عمان جو -
يقولون إن تابوت الكونت دراكيولا مريح للغاية، بالرغم من أن حافته تتسع بالكاد للقدمين، إلا أن بطانته الداخلية ذات اللون الأحمر القرمزي المائل للبنفسجي ملساء ناعمة تغري بالاستلقاء داخله، وإذا كان الضوء خافتا، فسيحلو للزائر الرقود لبرهة على سبيل القيلولة دون أن ينتبه له أحد.
غالبية السياح الذين يتوافدون على “قلعة دراكيولا” وموقعها الالكتروني (http//:dpaq.de/WXX3L)، والتي تحولت لأحد أهم أماكن الجذب السياحي في العاصمة الأيرلندية دبلن، لا يعرفون ما هي بالتحديد الصلة التي تربط هذه المدينة القديمة بمصاص الدماء الأشهر في التاريخ، والذي ارتبطت قصته لدى غالبية الناس بمنطقة ترانسلفانيا، في رومانيا. إلا أن المؤكد أن مبدع هذه الشخصية الخيالية برام ستوكر (1912-1847)، لم تطأ قدماه رومانيا، ولكنه ولد بالتحديد إلى جوار هذه القلعة التي تحمل الآن اسم الكونت دراكيولا.
عاش ستوكر طفولة بائسة، كان طفلا هزيلا معتل الصحة وعانى كثيرا من أمراض غامضة، وظل طول الوقت طريح الفراش حتى سن السابعة من عمره، حتى استرد عافيته بصورة مفاجئة وأصبح شخصا سمينا موفور الصحة، ودرس التاريخ والأدب والرياضيات في ترينتي كوليدج في دبلن، التي اشتهر بنشاطه الرياضي البارز بين أروقتها. وفيما يلي تفاصيل المغامرة التي خاضها مراسل ( د. ب. أ ) لتتبع آثار الكونت دراكيولا في دبلن:
على الرغم من أننا كنا خارج مواعيد الزيارة الرسمية المقررة لقلعة دراكيولا، إلا أن مدير المعلم السياحي وصاحب فكرته، رونان، سمح بفتح أبوابها لي، وتجولنا بمفردنا بين دهاليزها وردهاتها الخاوية، ولكني لم أتمكن من مغالبة ضحكي، حين علمت أن المكان يشغل في الواقع مساحة صالة ألعاب رياضية خاصة.
أثناء الجولة ظلت رؤوسنا ترتطم بالأجسام المعلقة في السقف، ولا إراديا بدأت تصدر عنا أصوات صراخ طفولية ، إلى أن فقدنا توزاننا على الجسر المؤدي إلى النفق حيث يوجد التابوت. عندما وصلنا إلى مكان التابوت، دعاني رونان إلى الاستلقاء داخله، ثم اختفى. في تلك اللحظة، دبت الحياة في قلعة الكونت دراكيولا التي كانت لا تزال صامتة طول كل هذا الوقت.
أضيئت شموع ولمعت في الظلام عيون مخيفة، بينما كان يسمع صوت الريح وهي تتلاعب بالستائر. فأغمضت عيني، وكنت قد شاهدت قبل بضعة أيام المومياوات العتيقة المحفوظة في خبيئة كنيسة سان ميشان الشهيرة، والتي تعد من أقدم المعالم الأثرية بالمدينة، ووجدتني راقدا في موضع مماثل للذي كانت عليه.
يعتقد أن ستوكر كان قد شاهد هذه المومياوات في شبابه بصحبة والده، ولا تزال الكنيسة وخبيئتها تستقبل العديد من الزائرين لمشاهدة التوابيت القديمة التي يعلوها التراب المحفوظ بها تلك المومياوات، خاصة وأن الكثير منها مفتوح، ويمكن معاينة هياكلها وجماجمها مباشرة وأظافر الأيدي وجلد السيقان والأذرع، على الرغم من أن عمرها يرجع لأكثر من 400 عام.
أثناء ذلك أدركت أن رونان، كان يختبرني: لقد حبسني في قلعته على غرار ما فعله الكونت دراكيولا مع ضيفه الشاب جوناثان جاركر. جلست وأخذت أحدق في الظلام في عيون أربع نساء من مصاصي الدماء، كان الجو باردا، وذلك نظرا لعدم وجود زائرين.
أوضح لي رونان أن الجو يصبح أكثر دفئا مع تدفق السائحين بالعشرات على المكان. كما أوضح لي أن الزيارة تتم بصحبة مرشد، وأن القلعة تشترط ألا يقل عمر الزائر عن أربعة عشر عاما.
مع ذلك، ونظرا لأني كنت بمفردي في تلك التجربة، نهضت من التابوت، وبدأت في البحث عن باب الخروج. أثناء رحلة الخروج كنت أطمئن نفسي قائلا: بصفتي شخص ناضج، سيكون من الحماقة أن أشعر بالخوف داخل قلعة مصاصي دماء مزعومة، تروج عنها إشاعات. لا يوجد شيء حقيقي هنا، سوى ضفيرة الكاتب برام ستوكر، التي قصتها له زوجته، حينما كان على فراش الموت عام .1912. ( د ب أ )
من المؤكد أن رحيل ستوكر، مؤلف واحدة من أشهر روايات الرعب على الإطلاق، مر مرور الكرام، دون أن يلتفت إليه أحد، نظرا لأنه رحل عن عالمنا بعد خمسة أيام فقط من فاجعة غرق السفينة تيتانيك الشهيرة، والتي كانت قد أبحرت أيضا من الشواطئ الايرلندية.
حين وصلت في النهاية إلى باب الخروج، كان رونان في انتظاري، ولكن عندما ألقيت عليه التحية مودعا، لم أتلق ردا. “إنه أمر مخيف البقاء في هذا المكان”، قلت له. حينئذ ابتسم “هذا من دواعي سروري. لقد أنفقت الكثير على هذا المكان. اعتقد أن كل الناس تحب المرور بتجربة خوف حقيقية ذات مرة”.
عمان جو -
يقولون إن تابوت الكونت دراكيولا مريح للغاية، بالرغم من أن حافته تتسع بالكاد للقدمين، إلا أن بطانته الداخلية ذات اللون الأحمر القرمزي المائل للبنفسجي ملساء ناعمة تغري بالاستلقاء داخله، وإذا كان الضوء خافتا، فسيحلو للزائر الرقود لبرهة على سبيل القيلولة دون أن ينتبه له أحد.
غالبية السياح الذين يتوافدون على “قلعة دراكيولا” وموقعها الالكتروني (http//:dpaq.de/WXX3L)، والتي تحولت لأحد أهم أماكن الجذب السياحي في العاصمة الأيرلندية دبلن، لا يعرفون ما هي بالتحديد الصلة التي تربط هذه المدينة القديمة بمصاص الدماء الأشهر في التاريخ، والذي ارتبطت قصته لدى غالبية الناس بمنطقة ترانسلفانيا، في رومانيا. إلا أن المؤكد أن مبدع هذه الشخصية الخيالية برام ستوكر (1912-1847)، لم تطأ قدماه رومانيا، ولكنه ولد بالتحديد إلى جوار هذه القلعة التي تحمل الآن اسم الكونت دراكيولا.
عاش ستوكر طفولة بائسة، كان طفلا هزيلا معتل الصحة وعانى كثيرا من أمراض غامضة، وظل طول الوقت طريح الفراش حتى سن السابعة من عمره، حتى استرد عافيته بصورة مفاجئة وأصبح شخصا سمينا موفور الصحة، ودرس التاريخ والأدب والرياضيات في ترينتي كوليدج في دبلن، التي اشتهر بنشاطه الرياضي البارز بين أروقتها. وفيما يلي تفاصيل المغامرة التي خاضها مراسل ( د. ب. أ ) لتتبع آثار الكونت دراكيولا في دبلن:
على الرغم من أننا كنا خارج مواعيد الزيارة الرسمية المقررة لقلعة دراكيولا، إلا أن مدير المعلم السياحي وصاحب فكرته، رونان، سمح بفتح أبوابها لي، وتجولنا بمفردنا بين دهاليزها وردهاتها الخاوية، ولكني لم أتمكن من مغالبة ضحكي، حين علمت أن المكان يشغل في الواقع مساحة صالة ألعاب رياضية خاصة.
أثناء الجولة ظلت رؤوسنا ترتطم بالأجسام المعلقة في السقف، ولا إراديا بدأت تصدر عنا أصوات صراخ طفولية ، إلى أن فقدنا توزاننا على الجسر المؤدي إلى النفق حيث يوجد التابوت. عندما وصلنا إلى مكان التابوت، دعاني رونان إلى الاستلقاء داخله، ثم اختفى. في تلك اللحظة، دبت الحياة في قلعة الكونت دراكيولا التي كانت لا تزال صامتة طول كل هذا الوقت.
أضيئت شموع ولمعت في الظلام عيون مخيفة، بينما كان يسمع صوت الريح وهي تتلاعب بالستائر. فأغمضت عيني، وكنت قد شاهدت قبل بضعة أيام المومياوات العتيقة المحفوظة في خبيئة كنيسة سان ميشان الشهيرة، والتي تعد من أقدم المعالم الأثرية بالمدينة، ووجدتني راقدا في موضع مماثل للذي كانت عليه.
يعتقد أن ستوكر كان قد شاهد هذه المومياوات في شبابه بصحبة والده، ولا تزال الكنيسة وخبيئتها تستقبل العديد من الزائرين لمشاهدة التوابيت القديمة التي يعلوها التراب المحفوظ بها تلك المومياوات، خاصة وأن الكثير منها مفتوح، ويمكن معاينة هياكلها وجماجمها مباشرة وأظافر الأيدي وجلد السيقان والأذرع، على الرغم من أن عمرها يرجع لأكثر من 400 عام.
أثناء ذلك أدركت أن رونان، كان يختبرني: لقد حبسني في قلعته على غرار ما فعله الكونت دراكيولا مع ضيفه الشاب جوناثان جاركر. جلست وأخذت أحدق في الظلام في عيون أربع نساء من مصاصي الدماء، كان الجو باردا، وذلك نظرا لعدم وجود زائرين.
أوضح لي رونان أن الجو يصبح أكثر دفئا مع تدفق السائحين بالعشرات على المكان. كما أوضح لي أن الزيارة تتم بصحبة مرشد، وأن القلعة تشترط ألا يقل عمر الزائر عن أربعة عشر عاما.
مع ذلك، ونظرا لأني كنت بمفردي في تلك التجربة، نهضت من التابوت، وبدأت في البحث عن باب الخروج. أثناء رحلة الخروج كنت أطمئن نفسي قائلا: بصفتي شخص ناضج، سيكون من الحماقة أن أشعر بالخوف داخل قلعة مصاصي دماء مزعومة، تروج عنها إشاعات. لا يوجد شيء حقيقي هنا، سوى ضفيرة الكاتب برام ستوكر، التي قصتها له زوجته، حينما كان على فراش الموت عام .1912. ( د ب أ )
من المؤكد أن رحيل ستوكر، مؤلف واحدة من أشهر روايات الرعب على الإطلاق، مر مرور الكرام، دون أن يلتفت إليه أحد، نظرا لأنه رحل عن عالمنا بعد خمسة أيام فقط من فاجعة غرق السفينة تيتانيك الشهيرة، والتي كانت قد أبحرت أيضا من الشواطئ الايرلندية.
حين وصلت في النهاية إلى باب الخروج، كان رونان في انتظاري، ولكن عندما ألقيت عليه التحية مودعا، لم أتلق ردا. “إنه أمر مخيف البقاء في هذا المكان”، قلت له. حينئذ ابتسم “هذا من دواعي سروري. لقد أنفقت الكثير على هذا المكان. اعتقد أن كل الناس تحب المرور بتجربة خوف حقيقية ذات مرة”.
عمان جو -
يقولون إن تابوت الكونت دراكيولا مريح للغاية، بالرغم من أن حافته تتسع بالكاد للقدمين، إلا أن بطانته الداخلية ذات اللون الأحمر القرمزي المائل للبنفسجي ملساء ناعمة تغري بالاستلقاء داخله، وإذا كان الضوء خافتا، فسيحلو للزائر الرقود لبرهة على سبيل القيلولة دون أن ينتبه له أحد.
غالبية السياح الذين يتوافدون على “قلعة دراكيولا” وموقعها الالكتروني (http//:dpaq.de/WXX3L)، والتي تحولت لأحد أهم أماكن الجذب السياحي في العاصمة الأيرلندية دبلن، لا يعرفون ما هي بالتحديد الصلة التي تربط هذه المدينة القديمة بمصاص الدماء الأشهر في التاريخ، والذي ارتبطت قصته لدى غالبية الناس بمنطقة ترانسلفانيا، في رومانيا. إلا أن المؤكد أن مبدع هذه الشخصية الخيالية برام ستوكر (1912-1847)، لم تطأ قدماه رومانيا، ولكنه ولد بالتحديد إلى جوار هذه القلعة التي تحمل الآن اسم الكونت دراكيولا.
عاش ستوكر طفولة بائسة، كان طفلا هزيلا معتل الصحة وعانى كثيرا من أمراض غامضة، وظل طول الوقت طريح الفراش حتى سن السابعة من عمره، حتى استرد عافيته بصورة مفاجئة وأصبح شخصا سمينا موفور الصحة، ودرس التاريخ والأدب والرياضيات في ترينتي كوليدج في دبلن، التي اشتهر بنشاطه الرياضي البارز بين أروقتها. وفيما يلي تفاصيل المغامرة التي خاضها مراسل ( د. ب. أ ) لتتبع آثار الكونت دراكيولا في دبلن:
على الرغم من أننا كنا خارج مواعيد الزيارة الرسمية المقررة لقلعة دراكيولا، إلا أن مدير المعلم السياحي وصاحب فكرته، رونان، سمح بفتح أبوابها لي، وتجولنا بمفردنا بين دهاليزها وردهاتها الخاوية، ولكني لم أتمكن من مغالبة ضحكي، حين علمت أن المكان يشغل في الواقع مساحة صالة ألعاب رياضية خاصة.
أثناء الجولة ظلت رؤوسنا ترتطم بالأجسام المعلقة في السقف، ولا إراديا بدأت تصدر عنا أصوات صراخ طفولية ، إلى أن فقدنا توزاننا على الجسر المؤدي إلى النفق حيث يوجد التابوت. عندما وصلنا إلى مكان التابوت، دعاني رونان إلى الاستلقاء داخله، ثم اختفى. في تلك اللحظة، دبت الحياة في قلعة الكونت دراكيولا التي كانت لا تزال صامتة طول كل هذا الوقت.
أضيئت شموع ولمعت في الظلام عيون مخيفة، بينما كان يسمع صوت الريح وهي تتلاعب بالستائر. فأغمضت عيني، وكنت قد شاهدت قبل بضعة أيام المومياوات العتيقة المحفوظة في خبيئة كنيسة سان ميشان الشهيرة، والتي تعد من أقدم المعالم الأثرية بالمدينة، ووجدتني راقدا في موضع مماثل للذي كانت عليه.
يعتقد أن ستوكر كان قد شاهد هذه المومياوات في شبابه بصحبة والده، ولا تزال الكنيسة وخبيئتها تستقبل العديد من الزائرين لمشاهدة التوابيت القديمة التي يعلوها التراب المحفوظ بها تلك المومياوات، خاصة وأن الكثير منها مفتوح، ويمكن معاينة هياكلها وجماجمها مباشرة وأظافر الأيدي وجلد السيقان والأذرع، على الرغم من أن عمرها يرجع لأكثر من 400 عام.
أثناء ذلك أدركت أن رونان، كان يختبرني: لقد حبسني في قلعته على غرار ما فعله الكونت دراكيولا مع ضيفه الشاب جوناثان جاركر. جلست وأخذت أحدق في الظلام في عيون أربع نساء من مصاصي الدماء، كان الجو باردا، وذلك نظرا لعدم وجود زائرين.
أوضح لي رونان أن الجو يصبح أكثر دفئا مع تدفق السائحين بالعشرات على المكان. كما أوضح لي أن الزيارة تتم بصحبة مرشد، وأن القلعة تشترط ألا يقل عمر الزائر عن أربعة عشر عاما.
مع ذلك، ونظرا لأني كنت بمفردي في تلك التجربة، نهضت من التابوت، وبدأت في البحث عن باب الخروج. أثناء رحلة الخروج كنت أطمئن نفسي قائلا: بصفتي شخص ناضج، سيكون من الحماقة أن أشعر بالخوف داخل قلعة مصاصي دماء مزعومة، تروج عنها إشاعات. لا يوجد شيء حقيقي هنا، سوى ضفيرة الكاتب برام ستوكر، التي قصتها له زوجته، حينما كان على فراش الموت عام .1912. ( د ب أ )
من المؤكد أن رحيل ستوكر، مؤلف واحدة من أشهر روايات الرعب على الإطلاق، مر مرور الكرام، دون أن يلتفت إليه أحد، نظرا لأنه رحل عن عالمنا بعد خمسة أيام فقط من فاجعة غرق السفينة تيتانيك الشهيرة، والتي كانت قد أبحرت أيضا من الشواطئ الايرلندية.
حين وصلت في النهاية إلى باب الخروج، كان رونان في انتظاري، ولكن عندما ألقيت عليه التحية مودعا، لم أتلق ردا. “إنه أمر مخيف البقاء في هذا المكان”، قلت له. حينئذ ابتسم “هذا من دواعي سروري. لقد أنفقت الكثير على هذا المكان. اعتقد أن كل الناس تحب المرور بتجربة خوف حقيقية ذات مرة”.
التعليقات