عمان جو - هذه مرحلة لم تعشها إسرائيل منذ تأسيسها، وحين تسقط الصواريخ والمسيرات على غابات ومستوطنات شمال فلسطين المحتلة، يجن جنون الاسرائيليين، وتبدأ رسائل التهديد.
لبنان يمر باضعف حالاته، أزمة اقتصادية طاحنة، ولا توافقات سياسية داخلية، وهناك صراع علني وخفي حول اجندة لبنان، والعلاقات مع الدول العربية والاقليمية، وارتباطات قوى لبنانية بأجندات محلية أو خارجية، وضغط ملف اللجوء السوري، وعدم اكتمال الأطقم الحاكمة، لكن كل هذه الهشاشة لا تعني ان استباحة لبنان ممكنة، بهذا الخيال الإسرائيلي المريض.
بعد اشتعال الحرائق في غابات ومستوطنات شمال فلسطين، وهو شمال تم ترحيل الكثير من سكانة المحتلين اصلا بسبب الصواريخ القادمة من لبنان خلال فترة الشهور الماضية، يخرج وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ويقول إن ما يحدث في 'شمال إسرائيل'، إفلاس، و'تجسيد لنتائج سياسة الاحتواء'، مضيفاً أنه 'حان الوقت ليحترق لبنان كله'، ومقابله يخرج وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ويتوعد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، قائلا إن ' بدلا من الخضوع لحماس، حان الوقت لكي يحترق لبنان كله'...كلهم يريدون حرق لبنان. هذه هي عربدة معتادة، لكن الواقع اليوم مختلف تماما، حيث أن إسرائيل التي تنتقم من الفلسطينيين المدنيين للشهر التاسع على التوالي، غير قادرة حتى الان على الخروج من وحل غزة، بعد أن فشلت كليا في تحقيق أهدافها الأولية بالحرب، حيث لم تستعد الأسرى، ولم تعتقل أي قيادات، ولم تنجح في تهجير الفلسطينيين، وإذا كانت غزة استدرجت إسرائيل لحرب مفتوحة منذ تسعة أشهر، في ظل تقنيات عسكرية متوسطة القوة، فإن لبنان أيضا أخطر بكثير من قطاع غزة على إسرائيل، حيث تتكدس مئات آلاف الصواريخ المتطورة، مع وجود قوى عسكرية، وتنظيمات، وتقنيات مختلفة، بما يجعل المغامرة العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان، مقامرة كبرى، خصوصا، ان أي حرب إسرائيلية على لبنان هذه المرة، ستكون أكبر بكثير من حرب 2006، ومرتبطة أيضا بمحور اقليمي أوسع، قد لا يضبط أعصابه تماما مثلما حدث عام 2006، في وقت تتراجع فيه كل قطاعات الاحتلال الاقتصادية، وتم إرهاق جيشه ومؤسساته الأمنية داخل فلسطين المحتلة، وتحديدا في قطاع غزة والضفة الغربية. برغم القصف الإسرائيلي اليومي على جنوب لبنان، وقتل المدنيين الأبرياء، إلا أن الصواريخ لم تتوقف من لبنان، ومن المؤكد أن الاستعداد للتعامل مع حرب إسرائيلية أمر محتمل، خصوصا، مع المعلومات التي تتحدث عن ضربة جزئية محدودة، في أي لحظة بدلا عن حرب كبرى، لكن الحسابات الإسرائيلية حاليا معقدة، وتربط ما يجري في غزة، بما يجري في لبنان، وتحاول الفصل بين المسارين، وهو فصل يكاد يكون مستحيلا، كون غرق إسرائيل في قطاع غزة يخفف الخطر الفعلي على لبنان، وهذا يعني أن حرب غزة من جهة ثانية تحقق حماية ضمنية لشعوب ثانية، ومشاغلات لكل مؤسسات الاحتلال بالشكل الذي نراه. لبنان لا يريد الحرب مع إسرائيل، وهو لا يحتمل كلفة الحرب، لكنه إذا وجد نفسه أمامها فلن يقف ساكتا، وفي الوقت ذاته هناك توقعات ان تقوم اسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة بتنفيذ ضربة جزئية محدودة من خلال عمليات اغتيال داخل لبنان، وقصف على مواقع محددة تتجاوز الجنوب، نحو بيروت، في محاولة للانتقام من حرق غابات ومستوطنات شمال فلسطين المحتلة، وهذا يعني ان مبدأ التدرج سيبقى واردا، حتى توقيت معين خلال هذا الصيف، مع الاشارة هنا إلى أن إسرائيل لا تريد حربا على عدة جبهات في توقيت واحد، وقد تكتفي بما هو أقل من حرب عسكرية كبرى ضد لبنان حاليا في توقيت يضغط فيه المستوطنون لوقف حرب غزة من اجل العودة الى مستوطناتهم شمال فلسطين قرب لبنان. علينا ان نقرأ جيدا كلفة هذه الانهاكات على الاحتلال، ومدى قدرته الفعلية على التمدد في عدوانه على كل مكان، خصوصا، ان اي حرب كبرى على لبنان، ستكون مكلفة اكثر بكثير من حرب غزة، وربما هكذا حرب مع اللبنانيين لا تريدها واشنطن لاعتبارات مختلفة، وهذه قصة ثانية ترتبط بحسابات الإقليم، ووجود إسرائيل في كل المنطقة.
عمان جو - هذه مرحلة لم تعشها إسرائيل منذ تأسيسها، وحين تسقط الصواريخ والمسيرات على غابات ومستوطنات شمال فلسطين المحتلة، يجن جنون الاسرائيليين، وتبدأ رسائل التهديد.
لبنان يمر باضعف حالاته، أزمة اقتصادية طاحنة، ولا توافقات سياسية داخلية، وهناك صراع علني وخفي حول اجندة لبنان، والعلاقات مع الدول العربية والاقليمية، وارتباطات قوى لبنانية بأجندات محلية أو خارجية، وضغط ملف اللجوء السوري، وعدم اكتمال الأطقم الحاكمة، لكن كل هذه الهشاشة لا تعني ان استباحة لبنان ممكنة، بهذا الخيال الإسرائيلي المريض.
بعد اشتعال الحرائق في غابات ومستوطنات شمال فلسطين، وهو شمال تم ترحيل الكثير من سكانة المحتلين اصلا بسبب الصواريخ القادمة من لبنان خلال فترة الشهور الماضية، يخرج وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ويقول إن ما يحدث في 'شمال إسرائيل'، إفلاس، و'تجسيد لنتائج سياسة الاحتواء'، مضيفاً أنه 'حان الوقت ليحترق لبنان كله'، ومقابله يخرج وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ويتوعد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، قائلا إن ' بدلا من الخضوع لحماس، حان الوقت لكي يحترق لبنان كله'...كلهم يريدون حرق لبنان. هذه هي عربدة معتادة، لكن الواقع اليوم مختلف تماما، حيث أن إسرائيل التي تنتقم من الفلسطينيين المدنيين للشهر التاسع على التوالي، غير قادرة حتى الان على الخروج من وحل غزة، بعد أن فشلت كليا في تحقيق أهدافها الأولية بالحرب، حيث لم تستعد الأسرى، ولم تعتقل أي قيادات، ولم تنجح في تهجير الفلسطينيين، وإذا كانت غزة استدرجت إسرائيل لحرب مفتوحة منذ تسعة أشهر، في ظل تقنيات عسكرية متوسطة القوة، فإن لبنان أيضا أخطر بكثير من قطاع غزة على إسرائيل، حيث تتكدس مئات آلاف الصواريخ المتطورة، مع وجود قوى عسكرية، وتنظيمات، وتقنيات مختلفة، بما يجعل المغامرة العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان، مقامرة كبرى، خصوصا، ان أي حرب إسرائيلية على لبنان هذه المرة، ستكون أكبر بكثير من حرب 2006، ومرتبطة أيضا بمحور اقليمي أوسع، قد لا يضبط أعصابه تماما مثلما حدث عام 2006، في وقت تتراجع فيه كل قطاعات الاحتلال الاقتصادية، وتم إرهاق جيشه ومؤسساته الأمنية داخل فلسطين المحتلة، وتحديدا في قطاع غزة والضفة الغربية. برغم القصف الإسرائيلي اليومي على جنوب لبنان، وقتل المدنيين الأبرياء، إلا أن الصواريخ لم تتوقف من لبنان، ومن المؤكد أن الاستعداد للتعامل مع حرب إسرائيلية أمر محتمل، خصوصا، مع المعلومات التي تتحدث عن ضربة جزئية محدودة، في أي لحظة بدلا عن حرب كبرى، لكن الحسابات الإسرائيلية حاليا معقدة، وتربط ما يجري في غزة، بما يجري في لبنان، وتحاول الفصل بين المسارين، وهو فصل يكاد يكون مستحيلا، كون غرق إسرائيل في قطاع غزة يخفف الخطر الفعلي على لبنان، وهذا يعني أن حرب غزة من جهة ثانية تحقق حماية ضمنية لشعوب ثانية، ومشاغلات لكل مؤسسات الاحتلال بالشكل الذي نراه. لبنان لا يريد الحرب مع إسرائيل، وهو لا يحتمل كلفة الحرب، لكنه إذا وجد نفسه أمامها فلن يقف ساكتا، وفي الوقت ذاته هناك توقعات ان تقوم اسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة بتنفيذ ضربة جزئية محدودة من خلال عمليات اغتيال داخل لبنان، وقصف على مواقع محددة تتجاوز الجنوب، نحو بيروت، في محاولة للانتقام من حرق غابات ومستوطنات شمال فلسطين المحتلة، وهذا يعني ان مبدأ التدرج سيبقى واردا، حتى توقيت معين خلال هذا الصيف، مع الاشارة هنا إلى أن إسرائيل لا تريد حربا على عدة جبهات في توقيت واحد، وقد تكتفي بما هو أقل من حرب عسكرية كبرى ضد لبنان حاليا في توقيت يضغط فيه المستوطنون لوقف حرب غزة من اجل العودة الى مستوطناتهم شمال فلسطين قرب لبنان. علينا ان نقرأ جيدا كلفة هذه الانهاكات على الاحتلال، ومدى قدرته الفعلية على التمدد في عدوانه على كل مكان، خصوصا، ان اي حرب كبرى على لبنان، ستكون مكلفة اكثر بكثير من حرب غزة، وربما هكذا حرب مع اللبنانيين لا تريدها واشنطن لاعتبارات مختلفة، وهذه قصة ثانية ترتبط بحسابات الإقليم، ووجود إسرائيل في كل المنطقة.
عمان جو - هذه مرحلة لم تعشها إسرائيل منذ تأسيسها، وحين تسقط الصواريخ والمسيرات على غابات ومستوطنات شمال فلسطين المحتلة، يجن جنون الاسرائيليين، وتبدأ رسائل التهديد.
لبنان يمر باضعف حالاته، أزمة اقتصادية طاحنة، ولا توافقات سياسية داخلية، وهناك صراع علني وخفي حول اجندة لبنان، والعلاقات مع الدول العربية والاقليمية، وارتباطات قوى لبنانية بأجندات محلية أو خارجية، وضغط ملف اللجوء السوري، وعدم اكتمال الأطقم الحاكمة، لكن كل هذه الهشاشة لا تعني ان استباحة لبنان ممكنة، بهذا الخيال الإسرائيلي المريض.
بعد اشتعال الحرائق في غابات ومستوطنات شمال فلسطين، وهو شمال تم ترحيل الكثير من سكانة المحتلين اصلا بسبب الصواريخ القادمة من لبنان خلال فترة الشهور الماضية، يخرج وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ويقول إن ما يحدث في 'شمال إسرائيل'، إفلاس، و'تجسيد لنتائج سياسة الاحتواء'، مضيفاً أنه 'حان الوقت ليحترق لبنان كله'، ومقابله يخرج وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ويتوعد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، قائلا إن ' بدلا من الخضوع لحماس، حان الوقت لكي يحترق لبنان كله'...كلهم يريدون حرق لبنان. هذه هي عربدة معتادة، لكن الواقع اليوم مختلف تماما، حيث أن إسرائيل التي تنتقم من الفلسطينيين المدنيين للشهر التاسع على التوالي، غير قادرة حتى الان على الخروج من وحل غزة، بعد أن فشلت كليا في تحقيق أهدافها الأولية بالحرب، حيث لم تستعد الأسرى، ولم تعتقل أي قيادات، ولم تنجح في تهجير الفلسطينيين، وإذا كانت غزة استدرجت إسرائيل لحرب مفتوحة منذ تسعة أشهر، في ظل تقنيات عسكرية متوسطة القوة، فإن لبنان أيضا أخطر بكثير من قطاع غزة على إسرائيل، حيث تتكدس مئات آلاف الصواريخ المتطورة، مع وجود قوى عسكرية، وتنظيمات، وتقنيات مختلفة، بما يجعل المغامرة العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان، مقامرة كبرى، خصوصا، ان أي حرب إسرائيلية على لبنان هذه المرة، ستكون أكبر بكثير من حرب 2006، ومرتبطة أيضا بمحور اقليمي أوسع، قد لا يضبط أعصابه تماما مثلما حدث عام 2006، في وقت تتراجع فيه كل قطاعات الاحتلال الاقتصادية، وتم إرهاق جيشه ومؤسساته الأمنية داخل فلسطين المحتلة، وتحديدا في قطاع غزة والضفة الغربية. برغم القصف الإسرائيلي اليومي على جنوب لبنان، وقتل المدنيين الأبرياء، إلا أن الصواريخ لم تتوقف من لبنان، ومن المؤكد أن الاستعداد للتعامل مع حرب إسرائيلية أمر محتمل، خصوصا، مع المعلومات التي تتحدث عن ضربة جزئية محدودة، في أي لحظة بدلا عن حرب كبرى، لكن الحسابات الإسرائيلية حاليا معقدة، وتربط ما يجري في غزة، بما يجري في لبنان، وتحاول الفصل بين المسارين، وهو فصل يكاد يكون مستحيلا، كون غرق إسرائيل في قطاع غزة يخفف الخطر الفعلي على لبنان، وهذا يعني أن حرب غزة من جهة ثانية تحقق حماية ضمنية لشعوب ثانية، ومشاغلات لكل مؤسسات الاحتلال بالشكل الذي نراه. لبنان لا يريد الحرب مع إسرائيل، وهو لا يحتمل كلفة الحرب، لكنه إذا وجد نفسه أمامها فلن يقف ساكتا، وفي الوقت ذاته هناك توقعات ان تقوم اسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة بتنفيذ ضربة جزئية محدودة من خلال عمليات اغتيال داخل لبنان، وقصف على مواقع محددة تتجاوز الجنوب، نحو بيروت، في محاولة للانتقام من حرق غابات ومستوطنات شمال فلسطين المحتلة، وهذا يعني ان مبدأ التدرج سيبقى واردا، حتى توقيت معين خلال هذا الصيف، مع الاشارة هنا إلى أن إسرائيل لا تريد حربا على عدة جبهات في توقيت واحد، وقد تكتفي بما هو أقل من حرب عسكرية كبرى ضد لبنان حاليا في توقيت يضغط فيه المستوطنون لوقف حرب غزة من اجل العودة الى مستوطناتهم شمال فلسطين قرب لبنان. علينا ان نقرأ جيدا كلفة هذه الانهاكات على الاحتلال، ومدى قدرته الفعلية على التمدد في عدوانه على كل مكان، خصوصا، ان اي حرب كبرى على لبنان، ستكون مكلفة اكثر بكثير من حرب غزة، وربما هكذا حرب مع اللبنانيين لا تريدها واشنطن لاعتبارات مختلفة، وهذه قصة ثانية ترتبط بحسابات الإقليم، ووجود إسرائيل في كل المنطقة.
التعليقات