عمان جو – شادي سمحان
في معركة غير تقليدية بين أشهر ماركات القهوة في الأردن، نشأت 'حرب البن' التي تغذيها حملات إعلانية ساخرة، حيث اتخذت كل علامة تجارية موقفها في الصراع لاحتلال قلوب وذاكرة المواطن الأردني. والأغرب من ذلك، أن هذه الحرب لا تدور حول جودة البن فحسب، بل حول المنتج المحلي الذي أصبح رمزًا للهوية الوطنية في مواجهة دعم بعض العلامات التجارية للكيان الصهيوني.
'بن معروف' كان أول من دق طبول الحرب، بتسويق شعار نابع من أوساط الشارع الأردني: 'لا تكون خاروف، خليك بموقفك معروف'. هذا الشعار لم يكن مجرد إعلان، بل كان دعوة صريحة للتمسك بالموقف الوطني. لكن 'بن العميد'، الذي لم يرق له أن يتقدم أحد عليه في هذه المعركة، رد سريعًا بشعار مليء باللطف الساخر: 'القهوة بتعمل شوارب'. في دلالة لطيفة على أن القهوة، مثل السلوك، تظهر من ملامحنا، ومن لا يشرب قهوة 'بن العميد' سيكون كالذي لا يظهر له شوارب!
لكن حرب الكلمات اشتعلت حين قام 'بن معروف' بنشر رد حاد على 'بن العميد': 'لكل شارب مقص، ولكل قهوة شارب، بس بن معروف قهوة على الشوارب'. لم يتأخر 'بن العميد' في الرد، وأعاد نشر منشور يقول فيه: 'امزح معي بكل شيء، إلا بالقهوة'، مرفقًا صورة سمايل غاضب حادة التهكم ومن ثم قام بنشر صورة لكيس قهوة 'بن العميد' وعبارة 'صورة بتقدر تشم ريحتها'. وكأنهم يتبارون في فنون السخرية قبل أن يتنافسوا في جودة المنتج.
ثم دخل 'بن البرازيلي' إلى ساحة المعركة، وهو يعلم جيدًا أن الدخول في هذا التحدي يتطلب أكثر من مجرد الشعارات. فأطلق حملة توضح هويته العريقة، مبتسمًا على طريقة 'عتيق'، ومع ذلك لم يخلو من الإشارة إلى تاريخه الذي يعود إلى عام 1955، كأني به يقول: 'أنا الأصلي، أنا المؤسس، وأنا الأكثر خبرة'. شعاراته كانت تركز على قيمة التراث والجودة، بينما كان منافسوه يتبارون في المواقف الساخرة.
هذه الحملات الدعاية التي تزداد قوة وانتشارًا يومًا بعد يوم، قد تكون أكثر من مجرد وسيلة تسويقية. إنها أصبحت حديث الشارع، حيث اجتمع الأردنيون – عن قصد أو غير قصد – في جبهة واحدة تدعم القهوة المحلية. فكل منشور جديد على وسائل التواصل الاجتماعي يحظى بردود فعل متباينة بين المضحك والغاضب والمعلق بأسلوب عاطفي. لكن الأهم في النهاية هو أن الوعي المحلي يزداد يومًا بعد يوم حول أهمية دعم المنتجات المحلية، بعيدًا عن الشركات التي تروج للكيان الصهيوني.
بالتأكيد، هذه 'الحرب' التي بدأت من فنجان قهوة، تتجاوز حدود التنافس التجاري إلى مستوى أكبر، وهو دعم الاقتصاد الوطني. فسواء كنت من عشاق 'بن معروف' الذي يعشق الشجاعة المعلنة، أو من متابعي 'بن العميد' الذي يعتز بقوة الشوارب، أو حتى من عشاق تاريخ 'بن البرازيلي'، يبدو أن الجميع في النهاية يتفق على نقطة واحدة: 'المنتج المحلي هو الخيار الأفضل'.
فهل ستظل محتفظًا بكوب قهوتك المعتاد، أم أنك ستنضم إلى جبهة دعم المنتج المحلي، حيث كل فنجان له قصة؟
عمان جو – شادي سمحان
في معركة غير تقليدية بين أشهر ماركات القهوة في الأردن، نشأت 'حرب البن' التي تغذيها حملات إعلانية ساخرة، حيث اتخذت كل علامة تجارية موقفها في الصراع لاحتلال قلوب وذاكرة المواطن الأردني. والأغرب من ذلك، أن هذه الحرب لا تدور حول جودة البن فحسب، بل حول المنتج المحلي الذي أصبح رمزًا للهوية الوطنية في مواجهة دعم بعض العلامات التجارية للكيان الصهيوني.
'بن معروف' كان أول من دق طبول الحرب، بتسويق شعار نابع من أوساط الشارع الأردني: 'لا تكون خاروف، خليك بموقفك معروف'. هذا الشعار لم يكن مجرد إعلان، بل كان دعوة صريحة للتمسك بالموقف الوطني. لكن 'بن العميد'، الذي لم يرق له أن يتقدم أحد عليه في هذه المعركة، رد سريعًا بشعار مليء باللطف الساخر: 'القهوة بتعمل شوارب'. في دلالة لطيفة على أن القهوة، مثل السلوك، تظهر من ملامحنا، ومن لا يشرب قهوة 'بن العميد' سيكون كالذي لا يظهر له شوارب!
لكن حرب الكلمات اشتعلت حين قام 'بن معروف' بنشر رد حاد على 'بن العميد': 'لكل شارب مقص، ولكل قهوة شارب، بس بن معروف قهوة على الشوارب'. لم يتأخر 'بن العميد' في الرد، وأعاد نشر منشور يقول فيه: 'امزح معي بكل شيء، إلا بالقهوة'، مرفقًا صورة سمايل غاضب حادة التهكم ومن ثم قام بنشر صورة لكيس قهوة 'بن العميد' وعبارة 'صورة بتقدر تشم ريحتها'. وكأنهم يتبارون في فنون السخرية قبل أن يتنافسوا في جودة المنتج.
ثم دخل 'بن البرازيلي' إلى ساحة المعركة، وهو يعلم جيدًا أن الدخول في هذا التحدي يتطلب أكثر من مجرد الشعارات. فأطلق حملة توضح هويته العريقة، مبتسمًا على طريقة 'عتيق'، ومع ذلك لم يخلو من الإشارة إلى تاريخه الذي يعود إلى عام 1955، كأني به يقول: 'أنا الأصلي، أنا المؤسس، وأنا الأكثر خبرة'. شعاراته كانت تركز على قيمة التراث والجودة، بينما كان منافسوه يتبارون في المواقف الساخرة.
هذه الحملات الدعاية التي تزداد قوة وانتشارًا يومًا بعد يوم، قد تكون أكثر من مجرد وسيلة تسويقية. إنها أصبحت حديث الشارع، حيث اجتمع الأردنيون – عن قصد أو غير قصد – في جبهة واحدة تدعم القهوة المحلية. فكل منشور جديد على وسائل التواصل الاجتماعي يحظى بردود فعل متباينة بين المضحك والغاضب والمعلق بأسلوب عاطفي. لكن الأهم في النهاية هو أن الوعي المحلي يزداد يومًا بعد يوم حول أهمية دعم المنتجات المحلية، بعيدًا عن الشركات التي تروج للكيان الصهيوني.
بالتأكيد، هذه 'الحرب' التي بدأت من فنجان قهوة، تتجاوز حدود التنافس التجاري إلى مستوى أكبر، وهو دعم الاقتصاد الوطني. فسواء كنت من عشاق 'بن معروف' الذي يعشق الشجاعة المعلنة، أو من متابعي 'بن العميد' الذي يعتز بقوة الشوارب، أو حتى من عشاق تاريخ 'بن البرازيلي'، يبدو أن الجميع في النهاية يتفق على نقطة واحدة: 'المنتج المحلي هو الخيار الأفضل'.
فهل ستظل محتفظًا بكوب قهوتك المعتاد، أم أنك ستنضم إلى جبهة دعم المنتج المحلي، حيث كل فنجان له قصة؟
عمان جو – شادي سمحان
في معركة غير تقليدية بين أشهر ماركات القهوة في الأردن، نشأت 'حرب البن' التي تغذيها حملات إعلانية ساخرة، حيث اتخذت كل علامة تجارية موقفها في الصراع لاحتلال قلوب وذاكرة المواطن الأردني. والأغرب من ذلك، أن هذه الحرب لا تدور حول جودة البن فحسب، بل حول المنتج المحلي الذي أصبح رمزًا للهوية الوطنية في مواجهة دعم بعض العلامات التجارية للكيان الصهيوني.
'بن معروف' كان أول من دق طبول الحرب، بتسويق شعار نابع من أوساط الشارع الأردني: 'لا تكون خاروف، خليك بموقفك معروف'. هذا الشعار لم يكن مجرد إعلان، بل كان دعوة صريحة للتمسك بالموقف الوطني. لكن 'بن العميد'، الذي لم يرق له أن يتقدم أحد عليه في هذه المعركة، رد سريعًا بشعار مليء باللطف الساخر: 'القهوة بتعمل شوارب'. في دلالة لطيفة على أن القهوة، مثل السلوك، تظهر من ملامحنا، ومن لا يشرب قهوة 'بن العميد' سيكون كالذي لا يظهر له شوارب!
لكن حرب الكلمات اشتعلت حين قام 'بن معروف' بنشر رد حاد على 'بن العميد': 'لكل شارب مقص، ولكل قهوة شارب، بس بن معروف قهوة على الشوارب'. لم يتأخر 'بن العميد' في الرد، وأعاد نشر منشور يقول فيه: 'امزح معي بكل شيء، إلا بالقهوة'، مرفقًا صورة سمايل غاضب حادة التهكم ومن ثم قام بنشر صورة لكيس قهوة 'بن العميد' وعبارة 'صورة بتقدر تشم ريحتها'. وكأنهم يتبارون في فنون السخرية قبل أن يتنافسوا في جودة المنتج.
ثم دخل 'بن البرازيلي' إلى ساحة المعركة، وهو يعلم جيدًا أن الدخول في هذا التحدي يتطلب أكثر من مجرد الشعارات. فأطلق حملة توضح هويته العريقة، مبتسمًا على طريقة 'عتيق'، ومع ذلك لم يخلو من الإشارة إلى تاريخه الذي يعود إلى عام 1955، كأني به يقول: 'أنا الأصلي، أنا المؤسس، وأنا الأكثر خبرة'. شعاراته كانت تركز على قيمة التراث والجودة، بينما كان منافسوه يتبارون في المواقف الساخرة.
هذه الحملات الدعاية التي تزداد قوة وانتشارًا يومًا بعد يوم، قد تكون أكثر من مجرد وسيلة تسويقية. إنها أصبحت حديث الشارع، حيث اجتمع الأردنيون – عن قصد أو غير قصد – في جبهة واحدة تدعم القهوة المحلية. فكل منشور جديد على وسائل التواصل الاجتماعي يحظى بردود فعل متباينة بين المضحك والغاضب والمعلق بأسلوب عاطفي. لكن الأهم في النهاية هو أن الوعي المحلي يزداد يومًا بعد يوم حول أهمية دعم المنتجات المحلية، بعيدًا عن الشركات التي تروج للكيان الصهيوني.
بالتأكيد، هذه 'الحرب' التي بدأت من فنجان قهوة، تتجاوز حدود التنافس التجاري إلى مستوى أكبر، وهو دعم الاقتصاد الوطني. فسواء كنت من عشاق 'بن معروف' الذي يعشق الشجاعة المعلنة، أو من متابعي 'بن العميد' الذي يعتز بقوة الشوارب، أو حتى من عشاق تاريخ 'بن البرازيلي'، يبدو أن الجميع في النهاية يتفق على نقطة واحدة: 'المنتج المحلي هو الخيار الأفضل'.
فهل ستظل محتفظًا بكوب قهوتك المعتاد، أم أنك ستنضم إلى جبهة دعم المنتج المحلي، حيث كل فنجان له قصة؟
التعليقات