عمان جو - مع بداية العام الجديد، ستحتاج إسرائيل إلى إيجاد إستراتيجية للحرب في غزة. وتلعب عدة عوامل دوراً في هذا القرار. أولاً، استمرت الحرب لأكثر من خمسة عشر شهراً، منذ أن بدأت بهجوم حركة “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وعلى الرغم من أن إسرائيل دخلت صراعات طويلة في الماضي، مثل الانتفاضة الثانية، والحرب في لبنان، التي بدأت عام 1982، واستمرت ثمانية عشر عاماً، فإن الحرب في غزة كانت أشد حدة وتعقيداً، مقارنة بهاتين الحربين الأخريين.
وذلك لأن الحرب في غزة تسببت في شن هجمات مدعومة من إيران على إسرائيل من جبهات متعددة. ويرجع ذلك أيضاً إلى حقيقة أن “حماس” لا تزال تحتجز 100 رهينة في غزة.
محلل عسكري: الصراع في غزة يشكل تحدياً، لأن هناك دليلاً على أن “حماس” تواصل تجنيد عناصر وتسيطر أيضاً على مساحات كبيرة
وقال المحلل العسكري سيث جيه فرانتزمان، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، إنَّ الصراع في غزة يشكل تحدياً، لأن هناك دليلاً على أن “حماس” تواصل تجنيد عناصر وتسيطر أيضاً على مساحات كبيرة من قطاع غزة.
وقال البريجادير جنرال يوسي كوبرفاسر لشبكة “آي إل تي في”، في ديسمبر/كانون الأول 2024: “لم نصل بعد إلى مرحلة هزيمة حماس تماماً”.
وأشار تقرير منفصل في صحيفة “جيروزاليم بوست” إلى أن “حماس” تقوم بتجنيد المزيد من الأعضاء.
وأشار فرانتزمان إلى أنَّ هذه التقييمات معاً تشير إلى اتجاه متكرر. لقد عمل الجيش الإسرائيلي في غزة بشكل أساسي من خلال الدخول إلى المناطق وتطهيرها من عناصر “حماس” والجماعات الأخرى، ثم مغادرة المنطقة. وفي بعض الحالات، كان الجيش الإسرائيلي يمكث لفترة طويلة، كما فعل في المنطقة الحدودية في جنوب قطاع غزة.
كما قام الجيش الإسرائيلي بشق ممر آخر جنوب مدينة غزة. ومع ذلك، قام الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من العديد من المناطق الحضرية بعد أسابيع أو أشهر من القتال. وكان هذا هو الحال في خان يونس، حيث قضت فرقة من الجيش الإسرائيلي عدة أشهر في القتال بين شهري ديسمبر/كانون الأول وأبريل/نيسان 2024.
واليوم، في جباليا، وعدة مناطق في شمال غزة، قضى الجيش الإسرائيلي ثلاثة أشهر في محاولة لإبعاد أعضاء “حماس”، حيث اعتقل وقضى على الآلاف من مقاتلي الحركة، ومع ذلك، لا يزال القتال مستمراً.
وقال فرانتزمان، مؤلف كتاب “حرب 7 أكتوبر: معركة إسرائيل من أجل الأمن في غزة (2024)”، والزميل المساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إنَّه على الرغم من أنَّ القتال في غزة لم يعد بمثل الشدة التي كان عليها قبل عام، عندما بدأ لأول مرة في خريف عام 2023 والأشهر الأولى من عام 2024، ما يزال الجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر كل أسبوع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنَّه في السادس من يناير/كانون الثاني، قُتل قائد سرية في الكتيبة 932 في لواء ناحال أثناء القتال في شمال قطاع غزة. كما تم قتل جندي آخر. ولا يزال المدنيون في غزة عالقين في الدوامة. وقد تسبب القتال في نزوح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.
ويرى فرانتزمان أنَّ الخيارات الصعبة التي توجد أمام إسرائيل تتعلق بالعديد من العوامل الرئيسية في حرب غزة. وفي مقدمتها أنَّ “حماس” احتجزت 250 رهينة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ويُعتقد أنَّ 96 منهم ما زالوا في غزة. وقد نشرت “حماس” مؤخراً مقطع فيديو لواحد من الرهائن. ومع ذلك، رفضت “حماس” تزويد إسرائيل بقائمة بالعدد الإجمالي وأسماء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وعلى الرغم من التقارير المختلفة خلال الأشهر الستة الماضية، أوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 6 يناير/كانون الثاني، أنَّ القائمة الأخيرة للرهائن، والتي تتداولها وسائل الإعلام “لم تقدمها حماس إلى إسرائيل، وإنما قدمتها إسرائيل في الأصل إلى الوسطاء في يوليو/تموز 2024”.
وعلى الرغم من التقارير التي أفادت بقرب التوصل إلى اتفاق، يبدو أنَّ “حماس” تماطل. وقد تحدث تغييرات بمجرد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه، في وقت لاحق من الشهر الجاري. وقد قال ترامب عدة مرات إنَّه يريد إطلاق سراح الرهائن، وإلا “سيكون هناك جحيم” لحركة “حماس”.
ويبدو أنَّ الاتفاق الخاص بالإفراج عن الرهائن ظلَّ عالقاً لمدة عام تم خلاله إحراز تقدم محدود. ويتطلب الأمر الآن إعادة التفكير في ما يتعلق بالإستراتيجية. وتبدو القيادة السياسية الإسرائيلية حذرة من اتفاق مماثل للاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2011 عندما تم إطلاق سراح جندي إسرائيلي كان محتجزاً رهينة في غزة لمدة خمسة أعوام مقابل ألف فلسطيني، تمت إدانة العديد منهم بالإرهاب. كما شارك بعضهم، مثل يحيى السنوار، في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ويرى فرانتزمان أنَّ اتفاق الرهائن والضغط العسكري ليسا التحديين الوحيدين في غزة. فهناك تحدٍّ آخر مرتبط بهما وهو ما إذا كان سيتم استبدال “حماس” كسلطة حاكمة في غزة.
عندما بدأت الحرب، شبَّهت القيادة السياسية الإسرائيلية “حماس” بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وقالت إنَّه سيتم سحقها بنفس الطريقة التي تمت بها هزيمة “داعش”.
ومع ذلك، يبدو أنَّ أهداف إسرائيل في غزة قد تغيرت منذ تصريحات أكتوبر/تشرين الأول 2023 حول القضاء على “حماس” تماماً. وبعد 15 شهراً من بدء الحرب، لم يتم تقديم بديل للسيطرة على غزة. وتواصل “حماس” سيطرتها على جميع المناطق التي يوجد فيها مدنيون في غزة. ولم يتم منح المدنيين في غزة خياراً غير “حماس” للحكم المدني. ولهذا السبب فإنَّ “حماس” قادرة على الاستمرار في التجنيد وقادرة أيضاً على الاستمرار في السيطرة على المناطق التي يتم فيها توفير المساعدات الإنسانية.
والأمر الأكثر أهمية، هو أنَّ هذا يضع “حماس” على مفترق طرق الإمدادات ويتركها تسيطر على العديد من المناطق الحضرية الرئيسية في غزة.
وقال فرانتزمان إنَّه عندما بدأت حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول، تمكنت “حماس” من طلب الدعم من جماعات أخرى مدعومة من إيران في المنطقة.
وبدأ “حزب الله” هجماته على إسرائيل من لبنان. وبدأ الحوثيون في اليمن هجمات على إسرائيل وهجمات على السفن في البحر الأحمر. وبدأت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق هجمات على القوات الأمريكية، واستعدت أيضاً لاستهداف إسرائيل.
وبسبب هذه الجبهات المتعددة، كان من الصعب على إسرائيل الانتصار على كل هؤلاء. ولكن بعد مرور 15 شهراً، تغيرت الأمور لصالح إسرائيل، فقد تم إضعاف “حزب الله” إلى حد كبير، ويبدو أنَّ الميليشيات المدعومة من إيران في العراق أوقفت هجماتها بالطائرات المسيرة على إسرائيل. وسقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان مركز عبور لنقل الأسلحة الإيرانية إلى “حزب الله”.
تواجه إسرائيل هجمات متزايدة من الضفة من جانب مجموعات مرتبطة بـ “حماس” و“الجهاد الإسلامي” وفصائل أخرى
وهذا يعني أنَّه لم يتبقَ سوى “حماس” والحوثيين الذين يقاتلون، على الرغم من ضعف “حماس” بدرجة كبيرة منذ عام 2023. وتواجه إسرائيل أيضاً هجمات متزايدة من الضفة الغربية من جانب مجموعات مرتبطة بـ “حماس” وحركة “الجهاد الإسلامي” وفصائل مسلحة أخرى.
وقال فرانتزمان إنَّ التحدي الكلي لإسرائيل في عام 2025 يعود الآن إلى غزة. وعلى الرغم من بقاء البرنامج النووي الإيراني وجبهات أخرى، فإنَّ غزة هي المكان الذي بدأت فيه الحرب والمكان الذي يجب أن تنتهي فيه. ولا يبدو أنَّ حرباً طويلة الأمد في غزة مع “حماس” لسنوات طويلة ستكون في مصلحة إسرائيل.
ومع ذلك، فإنَّ ترك “حماس” في السلطة سيمكِّن الحركة بشكل حتمي من إعادة تشكيل تهديدها لإسرائيل. إنَّ استبدال “حماس” يتطلب إستراتيجية وتنسيقاً مع الدول الأخرى التي تريد أن ترى غزة مسالمة ومستقرة.
من ناحية أخرى، قالت “حماس”، في بيان، إنَّ جولة المفاوضات الحالية مع إسرائيل تركز على تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، بالإضافة إلى وضع آليات تنفيذية لإعادة النازحين إلى المناطق التي تم تهجيرهم منها خلال الأشهر الماضية.
وأكدت “حماس” أنَّها تتعامل مع المفاوضات بجدية وإيجابية، مشددة على أنَّها تسعى لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حماية المدنيين ووقف ما وصفته بـ “الإبادة الجماعية والتطهير العرقي” الذي يتعرّض له سكان القطاع.
عمان جو - مع بداية العام الجديد، ستحتاج إسرائيل إلى إيجاد إستراتيجية للحرب في غزة. وتلعب عدة عوامل دوراً في هذا القرار. أولاً، استمرت الحرب لأكثر من خمسة عشر شهراً، منذ أن بدأت بهجوم حركة “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وعلى الرغم من أن إسرائيل دخلت صراعات طويلة في الماضي، مثل الانتفاضة الثانية، والحرب في لبنان، التي بدأت عام 1982، واستمرت ثمانية عشر عاماً، فإن الحرب في غزة كانت أشد حدة وتعقيداً، مقارنة بهاتين الحربين الأخريين.
وذلك لأن الحرب في غزة تسببت في شن هجمات مدعومة من إيران على إسرائيل من جبهات متعددة. ويرجع ذلك أيضاً إلى حقيقة أن “حماس” لا تزال تحتجز 100 رهينة في غزة.
محلل عسكري: الصراع في غزة يشكل تحدياً، لأن هناك دليلاً على أن “حماس” تواصل تجنيد عناصر وتسيطر أيضاً على مساحات كبيرة
وقال المحلل العسكري سيث جيه فرانتزمان، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، إنَّ الصراع في غزة يشكل تحدياً، لأن هناك دليلاً على أن “حماس” تواصل تجنيد عناصر وتسيطر أيضاً على مساحات كبيرة من قطاع غزة.
وقال البريجادير جنرال يوسي كوبرفاسر لشبكة “آي إل تي في”، في ديسمبر/كانون الأول 2024: “لم نصل بعد إلى مرحلة هزيمة حماس تماماً”.
وأشار تقرير منفصل في صحيفة “جيروزاليم بوست” إلى أن “حماس” تقوم بتجنيد المزيد من الأعضاء.
وأشار فرانتزمان إلى أنَّ هذه التقييمات معاً تشير إلى اتجاه متكرر. لقد عمل الجيش الإسرائيلي في غزة بشكل أساسي من خلال الدخول إلى المناطق وتطهيرها من عناصر “حماس” والجماعات الأخرى، ثم مغادرة المنطقة. وفي بعض الحالات، كان الجيش الإسرائيلي يمكث لفترة طويلة، كما فعل في المنطقة الحدودية في جنوب قطاع غزة.
كما قام الجيش الإسرائيلي بشق ممر آخر جنوب مدينة غزة. ومع ذلك، قام الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من العديد من المناطق الحضرية بعد أسابيع أو أشهر من القتال. وكان هذا هو الحال في خان يونس، حيث قضت فرقة من الجيش الإسرائيلي عدة أشهر في القتال بين شهري ديسمبر/كانون الأول وأبريل/نيسان 2024.
واليوم، في جباليا، وعدة مناطق في شمال غزة، قضى الجيش الإسرائيلي ثلاثة أشهر في محاولة لإبعاد أعضاء “حماس”، حيث اعتقل وقضى على الآلاف من مقاتلي الحركة، ومع ذلك، لا يزال القتال مستمراً.
وقال فرانتزمان، مؤلف كتاب “حرب 7 أكتوبر: معركة إسرائيل من أجل الأمن في غزة (2024)”، والزميل المساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إنَّه على الرغم من أنَّ القتال في غزة لم يعد بمثل الشدة التي كان عليها قبل عام، عندما بدأ لأول مرة في خريف عام 2023 والأشهر الأولى من عام 2024، ما يزال الجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر كل أسبوع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنَّه في السادس من يناير/كانون الثاني، قُتل قائد سرية في الكتيبة 932 في لواء ناحال أثناء القتال في شمال قطاع غزة. كما تم قتل جندي آخر. ولا يزال المدنيون في غزة عالقين في الدوامة. وقد تسبب القتال في نزوح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.
ويرى فرانتزمان أنَّ الخيارات الصعبة التي توجد أمام إسرائيل تتعلق بالعديد من العوامل الرئيسية في حرب غزة. وفي مقدمتها أنَّ “حماس” احتجزت 250 رهينة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ويُعتقد أنَّ 96 منهم ما زالوا في غزة. وقد نشرت “حماس” مؤخراً مقطع فيديو لواحد من الرهائن. ومع ذلك، رفضت “حماس” تزويد إسرائيل بقائمة بالعدد الإجمالي وأسماء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وعلى الرغم من التقارير المختلفة خلال الأشهر الستة الماضية، أوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 6 يناير/كانون الثاني، أنَّ القائمة الأخيرة للرهائن، والتي تتداولها وسائل الإعلام “لم تقدمها حماس إلى إسرائيل، وإنما قدمتها إسرائيل في الأصل إلى الوسطاء في يوليو/تموز 2024”.
وعلى الرغم من التقارير التي أفادت بقرب التوصل إلى اتفاق، يبدو أنَّ “حماس” تماطل. وقد تحدث تغييرات بمجرد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه، في وقت لاحق من الشهر الجاري. وقد قال ترامب عدة مرات إنَّه يريد إطلاق سراح الرهائن، وإلا “سيكون هناك جحيم” لحركة “حماس”.
ويبدو أنَّ الاتفاق الخاص بالإفراج عن الرهائن ظلَّ عالقاً لمدة عام تم خلاله إحراز تقدم محدود. ويتطلب الأمر الآن إعادة التفكير في ما يتعلق بالإستراتيجية. وتبدو القيادة السياسية الإسرائيلية حذرة من اتفاق مماثل للاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2011 عندما تم إطلاق سراح جندي إسرائيلي كان محتجزاً رهينة في غزة لمدة خمسة أعوام مقابل ألف فلسطيني، تمت إدانة العديد منهم بالإرهاب. كما شارك بعضهم، مثل يحيى السنوار، في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ويرى فرانتزمان أنَّ اتفاق الرهائن والضغط العسكري ليسا التحديين الوحيدين في غزة. فهناك تحدٍّ آخر مرتبط بهما وهو ما إذا كان سيتم استبدال “حماس” كسلطة حاكمة في غزة.
عندما بدأت الحرب، شبَّهت القيادة السياسية الإسرائيلية “حماس” بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وقالت إنَّه سيتم سحقها بنفس الطريقة التي تمت بها هزيمة “داعش”.
ومع ذلك، يبدو أنَّ أهداف إسرائيل في غزة قد تغيرت منذ تصريحات أكتوبر/تشرين الأول 2023 حول القضاء على “حماس” تماماً. وبعد 15 شهراً من بدء الحرب، لم يتم تقديم بديل للسيطرة على غزة. وتواصل “حماس” سيطرتها على جميع المناطق التي يوجد فيها مدنيون في غزة. ولم يتم منح المدنيين في غزة خياراً غير “حماس” للحكم المدني. ولهذا السبب فإنَّ “حماس” قادرة على الاستمرار في التجنيد وقادرة أيضاً على الاستمرار في السيطرة على المناطق التي يتم فيها توفير المساعدات الإنسانية.
والأمر الأكثر أهمية، هو أنَّ هذا يضع “حماس” على مفترق طرق الإمدادات ويتركها تسيطر على العديد من المناطق الحضرية الرئيسية في غزة.
وقال فرانتزمان إنَّه عندما بدأت حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول، تمكنت “حماس” من طلب الدعم من جماعات أخرى مدعومة من إيران في المنطقة.
وبدأ “حزب الله” هجماته على إسرائيل من لبنان. وبدأ الحوثيون في اليمن هجمات على إسرائيل وهجمات على السفن في البحر الأحمر. وبدأت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق هجمات على القوات الأمريكية، واستعدت أيضاً لاستهداف إسرائيل.
وبسبب هذه الجبهات المتعددة، كان من الصعب على إسرائيل الانتصار على كل هؤلاء. ولكن بعد مرور 15 شهراً، تغيرت الأمور لصالح إسرائيل، فقد تم إضعاف “حزب الله” إلى حد كبير، ويبدو أنَّ الميليشيات المدعومة من إيران في العراق أوقفت هجماتها بالطائرات المسيرة على إسرائيل. وسقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان مركز عبور لنقل الأسلحة الإيرانية إلى “حزب الله”.
تواجه إسرائيل هجمات متزايدة من الضفة من جانب مجموعات مرتبطة بـ “حماس” و“الجهاد الإسلامي” وفصائل أخرى
وهذا يعني أنَّه لم يتبقَ سوى “حماس” والحوثيين الذين يقاتلون، على الرغم من ضعف “حماس” بدرجة كبيرة منذ عام 2023. وتواجه إسرائيل أيضاً هجمات متزايدة من الضفة الغربية من جانب مجموعات مرتبطة بـ “حماس” وحركة “الجهاد الإسلامي” وفصائل مسلحة أخرى.
وقال فرانتزمان إنَّ التحدي الكلي لإسرائيل في عام 2025 يعود الآن إلى غزة. وعلى الرغم من بقاء البرنامج النووي الإيراني وجبهات أخرى، فإنَّ غزة هي المكان الذي بدأت فيه الحرب والمكان الذي يجب أن تنتهي فيه. ولا يبدو أنَّ حرباً طويلة الأمد في غزة مع “حماس” لسنوات طويلة ستكون في مصلحة إسرائيل.
ومع ذلك، فإنَّ ترك “حماس” في السلطة سيمكِّن الحركة بشكل حتمي من إعادة تشكيل تهديدها لإسرائيل. إنَّ استبدال “حماس” يتطلب إستراتيجية وتنسيقاً مع الدول الأخرى التي تريد أن ترى غزة مسالمة ومستقرة.
من ناحية أخرى، قالت “حماس”، في بيان، إنَّ جولة المفاوضات الحالية مع إسرائيل تركز على تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، بالإضافة إلى وضع آليات تنفيذية لإعادة النازحين إلى المناطق التي تم تهجيرهم منها خلال الأشهر الماضية.
وأكدت “حماس” أنَّها تتعامل مع المفاوضات بجدية وإيجابية، مشددة على أنَّها تسعى لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حماية المدنيين ووقف ما وصفته بـ “الإبادة الجماعية والتطهير العرقي” الذي يتعرّض له سكان القطاع.
عمان جو - مع بداية العام الجديد، ستحتاج إسرائيل إلى إيجاد إستراتيجية للحرب في غزة. وتلعب عدة عوامل دوراً في هذا القرار. أولاً، استمرت الحرب لأكثر من خمسة عشر شهراً، منذ أن بدأت بهجوم حركة “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وعلى الرغم من أن إسرائيل دخلت صراعات طويلة في الماضي، مثل الانتفاضة الثانية، والحرب في لبنان، التي بدأت عام 1982، واستمرت ثمانية عشر عاماً، فإن الحرب في غزة كانت أشد حدة وتعقيداً، مقارنة بهاتين الحربين الأخريين.
وذلك لأن الحرب في غزة تسببت في شن هجمات مدعومة من إيران على إسرائيل من جبهات متعددة. ويرجع ذلك أيضاً إلى حقيقة أن “حماس” لا تزال تحتجز 100 رهينة في غزة.
محلل عسكري: الصراع في غزة يشكل تحدياً، لأن هناك دليلاً على أن “حماس” تواصل تجنيد عناصر وتسيطر أيضاً على مساحات كبيرة
وقال المحلل العسكري سيث جيه فرانتزمان، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، إنَّ الصراع في غزة يشكل تحدياً، لأن هناك دليلاً على أن “حماس” تواصل تجنيد عناصر وتسيطر أيضاً على مساحات كبيرة من قطاع غزة.
وقال البريجادير جنرال يوسي كوبرفاسر لشبكة “آي إل تي في”، في ديسمبر/كانون الأول 2024: “لم نصل بعد إلى مرحلة هزيمة حماس تماماً”.
وأشار تقرير منفصل في صحيفة “جيروزاليم بوست” إلى أن “حماس” تقوم بتجنيد المزيد من الأعضاء.
وأشار فرانتزمان إلى أنَّ هذه التقييمات معاً تشير إلى اتجاه متكرر. لقد عمل الجيش الإسرائيلي في غزة بشكل أساسي من خلال الدخول إلى المناطق وتطهيرها من عناصر “حماس” والجماعات الأخرى، ثم مغادرة المنطقة. وفي بعض الحالات، كان الجيش الإسرائيلي يمكث لفترة طويلة، كما فعل في المنطقة الحدودية في جنوب قطاع غزة.
كما قام الجيش الإسرائيلي بشق ممر آخر جنوب مدينة غزة. ومع ذلك، قام الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من العديد من المناطق الحضرية بعد أسابيع أو أشهر من القتال. وكان هذا هو الحال في خان يونس، حيث قضت فرقة من الجيش الإسرائيلي عدة أشهر في القتال بين شهري ديسمبر/كانون الأول وأبريل/نيسان 2024.
واليوم، في جباليا، وعدة مناطق في شمال غزة، قضى الجيش الإسرائيلي ثلاثة أشهر في محاولة لإبعاد أعضاء “حماس”، حيث اعتقل وقضى على الآلاف من مقاتلي الحركة، ومع ذلك، لا يزال القتال مستمراً.
وقال فرانتزمان، مؤلف كتاب “حرب 7 أكتوبر: معركة إسرائيل من أجل الأمن في غزة (2024)”، والزميل المساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إنَّه على الرغم من أنَّ القتال في غزة لم يعد بمثل الشدة التي كان عليها قبل عام، عندما بدأ لأول مرة في خريف عام 2023 والأشهر الأولى من عام 2024، ما يزال الجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر كل أسبوع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنَّه في السادس من يناير/كانون الثاني، قُتل قائد سرية في الكتيبة 932 في لواء ناحال أثناء القتال في شمال قطاع غزة. كما تم قتل جندي آخر. ولا يزال المدنيون في غزة عالقين في الدوامة. وقد تسبب القتال في نزوح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.
ويرى فرانتزمان أنَّ الخيارات الصعبة التي توجد أمام إسرائيل تتعلق بالعديد من العوامل الرئيسية في حرب غزة. وفي مقدمتها أنَّ “حماس” احتجزت 250 رهينة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ويُعتقد أنَّ 96 منهم ما زالوا في غزة. وقد نشرت “حماس” مؤخراً مقطع فيديو لواحد من الرهائن. ومع ذلك، رفضت “حماس” تزويد إسرائيل بقائمة بالعدد الإجمالي وأسماء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وعلى الرغم من التقارير المختلفة خلال الأشهر الستة الماضية، أوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 6 يناير/كانون الثاني، أنَّ القائمة الأخيرة للرهائن، والتي تتداولها وسائل الإعلام “لم تقدمها حماس إلى إسرائيل، وإنما قدمتها إسرائيل في الأصل إلى الوسطاء في يوليو/تموز 2024”.
وعلى الرغم من التقارير التي أفادت بقرب التوصل إلى اتفاق، يبدو أنَّ “حماس” تماطل. وقد تحدث تغييرات بمجرد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه، في وقت لاحق من الشهر الجاري. وقد قال ترامب عدة مرات إنَّه يريد إطلاق سراح الرهائن، وإلا “سيكون هناك جحيم” لحركة “حماس”.
ويبدو أنَّ الاتفاق الخاص بالإفراج عن الرهائن ظلَّ عالقاً لمدة عام تم خلاله إحراز تقدم محدود. ويتطلب الأمر الآن إعادة التفكير في ما يتعلق بالإستراتيجية. وتبدو القيادة السياسية الإسرائيلية حذرة من اتفاق مماثل للاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2011 عندما تم إطلاق سراح جندي إسرائيلي كان محتجزاً رهينة في غزة لمدة خمسة أعوام مقابل ألف فلسطيني، تمت إدانة العديد منهم بالإرهاب. كما شارك بعضهم، مثل يحيى السنوار، في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ويرى فرانتزمان أنَّ اتفاق الرهائن والضغط العسكري ليسا التحديين الوحيدين في غزة. فهناك تحدٍّ آخر مرتبط بهما وهو ما إذا كان سيتم استبدال “حماس” كسلطة حاكمة في غزة.
عندما بدأت الحرب، شبَّهت القيادة السياسية الإسرائيلية “حماس” بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وقالت إنَّه سيتم سحقها بنفس الطريقة التي تمت بها هزيمة “داعش”.
ومع ذلك، يبدو أنَّ أهداف إسرائيل في غزة قد تغيرت منذ تصريحات أكتوبر/تشرين الأول 2023 حول القضاء على “حماس” تماماً. وبعد 15 شهراً من بدء الحرب، لم يتم تقديم بديل للسيطرة على غزة. وتواصل “حماس” سيطرتها على جميع المناطق التي يوجد فيها مدنيون في غزة. ولم يتم منح المدنيين في غزة خياراً غير “حماس” للحكم المدني. ولهذا السبب فإنَّ “حماس” قادرة على الاستمرار في التجنيد وقادرة أيضاً على الاستمرار في السيطرة على المناطق التي يتم فيها توفير المساعدات الإنسانية.
والأمر الأكثر أهمية، هو أنَّ هذا يضع “حماس” على مفترق طرق الإمدادات ويتركها تسيطر على العديد من المناطق الحضرية الرئيسية في غزة.
وقال فرانتزمان إنَّه عندما بدأت حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول، تمكنت “حماس” من طلب الدعم من جماعات أخرى مدعومة من إيران في المنطقة.
وبدأ “حزب الله” هجماته على إسرائيل من لبنان. وبدأ الحوثيون في اليمن هجمات على إسرائيل وهجمات على السفن في البحر الأحمر. وبدأت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق هجمات على القوات الأمريكية، واستعدت أيضاً لاستهداف إسرائيل.
وبسبب هذه الجبهات المتعددة، كان من الصعب على إسرائيل الانتصار على كل هؤلاء. ولكن بعد مرور 15 شهراً، تغيرت الأمور لصالح إسرائيل، فقد تم إضعاف “حزب الله” إلى حد كبير، ويبدو أنَّ الميليشيات المدعومة من إيران في العراق أوقفت هجماتها بالطائرات المسيرة على إسرائيل. وسقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان مركز عبور لنقل الأسلحة الإيرانية إلى “حزب الله”.
تواجه إسرائيل هجمات متزايدة من الضفة من جانب مجموعات مرتبطة بـ “حماس” و“الجهاد الإسلامي” وفصائل أخرى
وهذا يعني أنَّه لم يتبقَ سوى “حماس” والحوثيين الذين يقاتلون، على الرغم من ضعف “حماس” بدرجة كبيرة منذ عام 2023. وتواجه إسرائيل أيضاً هجمات متزايدة من الضفة الغربية من جانب مجموعات مرتبطة بـ “حماس” وحركة “الجهاد الإسلامي” وفصائل مسلحة أخرى.
وقال فرانتزمان إنَّ التحدي الكلي لإسرائيل في عام 2025 يعود الآن إلى غزة. وعلى الرغم من بقاء البرنامج النووي الإيراني وجبهات أخرى، فإنَّ غزة هي المكان الذي بدأت فيه الحرب والمكان الذي يجب أن تنتهي فيه. ولا يبدو أنَّ حرباً طويلة الأمد في غزة مع “حماس” لسنوات طويلة ستكون في مصلحة إسرائيل.
ومع ذلك، فإنَّ ترك “حماس” في السلطة سيمكِّن الحركة بشكل حتمي من إعادة تشكيل تهديدها لإسرائيل. إنَّ استبدال “حماس” يتطلب إستراتيجية وتنسيقاً مع الدول الأخرى التي تريد أن ترى غزة مسالمة ومستقرة.
من ناحية أخرى، قالت “حماس”، في بيان، إنَّ جولة المفاوضات الحالية مع إسرائيل تركز على تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، بالإضافة إلى وضع آليات تنفيذية لإعادة النازحين إلى المناطق التي تم تهجيرهم منها خلال الأشهر الماضية.
وأكدت “حماس” أنَّها تتعامل مع المفاوضات بجدية وإيجابية، مشددة على أنَّها تسعى لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حماية المدنيين ووقف ما وصفته بـ “الإبادة الجماعية والتطهير العرقي” الذي يتعرّض له سكان القطاع.
التعليقات
ناشونال إنتريست: حلَّ عام 2025 وحملة إسرائيل في غزة لم تنته
التعليقات