عمان جو - بسام البدارين - لاحظ الجميع أن الناطقين باسم الحكومة الأردنية، لم يصدر عنهم أي تعليق لا على قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المعلن بقرب تنفيذ خطة ضم الضفة الغربية، ولا على قرار «الصديق» الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تعيين سفير له في تل أبيب من الطراز الذي يؤمن علناً بـ «يهودا والسامرة» لا بل يصرح السفير مايك هاكابي بذلك مجدداً بعد أقل من 24 ساعة على إعلان ترامب نيته اعتماده سفيراً في الكيان الإسرائيلي. لسبب غامض حتى الآن على الأقل، لم يصدر بيان في المسألة من وزارة الخارجية الأردنية. ولسبب أكثر غموضاً، تجنبت أذرع الإعلام الرسمي الأردنية الاشتباك مع هذا التطور الدراماتيكي. وعمان كانت للتو مشغولة تماماً بمنع سيناريو الوزير سموتريتش الخاص بضم الأغوار على كتف الحدود مع فلسطين المحتلة، وسرعان ما عالجها سموتريتش نفسه بالإعلان عن مشروع ضم الضفة الغربية بأكملها. وهو اتجاه صنفه السياسي الأردني المخضرم طاهر المصري، فوراً بأنه عداء مباشر ضد الأردن يستوجب إجراءات. لا أحد يتخيل ما هي الإجراءات الممكنة أردنياً للإفلات من كمين مساحة تلاقي مفترضة أصبحت شبه واقعية بين اليمينين الأمريكي والإسرائيلي. والسياسي الخبير الدكتور جواد العناني، حذر مبكراً من ضرورة الاستعداد وطنياً وسياسياً على الصعيدين الأردني والفلسطيني من مأزق كمين من هذا الصنف. صحيح أن الرئيس المنتخب ترامب لم يعلن موقفاً محدداً من خطط ومشاريع الوزير سموتريتش، الذي طالب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي علناً الدول الأوروبية بفرض عقوبات عليه. لكن الصحيح في المقابل، أن خطوة ترامب بتعيين سفير يؤمن علناً بـ «يهودا والسامرة» ويصرح بدعم ضم الضفة الغربية، تصادق على رواية السؤال الذي طرحه علناً المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين مراد العضايلة، عندما سأل: بأي اتجاه يريد ترامب توسيع إسرائيل الصغيرة جغرافياً؟
هل يتحول «السكان» إلى «مشكلة أردنية»؟
طبعاً، سؤال العضايلة سبق نتائج الانتخابات بنحو شهرين. لكن ترامب نفسه كان قد تحدث عن توسيع إسرائيل في الجغرافيا ثم قرر تعيين السفير هاكابي بصيغة توحي ضمناً بأن عهد الرئيس ترامب قد يتضمن الهدية الجديدة لسموتريتش، وهي ضم الضفة الغربية. هنا سأل هاكابي علناً أمس الأول: هل سيتم ضم الضفة الغربية لإسرائيل في ولاية ترامب؟ أجاب الرجل على نفسه قائلاً: «نعم». تلك «النعم» لا جواب عليها بعد، لا في الأردن ولا في بقية عواصم معسكر الاعتدال العربي، ولا حتى برام الله. وما يسأل عنه الجمهور مبكراً إزاء هذه التطورات: أين وزير الخارجية النشط أيمن الصفدي، في الأيام التي أعقبت إعلان فوز ترامب؟ المألوف أردنياً بالمعنى السياسي، هو العمل ضمن استراتيجية سلام شاملة فكرتها دولة فلسطينية. لم يفهم بعد كيف يمكن للأردن أن يتعايش مع حالة توافق فيها الرئاسة الأمريكية على ضم الضفة الغربية مما يصادق على الرواية المبكرة لوزير البلاط الأردني الأسبق الدكتور مروان المعشر قبل 3 أشهر عداً ونقداً من الانتخابات الأمريكية، والتي شرح فيها مختصراً يقول: «بعد عودة ترامب ستعود صفقة القرن ومضمونها ضد حل الدولتين وضد الدولة الفلسطينية، بمعنى حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن». ذلك لا يعني في حال تقليب كل السيناريوهات إلا أن مسلسل حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن قد بدأ فعلاً من خطوة ترامب في اختيار وانتقاء سفير له في تل أبيب وصفه بأنه «عاشق لإسرائيل وشعبها» وليس عاشقاً للسلام، ما يفجر كل اختبارات الكون سياسياً لمقولة الأردن العلنية منذ أكثر من عام، التي تعتبر التهجير من الضفة الغربية بمثابة إعلان حرب على الأردن. سفير ترامب الجديد يعلن هذه الحرب بمعنى أو بآخر، وما يفعله مطبخ الرئيس الأمريكي المنتخب يخلط تماماً كل الأوراق حتى في الداخل الأردني وسط صمت غريب رسمي في عمان ورام الله معاً، ما يوحي بالعجز والإفلاس في المواجهة والاشتباك أكثر بكثير مما يوحي بالتعامل مع تصريحات سموتريتش تحديداً، باعتبارها مجرد لغو وكلام لا يبدل في الوقائع على الأرض. ما اقترحه المعشر علناً وآخرون في حال إعلان موت حل الدولتين سريرياً هو الانتقال لخط الإنتاج المانع المتمثل في العمل بعد الآن على الدولة الواحدة، بمعنى تحويل الديموغرافيا الفلسطينية إلى سلاح فتاك يحرج الأمريكيين ويربك الإسرائيليين بدلاً من الاستسلام لمنطق سموتريتش، الذي يريد تحويل أهل الضفة الغربية ومواطنيها إلى مجرد سكان أجانب يقيمون في الكيان وليسوا رعايا لإسرائيل. الخطوة التالية المتوقعة في سيناريو ترامب ـ سموتريتش حتى أردنياً للأسف، هي تلك التي تقول ما قاله السوريون عن جنوب سوريا عندما رددوا عبارة «درعا مشكلة أردنية». وبالقياس إلى خطط اليمينين الأمريكي والإسرائيلي، هنا يصبح الاختبار على شكل عبارة تقول: «سكان الضفة الغربية الذين يقيمون في دولة إسرائيل أيضاً مشكلة أردنية». بعض التعليقات على منصات الأردنيين تمتدح أجندة ترامب في طرد المقيمين ومنع المهاجرين، لا بل تقترح عليه التعاون في طرد من يوصفون بالمجنسين في الأردن.. يردد بعض المعلقين ذلك بطريقة سطحية بين الأردنيين؛ لأنهم لا يعلمون بأن ما يريده ترامب في النتيجة هو توطين اللاجئين في الأردن وتجنيس أهل الضفة الغربية بعد تحويلهم إلى عبء وظيفة الدولة الأردنية الانشغال به.
«القدس العربي»
عمان جو - بسام البدارين - لاحظ الجميع أن الناطقين باسم الحكومة الأردنية، لم يصدر عنهم أي تعليق لا على قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المعلن بقرب تنفيذ خطة ضم الضفة الغربية، ولا على قرار «الصديق» الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تعيين سفير له في تل أبيب من الطراز الذي يؤمن علناً بـ «يهودا والسامرة» لا بل يصرح السفير مايك هاكابي بذلك مجدداً بعد أقل من 24 ساعة على إعلان ترامب نيته اعتماده سفيراً في الكيان الإسرائيلي. لسبب غامض حتى الآن على الأقل، لم يصدر بيان في المسألة من وزارة الخارجية الأردنية. ولسبب أكثر غموضاً، تجنبت أذرع الإعلام الرسمي الأردنية الاشتباك مع هذا التطور الدراماتيكي. وعمان كانت للتو مشغولة تماماً بمنع سيناريو الوزير سموتريتش الخاص بضم الأغوار على كتف الحدود مع فلسطين المحتلة، وسرعان ما عالجها سموتريتش نفسه بالإعلان عن مشروع ضم الضفة الغربية بأكملها. وهو اتجاه صنفه السياسي الأردني المخضرم طاهر المصري، فوراً بأنه عداء مباشر ضد الأردن يستوجب إجراءات. لا أحد يتخيل ما هي الإجراءات الممكنة أردنياً للإفلات من كمين مساحة تلاقي مفترضة أصبحت شبه واقعية بين اليمينين الأمريكي والإسرائيلي. والسياسي الخبير الدكتور جواد العناني، حذر مبكراً من ضرورة الاستعداد وطنياً وسياسياً على الصعيدين الأردني والفلسطيني من مأزق كمين من هذا الصنف. صحيح أن الرئيس المنتخب ترامب لم يعلن موقفاً محدداً من خطط ومشاريع الوزير سموتريتش، الذي طالب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي علناً الدول الأوروبية بفرض عقوبات عليه. لكن الصحيح في المقابل، أن خطوة ترامب بتعيين سفير يؤمن علناً بـ «يهودا والسامرة» ويصرح بدعم ضم الضفة الغربية، تصادق على رواية السؤال الذي طرحه علناً المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين مراد العضايلة، عندما سأل: بأي اتجاه يريد ترامب توسيع إسرائيل الصغيرة جغرافياً؟
هل يتحول «السكان» إلى «مشكلة أردنية»؟
طبعاً، سؤال العضايلة سبق نتائج الانتخابات بنحو شهرين. لكن ترامب نفسه كان قد تحدث عن توسيع إسرائيل في الجغرافيا ثم قرر تعيين السفير هاكابي بصيغة توحي ضمناً بأن عهد الرئيس ترامب قد يتضمن الهدية الجديدة لسموتريتش، وهي ضم الضفة الغربية. هنا سأل هاكابي علناً أمس الأول: هل سيتم ضم الضفة الغربية لإسرائيل في ولاية ترامب؟ أجاب الرجل على نفسه قائلاً: «نعم». تلك «النعم» لا جواب عليها بعد، لا في الأردن ولا في بقية عواصم معسكر الاعتدال العربي، ولا حتى برام الله. وما يسأل عنه الجمهور مبكراً إزاء هذه التطورات: أين وزير الخارجية النشط أيمن الصفدي، في الأيام التي أعقبت إعلان فوز ترامب؟ المألوف أردنياً بالمعنى السياسي، هو العمل ضمن استراتيجية سلام شاملة فكرتها دولة فلسطينية. لم يفهم بعد كيف يمكن للأردن أن يتعايش مع حالة توافق فيها الرئاسة الأمريكية على ضم الضفة الغربية مما يصادق على الرواية المبكرة لوزير البلاط الأردني الأسبق الدكتور مروان المعشر قبل 3 أشهر عداً ونقداً من الانتخابات الأمريكية، والتي شرح فيها مختصراً يقول: «بعد عودة ترامب ستعود صفقة القرن ومضمونها ضد حل الدولتين وضد الدولة الفلسطينية، بمعنى حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن». ذلك لا يعني في حال تقليب كل السيناريوهات إلا أن مسلسل حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن قد بدأ فعلاً من خطوة ترامب في اختيار وانتقاء سفير له في تل أبيب وصفه بأنه «عاشق لإسرائيل وشعبها» وليس عاشقاً للسلام، ما يفجر كل اختبارات الكون سياسياً لمقولة الأردن العلنية منذ أكثر من عام، التي تعتبر التهجير من الضفة الغربية بمثابة إعلان حرب على الأردن. سفير ترامب الجديد يعلن هذه الحرب بمعنى أو بآخر، وما يفعله مطبخ الرئيس الأمريكي المنتخب يخلط تماماً كل الأوراق حتى في الداخل الأردني وسط صمت غريب رسمي في عمان ورام الله معاً، ما يوحي بالعجز والإفلاس في المواجهة والاشتباك أكثر بكثير مما يوحي بالتعامل مع تصريحات سموتريتش تحديداً، باعتبارها مجرد لغو وكلام لا يبدل في الوقائع على الأرض. ما اقترحه المعشر علناً وآخرون في حال إعلان موت حل الدولتين سريرياً هو الانتقال لخط الإنتاج المانع المتمثل في العمل بعد الآن على الدولة الواحدة، بمعنى تحويل الديموغرافيا الفلسطينية إلى سلاح فتاك يحرج الأمريكيين ويربك الإسرائيليين بدلاً من الاستسلام لمنطق سموتريتش، الذي يريد تحويل أهل الضفة الغربية ومواطنيها إلى مجرد سكان أجانب يقيمون في الكيان وليسوا رعايا لإسرائيل. الخطوة التالية المتوقعة في سيناريو ترامب ـ سموتريتش حتى أردنياً للأسف، هي تلك التي تقول ما قاله السوريون عن جنوب سوريا عندما رددوا عبارة «درعا مشكلة أردنية». وبالقياس إلى خطط اليمينين الأمريكي والإسرائيلي، هنا يصبح الاختبار على شكل عبارة تقول: «سكان الضفة الغربية الذين يقيمون في دولة إسرائيل أيضاً مشكلة أردنية». بعض التعليقات على منصات الأردنيين تمتدح أجندة ترامب في طرد المقيمين ومنع المهاجرين، لا بل تقترح عليه التعاون في طرد من يوصفون بالمجنسين في الأردن.. يردد بعض المعلقين ذلك بطريقة سطحية بين الأردنيين؛ لأنهم لا يعلمون بأن ما يريده ترامب في النتيجة هو توطين اللاجئين في الأردن وتجنيس أهل الضفة الغربية بعد تحويلهم إلى عبء وظيفة الدولة الأردنية الانشغال به.
«القدس العربي»
عمان جو - بسام البدارين - لاحظ الجميع أن الناطقين باسم الحكومة الأردنية، لم يصدر عنهم أي تعليق لا على قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المعلن بقرب تنفيذ خطة ضم الضفة الغربية، ولا على قرار «الصديق» الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تعيين سفير له في تل أبيب من الطراز الذي يؤمن علناً بـ «يهودا والسامرة» لا بل يصرح السفير مايك هاكابي بذلك مجدداً بعد أقل من 24 ساعة على إعلان ترامب نيته اعتماده سفيراً في الكيان الإسرائيلي. لسبب غامض حتى الآن على الأقل، لم يصدر بيان في المسألة من وزارة الخارجية الأردنية. ولسبب أكثر غموضاً، تجنبت أذرع الإعلام الرسمي الأردنية الاشتباك مع هذا التطور الدراماتيكي. وعمان كانت للتو مشغولة تماماً بمنع سيناريو الوزير سموتريتش الخاص بضم الأغوار على كتف الحدود مع فلسطين المحتلة، وسرعان ما عالجها سموتريتش نفسه بالإعلان عن مشروع ضم الضفة الغربية بأكملها. وهو اتجاه صنفه السياسي الأردني المخضرم طاهر المصري، فوراً بأنه عداء مباشر ضد الأردن يستوجب إجراءات. لا أحد يتخيل ما هي الإجراءات الممكنة أردنياً للإفلات من كمين مساحة تلاقي مفترضة أصبحت شبه واقعية بين اليمينين الأمريكي والإسرائيلي. والسياسي الخبير الدكتور جواد العناني، حذر مبكراً من ضرورة الاستعداد وطنياً وسياسياً على الصعيدين الأردني والفلسطيني من مأزق كمين من هذا الصنف. صحيح أن الرئيس المنتخب ترامب لم يعلن موقفاً محدداً من خطط ومشاريع الوزير سموتريتش، الذي طالب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي علناً الدول الأوروبية بفرض عقوبات عليه. لكن الصحيح في المقابل، أن خطوة ترامب بتعيين سفير يؤمن علناً بـ «يهودا والسامرة» ويصرح بدعم ضم الضفة الغربية، تصادق على رواية السؤال الذي طرحه علناً المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين مراد العضايلة، عندما سأل: بأي اتجاه يريد ترامب توسيع إسرائيل الصغيرة جغرافياً؟
هل يتحول «السكان» إلى «مشكلة أردنية»؟
طبعاً، سؤال العضايلة سبق نتائج الانتخابات بنحو شهرين. لكن ترامب نفسه كان قد تحدث عن توسيع إسرائيل في الجغرافيا ثم قرر تعيين السفير هاكابي بصيغة توحي ضمناً بأن عهد الرئيس ترامب قد يتضمن الهدية الجديدة لسموتريتش، وهي ضم الضفة الغربية. هنا سأل هاكابي علناً أمس الأول: هل سيتم ضم الضفة الغربية لإسرائيل في ولاية ترامب؟ أجاب الرجل على نفسه قائلاً: «نعم». تلك «النعم» لا جواب عليها بعد، لا في الأردن ولا في بقية عواصم معسكر الاعتدال العربي، ولا حتى برام الله. وما يسأل عنه الجمهور مبكراً إزاء هذه التطورات: أين وزير الخارجية النشط أيمن الصفدي، في الأيام التي أعقبت إعلان فوز ترامب؟ المألوف أردنياً بالمعنى السياسي، هو العمل ضمن استراتيجية سلام شاملة فكرتها دولة فلسطينية. لم يفهم بعد كيف يمكن للأردن أن يتعايش مع حالة توافق فيها الرئاسة الأمريكية على ضم الضفة الغربية مما يصادق على الرواية المبكرة لوزير البلاط الأردني الأسبق الدكتور مروان المعشر قبل 3 أشهر عداً ونقداً من الانتخابات الأمريكية، والتي شرح فيها مختصراً يقول: «بعد عودة ترامب ستعود صفقة القرن ومضمونها ضد حل الدولتين وضد الدولة الفلسطينية، بمعنى حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن». ذلك لا يعني في حال تقليب كل السيناريوهات إلا أن مسلسل حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن قد بدأ فعلاً من خطوة ترامب في اختيار وانتقاء سفير له في تل أبيب وصفه بأنه «عاشق لإسرائيل وشعبها» وليس عاشقاً للسلام، ما يفجر كل اختبارات الكون سياسياً لمقولة الأردن العلنية منذ أكثر من عام، التي تعتبر التهجير من الضفة الغربية بمثابة إعلان حرب على الأردن. سفير ترامب الجديد يعلن هذه الحرب بمعنى أو بآخر، وما يفعله مطبخ الرئيس الأمريكي المنتخب يخلط تماماً كل الأوراق حتى في الداخل الأردني وسط صمت غريب رسمي في عمان ورام الله معاً، ما يوحي بالعجز والإفلاس في المواجهة والاشتباك أكثر بكثير مما يوحي بالتعامل مع تصريحات سموتريتش تحديداً، باعتبارها مجرد لغو وكلام لا يبدل في الوقائع على الأرض. ما اقترحه المعشر علناً وآخرون في حال إعلان موت حل الدولتين سريرياً هو الانتقال لخط الإنتاج المانع المتمثل في العمل بعد الآن على الدولة الواحدة، بمعنى تحويل الديموغرافيا الفلسطينية إلى سلاح فتاك يحرج الأمريكيين ويربك الإسرائيليين بدلاً من الاستسلام لمنطق سموتريتش، الذي يريد تحويل أهل الضفة الغربية ومواطنيها إلى مجرد سكان أجانب يقيمون في الكيان وليسوا رعايا لإسرائيل. الخطوة التالية المتوقعة في سيناريو ترامب ـ سموتريتش حتى أردنياً للأسف، هي تلك التي تقول ما قاله السوريون عن جنوب سوريا عندما رددوا عبارة «درعا مشكلة أردنية». وبالقياس إلى خطط اليمينين الأمريكي والإسرائيلي، هنا يصبح الاختبار على شكل عبارة تقول: «سكان الضفة الغربية الذين يقيمون في دولة إسرائيل أيضاً مشكلة أردنية». بعض التعليقات على منصات الأردنيين تمتدح أجندة ترامب في طرد المقيمين ومنع المهاجرين، لا بل تقترح عليه التعاون في طرد من يوصفون بالمجنسين في الأردن.. يردد بعض المعلقين ذلك بطريقة سطحية بين الأردنيين؛ لأنهم لا يعلمون بأن ما يريده ترامب في النتيجة هو توطين اللاجئين في الأردن وتجنيس أهل الضفة الغربية بعد تحويلهم إلى عبء وظيفة الدولة الأردنية الانشغال به.
«القدس العربي»
التعليقات
طاقم «يهودا والسامرة» الأمريكي يخطط لضم الضفة الغربية وترحيل الفلسطينيين
التعليقات