عمان جو - نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعده ريتشارد سبنسر وأوليفر مارسدين قالا فيه إن البحث جار عن “الشبح” شقيق بشار الأسد. وقالا إن ماهر الأسد ترك خلفه قصورا وشبكة من الأنفاق عندما هرب من سوريا. ففي مجمع الحرس الجمهوري بجديدة الشيباني كان السكان يحزمون أمتعتهم. كانت الشاحنات تُحمل بالأثاث والفراش حتى آخر مرتبة وتنقل عبر التلة. فقد كان حرس النظام السابق يحملون أمتعتهم ويرحلون باتجاه المناطق الساحلية، معاقل الطائفة العلوية. وقد وعد حكام سوريا الجدد أنهم سيحاسبون ويعتقلون فقط من تلطخت أيديهم بالدماء، لكن الكثير من الناس لا يصدقون الوعد ويهربون.
واختفى معظم المقربين من بشار الأسد، وعلى رأسهم شقيقه ماهر والذي يعتبر على رأس قائمة المطلوبين الآن في سوريا. وقاد ماهر الأسد الذي كان يعتبر القائد الفعلي للجيش عمليات القمع في المراحل الأولى للاحتجاجات المطالبة بتغيير سلمي في البلاد. وهو مقرب من إيران ويعتقد أنه مارس على شقيقه الضغوط طوال الحرب لعدم تقديم تنازلات.
وكان ماهر الأسد من بين أكثر الشخصيات فسادا في النظام، حيث كان يسحب الأموال من خزائن الدولة إلى حسابات الأسرة، ثم أشرف لاحقا على أكثر الصناعات المدرة للربح في سوريا، وهي صناعة المخدرات، وبخاصة الأمفيتامين والكبتاغون.
ونقلت الصحيفة عن حسن عيد، 32 عاما، وهو واحد من العديد من السوريين الذين جاءوا إلى منازل ماهر الأسد الفخمة الواقعة شمال دمشق بعد سقوط النظام، قوله: “ماهر يشبه الشبح الكبير المخيف”. وأضاف وهو يركل بعض صناديق ساعات أوميغا الفارغة: “اسمه يشبه قصة رعب، كان مثل مصاص دماء كبير، باستثناء أنه كان يمتص الدولارات”.
وتقول الصحيفة إن ماهر الأسد ظل في دمشق مع تقدم المقاتلين التابعين لهيئة تحرير الشام من إدلب نحو الجنوب. وبحسب روايات لم يتم التحقق منها، فقد شوهد آخر مرة في مشادة كلامية مع شقيقه بشار في مطار المزة العسكري. وكان ماهر يخطط لتنظيم دفاع أخير عن مدينة حمص، الواقعة على بعد ساعتين شمال دمشق، وفي صباح يوم 7 كانون الأول/ديسمبر أطلع شقيقه على الوضع. وعندما لم يتمكن من الوصول إلى الرئيس مرة أخرى في فترة ما بعد الظهر لحقه إلى المطار، حيث كان بشار يهم بركوب طائرة لنقله إلى القاعدة الجوية الروسية في حميميم، والتي طار منها إلى موسكو. وعندما أدرك الجيش أن الرئيس تخلى عنهم انهارت المقاومة الأخيرة.
ونفى العراق التقارير التي قالت إن ماهر هرب إلى بغداد، مع أنه يدرس ما يجب عمله مع آلاف من قوات النظام الذين عبروا الحدود من أجل الحصول على اللجوء.
وتقول الروايات الأكثر مصداقية إن ماهر، مثل أخيه، شق طريقه إلى موسكو، حيث استثمرت عائلة الأسد عشرات الملايين من الدولارات في العقارات هناك.
وتعلق الصحيفة أن ماهر وزوجته منال اعتادا على الحياة الفارهة رغم تدهور الوضع والفقر في سوريا بسبب الحرب والفساد.
وفي منزلهما الصيفي على قمة الجبل، ترك اللصوص الذين دخلوا وراءهم الفوضى، وبقايا الطعام.
وفي مكتب ماهر، كان هناك قرص دي في دي للمغنية جنيفر لوبيز على المكتب بجوار ملصق ممزق لبشار وحزمة من حبوب فيتو أندرو، وهو مكمل غذائي قوي وطبيعي 100% للصحة وتعزيز الطاقة الجنسية، وبحسب الوصف على الصندوق فهو: “يطلق العنان للحصان بداخلك”.
وفي الطابق السفلي، سلم مخفي خلف باب معدني مقفل يقود من مرآبه إلى غرف ومخازن تحت الأرض. وكان هناك مصعد سلم مزود بأزرار فضية ومقعد جلدي مبطن وزر إيقاف طوارئ أحمر، لاستخدام من لا يريدون المشي. وانتشرت في المخازن صناديق فارغة من العلامات التجارية الفاخرة، علب ساعات لونغين، وروليكس وكارتييه. وانتشرت على الأرض زجاجات فودكا محطمة. وفي أماكن أخرى كانت هناك عبوات مسدسات فارغة. ونهب السوريون الذين وصلوا أولا كل شيء عندما فر النظام.
كان غيث كمال الدين، 19 عاما، يدفع مع أصدقائه عربة باتجاه الحائط ثم يضعون صندوقا خشبيا مكسورا فوقها، ثم تسلق غيث ورفع رأسه عبر الفتحة التي كانت توجد بها فتحة التهوية، كانت الغرفة المجاورة فارغة. وقال غيث: “جئنا للزيارة، إنه أشبه بمتحف الآن”. وفي الطرف البعيد، عند مدخل فتحة كانت تقود مباشرة إلى التل، تدفق ضوء الشمس بشكل غير متوقع عند فتحها. ومن الخارج، كان من الواضح أن الفتحة كانت تقع فوق مدخل أكبر، واسع بما يكفي لمرور شاحنة. وكان هناك طريق متعرج ينزل إلى الوادي أدناه. وعلى بعد عشرة أميال في ضاحية يعفور الراقية، الشهيرة بإسطبلات الخيول والمنازل التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، كان هناك مصعد آخر يؤدي إلى المزيد من الغرف تحت مسكن زوجة ماهر، منال.
ومرة أخرى، كانت هذه الغرف مزودة أيضا بنفق يقود إلى سفح الجبل وفتحة هروب. ولكن الفارق هنا، أن صناديق المسدسات والساعات الفارغة استبدلت بصناديق ملابس نسائية. أما الملابس نفسها فقد اختفت، ولم يتبق سوى مئات الصور العائلية لمنال وأطفال الزوجين الثلاثة.
كانت زوجة ماهر، منال الجدعان، من عائلة سنية ثرية، مثل عائلة زوجة بشار الأسد، أسماء. وقد ظهر في الصور: نادي الخيول واللقاءات العائلية والرحلات إلى سي وورلد، حيث كان الأطفال يركبون الدلافين. وشاركت ابنتاها شام وبشرى في مسابقات وطنية للقفز على الحواجز، وحصدتا في معظم الأحيان جميع الجوائز. ولم يكن هناك سوى صورة واحدة لماهر نفسه.
وكان “السياح” ومعظمهم ممن عاشوا الفقر والتشرد أثناء الحرب الأهلية ينظرون بفضول، وقال أحد الرجال: “لو غادروا في عام 2012 أو حتى عام 2015، لكانوا قد غادروا بكرامة. ولكن على هذا النحو لا توجد كرامة على الإطلاق”. وفي سجل دفتر الزوار بمنزل البواب، سجلت كل مرة كانت منال وأطفالها يدخلون ويخرجون. وكانت آخر مرة دخلوا فيها في 29 تشرين الثاني/نوفمبر في الساعة التاسعة مساء. وربما كانت عائلات القادة قد غادرت إلى موسكو، عندما اتضح مستوى الأزمة التي تواجه البلاد.
ونظر لماهر، الشقيق الأصغر وباسل الأكبر في العائلة بأنهما “رجلا العائلة”. أما بشار، المثقف والعصبي، فقد ورث مملكة والده عند مقتل باسل في حادث سيارة في طريق المطار عام 1994.
وقاد ماهر الفرقة الرابعة في الجيش، التي تولت مهمة قمع الانتفاضة في عام 2011 بالقوة. ويعتقد فيما بعد أنه كان متورطا بشكل مباشر في هجمات الأسلحة الكيماوية التي شنها النظام، حيث أصدرت فرنسا بالفعل مذكرة اعتقال بحقه. والآن يعمل عدد من المحققين السوريين والغربيين على وضع خطط للملاحقة القضائية الدولية.
وإذا غادر ماهر روسيا الآمنة ولكن المحدودة، فمن المحتمل أن يواجه الاختيار بين محكمة دولية أو أي نظام عدالة يضعه حكام سوريا الجدد. وربما فضل البقاء حيث هو.
عمان جو - نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعده ريتشارد سبنسر وأوليفر مارسدين قالا فيه إن البحث جار عن “الشبح” شقيق بشار الأسد. وقالا إن ماهر الأسد ترك خلفه قصورا وشبكة من الأنفاق عندما هرب من سوريا. ففي مجمع الحرس الجمهوري بجديدة الشيباني كان السكان يحزمون أمتعتهم. كانت الشاحنات تُحمل بالأثاث والفراش حتى آخر مرتبة وتنقل عبر التلة. فقد كان حرس النظام السابق يحملون أمتعتهم ويرحلون باتجاه المناطق الساحلية، معاقل الطائفة العلوية. وقد وعد حكام سوريا الجدد أنهم سيحاسبون ويعتقلون فقط من تلطخت أيديهم بالدماء، لكن الكثير من الناس لا يصدقون الوعد ويهربون.
واختفى معظم المقربين من بشار الأسد، وعلى رأسهم شقيقه ماهر والذي يعتبر على رأس قائمة المطلوبين الآن في سوريا. وقاد ماهر الأسد الذي كان يعتبر القائد الفعلي للجيش عمليات القمع في المراحل الأولى للاحتجاجات المطالبة بتغيير سلمي في البلاد. وهو مقرب من إيران ويعتقد أنه مارس على شقيقه الضغوط طوال الحرب لعدم تقديم تنازلات.
وكان ماهر الأسد من بين أكثر الشخصيات فسادا في النظام، حيث كان يسحب الأموال من خزائن الدولة إلى حسابات الأسرة، ثم أشرف لاحقا على أكثر الصناعات المدرة للربح في سوريا، وهي صناعة المخدرات، وبخاصة الأمفيتامين والكبتاغون.
ونقلت الصحيفة عن حسن عيد، 32 عاما، وهو واحد من العديد من السوريين الذين جاءوا إلى منازل ماهر الأسد الفخمة الواقعة شمال دمشق بعد سقوط النظام، قوله: “ماهر يشبه الشبح الكبير المخيف”. وأضاف وهو يركل بعض صناديق ساعات أوميغا الفارغة: “اسمه يشبه قصة رعب، كان مثل مصاص دماء كبير، باستثناء أنه كان يمتص الدولارات”.
وتقول الصحيفة إن ماهر الأسد ظل في دمشق مع تقدم المقاتلين التابعين لهيئة تحرير الشام من إدلب نحو الجنوب. وبحسب روايات لم يتم التحقق منها، فقد شوهد آخر مرة في مشادة كلامية مع شقيقه بشار في مطار المزة العسكري. وكان ماهر يخطط لتنظيم دفاع أخير عن مدينة حمص، الواقعة على بعد ساعتين شمال دمشق، وفي صباح يوم 7 كانون الأول/ديسمبر أطلع شقيقه على الوضع. وعندما لم يتمكن من الوصول إلى الرئيس مرة أخرى في فترة ما بعد الظهر لحقه إلى المطار، حيث كان بشار يهم بركوب طائرة لنقله إلى القاعدة الجوية الروسية في حميميم، والتي طار منها إلى موسكو. وعندما أدرك الجيش أن الرئيس تخلى عنهم انهارت المقاومة الأخيرة.
ونفى العراق التقارير التي قالت إن ماهر هرب إلى بغداد، مع أنه يدرس ما يجب عمله مع آلاف من قوات النظام الذين عبروا الحدود من أجل الحصول على اللجوء.
وتقول الروايات الأكثر مصداقية إن ماهر، مثل أخيه، شق طريقه إلى موسكو، حيث استثمرت عائلة الأسد عشرات الملايين من الدولارات في العقارات هناك.
وتعلق الصحيفة أن ماهر وزوجته منال اعتادا على الحياة الفارهة رغم تدهور الوضع والفقر في سوريا بسبب الحرب والفساد.
وفي منزلهما الصيفي على قمة الجبل، ترك اللصوص الذين دخلوا وراءهم الفوضى، وبقايا الطعام.
وفي مكتب ماهر، كان هناك قرص دي في دي للمغنية جنيفر لوبيز على المكتب بجوار ملصق ممزق لبشار وحزمة من حبوب فيتو أندرو، وهو مكمل غذائي قوي وطبيعي 100% للصحة وتعزيز الطاقة الجنسية، وبحسب الوصف على الصندوق فهو: “يطلق العنان للحصان بداخلك”.
وفي الطابق السفلي، سلم مخفي خلف باب معدني مقفل يقود من مرآبه إلى غرف ومخازن تحت الأرض. وكان هناك مصعد سلم مزود بأزرار فضية ومقعد جلدي مبطن وزر إيقاف طوارئ أحمر، لاستخدام من لا يريدون المشي. وانتشرت في المخازن صناديق فارغة من العلامات التجارية الفاخرة، علب ساعات لونغين، وروليكس وكارتييه. وانتشرت على الأرض زجاجات فودكا محطمة. وفي أماكن أخرى كانت هناك عبوات مسدسات فارغة. ونهب السوريون الذين وصلوا أولا كل شيء عندما فر النظام.
كان غيث كمال الدين، 19 عاما، يدفع مع أصدقائه عربة باتجاه الحائط ثم يضعون صندوقا خشبيا مكسورا فوقها، ثم تسلق غيث ورفع رأسه عبر الفتحة التي كانت توجد بها فتحة التهوية، كانت الغرفة المجاورة فارغة. وقال غيث: “جئنا للزيارة، إنه أشبه بمتحف الآن”. وفي الطرف البعيد، عند مدخل فتحة كانت تقود مباشرة إلى التل، تدفق ضوء الشمس بشكل غير متوقع عند فتحها. ومن الخارج، كان من الواضح أن الفتحة كانت تقع فوق مدخل أكبر، واسع بما يكفي لمرور شاحنة. وكان هناك طريق متعرج ينزل إلى الوادي أدناه. وعلى بعد عشرة أميال في ضاحية يعفور الراقية، الشهيرة بإسطبلات الخيول والمنازل التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، كان هناك مصعد آخر يؤدي إلى المزيد من الغرف تحت مسكن زوجة ماهر، منال.
ومرة أخرى، كانت هذه الغرف مزودة أيضا بنفق يقود إلى سفح الجبل وفتحة هروب. ولكن الفارق هنا، أن صناديق المسدسات والساعات الفارغة استبدلت بصناديق ملابس نسائية. أما الملابس نفسها فقد اختفت، ولم يتبق سوى مئات الصور العائلية لمنال وأطفال الزوجين الثلاثة.
كانت زوجة ماهر، منال الجدعان، من عائلة سنية ثرية، مثل عائلة زوجة بشار الأسد، أسماء. وقد ظهر في الصور: نادي الخيول واللقاءات العائلية والرحلات إلى سي وورلد، حيث كان الأطفال يركبون الدلافين. وشاركت ابنتاها شام وبشرى في مسابقات وطنية للقفز على الحواجز، وحصدتا في معظم الأحيان جميع الجوائز. ولم يكن هناك سوى صورة واحدة لماهر نفسه.
وكان “السياح” ومعظمهم ممن عاشوا الفقر والتشرد أثناء الحرب الأهلية ينظرون بفضول، وقال أحد الرجال: “لو غادروا في عام 2012 أو حتى عام 2015، لكانوا قد غادروا بكرامة. ولكن على هذا النحو لا توجد كرامة على الإطلاق”. وفي سجل دفتر الزوار بمنزل البواب، سجلت كل مرة كانت منال وأطفالها يدخلون ويخرجون. وكانت آخر مرة دخلوا فيها في 29 تشرين الثاني/نوفمبر في الساعة التاسعة مساء. وربما كانت عائلات القادة قد غادرت إلى موسكو، عندما اتضح مستوى الأزمة التي تواجه البلاد.
ونظر لماهر، الشقيق الأصغر وباسل الأكبر في العائلة بأنهما “رجلا العائلة”. أما بشار، المثقف والعصبي، فقد ورث مملكة والده عند مقتل باسل في حادث سيارة في طريق المطار عام 1994.
وقاد ماهر الفرقة الرابعة في الجيش، التي تولت مهمة قمع الانتفاضة في عام 2011 بالقوة. ويعتقد فيما بعد أنه كان متورطا بشكل مباشر في هجمات الأسلحة الكيماوية التي شنها النظام، حيث أصدرت فرنسا بالفعل مذكرة اعتقال بحقه. والآن يعمل عدد من المحققين السوريين والغربيين على وضع خطط للملاحقة القضائية الدولية.
وإذا غادر ماهر روسيا الآمنة ولكن المحدودة، فمن المحتمل أن يواجه الاختيار بين محكمة دولية أو أي نظام عدالة يضعه حكام سوريا الجدد. وربما فضل البقاء حيث هو.
عمان جو - نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعده ريتشارد سبنسر وأوليفر مارسدين قالا فيه إن البحث جار عن “الشبح” شقيق بشار الأسد. وقالا إن ماهر الأسد ترك خلفه قصورا وشبكة من الأنفاق عندما هرب من سوريا. ففي مجمع الحرس الجمهوري بجديدة الشيباني كان السكان يحزمون أمتعتهم. كانت الشاحنات تُحمل بالأثاث والفراش حتى آخر مرتبة وتنقل عبر التلة. فقد كان حرس النظام السابق يحملون أمتعتهم ويرحلون باتجاه المناطق الساحلية، معاقل الطائفة العلوية. وقد وعد حكام سوريا الجدد أنهم سيحاسبون ويعتقلون فقط من تلطخت أيديهم بالدماء، لكن الكثير من الناس لا يصدقون الوعد ويهربون.
واختفى معظم المقربين من بشار الأسد، وعلى رأسهم شقيقه ماهر والذي يعتبر على رأس قائمة المطلوبين الآن في سوريا. وقاد ماهر الأسد الذي كان يعتبر القائد الفعلي للجيش عمليات القمع في المراحل الأولى للاحتجاجات المطالبة بتغيير سلمي في البلاد. وهو مقرب من إيران ويعتقد أنه مارس على شقيقه الضغوط طوال الحرب لعدم تقديم تنازلات.
وكان ماهر الأسد من بين أكثر الشخصيات فسادا في النظام، حيث كان يسحب الأموال من خزائن الدولة إلى حسابات الأسرة، ثم أشرف لاحقا على أكثر الصناعات المدرة للربح في سوريا، وهي صناعة المخدرات، وبخاصة الأمفيتامين والكبتاغون.
ونقلت الصحيفة عن حسن عيد، 32 عاما، وهو واحد من العديد من السوريين الذين جاءوا إلى منازل ماهر الأسد الفخمة الواقعة شمال دمشق بعد سقوط النظام، قوله: “ماهر يشبه الشبح الكبير المخيف”. وأضاف وهو يركل بعض صناديق ساعات أوميغا الفارغة: “اسمه يشبه قصة رعب، كان مثل مصاص دماء كبير، باستثناء أنه كان يمتص الدولارات”.
وتقول الصحيفة إن ماهر الأسد ظل في دمشق مع تقدم المقاتلين التابعين لهيئة تحرير الشام من إدلب نحو الجنوب. وبحسب روايات لم يتم التحقق منها، فقد شوهد آخر مرة في مشادة كلامية مع شقيقه بشار في مطار المزة العسكري. وكان ماهر يخطط لتنظيم دفاع أخير عن مدينة حمص، الواقعة على بعد ساعتين شمال دمشق، وفي صباح يوم 7 كانون الأول/ديسمبر أطلع شقيقه على الوضع. وعندما لم يتمكن من الوصول إلى الرئيس مرة أخرى في فترة ما بعد الظهر لحقه إلى المطار، حيث كان بشار يهم بركوب طائرة لنقله إلى القاعدة الجوية الروسية في حميميم، والتي طار منها إلى موسكو. وعندما أدرك الجيش أن الرئيس تخلى عنهم انهارت المقاومة الأخيرة.
ونفى العراق التقارير التي قالت إن ماهر هرب إلى بغداد، مع أنه يدرس ما يجب عمله مع آلاف من قوات النظام الذين عبروا الحدود من أجل الحصول على اللجوء.
وتقول الروايات الأكثر مصداقية إن ماهر، مثل أخيه، شق طريقه إلى موسكو، حيث استثمرت عائلة الأسد عشرات الملايين من الدولارات في العقارات هناك.
وتعلق الصحيفة أن ماهر وزوجته منال اعتادا على الحياة الفارهة رغم تدهور الوضع والفقر في سوريا بسبب الحرب والفساد.
وفي منزلهما الصيفي على قمة الجبل، ترك اللصوص الذين دخلوا وراءهم الفوضى، وبقايا الطعام.
وفي مكتب ماهر، كان هناك قرص دي في دي للمغنية جنيفر لوبيز على المكتب بجوار ملصق ممزق لبشار وحزمة من حبوب فيتو أندرو، وهو مكمل غذائي قوي وطبيعي 100% للصحة وتعزيز الطاقة الجنسية، وبحسب الوصف على الصندوق فهو: “يطلق العنان للحصان بداخلك”.
وفي الطابق السفلي، سلم مخفي خلف باب معدني مقفل يقود من مرآبه إلى غرف ومخازن تحت الأرض. وكان هناك مصعد سلم مزود بأزرار فضية ومقعد جلدي مبطن وزر إيقاف طوارئ أحمر، لاستخدام من لا يريدون المشي. وانتشرت في المخازن صناديق فارغة من العلامات التجارية الفاخرة، علب ساعات لونغين، وروليكس وكارتييه. وانتشرت على الأرض زجاجات فودكا محطمة. وفي أماكن أخرى كانت هناك عبوات مسدسات فارغة. ونهب السوريون الذين وصلوا أولا كل شيء عندما فر النظام.
كان غيث كمال الدين، 19 عاما، يدفع مع أصدقائه عربة باتجاه الحائط ثم يضعون صندوقا خشبيا مكسورا فوقها، ثم تسلق غيث ورفع رأسه عبر الفتحة التي كانت توجد بها فتحة التهوية، كانت الغرفة المجاورة فارغة. وقال غيث: “جئنا للزيارة، إنه أشبه بمتحف الآن”. وفي الطرف البعيد، عند مدخل فتحة كانت تقود مباشرة إلى التل، تدفق ضوء الشمس بشكل غير متوقع عند فتحها. ومن الخارج، كان من الواضح أن الفتحة كانت تقع فوق مدخل أكبر، واسع بما يكفي لمرور شاحنة. وكان هناك طريق متعرج ينزل إلى الوادي أدناه. وعلى بعد عشرة أميال في ضاحية يعفور الراقية، الشهيرة بإسطبلات الخيول والمنازل التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، كان هناك مصعد آخر يؤدي إلى المزيد من الغرف تحت مسكن زوجة ماهر، منال.
ومرة أخرى، كانت هذه الغرف مزودة أيضا بنفق يقود إلى سفح الجبل وفتحة هروب. ولكن الفارق هنا، أن صناديق المسدسات والساعات الفارغة استبدلت بصناديق ملابس نسائية. أما الملابس نفسها فقد اختفت، ولم يتبق سوى مئات الصور العائلية لمنال وأطفال الزوجين الثلاثة.
كانت زوجة ماهر، منال الجدعان، من عائلة سنية ثرية، مثل عائلة زوجة بشار الأسد، أسماء. وقد ظهر في الصور: نادي الخيول واللقاءات العائلية والرحلات إلى سي وورلد، حيث كان الأطفال يركبون الدلافين. وشاركت ابنتاها شام وبشرى في مسابقات وطنية للقفز على الحواجز، وحصدتا في معظم الأحيان جميع الجوائز. ولم يكن هناك سوى صورة واحدة لماهر نفسه.
وكان “السياح” ومعظمهم ممن عاشوا الفقر والتشرد أثناء الحرب الأهلية ينظرون بفضول، وقال أحد الرجال: “لو غادروا في عام 2012 أو حتى عام 2015، لكانوا قد غادروا بكرامة. ولكن على هذا النحو لا توجد كرامة على الإطلاق”. وفي سجل دفتر الزوار بمنزل البواب، سجلت كل مرة كانت منال وأطفالها يدخلون ويخرجون. وكانت آخر مرة دخلوا فيها في 29 تشرين الثاني/نوفمبر في الساعة التاسعة مساء. وربما كانت عائلات القادة قد غادرت إلى موسكو، عندما اتضح مستوى الأزمة التي تواجه البلاد.
ونظر لماهر، الشقيق الأصغر وباسل الأكبر في العائلة بأنهما “رجلا العائلة”. أما بشار، المثقف والعصبي، فقد ورث مملكة والده عند مقتل باسل في حادث سيارة في طريق المطار عام 1994.
وقاد ماهر الفرقة الرابعة في الجيش، التي تولت مهمة قمع الانتفاضة في عام 2011 بالقوة. ويعتقد فيما بعد أنه كان متورطا بشكل مباشر في هجمات الأسلحة الكيماوية التي شنها النظام، حيث أصدرت فرنسا بالفعل مذكرة اعتقال بحقه. والآن يعمل عدد من المحققين السوريين والغربيين على وضع خطط للملاحقة القضائية الدولية.
وإذا غادر ماهر روسيا الآمنة ولكن المحدودة، فمن المحتمل أن يواجه الاختيار بين محكمة دولية أو أي نظام عدالة يضعه حكام سوريا الجدد. وربما فضل البقاء حيث هو.
التعليقات
قصره الصيفي تحول إلى متحف تعمه الفوضى .. أين هرب “الشبح” ماهر الأسد؟
التعليقات