أخذت مشاهد تعثر الجنرال (عون) في قمة عمان , حيزا كبيرا من وسائل الإعلام وأغلبها لم تكن تندرا بقدر ما كانت تعاطفا مع الجنرال , فهو يمثل حالة رمزية كبيرة لدى معظم اللبنانيين , نتيجة تاريخه العسكري والسياسي ومواقفه الصلبة .
ما يشدك في لقطة تعثر الجنرال هو:- (ركضة) الملك نحوه مباشرة ومساعدته على الوقوف ....الأصل في البروتوكول الملكي هو :- أن الملك ينحني في الصلاة فقط وحتى لحظة السلام عليه , عليك أن تنحني أنت لتقبيله ...
لكن في مشهد تعثر الجنرال , أحسست بفزعة أردنية دبت , في دم الملك وكان أول من يصل إلى الجنرال , ويمسك بيده ويساعده على الوقوف مجددا ...
الناس تحب من يشبهها , فنحن حين نقف في جاهة , أو مناسبة لمدة ساعتين علينا أن ننام بعدها نصف نهار بدافع التعب ,وقد أحصيت ساعات وقوف الملك في القمة العربية ما بين استقبال للرؤساء , ومابين وداع وما بين بروتوكول ..وأظنها تجاوزت (14) ساعة من الوقوف دون راحة ..ودون بروز أي مظهر من مظاهر التعب .
والبسمة لم تكن تغادر وجهه , وربطة العنق لم يقم بإرخائها ...وحتى الجاكيت لم يقم بخلعه , حتى يده لم يضعها على ظهره أو يتحسس رأسه بدافع الصداع ...
الأردن يشبه الملك تماما , فهو بالرغم من تعبه الإقتصادي والإجتماعي إلا أنه لم يظهر شكواه ...وما زال واقفا يقاوم الإرهاب وينتج لنفسه دورا في المنطقة ..والأردن أيضا مثل الملك , لايؤمن في القضايا العربية بالبروتوكول أو الفوقية , فهو ينحني لكل غريب ومهجر ..ولكل لاجيء ويمد يده ويسنده ...والأردن ابتسامته تشبه ابتسامة الملك فهي لا تغادر محياه أبدا ..
ثمة تطابق غريب بين الأردن وملكه , فهذا البلد أغلبية مدنه بنيت على الجبال ..وأغلبية تضاريسه وعرة وصعبة , والملك تكونت شخصيته في المؤسسة العسكرية وما زال بالرغم من الخمسين التي قطعها , صعبا ..يشبه الجبل في صلابته وكبريائه إلا أن النسمة السكرى حين تعانق سفحه تمنحه كل رقة الأرض ...
والأردن مزيج من الحضر والبدو , فيه تناغم غريب بين الصحراء وبين المجتمعات الحضرية ..تماما مثل الملك فحين يقف في الإتحاد الأوروبي , يخاطبهم بعقلية تفهم تفكيرهم وماذا يريدون ..وحين يذهب لصحراء رم , ويرتدي الشماغ ...وترى الرمل حتى الرمل هناك يحس بالوجه الهاشمي ..والعروبة حين تسري في نظراته.
والأردن دائما يواجه بسؤال وهو كيف يستطيع أن يتجاوز الأزمات ولا يتأثر فيها ..تماما مثل الملك , فهو تجاوز أزمة تعثر القمة , وغياب الحضور العربي , وصنع من الإخفاقات نجاحا..ونسأل كيف فعل كل ذلك ؟
القمة العربية اعطت رسالة داخلية , وأخرى خارجية ..أما الداخلية فهي سهلة الإلتقاط ومفادها :- أن الأردن فيه ما يقارب (7) ملايين أردني ..لكن أكثرهم شبها بالوطن هو الملك ...لدينا ملك يشبه الأردن تماما ..
نقلا عن الرأي
عمان جو - عبد الهادي راجي المجالي .
أخذت مشاهد تعثر الجنرال (عون) في قمة عمان , حيزا كبيرا من وسائل الإعلام وأغلبها لم تكن تندرا بقدر ما كانت تعاطفا مع الجنرال , فهو يمثل حالة رمزية كبيرة لدى معظم اللبنانيين , نتيجة تاريخه العسكري والسياسي ومواقفه الصلبة .
ما يشدك في لقطة تعثر الجنرال هو:- (ركضة) الملك نحوه مباشرة ومساعدته على الوقوف ....الأصل في البروتوكول الملكي هو :- أن الملك ينحني في الصلاة فقط وحتى لحظة السلام عليه , عليك أن تنحني أنت لتقبيله ...
لكن في مشهد تعثر الجنرال , أحسست بفزعة أردنية دبت , في دم الملك وكان أول من يصل إلى الجنرال , ويمسك بيده ويساعده على الوقوف مجددا ...
الناس تحب من يشبهها , فنحن حين نقف في جاهة , أو مناسبة لمدة ساعتين علينا أن ننام بعدها نصف نهار بدافع التعب ,وقد أحصيت ساعات وقوف الملك في القمة العربية ما بين استقبال للرؤساء , ومابين وداع وما بين بروتوكول ..وأظنها تجاوزت (14) ساعة من الوقوف دون راحة ..ودون بروز أي مظهر من مظاهر التعب .
والبسمة لم تكن تغادر وجهه , وربطة العنق لم يقم بإرخائها ...وحتى الجاكيت لم يقم بخلعه , حتى يده لم يضعها على ظهره أو يتحسس رأسه بدافع الصداع ...
الأردن يشبه الملك تماما , فهو بالرغم من تعبه الإقتصادي والإجتماعي إلا أنه لم يظهر شكواه ...وما زال واقفا يقاوم الإرهاب وينتج لنفسه دورا في المنطقة ..والأردن أيضا مثل الملك , لايؤمن في القضايا العربية بالبروتوكول أو الفوقية , فهو ينحني لكل غريب ومهجر ..ولكل لاجيء ويمد يده ويسنده ...والأردن ابتسامته تشبه ابتسامة الملك فهي لا تغادر محياه أبدا ..
ثمة تطابق غريب بين الأردن وملكه , فهذا البلد أغلبية مدنه بنيت على الجبال ..وأغلبية تضاريسه وعرة وصعبة , والملك تكونت شخصيته في المؤسسة العسكرية وما زال بالرغم من الخمسين التي قطعها , صعبا ..يشبه الجبل في صلابته وكبريائه إلا أن النسمة السكرى حين تعانق سفحه تمنحه كل رقة الأرض ...
والأردن مزيج من الحضر والبدو , فيه تناغم غريب بين الصحراء وبين المجتمعات الحضرية ..تماما مثل الملك فحين يقف في الإتحاد الأوروبي , يخاطبهم بعقلية تفهم تفكيرهم وماذا يريدون ..وحين يذهب لصحراء رم , ويرتدي الشماغ ...وترى الرمل حتى الرمل هناك يحس بالوجه الهاشمي ..والعروبة حين تسري في نظراته.
والأردن دائما يواجه بسؤال وهو كيف يستطيع أن يتجاوز الأزمات ولا يتأثر فيها ..تماما مثل الملك , فهو تجاوز أزمة تعثر القمة , وغياب الحضور العربي , وصنع من الإخفاقات نجاحا..ونسأل كيف فعل كل ذلك ؟
القمة العربية اعطت رسالة داخلية , وأخرى خارجية ..أما الداخلية فهي سهلة الإلتقاط ومفادها :- أن الأردن فيه ما يقارب (7) ملايين أردني ..لكن أكثرهم شبها بالوطن هو الملك ...لدينا ملك يشبه الأردن تماما ..
نقلا عن الرأي
عمان جو - عبد الهادي راجي المجالي .
أخذت مشاهد تعثر الجنرال (عون) في قمة عمان , حيزا كبيرا من وسائل الإعلام وأغلبها لم تكن تندرا بقدر ما كانت تعاطفا مع الجنرال , فهو يمثل حالة رمزية كبيرة لدى معظم اللبنانيين , نتيجة تاريخه العسكري والسياسي ومواقفه الصلبة .
ما يشدك في لقطة تعثر الجنرال هو:- (ركضة) الملك نحوه مباشرة ومساعدته على الوقوف ....الأصل في البروتوكول الملكي هو :- أن الملك ينحني في الصلاة فقط وحتى لحظة السلام عليه , عليك أن تنحني أنت لتقبيله ...
لكن في مشهد تعثر الجنرال , أحسست بفزعة أردنية دبت , في دم الملك وكان أول من يصل إلى الجنرال , ويمسك بيده ويساعده على الوقوف مجددا ...
الناس تحب من يشبهها , فنحن حين نقف في جاهة , أو مناسبة لمدة ساعتين علينا أن ننام بعدها نصف نهار بدافع التعب ,وقد أحصيت ساعات وقوف الملك في القمة العربية ما بين استقبال للرؤساء , ومابين وداع وما بين بروتوكول ..وأظنها تجاوزت (14) ساعة من الوقوف دون راحة ..ودون بروز أي مظهر من مظاهر التعب .
والبسمة لم تكن تغادر وجهه , وربطة العنق لم يقم بإرخائها ...وحتى الجاكيت لم يقم بخلعه , حتى يده لم يضعها على ظهره أو يتحسس رأسه بدافع الصداع ...
الأردن يشبه الملك تماما , فهو بالرغم من تعبه الإقتصادي والإجتماعي إلا أنه لم يظهر شكواه ...وما زال واقفا يقاوم الإرهاب وينتج لنفسه دورا في المنطقة ..والأردن أيضا مثل الملك , لايؤمن في القضايا العربية بالبروتوكول أو الفوقية , فهو ينحني لكل غريب ومهجر ..ولكل لاجيء ويمد يده ويسنده ...والأردن ابتسامته تشبه ابتسامة الملك فهي لا تغادر محياه أبدا ..
ثمة تطابق غريب بين الأردن وملكه , فهذا البلد أغلبية مدنه بنيت على الجبال ..وأغلبية تضاريسه وعرة وصعبة , والملك تكونت شخصيته في المؤسسة العسكرية وما زال بالرغم من الخمسين التي قطعها , صعبا ..يشبه الجبل في صلابته وكبريائه إلا أن النسمة السكرى حين تعانق سفحه تمنحه كل رقة الأرض ...
والأردن مزيج من الحضر والبدو , فيه تناغم غريب بين الصحراء وبين المجتمعات الحضرية ..تماما مثل الملك فحين يقف في الإتحاد الأوروبي , يخاطبهم بعقلية تفهم تفكيرهم وماذا يريدون ..وحين يذهب لصحراء رم , ويرتدي الشماغ ...وترى الرمل حتى الرمل هناك يحس بالوجه الهاشمي ..والعروبة حين تسري في نظراته.
والأردن دائما يواجه بسؤال وهو كيف يستطيع أن يتجاوز الأزمات ولا يتأثر فيها ..تماما مثل الملك , فهو تجاوز أزمة تعثر القمة , وغياب الحضور العربي , وصنع من الإخفاقات نجاحا..ونسأل كيف فعل كل ذلك ؟
القمة العربية اعطت رسالة داخلية , وأخرى خارجية ..أما الداخلية فهي سهلة الإلتقاط ومفادها :- أن الأردن فيه ما يقارب (7) ملايين أردني ..لكن أكثرهم شبها بالوطن هو الملك ...لدينا ملك يشبه الأردن تماما ..
التعليقات