عمان جو - تسود أجواء من الترقّب الشديد وشدّ الأعصاب والانتظار في إسرائيل لصفقة ما زالت على النار، لكنها ترفض طلب حركة “حماس” بتحويل خرائط تفصيلية لعملية الانسحاب من القطاع المنصوص عليها في الاتفاق من أجل ضمان تطبيقها كما هي.
وتبدي “حماس” مخاوفها من غدر رئيس حكومة الاحتلال خلال مراحل تطبيق الاتفاق، رغم أن جهات إسرائيلية تعتقد أنه لم يعد بمقدوره المناورة في ظل رغبة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإنهاء ملف الحرب والصفقة.
رغبة يرمز لها رسم كاريكاتير “هآرتس”، اليوم الأربعاء، وفيه يبدو ترامب مرتدياً بدلة الجزّار وبيده سكين كبيرة وهو يقول: “فلنقطّع لثلاث قطع”، وعلى طاولة أمامه مومياء نتنياهو ممدّدة وكُتب على كل ثلث منها: “المرحلة الأولى”، “المرحلة الثانية”، و”المرحلة الثالثة”.
ترى جهات إسرائيلية أنه لم يعد بمقدور نتنياهو المناورة في ظل رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء ملف الحرب والصفقة
ويتكاتب الكاريكاتير مع إشارات وردت في الصحافة العبرية، منذ أيام، تقول إن ترامب شمل نتنياهو وليس “حماس” فحسب حينما هدد بـ”الجحيم”.
وفي الأمس، كشفت “هآرتس” عن “لغة غير دبلوماسية فظة” تحدّث بها ستيف فيتكوب، مندوب ترامب للمنطقة، مع مساعدي نتنياهو، ليلة الجمعة، عبر الهاتف من الدوحة، طالباً جلسة عاجلة معه في اليوم التالي، السبت. ولاحقاً قيل إنه نقل رسالة صارمة من الإدارة الأمريكية المنتخبة الراغبة بوقف الحرب.
وكُشف قبل ذلك عن إشارة أخرى على موقف الإدارة الأمريكية المنتخبة أكثر فظاظة من لغة فيتكوب، تمثّلت بمشاركة ترامب منشوراً لأكاديمي أمريكي بارز يتهم فيه نتنياهو بدفع الولايات المتحدة لحرب ضد العراق، والآن يريد استنساخ ذلك ضد إيران.
وشهد شاهد من أهله وفي ما يتعلق بمناورات، أحابيل وأكاذيب نتنياهو، هناك أوساط غير قليلة في إسرائيل تتهمه بالكذب، آخرهم رئيس الدولة السابق رؤوفين ريفلين، الذي قال إنه محترف بالكذب، ولا توجد ماكينة كشف الكذب في العالم تستطيع اكتشافه، وسبقه وزير ماليته سموتريتش الذي نعته، قبل نحو العام، بـ “كاذب ابن كاذب”.
وفي الأمس أدلى الوزير بن غفير بتصريحات دلّلت هي الأخرى على كذبة نتنياهو الكبرى بقوله إن حزبه “عظمة يهودية” مع حزب سموتريتش “الصهيونية الدينية” قد منعا، طيلة عام ونيّف، إتمام صفقة مع “حماس”، المتهمّة دائماً من قبل إسرائيل والولايات المتحدة أنها هي التي عطّلت وتعطّل الصفقة.
وتكرّس صحيفة “هآرتس” افتتاحيتها، اليوم الأربعاء، للكشف عن “الكذبة الكبرى”، بقولها إنه ثبت بشكل قاطع أن نتنياهو يعطّل استعادة رهائن أحياء، حتى بثمن موتهم، ويطيل الحرب على أساس مصلحة شخصية: البقاء السياسي. موضحةً أنه، خلال عام كامل، طُرحت على الطاولة صفقة لاستعادة المخطوفين، ونتنياهو يحبطها مرة تلو المرة من أجل صيانة حكومته المتعلّقة بتحالفه الإجرامي مع اليمين العنصري السائر في طريق كهانا.
فقدنا بيضة القبّان وتضيف: “بن غفير دعا سموتريتش، أمس، للتصريح المشترك بأنهما سينسحبان من الحكومة بحال صوّتت على صفقة تبادل”.
وتابع معترفاً: “في العام الأخير، وبواسطة قوتنا السياسية، نجحنا في منع هذه الصفقة من الخروج لحيّز التنفيذ مرة تلو المرة”.
وزعم بن غفير أيضاً أن انضمام جهات معينة للحكومة (حزب جدعون ساعر) أضرّ بجهوده لمنع الصفقة، ما أفقده قوة “بيضة القبّان”. وتوضح “هآرتس” أن عائلات المخطوفين، ومعهم جمهور واسع راغب بعودتهم، رأوا نتنياهو، خلال سنة وأكثر، يعطّل صفقة بعد صفقة بذرائع مختلفة؛ مرة رفح، ومرة محور فيلادلفيا، واتهموه بإهمال الرهائن بدوافع سياسية فئوية.
بيد أن نتنياهو وأنصاره تظاهروا بعكس ذلك، وردّوا بهجمة مضادة متسائلين: “كيف تجرؤون بوقاحتكم على اتهام نتنياهو بغلظة قلب كهذه؟”
وتمضي “هآرتس” في توجيه سهامها نحو حكومة الاحتلال: “إذن افتضح سرّهم الآن. بن غفير، ودون قطرة خجل، يدّعي أن الصفقة لا تعيد كل المخطوفين، وتحسم مصائر من لا تشملهم بالموت، ثم واصل وكأنه قلق على حياة الإسرائيليين، وهو المستعد للتضحية بحياة الناس من أجل إقامة الهيكل الثالث في قلب إمبراطورية الأبارتهايد مع الضفة الغربية وقطاع غزة. هذا ما يسترشد به في طريقه مدعياً أن الصفقة تهدد حياة الإسرائيليين مستقبلاً”.
وتوضح “هآرتس” أن حقيقة وجود وزير بارز في الحكومة يفاخر بأنه نجح، طيلة عام كامل، في منع توقيع صفقة، في وقت أن ذلك تسبّب بموت عشرات المخطوفين والجنود، تدلّل على فساد استشرى لدى قيادة الدولة. منوهة أن أقوال بن غفير ينبغي أن تشكّل تذكيراً مهماً بأن “استعادة الرهائن، ووقف الحرب هما الخطوة الأولى فقط في الطريق الطويلة لترميم إسرائيل وإشفائها من أفاعيل نتنياهو وعصابته”.
تهديدات سموتريتش وبن غفير حتى وإن انضم سموتريتش (صوّت مع الصفقة السابقة بعكس بن غفير) لبن غفير في التصويت ضد اتفاق الصفقة، عند التصويت عليها في الحكومة، فإنها تحظى بدعم الأغلبية، ويمكن المصادقة عليها. بل هناك شك حول صدقية تهديداتهما بالاستقالة من الحكومة، فالكرسي الوزاري وثير، وهما يتمتعان بصلاحيات واسعة بحكم شراكتهما في الائتلاف وابتزازهما نتنياهو كل في مجاله. وذهابهما لصحراء المعارضة ربما يضرّ بمصالحهما الحزبية، خاصة أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين تريد صفقة الآن.
هذا علاوة على كونهما على موعد مع “هدايا وعطايا” ترامب، كما أكد لهما نتنياهو، أمس، محاولاً إقناعهما بتأييد الصفقة وانتظار ترامب لتحقيق أطماع كبيرة من ناحية ضمّ المنطقة (ج) في الضفة الغربية المحتلة، وضمّ السعودية لدائرة التطبيع دون تسوية القضية الفلسطينية، وربما مشاركة أمريكية فعالة في مهاجمة إيران.
يبدو أن سموتريتش وبن غفير يتجهان لمعارضة الصفقة دون مغادرة الحكومة، ولكن صورة الأسرى الفلسطينيين (1300 في الدفعة الأولى) وهم يخرجون من الزنازين يرفعون شارات النصر، ربما تُنتج حالة هيجان في الشارع الصهيوني اليميني تدفعهما للاستقالة نتيجة الضغط، لا سيّما أنها تتزامن مع استمرار النزيف في صفوف الجيش الإسرائيلي.
من جهته، وصف رئيس المعارضة الصفقة التدريجية على مراحل، بدلاً من دفعة واحدة تنهي الحرب وتعيد كل الرهائن بالـ “كارثة”، مبدياً استعداد حزبه لمنح حكومة نتنياهو “سلّة أمان”، بحال احتاجت لذلك عند مصادقتها على صفقة.
1300 أسير مقابل 33 رهينة يُشار إلى أنه في حال تمّ التوقيع الرسمي بين إسرائيل و”حماس” على الصفقة بمقابل الوسطاء، ستُطرح الاتفاقية للمصادقة عليها في الكابينت، ومن ثم في الحكومة. بعدها تُعطى فسحة 48 ساعة أمام تقديم من يرغب في التماس ضدها للمحكمة العليا، وبعدها يبدأ تبادل الإفراج تدريجياً.
وفي المرحلة الأولى سيُفرج عن 33 من الرهائن والأسرى الإسرائيليين (النساء والأطفال والجرحى والمسنين) مقابل 1300 أسير فلسطيني.
وفي اليوم السادس عشر تبدأ مفاوضات حول تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاقية.
هناك شك حول صدقية تهديدات سموتريتش وبن غفير بالاستقالة من الحكومة، فالكرسي الوزاري وثير، ولديهما صلاحيات واسعة بحكم شراكتهما في الائتلاف وابتزازهما نتنياهو
ومن المتوقع أن يبدأ جيش الاحتلال في الانسحاب تدريجياً لمنطقة حدودية عازلة، ويبقى في المرحلة الأولى في محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وينسحب من محور نيتساريم، ويبدأ الغزيون بالعودة لشمال القطاع.
في انتظارهم بين ساعات وأيام وتعكس عناوين الصحف العبرية حالة الانتظار وحبس الأنفاس في إسرائيل. فقد عنونت صحيفة “هآرتس” صفحتها الأولى بـ “في إسرائيل انتظار يُرهق الأعصاب لردّ حماس”.
واختارت “يديعوت أحرونوت” تكريس صفحتها الأولى لنص ديني كصلاة من أجل الجنود والمخطوفين تحت عنوان “في انتظارهم… بين ساعات وأيام”.
وتنشر مقالاً لابنة عم أحد المخطوفين، يفعات كالديرون، تقول فيه: “نريد أن نعود للتنفّس، أن ننهي الحرب واستعادة المخطوفين في اتفاق، واستعادة القتلى، ودفنهم، ونرمم حياتنا، ويُحظر علينا تعطيل هذه المرة”.
ومع تصاعد الجدل في صفوف الإسرائيليين بين مؤيد ومعارض للصفقة (الأغلبية تؤيدها)، يقول وزير التربية والتعليم الأسبق الحاخام شاي بيرون، في مقال تنشره ذات الصحيفة: “خطوة مهمة في الطريق الصحيح”.
في المقابل، هناك مزاعم لدى الأوساط الإسرائيلية المعارضة، ومن ضمنها بعض عائلات رهائن من المتشددين، تحذّر من أن الإفراج عن أسرى سيقود لقتل إسرائيليين مستقبلاً، كما حصل في “صفقة شاليط” (صفقة وفاء الأحرار)، عام 2011، التي أُفرج فيها عن يحيى السنوار.
ويرد شاي بيرون على ذلك في مقاله بالقول: “اليهودية علّمتنا أن إنقاذ حياة مؤكّدة ترجح كفته على كفة شكّ بأن يؤدي ذلك لمساس مستقبلي بحياة الناس. من ذا الذي يجرؤ على فرض الموت على إخوة وأخوات لنا بسبب شك بأن يسيئوا لنا مستقبلاً؟”
عمان جو - تسود أجواء من الترقّب الشديد وشدّ الأعصاب والانتظار في إسرائيل لصفقة ما زالت على النار، لكنها ترفض طلب حركة “حماس” بتحويل خرائط تفصيلية لعملية الانسحاب من القطاع المنصوص عليها في الاتفاق من أجل ضمان تطبيقها كما هي.
وتبدي “حماس” مخاوفها من غدر رئيس حكومة الاحتلال خلال مراحل تطبيق الاتفاق، رغم أن جهات إسرائيلية تعتقد أنه لم يعد بمقدوره المناورة في ظل رغبة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإنهاء ملف الحرب والصفقة.
رغبة يرمز لها رسم كاريكاتير “هآرتس”، اليوم الأربعاء، وفيه يبدو ترامب مرتدياً بدلة الجزّار وبيده سكين كبيرة وهو يقول: “فلنقطّع لثلاث قطع”، وعلى طاولة أمامه مومياء نتنياهو ممدّدة وكُتب على كل ثلث منها: “المرحلة الأولى”، “المرحلة الثانية”، و”المرحلة الثالثة”.
ترى جهات إسرائيلية أنه لم يعد بمقدور نتنياهو المناورة في ظل رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء ملف الحرب والصفقة
ويتكاتب الكاريكاتير مع إشارات وردت في الصحافة العبرية، منذ أيام، تقول إن ترامب شمل نتنياهو وليس “حماس” فحسب حينما هدد بـ”الجحيم”.
وفي الأمس، كشفت “هآرتس” عن “لغة غير دبلوماسية فظة” تحدّث بها ستيف فيتكوب، مندوب ترامب للمنطقة، مع مساعدي نتنياهو، ليلة الجمعة، عبر الهاتف من الدوحة، طالباً جلسة عاجلة معه في اليوم التالي، السبت. ولاحقاً قيل إنه نقل رسالة صارمة من الإدارة الأمريكية المنتخبة الراغبة بوقف الحرب.
وكُشف قبل ذلك عن إشارة أخرى على موقف الإدارة الأمريكية المنتخبة أكثر فظاظة من لغة فيتكوب، تمثّلت بمشاركة ترامب منشوراً لأكاديمي أمريكي بارز يتهم فيه نتنياهو بدفع الولايات المتحدة لحرب ضد العراق، والآن يريد استنساخ ذلك ضد إيران.
وشهد شاهد من أهله وفي ما يتعلق بمناورات، أحابيل وأكاذيب نتنياهو، هناك أوساط غير قليلة في إسرائيل تتهمه بالكذب، آخرهم رئيس الدولة السابق رؤوفين ريفلين، الذي قال إنه محترف بالكذب، ولا توجد ماكينة كشف الكذب في العالم تستطيع اكتشافه، وسبقه وزير ماليته سموتريتش الذي نعته، قبل نحو العام، بـ “كاذب ابن كاذب”.
وفي الأمس أدلى الوزير بن غفير بتصريحات دلّلت هي الأخرى على كذبة نتنياهو الكبرى بقوله إن حزبه “عظمة يهودية” مع حزب سموتريتش “الصهيونية الدينية” قد منعا، طيلة عام ونيّف، إتمام صفقة مع “حماس”، المتهمّة دائماً من قبل إسرائيل والولايات المتحدة أنها هي التي عطّلت وتعطّل الصفقة.
وتكرّس صحيفة “هآرتس” افتتاحيتها، اليوم الأربعاء، للكشف عن “الكذبة الكبرى”، بقولها إنه ثبت بشكل قاطع أن نتنياهو يعطّل استعادة رهائن أحياء، حتى بثمن موتهم، ويطيل الحرب على أساس مصلحة شخصية: البقاء السياسي. موضحةً أنه، خلال عام كامل، طُرحت على الطاولة صفقة لاستعادة المخطوفين، ونتنياهو يحبطها مرة تلو المرة من أجل صيانة حكومته المتعلّقة بتحالفه الإجرامي مع اليمين العنصري السائر في طريق كهانا.
فقدنا بيضة القبّان وتضيف: “بن غفير دعا سموتريتش، أمس، للتصريح المشترك بأنهما سينسحبان من الحكومة بحال صوّتت على صفقة تبادل”.
وتابع معترفاً: “في العام الأخير، وبواسطة قوتنا السياسية، نجحنا في منع هذه الصفقة من الخروج لحيّز التنفيذ مرة تلو المرة”.
وزعم بن غفير أيضاً أن انضمام جهات معينة للحكومة (حزب جدعون ساعر) أضرّ بجهوده لمنع الصفقة، ما أفقده قوة “بيضة القبّان”. وتوضح “هآرتس” أن عائلات المخطوفين، ومعهم جمهور واسع راغب بعودتهم، رأوا نتنياهو، خلال سنة وأكثر، يعطّل صفقة بعد صفقة بذرائع مختلفة؛ مرة رفح، ومرة محور فيلادلفيا، واتهموه بإهمال الرهائن بدوافع سياسية فئوية.
بيد أن نتنياهو وأنصاره تظاهروا بعكس ذلك، وردّوا بهجمة مضادة متسائلين: “كيف تجرؤون بوقاحتكم على اتهام نتنياهو بغلظة قلب كهذه؟”
وتمضي “هآرتس” في توجيه سهامها نحو حكومة الاحتلال: “إذن افتضح سرّهم الآن. بن غفير، ودون قطرة خجل، يدّعي أن الصفقة لا تعيد كل المخطوفين، وتحسم مصائر من لا تشملهم بالموت، ثم واصل وكأنه قلق على حياة الإسرائيليين، وهو المستعد للتضحية بحياة الناس من أجل إقامة الهيكل الثالث في قلب إمبراطورية الأبارتهايد مع الضفة الغربية وقطاع غزة. هذا ما يسترشد به في طريقه مدعياً أن الصفقة تهدد حياة الإسرائيليين مستقبلاً”.
وتوضح “هآرتس” أن حقيقة وجود وزير بارز في الحكومة يفاخر بأنه نجح، طيلة عام كامل، في منع توقيع صفقة، في وقت أن ذلك تسبّب بموت عشرات المخطوفين والجنود، تدلّل على فساد استشرى لدى قيادة الدولة. منوهة أن أقوال بن غفير ينبغي أن تشكّل تذكيراً مهماً بأن “استعادة الرهائن، ووقف الحرب هما الخطوة الأولى فقط في الطريق الطويلة لترميم إسرائيل وإشفائها من أفاعيل نتنياهو وعصابته”.
تهديدات سموتريتش وبن غفير حتى وإن انضم سموتريتش (صوّت مع الصفقة السابقة بعكس بن غفير) لبن غفير في التصويت ضد اتفاق الصفقة، عند التصويت عليها في الحكومة، فإنها تحظى بدعم الأغلبية، ويمكن المصادقة عليها. بل هناك شك حول صدقية تهديداتهما بالاستقالة من الحكومة، فالكرسي الوزاري وثير، وهما يتمتعان بصلاحيات واسعة بحكم شراكتهما في الائتلاف وابتزازهما نتنياهو كل في مجاله. وذهابهما لصحراء المعارضة ربما يضرّ بمصالحهما الحزبية، خاصة أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين تريد صفقة الآن.
هذا علاوة على كونهما على موعد مع “هدايا وعطايا” ترامب، كما أكد لهما نتنياهو، أمس، محاولاً إقناعهما بتأييد الصفقة وانتظار ترامب لتحقيق أطماع كبيرة من ناحية ضمّ المنطقة (ج) في الضفة الغربية المحتلة، وضمّ السعودية لدائرة التطبيع دون تسوية القضية الفلسطينية، وربما مشاركة أمريكية فعالة في مهاجمة إيران.
يبدو أن سموتريتش وبن غفير يتجهان لمعارضة الصفقة دون مغادرة الحكومة، ولكن صورة الأسرى الفلسطينيين (1300 في الدفعة الأولى) وهم يخرجون من الزنازين يرفعون شارات النصر، ربما تُنتج حالة هيجان في الشارع الصهيوني اليميني تدفعهما للاستقالة نتيجة الضغط، لا سيّما أنها تتزامن مع استمرار النزيف في صفوف الجيش الإسرائيلي.
من جهته، وصف رئيس المعارضة الصفقة التدريجية على مراحل، بدلاً من دفعة واحدة تنهي الحرب وتعيد كل الرهائن بالـ “كارثة”، مبدياً استعداد حزبه لمنح حكومة نتنياهو “سلّة أمان”، بحال احتاجت لذلك عند مصادقتها على صفقة.
1300 أسير مقابل 33 رهينة يُشار إلى أنه في حال تمّ التوقيع الرسمي بين إسرائيل و”حماس” على الصفقة بمقابل الوسطاء، ستُطرح الاتفاقية للمصادقة عليها في الكابينت، ومن ثم في الحكومة. بعدها تُعطى فسحة 48 ساعة أمام تقديم من يرغب في التماس ضدها للمحكمة العليا، وبعدها يبدأ تبادل الإفراج تدريجياً.
وفي المرحلة الأولى سيُفرج عن 33 من الرهائن والأسرى الإسرائيليين (النساء والأطفال والجرحى والمسنين) مقابل 1300 أسير فلسطيني.
وفي اليوم السادس عشر تبدأ مفاوضات حول تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاقية.
هناك شك حول صدقية تهديدات سموتريتش وبن غفير بالاستقالة من الحكومة، فالكرسي الوزاري وثير، ولديهما صلاحيات واسعة بحكم شراكتهما في الائتلاف وابتزازهما نتنياهو
ومن المتوقع أن يبدأ جيش الاحتلال في الانسحاب تدريجياً لمنطقة حدودية عازلة، ويبقى في المرحلة الأولى في محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وينسحب من محور نيتساريم، ويبدأ الغزيون بالعودة لشمال القطاع.
في انتظارهم بين ساعات وأيام وتعكس عناوين الصحف العبرية حالة الانتظار وحبس الأنفاس في إسرائيل. فقد عنونت صحيفة “هآرتس” صفحتها الأولى بـ “في إسرائيل انتظار يُرهق الأعصاب لردّ حماس”.
واختارت “يديعوت أحرونوت” تكريس صفحتها الأولى لنص ديني كصلاة من أجل الجنود والمخطوفين تحت عنوان “في انتظارهم… بين ساعات وأيام”.
وتنشر مقالاً لابنة عم أحد المخطوفين، يفعات كالديرون، تقول فيه: “نريد أن نعود للتنفّس، أن ننهي الحرب واستعادة المخطوفين في اتفاق، واستعادة القتلى، ودفنهم، ونرمم حياتنا، ويُحظر علينا تعطيل هذه المرة”.
ومع تصاعد الجدل في صفوف الإسرائيليين بين مؤيد ومعارض للصفقة (الأغلبية تؤيدها)، يقول وزير التربية والتعليم الأسبق الحاخام شاي بيرون، في مقال تنشره ذات الصحيفة: “خطوة مهمة في الطريق الصحيح”.
في المقابل، هناك مزاعم لدى الأوساط الإسرائيلية المعارضة، ومن ضمنها بعض عائلات رهائن من المتشددين، تحذّر من أن الإفراج عن أسرى سيقود لقتل إسرائيليين مستقبلاً، كما حصل في “صفقة شاليط” (صفقة وفاء الأحرار)، عام 2011، التي أُفرج فيها عن يحيى السنوار.
ويرد شاي بيرون على ذلك في مقاله بالقول: “اليهودية علّمتنا أن إنقاذ حياة مؤكّدة ترجح كفته على كفة شكّ بأن يؤدي ذلك لمساس مستقبلي بحياة الناس. من ذا الذي يجرؤ على فرض الموت على إخوة وأخوات لنا بسبب شك بأن يسيئوا لنا مستقبلاً؟”
عمان جو - تسود أجواء من الترقّب الشديد وشدّ الأعصاب والانتظار في إسرائيل لصفقة ما زالت على النار، لكنها ترفض طلب حركة “حماس” بتحويل خرائط تفصيلية لعملية الانسحاب من القطاع المنصوص عليها في الاتفاق من أجل ضمان تطبيقها كما هي.
وتبدي “حماس” مخاوفها من غدر رئيس حكومة الاحتلال خلال مراحل تطبيق الاتفاق، رغم أن جهات إسرائيلية تعتقد أنه لم يعد بمقدوره المناورة في ظل رغبة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإنهاء ملف الحرب والصفقة.
رغبة يرمز لها رسم كاريكاتير “هآرتس”، اليوم الأربعاء، وفيه يبدو ترامب مرتدياً بدلة الجزّار وبيده سكين كبيرة وهو يقول: “فلنقطّع لثلاث قطع”، وعلى طاولة أمامه مومياء نتنياهو ممدّدة وكُتب على كل ثلث منها: “المرحلة الأولى”، “المرحلة الثانية”، و”المرحلة الثالثة”.
ترى جهات إسرائيلية أنه لم يعد بمقدور نتنياهو المناورة في ظل رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء ملف الحرب والصفقة
ويتكاتب الكاريكاتير مع إشارات وردت في الصحافة العبرية، منذ أيام، تقول إن ترامب شمل نتنياهو وليس “حماس” فحسب حينما هدد بـ”الجحيم”.
وفي الأمس، كشفت “هآرتس” عن “لغة غير دبلوماسية فظة” تحدّث بها ستيف فيتكوب، مندوب ترامب للمنطقة، مع مساعدي نتنياهو، ليلة الجمعة، عبر الهاتف من الدوحة، طالباً جلسة عاجلة معه في اليوم التالي، السبت. ولاحقاً قيل إنه نقل رسالة صارمة من الإدارة الأمريكية المنتخبة الراغبة بوقف الحرب.
وكُشف قبل ذلك عن إشارة أخرى على موقف الإدارة الأمريكية المنتخبة أكثر فظاظة من لغة فيتكوب، تمثّلت بمشاركة ترامب منشوراً لأكاديمي أمريكي بارز يتهم فيه نتنياهو بدفع الولايات المتحدة لحرب ضد العراق، والآن يريد استنساخ ذلك ضد إيران.
وشهد شاهد من أهله وفي ما يتعلق بمناورات، أحابيل وأكاذيب نتنياهو، هناك أوساط غير قليلة في إسرائيل تتهمه بالكذب، آخرهم رئيس الدولة السابق رؤوفين ريفلين، الذي قال إنه محترف بالكذب، ولا توجد ماكينة كشف الكذب في العالم تستطيع اكتشافه، وسبقه وزير ماليته سموتريتش الذي نعته، قبل نحو العام، بـ “كاذب ابن كاذب”.
وفي الأمس أدلى الوزير بن غفير بتصريحات دلّلت هي الأخرى على كذبة نتنياهو الكبرى بقوله إن حزبه “عظمة يهودية” مع حزب سموتريتش “الصهيونية الدينية” قد منعا، طيلة عام ونيّف، إتمام صفقة مع “حماس”، المتهمّة دائماً من قبل إسرائيل والولايات المتحدة أنها هي التي عطّلت وتعطّل الصفقة.
وتكرّس صحيفة “هآرتس” افتتاحيتها، اليوم الأربعاء، للكشف عن “الكذبة الكبرى”، بقولها إنه ثبت بشكل قاطع أن نتنياهو يعطّل استعادة رهائن أحياء، حتى بثمن موتهم، ويطيل الحرب على أساس مصلحة شخصية: البقاء السياسي. موضحةً أنه، خلال عام كامل، طُرحت على الطاولة صفقة لاستعادة المخطوفين، ونتنياهو يحبطها مرة تلو المرة من أجل صيانة حكومته المتعلّقة بتحالفه الإجرامي مع اليمين العنصري السائر في طريق كهانا.
فقدنا بيضة القبّان وتضيف: “بن غفير دعا سموتريتش، أمس، للتصريح المشترك بأنهما سينسحبان من الحكومة بحال صوّتت على صفقة تبادل”.
وتابع معترفاً: “في العام الأخير، وبواسطة قوتنا السياسية، نجحنا في منع هذه الصفقة من الخروج لحيّز التنفيذ مرة تلو المرة”.
وزعم بن غفير أيضاً أن انضمام جهات معينة للحكومة (حزب جدعون ساعر) أضرّ بجهوده لمنع الصفقة، ما أفقده قوة “بيضة القبّان”. وتوضح “هآرتس” أن عائلات المخطوفين، ومعهم جمهور واسع راغب بعودتهم، رأوا نتنياهو، خلال سنة وأكثر، يعطّل صفقة بعد صفقة بذرائع مختلفة؛ مرة رفح، ومرة محور فيلادلفيا، واتهموه بإهمال الرهائن بدوافع سياسية فئوية.
بيد أن نتنياهو وأنصاره تظاهروا بعكس ذلك، وردّوا بهجمة مضادة متسائلين: “كيف تجرؤون بوقاحتكم على اتهام نتنياهو بغلظة قلب كهذه؟”
وتمضي “هآرتس” في توجيه سهامها نحو حكومة الاحتلال: “إذن افتضح سرّهم الآن. بن غفير، ودون قطرة خجل، يدّعي أن الصفقة لا تعيد كل المخطوفين، وتحسم مصائر من لا تشملهم بالموت، ثم واصل وكأنه قلق على حياة الإسرائيليين، وهو المستعد للتضحية بحياة الناس من أجل إقامة الهيكل الثالث في قلب إمبراطورية الأبارتهايد مع الضفة الغربية وقطاع غزة. هذا ما يسترشد به في طريقه مدعياً أن الصفقة تهدد حياة الإسرائيليين مستقبلاً”.
وتوضح “هآرتس” أن حقيقة وجود وزير بارز في الحكومة يفاخر بأنه نجح، طيلة عام كامل، في منع توقيع صفقة، في وقت أن ذلك تسبّب بموت عشرات المخطوفين والجنود، تدلّل على فساد استشرى لدى قيادة الدولة. منوهة أن أقوال بن غفير ينبغي أن تشكّل تذكيراً مهماً بأن “استعادة الرهائن، ووقف الحرب هما الخطوة الأولى فقط في الطريق الطويلة لترميم إسرائيل وإشفائها من أفاعيل نتنياهو وعصابته”.
تهديدات سموتريتش وبن غفير حتى وإن انضم سموتريتش (صوّت مع الصفقة السابقة بعكس بن غفير) لبن غفير في التصويت ضد اتفاق الصفقة، عند التصويت عليها في الحكومة، فإنها تحظى بدعم الأغلبية، ويمكن المصادقة عليها. بل هناك شك حول صدقية تهديداتهما بالاستقالة من الحكومة، فالكرسي الوزاري وثير، وهما يتمتعان بصلاحيات واسعة بحكم شراكتهما في الائتلاف وابتزازهما نتنياهو كل في مجاله. وذهابهما لصحراء المعارضة ربما يضرّ بمصالحهما الحزبية، خاصة أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين تريد صفقة الآن.
هذا علاوة على كونهما على موعد مع “هدايا وعطايا” ترامب، كما أكد لهما نتنياهو، أمس، محاولاً إقناعهما بتأييد الصفقة وانتظار ترامب لتحقيق أطماع كبيرة من ناحية ضمّ المنطقة (ج) في الضفة الغربية المحتلة، وضمّ السعودية لدائرة التطبيع دون تسوية القضية الفلسطينية، وربما مشاركة أمريكية فعالة في مهاجمة إيران.
يبدو أن سموتريتش وبن غفير يتجهان لمعارضة الصفقة دون مغادرة الحكومة، ولكن صورة الأسرى الفلسطينيين (1300 في الدفعة الأولى) وهم يخرجون من الزنازين يرفعون شارات النصر، ربما تُنتج حالة هيجان في الشارع الصهيوني اليميني تدفعهما للاستقالة نتيجة الضغط، لا سيّما أنها تتزامن مع استمرار النزيف في صفوف الجيش الإسرائيلي.
من جهته، وصف رئيس المعارضة الصفقة التدريجية على مراحل، بدلاً من دفعة واحدة تنهي الحرب وتعيد كل الرهائن بالـ “كارثة”، مبدياً استعداد حزبه لمنح حكومة نتنياهو “سلّة أمان”، بحال احتاجت لذلك عند مصادقتها على صفقة.
1300 أسير مقابل 33 رهينة يُشار إلى أنه في حال تمّ التوقيع الرسمي بين إسرائيل و”حماس” على الصفقة بمقابل الوسطاء، ستُطرح الاتفاقية للمصادقة عليها في الكابينت، ومن ثم في الحكومة. بعدها تُعطى فسحة 48 ساعة أمام تقديم من يرغب في التماس ضدها للمحكمة العليا، وبعدها يبدأ تبادل الإفراج تدريجياً.
وفي المرحلة الأولى سيُفرج عن 33 من الرهائن والأسرى الإسرائيليين (النساء والأطفال والجرحى والمسنين) مقابل 1300 أسير فلسطيني.
وفي اليوم السادس عشر تبدأ مفاوضات حول تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاقية.
هناك شك حول صدقية تهديدات سموتريتش وبن غفير بالاستقالة من الحكومة، فالكرسي الوزاري وثير، ولديهما صلاحيات واسعة بحكم شراكتهما في الائتلاف وابتزازهما نتنياهو
ومن المتوقع أن يبدأ جيش الاحتلال في الانسحاب تدريجياً لمنطقة حدودية عازلة، ويبقى في المرحلة الأولى في محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وينسحب من محور نيتساريم، ويبدأ الغزيون بالعودة لشمال القطاع.
في انتظارهم بين ساعات وأيام وتعكس عناوين الصحف العبرية حالة الانتظار وحبس الأنفاس في إسرائيل. فقد عنونت صحيفة “هآرتس” صفحتها الأولى بـ “في إسرائيل انتظار يُرهق الأعصاب لردّ حماس”.
واختارت “يديعوت أحرونوت” تكريس صفحتها الأولى لنص ديني كصلاة من أجل الجنود والمخطوفين تحت عنوان “في انتظارهم… بين ساعات وأيام”.
وتنشر مقالاً لابنة عم أحد المخطوفين، يفعات كالديرون، تقول فيه: “نريد أن نعود للتنفّس، أن ننهي الحرب واستعادة المخطوفين في اتفاق، واستعادة القتلى، ودفنهم، ونرمم حياتنا، ويُحظر علينا تعطيل هذه المرة”.
ومع تصاعد الجدل في صفوف الإسرائيليين بين مؤيد ومعارض للصفقة (الأغلبية تؤيدها)، يقول وزير التربية والتعليم الأسبق الحاخام شاي بيرون، في مقال تنشره ذات الصحيفة: “خطوة مهمة في الطريق الصحيح”.
في المقابل، هناك مزاعم لدى الأوساط الإسرائيلية المعارضة، ومن ضمنها بعض عائلات رهائن من المتشددين، تحذّر من أن الإفراج عن أسرى سيقود لقتل إسرائيليين مستقبلاً، كما حصل في “صفقة شاليط” (صفقة وفاء الأحرار)، عام 2011، التي أُفرج فيها عن يحيى السنوار.
ويرد شاي بيرون على ذلك في مقاله بالقول: “اليهودية علّمتنا أن إنقاذ حياة مؤكّدة ترجح كفته على كفة شكّ بأن يؤدي ذلك لمساس مستقبلي بحياة الناس. من ذا الذي يجرؤ على فرض الموت على إخوة وأخوات لنا بسبب شك بأن يسيئوا لنا مستقبلاً؟”
التعليقات
بن غفير يفضح “كذبة نتنياهو الكبرى” .. ترقّب وحبس أنفاس بانتظار صفقة ما زالت على النار
التعليقات