عمان جو - نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا حصريا قالت فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر الأمريكيين بأن الضربة الإسرائيلية الثأرية ضد إيران ستقتصر على أهداف عسكرية وليس المنشآت النفطية أو النووية.
وقالت في التقرير الذي أعدته شيرا روبن وإيلين ناكاشيما، بأن الإشارة الإسرائيلية هي صورة عن الانضباط وسط مخاوف أمريكية من أن استهداف المنشأت النفطية والنووية قد يؤدي إلى حرب واسعة.
وبحسب الصحيفة، فقد أخبر نتنياهو إدارة بايدن بأنه “مستعد لضرب المنشآت العسكرية الإيرانية وليس النفط أو البرنامج النووي” حسب مسؤولين على معرفة بالمحادثات، مما يشير إلى ضربة محدودة تمنع توسع الحرب.
وينتظر الشرق الأوسط الرد الإسرائيلي على إيران التي أرسلت 180 صاروخا باليستيا إلى الدولة العبرية قبل أسبوعين، وسط مخاوف أمريكية من أن تخرج حرب الظل التي مضى عليها عقود بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
ويأتي ذلك في وقت مشحون سياسيا بالنسبة لواشنطن قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية، حيث قال الرئيس جو بايدن علانية إنه لن يؤيد توجيه ضربة إسرائيلية لمواقع ذات صلة بالأسلحة النووية. وعندما تحدث بايدن ونتنياهو يوم الأربعاء في أول مكالمة بينهما منذ أكثر من سبعة أسابيع، قال رئيس الوزراء إنه يخطط لاستهداف البنية التحتية العسكرية في إيران، وفقا لمسؤول أمريكي ومسؤول مطلع على الأمر.
ولم يعلق البيت الأبيض على التقرير، أما مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد قال في بيان: “نستمع لآراء الولايات المتحدة، ولكننا سنتخذ قراراتنا النهائية بناء على ما يقتضيه أمننا القومي”. وقال المسؤول المطلع عى المداولات إن العملية الانتقامية سيتم تنفيذها لتجنب تصور “التدخل السياسي في الانتخابات الأمريكية”، مما يشير إلى وعي نتنياهو بأن الضربة الإسرائيلية يمكن أن تعيد تشكيل نتائج السباق الرئاسي.
في المقابل، فإن ضربة إسرائيلية ضد المنشآت النفطية، قد تؤدي إلى زيادة أسعار النفط. أما استهداف المنشآت النووية فسيكون بمثابة خرق لكل الخطوط الحمراء التي تحكم المواجهة الإيرانية- الإسرائيلية، مما سيؤدي إلى تصعيد ومزيد من التورط العسكري الأمريكي.
وتعلق الصحيفة أن ضرب مؤسسات عسكرية قوبل بالارتياح في واشنطن. وقال المسؤول الأمريكي إن نتنياهو كان “معتدلا” في ذلك النقاش أكثر من السابق، حسب المسؤول الأمريكي الذي وصف المكالمة بين الزعيمين.
وقال المسؤولان إن موقف نتنياهو كان له دور في قرار بايدن إرسال نظام دفاع صاروخي قوي إلى إسرائيل. وأصبح الرئيس بعد تلك المكالمة أكثر ميلا لإرسال نظام “ثاد” الدفاعي الصاروخي الذي يعترض الصواريخ الباليستية مع 100 جندي أمريكي للإشراف عليه. ووصف البنتاغون قرار إرسال النظام الذي سيصل إلى إسرائيل في الأيام المقبلة، بأنه “تأكيد لالتزام الولايات المتحدة الثابت بالدفاع عن إسرائيل”.
وقال المسؤول المطلع على الأمر، إن الضربة الإسرائيلية على إيران ستنفذ قبل الانتخابات الأمريكية في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، لأن عدم اتخاذ أي إجراء يمكن أن تفسره إيران على أنه علامة ضعف وأنها “ستكون واحدة من سلسلة ردود”.
ونقلت الصحيفة عن زوهار بالتي، مدير المخابرات السابق في الموساد الإسرائيلي، إن نتنياهو سيحتاج إلى الموازنة بين دعوات واشنطن للاعتدال، والمطالبة العامة في إسرائيل برد ساحق على إيران. وقال: “لقد تخلى الإيرانيون عن كل إجراءات ضبط النفس التي اعتادوا عليها”، واعترف قائلا: “بدون الأسلحة الأمريكية، لا تستطيع إسرائيل القتال” و”لكن إسرائيل هي التي تتحمل المخاطر” و”تعرف كيف تقوم بهذه المهمة”.
وأشار المسؤول العارف بالمداولات إلى أن نتنياهو عقد ليلة الخميس اجتماعا مع حكومته الأمنية استمر ثلاث ساعات، نوقشت فيه الخيارات المطروحة على الطاولة، إلا أنه لم يطلب تفويضا رسميا للهجوم من حكومته، مما أبقى التوقيت مفتوحا عمدا.
وأشارت الصحيفة إلى المخاوف داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من أن الضربة لن تكون قوية بالقدر الكافي، أو قد تكون مكشوفة بطريقة ما وتردع إيران عن شن هجوم مباشر آخر على إسرائيل، أو منعها من مواصلة برنامجها النووي.
وقال غيل تالشير، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية الذي لديه اتصالات مع المسؤولين البارزين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية: “يريد الجيش الإسرائيلي ضرب القيادة العسكرية الإيرانية، لأنه لا يؤذي الناس ولا يدفع المنطقة إلى حرب أكبر” ولكن “ليست هذه الطريقة التي يفكر بها نتنياهو”.
وفي نيسان/ أبريل، ساهمت الولايات المتحدة باعتراض هجوم إيراني أعلنت عنه مقدما انتقاما لتدمير قنصليتها في دمشق وقتل عدد من قادة الحرس الثوري في سوريا، كما ساهمت في اعتراض صواريخ إيران في 1 تشرين الأول/ أكتوبر.
وبحسب ناتان إيشل، مستشار نتنياهو، الذي قال في رسالة مسربة الأسبوع الماضي: “كما انتظرنا مع حزب الله، وانتظرنا مع حماس، فإننا سنتنتظر مع إيران، حسب اعتقادي” و”سنواصل في نفس المسار بالشمال وننهي المهمة. وبعد ذلك سنذهب إيران التي لن تذهب إلى أي مكان”.
ويبدو أن نتنياهو يوقّت الهجوم بناء على الولايات المتحدة التي “تمنح إسرائيل وحكومته دعما قريبا، ولكن من أجل حزب الله”، كما قال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير سابق مطلع على المناقشات الأمنية الحالية. وأضاف: “إنها ترسل نظام ثاد وتعد بجميع أنواع الأسلحة التي نحتاجها للقضاء على حزب الله، قائلة إن بإمكاننا التعامل مع إيران لاحقا”.
ففي الوقت الذي فشلت فيه إدارة بايدن بتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مما قاد لتوترات بين بايدن ونتنياهو، إلا أنها تدعم بشكل كامل العملية الإسرائيلية في لبنان، حتى في ظل الشجب الدولي لإسرائيل بعد ضرب مواقع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان.
وتقول الصحيفة إن التعاون والتنسيق المشترك مع إدارة بايدن، جاء بعد العمليات الناجحة في تفجير أجهزة بيجر وقتل قيادات في “حزب الله”، من بينهم الأمين العام حسن نصر الله.
وتقول الصحيفة إن نتنياهو سيواصل التشاور مع واشنطن بشأن الضربة الإسرائيلية، إلا أنه لن ينتظر الضوء الأخضر منها، حسب مسؤول إسرائيلي مقرب من رئيس الوزراء. وما يؤثر على الديناميات المتعلقة بقرار الرد الانتقامي هو انتخاب رئيس إصلاحي لإيران، عبّر عن انفتاح للتعامل مع الغرب.
ويقول تالشير من الجامعة العبرية، إن نتنياهو وفريقه عبروا عن قلق من وصول مسعود بزشكيان للسلطة، مما يعني إعادة المحادثات بشأن الملف النووي.
ويعتقد نتنياهو أن انتخاب نائبة الرئيس كامالا هاريس في تشرين الثاني/ نوفمبر سيعيد الاتفاق النووي إلى الطاولة. وهذه هي “لحظة استراتيجية لتقويض ذلك”، كما يقول.
وفي الوقت نفسه، دعا مسؤولون إسرائيليون بمن فيهم رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت إلى شن هجوم مباشر على المنشآت النووية الإيرانية. وقال إن أي شيء أقل من ذلك يهدد بالتضحية بالزخم الذي اكتسبته إسرائيل من حربيها في لبنان وغزة.
عمان جو - نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا حصريا قالت فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر الأمريكيين بأن الضربة الإسرائيلية الثأرية ضد إيران ستقتصر على أهداف عسكرية وليس المنشآت النفطية أو النووية.
وقالت في التقرير الذي أعدته شيرا روبن وإيلين ناكاشيما، بأن الإشارة الإسرائيلية هي صورة عن الانضباط وسط مخاوف أمريكية من أن استهداف المنشأت النفطية والنووية قد يؤدي إلى حرب واسعة.
وبحسب الصحيفة، فقد أخبر نتنياهو إدارة بايدن بأنه “مستعد لضرب المنشآت العسكرية الإيرانية وليس النفط أو البرنامج النووي” حسب مسؤولين على معرفة بالمحادثات، مما يشير إلى ضربة محدودة تمنع توسع الحرب.
وينتظر الشرق الأوسط الرد الإسرائيلي على إيران التي أرسلت 180 صاروخا باليستيا إلى الدولة العبرية قبل أسبوعين، وسط مخاوف أمريكية من أن تخرج حرب الظل التي مضى عليها عقود بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
ويأتي ذلك في وقت مشحون سياسيا بالنسبة لواشنطن قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية، حيث قال الرئيس جو بايدن علانية إنه لن يؤيد توجيه ضربة إسرائيلية لمواقع ذات صلة بالأسلحة النووية. وعندما تحدث بايدن ونتنياهو يوم الأربعاء في أول مكالمة بينهما منذ أكثر من سبعة أسابيع، قال رئيس الوزراء إنه يخطط لاستهداف البنية التحتية العسكرية في إيران، وفقا لمسؤول أمريكي ومسؤول مطلع على الأمر.
ولم يعلق البيت الأبيض على التقرير، أما مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد قال في بيان: “نستمع لآراء الولايات المتحدة، ولكننا سنتخذ قراراتنا النهائية بناء على ما يقتضيه أمننا القومي”. وقال المسؤول المطلع عى المداولات إن العملية الانتقامية سيتم تنفيذها لتجنب تصور “التدخل السياسي في الانتخابات الأمريكية”، مما يشير إلى وعي نتنياهو بأن الضربة الإسرائيلية يمكن أن تعيد تشكيل نتائج السباق الرئاسي.
في المقابل، فإن ضربة إسرائيلية ضد المنشآت النفطية، قد تؤدي إلى زيادة أسعار النفط. أما استهداف المنشآت النووية فسيكون بمثابة خرق لكل الخطوط الحمراء التي تحكم المواجهة الإيرانية- الإسرائيلية، مما سيؤدي إلى تصعيد ومزيد من التورط العسكري الأمريكي.
وتعلق الصحيفة أن ضرب مؤسسات عسكرية قوبل بالارتياح في واشنطن. وقال المسؤول الأمريكي إن نتنياهو كان “معتدلا” في ذلك النقاش أكثر من السابق، حسب المسؤول الأمريكي الذي وصف المكالمة بين الزعيمين.
وقال المسؤولان إن موقف نتنياهو كان له دور في قرار بايدن إرسال نظام دفاع صاروخي قوي إلى إسرائيل. وأصبح الرئيس بعد تلك المكالمة أكثر ميلا لإرسال نظام “ثاد” الدفاعي الصاروخي الذي يعترض الصواريخ الباليستية مع 100 جندي أمريكي للإشراف عليه. ووصف البنتاغون قرار إرسال النظام الذي سيصل إلى إسرائيل في الأيام المقبلة، بأنه “تأكيد لالتزام الولايات المتحدة الثابت بالدفاع عن إسرائيل”.
وقال المسؤول المطلع على الأمر، إن الضربة الإسرائيلية على إيران ستنفذ قبل الانتخابات الأمريكية في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، لأن عدم اتخاذ أي إجراء يمكن أن تفسره إيران على أنه علامة ضعف وأنها “ستكون واحدة من سلسلة ردود”.
ونقلت الصحيفة عن زوهار بالتي، مدير المخابرات السابق في الموساد الإسرائيلي، إن نتنياهو سيحتاج إلى الموازنة بين دعوات واشنطن للاعتدال، والمطالبة العامة في إسرائيل برد ساحق على إيران. وقال: “لقد تخلى الإيرانيون عن كل إجراءات ضبط النفس التي اعتادوا عليها”، واعترف قائلا: “بدون الأسلحة الأمريكية، لا تستطيع إسرائيل القتال” و”لكن إسرائيل هي التي تتحمل المخاطر” و”تعرف كيف تقوم بهذه المهمة”.
وأشار المسؤول العارف بالمداولات إلى أن نتنياهو عقد ليلة الخميس اجتماعا مع حكومته الأمنية استمر ثلاث ساعات، نوقشت فيه الخيارات المطروحة على الطاولة، إلا أنه لم يطلب تفويضا رسميا للهجوم من حكومته، مما أبقى التوقيت مفتوحا عمدا.
وأشارت الصحيفة إلى المخاوف داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من أن الضربة لن تكون قوية بالقدر الكافي، أو قد تكون مكشوفة بطريقة ما وتردع إيران عن شن هجوم مباشر آخر على إسرائيل، أو منعها من مواصلة برنامجها النووي.
وقال غيل تالشير، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية الذي لديه اتصالات مع المسؤولين البارزين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية: “يريد الجيش الإسرائيلي ضرب القيادة العسكرية الإيرانية، لأنه لا يؤذي الناس ولا يدفع المنطقة إلى حرب أكبر” ولكن “ليست هذه الطريقة التي يفكر بها نتنياهو”.
وفي نيسان/ أبريل، ساهمت الولايات المتحدة باعتراض هجوم إيراني أعلنت عنه مقدما انتقاما لتدمير قنصليتها في دمشق وقتل عدد من قادة الحرس الثوري في سوريا، كما ساهمت في اعتراض صواريخ إيران في 1 تشرين الأول/ أكتوبر.
وبحسب ناتان إيشل، مستشار نتنياهو، الذي قال في رسالة مسربة الأسبوع الماضي: “كما انتظرنا مع حزب الله، وانتظرنا مع حماس، فإننا سنتنتظر مع إيران، حسب اعتقادي” و”سنواصل في نفس المسار بالشمال وننهي المهمة. وبعد ذلك سنذهب إيران التي لن تذهب إلى أي مكان”.
ويبدو أن نتنياهو يوقّت الهجوم بناء على الولايات المتحدة التي “تمنح إسرائيل وحكومته دعما قريبا، ولكن من أجل حزب الله”، كما قال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير سابق مطلع على المناقشات الأمنية الحالية. وأضاف: “إنها ترسل نظام ثاد وتعد بجميع أنواع الأسلحة التي نحتاجها للقضاء على حزب الله، قائلة إن بإمكاننا التعامل مع إيران لاحقا”.
ففي الوقت الذي فشلت فيه إدارة بايدن بتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مما قاد لتوترات بين بايدن ونتنياهو، إلا أنها تدعم بشكل كامل العملية الإسرائيلية في لبنان، حتى في ظل الشجب الدولي لإسرائيل بعد ضرب مواقع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان.
وتقول الصحيفة إن التعاون والتنسيق المشترك مع إدارة بايدن، جاء بعد العمليات الناجحة في تفجير أجهزة بيجر وقتل قيادات في “حزب الله”، من بينهم الأمين العام حسن نصر الله.
وتقول الصحيفة إن نتنياهو سيواصل التشاور مع واشنطن بشأن الضربة الإسرائيلية، إلا أنه لن ينتظر الضوء الأخضر منها، حسب مسؤول إسرائيلي مقرب من رئيس الوزراء. وما يؤثر على الديناميات المتعلقة بقرار الرد الانتقامي هو انتخاب رئيس إصلاحي لإيران، عبّر عن انفتاح للتعامل مع الغرب.
ويقول تالشير من الجامعة العبرية، إن نتنياهو وفريقه عبروا عن قلق من وصول مسعود بزشكيان للسلطة، مما يعني إعادة المحادثات بشأن الملف النووي.
ويعتقد نتنياهو أن انتخاب نائبة الرئيس كامالا هاريس في تشرين الثاني/ نوفمبر سيعيد الاتفاق النووي إلى الطاولة. وهذه هي “لحظة استراتيجية لتقويض ذلك”، كما يقول.
وفي الوقت نفسه، دعا مسؤولون إسرائيليون بمن فيهم رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت إلى شن هجوم مباشر على المنشآت النووية الإيرانية. وقال إن أي شيء أقل من ذلك يهدد بالتضحية بالزخم الذي اكتسبته إسرائيل من حربيها في لبنان وغزة.
عمان جو - نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا حصريا قالت فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر الأمريكيين بأن الضربة الإسرائيلية الثأرية ضد إيران ستقتصر على أهداف عسكرية وليس المنشآت النفطية أو النووية.
وقالت في التقرير الذي أعدته شيرا روبن وإيلين ناكاشيما، بأن الإشارة الإسرائيلية هي صورة عن الانضباط وسط مخاوف أمريكية من أن استهداف المنشأت النفطية والنووية قد يؤدي إلى حرب واسعة.
وبحسب الصحيفة، فقد أخبر نتنياهو إدارة بايدن بأنه “مستعد لضرب المنشآت العسكرية الإيرانية وليس النفط أو البرنامج النووي” حسب مسؤولين على معرفة بالمحادثات، مما يشير إلى ضربة محدودة تمنع توسع الحرب.
وينتظر الشرق الأوسط الرد الإسرائيلي على إيران التي أرسلت 180 صاروخا باليستيا إلى الدولة العبرية قبل أسبوعين، وسط مخاوف أمريكية من أن تخرج حرب الظل التي مضى عليها عقود بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
ويأتي ذلك في وقت مشحون سياسيا بالنسبة لواشنطن قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية، حيث قال الرئيس جو بايدن علانية إنه لن يؤيد توجيه ضربة إسرائيلية لمواقع ذات صلة بالأسلحة النووية. وعندما تحدث بايدن ونتنياهو يوم الأربعاء في أول مكالمة بينهما منذ أكثر من سبعة أسابيع، قال رئيس الوزراء إنه يخطط لاستهداف البنية التحتية العسكرية في إيران، وفقا لمسؤول أمريكي ومسؤول مطلع على الأمر.
ولم يعلق البيت الأبيض على التقرير، أما مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد قال في بيان: “نستمع لآراء الولايات المتحدة، ولكننا سنتخذ قراراتنا النهائية بناء على ما يقتضيه أمننا القومي”. وقال المسؤول المطلع عى المداولات إن العملية الانتقامية سيتم تنفيذها لتجنب تصور “التدخل السياسي في الانتخابات الأمريكية”، مما يشير إلى وعي نتنياهو بأن الضربة الإسرائيلية يمكن أن تعيد تشكيل نتائج السباق الرئاسي.
في المقابل، فإن ضربة إسرائيلية ضد المنشآت النفطية، قد تؤدي إلى زيادة أسعار النفط. أما استهداف المنشآت النووية فسيكون بمثابة خرق لكل الخطوط الحمراء التي تحكم المواجهة الإيرانية- الإسرائيلية، مما سيؤدي إلى تصعيد ومزيد من التورط العسكري الأمريكي.
وتعلق الصحيفة أن ضرب مؤسسات عسكرية قوبل بالارتياح في واشنطن. وقال المسؤول الأمريكي إن نتنياهو كان “معتدلا” في ذلك النقاش أكثر من السابق، حسب المسؤول الأمريكي الذي وصف المكالمة بين الزعيمين.
وقال المسؤولان إن موقف نتنياهو كان له دور في قرار بايدن إرسال نظام دفاع صاروخي قوي إلى إسرائيل. وأصبح الرئيس بعد تلك المكالمة أكثر ميلا لإرسال نظام “ثاد” الدفاعي الصاروخي الذي يعترض الصواريخ الباليستية مع 100 جندي أمريكي للإشراف عليه. ووصف البنتاغون قرار إرسال النظام الذي سيصل إلى إسرائيل في الأيام المقبلة، بأنه “تأكيد لالتزام الولايات المتحدة الثابت بالدفاع عن إسرائيل”.
وقال المسؤول المطلع على الأمر، إن الضربة الإسرائيلية على إيران ستنفذ قبل الانتخابات الأمريكية في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، لأن عدم اتخاذ أي إجراء يمكن أن تفسره إيران على أنه علامة ضعف وأنها “ستكون واحدة من سلسلة ردود”.
ونقلت الصحيفة عن زوهار بالتي، مدير المخابرات السابق في الموساد الإسرائيلي، إن نتنياهو سيحتاج إلى الموازنة بين دعوات واشنطن للاعتدال، والمطالبة العامة في إسرائيل برد ساحق على إيران. وقال: “لقد تخلى الإيرانيون عن كل إجراءات ضبط النفس التي اعتادوا عليها”، واعترف قائلا: “بدون الأسلحة الأمريكية، لا تستطيع إسرائيل القتال” و”لكن إسرائيل هي التي تتحمل المخاطر” و”تعرف كيف تقوم بهذه المهمة”.
وأشار المسؤول العارف بالمداولات إلى أن نتنياهو عقد ليلة الخميس اجتماعا مع حكومته الأمنية استمر ثلاث ساعات، نوقشت فيه الخيارات المطروحة على الطاولة، إلا أنه لم يطلب تفويضا رسميا للهجوم من حكومته، مما أبقى التوقيت مفتوحا عمدا.
وأشارت الصحيفة إلى المخاوف داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من أن الضربة لن تكون قوية بالقدر الكافي، أو قد تكون مكشوفة بطريقة ما وتردع إيران عن شن هجوم مباشر آخر على إسرائيل، أو منعها من مواصلة برنامجها النووي.
وقال غيل تالشير، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية الذي لديه اتصالات مع المسؤولين البارزين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية: “يريد الجيش الإسرائيلي ضرب القيادة العسكرية الإيرانية، لأنه لا يؤذي الناس ولا يدفع المنطقة إلى حرب أكبر” ولكن “ليست هذه الطريقة التي يفكر بها نتنياهو”.
وفي نيسان/ أبريل، ساهمت الولايات المتحدة باعتراض هجوم إيراني أعلنت عنه مقدما انتقاما لتدمير قنصليتها في دمشق وقتل عدد من قادة الحرس الثوري في سوريا، كما ساهمت في اعتراض صواريخ إيران في 1 تشرين الأول/ أكتوبر.
وبحسب ناتان إيشل، مستشار نتنياهو، الذي قال في رسالة مسربة الأسبوع الماضي: “كما انتظرنا مع حزب الله، وانتظرنا مع حماس، فإننا سنتنتظر مع إيران، حسب اعتقادي” و”سنواصل في نفس المسار بالشمال وننهي المهمة. وبعد ذلك سنذهب إيران التي لن تذهب إلى أي مكان”.
ويبدو أن نتنياهو يوقّت الهجوم بناء على الولايات المتحدة التي “تمنح إسرائيل وحكومته دعما قريبا، ولكن من أجل حزب الله”، كما قال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير سابق مطلع على المناقشات الأمنية الحالية. وأضاف: “إنها ترسل نظام ثاد وتعد بجميع أنواع الأسلحة التي نحتاجها للقضاء على حزب الله، قائلة إن بإمكاننا التعامل مع إيران لاحقا”.
ففي الوقت الذي فشلت فيه إدارة بايدن بتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مما قاد لتوترات بين بايدن ونتنياهو، إلا أنها تدعم بشكل كامل العملية الإسرائيلية في لبنان، حتى في ظل الشجب الدولي لإسرائيل بعد ضرب مواقع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان.
وتقول الصحيفة إن التعاون والتنسيق المشترك مع إدارة بايدن، جاء بعد العمليات الناجحة في تفجير أجهزة بيجر وقتل قيادات في “حزب الله”، من بينهم الأمين العام حسن نصر الله.
وتقول الصحيفة إن نتنياهو سيواصل التشاور مع واشنطن بشأن الضربة الإسرائيلية، إلا أنه لن ينتظر الضوء الأخضر منها، حسب مسؤول إسرائيلي مقرب من رئيس الوزراء. وما يؤثر على الديناميات المتعلقة بقرار الرد الانتقامي هو انتخاب رئيس إصلاحي لإيران، عبّر عن انفتاح للتعامل مع الغرب.
ويقول تالشير من الجامعة العبرية، إن نتنياهو وفريقه عبروا عن قلق من وصول مسعود بزشكيان للسلطة، مما يعني إعادة المحادثات بشأن الملف النووي.
ويعتقد نتنياهو أن انتخاب نائبة الرئيس كامالا هاريس في تشرين الثاني/ نوفمبر سيعيد الاتفاق النووي إلى الطاولة. وهذه هي “لحظة استراتيجية لتقويض ذلك”، كما يقول.
وفي الوقت نفسه، دعا مسؤولون إسرائيليون بمن فيهم رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت إلى شن هجوم مباشر على المنشآت النووية الإيرانية. وقال إن أي شيء أقل من ذلك يهدد بالتضحية بالزخم الذي اكتسبته إسرائيل من حربيها في لبنان وغزة.
التعليقات