عمان جو -رجا طلب
عندما نقول إن التاريخ يعيد نفسه نقصد بذلك أنه يكرر أحداثاً سبق أن وقعت أو تشابهت ظروفها، لكنه قطعاً لا يعيد استنساخ الماضي القريب منه والبعيد، فالزمن لا يعود للوراء لكنه يسمح بتكرار أشياء وأحداث تتشابه بحكم الجغرافيا أو الأشخاص أو الظروف ويحدث هذا التكرار في جميع مناحي الحياة ومنها السياسة.
تتشابه الظروف التي جاء فيها جورج بوش الابن مع الظروف التي جاء فيها دونالد ترامب فيما يخص العلاقة مع القضية الفلسطينية وتحديداً مع الزعامة الفلسطينية، فمن سوء حظ الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أن مجيء بوش الابن رئيساً تزامن مع مجيء أرييل شارون الذي كان لا يطيق التعامل مع عرفات وكان ينظر إليه على أنه يشكل خطراً استراتيجياً على 'أمن إسرائيل'، وبهذه القناعة عمل بكل جهده و بكل نفوذ إسرائيل الذي لا يستهان به في أروقة صنع القرار بالولايات المتحدة من أجل هدفين:
الأول: تكتيكي يتمثل في قطع أية اتصالات بين عرفات والإدارة الجديدة وبخاصة على المستوى الرئاسي.
والثاني: كان هدفاً استراتيجياً ويتمثل بالخلاص من ياسر عرفات والمجيء بشخصية من داخل القيادة الفلسطينية تنهي تماماً مفهوم التعامل بمنطق المواجهة أو المجابهة مع إسرائيل.
في التطبيق العملي تم تنفيذ ما أراده شارون على مرحلتين:
الأولى: كانت مرحلة عملية 'السور الواقي' وإعادة احتلال غزة والضفة الغربية وحصار عرفات في المقاطعة.
والثانية: وكانت المرحلة الحاسمة حيث تم اغتيال عرفات بالسم بعد عامين من حصاره وتوفى في باريس في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004.
في الإطار العام يمكن إيجاد تشابه ما بين فترة بوش – عرفات، وترامب – عباس، التشابه يكمن في نقطة واحدة مهمة جداً وهي أن الرئيس الأمريكي منحاز جداً لإسرائيل ويبدو أنه مقتنع بوقف الاتصال مع السلطة الفلسطينية بناء على نصيحة نتانياهو بهدف الضغط على عباس من أجل الارتهان الكامل لما تريد إسرائيل وتحديداً في موضوعي يهودية الدولة والتوقف الكامل عن اللجوء للجهات الدولية في موضوع المستوطنات وغيرها من القضايا المتشعبة عن الاحتلال، بالإضافة إلى أن نتانياهو يريد سلطة معزولة عن مراكز صنع القرار بالعالم وبخاصة واشنطن ومستسلمة تماماً لإرادته.
ومن الخطوات الضاغطة على عباس تجميد ترامب مساعدة مالية بقيمة 221 مليون دولار عن العام الماضي كما امتنعت إدارة ترامب أيضاً عن إدانة سلسلة كبيرة من مشاريع التوسع الاستيطاني 'الإسرائيلية' وترجيح تقليص المساعدات المالية وتأخيرها.
قبل أكثر من أسبوعين زار أحد أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس السلطة محمود عباس في مكتبه بهدف شرح وتحليل الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية والسلطة وإعطائه تعريفاً بالشخصيات المؤثرة سلباً أو إيجاباً في هذا الموضوع، وذلك بحكم خبرة هذه الشخصية بواقع صناعة القرار في أميركا، غير أن المفاجأة التي حصلت معه كانت 'صاعقة'، حيث استدعى عباس أحد مرافقيه في ذروة انهماك الرجل بالشرح والتفسير وأوعز إليه بتشغيل المسجل لسماع أغاني المغني الإسرائيلي 'ميشيل ياهو' الذي سبق لعباس أن أبدى إعجابه به علناً في مناسبات عدة.
عضو اللجنة المركزية المتطوع 'لتوضيح الصورة' توقف عن الكلام وغادر بعد أن وصلته الرسالة.
هذه الحادثة سبقت منع الرجوب من دخول مصر بأسبوعين، وحادثة منع الرجوب هي غير مسبوقة في العلاقات المصرية – الفلسطينية وتؤشر على تدهور واضح بالعلاقات، هذا عدا عن البرودة في علاقة عباس بكل من بقية دول الرباعية العربية، وهو أمر يدفعنا إلى التساؤل على من يراهن عباس الذي وصفه المحلل السياسي الإسرائيلي 'يوني بن مناحيم ' في مقال في الثاني من فبراير (شباط) الماضي في موقع 'نيوز 1' بأنه بات في نظر عاصمة كبرى مثل القاهرة مجرد 'حصان ميت' مع التحفظ على التعبير؟
لربما يراهن عباس على القمة العربية في عمان التي ستتيح له لقاء ما أمكن من ملوك ورؤساء ومسؤولين عرب لم يتمكن في الظروف العادية من رؤيتهم أو التواصل معهم، وسيكون من بين أهم مطالبه العمل على إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة الانفتاح عليه شخصياً وعلى السلطة، ولكن من سوء حظه أن الأطراف التي تملك تلك القدرة هي أطراف الرباعية العربية التي سبق أن حذرها قبل أشهر من التدخل في الشأن الفلسطيني، فكيف يا تُرى سيكون رد هذه الدول على مطالب عباس؟ وهل من الممكن أن تذكره بأن مثل هذا الأمر يعد تدخلاً في الشأن الفلسطيني وخرقاً لاستقلالية القرار الفلسطيني؟
عمان جو -رجا طلب
عندما نقول إن التاريخ يعيد نفسه نقصد بذلك أنه يكرر أحداثاً سبق أن وقعت أو تشابهت ظروفها، لكنه قطعاً لا يعيد استنساخ الماضي القريب منه والبعيد، فالزمن لا يعود للوراء لكنه يسمح بتكرار أشياء وأحداث تتشابه بحكم الجغرافيا أو الأشخاص أو الظروف ويحدث هذا التكرار في جميع مناحي الحياة ومنها السياسة.
تتشابه الظروف التي جاء فيها جورج بوش الابن مع الظروف التي جاء فيها دونالد ترامب فيما يخص العلاقة مع القضية الفلسطينية وتحديداً مع الزعامة الفلسطينية، فمن سوء حظ الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أن مجيء بوش الابن رئيساً تزامن مع مجيء أرييل شارون الذي كان لا يطيق التعامل مع عرفات وكان ينظر إليه على أنه يشكل خطراً استراتيجياً على 'أمن إسرائيل'، وبهذه القناعة عمل بكل جهده و بكل نفوذ إسرائيل الذي لا يستهان به في أروقة صنع القرار بالولايات المتحدة من أجل هدفين:
الأول: تكتيكي يتمثل في قطع أية اتصالات بين عرفات والإدارة الجديدة وبخاصة على المستوى الرئاسي.
والثاني: كان هدفاً استراتيجياً ويتمثل بالخلاص من ياسر عرفات والمجيء بشخصية من داخل القيادة الفلسطينية تنهي تماماً مفهوم التعامل بمنطق المواجهة أو المجابهة مع إسرائيل.
في التطبيق العملي تم تنفيذ ما أراده شارون على مرحلتين:
الأولى: كانت مرحلة عملية 'السور الواقي' وإعادة احتلال غزة والضفة الغربية وحصار عرفات في المقاطعة.
والثانية: وكانت المرحلة الحاسمة حيث تم اغتيال عرفات بالسم بعد عامين من حصاره وتوفى في باريس في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004.
في الإطار العام يمكن إيجاد تشابه ما بين فترة بوش – عرفات، وترامب – عباس، التشابه يكمن في نقطة واحدة مهمة جداً وهي أن الرئيس الأمريكي منحاز جداً لإسرائيل ويبدو أنه مقتنع بوقف الاتصال مع السلطة الفلسطينية بناء على نصيحة نتانياهو بهدف الضغط على عباس من أجل الارتهان الكامل لما تريد إسرائيل وتحديداً في موضوعي يهودية الدولة والتوقف الكامل عن اللجوء للجهات الدولية في موضوع المستوطنات وغيرها من القضايا المتشعبة عن الاحتلال، بالإضافة إلى أن نتانياهو يريد سلطة معزولة عن مراكز صنع القرار بالعالم وبخاصة واشنطن ومستسلمة تماماً لإرادته.
ومن الخطوات الضاغطة على عباس تجميد ترامب مساعدة مالية بقيمة 221 مليون دولار عن العام الماضي كما امتنعت إدارة ترامب أيضاً عن إدانة سلسلة كبيرة من مشاريع التوسع الاستيطاني 'الإسرائيلية' وترجيح تقليص المساعدات المالية وتأخيرها.
قبل أكثر من أسبوعين زار أحد أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس السلطة محمود عباس في مكتبه بهدف شرح وتحليل الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية والسلطة وإعطائه تعريفاً بالشخصيات المؤثرة سلباً أو إيجاباً في هذا الموضوع، وذلك بحكم خبرة هذه الشخصية بواقع صناعة القرار في أميركا، غير أن المفاجأة التي حصلت معه كانت 'صاعقة'، حيث استدعى عباس أحد مرافقيه في ذروة انهماك الرجل بالشرح والتفسير وأوعز إليه بتشغيل المسجل لسماع أغاني المغني الإسرائيلي 'ميشيل ياهو' الذي سبق لعباس أن أبدى إعجابه به علناً في مناسبات عدة.
عضو اللجنة المركزية المتطوع 'لتوضيح الصورة' توقف عن الكلام وغادر بعد أن وصلته الرسالة.
هذه الحادثة سبقت منع الرجوب من دخول مصر بأسبوعين، وحادثة منع الرجوب هي غير مسبوقة في العلاقات المصرية – الفلسطينية وتؤشر على تدهور واضح بالعلاقات، هذا عدا عن البرودة في علاقة عباس بكل من بقية دول الرباعية العربية، وهو أمر يدفعنا إلى التساؤل على من يراهن عباس الذي وصفه المحلل السياسي الإسرائيلي 'يوني بن مناحيم ' في مقال في الثاني من فبراير (شباط) الماضي في موقع 'نيوز 1' بأنه بات في نظر عاصمة كبرى مثل القاهرة مجرد 'حصان ميت' مع التحفظ على التعبير؟
لربما يراهن عباس على القمة العربية في عمان التي ستتيح له لقاء ما أمكن من ملوك ورؤساء ومسؤولين عرب لم يتمكن في الظروف العادية من رؤيتهم أو التواصل معهم، وسيكون من بين أهم مطالبه العمل على إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة الانفتاح عليه شخصياً وعلى السلطة، ولكن من سوء حظه أن الأطراف التي تملك تلك القدرة هي أطراف الرباعية العربية التي سبق أن حذرها قبل أشهر من التدخل في الشأن الفلسطيني، فكيف يا تُرى سيكون رد هذه الدول على مطالب عباس؟ وهل من الممكن أن تذكره بأن مثل هذا الأمر يعد تدخلاً في الشأن الفلسطيني وخرقاً لاستقلالية القرار الفلسطيني؟
عمان جو -رجا طلب
عندما نقول إن التاريخ يعيد نفسه نقصد بذلك أنه يكرر أحداثاً سبق أن وقعت أو تشابهت ظروفها، لكنه قطعاً لا يعيد استنساخ الماضي القريب منه والبعيد، فالزمن لا يعود للوراء لكنه يسمح بتكرار أشياء وأحداث تتشابه بحكم الجغرافيا أو الأشخاص أو الظروف ويحدث هذا التكرار في جميع مناحي الحياة ومنها السياسة.
تتشابه الظروف التي جاء فيها جورج بوش الابن مع الظروف التي جاء فيها دونالد ترامب فيما يخص العلاقة مع القضية الفلسطينية وتحديداً مع الزعامة الفلسطينية، فمن سوء حظ الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أن مجيء بوش الابن رئيساً تزامن مع مجيء أرييل شارون الذي كان لا يطيق التعامل مع عرفات وكان ينظر إليه على أنه يشكل خطراً استراتيجياً على 'أمن إسرائيل'، وبهذه القناعة عمل بكل جهده و بكل نفوذ إسرائيل الذي لا يستهان به في أروقة صنع القرار بالولايات المتحدة من أجل هدفين:
الأول: تكتيكي يتمثل في قطع أية اتصالات بين عرفات والإدارة الجديدة وبخاصة على المستوى الرئاسي.
والثاني: كان هدفاً استراتيجياً ويتمثل بالخلاص من ياسر عرفات والمجيء بشخصية من داخل القيادة الفلسطينية تنهي تماماً مفهوم التعامل بمنطق المواجهة أو المجابهة مع إسرائيل.
في التطبيق العملي تم تنفيذ ما أراده شارون على مرحلتين:
الأولى: كانت مرحلة عملية 'السور الواقي' وإعادة احتلال غزة والضفة الغربية وحصار عرفات في المقاطعة.
والثانية: وكانت المرحلة الحاسمة حيث تم اغتيال عرفات بالسم بعد عامين من حصاره وتوفى في باريس في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004.
في الإطار العام يمكن إيجاد تشابه ما بين فترة بوش – عرفات، وترامب – عباس، التشابه يكمن في نقطة واحدة مهمة جداً وهي أن الرئيس الأمريكي منحاز جداً لإسرائيل ويبدو أنه مقتنع بوقف الاتصال مع السلطة الفلسطينية بناء على نصيحة نتانياهو بهدف الضغط على عباس من أجل الارتهان الكامل لما تريد إسرائيل وتحديداً في موضوعي يهودية الدولة والتوقف الكامل عن اللجوء للجهات الدولية في موضوع المستوطنات وغيرها من القضايا المتشعبة عن الاحتلال، بالإضافة إلى أن نتانياهو يريد سلطة معزولة عن مراكز صنع القرار بالعالم وبخاصة واشنطن ومستسلمة تماماً لإرادته.
ومن الخطوات الضاغطة على عباس تجميد ترامب مساعدة مالية بقيمة 221 مليون دولار عن العام الماضي كما امتنعت إدارة ترامب أيضاً عن إدانة سلسلة كبيرة من مشاريع التوسع الاستيطاني 'الإسرائيلية' وترجيح تقليص المساعدات المالية وتأخيرها.
قبل أكثر من أسبوعين زار أحد أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس السلطة محمود عباس في مكتبه بهدف شرح وتحليل الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية والسلطة وإعطائه تعريفاً بالشخصيات المؤثرة سلباً أو إيجاباً في هذا الموضوع، وذلك بحكم خبرة هذه الشخصية بواقع صناعة القرار في أميركا، غير أن المفاجأة التي حصلت معه كانت 'صاعقة'، حيث استدعى عباس أحد مرافقيه في ذروة انهماك الرجل بالشرح والتفسير وأوعز إليه بتشغيل المسجل لسماع أغاني المغني الإسرائيلي 'ميشيل ياهو' الذي سبق لعباس أن أبدى إعجابه به علناً في مناسبات عدة.
عضو اللجنة المركزية المتطوع 'لتوضيح الصورة' توقف عن الكلام وغادر بعد أن وصلته الرسالة.
هذه الحادثة سبقت منع الرجوب من دخول مصر بأسبوعين، وحادثة منع الرجوب هي غير مسبوقة في العلاقات المصرية – الفلسطينية وتؤشر على تدهور واضح بالعلاقات، هذا عدا عن البرودة في علاقة عباس بكل من بقية دول الرباعية العربية، وهو أمر يدفعنا إلى التساؤل على من يراهن عباس الذي وصفه المحلل السياسي الإسرائيلي 'يوني بن مناحيم ' في مقال في الثاني من فبراير (شباط) الماضي في موقع 'نيوز 1' بأنه بات في نظر عاصمة كبرى مثل القاهرة مجرد 'حصان ميت' مع التحفظ على التعبير؟
لربما يراهن عباس على القمة العربية في عمان التي ستتيح له لقاء ما أمكن من ملوك ورؤساء ومسؤولين عرب لم يتمكن في الظروف العادية من رؤيتهم أو التواصل معهم، وسيكون من بين أهم مطالبه العمل على إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة الانفتاح عليه شخصياً وعلى السلطة، ولكن من سوء حظه أن الأطراف التي تملك تلك القدرة هي أطراف الرباعية العربية التي سبق أن حذرها قبل أشهر من التدخل في الشأن الفلسطيني، فكيف يا تُرى سيكون رد هذه الدول على مطالب عباس؟ وهل من الممكن أن تذكره بأن مثل هذا الأمر يعد تدخلاً في الشأن الفلسطيني وخرقاً لاستقلالية القرار الفلسطيني؟
التعليقات