ثمة أوجاع أبدية، كوجع أمهات فجعن بأطفالهن؛ فلذات أكبادهن وزهرة حياتهن. أيمكن تخيل كم الألم والقهر للأمهات الأربع اللواتي فقدن أطفالهن في عمر الزهور الأسبوع الماضي، حينما آتاهم الموت على طريق بغداد الدولي في المفرق بعد أن اصطدم باص صغير يقلهم بمركبة أخرى.. حادث جديد لن يكون الأخير! كل واحدة منهن عادت بذاكرتها لساعات قليلة مضت، حينما كانت تجهز طفلها صباحا للمدرسة، تلبسه ثيابه ومعطفه الدافئ، تمشط شعره، وتضع الحقيبة على ظهره. كانت توصيه أن يكون مجتهداً وينتبه لدروسه، أن يأكل طعامه جيدا، كما لم تنس ذلك الوعد باصطحابه بعد إنهاء واجباته لنزهة جميلة. عبر شريط خيالها تتدفق آلاف الصور التي جمعتها بحشاشة قلبها، والأوقات التي قضتها برفقته، فتتوقف عند تفاصيل الثواني الأخيرة التي قبلت فيها جبينه الوردي، وهي تقول ملوحة لظله الخارج من الباب: سأشتاق لك يا حبيبي. تغلق الباب، وتنظر من طرف النافذة، تراقبه وهو يخطو سريعا متوجها لمدرسته، وكله فرح بيوم جديد مشرق. فجأة تصحو من ذاكرتها المؤقتة في ذلك الشريط الجميل، لتحل العتمة على المشهد، وتغيب البهجة عن زوايا البيت الذي كان يمتلىء بصوت الصغير ولعبه، وضحكه وحتى ضجيجه المفرح. تغيب روحه، ويتوقف الزمن قبالة عيني والدته التي لا تريد أن تصدق الحقيقة. ذلك حال أمهات عديدات فجعن بأطفالهن بعد أن غادروا الحياة، يعشن حتى اللحظة حسرة الفراق، لأن في هذه الدنيا بشر ا “يغامرون” بحياة غيرهم!! 37 طفلا فقدوا حياتهم في حوادث سير مختلفة منذ بداية العام، إما دهسا، أو بتدهور مركبات يستقلونها، أو بسبب حوادث تصادم، وتركوا خلفهم عائلة تعيش على حافة الموت، بحياة لا شيء فيها سوى الحزن والأسى. أشخاص تجاهلوا القوانين والقواعد العامة في الطرقات، وصنّعوا كوارث مرورية ذهب ضحيتها أرواح بريئة، لا ذنب لهم سوى أنهم تواجدوا بالقرب من أناس مستهترين، سرقوا حياتهم وبهجة أهاليهم! نفقد سنويا مئات من الأرواح البريئة نتيجة حوادث سير، و”جرائم” مرورية يرتكبها متهورون لهم قوانينهم الخاصة في الشوارع، ويتفننون بعرض عضلاتهم بالقيادة، بتجاوز خاطىء، وقطع إشارات مرور، وعدم التزام بالمسارب الصحيحة، وسرعة “جنونية” واستخدام للهاتف، وغيرها من الأسباب التي تشرع للموت بابا واسعا، وأحزانا لا تحصى. كنا ومانزال نلوم الحالة المأساوية التي تعاني منها طرقاتنا، واحتياجها لصيانة مستمرة. لا أحد ينكر هذا الأمر، لكن ليس تلك الطرقات المسبب الأساسي للحوادث. دعونا نعترف أن السائق وتجاوزه للقوانين هو السبب المباشر لحوادث السير. هل من العدل أن تلغى كل العقوبات وتجمد القوانين بعد أن تعقد صفقة “صلح” لشخص كان مذنبا حقا؟ أمن الإنصاف أن يسقط الحق الشخصي عن متهورين رغم أنهم تسببوا بوفاة أحدهم، وقتلوا بالحسرة من تبقى من أفراد عائلته؟ ألا يستحق ذلك السائق المتهور أخذ العقاب على الفعل الذي اقترفه؟ أليس من العدل أن تكون هناك مساءلة حقيقية تمنعه من ممارسة “مهارات مجنونة” تقود نحو موت محقق في الشوارع. لكي نوقف عجلة الموت التي تأكل أبناءنا، ينبغي أن نعزز من برامج التوعية المرورية بشكل ممنهج في البيت، المدرسة، الجامعة، عبر ثقافة مجتمعية وقانونية تحمي الجميع، وأن نركز على أخلاقيات القيادة والمشاة علّها تنعكس على السلوكيات في الطرقات. في الأشهر الأربعة الأخيرة، فقط، فقدنا زهاء 140 إنسانا بسبب حوادث مرورية ذهب ضحيتها صغار كانوا ما يزالون يحلمون بحياة جميلة قادمة، لكن ثواني معدودة لسرعة زائدة من سائقين مستهترين أفقدتهم أرواحهم، فيما عاش آخرون حبيسين إعاقات دائمة لازمتهم. ألا يحق لنا أن نعيش حياة آمنة، وأن نعود إلى بيوتنا من دون أن نفقد أحد الأحبة أو الأقارب والاصدقاء.. والأهم أن نكون أكثر تحليا بالأخلاق أثناء القيادة! لا أعتقد أننا نريد أكثر من ذلك!!
عمان جو - فريهان سطعان الحسن
ثمة أوجاع أبدية، كوجع أمهات فجعن بأطفالهن؛ فلذات أكبادهن وزهرة حياتهن. أيمكن تخيل كم الألم والقهر للأمهات الأربع اللواتي فقدن أطفالهن في عمر الزهور الأسبوع الماضي، حينما آتاهم الموت على طريق بغداد الدولي في المفرق بعد أن اصطدم باص صغير يقلهم بمركبة أخرى.. حادث جديد لن يكون الأخير! كل واحدة منهن عادت بذاكرتها لساعات قليلة مضت، حينما كانت تجهز طفلها صباحا للمدرسة، تلبسه ثيابه ومعطفه الدافئ، تمشط شعره، وتضع الحقيبة على ظهره. كانت توصيه أن يكون مجتهداً وينتبه لدروسه، أن يأكل طعامه جيدا، كما لم تنس ذلك الوعد باصطحابه بعد إنهاء واجباته لنزهة جميلة. عبر شريط خيالها تتدفق آلاف الصور التي جمعتها بحشاشة قلبها، والأوقات التي قضتها برفقته، فتتوقف عند تفاصيل الثواني الأخيرة التي قبلت فيها جبينه الوردي، وهي تقول ملوحة لظله الخارج من الباب: سأشتاق لك يا حبيبي. تغلق الباب، وتنظر من طرف النافذة، تراقبه وهو يخطو سريعا متوجها لمدرسته، وكله فرح بيوم جديد مشرق. فجأة تصحو من ذاكرتها المؤقتة في ذلك الشريط الجميل، لتحل العتمة على المشهد، وتغيب البهجة عن زوايا البيت الذي كان يمتلىء بصوت الصغير ولعبه، وضحكه وحتى ضجيجه المفرح. تغيب روحه، ويتوقف الزمن قبالة عيني والدته التي لا تريد أن تصدق الحقيقة. ذلك حال أمهات عديدات فجعن بأطفالهن بعد أن غادروا الحياة، يعشن حتى اللحظة حسرة الفراق، لأن في هذه الدنيا بشر ا “يغامرون” بحياة غيرهم!! 37 طفلا فقدوا حياتهم في حوادث سير مختلفة منذ بداية العام، إما دهسا، أو بتدهور مركبات يستقلونها، أو بسبب حوادث تصادم، وتركوا خلفهم عائلة تعيش على حافة الموت، بحياة لا شيء فيها سوى الحزن والأسى. أشخاص تجاهلوا القوانين والقواعد العامة في الطرقات، وصنّعوا كوارث مرورية ذهب ضحيتها أرواح بريئة، لا ذنب لهم سوى أنهم تواجدوا بالقرب من أناس مستهترين، سرقوا حياتهم وبهجة أهاليهم! نفقد سنويا مئات من الأرواح البريئة نتيجة حوادث سير، و”جرائم” مرورية يرتكبها متهورون لهم قوانينهم الخاصة في الشوارع، ويتفننون بعرض عضلاتهم بالقيادة، بتجاوز خاطىء، وقطع إشارات مرور، وعدم التزام بالمسارب الصحيحة، وسرعة “جنونية” واستخدام للهاتف، وغيرها من الأسباب التي تشرع للموت بابا واسعا، وأحزانا لا تحصى. كنا ومانزال نلوم الحالة المأساوية التي تعاني منها طرقاتنا، واحتياجها لصيانة مستمرة. لا أحد ينكر هذا الأمر، لكن ليس تلك الطرقات المسبب الأساسي للحوادث. دعونا نعترف أن السائق وتجاوزه للقوانين هو السبب المباشر لحوادث السير. هل من العدل أن تلغى كل العقوبات وتجمد القوانين بعد أن تعقد صفقة “صلح” لشخص كان مذنبا حقا؟ أمن الإنصاف أن يسقط الحق الشخصي عن متهورين رغم أنهم تسببوا بوفاة أحدهم، وقتلوا بالحسرة من تبقى من أفراد عائلته؟ ألا يستحق ذلك السائق المتهور أخذ العقاب على الفعل الذي اقترفه؟ أليس من العدل أن تكون هناك مساءلة حقيقية تمنعه من ممارسة “مهارات مجنونة” تقود نحو موت محقق في الشوارع. لكي نوقف عجلة الموت التي تأكل أبناءنا، ينبغي أن نعزز من برامج التوعية المرورية بشكل ممنهج في البيت، المدرسة، الجامعة، عبر ثقافة مجتمعية وقانونية تحمي الجميع، وأن نركز على أخلاقيات القيادة والمشاة علّها تنعكس على السلوكيات في الطرقات. في الأشهر الأربعة الأخيرة، فقط، فقدنا زهاء 140 إنسانا بسبب حوادث مرورية ذهب ضحيتها صغار كانوا ما يزالون يحلمون بحياة جميلة قادمة، لكن ثواني معدودة لسرعة زائدة من سائقين مستهترين أفقدتهم أرواحهم، فيما عاش آخرون حبيسين إعاقات دائمة لازمتهم. ألا يحق لنا أن نعيش حياة آمنة، وأن نعود إلى بيوتنا من دون أن نفقد أحد الأحبة أو الأقارب والاصدقاء.. والأهم أن نكون أكثر تحليا بالأخلاق أثناء القيادة! لا أعتقد أننا نريد أكثر من ذلك!!
عمان جو - فريهان سطعان الحسن
ثمة أوجاع أبدية، كوجع أمهات فجعن بأطفالهن؛ فلذات أكبادهن وزهرة حياتهن. أيمكن تخيل كم الألم والقهر للأمهات الأربع اللواتي فقدن أطفالهن في عمر الزهور الأسبوع الماضي، حينما آتاهم الموت على طريق بغداد الدولي في المفرق بعد أن اصطدم باص صغير يقلهم بمركبة أخرى.. حادث جديد لن يكون الأخير! كل واحدة منهن عادت بذاكرتها لساعات قليلة مضت، حينما كانت تجهز طفلها صباحا للمدرسة، تلبسه ثيابه ومعطفه الدافئ، تمشط شعره، وتضع الحقيبة على ظهره. كانت توصيه أن يكون مجتهداً وينتبه لدروسه، أن يأكل طعامه جيدا، كما لم تنس ذلك الوعد باصطحابه بعد إنهاء واجباته لنزهة جميلة. عبر شريط خيالها تتدفق آلاف الصور التي جمعتها بحشاشة قلبها، والأوقات التي قضتها برفقته، فتتوقف عند تفاصيل الثواني الأخيرة التي قبلت فيها جبينه الوردي، وهي تقول ملوحة لظله الخارج من الباب: سأشتاق لك يا حبيبي. تغلق الباب، وتنظر من طرف النافذة، تراقبه وهو يخطو سريعا متوجها لمدرسته، وكله فرح بيوم جديد مشرق. فجأة تصحو من ذاكرتها المؤقتة في ذلك الشريط الجميل، لتحل العتمة على المشهد، وتغيب البهجة عن زوايا البيت الذي كان يمتلىء بصوت الصغير ولعبه، وضحكه وحتى ضجيجه المفرح. تغيب روحه، ويتوقف الزمن قبالة عيني والدته التي لا تريد أن تصدق الحقيقة. ذلك حال أمهات عديدات فجعن بأطفالهن بعد أن غادروا الحياة، يعشن حتى اللحظة حسرة الفراق، لأن في هذه الدنيا بشر ا “يغامرون” بحياة غيرهم!! 37 طفلا فقدوا حياتهم في حوادث سير مختلفة منذ بداية العام، إما دهسا، أو بتدهور مركبات يستقلونها، أو بسبب حوادث تصادم، وتركوا خلفهم عائلة تعيش على حافة الموت، بحياة لا شيء فيها سوى الحزن والأسى. أشخاص تجاهلوا القوانين والقواعد العامة في الطرقات، وصنّعوا كوارث مرورية ذهب ضحيتها أرواح بريئة، لا ذنب لهم سوى أنهم تواجدوا بالقرب من أناس مستهترين، سرقوا حياتهم وبهجة أهاليهم! نفقد سنويا مئات من الأرواح البريئة نتيجة حوادث سير، و”جرائم” مرورية يرتكبها متهورون لهم قوانينهم الخاصة في الشوارع، ويتفننون بعرض عضلاتهم بالقيادة، بتجاوز خاطىء، وقطع إشارات مرور، وعدم التزام بالمسارب الصحيحة، وسرعة “جنونية” واستخدام للهاتف، وغيرها من الأسباب التي تشرع للموت بابا واسعا، وأحزانا لا تحصى. كنا ومانزال نلوم الحالة المأساوية التي تعاني منها طرقاتنا، واحتياجها لصيانة مستمرة. لا أحد ينكر هذا الأمر، لكن ليس تلك الطرقات المسبب الأساسي للحوادث. دعونا نعترف أن السائق وتجاوزه للقوانين هو السبب المباشر لحوادث السير. هل من العدل أن تلغى كل العقوبات وتجمد القوانين بعد أن تعقد صفقة “صلح” لشخص كان مذنبا حقا؟ أمن الإنصاف أن يسقط الحق الشخصي عن متهورين رغم أنهم تسببوا بوفاة أحدهم، وقتلوا بالحسرة من تبقى من أفراد عائلته؟ ألا يستحق ذلك السائق المتهور أخذ العقاب على الفعل الذي اقترفه؟ أليس من العدل أن تكون هناك مساءلة حقيقية تمنعه من ممارسة “مهارات مجنونة” تقود نحو موت محقق في الشوارع. لكي نوقف عجلة الموت التي تأكل أبناءنا، ينبغي أن نعزز من برامج التوعية المرورية بشكل ممنهج في البيت، المدرسة، الجامعة، عبر ثقافة مجتمعية وقانونية تحمي الجميع، وأن نركز على أخلاقيات القيادة والمشاة علّها تنعكس على السلوكيات في الطرقات. في الأشهر الأربعة الأخيرة، فقط، فقدنا زهاء 140 إنسانا بسبب حوادث مرورية ذهب ضحيتها صغار كانوا ما يزالون يحلمون بحياة جميلة قادمة، لكن ثواني معدودة لسرعة زائدة من سائقين مستهترين أفقدتهم أرواحهم، فيما عاش آخرون حبيسين إعاقات دائمة لازمتهم. ألا يحق لنا أن نعيش حياة آمنة، وأن نعود إلى بيوتنا من دون أن نفقد أحد الأحبة أو الأقارب والاصدقاء.. والأهم أن نكون أكثر تحليا بالأخلاق أثناء القيادة! لا أعتقد أننا نريد أكثر من ذلك!!
التعليقات