قد يكون متأخراً بعض الشيء طرح السؤال المشفوع بالارتياب والقلق حول ما يجري على ضفاف الخليج العربي، بعد ان تصاعدت الاحداث، وباتت التطورات تتسارع على نحو قد يفضي الى حدوث تحول في المشهد الاقليمي، الذي بدأت ملامحه الاولية، ان لم نقل خرائطة المبكرة، ترتسم منذ انعقاد القمة الاميركية الاسلامية في الرياض يوم 21 أيار 2017، ولا شك أن المواجهة السياسية والدبلوماسية والاعلامية التي انفجرت بين طرفي الخلاف الخليجي هي حقاً من تداعيات زيارة الرئيس الأميركي وسياسته الجديدة المتهورة . بكلام اوضح، ان ما جرى على ضفاف الخليج هزة سياسية كبيرة بكل المقاييس الوطنية والقومية، تستهدف طرفين هما : 1- حركة الاخوان المسلمين وامتداداتها ومن يقف معها ومن يمدها بالمساعدة ويوفر لها مظلة الاستمرارية، 2- ايران وأتباعها من أحزاب ولاية الفقيه من اجل منع سوء الفهم، فأنا شخصياً لم أكن من المعجبين بالطرفين ولن أكون مع الاخوان المسلمين وايران، ولست صديقاً لهما ولمن يتبعهما على المستوى السياسي، أردنياً وفلسطينياً وعربياً، كوني من الذين يحسبون انفسهم على التيار اليساري الوطني القومي الأممي الواقعي، ولكنني لا أجد نفسي مرغماً على خيار الوقوف الحازم مع الفريق المعادي للطرفين (الاخوان المسلمين وايران)، أو مع الفريق الداعم لهما والمؤيد لسياستهما، وكأنني مع الخير أو مع الشر، فالمسألة هنا سياسية بامتياز، تفرض نفسها على من يرغب في الوقوف مع هذا الطرف أو ذاك، حيث لا أجد أياً منهما يملك الخيار الصائب، ليس بسبب دوافع أيديولوجية أو سياسية متزمتة، بل لأن المصالح الوطنية والقومية للأردن وفلسطين، وللمصالح العليا للعرب، هي عدم التورط في مزيد من الانزلاقات التدميرية لواقع هذه الامة. انحيازات حادة غير منطقية فقد وقعنا في هذا المطب لدى الاجتياح العراقي للكويت عام 1990، وحددوا لنا مسارين، اما أن نكون مع العراق أو مع الكويت، اي أن نكون مع تحالف حفر الباطن بقيادة واشنطن، أو ضده، وخرج الاردن بالكتاب الأبيض، هل يذكر أحد ذاك الكتاب الذي صاغ موقفه بالحياد الايجابي والتأكيد على ضرورة الحل العربي لأزمة الاجتياح العراقي للكويت، لم نكن مع احتلال العراق للكويت، ولكننا لم نكن مع حشد حفر الباطن لتدمير العراق وحصاره، وقبلها فرضوا علينا أن نكون مع الاحتلال السوفيتي او أن نكون مع الجهاديين الأفغان ومن معهم، الذين قاتلوا مع الأميركيين وتحت راياتهم ولمصلحتهم في انهاء الحرب الباردة وانتصار المعسكر الأميركي ومن معه من المسلمين، على المعسكر الاشتراكي وتحالفاته . لم يذهب الأردن الى حفر الباطن ومن قبل لم نقبل دعوات الاخوان المسلمين أن الجهاد في أفغانستان له الأولوية عن فلسطين في ذلك الوقت، فالأولوية بالنسبة لهم هي محاربة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي ومن يتبعهم في العالم العربي، عبد الناصر وصدام حسين وحافظ الأسد واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير الفلسطينية . لم نذهب الى حفر الباطن مثلما لم نكن مع اجتياح الكويت وضمها واعتبارها المحافظة 19، وهكذا دفعنا ثمن الموقف والشجاعة بعدم التورط في ذبح العراق وخسارته، مثلما خسر الخليجيون ملياراتهم، وحصيلة تلك السياسة وخياراتها خسارة فادحة للعرب ومكسب صافي للعدو القومي، المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي، وكسبت ايران بازاحة الثقل العراقي من أمام تمددهم، مثلما كسبوا أكثر من مائة طائرة صادروها من العراق، وانتصرت السياسة الأميركية التي سبق وحملت عنوان « الاحتواء المزدوج « باضعاف ايران والعراق معاً، خدمة للاستعمار الاسرائيلي المتنفذ أميركياً . وهكذا كان الموقف الشجاع نحو سوريا أيضاً، لم نكن مع رهان الذين سلحوا ودربوا ومولوا المعارضة المسلحة لاسقاط النظام، مثلما لم نكن مع النظام في أسلوب معالجته للأزمة، وأشكال التصدي للمؤامرة التي استهدفت سوريا ولا تزال، وكان الأردن الأكثر شجاعة في الانحياز للتسوية السياسية في سوريا وفي وقت مبكر، ولم يكن النظام سعيداً بالموقف الأردني، ولم تكن المعارضة مرحبة بالسياسة الأردنية المتحفظة، وهكذا لم نكسب الطرفين واحترمنا أنفسنا كأردنيين نتمنى نفاذ سوريا مما يُخطط لها من تدمير وخراب وضعف وتراجع لمصلحة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي . مشهد بريشة أميركية وتأثير اسرائيلي زيارة ترامب للمنطقة العربية 20 أيار 2017، حصيلتها أنه وضع القاعدة وداعش وحماس وحزب الله وايران في سلة واحدة، بموافقة خليجية ورضى غير مسبوق، ولم يمس المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي بما يستحق من ادانة وتجريم وعدوان وتوسع، رغم اضطهاده لشعب فلسطين بأكمله واحتلاله لأراضي ثلاثة بلدان عربية : فلسطين وسوريا ولبنان، لأن سياسة ترامب المستجدة هي حصيلة الرغبة الاسرائيلية، في وضع ايران العدو الأول والعمل على انهاء الاتفاق النووي، الذي سبب الخلاف بين أوباما ونتنياهو . حصيلة المشهد السياسي الذي ترسم بريشة أميركية ونفوذ يهودي اسرائيلي صهيوني على صانعي القرار الأميركي ومنفذيه، أن فلسطين لم تعد القضية المركزية للأمة العربية رغم مقدساتها ونُبل الأنحياز لها كقضية عادلة تستحق التضامن والانحياز والدعم، وأن المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي لم يعد عدوانا ً واستعماراً وعنصرياً وعدواً قومياً ضد العرب والمسلمين والمسيحيين . لقد اخترعوا لنا عدواً جديداً من داخلنا بعد أن فرقونا بين سنة وشيعة، ووضعوا الاخوان المسلمين، الذين نختلف معهم، كأعداء يجب استئصالهم من جُوانا، ونسوا أنهم هم الذين كانوا حلفاء للاخوان المسلمين الداعمين لهم ضد تيارات اليسار والقومية والليبرالية، بل وضد كل ما هو وطني محب لوطنه. التحالف الاستراتيجي ضد قرارات البحر الميت لم يذهب الأردن وفلسطين الى حفر الباطن، ولن نذهب الى « صيغ التحالف الاستراتيجي» واستحقاقاته، وتجوع المرأةُ ولا تأكل بثديها، لن نقف مع أعداء شعبنا ضد شعبنا، لن نقف ضد الشيعة لأننا سُنة، ولن نقف ضد ايران لأننا عرب، بل تختلف مصالحنا الوطنية والقومية مع
عمان جو - محرر الاخبار العالمية حمادة فراعنة
قد يكون متأخراً بعض الشيء طرح السؤال المشفوع بالارتياب والقلق حول ما يجري على ضفاف الخليج العربي، بعد ان تصاعدت الاحداث، وباتت التطورات تتسارع على نحو قد يفضي الى حدوث تحول في المشهد الاقليمي، الذي بدأت ملامحه الاولية، ان لم نقل خرائطة المبكرة، ترتسم منذ انعقاد القمة الاميركية الاسلامية في الرياض يوم 21 أيار 2017، ولا شك أن المواجهة السياسية والدبلوماسية والاعلامية التي انفجرت بين طرفي الخلاف الخليجي هي حقاً من تداعيات زيارة الرئيس الأميركي وسياسته الجديدة المتهورة . بكلام اوضح، ان ما جرى على ضفاف الخليج هزة سياسية كبيرة بكل المقاييس الوطنية والقومية، تستهدف طرفين هما : 1- حركة الاخوان المسلمين وامتداداتها ومن يقف معها ومن يمدها بالمساعدة ويوفر لها مظلة الاستمرارية، 2- ايران وأتباعها من أحزاب ولاية الفقيه من اجل منع سوء الفهم، فأنا شخصياً لم أكن من المعجبين بالطرفين ولن أكون مع الاخوان المسلمين وايران، ولست صديقاً لهما ولمن يتبعهما على المستوى السياسي، أردنياً وفلسطينياً وعربياً، كوني من الذين يحسبون انفسهم على التيار اليساري الوطني القومي الأممي الواقعي، ولكنني لا أجد نفسي مرغماً على خيار الوقوف الحازم مع الفريق المعادي للطرفين (الاخوان المسلمين وايران)، أو مع الفريق الداعم لهما والمؤيد لسياستهما، وكأنني مع الخير أو مع الشر، فالمسألة هنا سياسية بامتياز، تفرض نفسها على من يرغب في الوقوف مع هذا الطرف أو ذاك، حيث لا أجد أياً منهما يملك الخيار الصائب، ليس بسبب دوافع أيديولوجية أو سياسية متزمتة، بل لأن المصالح الوطنية والقومية للأردن وفلسطين، وللمصالح العليا للعرب، هي عدم التورط في مزيد من الانزلاقات التدميرية لواقع هذه الامة. انحيازات حادة غير منطقية فقد وقعنا في هذا المطب لدى الاجتياح العراقي للكويت عام 1990، وحددوا لنا مسارين، اما أن نكون مع العراق أو مع الكويت، اي أن نكون مع تحالف حفر الباطن بقيادة واشنطن، أو ضده، وخرج الاردن بالكتاب الأبيض، هل يذكر أحد ذاك الكتاب الذي صاغ موقفه بالحياد الايجابي والتأكيد على ضرورة الحل العربي لأزمة الاجتياح العراقي للكويت، لم نكن مع احتلال العراق للكويت، ولكننا لم نكن مع حشد حفر الباطن لتدمير العراق وحصاره، وقبلها فرضوا علينا أن نكون مع الاحتلال السوفيتي او أن نكون مع الجهاديين الأفغان ومن معهم، الذين قاتلوا مع الأميركيين وتحت راياتهم ولمصلحتهم في انهاء الحرب الباردة وانتصار المعسكر الأميركي ومن معه من المسلمين، على المعسكر الاشتراكي وتحالفاته . لم يذهب الأردن الى حفر الباطن ومن قبل لم نقبل دعوات الاخوان المسلمين أن الجهاد في أفغانستان له الأولوية عن فلسطين في ذلك الوقت، فالأولوية بالنسبة لهم هي محاربة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي ومن يتبعهم في العالم العربي، عبد الناصر وصدام حسين وحافظ الأسد واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير الفلسطينية . لم نذهب الى حفر الباطن مثلما لم نكن مع اجتياح الكويت وضمها واعتبارها المحافظة 19، وهكذا دفعنا ثمن الموقف والشجاعة بعدم التورط في ذبح العراق وخسارته، مثلما خسر الخليجيون ملياراتهم، وحصيلة تلك السياسة وخياراتها خسارة فادحة للعرب ومكسب صافي للعدو القومي، المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي، وكسبت ايران بازاحة الثقل العراقي من أمام تمددهم، مثلما كسبوا أكثر من مائة طائرة صادروها من العراق، وانتصرت السياسة الأميركية التي سبق وحملت عنوان « الاحتواء المزدوج « باضعاف ايران والعراق معاً، خدمة للاستعمار الاسرائيلي المتنفذ أميركياً . وهكذا كان الموقف الشجاع نحو سوريا أيضاً، لم نكن مع رهان الذين سلحوا ودربوا ومولوا المعارضة المسلحة لاسقاط النظام، مثلما لم نكن مع النظام في أسلوب معالجته للأزمة، وأشكال التصدي للمؤامرة التي استهدفت سوريا ولا تزال، وكان الأردن الأكثر شجاعة في الانحياز للتسوية السياسية في سوريا وفي وقت مبكر، ولم يكن النظام سعيداً بالموقف الأردني، ولم تكن المعارضة مرحبة بالسياسة الأردنية المتحفظة، وهكذا لم نكسب الطرفين واحترمنا أنفسنا كأردنيين نتمنى نفاذ سوريا مما يُخطط لها من تدمير وخراب وضعف وتراجع لمصلحة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي . مشهد بريشة أميركية وتأثير اسرائيلي زيارة ترامب للمنطقة العربية 20 أيار 2017، حصيلتها أنه وضع القاعدة وداعش وحماس وحزب الله وايران في سلة واحدة، بموافقة خليجية ورضى غير مسبوق، ولم يمس المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي بما يستحق من ادانة وتجريم وعدوان وتوسع، رغم اضطهاده لشعب فلسطين بأكمله واحتلاله لأراضي ثلاثة بلدان عربية : فلسطين وسوريا ولبنان، لأن سياسة ترامب المستجدة هي حصيلة الرغبة الاسرائيلية، في وضع ايران العدو الأول والعمل على انهاء الاتفاق النووي، الذي سبب الخلاف بين أوباما ونتنياهو . حصيلة المشهد السياسي الذي ترسم بريشة أميركية ونفوذ يهودي اسرائيلي صهيوني على صانعي القرار الأميركي ومنفذيه، أن فلسطين لم تعد القضية المركزية للأمة العربية رغم مقدساتها ونُبل الأنحياز لها كقضية عادلة تستحق التضامن والانحياز والدعم، وأن المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي لم يعد عدوانا ً واستعماراً وعنصرياً وعدواً قومياً ضد العرب والمسلمين والمسيحيين . لقد اخترعوا لنا عدواً جديداً من داخلنا بعد أن فرقونا بين سنة وشيعة، ووضعوا الاخوان المسلمين، الذين نختلف معهم، كأعداء يجب استئصالهم من جُوانا، ونسوا أنهم هم الذين كانوا حلفاء للاخوان المسلمين الداعمين لهم ضد تيارات اليسار والقومية والليبرالية، بل وضد كل ما هو وطني محب لوطنه. التحالف الاستراتيجي ضد قرارات البحر الميت لم يذهب الأردن وفلسطين الى حفر الباطن، ولن نذهب الى « صيغ التحالف الاستراتيجي» واستحقاقاته، وتجوع المرأةُ ولا تأكل بثديها، لن نقف مع أعداء شعبنا ضد شعبنا، لن نقف ضد الشيعة لأننا سُنة، ولن نقف ضد ايران لأننا عرب، بل تختلف مصالحنا الوطنية والقومية مع
عمان جو - محرر الاخبار العالمية حمادة فراعنة
قد يكون متأخراً بعض الشيء طرح السؤال المشفوع بالارتياب والقلق حول ما يجري على ضفاف الخليج العربي، بعد ان تصاعدت الاحداث، وباتت التطورات تتسارع على نحو قد يفضي الى حدوث تحول في المشهد الاقليمي، الذي بدأت ملامحه الاولية، ان لم نقل خرائطة المبكرة، ترتسم منذ انعقاد القمة الاميركية الاسلامية في الرياض يوم 21 أيار 2017، ولا شك أن المواجهة السياسية والدبلوماسية والاعلامية التي انفجرت بين طرفي الخلاف الخليجي هي حقاً من تداعيات زيارة الرئيس الأميركي وسياسته الجديدة المتهورة . بكلام اوضح، ان ما جرى على ضفاف الخليج هزة سياسية كبيرة بكل المقاييس الوطنية والقومية، تستهدف طرفين هما : 1- حركة الاخوان المسلمين وامتداداتها ومن يقف معها ومن يمدها بالمساعدة ويوفر لها مظلة الاستمرارية، 2- ايران وأتباعها من أحزاب ولاية الفقيه من اجل منع سوء الفهم، فأنا شخصياً لم أكن من المعجبين بالطرفين ولن أكون مع الاخوان المسلمين وايران، ولست صديقاً لهما ولمن يتبعهما على المستوى السياسي، أردنياً وفلسطينياً وعربياً، كوني من الذين يحسبون انفسهم على التيار اليساري الوطني القومي الأممي الواقعي، ولكنني لا أجد نفسي مرغماً على خيار الوقوف الحازم مع الفريق المعادي للطرفين (الاخوان المسلمين وايران)، أو مع الفريق الداعم لهما والمؤيد لسياستهما، وكأنني مع الخير أو مع الشر، فالمسألة هنا سياسية بامتياز، تفرض نفسها على من يرغب في الوقوف مع هذا الطرف أو ذاك، حيث لا أجد أياً منهما يملك الخيار الصائب، ليس بسبب دوافع أيديولوجية أو سياسية متزمتة، بل لأن المصالح الوطنية والقومية للأردن وفلسطين، وللمصالح العليا للعرب، هي عدم التورط في مزيد من الانزلاقات التدميرية لواقع هذه الامة. انحيازات حادة غير منطقية فقد وقعنا في هذا المطب لدى الاجتياح العراقي للكويت عام 1990، وحددوا لنا مسارين، اما أن نكون مع العراق أو مع الكويت، اي أن نكون مع تحالف حفر الباطن بقيادة واشنطن، أو ضده، وخرج الاردن بالكتاب الأبيض، هل يذكر أحد ذاك الكتاب الذي صاغ موقفه بالحياد الايجابي والتأكيد على ضرورة الحل العربي لأزمة الاجتياح العراقي للكويت، لم نكن مع احتلال العراق للكويت، ولكننا لم نكن مع حشد حفر الباطن لتدمير العراق وحصاره، وقبلها فرضوا علينا أن نكون مع الاحتلال السوفيتي او أن نكون مع الجهاديين الأفغان ومن معهم، الذين قاتلوا مع الأميركيين وتحت راياتهم ولمصلحتهم في انهاء الحرب الباردة وانتصار المعسكر الأميركي ومن معه من المسلمين، على المعسكر الاشتراكي وتحالفاته . لم يذهب الأردن الى حفر الباطن ومن قبل لم نقبل دعوات الاخوان المسلمين أن الجهاد في أفغانستان له الأولوية عن فلسطين في ذلك الوقت، فالأولوية بالنسبة لهم هي محاربة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي ومن يتبعهم في العالم العربي، عبد الناصر وصدام حسين وحافظ الأسد واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير الفلسطينية . لم نذهب الى حفر الباطن مثلما لم نكن مع اجتياح الكويت وضمها واعتبارها المحافظة 19، وهكذا دفعنا ثمن الموقف والشجاعة بعدم التورط في ذبح العراق وخسارته، مثلما خسر الخليجيون ملياراتهم، وحصيلة تلك السياسة وخياراتها خسارة فادحة للعرب ومكسب صافي للعدو القومي، المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي، وكسبت ايران بازاحة الثقل العراقي من أمام تمددهم، مثلما كسبوا أكثر من مائة طائرة صادروها من العراق، وانتصرت السياسة الأميركية التي سبق وحملت عنوان « الاحتواء المزدوج « باضعاف ايران والعراق معاً، خدمة للاستعمار الاسرائيلي المتنفذ أميركياً . وهكذا كان الموقف الشجاع نحو سوريا أيضاً، لم نكن مع رهان الذين سلحوا ودربوا ومولوا المعارضة المسلحة لاسقاط النظام، مثلما لم نكن مع النظام في أسلوب معالجته للأزمة، وأشكال التصدي للمؤامرة التي استهدفت سوريا ولا تزال، وكان الأردن الأكثر شجاعة في الانحياز للتسوية السياسية في سوريا وفي وقت مبكر، ولم يكن النظام سعيداً بالموقف الأردني، ولم تكن المعارضة مرحبة بالسياسة الأردنية المتحفظة، وهكذا لم نكسب الطرفين واحترمنا أنفسنا كأردنيين نتمنى نفاذ سوريا مما يُخطط لها من تدمير وخراب وضعف وتراجع لمصلحة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي . مشهد بريشة أميركية وتأثير اسرائيلي زيارة ترامب للمنطقة العربية 20 أيار 2017، حصيلتها أنه وضع القاعدة وداعش وحماس وحزب الله وايران في سلة واحدة، بموافقة خليجية ورضى غير مسبوق، ولم يمس المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي بما يستحق من ادانة وتجريم وعدوان وتوسع، رغم اضطهاده لشعب فلسطين بأكمله واحتلاله لأراضي ثلاثة بلدان عربية : فلسطين وسوريا ولبنان، لأن سياسة ترامب المستجدة هي حصيلة الرغبة الاسرائيلية، في وضع ايران العدو الأول والعمل على انهاء الاتفاق النووي، الذي سبب الخلاف بين أوباما ونتنياهو . حصيلة المشهد السياسي الذي ترسم بريشة أميركية ونفوذ يهودي اسرائيلي صهيوني على صانعي القرار الأميركي ومنفذيه، أن فلسطين لم تعد القضية المركزية للأمة العربية رغم مقدساتها ونُبل الأنحياز لها كقضية عادلة تستحق التضامن والانحياز والدعم، وأن المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي لم يعد عدوانا ً واستعماراً وعنصرياً وعدواً قومياً ضد العرب والمسلمين والمسيحيين . لقد اخترعوا لنا عدواً جديداً من داخلنا بعد أن فرقونا بين سنة وشيعة، ووضعوا الاخوان المسلمين، الذين نختلف معهم، كأعداء يجب استئصالهم من جُوانا، ونسوا أنهم هم الذين كانوا حلفاء للاخوان المسلمين الداعمين لهم ضد تيارات اليسار والقومية والليبرالية، بل وضد كل ما هو وطني محب لوطنه. التحالف الاستراتيجي ضد قرارات البحر الميت لم يذهب الأردن وفلسطين الى حفر الباطن، ولن نذهب الى « صيغ التحالف الاستراتيجي» واستحقاقاته، وتجوع المرأةُ ولا تأكل بثديها، لن نقف مع أعداء شعبنا ضد شعبنا، لن نقف ضد الشيعة لأننا سُنة، ولن نقف ضد ايران لأننا عرب، بل تختلف مصالحنا الوطنية والقومية مع
التعليقات