عمان جو - حينما بث مسلسل «عمر بن الخطاب» كتبت انذاك، وحذرت من رواج الفتنة في الدراما التاريخية العربية. منع البث والحظر والتحريم والمنع، من الادوات العقيمة في زمان الفضاء الاعلامي المفتوح. ولي موقف ثوري من النشر والبث، وضد أي رقابة مسبقة.
يُعرض مسلسل «معاوية»، وشاهدت حلقتين من المسلسل. وسوف اكتب تعليقا سريعا يحمل ملاحظات ومراجعة نقدية على ما شاهدته، وعلى أمل أن أعود مرة أخرى الى موضوع المسلسل بعد اكتمال عرض حلقاته. المسلسل من اخراج طارق العريان، وهو متخصص في الفيديو كليب الغنائي، وليس في سجله أي عمل درامي تاريخي.
واما المؤلف، فهو مقدم برامج مصري اسمه خالد صالح، ولا علاقة له بالكتابة التاريخية، والاعمال الدرامية التاريخية.
وأول سؤال يخطر على بال وذهن القارئ والمتابع، لماذا أنتج هذا المسلسل؟ وما الهدف السياسي والاعلامي من وراء هذا العمل الدرامي التاريخي، ولماذا هذا التوقيت؟ يجب، بداية، وفيما بعد سوف نجيب عن السؤال السابق، ملاحظة رداءة مستوى مسلسل معاوية في المعالجة التاريخية لشخصية معاوية وابي سفيان وبداية الدعوة المحمدية.
من أين استقى كاتب المسلسل سيرة «معاوية». وللأسف، ثمة اشكالية في مستوى الدراسات الاسلامية في الدول العربية قاطبة، وحيث إنه غير مسموح التطرق للاسلام الا من باب الدعوة او التجييش، والتعبئة. والاغرب، كيف يسمح لمخرج «فيديو كليبات» اغان أن يتورط في اخراج فيلم الـ «مئة مليون دولار».
والاشد غرابة، وأن سير الخلفاء الراشدين والصحابة في الفن العربي المعاصر لا تعتمد الا على بعد واحد من المراجع الاسلامية. ومن العلمي والموضوعي أن تكون مركبة وامينة في روايتها، وغير متحيزة ومنتقية لما ترويه وفي ما لا ترويه.
وهذا ما يطغى على «مسلسل معاوية»، وحيث يطغى بعد واحد من الرواية على تقديم وعرض الشخصية دراميا وفنيا، وتاريخيا.
وعربيا، من أفضل ما كتب عن الخلفاء الراشدين والصحابة ومسموح تداوله ونشره في الدراسات الاسلامية، هو سلسلة «العبقريات» لعباس محمود العقاد. وفي موضوع المسلسل، لا بد من ابراز حسنات قبل المرور الى السيئات، وما أكثرها. المسلسل كلف انتاجه مئة مليون دولار، وشغل بشكل مباشر وغير مباشر اقتصاد الانتاج التلفزيوني، والفنانين والممثلين والمصورين، والفنيين العاطلين عن العمل.
ومن حسناته أنه أظهر وجوها جميلة وجريئة على شاشة التلفزيون، وصراحة أنا اعجبتني الفنانة التونسية «سهير بن عمارة»، والتي أدت دور هند بنت عتبة.
وأن ادارة انتاج الفيلم لم تجلب ممثلين وفنانين اجانب لاداء ادوار في المسلسل. واذا ما عدنا الى مسلسلات وافلام درامية تاريخية كبرى، فان المخرجين والمنتجين استعانوا ولجأوا الى فنانين عالميين اجانب.
وحيث إن مسلسل معاوية أكد أن مدرسة الفن والتمثيل السورية متفوقة وقوية، ومنافسة. ونلاحظ أن المسلسل يكتب في لغة وسينارست الدعاة والوعاظ، وليس هناك سرد تاريخي يقف وراء النص الدرامي.
وهناك تصوير وتقديم درامي مغرض ضد شخصيات اسلامية تاريخية، تقف على مفترق سياسي من معاوية.
وما أود طرحه امام مخرج وكاتب المسلسل، من أين جاء في المتخيل التاريخي والفني لصورة معاوية ؟ في التاريخ الاسلامي شخصية معاوية مركزية في تأسيس اول حكم ملكي عربي.
وحكم معاوية في سيادة المال والقوة الغاشمة، والدهاء السياسي.
ومن بعد ظهور الاسلام والدعوة المحمدية، وكيف حول حكم الشورى، القائم على المبايعة الخاصة والعامة، وهي ديمقراطية اسلامية ولدت من بعد وفاة الرسول محمد، وانقلب لتأسيس حكم وراثي، والحكم الاموي تأثر في الحكم الكسرواي، والذي كان قائما في بلاد الفرس.
واعتقد ان المسلسل يحاول دراميا تسويغ وشرعنة الانقلاب على البيعة ومفهومها في بدايات الحكم الاسلامي، وما أسس فيما بعد لحكم ديني مطلق لسلاسل عائلية، وكانت بداية التوريث في الاسلام.
وفي الحلقة الاولى والثانية من المسلسل، ويبدو أن هناك اهمالا في تقديم وعرض شخصية هند بنت عتبة. وفي كتب التاريخ أسال القدماء الكثير والوفير عن شخصية هند بنت عتبة.
وظهرت هند بنت عتبة في المسلسل، كما لو أنها ليست «آكلة الاكباد»، والحادثة الشهيرة دراميا وفنيا وتاريخيا في غزوة أحد، وحيث قامت بالتهام كبد الشهيد حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله، وبعدما اغتاله عبدها الوحشي بأمر منها.
وحملت من تلك الحادثة لقب هند « اكلة الاكباد «. وهو حدث شهير قدمه مصطفى العقاد في فيلم الرسالة، واعطاه اهمية بطريقة فنية واخراجية مبدعة ومعبرة، وابدعت بها الفنانة السورية منى واصف.
وفي ختام الحلقتين الاولى والثانية يظهر معاوية مجاهدا في السر الى الدعوة المحمدية.
في تقديري النقدي المتواضع المشاهد العربي متفاجئ ومصدوم من شخصية معاوية، ورفع سقف الاهداف الماورائية للمسلسل، سواء في تقديم صورة معاوية وهند بنت عتبة وابي سفيان، واضافة الى الاشكالية السياسية المركزية في التراث العربي حول ازمة الحكم والسلطة ومشروعيتها.
عمان جو - حينما بث مسلسل «عمر بن الخطاب» كتبت انذاك، وحذرت من رواج الفتنة في الدراما التاريخية العربية. منع البث والحظر والتحريم والمنع، من الادوات العقيمة في زمان الفضاء الاعلامي المفتوح. ولي موقف ثوري من النشر والبث، وضد أي رقابة مسبقة.
يُعرض مسلسل «معاوية»، وشاهدت حلقتين من المسلسل. وسوف اكتب تعليقا سريعا يحمل ملاحظات ومراجعة نقدية على ما شاهدته، وعلى أمل أن أعود مرة أخرى الى موضوع المسلسل بعد اكتمال عرض حلقاته. المسلسل من اخراج طارق العريان، وهو متخصص في الفيديو كليب الغنائي، وليس في سجله أي عمل درامي تاريخي.
واما المؤلف، فهو مقدم برامج مصري اسمه خالد صالح، ولا علاقة له بالكتابة التاريخية، والاعمال الدرامية التاريخية.
وأول سؤال يخطر على بال وذهن القارئ والمتابع، لماذا أنتج هذا المسلسل؟ وما الهدف السياسي والاعلامي من وراء هذا العمل الدرامي التاريخي، ولماذا هذا التوقيت؟ يجب، بداية، وفيما بعد سوف نجيب عن السؤال السابق، ملاحظة رداءة مستوى مسلسل معاوية في المعالجة التاريخية لشخصية معاوية وابي سفيان وبداية الدعوة المحمدية.
من أين استقى كاتب المسلسل سيرة «معاوية». وللأسف، ثمة اشكالية في مستوى الدراسات الاسلامية في الدول العربية قاطبة، وحيث إنه غير مسموح التطرق للاسلام الا من باب الدعوة او التجييش، والتعبئة. والاغرب، كيف يسمح لمخرج «فيديو كليبات» اغان أن يتورط في اخراج فيلم الـ «مئة مليون دولار».
والاشد غرابة، وأن سير الخلفاء الراشدين والصحابة في الفن العربي المعاصر لا تعتمد الا على بعد واحد من المراجع الاسلامية. ومن العلمي والموضوعي أن تكون مركبة وامينة في روايتها، وغير متحيزة ومنتقية لما ترويه وفي ما لا ترويه.
وهذا ما يطغى على «مسلسل معاوية»، وحيث يطغى بعد واحد من الرواية على تقديم وعرض الشخصية دراميا وفنيا، وتاريخيا.
وعربيا، من أفضل ما كتب عن الخلفاء الراشدين والصحابة ومسموح تداوله ونشره في الدراسات الاسلامية، هو سلسلة «العبقريات» لعباس محمود العقاد. وفي موضوع المسلسل، لا بد من ابراز حسنات قبل المرور الى السيئات، وما أكثرها. المسلسل كلف انتاجه مئة مليون دولار، وشغل بشكل مباشر وغير مباشر اقتصاد الانتاج التلفزيوني، والفنانين والممثلين والمصورين، والفنيين العاطلين عن العمل.
ومن حسناته أنه أظهر وجوها جميلة وجريئة على شاشة التلفزيون، وصراحة أنا اعجبتني الفنانة التونسية «سهير بن عمارة»، والتي أدت دور هند بنت عتبة.
وأن ادارة انتاج الفيلم لم تجلب ممثلين وفنانين اجانب لاداء ادوار في المسلسل. واذا ما عدنا الى مسلسلات وافلام درامية تاريخية كبرى، فان المخرجين والمنتجين استعانوا ولجأوا الى فنانين عالميين اجانب.
وحيث إن مسلسل معاوية أكد أن مدرسة الفن والتمثيل السورية متفوقة وقوية، ومنافسة. ونلاحظ أن المسلسل يكتب في لغة وسينارست الدعاة والوعاظ، وليس هناك سرد تاريخي يقف وراء النص الدرامي.
وهناك تصوير وتقديم درامي مغرض ضد شخصيات اسلامية تاريخية، تقف على مفترق سياسي من معاوية.
وما أود طرحه امام مخرج وكاتب المسلسل، من أين جاء في المتخيل التاريخي والفني لصورة معاوية ؟ في التاريخ الاسلامي شخصية معاوية مركزية في تأسيس اول حكم ملكي عربي.
وحكم معاوية في سيادة المال والقوة الغاشمة، والدهاء السياسي.
ومن بعد ظهور الاسلام والدعوة المحمدية، وكيف حول حكم الشورى، القائم على المبايعة الخاصة والعامة، وهي ديمقراطية اسلامية ولدت من بعد وفاة الرسول محمد، وانقلب لتأسيس حكم وراثي، والحكم الاموي تأثر في الحكم الكسرواي، والذي كان قائما في بلاد الفرس.
واعتقد ان المسلسل يحاول دراميا تسويغ وشرعنة الانقلاب على البيعة ومفهومها في بدايات الحكم الاسلامي، وما أسس فيما بعد لحكم ديني مطلق لسلاسل عائلية، وكانت بداية التوريث في الاسلام.
وفي الحلقة الاولى والثانية من المسلسل، ويبدو أن هناك اهمالا في تقديم وعرض شخصية هند بنت عتبة. وفي كتب التاريخ أسال القدماء الكثير والوفير عن شخصية هند بنت عتبة.
وظهرت هند بنت عتبة في المسلسل، كما لو أنها ليست «آكلة الاكباد»، والحادثة الشهيرة دراميا وفنيا وتاريخيا في غزوة أحد، وحيث قامت بالتهام كبد الشهيد حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله، وبعدما اغتاله عبدها الوحشي بأمر منها.
وحملت من تلك الحادثة لقب هند « اكلة الاكباد «. وهو حدث شهير قدمه مصطفى العقاد في فيلم الرسالة، واعطاه اهمية بطريقة فنية واخراجية مبدعة ومعبرة، وابدعت بها الفنانة السورية منى واصف.
وفي ختام الحلقتين الاولى والثانية يظهر معاوية مجاهدا في السر الى الدعوة المحمدية.
في تقديري النقدي المتواضع المشاهد العربي متفاجئ ومصدوم من شخصية معاوية، ورفع سقف الاهداف الماورائية للمسلسل، سواء في تقديم صورة معاوية وهند بنت عتبة وابي سفيان، واضافة الى الاشكالية السياسية المركزية في التراث العربي حول ازمة الحكم والسلطة ومشروعيتها.
عمان جو - حينما بث مسلسل «عمر بن الخطاب» كتبت انذاك، وحذرت من رواج الفتنة في الدراما التاريخية العربية. منع البث والحظر والتحريم والمنع، من الادوات العقيمة في زمان الفضاء الاعلامي المفتوح. ولي موقف ثوري من النشر والبث، وضد أي رقابة مسبقة.
يُعرض مسلسل «معاوية»، وشاهدت حلقتين من المسلسل. وسوف اكتب تعليقا سريعا يحمل ملاحظات ومراجعة نقدية على ما شاهدته، وعلى أمل أن أعود مرة أخرى الى موضوع المسلسل بعد اكتمال عرض حلقاته. المسلسل من اخراج طارق العريان، وهو متخصص في الفيديو كليب الغنائي، وليس في سجله أي عمل درامي تاريخي.
واما المؤلف، فهو مقدم برامج مصري اسمه خالد صالح، ولا علاقة له بالكتابة التاريخية، والاعمال الدرامية التاريخية.
وأول سؤال يخطر على بال وذهن القارئ والمتابع، لماذا أنتج هذا المسلسل؟ وما الهدف السياسي والاعلامي من وراء هذا العمل الدرامي التاريخي، ولماذا هذا التوقيت؟ يجب، بداية، وفيما بعد سوف نجيب عن السؤال السابق، ملاحظة رداءة مستوى مسلسل معاوية في المعالجة التاريخية لشخصية معاوية وابي سفيان وبداية الدعوة المحمدية.
من أين استقى كاتب المسلسل سيرة «معاوية». وللأسف، ثمة اشكالية في مستوى الدراسات الاسلامية في الدول العربية قاطبة، وحيث إنه غير مسموح التطرق للاسلام الا من باب الدعوة او التجييش، والتعبئة. والاغرب، كيف يسمح لمخرج «فيديو كليبات» اغان أن يتورط في اخراج فيلم الـ «مئة مليون دولار».
والاشد غرابة، وأن سير الخلفاء الراشدين والصحابة في الفن العربي المعاصر لا تعتمد الا على بعد واحد من المراجع الاسلامية. ومن العلمي والموضوعي أن تكون مركبة وامينة في روايتها، وغير متحيزة ومنتقية لما ترويه وفي ما لا ترويه.
وهذا ما يطغى على «مسلسل معاوية»، وحيث يطغى بعد واحد من الرواية على تقديم وعرض الشخصية دراميا وفنيا، وتاريخيا.
وعربيا، من أفضل ما كتب عن الخلفاء الراشدين والصحابة ومسموح تداوله ونشره في الدراسات الاسلامية، هو سلسلة «العبقريات» لعباس محمود العقاد. وفي موضوع المسلسل، لا بد من ابراز حسنات قبل المرور الى السيئات، وما أكثرها. المسلسل كلف انتاجه مئة مليون دولار، وشغل بشكل مباشر وغير مباشر اقتصاد الانتاج التلفزيوني، والفنانين والممثلين والمصورين، والفنيين العاطلين عن العمل.
ومن حسناته أنه أظهر وجوها جميلة وجريئة على شاشة التلفزيون، وصراحة أنا اعجبتني الفنانة التونسية «سهير بن عمارة»، والتي أدت دور هند بنت عتبة.
وأن ادارة انتاج الفيلم لم تجلب ممثلين وفنانين اجانب لاداء ادوار في المسلسل. واذا ما عدنا الى مسلسلات وافلام درامية تاريخية كبرى، فان المخرجين والمنتجين استعانوا ولجأوا الى فنانين عالميين اجانب.
وحيث إن مسلسل معاوية أكد أن مدرسة الفن والتمثيل السورية متفوقة وقوية، ومنافسة. ونلاحظ أن المسلسل يكتب في لغة وسينارست الدعاة والوعاظ، وليس هناك سرد تاريخي يقف وراء النص الدرامي.
وهناك تصوير وتقديم درامي مغرض ضد شخصيات اسلامية تاريخية، تقف على مفترق سياسي من معاوية.
وما أود طرحه امام مخرج وكاتب المسلسل، من أين جاء في المتخيل التاريخي والفني لصورة معاوية ؟ في التاريخ الاسلامي شخصية معاوية مركزية في تأسيس اول حكم ملكي عربي.
وحكم معاوية في سيادة المال والقوة الغاشمة، والدهاء السياسي.
ومن بعد ظهور الاسلام والدعوة المحمدية، وكيف حول حكم الشورى، القائم على المبايعة الخاصة والعامة، وهي ديمقراطية اسلامية ولدت من بعد وفاة الرسول محمد، وانقلب لتأسيس حكم وراثي، والحكم الاموي تأثر في الحكم الكسرواي، والذي كان قائما في بلاد الفرس.
واعتقد ان المسلسل يحاول دراميا تسويغ وشرعنة الانقلاب على البيعة ومفهومها في بدايات الحكم الاسلامي، وما أسس فيما بعد لحكم ديني مطلق لسلاسل عائلية، وكانت بداية التوريث في الاسلام.
وفي الحلقة الاولى والثانية من المسلسل، ويبدو أن هناك اهمالا في تقديم وعرض شخصية هند بنت عتبة. وفي كتب التاريخ أسال القدماء الكثير والوفير عن شخصية هند بنت عتبة.
وظهرت هند بنت عتبة في المسلسل، كما لو أنها ليست «آكلة الاكباد»، والحادثة الشهيرة دراميا وفنيا وتاريخيا في غزوة أحد، وحيث قامت بالتهام كبد الشهيد حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله، وبعدما اغتاله عبدها الوحشي بأمر منها.
وحملت من تلك الحادثة لقب هند « اكلة الاكباد «. وهو حدث شهير قدمه مصطفى العقاد في فيلم الرسالة، واعطاه اهمية بطريقة فنية واخراجية مبدعة ومعبرة، وابدعت بها الفنانة السورية منى واصف.
وفي ختام الحلقتين الاولى والثانية يظهر معاوية مجاهدا في السر الى الدعوة المحمدية.
في تقديري النقدي المتواضع المشاهد العربي متفاجئ ومصدوم من شخصية معاوية، ورفع سقف الاهداف الماورائية للمسلسل، سواء في تقديم صورة معاوية وهند بنت عتبة وابي سفيان، واضافة الى الاشكالية السياسية المركزية في التراث العربي حول ازمة الحكم والسلطة ومشروعيتها.
التعليقات
مسلسل معاوية
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
مسلسل معاوية
عمان جو - حينما بث مسلسل «عمر بن الخطاب» كتبت انذاك، وحذرت من رواج الفتنة في الدراما التاريخية العربية. منع البث والحظر والتحريم والمنع، من الادوات العقيمة في زمان الفضاء الاعلامي المفتوح. ولي موقف ثوري من النشر والبث، وضد أي رقابة مسبقة.
يُعرض مسلسل «معاوية»، وشاهدت حلقتين من المسلسل. وسوف اكتب تعليقا سريعا يحمل ملاحظات ومراجعة نقدية على ما شاهدته، وعلى أمل أن أعود مرة أخرى الى موضوع المسلسل بعد اكتمال عرض حلقاته. المسلسل من اخراج طارق العريان، وهو متخصص في الفيديو كليب الغنائي، وليس في سجله أي عمل درامي تاريخي.
واما المؤلف، فهو مقدم برامج مصري اسمه خالد صالح، ولا علاقة له بالكتابة التاريخية، والاعمال الدرامية التاريخية.
وأول سؤال يخطر على بال وذهن القارئ والمتابع، لماذا أنتج هذا المسلسل؟ وما الهدف السياسي والاعلامي من وراء هذا العمل الدرامي التاريخي، ولماذا هذا التوقيت؟ يجب، بداية، وفيما بعد سوف نجيب عن السؤال السابق، ملاحظة رداءة مستوى مسلسل معاوية في المعالجة التاريخية لشخصية معاوية وابي سفيان وبداية الدعوة المحمدية.
من أين استقى كاتب المسلسل سيرة «معاوية». وللأسف، ثمة اشكالية في مستوى الدراسات الاسلامية في الدول العربية قاطبة، وحيث إنه غير مسموح التطرق للاسلام الا من باب الدعوة او التجييش، والتعبئة. والاغرب، كيف يسمح لمخرج «فيديو كليبات» اغان أن يتورط في اخراج فيلم الـ «مئة مليون دولار».
والاشد غرابة، وأن سير الخلفاء الراشدين والصحابة في الفن العربي المعاصر لا تعتمد الا على بعد واحد من المراجع الاسلامية. ومن العلمي والموضوعي أن تكون مركبة وامينة في روايتها، وغير متحيزة ومنتقية لما ترويه وفي ما لا ترويه.
وهذا ما يطغى على «مسلسل معاوية»، وحيث يطغى بعد واحد من الرواية على تقديم وعرض الشخصية دراميا وفنيا، وتاريخيا.
وعربيا، من أفضل ما كتب عن الخلفاء الراشدين والصحابة ومسموح تداوله ونشره في الدراسات الاسلامية، هو سلسلة «العبقريات» لعباس محمود العقاد. وفي موضوع المسلسل، لا بد من ابراز حسنات قبل المرور الى السيئات، وما أكثرها. المسلسل كلف انتاجه مئة مليون دولار، وشغل بشكل مباشر وغير مباشر اقتصاد الانتاج التلفزيوني، والفنانين والممثلين والمصورين، والفنيين العاطلين عن العمل.
ومن حسناته أنه أظهر وجوها جميلة وجريئة على شاشة التلفزيون، وصراحة أنا اعجبتني الفنانة التونسية «سهير بن عمارة»، والتي أدت دور هند بنت عتبة.
وأن ادارة انتاج الفيلم لم تجلب ممثلين وفنانين اجانب لاداء ادوار في المسلسل. واذا ما عدنا الى مسلسلات وافلام درامية تاريخية كبرى، فان المخرجين والمنتجين استعانوا ولجأوا الى فنانين عالميين اجانب.
وحيث إن مسلسل معاوية أكد أن مدرسة الفن والتمثيل السورية متفوقة وقوية، ومنافسة. ونلاحظ أن المسلسل يكتب في لغة وسينارست الدعاة والوعاظ، وليس هناك سرد تاريخي يقف وراء النص الدرامي.
وهناك تصوير وتقديم درامي مغرض ضد شخصيات اسلامية تاريخية، تقف على مفترق سياسي من معاوية.
وما أود طرحه امام مخرج وكاتب المسلسل، من أين جاء في المتخيل التاريخي والفني لصورة معاوية ؟ في التاريخ الاسلامي شخصية معاوية مركزية في تأسيس اول حكم ملكي عربي.
وحكم معاوية في سيادة المال والقوة الغاشمة، والدهاء السياسي.
ومن بعد ظهور الاسلام والدعوة المحمدية، وكيف حول حكم الشورى، القائم على المبايعة الخاصة والعامة، وهي ديمقراطية اسلامية ولدت من بعد وفاة الرسول محمد، وانقلب لتأسيس حكم وراثي، والحكم الاموي تأثر في الحكم الكسرواي، والذي كان قائما في بلاد الفرس.
واعتقد ان المسلسل يحاول دراميا تسويغ وشرعنة الانقلاب على البيعة ومفهومها في بدايات الحكم الاسلامي، وما أسس فيما بعد لحكم ديني مطلق لسلاسل عائلية، وكانت بداية التوريث في الاسلام.
وفي الحلقة الاولى والثانية من المسلسل، ويبدو أن هناك اهمالا في تقديم وعرض شخصية هند بنت عتبة. وفي كتب التاريخ أسال القدماء الكثير والوفير عن شخصية هند بنت عتبة.
وظهرت هند بنت عتبة في المسلسل، كما لو أنها ليست «آكلة الاكباد»، والحادثة الشهيرة دراميا وفنيا وتاريخيا في غزوة أحد، وحيث قامت بالتهام كبد الشهيد حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله، وبعدما اغتاله عبدها الوحشي بأمر منها.
وحملت من تلك الحادثة لقب هند « اكلة الاكباد «. وهو حدث شهير قدمه مصطفى العقاد في فيلم الرسالة، واعطاه اهمية بطريقة فنية واخراجية مبدعة ومعبرة، وابدعت بها الفنانة السورية منى واصف.
وفي ختام الحلقتين الاولى والثانية يظهر معاوية مجاهدا في السر الى الدعوة المحمدية.
في تقديري النقدي المتواضع المشاهد العربي متفاجئ ومصدوم من شخصية معاوية، ورفع سقف الاهداف الماورائية للمسلسل، سواء في تقديم صورة معاوية وهند بنت عتبة وابي سفيان، واضافة الى الاشكالية السياسية المركزية في التراث العربي حول ازمة الحكم والسلطة ومشروعيتها.
التعليقات