قبل ايام شاهدت تقريرا عن أردني يعمل في الإمارات, عرضته محطة (سكاي نيوز) ..التقرير يقول أن شابا أردنيا, جاء من السلط قبل عشرين عاما إلى الإمارات, وأسس شركة للإعلانات بمبلغ لايتجاوز نصف مليون درهم إمارتي, ولأن دبي عاصمة التنافس فيها محتدم ..ومجتمع الشركات خطر ومعقد, استطاع هذا الشاب أن يقفز بشركته الواعدة خلال عشر سنوات ليبلغ رأس مالها (500) مليون دولار بعد أن اكتسح الأسواق هناك ...
وقبل أسبوع نشرت الرأي تقريرا, عن تسلم صاحب هذه الشركة السيد سامي المفلح تكريما من الشيخ مجمد بن راشد ال مكتوم, ضمن مبادرة دبي للعطاء الانساني..علما بأن المفلح هو الإردني والعربي الوحيد الذي حظي بهذه الجائزة .
ما يجعلك تقف مطولا عند هذه القصة هو:- أن سامي المفلح هو خريج الجامعة الأردنية عام 1990, وقد عمل ضابطا في القوات المسلحة قبل أن يغادر إلى دبي, كان يأتي من السلط إلى الجامعة في باص (كوستر) ..ومثله مثل كل الطلاب في ذلك الزمن, كانت أحلامه بسيطة, وطلعة (البحبوح) في أول السلط ربما كانت تشكل لديه ..اخر منعطف في الغرام, وحين غادر عمان للمرة الأولى إلى دبي ...أخذ معه اخر (بدلة فوتيك) ارتداها, هو ذاته يقول في أحد اللقاءات :- أنا لا أعرف لماذا شدني هذا الزي علما بأني أدركت أني لن أرتديه هناك, لكني قمت بالاصرار ..على أخذ اخر زي ارتديته أثناء خدمتي في القوات المسلحة.
يقول المفلح أيضا, في السلط كنت أبني الأحلام ....طابقا بعد طابق, وحين ذهبت إلى دبي, ترجمتها على الواقع ...ومن ضمن ما يسرده عن قصته هناك أمر وقفت عنده مطولا ...يقول:- تعودنا في الجيش على كلمة (سيدي) وكلمة (أرسل) ...لقد عشت حالة انضباط كبيرة, لهذا كانت الطاعة لدينا أثناء الخدمة جزء من العسكرية ..ولما تغادرني كلمة سيدي أبدا, والأمر الاخر أننا اثناء الخدمة في الجيش وحين نستعمل الهاتف واللاسلكي كنا نستعيض عن كلمة (الو) بكلمة (أرسل) ...لهذا ما زلت في دبي حين يرن هاتفي أقول أحيانا (إرسل) ...ثم يكمل:- تسكنني شخصية السلطي الذي يقبل يد الوالد في صباحات تشرين, وتسكنني شخصية العسكري ...الذي يقبل كل صباح هواء المعسكر, ويحلم بغد أفضل ...وما زال أفضل منعطف في حياتي هو منعطف طلعة البحبوح في السلط, فحين ينعرج الباص باتجاه عمان كنت أسترسل في الأحلام ولكن ما حققته تبين أنه أكبر من حلمي بكثير..
من ضمن ما يقوله أيضا, خذلتني أول سيارة اشتريتها في حياتي وكانت (فوكس فاجن) عند أول مشوار وتعطلت, فيما بعد امتلكت وكالة سيارات (اوستن مارتن) ولم تعد تخذلني السيارات ....ثم يضيف:- الخذلان الحقيقي هو نفسك ووطنك ..فأنا لم أخذل ذاتي ولا وطني, وقد أسست مسجدا ومركزا خيريا في السلط ..وأعلم مجموعات من الطلاب وكل من يعمل في مؤسساتي هم من الأردنيين.
أول راتب تلقاه في حياته كان (118) دينارا و(27) قرشا واخر عقد أبرمه كان بقيمة (5) مليون دولار...
قلبت كل اللقاءات التي أجراها سامي المفلح, وهو قصة تستحق أن تقف عندها مطولا هو ليس قصة مال بل قصة إرادة, سامي يشبه الأردن فنحن بلد من دون نفط ولا ماء ولا موارد. ومع ذلك أنتج الأردني بصبره أفضل نظام صحي في العالم العربي وأفضل بنية للتعليم وأفضل مؤسسة عسكرية... وسامي من طلعة البحبوح في السلط أول منعطف للغرام هناك ..أنتج من الأحلام أكبر امبراطورية في الإعلان ..
كل قصص المناهج حول الإيثار, والإصرار أغلبها وهمية ابتكرها روائي في سهرة عابرة ونثرها على الورق, سامي المفلح قصة واقعية. تستحق أن نقدمها لهذا الجيل.
نقلا عن الرأي
عمان جو - عبدالهادي راجي المجالي
قبل ايام شاهدت تقريرا عن أردني يعمل في الإمارات, عرضته محطة (سكاي نيوز) ..التقرير يقول أن شابا أردنيا, جاء من السلط قبل عشرين عاما إلى الإمارات, وأسس شركة للإعلانات بمبلغ لايتجاوز نصف مليون درهم إمارتي, ولأن دبي عاصمة التنافس فيها محتدم ..ومجتمع الشركات خطر ومعقد, استطاع هذا الشاب أن يقفز بشركته الواعدة خلال عشر سنوات ليبلغ رأس مالها (500) مليون دولار بعد أن اكتسح الأسواق هناك ...
وقبل أسبوع نشرت الرأي تقريرا, عن تسلم صاحب هذه الشركة السيد سامي المفلح تكريما من الشيخ مجمد بن راشد ال مكتوم, ضمن مبادرة دبي للعطاء الانساني..علما بأن المفلح هو الإردني والعربي الوحيد الذي حظي بهذه الجائزة .
ما يجعلك تقف مطولا عند هذه القصة هو:- أن سامي المفلح هو خريج الجامعة الأردنية عام 1990, وقد عمل ضابطا في القوات المسلحة قبل أن يغادر إلى دبي, كان يأتي من السلط إلى الجامعة في باص (كوستر) ..ومثله مثل كل الطلاب في ذلك الزمن, كانت أحلامه بسيطة, وطلعة (البحبوح) في أول السلط ربما كانت تشكل لديه ..اخر منعطف في الغرام, وحين غادر عمان للمرة الأولى إلى دبي ...أخذ معه اخر (بدلة فوتيك) ارتداها, هو ذاته يقول في أحد اللقاءات :- أنا لا أعرف لماذا شدني هذا الزي علما بأني أدركت أني لن أرتديه هناك, لكني قمت بالاصرار ..على أخذ اخر زي ارتديته أثناء خدمتي في القوات المسلحة.
يقول المفلح أيضا, في السلط كنت أبني الأحلام ....طابقا بعد طابق, وحين ذهبت إلى دبي, ترجمتها على الواقع ...ومن ضمن ما يسرده عن قصته هناك أمر وقفت عنده مطولا ...يقول:- تعودنا في الجيش على كلمة (سيدي) وكلمة (أرسل) ...لقد عشت حالة انضباط كبيرة, لهذا كانت الطاعة لدينا أثناء الخدمة جزء من العسكرية ..ولما تغادرني كلمة سيدي أبدا, والأمر الاخر أننا اثناء الخدمة في الجيش وحين نستعمل الهاتف واللاسلكي كنا نستعيض عن كلمة (الو) بكلمة (أرسل) ...لهذا ما زلت في دبي حين يرن هاتفي أقول أحيانا (إرسل) ...ثم يكمل:- تسكنني شخصية السلطي الذي يقبل يد الوالد في صباحات تشرين, وتسكنني شخصية العسكري ...الذي يقبل كل صباح هواء المعسكر, ويحلم بغد أفضل ...وما زال أفضل منعطف في حياتي هو منعطف طلعة البحبوح في السلط, فحين ينعرج الباص باتجاه عمان كنت أسترسل في الأحلام ولكن ما حققته تبين أنه أكبر من حلمي بكثير..
من ضمن ما يقوله أيضا, خذلتني أول سيارة اشتريتها في حياتي وكانت (فوكس فاجن) عند أول مشوار وتعطلت, فيما بعد امتلكت وكالة سيارات (اوستن مارتن) ولم تعد تخذلني السيارات ....ثم يضيف:- الخذلان الحقيقي هو نفسك ووطنك ..فأنا لم أخذل ذاتي ولا وطني, وقد أسست مسجدا ومركزا خيريا في السلط ..وأعلم مجموعات من الطلاب وكل من يعمل في مؤسساتي هم من الأردنيين.
أول راتب تلقاه في حياته كان (118) دينارا و(27) قرشا واخر عقد أبرمه كان بقيمة (5) مليون دولار...
قلبت كل اللقاءات التي أجراها سامي المفلح, وهو قصة تستحق أن تقف عندها مطولا هو ليس قصة مال بل قصة إرادة, سامي يشبه الأردن فنحن بلد من دون نفط ولا ماء ولا موارد. ومع ذلك أنتج الأردني بصبره أفضل نظام صحي في العالم العربي وأفضل بنية للتعليم وأفضل مؤسسة عسكرية... وسامي من طلعة البحبوح في السلط أول منعطف للغرام هناك ..أنتج من الأحلام أكبر امبراطورية في الإعلان ..
كل قصص المناهج حول الإيثار, والإصرار أغلبها وهمية ابتكرها روائي في سهرة عابرة ونثرها على الورق, سامي المفلح قصة واقعية. تستحق أن نقدمها لهذا الجيل.
نقلا عن الرأي
عمان جو - عبدالهادي راجي المجالي
قبل ايام شاهدت تقريرا عن أردني يعمل في الإمارات, عرضته محطة (سكاي نيوز) ..التقرير يقول أن شابا أردنيا, جاء من السلط قبل عشرين عاما إلى الإمارات, وأسس شركة للإعلانات بمبلغ لايتجاوز نصف مليون درهم إمارتي, ولأن دبي عاصمة التنافس فيها محتدم ..ومجتمع الشركات خطر ومعقد, استطاع هذا الشاب أن يقفز بشركته الواعدة خلال عشر سنوات ليبلغ رأس مالها (500) مليون دولار بعد أن اكتسح الأسواق هناك ...
وقبل أسبوع نشرت الرأي تقريرا, عن تسلم صاحب هذه الشركة السيد سامي المفلح تكريما من الشيخ مجمد بن راشد ال مكتوم, ضمن مبادرة دبي للعطاء الانساني..علما بأن المفلح هو الإردني والعربي الوحيد الذي حظي بهذه الجائزة .
ما يجعلك تقف مطولا عند هذه القصة هو:- أن سامي المفلح هو خريج الجامعة الأردنية عام 1990, وقد عمل ضابطا في القوات المسلحة قبل أن يغادر إلى دبي, كان يأتي من السلط إلى الجامعة في باص (كوستر) ..ومثله مثل كل الطلاب في ذلك الزمن, كانت أحلامه بسيطة, وطلعة (البحبوح) في أول السلط ربما كانت تشكل لديه ..اخر منعطف في الغرام, وحين غادر عمان للمرة الأولى إلى دبي ...أخذ معه اخر (بدلة فوتيك) ارتداها, هو ذاته يقول في أحد اللقاءات :- أنا لا أعرف لماذا شدني هذا الزي علما بأني أدركت أني لن أرتديه هناك, لكني قمت بالاصرار ..على أخذ اخر زي ارتديته أثناء خدمتي في القوات المسلحة.
يقول المفلح أيضا, في السلط كنت أبني الأحلام ....طابقا بعد طابق, وحين ذهبت إلى دبي, ترجمتها على الواقع ...ومن ضمن ما يسرده عن قصته هناك أمر وقفت عنده مطولا ...يقول:- تعودنا في الجيش على كلمة (سيدي) وكلمة (أرسل) ...لقد عشت حالة انضباط كبيرة, لهذا كانت الطاعة لدينا أثناء الخدمة جزء من العسكرية ..ولما تغادرني كلمة سيدي أبدا, والأمر الاخر أننا اثناء الخدمة في الجيش وحين نستعمل الهاتف واللاسلكي كنا نستعيض عن كلمة (الو) بكلمة (أرسل) ...لهذا ما زلت في دبي حين يرن هاتفي أقول أحيانا (إرسل) ...ثم يكمل:- تسكنني شخصية السلطي الذي يقبل يد الوالد في صباحات تشرين, وتسكنني شخصية العسكري ...الذي يقبل كل صباح هواء المعسكر, ويحلم بغد أفضل ...وما زال أفضل منعطف في حياتي هو منعطف طلعة البحبوح في السلط, فحين ينعرج الباص باتجاه عمان كنت أسترسل في الأحلام ولكن ما حققته تبين أنه أكبر من حلمي بكثير..
من ضمن ما يقوله أيضا, خذلتني أول سيارة اشتريتها في حياتي وكانت (فوكس فاجن) عند أول مشوار وتعطلت, فيما بعد امتلكت وكالة سيارات (اوستن مارتن) ولم تعد تخذلني السيارات ....ثم يضيف:- الخذلان الحقيقي هو نفسك ووطنك ..فأنا لم أخذل ذاتي ولا وطني, وقد أسست مسجدا ومركزا خيريا في السلط ..وأعلم مجموعات من الطلاب وكل من يعمل في مؤسساتي هم من الأردنيين.
أول راتب تلقاه في حياته كان (118) دينارا و(27) قرشا واخر عقد أبرمه كان بقيمة (5) مليون دولار...
قلبت كل اللقاءات التي أجراها سامي المفلح, وهو قصة تستحق أن تقف عندها مطولا هو ليس قصة مال بل قصة إرادة, سامي يشبه الأردن فنحن بلد من دون نفط ولا ماء ولا موارد. ومع ذلك أنتج الأردني بصبره أفضل نظام صحي في العالم العربي وأفضل بنية للتعليم وأفضل مؤسسة عسكرية... وسامي من طلعة البحبوح في السلط أول منعطف للغرام هناك ..أنتج من الأحلام أكبر امبراطورية في الإعلان ..
كل قصص المناهج حول الإيثار, والإصرار أغلبها وهمية ابتكرها روائي في سهرة عابرة ونثرها على الورق, سامي المفلح قصة واقعية. تستحق أن نقدمها لهذا الجيل.
التعليقات