عمان جو - تواصل قوات الاحتلال ممارسة أبشع صور القتل والتدمير والتعذيب ضد قطاع غزة وسكانه الذين يعانون مشقة الحياة، وعدم الشعور بالأمن بسبب الهجمات المتلاحقة التي تطالهم في منازلهم ومناطق نزوحهم، وحتى خلال تواجدهم على أسرّة العلاج في المشافي.
في هذا السياق، يقدم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، شهادة جديدة لأحد ضحايا الحرب، وهو “أ.ن” البالغ من العمر 32 عاما، وهو رجل متزوج وأب لثلاثة أطفال، وبات حاليا يقيم في أحد منازل النزوح بمدينة دير البلح وسط القطاع، بعد أن أُجبر على النزوح القسري من شمالي القطاع، بعيدا عن باقي أفراد أسرته.
ويقول في إفادته: “كنت أعيش في منزلي المكون من عدة طبقات ويحتضن عائلتي الممتدة في شارع مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا. منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023، قررت البقاء في شمال قطاع غزة وعدم النزوح مع عائلتي”، ويشير إلى أنه مع الاجتياح الأول لمشروع بيت لاهيا في بداية نوفمبر 2023، نزح أربع مرات قبل العودة إلى منزله. ويضيف: “خلال تواجدي في مشروع بيت لاهيا، عانيت كما كل المواطنين من شدة القصف والحصار وشح المياه والطعام، كذلك حوادث تفجير المربعات السكنية عبر الروبوتات”، وتحدث عن القصف المدفعي وإطلاق النار المتواصل.
حصار المستشفى والمجازر يشير هذا الرجل إلى أنه كان شاهداً على حصار مستشفى الشهيد كمال عدوان أكثر من مرة، وأكد أن جيش الاحتلال أعدم رجلا مسنّا أمامه، اسمه أبو محمد العمري من سكان مشروع بيت لاهيا، في أحد مراكز الإيواء التي لجأ إليها، حيث أطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه بشكل مباشر، موضحا أن الرجل حين سقط على الأرض وقام بالنداء لطلب المساعدة، أطلقوا تجاهه قذيفة ليتحول جسده إلى أشلاء.
وفي إفادته، أكد أنه كان شاهدا على عدد كبير من المجازر والاجتياحات، وأبرزها مجزرة عائلة أبو نصر، التي سقط خلالها أكثر من 100 شهيد، ويوضح أن الموقف الأكثر إيلاما كان يوم 4 نوفمبر2024، حين أخرج أطفاله وزوجته مصابين من تحت الركام بجروح طفيفة، ليتبين أن منزل صديقه المجاور هو الذي استُهدف، حيث قضى وأسرته في تلك الغارة.
النزوح والاعتقال ويقول إنه بعد ذلك، قرر النزوح بتاريخ الخامس من نوفمبر بكامل أفراد عائلته من محافظة شمال قطاع غزة إلى مدينة غزة. ويوضح أن جيش الاحتلال استدعاه خلال السير في طريق النزوح، وقال: “كان الموقف صعبا جدا أمام أطفالي وزوجتي، حيث إن طفلتي أحلام ركضت نحوي وأنا أقوم بخلع ملابسي بناء على طلب الجنود”. وتابع: “اعتقلني جنود الاحتلال بعد تعريتي من الملابس بالكامل، وتم وضع العصبة على عينيّ، وحجزوني في غرفة مظلمة على الحاجز، كانت الغرفة مليئة بالمعتقلين، وانهال الجنود علي وعلى الجميع بشكل عنيف بالهراوات على الرأس، وكنت أصرخ من شدة الألم من ربط يدي”. وتحدث عن ألفاظ نابية وشتائم كان يوجهها لهم جنود الاحتلال، وأن الجنود كانوا يصرخون عليهم بجملة: “احنا حنوديكو (سنرسلكم) على جهنم”.
ويتابع الرجل الحديث عن مأساة الاعتقال بالقول: “احتُجزت في هذه الغرفة حوالي 16 ساعة، وبعدها سحبونا وألقونا في شاحنة توجهت بنا إلى مكان مجهول. وعرفت من المعتقلين السابقين بأننا في مكان يدعى الحفرة قرب مستوطنة سديروت شمال شرق مدينة بيت حانون. وتم إنزالنا في مكان أرضيته جارحة أدت لجروح قطعية في قدمي، وقد جاءت عدة مجندات واعتدين علينا بالهراوات. بعدها طلبنا المياه ولم يحضروها، وأتوا ببخاخة فيها بعض الماء، وطلبوا مني ومن الجميع فتح فمي فيقوم الجندي برش مياه ملوثة داخله”.
وتابع: “في حوالي الساعة 7:00 من صباح اليوم التالي، جاء عدد من الجنود أخذوني ووضعوني في غرفة وفتشوني جسديا، وكان شخص يلبس قفازا في يده وأدخل أصبعه في فتحة الشرج. ثم أخذوني إلى مركبة وقاموا بنقلي أنا ومعتقلين آخرين. وخلال سير المركبة اعتدوا عليّ بعصىً كهربائية، تركزت الضربات على الرأس، ونقلونا إلى سجن عرفت أنه يدعى سدي تمان”.
وهناك يقول إنه تعرضوا للتعذيب، وأن جنود الاحتلال كانوا يرشونهم بالغاز المسيل للدموع، مشيرا إلى أن من بين الأسرى مَن فقد عينه، ويوضح أنه كان داخل “بركس الاعتقال” حمام ومغسلة مع عدم توفر مياه، وكان يمنع أن يجلس الأسير داخل الحمام أكثر من نصف دقيقة، فيما كانت الطعام المقدم لهم لا يكفي لإشباع طفل، ومياه الشرب من نفس دورة المياه.
ويشير إلى أنه تعرض للتعذيب خلال الاعتقال أكثر من مرة، وأنه تم نقله بعد 14 يوما من سجن “سدي تيمان”، إلى بركس داخل مستوطنة معالي أدوميم شرقي مدينة القدس، ويوضح أن جنود الاحتلال وضعوه في غرفة تعرف باسم “الديسكو” لمدة ثلاثة أيام. وهي غرفة يتم فيها تشغيل موسيقى صاخبة بصوت مرتفع، حتى أنه بسبب ذلك سالك الدماء من أذنيه، ما أدى إلى فقدانه السمع لمدة أربعة أيام، قبل أن يعود السمع لأذنه اليسرى فقط.
وقد أطلق سراح هذا الأسير بعد رحلات التعذيب، ويقول عن هذا الموقف: “قام الجنود بفك الأربطة الحديدية من أيدينا وأعطونا زجاجة مياه وزجاجة عصير، وسلموني البطاقة الشخصية التي كانت من ضمن الأمانات لديهم، ولم يعيدوا لي هاتفي الخليوي وأموالا كانت بحوزتي لحظة اعتقالي، وأمرونا بالركض غربا دون النظر للخلف ومن يخالف ذلك سوف نطلق النار عليه”.
ويضيف: “بعد أن ركضنا مسافة طويلة، قابلنا سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي، وعرفت أن تاريخ الإفراج عني هو 12/12/2024، بعدها تم وضعنا في باص ونقلونا لمستشفى غزة الأوروبي”، ويشير إلى أنه يواجه حاليا صعوبة كبيرة بسبب عدم وجود مأوى، فيما جميع أفراد أسرته بمدينة غزة.
عمان جو - تواصل قوات الاحتلال ممارسة أبشع صور القتل والتدمير والتعذيب ضد قطاع غزة وسكانه الذين يعانون مشقة الحياة، وعدم الشعور بالأمن بسبب الهجمات المتلاحقة التي تطالهم في منازلهم ومناطق نزوحهم، وحتى خلال تواجدهم على أسرّة العلاج في المشافي.
في هذا السياق، يقدم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، شهادة جديدة لأحد ضحايا الحرب، وهو “أ.ن” البالغ من العمر 32 عاما، وهو رجل متزوج وأب لثلاثة أطفال، وبات حاليا يقيم في أحد منازل النزوح بمدينة دير البلح وسط القطاع، بعد أن أُجبر على النزوح القسري من شمالي القطاع، بعيدا عن باقي أفراد أسرته.
ويقول في إفادته: “كنت أعيش في منزلي المكون من عدة طبقات ويحتضن عائلتي الممتدة في شارع مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا. منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023، قررت البقاء في شمال قطاع غزة وعدم النزوح مع عائلتي”، ويشير إلى أنه مع الاجتياح الأول لمشروع بيت لاهيا في بداية نوفمبر 2023، نزح أربع مرات قبل العودة إلى منزله. ويضيف: “خلال تواجدي في مشروع بيت لاهيا، عانيت كما كل المواطنين من شدة القصف والحصار وشح المياه والطعام، كذلك حوادث تفجير المربعات السكنية عبر الروبوتات”، وتحدث عن القصف المدفعي وإطلاق النار المتواصل.
حصار المستشفى والمجازر يشير هذا الرجل إلى أنه كان شاهداً على حصار مستشفى الشهيد كمال عدوان أكثر من مرة، وأكد أن جيش الاحتلال أعدم رجلا مسنّا أمامه، اسمه أبو محمد العمري من سكان مشروع بيت لاهيا، في أحد مراكز الإيواء التي لجأ إليها، حيث أطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه بشكل مباشر، موضحا أن الرجل حين سقط على الأرض وقام بالنداء لطلب المساعدة، أطلقوا تجاهه قذيفة ليتحول جسده إلى أشلاء.
وفي إفادته، أكد أنه كان شاهدا على عدد كبير من المجازر والاجتياحات، وأبرزها مجزرة عائلة أبو نصر، التي سقط خلالها أكثر من 100 شهيد، ويوضح أن الموقف الأكثر إيلاما كان يوم 4 نوفمبر2024، حين أخرج أطفاله وزوجته مصابين من تحت الركام بجروح طفيفة، ليتبين أن منزل صديقه المجاور هو الذي استُهدف، حيث قضى وأسرته في تلك الغارة.
النزوح والاعتقال ويقول إنه بعد ذلك، قرر النزوح بتاريخ الخامس من نوفمبر بكامل أفراد عائلته من محافظة شمال قطاع غزة إلى مدينة غزة. ويوضح أن جيش الاحتلال استدعاه خلال السير في طريق النزوح، وقال: “كان الموقف صعبا جدا أمام أطفالي وزوجتي، حيث إن طفلتي أحلام ركضت نحوي وأنا أقوم بخلع ملابسي بناء على طلب الجنود”. وتابع: “اعتقلني جنود الاحتلال بعد تعريتي من الملابس بالكامل، وتم وضع العصبة على عينيّ، وحجزوني في غرفة مظلمة على الحاجز، كانت الغرفة مليئة بالمعتقلين، وانهال الجنود علي وعلى الجميع بشكل عنيف بالهراوات على الرأس، وكنت أصرخ من شدة الألم من ربط يدي”. وتحدث عن ألفاظ نابية وشتائم كان يوجهها لهم جنود الاحتلال، وأن الجنود كانوا يصرخون عليهم بجملة: “احنا حنوديكو (سنرسلكم) على جهنم”.
ويتابع الرجل الحديث عن مأساة الاعتقال بالقول: “احتُجزت في هذه الغرفة حوالي 16 ساعة، وبعدها سحبونا وألقونا في شاحنة توجهت بنا إلى مكان مجهول. وعرفت من المعتقلين السابقين بأننا في مكان يدعى الحفرة قرب مستوطنة سديروت شمال شرق مدينة بيت حانون. وتم إنزالنا في مكان أرضيته جارحة أدت لجروح قطعية في قدمي، وقد جاءت عدة مجندات واعتدين علينا بالهراوات. بعدها طلبنا المياه ولم يحضروها، وأتوا ببخاخة فيها بعض الماء، وطلبوا مني ومن الجميع فتح فمي فيقوم الجندي برش مياه ملوثة داخله”.
وتابع: “في حوالي الساعة 7:00 من صباح اليوم التالي، جاء عدد من الجنود أخذوني ووضعوني في غرفة وفتشوني جسديا، وكان شخص يلبس قفازا في يده وأدخل أصبعه في فتحة الشرج. ثم أخذوني إلى مركبة وقاموا بنقلي أنا ومعتقلين آخرين. وخلال سير المركبة اعتدوا عليّ بعصىً كهربائية، تركزت الضربات على الرأس، ونقلونا إلى سجن عرفت أنه يدعى سدي تمان”.
وهناك يقول إنه تعرضوا للتعذيب، وأن جنود الاحتلال كانوا يرشونهم بالغاز المسيل للدموع، مشيرا إلى أن من بين الأسرى مَن فقد عينه، ويوضح أنه كان داخل “بركس الاعتقال” حمام ومغسلة مع عدم توفر مياه، وكان يمنع أن يجلس الأسير داخل الحمام أكثر من نصف دقيقة، فيما كانت الطعام المقدم لهم لا يكفي لإشباع طفل، ومياه الشرب من نفس دورة المياه.
ويشير إلى أنه تعرض للتعذيب خلال الاعتقال أكثر من مرة، وأنه تم نقله بعد 14 يوما من سجن “سدي تيمان”، إلى بركس داخل مستوطنة معالي أدوميم شرقي مدينة القدس، ويوضح أن جنود الاحتلال وضعوه في غرفة تعرف باسم “الديسكو” لمدة ثلاثة أيام. وهي غرفة يتم فيها تشغيل موسيقى صاخبة بصوت مرتفع، حتى أنه بسبب ذلك سالك الدماء من أذنيه، ما أدى إلى فقدانه السمع لمدة أربعة أيام، قبل أن يعود السمع لأذنه اليسرى فقط.
وقد أطلق سراح هذا الأسير بعد رحلات التعذيب، ويقول عن هذا الموقف: “قام الجنود بفك الأربطة الحديدية من أيدينا وأعطونا زجاجة مياه وزجاجة عصير، وسلموني البطاقة الشخصية التي كانت من ضمن الأمانات لديهم، ولم يعيدوا لي هاتفي الخليوي وأموالا كانت بحوزتي لحظة اعتقالي، وأمرونا بالركض غربا دون النظر للخلف ومن يخالف ذلك سوف نطلق النار عليه”.
ويضيف: “بعد أن ركضنا مسافة طويلة، قابلنا سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي، وعرفت أن تاريخ الإفراج عني هو 12/12/2024، بعدها تم وضعنا في باص ونقلونا لمستشفى غزة الأوروبي”، ويشير إلى أنه يواجه حاليا صعوبة كبيرة بسبب عدم وجود مأوى، فيما جميع أفراد أسرته بمدينة غزة.
عمان جو - تواصل قوات الاحتلال ممارسة أبشع صور القتل والتدمير والتعذيب ضد قطاع غزة وسكانه الذين يعانون مشقة الحياة، وعدم الشعور بالأمن بسبب الهجمات المتلاحقة التي تطالهم في منازلهم ومناطق نزوحهم، وحتى خلال تواجدهم على أسرّة العلاج في المشافي.
في هذا السياق، يقدم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، شهادة جديدة لأحد ضحايا الحرب، وهو “أ.ن” البالغ من العمر 32 عاما، وهو رجل متزوج وأب لثلاثة أطفال، وبات حاليا يقيم في أحد منازل النزوح بمدينة دير البلح وسط القطاع، بعد أن أُجبر على النزوح القسري من شمالي القطاع، بعيدا عن باقي أفراد أسرته.
ويقول في إفادته: “كنت أعيش في منزلي المكون من عدة طبقات ويحتضن عائلتي الممتدة في شارع مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا. منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023، قررت البقاء في شمال قطاع غزة وعدم النزوح مع عائلتي”، ويشير إلى أنه مع الاجتياح الأول لمشروع بيت لاهيا في بداية نوفمبر 2023، نزح أربع مرات قبل العودة إلى منزله. ويضيف: “خلال تواجدي في مشروع بيت لاهيا، عانيت كما كل المواطنين من شدة القصف والحصار وشح المياه والطعام، كذلك حوادث تفجير المربعات السكنية عبر الروبوتات”، وتحدث عن القصف المدفعي وإطلاق النار المتواصل.
حصار المستشفى والمجازر يشير هذا الرجل إلى أنه كان شاهداً على حصار مستشفى الشهيد كمال عدوان أكثر من مرة، وأكد أن جيش الاحتلال أعدم رجلا مسنّا أمامه، اسمه أبو محمد العمري من سكان مشروع بيت لاهيا، في أحد مراكز الإيواء التي لجأ إليها، حيث أطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه بشكل مباشر، موضحا أن الرجل حين سقط على الأرض وقام بالنداء لطلب المساعدة، أطلقوا تجاهه قذيفة ليتحول جسده إلى أشلاء.
وفي إفادته، أكد أنه كان شاهدا على عدد كبير من المجازر والاجتياحات، وأبرزها مجزرة عائلة أبو نصر، التي سقط خلالها أكثر من 100 شهيد، ويوضح أن الموقف الأكثر إيلاما كان يوم 4 نوفمبر2024، حين أخرج أطفاله وزوجته مصابين من تحت الركام بجروح طفيفة، ليتبين أن منزل صديقه المجاور هو الذي استُهدف، حيث قضى وأسرته في تلك الغارة.
النزوح والاعتقال ويقول إنه بعد ذلك، قرر النزوح بتاريخ الخامس من نوفمبر بكامل أفراد عائلته من محافظة شمال قطاع غزة إلى مدينة غزة. ويوضح أن جيش الاحتلال استدعاه خلال السير في طريق النزوح، وقال: “كان الموقف صعبا جدا أمام أطفالي وزوجتي، حيث إن طفلتي أحلام ركضت نحوي وأنا أقوم بخلع ملابسي بناء على طلب الجنود”. وتابع: “اعتقلني جنود الاحتلال بعد تعريتي من الملابس بالكامل، وتم وضع العصبة على عينيّ، وحجزوني في غرفة مظلمة على الحاجز، كانت الغرفة مليئة بالمعتقلين، وانهال الجنود علي وعلى الجميع بشكل عنيف بالهراوات على الرأس، وكنت أصرخ من شدة الألم من ربط يدي”. وتحدث عن ألفاظ نابية وشتائم كان يوجهها لهم جنود الاحتلال، وأن الجنود كانوا يصرخون عليهم بجملة: “احنا حنوديكو (سنرسلكم) على جهنم”.
ويتابع الرجل الحديث عن مأساة الاعتقال بالقول: “احتُجزت في هذه الغرفة حوالي 16 ساعة، وبعدها سحبونا وألقونا في شاحنة توجهت بنا إلى مكان مجهول. وعرفت من المعتقلين السابقين بأننا في مكان يدعى الحفرة قرب مستوطنة سديروت شمال شرق مدينة بيت حانون. وتم إنزالنا في مكان أرضيته جارحة أدت لجروح قطعية في قدمي، وقد جاءت عدة مجندات واعتدين علينا بالهراوات. بعدها طلبنا المياه ولم يحضروها، وأتوا ببخاخة فيها بعض الماء، وطلبوا مني ومن الجميع فتح فمي فيقوم الجندي برش مياه ملوثة داخله”.
وتابع: “في حوالي الساعة 7:00 من صباح اليوم التالي، جاء عدد من الجنود أخذوني ووضعوني في غرفة وفتشوني جسديا، وكان شخص يلبس قفازا في يده وأدخل أصبعه في فتحة الشرج. ثم أخذوني إلى مركبة وقاموا بنقلي أنا ومعتقلين آخرين. وخلال سير المركبة اعتدوا عليّ بعصىً كهربائية، تركزت الضربات على الرأس، ونقلونا إلى سجن عرفت أنه يدعى سدي تمان”.
وهناك يقول إنه تعرضوا للتعذيب، وأن جنود الاحتلال كانوا يرشونهم بالغاز المسيل للدموع، مشيرا إلى أن من بين الأسرى مَن فقد عينه، ويوضح أنه كان داخل “بركس الاعتقال” حمام ومغسلة مع عدم توفر مياه، وكان يمنع أن يجلس الأسير داخل الحمام أكثر من نصف دقيقة، فيما كانت الطعام المقدم لهم لا يكفي لإشباع طفل، ومياه الشرب من نفس دورة المياه.
ويشير إلى أنه تعرض للتعذيب خلال الاعتقال أكثر من مرة، وأنه تم نقله بعد 14 يوما من سجن “سدي تيمان”، إلى بركس داخل مستوطنة معالي أدوميم شرقي مدينة القدس، ويوضح أن جنود الاحتلال وضعوه في غرفة تعرف باسم “الديسكو” لمدة ثلاثة أيام. وهي غرفة يتم فيها تشغيل موسيقى صاخبة بصوت مرتفع، حتى أنه بسبب ذلك سالك الدماء من أذنيه، ما أدى إلى فقدانه السمع لمدة أربعة أيام، قبل أن يعود السمع لأذنه اليسرى فقط.
وقد أطلق سراح هذا الأسير بعد رحلات التعذيب، ويقول عن هذا الموقف: “قام الجنود بفك الأربطة الحديدية من أيدينا وأعطونا زجاجة مياه وزجاجة عصير، وسلموني البطاقة الشخصية التي كانت من ضمن الأمانات لديهم، ولم يعيدوا لي هاتفي الخليوي وأموالا كانت بحوزتي لحظة اعتقالي، وأمرونا بالركض غربا دون النظر للخلف ومن يخالف ذلك سوف نطلق النار عليه”.
ويضيف: “بعد أن ركضنا مسافة طويلة، قابلنا سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي، وعرفت أن تاريخ الإفراج عني هو 12/12/2024، بعدها تم وضعنا في باص ونقلونا لمستشفى غزة الأوروبي”، ويشير إلى أنه يواجه حاليا صعوبة كبيرة بسبب عدم وجود مأوى، فيما جميع أفراد أسرته بمدينة غزة.
التعليقات
شهادات الحرب المؤلمة .. فلسطيني يقص رحلة النزوح والاعتقال والتعرض للعنف الجنسي في معتقلات الاحتلال
التعليقات