عمان جو-محرر الاخبار المحلية
قال مدير دائرة أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، ان الدائرة دأبت على التحضير لاستقبال شهر رمضان الكريم في المسجد الأقصى المبارك قبل قدومه بشهور، وتقوم بتهيئة المسجد بكل ما يلزم ، خاصة وأنه سيستقبل مئات الآلاف من الوافدين اليه في الشهر الفضيل .
وأوضح الخطيب في حديث لبرنامج 'عين على القدس' الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، أن الدائرة قامت بنصب مظلات في رحاب المسجد تستوعب عشرات الآلاف من المصلين، وقامت بالترتيب للإفطارات الرمضانية مع المؤسسات الداعمة وفق شروط محددة من حيث النوعية والالتزام بمعايير الصحة والنظافة، وبما يليق بالمسجد الأقصى والوافدين اليه في شهر رمضان.
وتطرق الى الدروس والوعظ والارشاد الديني التي سيتولاها مدرسون ووعاظ أكفاء ومؤهلون، والتي ستمتد من الفجر ولغاية صلاة التراويح، وكذلك الاتفاق مع شركة للنظافة والتنسيق مع مجموعات الكشافة لتعزيز عدد الحراس وحفظ النظام، والتنسيق مع لجان النظام من الفتيات من أجل المساعدة في تنظيم المصليات، وفتح ممرات لتسهيل دخول النساء الى قبة الصخرة المشرفة، خاصة أيام الجمع، وتجهيز الافطار والسحور.
من جانبه أشار مدير وامام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينه، الى التحضير للبرامج الدينية وخطب الجمع والدروس الدينية، وتوفير اللجان المختصة بالنظام والحراسة والمحافظة على النظافة، لافتا الى أن عدد المصلين في المسجد في أيام الجمع يصل الى ما يقارب 150 ألفا، رغم العراقيل الكبيرة التي يضعها الاحتلال الاسرائيلي على أهل بيت المقدس.
وأعرب أبو سنينه عن سعادته بقدوم مجموعات كبيرة من بلدان العالم الاسلامي الى المسجد الأقصى، ليس في شهر رمضان فقط وانما على مدار العام، مؤكدا اعتزازه برعاية ووصاية الهاشميين وجلالة الملك عبدالله الثاني على المقدسات الاسلامية والمسيحية، ويثمنون دفاعه عن القدس والمسجد.
وأشار المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة الدكتور وصفي الكيلاني، الى ترتيبات دائرة الأوقاف الاسلامية لشهر رمضان المبارك والتنسيق مع كل الأطراف ذات العلاقة، مشيدا بالجهد التشاركي، بدءا بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، ومن ثم جهود وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والصندوق الهاشمي ووزارة الخارجية الأردنية، لدعم أهل القدس وحراس وخدم المسجد والوافدين اليه في شهر رمضان المبارك.
وقال ان مؤتمر الطريق الى القدس الذي انعقد في عمان عام 2014، كان له الفضل الكبير في حشد اجماع كبير من علماء المسلمين، وتوضيح أن زيارة الأرحام والسجين في فلسطين لا تعني التطبيع مع السجان، وكذلك فتوى اجماع فقهاء المسلمين عام 2015 في الكويت من أعلى مجمع فقهي في العالم الاسلامي، بأن هذا الأمر مندوب ومباح ومستحب حتى لو كان تحت الاحتلال، مشيرا الى ان الذين ذاقوا حلاوة وبركة زيارة المسجد الأقصى يشجعون أقرانهم وأصحابهم، وأصبحوا يقرنون زيارة القدس بزيارة العمرة في مكة .
وتحدث الكيلاني عن الأهمية الكبيرة لخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة الرياض، التي أراد أن يصورها الاعلام الغربي على أنها قمة حوار حول صراع المسلمين مع بعضهم، وأن المشكلة الوحيدة في العالم هي مشكلة (ارهاب اسلامي) وتشويه صورة الاسلام، الا أن جلالة الملك جاء ليصدح بكلمة قوية جدا، بأن المشكلة الأساس هي عدم الوصول الى سلام عادل وشامل قائم على حل الدولتين، وما دام هناك احتلال وظلم الاستعمار الاستيطاني وظلم للأسرى واعتداء على المواطنين الفلسطينيين والمسجد الأقصى، وغياب استحقاق الدولة الفلسطينية، فإن الاحباط يتواصل والشرور تتوالد، دون أن يخفي جلالته أن هناك مشاكل نحن أولى بحلها مع بعضنا البعض كمسلمين، ولهذا تطرق جلالة الملك لرسالة عمان الموجهة لحل المشاكل بين المذاهب الاسلامية، والتي جاءت بمبادرة ملكية منذ سنوات طويلة.
وأشار ايضا الى ان رسالة جلالته كانت واضحة جدا بأن المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف للمسلمين وحدهم، وكذلك المقدسات المسيحية للمسيحيين وحدهم، استنادا الى العهدة العمرية، وكل هذه الركائز والسلام العادل لا يمكن أن تسير في الاتجاه الصحيح ما دام هناك قوة تحاول فرض واقع تفاوضي بشكل أحادي يؤدي لعواقب كارثية، والمقصود به محاولة الاحتلال الاسرائيلي فرض واقع يغير الواقع التاريخي للخارطة الدينية والتراثية والجغرافية لمدينة القدس، ومن ثم تعهد وقال جلالة الملك ان الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية خط أحمر، وهذا راسخ لا حياد عنه، ونتشرف بحمل هذه الرسالة ولن نتخلى عنها باسم الأمة العربية والأمة الاسلامية .
ولفت الخبير المقدسي في الشؤون الاسرائيلية قاسم الخطيب الى ان المشكلة الأساس هي في الحكومة الاسرائيلية ووضع اليمين داخل اسرائيل، وسيطرة الأطراف الأكثر تطرفا، تحديدا اليمين الصهيوني المتطرف المتواجد في داخل مستوطنات الضفة الغربية الذي بدأ في الدخول الى داخل حزب الليكود الحاكم، والسيطرة على مراكز أساسية والتحكم بمن سيصل الى الحكومة والكنيست وتشكيلهم تيارا دينيا متطرفا بأدوات سياسية.
وقال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي لتقرير 'القدس في عيون الأردنيين' حول انحراف البوصلة عن القدس، 'طالما هذه المنطقة غارقة في بحر من حروب المحاور والطوائف والمذاهب والصراعات الجانبية التي تعصف بدولها وشعوبها ومجتمعاتها، ستظل البوصلة منحرفة' .
وأعرب الرنتاوي عن اعتقاده بأن الأقصى من الممكن أن يجمعنا جميعا في هذا المجال، ولكن هذا بحاجة الى تغليب صوت العقل والحكمة، مشيرا الى أنه يجب مواجهة كل الحركات المتشددة والمتطرفة التي ترفع راية الاسلام، بأن التهديد الأكبر للاسلام يأتي من خلال التعدي على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وليس من خلال اشعال حروب محلية وأهلية، وفتح الباب لحروب على دولنا ومجتمعاتنا.
فيما قال الباحث المتخصص في شؤون القدس زياد الحسن، ان أحد اسباب الانشغال الداخلي هو هذا الانحراف المزمن في البوصلة عن المسجد الأقصى المبارك، لأن التحدي الخارجي المزروع في جسد الأمة العربية هو هذا الاحتلال الاسرائيلي ، ولو تم التعامل معه بشكل صحيح لما استطاع أن يستفيد من التناقضات الداخلية الموجودة الآن، والتحول الى رأس حربة للغرب، بهدف إدامة التفرقة في العالمين العربي والاسلامي .
وأكد الحسن الحاجة الى أن تعود القدس والمسجد الأقصى كعنوان جامع، خصوصا أن التهديدات في المسجد الأقصى تفرض ذلك، والاحتلال لديه طموح احلالي مكان المسجد الأقصى، ويريد ازالته بالكامل وتأسيس المعبد اليهودي على أنقاضه، وبالتالي هناك دافع موضوعي لعودة القدس الى صدارة الوعي العربي والاسلامي على المستويين الرسمي والشعبي .
واكد مدير ملتقى القدس أحمد الشيوخي، ضرورة أن تضغط الشعوب على حكوماتها لتصحيح هذه البوصلة، ومساعدة الدور الرسمي الأردني الذي يقوم بشكل شبه منفرد على حماية المقدسات وادارتها، ولا بد أن يكون هناك ضغط شعبي على حكومات هذه الدول لمساعدة الأردن ومساندته في هذا الدور العظيم .
وقال أستاذ دراسات بيت المقدس الدكتور عبد الله معروف، ان الأردن هو المسؤول فعليا عن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، والدور الأردني واضح في مدينة القدس، وخاصة في اعمار المسجد الأقصى والحفاظ عليه وادارة شؤونه في وجه الهمجية الاحتلالية الاسرائيلية .
وأضاف، معروف أن الحكومات العربية مطالبة بأن تكون عونا للأردن على هذه المسؤولية الكبيرة، ومطلوب منها أن تكون عونا لشعوبها أيضا على أن تؤدي رسالتها تجاه انهاء الاحتلال الاسرائيلي، ويجب أن لا يترك الأردن وحيدا في معركة الحفاظ على هوية مدينة القدس، ويجب أن يكون العالم العربي متكاتفا مع الأردن رسميا وشعبيا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، لأن انشغال الحكومات العربية عن ذلك بشؤونها الداخلية، لا يعفيها من أن تفهم أن الكثير من أسباب مشاكلها الداخلية مرده الى الاحتلال الاسرائيلي وقضية مدينة القدس .
--(بترا)
عمان جو-محرر الاخبار المحلية
قال مدير دائرة أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، ان الدائرة دأبت على التحضير لاستقبال شهر رمضان الكريم في المسجد الأقصى المبارك قبل قدومه بشهور، وتقوم بتهيئة المسجد بكل ما يلزم ، خاصة وأنه سيستقبل مئات الآلاف من الوافدين اليه في الشهر الفضيل .
وأوضح الخطيب في حديث لبرنامج 'عين على القدس' الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، أن الدائرة قامت بنصب مظلات في رحاب المسجد تستوعب عشرات الآلاف من المصلين، وقامت بالترتيب للإفطارات الرمضانية مع المؤسسات الداعمة وفق شروط محددة من حيث النوعية والالتزام بمعايير الصحة والنظافة، وبما يليق بالمسجد الأقصى والوافدين اليه في شهر رمضان.
وتطرق الى الدروس والوعظ والارشاد الديني التي سيتولاها مدرسون ووعاظ أكفاء ومؤهلون، والتي ستمتد من الفجر ولغاية صلاة التراويح، وكذلك الاتفاق مع شركة للنظافة والتنسيق مع مجموعات الكشافة لتعزيز عدد الحراس وحفظ النظام، والتنسيق مع لجان النظام من الفتيات من أجل المساعدة في تنظيم المصليات، وفتح ممرات لتسهيل دخول النساء الى قبة الصخرة المشرفة، خاصة أيام الجمع، وتجهيز الافطار والسحور.
من جانبه أشار مدير وامام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينه، الى التحضير للبرامج الدينية وخطب الجمع والدروس الدينية، وتوفير اللجان المختصة بالنظام والحراسة والمحافظة على النظافة، لافتا الى أن عدد المصلين في المسجد في أيام الجمع يصل الى ما يقارب 150 ألفا، رغم العراقيل الكبيرة التي يضعها الاحتلال الاسرائيلي على أهل بيت المقدس.
وأعرب أبو سنينه عن سعادته بقدوم مجموعات كبيرة من بلدان العالم الاسلامي الى المسجد الأقصى، ليس في شهر رمضان فقط وانما على مدار العام، مؤكدا اعتزازه برعاية ووصاية الهاشميين وجلالة الملك عبدالله الثاني على المقدسات الاسلامية والمسيحية، ويثمنون دفاعه عن القدس والمسجد.
وأشار المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة الدكتور وصفي الكيلاني، الى ترتيبات دائرة الأوقاف الاسلامية لشهر رمضان المبارك والتنسيق مع كل الأطراف ذات العلاقة، مشيدا بالجهد التشاركي، بدءا بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، ومن ثم جهود وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والصندوق الهاشمي ووزارة الخارجية الأردنية، لدعم أهل القدس وحراس وخدم المسجد والوافدين اليه في شهر رمضان المبارك.
وقال ان مؤتمر الطريق الى القدس الذي انعقد في عمان عام 2014، كان له الفضل الكبير في حشد اجماع كبير من علماء المسلمين، وتوضيح أن زيارة الأرحام والسجين في فلسطين لا تعني التطبيع مع السجان، وكذلك فتوى اجماع فقهاء المسلمين عام 2015 في الكويت من أعلى مجمع فقهي في العالم الاسلامي، بأن هذا الأمر مندوب ومباح ومستحب حتى لو كان تحت الاحتلال، مشيرا الى ان الذين ذاقوا حلاوة وبركة زيارة المسجد الأقصى يشجعون أقرانهم وأصحابهم، وأصبحوا يقرنون زيارة القدس بزيارة العمرة في مكة .
وتحدث الكيلاني عن الأهمية الكبيرة لخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة الرياض، التي أراد أن يصورها الاعلام الغربي على أنها قمة حوار حول صراع المسلمين مع بعضهم، وأن المشكلة الوحيدة في العالم هي مشكلة (ارهاب اسلامي) وتشويه صورة الاسلام، الا أن جلالة الملك جاء ليصدح بكلمة قوية جدا، بأن المشكلة الأساس هي عدم الوصول الى سلام عادل وشامل قائم على حل الدولتين، وما دام هناك احتلال وظلم الاستعمار الاستيطاني وظلم للأسرى واعتداء على المواطنين الفلسطينيين والمسجد الأقصى، وغياب استحقاق الدولة الفلسطينية، فإن الاحباط يتواصل والشرور تتوالد، دون أن يخفي جلالته أن هناك مشاكل نحن أولى بحلها مع بعضنا البعض كمسلمين، ولهذا تطرق جلالة الملك لرسالة عمان الموجهة لحل المشاكل بين المذاهب الاسلامية، والتي جاءت بمبادرة ملكية منذ سنوات طويلة.
وأشار ايضا الى ان رسالة جلالته كانت واضحة جدا بأن المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف للمسلمين وحدهم، وكذلك المقدسات المسيحية للمسيحيين وحدهم، استنادا الى العهدة العمرية، وكل هذه الركائز والسلام العادل لا يمكن أن تسير في الاتجاه الصحيح ما دام هناك قوة تحاول فرض واقع تفاوضي بشكل أحادي يؤدي لعواقب كارثية، والمقصود به محاولة الاحتلال الاسرائيلي فرض واقع يغير الواقع التاريخي للخارطة الدينية والتراثية والجغرافية لمدينة القدس، ومن ثم تعهد وقال جلالة الملك ان الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية خط أحمر، وهذا راسخ لا حياد عنه، ونتشرف بحمل هذه الرسالة ولن نتخلى عنها باسم الأمة العربية والأمة الاسلامية .
ولفت الخبير المقدسي في الشؤون الاسرائيلية قاسم الخطيب الى ان المشكلة الأساس هي في الحكومة الاسرائيلية ووضع اليمين داخل اسرائيل، وسيطرة الأطراف الأكثر تطرفا، تحديدا اليمين الصهيوني المتطرف المتواجد في داخل مستوطنات الضفة الغربية الذي بدأ في الدخول الى داخل حزب الليكود الحاكم، والسيطرة على مراكز أساسية والتحكم بمن سيصل الى الحكومة والكنيست وتشكيلهم تيارا دينيا متطرفا بأدوات سياسية.
وقال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي لتقرير 'القدس في عيون الأردنيين' حول انحراف البوصلة عن القدس، 'طالما هذه المنطقة غارقة في بحر من حروب المحاور والطوائف والمذاهب والصراعات الجانبية التي تعصف بدولها وشعوبها ومجتمعاتها، ستظل البوصلة منحرفة' .
وأعرب الرنتاوي عن اعتقاده بأن الأقصى من الممكن أن يجمعنا جميعا في هذا المجال، ولكن هذا بحاجة الى تغليب صوت العقل والحكمة، مشيرا الى أنه يجب مواجهة كل الحركات المتشددة والمتطرفة التي ترفع راية الاسلام، بأن التهديد الأكبر للاسلام يأتي من خلال التعدي على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وليس من خلال اشعال حروب محلية وأهلية، وفتح الباب لحروب على دولنا ومجتمعاتنا.
فيما قال الباحث المتخصص في شؤون القدس زياد الحسن، ان أحد اسباب الانشغال الداخلي هو هذا الانحراف المزمن في البوصلة عن المسجد الأقصى المبارك، لأن التحدي الخارجي المزروع في جسد الأمة العربية هو هذا الاحتلال الاسرائيلي ، ولو تم التعامل معه بشكل صحيح لما استطاع أن يستفيد من التناقضات الداخلية الموجودة الآن، والتحول الى رأس حربة للغرب، بهدف إدامة التفرقة في العالمين العربي والاسلامي .
وأكد الحسن الحاجة الى أن تعود القدس والمسجد الأقصى كعنوان جامع، خصوصا أن التهديدات في المسجد الأقصى تفرض ذلك، والاحتلال لديه طموح احلالي مكان المسجد الأقصى، ويريد ازالته بالكامل وتأسيس المعبد اليهودي على أنقاضه، وبالتالي هناك دافع موضوعي لعودة القدس الى صدارة الوعي العربي والاسلامي على المستويين الرسمي والشعبي .
واكد مدير ملتقى القدس أحمد الشيوخي، ضرورة أن تضغط الشعوب على حكوماتها لتصحيح هذه البوصلة، ومساعدة الدور الرسمي الأردني الذي يقوم بشكل شبه منفرد على حماية المقدسات وادارتها، ولا بد أن يكون هناك ضغط شعبي على حكومات هذه الدول لمساعدة الأردن ومساندته في هذا الدور العظيم .
وقال أستاذ دراسات بيت المقدس الدكتور عبد الله معروف، ان الأردن هو المسؤول فعليا عن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، والدور الأردني واضح في مدينة القدس، وخاصة في اعمار المسجد الأقصى والحفاظ عليه وادارة شؤونه في وجه الهمجية الاحتلالية الاسرائيلية .
وأضاف، معروف أن الحكومات العربية مطالبة بأن تكون عونا للأردن على هذه المسؤولية الكبيرة، ومطلوب منها أن تكون عونا لشعوبها أيضا على أن تؤدي رسالتها تجاه انهاء الاحتلال الاسرائيلي، ويجب أن لا يترك الأردن وحيدا في معركة الحفاظ على هوية مدينة القدس، ويجب أن يكون العالم العربي متكاتفا مع الأردن رسميا وشعبيا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، لأن انشغال الحكومات العربية عن ذلك بشؤونها الداخلية، لا يعفيها من أن تفهم أن الكثير من أسباب مشاكلها الداخلية مرده الى الاحتلال الاسرائيلي وقضية مدينة القدس .
--(بترا)
عمان جو-محرر الاخبار المحلية
قال مدير دائرة أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، ان الدائرة دأبت على التحضير لاستقبال شهر رمضان الكريم في المسجد الأقصى المبارك قبل قدومه بشهور، وتقوم بتهيئة المسجد بكل ما يلزم ، خاصة وأنه سيستقبل مئات الآلاف من الوافدين اليه في الشهر الفضيل .
وأوضح الخطيب في حديث لبرنامج 'عين على القدس' الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، أن الدائرة قامت بنصب مظلات في رحاب المسجد تستوعب عشرات الآلاف من المصلين، وقامت بالترتيب للإفطارات الرمضانية مع المؤسسات الداعمة وفق شروط محددة من حيث النوعية والالتزام بمعايير الصحة والنظافة، وبما يليق بالمسجد الأقصى والوافدين اليه في شهر رمضان.
وتطرق الى الدروس والوعظ والارشاد الديني التي سيتولاها مدرسون ووعاظ أكفاء ومؤهلون، والتي ستمتد من الفجر ولغاية صلاة التراويح، وكذلك الاتفاق مع شركة للنظافة والتنسيق مع مجموعات الكشافة لتعزيز عدد الحراس وحفظ النظام، والتنسيق مع لجان النظام من الفتيات من أجل المساعدة في تنظيم المصليات، وفتح ممرات لتسهيل دخول النساء الى قبة الصخرة المشرفة، خاصة أيام الجمع، وتجهيز الافطار والسحور.
من جانبه أشار مدير وامام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينه، الى التحضير للبرامج الدينية وخطب الجمع والدروس الدينية، وتوفير اللجان المختصة بالنظام والحراسة والمحافظة على النظافة، لافتا الى أن عدد المصلين في المسجد في أيام الجمع يصل الى ما يقارب 150 ألفا، رغم العراقيل الكبيرة التي يضعها الاحتلال الاسرائيلي على أهل بيت المقدس.
وأعرب أبو سنينه عن سعادته بقدوم مجموعات كبيرة من بلدان العالم الاسلامي الى المسجد الأقصى، ليس في شهر رمضان فقط وانما على مدار العام، مؤكدا اعتزازه برعاية ووصاية الهاشميين وجلالة الملك عبدالله الثاني على المقدسات الاسلامية والمسيحية، ويثمنون دفاعه عن القدس والمسجد.
وأشار المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة الدكتور وصفي الكيلاني، الى ترتيبات دائرة الأوقاف الاسلامية لشهر رمضان المبارك والتنسيق مع كل الأطراف ذات العلاقة، مشيدا بالجهد التشاركي، بدءا بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، ومن ثم جهود وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والصندوق الهاشمي ووزارة الخارجية الأردنية، لدعم أهل القدس وحراس وخدم المسجد والوافدين اليه في شهر رمضان المبارك.
وقال ان مؤتمر الطريق الى القدس الذي انعقد في عمان عام 2014، كان له الفضل الكبير في حشد اجماع كبير من علماء المسلمين، وتوضيح أن زيارة الأرحام والسجين في فلسطين لا تعني التطبيع مع السجان، وكذلك فتوى اجماع فقهاء المسلمين عام 2015 في الكويت من أعلى مجمع فقهي في العالم الاسلامي، بأن هذا الأمر مندوب ومباح ومستحب حتى لو كان تحت الاحتلال، مشيرا الى ان الذين ذاقوا حلاوة وبركة زيارة المسجد الأقصى يشجعون أقرانهم وأصحابهم، وأصبحوا يقرنون زيارة القدس بزيارة العمرة في مكة .
وتحدث الكيلاني عن الأهمية الكبيرة لخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة الرياض، التي أراد أن يصورها الاعلام الغربي على أنها قمة حوار حول صراع المسلمين مع بعضهم، وأن المشكلة الوحيدة في العالم هي مشكلة (ارهاب اسلامي) وتشويه صورة الاسلام، الا أن جلالة الملك جاء ليصدح بكلمة قوية جدا، بأن المشكلة الأساس هي عدم الوصول الى سلام عادل وشامل قائم على حل الدولتين، وما دام هناك احتلال وظلم الاستعمار الاستيطاني وظلم للأسرى واعتداء على المواطنين الفلسطينيين والمسجد الأقصى، وغياب استحقاق الدولة الفلسطينية، فإن الاحباط يتواصل والشرور تتوالد، دون أن يخفي جلالته أن هناك مشاكل نحن أولى بحلها مع بعضنا البعض كمسلمين، ولهذا تطرق جلالة الملك لرسالة عمان الموجهة لحل المشاكل بين المذاهب الاسلامية، والتي جاءت بمبادرة ملكية منذ سنوات طويلة.
وأشار ايضا الى ان رسالة جلالته كانت واضحة جدا بأن المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف للمسلمين وحدهم، وكذلك المقدسات المسيحية للمسيحيين وحدهم، استنادا الى العهدة العمرية، وكل هذه الركائز والسلام العادل لا يمكن أن تسير في الاتجاه الصحيح ما دام هناك قوة تحاول فرض واقع تفاوضي بشكل أحادي يؤدي لعواقب كارثية، والمقصود به محاولة الاحتلال الاسرائيلي فرض واقع يغير الواقع التاريخي للخارطة الدينية والتراثية والجغرافية لمدينة القدس، ومن ثم تعهد وقال جلالة الملك ان الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية خط أحمر، وهذا راسخ لا حياد عنه، ونتشرف بحمل هذه الرسالة ولن نتخلى عنها باسم الأمة العربية والأمة الاسلامية .
ولفت الخبير المقدسي في الشؤون الاسرائيلية قاسم الخطيب الى ان المشكلة الأساس هي في الحكومة الاسرائيلية ووضع اليمين داخل اسرائيل، وسيطرة الأطراف الأكثر تطرفا، تحديدا اليمين الصهيوني المتطرف المتواجد في داخل مستوطنات الضفة الغربية الذي بدأ في الدخول الى داخل حزب الليكود الحاكم، والسيطرة على مراكز أساسية والتحكم بمن سيصل الى الحكومة والكنيست وتشكيلهم تيارا دينيا متطرفا بأدوات سياسية.
وقال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي لتقرير 'القدس في عيون الأردنيين' حول انحراف البوصلة عن القدس، 'طالما هذه المنطقة غارقة في بحر من حروب المحاور والطوائف والمذاهب والصراعات الجانبية التي تعصف بدولها وشعوبها ومجتمعاتها، ستظل البوصلة منحرفة' .
وأعرب الرنتاوي عن اعتقاده بأن الأقصى من الممكن أن يجمعنا جميعا في هذا المجال، ولكن هذا بحاجة الى تغليب صوت العقل والحكمة، مشيرا الى أنه يجب مواجهة كل الحركات المتشددة والمتطرفة التي ترفع راية الاسلام، بأن التهديد الأكبر للاسلام يأتي من خلال التعدي على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وليس من خلال اشعال حروب محلية وأهلية، وفتح الباب لحروب على دولنا ومجتمعاتنا.
فيما قال الباحث المتخصص في شؤون القدس زياد الحسن، ان أحد اسباب الانشغال الداخلي هو هذا الانحراف المزمن في البوصلة عن المسجد الأقصى المبارك، لأن التحدي الخارجي المزروع في جسد الأمة العربية هو هذا الاحتلال الاسرائيلي ، ولو تم التعامل معه بشكل صحيح لما استطاع أن يستفيد من التناقضات الداخلية الموجودة الآن، والتحول الى رأس حربة للغرب، بهدف إدامة التفرقة في العالمين العربي والاسلامي .
وأكد الحسن الحاجة الى أن تعود القدس والمسجد الأقصى كعنوان جامع، خصوصا أن التهديدات في المسجد الأقصى تفرض ذلك، والاحتلال لديه طموح احلالي مكان المسجد الأقصى، ويريد ازالته بالكامل وتأسيس المعبد اليهودي على أنقاضه، وبالتالي هناك دافع موضوعي لعودة القدس الى صدارة الوعي العربي والاسلامي على المستويين الرسمي والشعبي .
واكد مدير ملتقى القدس أحمد الشيوخي، ضرورة أن تضغط الشعوب على حكوماتها لتصحيح هذه البوصلة، ومساعدة الدور الرسمي الأردني الذي يقوم بشكل شبه منفرد على حماية المقدسات وادارتها، ولا بد أن يكون هناك ضغط شعبي على حكومات هذه الدول لمساعدة الأردن ومساندته في هذا الدور العظيم .
وقال أستاذ دراسات بيت المقدس الدكتور عبد الله معروف، ان الأردن هو المسؤول فعليا عن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، والدور الأردني واضح في مدينة القدس، وخاصة في اعمار المسجد الأقصى والحفاظ عليه وادارة شؤونه في وجه الهمجية الاحتلالية الاسرائيلية .
وأضاف، معروف أن الحكومات العربية مطالبة بأن تكون عونا للأردن على هذه المسؤولية الكبيرة، ومطلوب منها أن تكون عونا لشعوبها أيضا على أن تؤدي رسالتها تجاه انهاء الاحتلال الاسرائيلي، ويجب أن لا يترك الأردن وحيدا في معركة الحفاظ على هوية مدينة القدس، ويجب أن يكون العالم العربي متكاتفا مع الأردن رسميا وشعبيا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، لأن انشغال الحكومات العربية عن ذلك بشؤونها الداخلية، لا يعفيها من أن تفهم أن الكثير من أسباب مشاكلها الداخلية مرده الى الاحتلال الاسرائيلي وقضية مدينة القدس .
--(بترا)
التعليقات