عمان جو - انضمت استراليا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في 23 آذار – مارس عام 2005، وذلك بقرار اللجنة التنفيذية الذي اتخذ بالإجماع، ثم عرض على الكونجرس الآسيوي الذي منح الشرعية لهذا الانضمام الغريب عن العقل والمنطق.
حجة الاتحاد الآسيوي في الموافقة على الطلب الاسترالي، جاءت على لسان رئيسه السابق محمد بن همام الذي صرح بعد اتخاذ القرار التاريخي 'المأساوي' أن انضمام استراليا فيه مصلحة مشتركة للطرفين، حيث يعتبر الاتحاد الآسيوي استراليا تتمتع بمستوى دولي عالي وهي قوة اقتصادية لا يستهان بها، ، كما أن استراليا موجودة في قارة لا تستطيع من خلالها تطوير نفسها بسبب الفارق الساشع بينها فنيا بينها وبين منتخبات اوقيانوسيا الأخرى، حيث تحتكر جميع البطولات.
إذا القرار في بدايته جاء 'حزنا' على الواقع المرير الذي عاشته استراليا ورغبة في خروجها من الإطار المحلي الداخلي للانطلاق نحو العالمية من البوابة الآسيوية، خاصة وأن تأهلها لكأس العالم لم يكن بالأمر الهين، حيث تحصل قارة أوقيانوسيا على نصف بطاقة لبطل القارة، ويحملها ليتنافس مع منتخب من قارة أخرى في ملحق غير مأمون العواقب، وكثيرا ما كان يمنع طموح بلاد الكنغر من الوصول إلى كأس العالم.
بعد أكثر من 10 سنوات على الانضمام الفعلي لآسيا، وضح أن استراليا حصلت على ما كانت تصبوا إليه، فولجت بوابة العالمية، ولكن على حساب من؟
الإجابة تتحدث عنها الأرقام وحدها، والتي خطى بها الاتحاد الاسترالي بشكل ذكي مدروس تصاعديا، حتى لا يفاجئ من وافق على استضافته من المرة الأولى.
في أول مشاركة لاستراليا في كأس آسيا عام 2007 والتي أقيمت في في اندونيسيا وماليزيا وتايلند وفيتنام، خرجت استراليا من الدور ربع النهائي بركلات الترجيح أمام اليابان.
في المشاركة الثانية ببطولة آسيا عام 2011 التي أقيمت في قطر، وصل المنتخب الاسترالي إلى المباراة النهائية وخسرها أمام اليابان بهدف وحيد، ولا يزال صدى فوزه على اوزبكستان في نصف النهائي بنصف دستة آهداف يتردد صداه حتى وقتنا الحالي.
بسرعة البرق، نظمت استراليا كأس آسيا على أرضها عام 2007، وبنفس السرعة حققت لقبها القاري الأول بعد فوزها على كوريا الجنوبية في المباراة النهائية 2-1.
لنأتي إلى تصفيات كأس العالم، حيث سبق للمنتخب الاسترالي التأهل مرتين للنهائيات في مونديالي 1974 و2006 منذ تأسيسه عام 1961، وبعد انضمامه للقارة الآسيوية، كانت مشاركته الأولى في تصفيات مونديال جنوب افريقيا 2010، وتأهلت استراليا إلى النهائيات بعد صدارتها المجموعة الأولى إلى جانب اليابان، وكان هذا المونديال الأول منذ أكثر من 20 سنة، الذي لم يتأهل لنهائياته أي بلد عربي من القارة الآسيوية.
في تصفيات كأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل، تأهلت أستراليا بعد حلولها ثانيا في المجموعة الأولى خلف اليابان، وتكرر مشهد عدم تأهل أي دولة عربية آسيوية للنهائيات، بعد فشل المنتخب الأردني في الملحق الذي أوقعه مع الاوروغواي، علما أن منتخب الأردن حل ثالثا بعد خسارته المؤلمة أمام استراليا في سيدني في التصفيات النهائية.
بعد هذا السرد الطويل لما حققته استراليا بانضمامها إلى آسيا، يتبين لنا أن بلاد الكنغر هي الوحيدة التي حصدت الفوائد السريعة بانضمامها لأقدم قارات العالم، حيث توجت بلقب كأس آسيا، وحلت بالوصافة، وتأهلت مرتين على التوالي خلال 4 سنوات في الوقت الذي تأهلت فيه مرتين أيضا قبل الانضمام للاتحاد الآسيوي ولكن خلال ربع قرن من الزمان، وهي في طريقها لتحقيق التأهل الثالث في حال تحقيق الفوز على منتخب الأردن غدا في الجولة النهائية لتصفيات المرحلة الثانية، حيث لازم منتخب النشامى حظ سيء بمواجهة الاستراليين على أرضهم في المواجهة الحاسمة للمرة الثانية على التوالي.
في المقابل، ماذا حققت الدول الآسيوية من الاحتكاك مع استراليا؟ باختصار..خسرت كل شيء، مقعد في مشوار التأهل للمونديال، ومنافسة على لقب قارة آسيا.
في الختام نقول: هناك فارق كبير بين استراليا وآسيا، فثقافة هذه الدولة غربية تماما، وتاريخها قصير المدى باعتبار أن سكانها معظمهم من المهاجرين الأوروبيون، وهم أقرب كثيرا لأوروبا من آسيا، التي كان ينبغي أن ينضم لها، خاصة وأن كثيرا من لاعبيه يحترفون في الأندية الأوروبية، وبإمكانه تحقيق طموحه بتطوير المستوى، لكن الذكاء الاسترالي دفعه للتوجه لقارة آسيا الخصبة بثرواتها، للدرجة التي نهب منها إنجازات منحها له من كان يتحكم بمقود القرارات، لتكون تركته ثقيلة، وآثارها مدمرة على عرب القارة الآسيوية، بشكل أساسي، لأن استراليا في كل إنجاز، تتأهل على حساب دولة عربية سواء آسيويا أو دوليا سواء في الدور التمهيدي أو التأهيلي أو الحاسم، فهل هناك فسحة لإعادة النظر باستمرار استراليا في قارة لا تنتمي لها بأي شكل من الأشكال؟
عمان جو - انضمت استراليا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في 23 آذار – مارس عام 2005، وذلك بقرار اللجنة التنفيذية الذي اتخذ بالإجماع، ثم عرض على الكونجرس الآسيوي الذي منح الشرعية لهذا الانضمام الغريب عن العقل والمنطق.
حجة الاتحاد الآسيوي في الموافقة على الطلب الاسترالي، جاءت على لسان رئيسه السابق محمد بن همام الذي صرح بعد اتخاذ القرار التاريخي 'المأساوي' أن انضمام استراليا فيه مصلحة مشتركة للطرفين، حيث يعتبر الاتحاد الآسيوي استراليا تتمتع بمستوى دولي عالي وهي قوة اقتصادية لا يستهان بها، ، كما أن استراليا موجودة في قارة لا تستطيع من خلالها تطوير نفسها بسبب الفارق الساشع بينها فنيا بينها وبين منتخبات اوقيانوسيا الأخرى، حيث تحتكر جميع البطولات.
إذا القرار في بدايته جاء 'حزنا' على الواقع المرير الذي عاشته استراليا ورغبة في خروجها من الإطار المحلي الداخلي للانطلاق نحو العالمية من البوابة الآسيوية، خاصة وأن تأهلها لكأس العالم لم يكن بالأمر الهين، حيث تحصل قارة أوقيانوسيا على نصف بطاقة لبطل القارة، ويحملها ليتنافس مع منتخب من قارة أخرى في ملحق غير مأمون العواقب، وكثيرا ما كان يمنع طموح بلاد الكنغر من الوصول إلى كأس العالم.
بعد أكثر من 10 سنوات على الانضمام الفعلي لآسيا، وضح أن استراليا حصلت على ما كانت تصبوا إليه، فولجت بوابة العالمية، ولكن على حساب من؟
الإجابة تتحدث عنها الأرقام وحدها، والتي خطى بها الاتحاد الاسترالي بشكل ذكي مدروس تصاعديا، حتى لا يفاجئ من وافق على استضافته من المرة الأولى.
في أول مشاركة لاستراليا في كأس آسيا عام 2007 والتي أقيمت في في اندونيسيا وماليزيا وتايلند وفيتنام، خرجت استراليا من الدور ربع النهائي بركلات الترجيح أمام اليابان.
في المشاركة الثانية ببطولة آسيا عام 2011 التي أقيمت في قطر، وصل المنتخب الاسترالي إلى المباراة النهائية وخسرها أمام اليابان بهدف وحيد، ولا يزال صدى فوزه على اوزبكستان في نصف النهائي بنصف دستة آهداف يتردد صداه حتى وقتنا الحالي.
بسرعة البرق، نظمت استراليا كأس آسيا على أرضها عام 2007، وبنفس السرعة حققت لقبها القاري الأول بعد فوزها على كوريا الجنوبية في المباراة النهائية 2-1.
لنأتي إلى تصفيات كأس العالم، حيث سبق للمنتخب الاسترالي التأهل مرتين للنهائيات في مونديالي 1974 و2006 منذ تأسيسه عام 1961، وبعد انضمامه للقارة الآسيوية، كانت مشاركته الأولى في تصفيات مونديال جنوب افريقيا 2010، وتأهلت استراليا إلى النهائيات بعد صدارتها المجموعة الأولى إلى جانب اليابان، وكان هذا المونديال الأول منذ أكثر من 20 سنة، الذي لم يتأهل لنهائياته أي بلد عربي من القارة الآسيوية.
في تصفيات كأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل، تأهلت أستراليا بعد حلولها ثانيا في المجموعة الأولى خلف اليابان، وتكرر مشهد عدم تأهل أي دولة عربية آسيوية للنهائيات، بعد فشل المنتخب الأردني في الملحق الذي أوقعه مع الاوروغواي، علما أن منتخب الأردن حل ثالثا بعد خسارته المؤلمة أمام استراليا في سيدني في التصفيات النهائية.
بعد هذا السرد الطويل لما حققته استراليا بانضمامها إلى آسيا، يتبين لنا أن بلاد الكنغر هي الوحيدة التي حصدت الفوائد السريعة بانضمامها لأقدم قارات العالم، حيث توجت بلقب كأس آسيا، وحلت بالوصافة، وتأهلت مرتين على التوالي خلال 4 سنوات في الوقت الذي تأهلت فيه مرتين أيضا قبل الانضمام للاتحاد الآسيوي ولكن خلال ربع قرن من الزمان، وهي في طريقها لتحقيق التأهل الثالث في حال تحقيق الفوز على منتخب الأردن غدا في الجولة النهائية لتصفيات المرحلة الثانية، حيث لازم منتخب النشامى حظ سيء بمواجهة الاستراليين على أرضهم في المواجهة الحاسمة للمرة الثانية على التوالي.
في المقابل، ماذا حققت الدول الآسيوية من الاحتكاك مع استراليا؟ باختصار..خسرت كل شيء، مقعد في مشوار التأهل للمونديال، ومنافسة على لقب قارة آسيا.
في الختام نقول: هناك فارق كبير بين استراليا وآسيا، فثقافة هذه الدولة غربية تماما، وتاريخها قصير المدى باعتبار أن سكانها معظمهم من المهاجرين الأوروبيون، وهم أقرب كثيرا لأوروبا من آسيا، التي كان ينبغي أن ينضم لها، خاصة وأن كثيرا من لاعبيه يحترفون في الأندية الأوروبية، وبإمكانه تحقيق طموحه بتطوير المستوى، لكن الذكاء الاسترالي دفعه للتوجه لقارة آسيا الخصبة بثرواتها، للدرجة التي نهب منها إنجازات منحها له من كان يتحكم بمقود القرارات، لتكون تركته ثقيلة، وآثارها مدمرة على عرب القارة الآسيوية، بشكل أساسي، لأن استراليا في كل إنجاز، تتأهل على حساب دولة عربية سواء آسيويا أو دوليا سواء في الدور التمهيدي أو التأهيلي أو الحاسم، فهل هناك فسحة لإعادة النظر باستمرار استراليا في قارة لا تنتمي لها بأي شكل من الأشكال؟
عمان جو - انضمت استراليا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في 23 آذار – مارس عام 2005، وذلك بقرار اللجنة التنفيذية الذي اتخذ بالإجماع، ثم عرض على الكونجرس الآسيوي الذي منح الشرعية لهذا الانضمام الغريب عن العقل والمنطق.
حجة الاتحاد الآسيوي في الموافقة على الطلب الاسترالي، جاءت على لسان رئيسه السابق محمد بن همام الذي صرح بعد اتخاذ القرار التاريخي 'المأساوي' أن انضمام استراليا فيه مصلحة مشتركة للطرفين، حيث يعتبر الاتحاد الآسيوي استراليا تتمتع بمستوى دولي عالي وهي قوة اقتصادية لا يستهان بها، ، كما أن استراليا موجودة في قارة لا تستطيع من خلالها تطوير نفسها بسبب الفارق الساشع بينها فنيا بينها وبين منتخبات اوقيانوسيا الأخرى، حيث تحتكر جميع البطولات.
إذا القرار في بدايته جاء 'حزنا' على الواقع المرير الذي عاشته استراليا ورغبة في خروجها من الإطار المحلي الداخلي للانطلاق نحو العالمية من البوابة الآسيوية، خاصة وأن تأهلها لكأس العالم لم يكن بالأمر الهين، حيث تحصل قارة أوقيانوسيا على نصف بطاقة لبطل القارة، ويحملها ليتنافس مع منتخب من قارة أخرى في ملحق غير مأمون العواقب، وكثيرا ما كان يمنع طموح بلاد الكنغر من الوصول إلى كأس العالم.
بعد أكثر من 10 سنوات على الانضمام الفعلي لآسيا، وضح أن استراليا حصلت على ما كانت تصبوا إليه، فولجت بوابة العالمية، ولكن على حساب من؟
الإجابة تتحدث عنها الأرقام وحدها، والتي خطى بها الاتحاد الاسترالي بشكل ذكي مدروس تصاعديا، حتى لا يفاجئ من وافق على استضافته من المرة الأولى.
في أول مشاركة لاستراليا في كأس آسيا عام 2007 والتي أقيمت في في اندونيسيا وماليزيا وتايلند وفيتنام، خرجت استراليا من الدور ربع النهائي بركلات الترجيح أمام اليابان.
في المشاركة الثانية ببطولة آسيا عام 2011 التي أقيمت في قطر، وصل المنتخب الاسترالي إلى المباراة النهائية وخسرها أمام اليابان بهدف وحيد، ولا يزال صدى فوزه على اوزبكستان في نصف النهائي بنصف دستة آهداف يتردد صداه حتى وقتنا الحالي.
بسرعة البرق، نظمت استراليا كأس آسيا على أرضها عام 2007، وبنفس السرعة حققت لقبها القاري الأول بعد فوزها على كوريا الجنوبية في المباراة النهائية 2-1.
لنأتي إلى تصفيات كأس العالم، حيث سبق للمنتخب الاسترالي التأهل مرتين للنهائيات في مونديالي 1974 و2006 منذ تأسيسه عام 1961، وبعد انضمامه للقارة الآسيوية، كانت مشاركته الأولى في تصفيات مونديال جنوب افريقيا 2010، وتأهلت استراليا إلى النهائيات بعد صدارتها المجموعة الأولى إلى جانب اليابان، وكان هذا المونديال الأول منذ أكثر من 20 سنة، الذي لم يتأهل لنهائياته أي بلد عربي من القارة الآسيوية.
في تصفيات كأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل، تأهلت أستراليا بعد حلولها ثانيا في المجموعة الأولى خلف اليابان، وتكرر مشهد عدم تأهل أي دولة عربية آسيوية للنهائيات، بعد فشل المنتخب الأردني في الملحق الذي أوقعه مع الاوروغواي، علما أن منتخب الأردن حل ثالثا بعد خسارته المؤلمة أمام استراليا في سيدني في التصفيات النهائية.
بعد هذا السرد الطويل لما حققته استراليا بانضمامها إلى آسيا، يتبين لنا أن بلاد الكنغر هي الوحيدة التي حصدت الفوائد السريعة بانضمامها لأقدم قارات العالم، حيث توجت بلقب كأس آسيا، وحلت بالوصافة، وتأهلت مرتين على التوالي خلال 4 سنوات في الوقت الذي تأهلت فيه مرتين أيضا قبل الانضمام للاتحاد الآسيوي ولكن خلال ربع قرن من الزمان، وهي في طريقها لتحقيق التأهل الثالث في حال تحقيق الفوز على منتخب الأردن غدا في الجولة النهائية لتصفيات المرحلة الثانية، حيث لازم منتخب النشامى حظ سيء بمواجهة الاستراليين على أرضهم في المواجهة الحاسمة للمرة الثانية على التوالي.
في المقابل، ماذا حققت الدول الآسيوية من الاحتكاك مع استراليا؟ باختصار..خسرت كل شيء، مقعد في مشوار التأهل للمونديال، ومنافسة على لقب قارة آسيا.
في الختام نقول: هناك فارق كبير بين استراليا وآسيا، فثقافة هذه الدولة غربية تماما، وتاريخها قصير المدى باعتبار أن سكانها معظمهم من المهاجرين الأوروبيون، وهم أقرب كثيرا لأوروبا من آسيا، التي كان ينبغي أن ينضم لها، خاصة وأن كثيرا من لاعبيه يحترفون في الأندية الأوروبية، وبإمكانه تحقيق طموحه بتطوير المستوى، لكن الذكاء الاسترالي دفعه للتوجه لقارة آسيا الخصبة بثرواتها، للدرجة التي نهب منها إنجازات منحها له من كان يتحكم بمقود القرارات، لتكون تركته ثقيلة، وآثارها مدمرة على عرب القارة الآسيوية، بشكل أساسي، لأن استراليا في كل إنجاز، تتأهل على حساب دولة عربية سواء آسيويا أو دوليا سواء في الدور التمهيدي أو التأهيلي أو الحاسم، فهل هناك فسحة لإعادة النظر باستمرار استراليا في قارة لا تنتمي لها بأي شكل من الأشكال؟
التعليقات