عمان جو - زعمت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن تونس استعانت بإسرائيل لنيل استقلالها من فرنسا عام 1956، كما اقتربت من توقيع “اتفاقية سلام” معها خلال حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في تسعينيات القرن الماضي، إلا أن اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 حال دون هذا الأمر.
وادعت الصحيفة في مقال الخميس، أن الاتصالات بين تونس وإسرائيل بدأت منذ عام 1956 “عندما لجأ التونسيون إلى المسؤولين الإسرائيليين في الأمم المتحدة طلباً لدعم مساعيهم للحصول على الاستقلال”، مشيرة إلى أن الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة تبنى “نهجا براغماتيا” تجاه إسرائيل، حيث اقترح في خطاب ألقاه عام 1965 بمدينة أريحا الفلسطينية، الاعتراف العربي بإسرائيل مقابل تقديمها تنازلات فيما يتعلق بفلسطين.
وكان بورقيبة دعا في الخطاب المذكور إلى القبول بـ”الحل المنقوص” الذي اقترحته الأمم المتحدة وفق القرار 181 الذي صدر عام 1947 وبموجبه يتم تقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، مشيرا إلى أنه يمكن القبول بهذا الحل على أن يتم التفاوض لاحقا على الأراضي الباقية.
من جانب آخر، تحدثت الصحيفة عن تبني بن علي بعد انقلابه على بورقيبة، خطابا مراوغا بوجهين، الأول علني ويتجلى بالتأكيد على الالتزام بالقضية الفلسطينية بهدف استرضاء الشعب المعروف بتعاطفه ودعمه الكبير للفلسطينيين ضد دولة الاحتلال.
أما الخطاب الثاني السرّي، فيتجلى برغبة بن علي في إقامة شكل من أشكال العلاقات مع الإسرائيليين بهدف تأمين المساعدات الاقتصادية المستمرة من الغرب وتعزيز مكانة تونس الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد أشهر من توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، بدأ نظام بن علي بمحادثات رفيعة المستوى مع إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية.
ونقلت عن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، يوسي بيلين قوله: “لقد ذهبت إلى تونس للقاء عرفات في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1993، بعد مراسم توقيع اتفاقيات أوسلو، والتقيت ببعض المسؤولين التونسيين. كما التقيت عدة مرات مع وزير الخارجية التونسي آنذاك الحبيب بن يحيى”.
ويضيف للصحيفة: “لقد كان الأمر لا يصدق. كانوا فخورين بالتحدث عن المجتمع اليهودي، وقد تم اصطحابي إلى مواقع يهودية، وكانوا سعداء للغاية بالتحدث والالتقاء وتبادل الأفكار، ولم يكن التركيز في المحادثات بين البلدين منصباً على الأمن أو الفلسطينيين على وجه التحديد، بل على مجالات أخرى مثل التجارة والسياحة والاستثمارات”.
وأشارت الصحيفة الإٍسرائيلية إلى أن المحادثات مع التونسيين “أحرزت تقدماً كافياً منذ أكتوبر/ تشرين الأول 1993، مما أتاح إقامة خطوط هاتفية بين البلدين، وبدأ السياح الإسرائيليون يتوافدون إلى تونس بأعداد أكبر. وكان من بين الأسباب التي دفعت السياح الإسرائيليين إلى زيارة تونس، الذكرى السنوية لوفاة الحاخام شمعون بار يوشاي، وكان من المقرر أن يسافر مئات الإسرائيليين وآلاف اليهود الفرنسيين إلى جربة للاحتفال”.
كانت المحادثات بين إسرائيل وتونس تجري أحيانا في تونس نفسها، إلا أن معظمها جرت في بروكسل المحايدة، وكانت الفكرة أن تفتح تونس وتل أبيب مكاتب لرعاية المصالح تابعة للسفارة البلجيكية في المدينتين المعنيتين.
ويقول بيلين: “في البداية، اقترحنا أن تكون السفارة منفصلة، لكننا لم نتناقش حول الأمر. رأينا أنه من المهم بالنسبة للتونسيين أن يكونوا تحت مظلة بلجيكية. وتم افتتاح مكاتب المصالح رسميا في تونس وتل أبيب سنة 1996، مما يمثل ذروة العلاقات التونسية الإسرائيلية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الشعب التونسي عارض بأغلبية ساحقة التطبيع مع إسرائيل، مدفوعاً بالتضامن مع الفلسطينيين والمظالم التاريخية. واستغلت الحركات الإسلامية مثل النهضة هذا الشعور، فوصفت أي تعامل مع إسرائيل بأنه خيانة للقيم الوطنية والإسلامية. كما قيدت المعارضة الداخلية قدرة بن علي على السعي إلى إقامة علاقات دبلوماسية علنية”.
وأضافت: “للأسف، لم يتحقق وعد التطبيع خلال تسعينيات القرن العشرين. فقد أدى اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000 إلى تغيير المشهد، وتبخرت كل الجهود الشاقة التي بذلها المسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية للحفاظ على العلاقات مع الدول العربية”.
وتابعت الصحيفة: “بحلول عام 2002، أُغلِقَت مكاتب المصالح في تونس وتل أبيب، وتضاءلت أي آمال في إقامة علاقات دبلوماسية رسمية. وخلال هذه الفترة، عاد بن علي إلى شخصيته العامة السابقة المتمثلة في دعم الفلسطينيين وتشويه سمعة إسرائيل”.
عمان جو - زعمت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن تونس استعانت بإسرائيل لنيل استقلالها من فرنسا عام 1956، كما اقتربت من توقيع “اتفاقية سلام” معها خلال حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في تسعينيات القرن الماضي، إلا أن اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 حال دون هذا الأمر.
وادعت الصحيفة في مقال الخميس، أن الاتصالات بين تونس وإسرائيل بدأت منذ عام 1956 “عندما لجأ التونسيون إلى المسؤولين الإسرائيليين في الأمم المتحدة طلباً لدعم مساعيهم للحصول على الاستقلال”، مشيرة إلى أن الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة تبنى “نهجا براغماتيا” تجاه إسرائيل، حيث اقترح في خطاب ألقاه عام 1965 بمدينة أريحا الفلسطينية، الاعتراف العربي بإسرائيل مقابل تقديمها تنازلات فيما يتعلق بفلسطين.
وكان بورقيبة دعا في الخطاب المذكور إلى القبول بـ”الحل المنقوص” الذي اقترحته الأمم المتحدة وفق القرار 181 الذي صدر عام 1947 وبموجبه يتم تقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، مشيرا إلى أنه يمكن القبول بهذا الحل على أن يتم التفاوض لاحقا على الأراضي الباقية.
من جانب آخر، تحدثت الصحيفة عن تبني بن علي بعد انقلابه على بورقيبة، خطابا مراوغا بوجهين، الأول علني ويتجلى بالتأكيد على الالتزام بالقضية الفلسطينية بهدف استرضاء الشعب المعروف بتعاطفه ودعمه الكبير للفلسطينيين ضد دولة الاحتلال.
أما الخطاب الثاني السرّي، فيتجلى برغبة بن علي في إقامة شكل من أشكال العلاقات مع الإسرائيليين بهدف تأمين المساعدات الاقتصادية المستمرة من الغرب وتعزيز مكانة تونس الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد أشهر من توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، بدأ نظام بن علي بمحادثات رفيعة المستوى مع إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية.
ونقلت عن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، يوسي بيلين قوله: “لقد ذهبت إلى تونس للقاء عرفات في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1993، بعد مراسم توقيع اتفاقيات أوسلو، والتقيت ببعض المسؤولين التونسيين. كما التقيت عدة مرات مع وزير الخارجية التونسي آنذاك الحبيب بن يحيى”.
ويضيف للصحيفة: “لقد كان الأمر لا يصدق. كانوا فخورين بالتحدث عن المجتمع اليهودي، وقد تم اصطحابي إلى مواقع يهودية، وكانوا سعداء للغاية بالتحدث والالتقاء وتبادل الأفكار، ولم يكن التركيز في المحادثات بين البلدين منصباً على الأمن أو الفلسطينيين على وجه التحديد، بل على مجالات أخرى مثل التجارة والسياحة والاستثمارات”.
وأشارت الصحيفة الإٍسرائيلية إلى أن المحادثات مع التونسيين “أحرزت تقدماً كافياً منذ أكتوبر/ تشرين الأول 1993، مما أتاح إقامة خطوط هاتفية بين البلدين، وبدأ السياح الإسرائيليون يتوافدون إلى تونس بأعداد أكبر. وكان من بين الأسباب التي دفعت السياح الإسرائيليين إلى زيارة تونس، الذكرى السنوية لوفاة الحاخام شمعون بار يوشاي، وكان من المقرر أن يسافر مئات الإسرائيليين وآلاف اليهود الفرنسيين إلى جربة للاحتفال”.
كانت المحادثات بين إسرائيل وتونس تجري أحيانا في تونس نفسها، إلا أن معظمها جرت في بروكسل المحايدة، وكانت الفكرة أن تفتح تونس وتل أبيب مكاتب لرعاية المصالح تابعة للسفارة البلجيكية في المدينتين المعنيتين.
ويقول بيلين: “في البداية، اقترحنا أن تكون السفارة منفصلة، لكننا لم نتناقش حول الأمر. رأينا أنه من المهم بالنسبة للتونسيين أن يكونوا تحت مظلة بلجيكية. وتم افتتاح مكاتب المصالح رسميا في تونس وتل أبيب سنة 1996، مما يمثل ذروة العلاقات التونسية الإسرائيلية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الشعب التونسي عارض بأغلبية ساحقة التطبيع مع إسرائيل، مدفوعاً بالتضامن مع الفلسطينيين والمظالم التاريخية. واستغلت الحركات الإسلامية مثل النهضة هذا الشعور، فوصفت أي تعامل مع إسرائيل بأنه خيانة للقيم الوطنية والإسلامية. كما قيدت المعارضة الداخلية قدرة بن علي على السعي إلى إقامة علاقات دبلوماسية علنية”.
وأضافت: “للأسف، لم يتحقق وعد التطبيع خلال تسعينيات القرن العشرين. فقد أدى اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000 إلى تغيير المشهد، وتبخرت كل الجهود الشاقة التي بذلها المسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية للحفاظ على العلاقات مع الدول العربية”.
وتابعت الصحيفة: “بحلول عام 2002، أُغلِقَت مكاتب المصالح في تونس وتل أبيب، وتضاءلت أي آمال في إقامة علاقات دبلوماسية رسمية. وخلال هذه الفترة، عاد بن علي إلى شخصيته العامة السابقة المتمثلة في دعم الفلسطينيين وتشويه سمعة إسرائيل”.
عمان جو - زعمت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن تونس استعانت بإسرائيل لنيل استقلالها من فرنسا عام 1956، كما اقتربت من توقيع “اتفاقية سلام” معها خلال حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في تسعينيات القرن الماضي، إلا أن اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 حال دون هذا الأمر.
وادعت الصحيفة في مقال الخميس، أن الاتصالات بين تونس وإسرائيل بدأت منذ عام 1956 “عندما لجأ التونسيون إلى المسؤولين الإسرائيليين في الأمم المتحدة طلباً لدعم مساعيهم للحصول على الاستقلال”، مشيرة إلى أن الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة تبنى “نهجا براغماتيا” تجاه إسرائيل، حيث اقترح في خطاب ألقاه عام 1965 بمدينة أريحا الفلسطينية، الاعتراف العربي بإسرائيل مقابل تقديمها تنازلات فيما يتعلق بفلسطين.
وكان بورقيبة دعا في الخطاب المذكور إلى القبول بـ”الحل المنقوص” الذي اقترحته الأمم المتحدة وفق القرار 181 الذي صدر عام 1947 وبموجبه يتم تقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، مشيرا إلى أنه يمكن القبول بهذا الحل على أن يتم التفاوض لاحقا على الأراضي الباقية.
من جانب آخر، تحدثت الصحيفة عن تبني بن علي بعد انقلابه على بورقيبة، خطابا مراوغا بوجهين، الأول علني ويتجلى بالتأكيد على الالتزام بالقضية الفلسطينية بهدف استرضاء الشعب المعروف بتعاطفه ودعمه الكبير للفلسطينيين ضد دولة الاحتلال.
أما الخطاب الثاني السرّي، فيتجلى برغبة بن علي في إقامة شكل من أشكال العلاقات مع الإسرائيليين بهدف تأمين المساعدات الاقتصادية المستمرة من الغرب وتعزيز مكانة تونس الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد أشهر من توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، بدأ نظام بن علي بمحادثات رفيعة المستوى مع إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية.
ونقلت عن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، يوسي بيلين قوله: “لقد ذهبت إلى تونس للقاء عرفات في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1993، بعد مراسم توقيع اتفاقيات أوسلو، والتقيت ببعض المسؤولين التونسيين. كما التقيت عدة مرات مع وزير الخارجية التونسي آنذاك الحبيب بن يحيى”.
ويضيف للصحيفة: “لقد كان الأمر لا يصدق. كانوا فخورين بالتحدث عن المجتمع اليهودي، وقد تم اصطحابي إلى مواقع يهودية، وكانوا سعداء للغاية بالتحدث والالتقاء وتبادل الأفكار، ولم يكن التركيز في المحادثات بين البلدين منصباً على الأمن أو الفلسطينيين على وجه التحديد، بل على مجالات أخرى مثل التجارة والسياحة والاستثمارات”.
وأشارت الصحيفة الإٍسرائيلية إلى أن المحادثات مع التونسيين “أحرزت تقدماً كافياً منذ أكتوبر/ تشرين الأول 1993، مما أتاح إقامة خطوط هاتفية بين البلدين، وبدأ السياح الإسرائيليون يتوافدون إلى تونس بأعداد أكبر. وكان من بين الأسباب التي دفعت السياح الإسرائيليين إلى زيارة تونس، الذكرى السنوية لوفاة الحاخام شمعون بار يوشاي، وكان من المقرر أن يسافر مئات الإسرائيليين وآلاف اليهود الفرنسيين إلى جربة للاحتفال”.
كانت المحادثات بين إسرائيل وتونس تجري أحيانا في تونس نفسها، إلا أن معظمها جرت في بروكسل المحايدة، وكانت الفكرة أن تفتح تونس وتل أبيب مكاتب لرعاية المصالح تابعة للسفارة البلجيكية في المدينتين المعنيتين.
ويقول بيلين: “في البداية، اقترحنا أن تكون السفارة منفصلة، لكننا لم نتناقش حول الأمر. رأينا أنه من المهم بالنسبة للتونسيين أن يكونوا تحت مظلة بلجيكية. وتم افتتاح مكاتب المصالح رسميا في تونس وتل أبيب سنة 1996، مما يمثل ذروة العلاقات التونسية الإسرائيلية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الشعب التونسي عارض بأغلبية ساحقة التطبيع مع إسرائيل، مدفوعاً بالتضامن مع الفلسطينيين والمظالم التاريخية. واستغلت الحركات الإسلامية مثل النهضة هذا الشعور، فوصفت أي تعامل مع إسرائيل بأنه خيانة للقيم الوطنية والإسلامية. كما قيدت المعارضة الداخلية قدرة بن علي على السعي إلى إقامة علاقات دبلوماسية علنية”.
وأضافت: “للأسف، لم يتحقق وعد التطبيع خلال تسعينيات القرن العشرين. فقد أدى اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000 إلى تغيير المشهد، وتبخرت كل الجهود الشاقة التي بذلها المسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية للحفاظ على العلاقات مع الدول العربية”.
وتابعت الصحيفة: “بحلول عام 2002، أُغلِقَت مكاتب المصالح في تونس وتل أبيب، وتضاءلت أي آمال في إقامة علاقات دبلوماسية رسمية. وخلال هذه الفترة، عاد بن علي إلى شخصيته العامة السابقة المتمثلة في دعم الفلسطينيين وتشويه سمعة إسرائيل”.
التعليقات
جيروزاليم بوست: تونس استعانت بإسرائيل للحصول على الاستقلال والانتفاضة الثانية حالت دون التطبيع معها
التعليقات