عمان جو - لا تزال الأسر الفلسطينية التي فقدت معيلها جراء الحرب المستمرة على قطاع غزة، تعاني من الفقد والألم، جراء النزوح المتكرر وحالة الفقر والعوز التي خلقتها الحرب.
وقدم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، شهادة جديدة للسيدة أماني الكفارنة (36 عاما)، وهي أم لثمانية أطفال، فقدت زوجها في بدايات الحرب، لتترك وحيدة تواجه ظروف الحياة الصعبة في فترات الحرب المريرة، فعاشت مع أطفالها رحلات النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، ومن هناك عانت كثيرا في تكرار عمليات النزوح القسري وصعوبة الحياة.
بداية القصة وبعد مرور أكثر من عام مازالت أماني تعاني مرارة وحسرة الفقد، بملامح ذابلة وعيون غارقة بالدموع وقالت في شهادتها للمركز الحقوقي “كنا معا تحت الأنقاض (تقصد زوجها)، نادى علي بعلو صوته ليطمئن انني مازالت على قيد الحياة ويخفف عني عتمة المكان، استطعت أن أمسك به رغم ثقل الركام على جسدي، لكنه تركني أنا وأطفاله نواجه قسوة الحياة واختار الشهادة”.
وأوضحت أماني أنها متزوجة من حسن الكفارنة (40 عاما)، ولديها ثمانية أبناء، أكبرهم بعمر 18 عاما، وأصغرهم بعمر عامين، وعن قصتها المريرة أفادت أنه في حوالي الساعة 6:30 صباح يوم السبت السابع من أكتوبر من العام 2023، ينما كانت تجهز أبنائها للذهاب إلى المدارس سمعت صوت انفجارات قوية وقريبة جدا، وقالت “نحن نسكن بالقرب من الحدود الشرقية الفاصلة في بلدة بيت حانون، وكان زوجي في العمل وتواصل معي عبر هاتفه النقال، وطلب مني أن نلتزم بالبيت جميعا، وأن أجهز حقيبة الطوارئ، ثم عاود الاتصال بي وطلب مني أن آخذ الأولاد وأتوجه إلى أهلي، حيث يسكنون بالقرب من عيادة الوكالة في بلدة بيت حانون”.
يوم الفراق وذكرت أنها رأت زوجها بعد أن تواصل معها مرات عدة خلال وجوده في العمل صباح يوم الأحد التالي، في أحد مدارس الإيواء، حيث تلقيا هناك أخبار استشهاد الكثير من الأقارب والجيران. وعن حادثة استشهاد زوجها، قالت إنه في يوم التاسع من أكتوبر من العام الماضي، وبينما كانت مع زوجها في سوق معسكر جباليا تشتري بعض الأطعمة “تفاجأت بجسدي ملقى على الأرض ووجهي ملتصق بالأرض وفوقي ركام لا أستطيع الحركة منه أو رفع رأسي، والمكان معتم جدا”، وأضافت “وفي تلك الأثناء، سمعت صوت زوجي يقول “أم رائد انت كويسة، لا تخافي سنخرج من هنا”.
وأضافت “عندما سمعت صوته وأدركت أنه بجانبي وأخبرته أنني بخير، وصار ينادي بعلو صوته، نحن أحياء تحت الردم”، مشيرة إلى أنها استطاعت بعد محاولات تحريك يدها اليمنى وخلصتها من بين الحجارة فارتطمت بزوجها، وقد وكان جسمه شديد السخونة، وقالت “بعد ذلك بدأنا نستنشق رائحة حريق قوية دخلت علينا، وعلمت بعد ذلك أن القصف الإسرائيلي تسبب باشتعال عدد من محلات بيع البلاستيك والاسفنج”.
ومضت في شهادتها تقول “ناديت زوجي لكنه لم يرد علي، اعتقدت أنه تعب من الركام الملقي على جسده، ثم سمعت صوت الكباش (الجرافة) وهو يحفر من فوقي، (..) فسمع أحد الموجودين بالخارج صوتي، وقال، في حد عايش تحت الردم، (..)، فهرعوا تجاهي وبدأوا بإزالة الردم”، وتوضح أنها بقيت تحت ركام القصف أكثر من ثلاث ساعات، وتقول بعد أن تم إخراجي “صرت أتلفت باحثة عن زوجي، وأطلب وأتوسل من طاقم الدفاع المدني والإسعاف إنقاذه، لأنهم كانوا مشغولين برفع الركام عن الجزء الأسفل من جسدي”، وتضيف “بالفعل أزالوا الركام عنه لكنه كان قد فارق الحياة، فصرت أصرخ وفقدت الوعي”.
وأدت إصابة هذه السيدة إلى تلف بالأعصاب في الشق الأيمن من جسدها، فضلا عن فقدان الرؤية بعينها اليمنى، وقد اضطرت بسبب شدة الغارات على غزة، للنزوح إلى مخيم النصيرات لتقيم في مركز إيواء، في وضع صعب جدا، وقد روت في إفادتها كيف انتقلت لاحقا إلى مدينة رفح، وكيف عاشت اختلاطا بنازحين أخرين لا تعرفهم في مراكز الإيواء، بسبب الحرب، وكيف تحملت أعباء الحياة بعد وفاة زوجها، وكيف نزحت من رفح مجددا، وتحدثت عن مشاكل النزوح، من حيث دورات المياه المشتركة، والدخول إليها بالدور، وعن شح الماء، وإشعال الحطب للطهو.
مشقة النزوح وقالت أماني إنه في منتصف مايو الماضي، ونتيجة توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح، ومع تواصل القصف والأحزمة النارية وهدم العديد من المباني السكنية على ساكنيها، اضطررت للانتقال إلى خيمة في موقع التل بدير البلح بجوار خيمة أمها واختها، وأضافت “لكن الحياة ازدادت قسوة وصعوبة خصوصا مع الغلاء، وشح السلع وخصوصا المعلبات والطحين الذي كنت معتمدة عليه في إطعام أبنائي”، لافتة إلى أن الطعام المتوفر من “التكية” لا يكفي إشباع ثلاثة من أطفالها لقلة الكمية، وأضافت “حتى المساعدات التي كانت توزع في رفح غير متوفرة الآن، فنحن 9 أفراد ننام على 4 فرشات، و4 أغطية، ولا يوجد غاز، ويجمع أبنائي الورق والنايلون والكرتون وقطع البلاستيك لإشعالها لطهو العدس أو المعكرونة في الوقت الحالي”.
وقالت هذه السيدة التي أتعبتها الحرب والإصابة وهي تشرح معاناة أسرتها جراء الحرب “أبنائي يحاولون مساعدتي، وكانوا يكتفون في أغلب الأيام بسندويشات الدقة، والزعتر”، وسردت قصصا أخرى لأطفالها، الذين وضعوا على عاتقهم مسؤولية غسل الملابس ونشرها للتخفيف من الأعباء عن كاهلها.
وتضيف في شهادتها “كنت أعيش حياة كريمة في حياة زوجي، كان يجلب الكماليات والرفاهيات كما يجلب الأساسيات، وكان حريصا أن نخرج أسبوعيا لقضاء وقت ممتع معا ويشتري كل ما يطلبه الأولاد، حجز المدرسين الخصوصيين لابني رائد لأنه كان في مرحلة الثانوية العامة، وكان يطمح أن يصبح طبيبا، فانهدم الحلم وأصبح رائد يقضي وقته بصف طابور على الماء مرة وعلى المخبز مرة، وعلى التكية مرة أخرى”، وقد وختمت أماني حديثها بتنهيدة تفصح عن القهر الذي تعيشه قائلة: “لو بقي زوجي حسن لما عانيت من ثقل المسؤولية الملقى على عاتقي، وهوّن عليّ مرارة العيش والنزوح والخوف الملازم لي ولأبنائي منذ استشهاده”.
عمان جو - لا تزال الأسر الفلسطينية التي فقدت معيلها جراء الحرب المستمرة على قطاع غزة، تعاني من الفقد والألم، جراء النزوح المتكرر وحالة الفقر والعوز التي خلقتها الحرب.
وقدم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، شهادة جديدة للسيدة أماني الكفارنة (36 عاما)، وهي أم لثمانية أطفال، فقدت زوجها في بدايات الحرب، لتترك وحيدة تواجه ظروف الحياة الصعبة في فترات الحرب المريرة، فعاشت مع أطفالها رحلات النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، ومن هناك عانت كثيرا في تكرار عمليات النزوح القسري وصعوبة الحياة.
بداية القصة وبعد مرور أكثر من عام مازالت أماني تعاني مرارة وحسرة الفقد، بملامح ذابلة وعيون غارقة بالدموع وقالت في شهادتها للمركز الحقوقي “كنا معا تحت الأنقاض (تقصد زوجها)، نادى علي بعلو صوته ليطمئن انني مازالت على قيد الحياة ويخفف عني عتمة المكان، استطعت أن أمسك به رغم ثقل الركام على جسدي، لكنه تركني أنا وأطفاله نواجه قسوة الحياة واختار الشهادة”.
وأوضحت أماني أنها متزوجة من حسن الكفارنة (40 عاما)، ولديها ثمانية أبناء، أكبرهم بعمر 18 عاما، وأصغرهم بعمر عامين، وعن قصتها المريرة أفادت أنه في حوالي الساعة 6:30 صباح يوم السبت السابع من أكتوبر من العام 2023، ينما كانت تجهز أبنائها للذهاب إلى المدارس سمعت صوت انفجارات قوية وقريبة جدا، وقالت “نحن نسكن بالقرب من الحدود الشرقية الفاصلة في بلدة بيت حانون، وكان زوجي في العمل وتواصل معي عبر هاتفه النقال، وطلب مني أن نلتزم بالبيت جميعا، وأن أجهز حقيبة الطوارئ، ثم عاود الاتصال بي وطلب مني أن آخذ الأولاد وأتوجه إلى أهلي، حيث يسكنون بالقرب من عيادة الوكالة في بلدة بيت حانون”.
يوم الفراق وذكرت أنها رأت زوجها بعد أن تواصل معها مرات عدة خلال وجوده في العمل صباح يوم الأحد التالي، في أحد مدارس الإيواء، حيث تلقيا هناك أخبار استشهاد الكثير من الأقارب والجيران. وعن حادثة استشهاد زوجها، قالت إنه في يوم التاسع من أكتوبر من العام الماضي، وبينما كانت مع زوجها في سوق معسكر جباليا تشتري بعض الأطعمة “تفاجأت بجسدي ملقى على الأرض ووجهي ملتصق بالأرض وفوقي ركام لا أستطيع الحركة منه أو رفع رأسي، والمكان معتم جدا”، وأضافت “وفي تلك الأثناء، سمعت صوت زوجي يقول “أم رائد انت كويسة، لا تخافي سنخرج من هنا”.
وأضافت “عندما سمعت صوته وأدركت أنه بجانبي وأخبرته أنني بخير، وصار ينادي بعلو صوته، نحن أحياء تحت الردم”، مشيرة إلى أنها استطاعت بعد محاولات تحريك يدها اليمنى وخلصتها من بين الحجارة فارتطمت بزوجها، وقد وكان جسمه شديد السخونة، وقالت “بعد ذلك بدأنا نستنشق رائحة حريق قوية دخلت علينا، وعلمت بعد ذلك أن القصف الإسرائيلي تسبب باشتعال عدد من محلات بيع البلاستيك والاسفنج”.
ومضت في شهادتها تقول “ناديت زوجي لكنه لم يرد علي، اعتقدت أنه تعب من الركام الملقي على جسده، ثم سمعت صوت الكباش (الجرافة) وهو يحفر من فوقي، (..) فسمع أحد الموجودين بالخارج صوتي، وقال، في حد عايش تحت الردم، (..)، فهرعوا تجاهي وبدأوا بإزالة الردم”، وتوضح أنها بقيت تحت ركام القصف أكثر من ثلاث ساعات، وتقول بعد أن تم إخراجي “صرت أتلفت باحثة عن زوجي، وأطلب وأتوسل من طاقم الدفاع المدني والإسعاف إنقاذه، لأنهم كانوا مشغولين برفع الركام عن الجزء الأسفل من جسدي”، وتضيف “بالفعل أزالوا الركام عنه لكنه كان قد فارق الحياة، فصرت أصرخ وفقدت الوعي”.
وأدت إصابة هذه السيدة إلى تلف بالأعصاب في الشق الأيمن من جسدها، فضلا عن فقدان الرؤية بعينها اليمنى، وقد اضطرت بسبب شدة الغارات على غزة، للنزوح إلى مخيم النصيرات لتقيم في مركز إيواء، في وضع صعب جدا، وقد روت في إفادتها كيف انتقلت لاحقا إلى مدينة رفح، وكيف عاشت اختلاطا بنازحين أخرين لا تعرفهم في مراكز الإيواء، بسبب الحرب، وكيف تحملت أعباء الحياة بعد وفاة زوجها، وكيف نزحت من رفح مجددا، وتحدثت عن مشاكل النزوح، من حيث دورات المياه المشتركة، والدخول إليها بالدور، وعن شح الماء، وإشعال الحطب للطهو.
مشقة النزوح وقالت أماني إنه في منتصف مايو الماضي، ونتيجة توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح، ومع تواصل القصف والأحزمة النارية وهدم العديد من المباني السكنية على ساكنيها، اضطررت للانتقال إلى خيمة في موقع التل بدير البلح بجوار خيمة أمها واختها، وأضافت “لكن الحياة ازدادت قسوة وصعوبة خصوصا مع الغلاء، وشح السلع وخصوصا المعلبات والطحين الذي كنت معتمدة عليه في إطعام أبنائي”، لافتة إلى أن الطعام المتوفر من “التكية” لا يكفي إشباع ثلاثة من أطفالها لقلة الكمية، وأضافت “حتى المساعدات التي كانت توزع في رفح غير متوفرة الآن، فنحن 9 أفراد ننام على 4 فرشات، و4 أغطية، ولا يوجد غاز، ويجمع أبنائي الورق والنايلون والكرتون وقطع البلاستيك لإشعالها لطهو العدس أو المعكرونة في الوقت الحالي”.
وقالت هذه السيدة التي أتعبتها الحرب والإصابة وهي تشرح معاناة أسرتها جراء الحرب “أبنائي يحاولون مساعدتي، وكانوا يكتفون في أغلب الأيام بسندويشات الدقة، والزعتر”، وسردت قصصا أخرى لأطفالها، الذين وضعوا على عاتقهم مسؤولية غسل الملابس ونشرها للتخفيف من الأعباء عن كاهلها.
وتضيف في شهادتها “كنت أعيش حياة كريمة في حياة زوجي، كان يجلب الكماليات والرفاهيات كما يجلب الأساسيات، وكان حريصا أن نخرج أسبوعيا لقضاء وقت ممتع معا ويشتري كل ما يطلبه الأولاد، حجز المدرسين الخصوصيين لابني رائد لأنه كان في مرحلة الثانوية العامة، وكان يطمح أن يصبح طبيبا، فانهدم الحلم وأصبح رائد يقضي وقته بصف طابور على الماء مرة وعلى المخبز مرة، وعلى التكية مرة أخرى”، وقد وختمت أماني حديثها بتنهيدة تفصح عن القهر الذي تعيشه قائلة: “لو بقي زوجي حسن لما عانيت من ثقل المسؤولية الملقى على عاتقي، وهوّن عليّ مرارة العيش والنزوح والخوف الملازم لي ولأبنائي منذ استشهاده”.
عمان جو - لا تزال الأسر الفلسطينية التي فقدت معيلها جراء الحرب المستمرة على قطاع غزة، تعاني من الفقد والألم، جراء النزوح المتكرر وحالة الفقر والعوز التي خلقتها الحرب.
وقدم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، شهادة جديدة للسيدة أماني الكفارنة (36 عاما)، وهي أم لثمانية أطفال، فقدت زوجها في بدايات الحرب، لتترك وحيدة تواجه ظروف الحياة الصعبة في فترات الحرب المريرة، فعاشت مع أطفالها رحلات النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، ومن هناك عانت كثيرا في تكرار عمليات النزوح القسري وصعوبة الحياة.
بداية القصة وبعد مرور أكثر من عام مازالت أماني تعاني مرارة وحسرة الفقد، بملامح ذابلة وعيون غارقة بالدموع وقالت في شهادتها للمركز الحقوقي “كنا معا تحت الأنقاض (تقصد زوجها)، نادى علي بعلو صوته ليطمئن انني مازالت على قيد الحياة ويخفف عني عتمة المكان، استطعت أن أمسك به رغم ثقل الركام على جسدي، لكنه تركني أنا وأطفاله نواجه قسوة الحياة واختار الشهادة”.
وأوضحت أماني أنها متزوجة من حسن الكفارنة (40 عاما)، ولديها ثمانية أبناء، أكبرهم بعمر 18 عاما، وأصغرهم بعمر عامين، وعن قصتها المريرة أفادت أنه في حوالي الساعة 6:30 صباح يوم السبت السابع من أكتوبر من العام 2023، ينما كانت تجهز أبنائها للذهاب إلى المدارس سمعت صوت انفجارات قوية وقريبة جدا، وقالت “نحن نسكن بالقرب من الحدود الشرقية الفاصلة في بلدة بيت حانون، وكان زوجي في العمل وتواصل معي عبر هاتفه النقال، وطلب مني أن نلتزم بالبيت جميعا، وأن أجهز حقيبة الطوارئ، ثم عاود الاتصال بي وطلب مني أن آخذ الأولاد وأتوجه إلى أهلي، حيث يسكنون بالقرب من عيادة الوكالة في بلدة بيت حانون”.
يوم الفراق وذكرت أنها رأت زوجها بعد أن تواصل معها مرات عدة خلال وجوده في العمل صباح يوم الأحد التالي، في أحد مدارس الإيواء، حيث تلقيا هناك أخبار استشهاد الكثير من الأقارب والجيران. وعن حادثة استشهاد زوجها، قالت إنه في يوم التاسع من أكتوبر من العام الماضي، وبينما كانت مع زوجها في سوق معسكر جباليا تشتري بعض الأطعمة “تفاجأت بجسدي ملقى على الأرض ووجهي ملتصق بالأرض وفوقي ركام لا أستطيع الحركة منه أو رفع رأسي، والمكان معتم جدا”، وأضافت “وفي تلك الأثناء، سمعت صوت زوجي يقول “أم رائد انت كويسة، لا تخافي سنخرج من هنا”.
وأضافت “عندما سمعت صوته وأدركت أنه بجانبي وأخبرته أنني بخير، وصار ينادي بعلو صوته، نحن أحياء تحت الردم”، مشيرة إلى أنها استطاعت بعد محاولات تحريك يدها اليمنى وخلصتها من بين الحجارة فارتطمت بزوجها، وقد وكان جسمه شديد السخونة، وقالت “بعد ذلك بدأنا نستنشق رائحة حريق قوية دخلت علينا، وعلمت بعد ذلك أن القصف الإسرائيلي تسبب باشتعال عدد من محلات بيع البلاستيك والاسفنج”.
ومضت في شهادتها تقول “ناديت زوجي لكنه لم يرد علي، اعتقدت أنه تعب من الركام الملقي على جسده، ثم سمعت صوت الكباش (الجرافة) وهو يحفر من فوقي، (..) فسمع أحد الموجودين بالخارج صوتي، وقال، في حد عايش تحت الردم، (..)، فهرعوا تجاهي وبدأوا بإزالة الردم”، وتوضح أنها بقيت تحت ركام القصف أكثر من ثلاث ساعات، وتقول بعد أن تم إخراجي “صرت أتلفت باحثة عن زوجي، وأطلب وأتوسل من طاقم الدفاع المدني والإسعاف إنقاذه، لأنهم كانوا مشغولين برفع الركام عن الجزء الأسفل من جسدي”، وتضيف “بالفعل أزالوا الركام عنه لكنه كان قد فارق الحياة، فصرت أصرخ وفقدت الوعي”.
وأدت إصابة هذه السيدة إلى تلف بالأعصاب في الشق الأيمن من جسدها، فضلا عن فقدان الرؤية بعينها اليمنى، وقد اضطرت بسبب شدة الغارات على غزة، للنزوح إلى مخيم النصيرات لتقيم في مركز إيواء، في وضع صعب جدا، وقد روت في إفادتها كيف انتقلت لاحقا إلى مدينة رفح، وكيف عاشت اختلاطا بنازحين أخرين لا تعرفهم في مراكز الإيواء، بسبب الحرب، وكيف تحملت أعباء الحياة بعد وفاة زوجها، وكيف نزحت من رفح مجددا، وتحدثت عن مشاكل النزوح، من حيث دورات المياه المشتركة، والدخول إليها بالدور، وعن شح الماء، وإشعال الحطب للطهو.
مشقة النزوح وقالت أماني إنه في منتصف مايو الماضي، ونتيجة توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح، ومع تواصل القصف والأحزمة النارية وهدم العديد من المباني السكنية على ساكنيها، اضطررت للانتقال إلى خيمة في موقع التل بدير البلح بجوار خيمة أمها واختها، وأضافت “لكن الحياة ازدادت قسوة وصعوبة خصوصا مع الغلاء، وشح السلع وخصوصا المعلبات والطحين الذي كنت معتمدة عليه في إطعام أبنائي”، لافتة إلى أن الطعام المتوفر من “التكية” لا يكفي إشباع ثلاثة من أطفالها لقلة الكمية، وأضافت “حتى المساعدات التي كانت توزع في رفح غير متوفرة الآن، فنحن 9 أفراد ننام على 4 فرشات، و4 أغطية، ولا يوجد غاز، ويجمع أبنائي الورق والنايلون والكرتون وقطع البلاستيك لإشعالها لطهو العدس أو المعكرونة في الوقت الحالي”.
وقالت هذه السيدة التي أتعبتها الحرب والإصابة وهي تشرح معاناة أسرتها جراء الحرب “أبنائي يحاولون مساعدتي، وكانوا يكتفون في أغلب الأيام بسندويشات الدقة، والزعتر”، وسردت قصصا أخرى لأطفالها، الذين وضعوا على عاتقهم مسؤولية غسل الملابس ونشرها للتخفيف من الأعباء عن كاهلها.
وتضيف في شهادتها “كنت أعيش حياة كريمة في حياة زوجي، كان يجلب الكماليات والرفاهيات كما يجلب الأساسيات، وكان حريصا أن نخرج أسبوعيا لقضاء وقت ممتع معا ويشتري كل ما يطلبه الأولاد، حجز المدرسين الخصوصيين لابني رائد لأنه كان في مرحلة الثانوية العامة، وكان يطمح أن يصبح طبيبا، فانهدم الحلم وأصبح رائد يقضي وقته بصف طابور على الماء مرة وعلى المخبز مرة، وعلى التكية مرة أخرى”، وقد وختمت أماني حديثها بتنهيدة تفصح عن القهر الذي تعيشه قائلة: “لو بقي زوجي حسن لما عانيت من ثقل المسؤولية الملقى على عاتقي، وهوّن عليّ مرارة العيش والنزوح والخوف الملازم لي ولأبنائي منذ استشهاده”.
التعليقات
شهادات الأرامل في غزة .. أماني ثلاثينية فقدت عينها وزوجها وتواجه مشقات النزوح
التعليقات