'إنه شخص غير متورط بقضايا فساد وذكي سياسياً وهي عوامل زادت من عمر حكومته بالاضافة الى عدم اصطدامه بالمطبخ القراري الامني (رئيس الديوان ومدير المخابرات).
ورأى ان النسور أزال عن الدولة عبئاً كبيراً عندما جذب كل الغضب الشعبي الى رئاسة الوزراء إبان الربيع العربي وهذه علامة تسجل للنسور.
وزاد 'أن الربيع العربي أرعب الشارع الاردني بعد ان تجنب الوصول الى ما وصلت اليه دول مجاورة ما ادى الى قبوله بكل الرفوعات والتعدي على جيبه والانتهاكات بحقه'.
وأيّد كلاب ارتباط عمر الحكومة بالمجلس، شريطة ان 'نعود الى السمة الرئيسة التي تحدث عنها جلالة الملك بأنها حكومة برامجيّة بمعنى نريد برنامجاً قابلاً للمراجعة والمحاكمة'، لافتا الى ان 'الفترة الاخيرة لحكومة النسور اصبحت كالحجر على قلوب الاردنيين'.
عمان جو - مثلما كان تعيين الدكتور عبدالله النسور على رأس حكومة مفاجئاً للشارع الأردني، كان استمرار الرجل رئيساً للوزراء طوال الفترة الممتدة من الحادي عشر من تشرين أول العام ألفين واثني عشر وحتى وقتنا الراهن، مفاجئاً بالمقدار نفسه، بل وربما أكثر.
صحيح أن الرجل طوى برئاسته للحكومة، طوال هذه الفترة، صفحة وزمن 'الحكومات القصيرة'، ولكن، والسؤال الذي يستحوذ على تفكير كثير من الأردنيين، ما الذي يجعل حكومة برئاسة النسور تكون الأطول عمراً في حياة حكومات العهد الجديد لجلالة الملك عبد الله الثاني.
وحين نسترجع ما واجه حكومة النسور، (شعبيّاً أم حزبيّاً أم نيابيّاً) من انتقادات وهجومات، أقل ما توصف به أنها شرسة، تزداد الحيرة، ويبدو الجواب غائباً أو مغيّباً لا فرق.
في عملية البحث عن الإجابة، وجد كثيرٌ من النخبة أن (الغطاء) الذي حازته الحكومة كان وراء الأمر، فيما رأى منحازون نحو الرئيس غير ذلك، غامزين إلى أن حكومته قويّة ومن اجل ذلك أثبتت موجوديّتها..؟
مصادر استطلعت آراء مجموعة من أبرز الكتاب والمحللين حول الحكومة ورئيسها:
* الشريف..
الدكتور نبيل الشريف وزير الاعلام الاسبق أكد ان رغبة جلالة الملك في ان يكرس تجربة الاربع سنوات لكل من الحكومة والبرلمان ساهمت في اطالة عمر حكومة النسور التي كانت الاختيار الاول لخوض هذه التجربة.
الدكتور الشريف رأى خلال حديثه ان ثقة جلالة الملك هي من يقرر عمر الحكومة، مبينا ان جلالة الملك عندما استلم سلطاته الدستورية كان يدرك ان العمر القصير للحكومات هو من المعوقات الاساسية للعمل الحكومي وغياب الاستمرارية فيه بالاضافة الى عدم القدرة على محاسبة الوزراء او تقييم أدائهم لقصر عمر خدمته؛ الامر الذي كان يشلُّ الاداء الحكومي الأردني، حيث ارتأى جلالته إحداث قطيعة نهائيّة مع هذا النهج وتثبيت الحكومات للحكم على أدائها، مؤيداً ابقاء عمر الحكومة مرهوناً مع مجلس النواب خاصة بعد معاناة الأردن مع التغيير السريع للحكومات حيث كان المسؤول عندما يتذكر انه سيغادر بعد اشهر قليلة كان يتجنب اتخاذ القرارات الجريئة المهمة لعدم كسب عداوات الناس ما يدفعه الى اللجوء الى تسكين القضايا وليس الى حلّها على حساب الوطن وقضايا الناس.
وفيما أكد الشريف على الفكرة وأهميتها وضرورتها، تساءل: هل الحكومة نفسها نجحت في خوض هذه التجربة؟
* الفانك..
الكاتب الدكتور فهد الفانك قال إن نظام الحكومة البرلمانيّة هو الذي يبقي الحكومة ويطيل عمرها، مشدداً على أن الحكومة البرلمانيّة ينتخبها البرلمان وتتغير إذا قام مجلس النواب بسحب ثقته وحكومة النسور لم تُسحَب الثقة منها.
وفيما يتعلق بارتباط عمر الحكومة بالبرلمان، أكد الفانك أن البرلمان منصوص عليه دستورياً ان يبقى 4 سنوات، ولكن الحكومة لا يوجد لها تحديد دستوري فهي باقية مع تمتعها بثقة مجلس النواب.
* غنيمات..
رئيسة تحرير يومية الغد الزميلة جمانة غنيمات اعتبرت من جانبها أن ربط عمر الحكومة بالبرلمان فكرة جيدة لا سيما إذا ارتبط العمر بالمنجز والإنتاج وبقدرة الحكومة على تحقيق كتب التكليف وبخاصة ما يتعلق بالشأن الاقتصادي فاذا حققت الحكومات المطلوب فاطالت عمرها خير وغير ذلك فالرأي يختلف.
ورأت أن أبرز أسباب إطالة عمر حكومة الدكتور عبدالله النسور أنها طبقت الكثير من القرارات القاسية والصعبة التي عجزت حكومات سابقة عن اتخاذ قرارات مثلها، بالإضافة إلى أن قصر عمر الحكومات أدى الى ضعف المنجز بغض عن النظر عن إنجازات حكومة النسور حيث انتُقد الاردن وباستمرار من قصر عمر حكوماته.
ولم تغفل غنيمات عن إعلان جلالة الملك لاكثر من مرة عن آلية جديدة لتعيين الحكومات وان عمرها مرتبط بالنواب ما دامت تحصل على ثقة المجلس بعلاقات تبادليّة بين الطرفين بالإضافة إلى الرأي العام.
*الخيطان..
الكاتب والمحلل الزميل فهد الخيطان رأى أن الظروف الاقليميّة ساهمت في إطالة عمر حكومة النسور، حيث 'فرضت الأولويات الخارجيّة نفسها على الأجندة الداخليّة'، دون أن يغفل 'رغبة الدولة في تكريس أسلوب جديد في تشكيل الحكومات يربط عمرها بالنواب'.
وعاد الخيطان للتذكير بأن القاعدة الأساسيّة للعمل بالحكومات البرلمانيّة هي أن يبقى عمر الحكومة مربوطاً بمجلس النواب، منوها بأن الدول الديمقراطية عمر حكوماتها مرهون بعمر مجلسها النيابي وثقته.
* سكجها..
الكاتب الزميل باسم سكجها رأى من جانبه أن شخصيّة الدكتور عبدالله النسور أطالت من عمر حكومته، فهو 'استطاع امتصاص أيّة غضبة بالاضافة الى انه (النسور) ابن مجلس النواب ويعرف من اين يأكل كتف مجلس النواب وكان له ذلك'.
ورغم استناد سكجها إلى التاريخ، وتاكيده 'أن جلالة الملك ومنذ استلام مهامه الدستورية كان يفضل الحكومات طويلة الأمد وذلك من خلال اوراقه النقاشية التي كان يتحدث فيها عن الحكومات البرلمانيّة'، اعترف سكجها بأن حكومة النسور هي تطبيق غير أمين للفكرة الأساسيّة لجلالة الملك.
ولم يؤيد سكجها ربط عمر الحكومة بالبرلمان، واصفاً هذه التجربة بأنها غير ناجحة، وذلك يعود الى ان رئيس الحكومة اذا أجزم ببقائه على الكرسي يصبح دكتاتورياً ما يؤدي الى وحدانيّة الرأي وعدم سماع الرأي الاخر وتصبح حكومته ابوية دون الاخذ بالاعتبار أيّة وجهة نظر أخرى.
* قضماني..
الكاتب والمحلل الاقتصادي الزميل عصام القضماني أكد ان رغبة جلالة الملك بوجود استقرار حكومي وربط عمر الحكومة بالنواب ساهم باطالة وجود حكومة الدكتور عبدالله النسور.
وأشار القضماني الى ان جلالة الملك سعى الى تطبيق مفهوم الحكومة البرلمانية، و'طالما حظيت الحكومة بثقة البرلمان فانها ستبقى وخلاف ذلك سترحل'.
ورغم اعتراف القضماني بأن إنجازات حكومة النسور وأداءها لم يكونا خارقين، أكد أن الظروف الاقليميّة والمحليّة ساهمت وبشكل كبير في إطالة عمر الحكومة وبخاصة أن الأوضاع المتوترة المحيطة بالمملكة كانت تتطلب الاستقرار الداخلي لمواجهة التحديات الخارجيّة.
وعن تأييد القضماني لربط عمر الحكومة بالبرلمان أكد خلال حديثه أهمية الربط العمري بينهما.
* كلاب..
الكاتب الزميل عمر كلاب قال إن شخصيّة الرئيس عبدالله النسور غير صداميّة وغير مواجهة بالرغم من استخدامه اسلوب الخنق مع خصومه السياسيين.
واضاف أن طبيعة شخصيته (النسور) التي تفكر بعقل بارد لا تجره إلى انفعالات وردود أفعال قد تسجل عليه أخطاء حيث ان استلام النسور جاء بعد رؤساء وزارات موسومين بالضعف او بالمحافظة اليمينيّة والانفعاليّة الامر الذي اطال من عمر حكومته.
وتابع كلاب ان النسور بادر الى مباغتة المواطن من خلال خروجه على جميع شاشات التلفزة للحديث عن مشاريعه حيث المواطن في البداية قابل لاي حكومة جديدة ورافض للسابقة.
وقرأ كلاب في السيرة السابقة للنسور، وقال 'إنه شخص غير متورط بقضايا فساد وذكي سياسياً وهي عوامل زادت من عمر حكومته بالاضافة الى عدم اصطدامه بالمطبخ القراري الامني (رئيس الديوان ومدير المخابرات).
ورأى ان النسور أزال عن الدولة عبئاً كبيراً عندما جذب كل الغضب الشعبي الى رئاسة الوزراء إبان الربيع العربي وهذه علامة تسجل للنسور.
وزاد 'أن الربيع العربي أرعب الشارع الاردني بعد ان تجنب الوصول الى ما وصلت اليه دول مجاورة ما ادى الى قبوله بكل الرفوعات والتعدي على جيبه والانتهاكات بحقه'.
وأيّد كلاب ارتباط عمر الحكومة بالمجلس، شريطة ان 'نعود الى السمة الرئيسة التي تحدث عنها جلالة الملك بأنها حكومة برامجيّة بمعنى نريد برنامجاً قابلاً للمراجعة والمحاكمة'، لافتا الى ان 'الفترة الاخيرة لحكومة النسور اصبحت كالحجر على قلوب الاردنيين'.
عمان جو - مثلما كان تعيين الدكتور عبدالله النسور على رأس حكومة مفاجئاً للشارع الأردني، كان استمرار الرجل رئيساً للوزراء طوال الفترة الممتدة من الحادي عشر من تشرين أول العام ألفين واثني عشر وحتى وقتنا الراهن، مفاجئاً بالمقدار نفسه، بل وربما أكثر.
صحيح أن الرجل طوى برئاسته للحكومة، طوال هذه الفترة، صفحة وزمن 'الحكومات القصيرة'، ولكن، والسؤال الذي يستحوذ على تفكير كثير من الأردنيين، ما الذي يجعل حكومة برئاسة النسور تكون الأطول عمراً في حياة حكومات العهد الجديد لجلالة الملك عبد الله الثاني.
وحين نسترجع ما واجه حكومة النسور، (شعبيّاً أم حزبيّاً أم نيابيّاً) من انتقادات وهجومات، أقل ما توصف به أنها شرسة، تزداد الحيرة، ويبدو الجواب غائباً أو مغيّباً لا فرق.
في عملية البحث عن الإجابة، وجد كثيرٌ من النخبة أن (الغطاء) الذي حازته الحكومة كان وراء الأمر، فيما رأى منحازون نحو الرئيس غير ذلك، غامزين إلى أن حكومته قويّة ومن اجل ذلك أثبتت موجوديّتها..؟
مصادر استطلعت آراء مجموعة من أبرز الكتاب والمحللين حول الحكومة ورئيسها:
* الشريف..
الدكتور نبيل الشريف وزير الاعلام الاسبق أكد ان رغبة جلالة الملك في ان يكرس تجربة الاربع سنوات لكل من الحكومة والبرلمان ساهمت في اطالة عمر حكومة النسور التي كانت الاختيار الاول لخوض هذه التجربة.
الدكتور الشريف رأى خلال حديثه ان ثقة جلالة الملك هي من يقرر عمر الحكومة، مبينا ان جلالة الملك عندما استلم سلطاته الدستورية كان يدرك ان العمر القصير للحكومات هو من المعوقات الاساسية للعمل الحكومي وغياب الاستمرارية فيه بالاضافة الى عدم القدرة على محاسبة الوزراء او تقييم أدائهم لقصر عمر خدمته؛ الامر الذي كان يشلُّ الاداء الحكومي الأردني، حيث ارتأى جلالته إحداث قطيعة نهائيّة مع هذا النهج وتثبيت الحكومات للحكم على أدائها، مؤيداً ابقاء عمر الحكومة مرهوناً مع مجلس النواب خاصة بعد معاناة الأردن مع التغيير السريع للحكومات حيث كان المسؤول عندما يتذكر انه سيغادر بعد اشهر قليلة كان يتجنب اتخاذ القرارات الجريئة المهمة لعدم كسب عداوات الناس ما يدفعه الى اللجوء الى تسكين القضايا وليس الى حلّها على حساب الوطن وقضايا الناس.
وفيما أكد الشريف على الفكرة وأهميتها وضرورتها، تساءل: هل الحكومة نفسها نجحت في خوض هذه التجربة؟
* الفانك..
الكاتب الدكتور فهد الفانك قال إن نظام الحكومة البرلمانيّة هو الذي يبقي الحكومة ويطيل عمرها، مشدداً على أن الحكومة البرلمانيّة ينتخبها البرلمان وتتغير إذا قام مجلس النواب بسحب ثقته وحكومة النسور لم تُسحَب الثقة منها.
وفيما يتعلق بارتباط عمر الحكومة بالبرلمان، أكد الفانك أن البرلمان منصوص عليه دستورياً ان يبقى 4 سنوات، ولكن الحكومة لا يوجد لها تحديد دستوري فهي باقية مع تمتعها بثقة مجلس النواب.
* غنيمات..
رئيسة تحرير يومية الغد الزميلة جمانة غنيمات اعتبرت من جانبها أن ربط عمر الحكومة بالبرلمان فكرة جيدة لا سيما إذا ارتبط العمر بالمنجز والإنتاج وبقدرة الحكومة على تحقيق كتب التكليف وبخاصة ما يتعلق بالشأن الاقتصادي فاذا حققت الحكومات المطلوب فاطالت عمرها خير وغير ذلك فالرأي يختلف.
ورأت أن أبرز أسباب إطالة عمر حكومة الدكتور عبدالله النسور أنها طبقت الكثير من القرارات القاسية والصعبة التي عجزت حكومات سابقة عن اتخاذ قرارات مثلها، بالإضافة إلى أن قصر عمر الحكومات أدى الى ضعف المنجز بغض عن النظر عن إنجازات حكومة النسور حيث انتُقد الاردن وباستمرار من قصر عمر حكوماته.
ولم تغفل غنيمات عن إعلان جلالة الملك لاكثر من مرة عن آلية جديدة لتعيين الحكومات وان عمرها مرتبط بالنواب ما دامت تحصل على ثقة المجلس بعلاقات تبادليّة بين الطرفين بالإضافة إلى الرأي العام.
*الخيطان..
الكاتب والمحلل الزميل فهد الخيطان رأى أن الظروف الاقليميّة ساهمت في إطالة عمر حكومة النسور، حيث 'فرضت الأولويات الخارجيّة نفسها على الأجندة الداخليّة'، دون أن يغفل 'رغبة الدولة في تكريس أسلوب جديد في تشكيل الحكومات يربط عمرها بالنواب'.
وعاد الخيطان للتذكير بأن القاعدة الأساسيّة للعمل بالحكومات البرلمانيّة هي أن يبقى عمر الحكومة مربوطاً بمجلس النواب، منوها بأن الدول الديمقراطية عمر حكوماتها مرهون بعمر مجلسها النيابي وثقته.
* سكجها..
الكاتب الزميل باسم سكجها رأى من جانبه أن شخصيّة الدكتور عبدالله النسور أطالت من عمر حكومته، فهو 'استطاع امتصاص أيّة غضبة بالاضافة الى انه (النسور) ابن مجلس النواب ويعرف من اين يأكل كتف مجلس النواب وكان له ذلك'.
ورغم استناد سكجها إلى التاريخ، وتاكيده 'أن جلالة الملك ومنذ استلام مهامه الدستورية كان يفضل الحكومات طويلة الأمد وذلك من خلال اوراقه النقاشية التي كان يتحدث فيها عن الحكومات البرلمانيّة'، اعترف سكجها بأن حكومة النسور هي تطبيق غير أمين للفكرة الأساسيّة لجلالة الملك.
ولم يؤيد سكجها ربط عمر الحكومة بالبرلمان، واصفاً هذه التجربة بأنها غير ناجحة، وذلك يعود الى ان رئيس الحكومة اذا أجزم ببقائه على الكرسي يصبح دكتاتورياً ما يؤدي الى وحدانيّة الرأي وعدم سماع الرأي الاخر وتصبح حكومته ابوية دون الاخذ بالاعتبار أيّة وجهة نظر أخرى.
* قضماني..
الكاتب والمحلل الاقتصادي الزميل عصام القضماني أكد ان رغبة جلالة الملك بوجود استقرار حكومي وربط عمر الحكومة بالنواب ساهم باطالة وجود حكومة الدكتور عبدالله النسور.
وأشار القضماني الى ان جلالة الملك سعى الى تطبيق مفهوم الحكومة البرلمانية، و'طالما حظيت الحكومة بثقة البرلمان فانها ستبقى وخلاف ذلك سترحل'.
ورغم اعتراف القضماني بأن إنجازات حكومة النسور وأداءها لم يكونا خارقين، أكد أن الظروف الاقليميّة والمحليّة ساهمت وبشكل كبير في إطالة عمر الحكومة وبخاصة أن الأوضاع المتوترة المحيطة بالمملكة كانت تتطلب الاستقرار الداخلي لمواجهة التحديات الخارجيّة.
وعن تأييد القضماني لربط عمر الحكومة بالبرلمان أكد خلال حديثه أهمية الربط العمري بينهما.
* كلاب..
الكاتب الزميل عمر كلاب قال إن شخصيّة الرئيس عبدالله النسور غير صداميّة وغير مواجهة بالرغم من استخدامه اسلوب الخنق مع خصومه السياسيين.
واضاف أن طبيعة شخصيته (النسور) التي تفكر بعقل بارد لا تجره إلى انفعالات وردود أفعال قد تسجل عليه أخطاء حيث ان استلام النسور جاء بعد رؤساء وزارات موسومين بالضعف او بالمحافظة اليمينيّة والانفعاليّة الامر الذي اطال من عمر حكومته.
وتابع كلاب ان النسور بادر الى مباغتة المواطن من خلال خروجه على جميع شاشات التلفزة للحديث عن مشاريعه حيث المواطن في البداية قابل لاي حكومة جديدة ورافض للسابقة.
وقرأ كلاب في السيرة السابقة للنسور، وقال 'إنه شخص غير متورط بقضايا فساد وذكي سياسياً وهي عوامل زادت من عمر حكومته بالاضافة الى عدم اصطدامه بالمطبخ القراري الامني (رئيس الديوان ومدير المخابرات).
ورأى ان النسور أزال عن الدولة عبئاً كبيراً عندما جذب كل الغضب الشعبي الى رئاسة الوزراء إبان الربيع العربي وهذه علامة تسجل للنسور.
وزاد 'أن الربيع العربي أرعب الشارع الاردني بعد ان تجنب الوصول الى ما وصلت اليه دول مجاورة ما ادى الى قبوله بكل الرفوعات والتعدي على جيبه والانتهاكات بحقه'.
وأيّد كلاب ارتباط عمر الحكومة بالمجلس، شريطة ان 'نعود الى السمة الرئيسة التي تحدث عنها جلالة الملك بأنها حكومة برامجيّة بمعنى نريد برنامجاً قابلاً للمراجعة والمحاكمة'، لافتا الى ان 'الفترة الاخيرة لحكومة النسور اصبحت كالحجر على قلوب الاردنيين'.
التعليقات