عمان جو -
في شريطها الأخير “تمعس″ ياسمين حمدان صورة لبنان بيدين بطيئتين. فهو ليس أفضل مطابخ البحر الأبيض المتوسط، أو حكاية “تعايش” مكرورة بين مواطنيه، وبالطبع لم يعد “سويسرا الشرق” بل هو الألم المتشظي في قلوب سكانه.
وتكاد فنانة “الأندرغراوند”، تجعل صورة الوطن على وفرة هشاشتها، أشبه بمرآة ناصعة بالخراب. فعنوان الشريط “بلد”، يعبّر بعمق عن “لبنان” الذي لم يعد “بلده” له (والبلد لفظة أهل بيروت لوسطه، الذي تحول إلى مدينة أشباح للأغراب). والبلد بمجمله، أي بمحافظاته ومدنه المنسية، أمسى مرتعا لحيتان المال و”سارقي” الذمم وتجار السلاح والقتلة العاديين. وعلى هذا المنوال، توثق حمدان بصوت غاضب يميل إلى الانكسار، هزائم اللبنانيين وانكساراتهم.
وبلغة عامية عادية، تحاور حمدان نفسها، وكائنات “اللبننة” المهجوسين بأمن بلدهم، وبصمتهم المخنوق، وبأصواتهم “غير المسموعة”. وتكاد “فكرة الأمن” أحد هواجس جيل ياسمين الذين عاشوا بيروت بعد حرب الأهل بينهم وبطوائفهم المتقاتلة، وكبرت هذه الفكرة لتصبح فقاعة واسعة يعيشها جيل اليافعين، الذين تموت رغبتهم في العيش، أو يموتون فقط برصاص الابتهاج أو الانتقام العادي والثأر الدارج أو بحبوب المهدئات وجرعات “زائدة” لأن بيروت وحش يقبض على الرقاب. هم ضحايا “الصمت” الذي عاركه اللبنانيون بعد حروبهم الصغيرة، على مدى 15 عاما، وبقوا ساكتين على وجعهم. تقبلوا “التعايش” المزور. سكنوا بنايات الخوف. وأسكنوا “الفروقات” حتى استحالت بينهم وبين يومياتهم.
ليست محاولة حمدان وزوجها المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، تكوين صورة غير معروفة عن لبنان. بل تأكيد ما بات عاديا لدى المواطنين. تذكيرهم أن هذا الموقت الذي لم يعد مؤقتا، ليس عاديا. حتى لو صار انتظار المئات في سياراتهم لساعات طوال أمرا يتكرر، وخطاب “الفتنة” المنتشر على شاشات التلفزة يتفشى وبات مقبولا، وادعاءات السلطة وتزويرها الحقائق وسرقتها جيوب المواطنين، والتمديد للبرلمان بصفات غير شرعية، شؤون تعد من المسلمات. هي محاولة بالصوت والصورة، أن كل هذا لا ينحو إلا إلى الهاوية. وربما صوت حمدان، ينتج صدى هذا الصوت المنتفض الذي أحبط مرارا منذ حراك “طلعت ريحتكم” وصولا إلى “بيروت مدينتي”.
على أية حال، تذهب ياسمين حمدان بتجربتها إلى أفق أوسع. تثور فيه على نفسها. بهُويتها المتقلبة. فهي لولا الأمن لما اختارت باريس مكانا لإقامتها. ولولا “اضطرابات” لبنان، ولوثاته الثخينة لما عاشت “البلد” ووضعه “المألأز″ بهذا الفيديو الكليب، الذي يعيد إنتاج أزمات لبنان بخمس دقائق وافية.
عمان جو -
في شريطها الأخير “تمعس″ ياسمين حمدان صورة لبنان بيدين بطيئتين. فهو ليس أفضل مطابخ البحر الأبيض المتوسط، أو حكاية “تعايش” مكرورة بين مواطنيه، وبالطبع لم يعد “سويسرا الشرق” بل هو الألم المتشظي في قلوب سكانه.
وتكاد فنانة “الأندرغراوند”، تجعل صورة الوطن على وفرة هشاشتها، أشبه بمرآة ناصعة بالخراب. فعنوان الشريط “بلد”، يعبّر بعمق عن “لبنان” الذي لم يعد “بلده” له (والبلد لفظة أهل بيروت لوسطه، الذي تحول إلى مدينة أشباح للأغراب). والبلد بمجمله، أي بمحافظاته ومدنه المنسية، أمسى مرتعا لحيتان المال و”سارقي” الذمم وتجار السلاح والقتلة العاديين. وعلى هذا المنوال، توثق حمدان بصوت غاضب يميل إلى الانكسار، هزائم اللبنانيين وانكساراتهم.
وبلغة عامية عادية، تحاور حمدان نفسها، وكائنات “اللبننة” المهجوسين بأمن بلدهم، وبصمتهم المخنوق، وبأصواتهم “غير المسموعة”. وتكاد “فكرة الأمن” أحد هواجس جيل ياسمين الذين عاشوا بيروت بعد حرب الأهل بينهم وبطوائفهم المتقاتلة، وكبرت هذه الفكرة لتصبح فقاعة واسعة يعيشها جيل اليافعين، الذين تموت رغبتهم في العيش، أو يموتون فقط برصاص الابتهاج أو الانتقام العادي والثأر الدارج أو بحبوب المهدئات وجرعات “زائدة” لأن بيروت وحش يقبض على الرقاب. هم ضحايا “الصمت” الذي عاركه اللبنانيون بعد حروبهم الصغيرة، على مدى 15 عاما، وبقوا ساكتين على وجعهم. تقبلوا “التعايش” المزور. سكنوا بنايات الخوف. وأسكنوا “الفروقات” حتى استحالت بينهم وبين يومياتهم.
ليست محاولة حمدان وزوجها المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، تكوين صورة غير معروفة عن لبنان. بل تأكيد ما بات عاديا لدى المواطنين. تذكيرهم أن هذا الموقت الذي لم يعد مؤقتا، ليس عاديا. حتى لو صار انتظار المئات في سياراتهم لساعات طوال أمرا يتكرر، وخطاب “الفتنة” المنتشر على شاشات التلفزة يتفشى وبات مقبولا، وادعاءات السلطة وتزويرها الحقائق وسرقتها جيوب المواطنين، والتمديد للبرلمان بصفات غير شرعية، شؤون تعد من المسلمات. هي محاولة بالصوت والصورة، أن كل هذا لا ينحو إلا إلى الهاوية. وربما صوت حمدان، ينتج صدى هذا الصوت المنتفض الذي أحبط مرارا منذ حراك “طلعت ريحتكم” وصولا إلى “بيروت مدينتي”.
على أية حال، تذهب ياسمين حمدان بتجربتها إلى أفق أوسع. تثور فيه على نفسها. بهُويتها المتقلبة. فهي لولا الأمن لما اختارت باريس مكانا لإقامتها. ولولا “اضطرابات” لبنان، ولوثاته الثخينة لما عاشت “البلد” ووضعه “المألأز″ بهذا الفيديو الكليب، الذي يعيد إنتاج أزمات لبنان بخمس دقائق وافية.
عمان جو -
في شريطها الأخير “تمعس″ ياسمين حمدان صورة لبنان بيدين بطيئتين. فهو ليس أفضل مطابخ البحر الأبيض المتوسط، أو حكاية “تعايش” مكرورة بين مواطنيه، وبالطبع لم يعد “سويسرا الشرق” بل هو الألم المتشظي في قلوب سكانه.
وتكاد فنانة “الأندرغراوند”، تجعل صورة الوطن على وفرة هشاشتها، أشبه بمرآة ناصعة بالخراب. فعنوان الشريط “بلد”، يعبّر بعمق عن “لبنان” الذي لم يعد “بلده” له (والبلد لفظة أهل بيروت لوسطه، الذي تحول إلى مدينة أشباح للأغراب). والبلد بمجمله، أي بمحافظاته ومدنه المنسية، أمسى مرتعا لحيتان المال و”سارقي” الذمم وتجار السلاح والقتلة العاديين. وعلى هذا المنوال، توثق حمدان بصوت غاضب يميل إلى الانكسار، هزائم اللبنانيين وانكساراتهم.
وبلغة عامية عادية، تحاور حمدان نفسها، وكائنات “اللبننة” المهجوسين بأمن بلدهم، وبصمتهم المخنوق، وبأصواتهم “غير المسموعة”. وتكاد “فكرة الأمن” أحد هواجس جيل ياسمين الذين عاشوا بيروت بعد حرب الأهل بينهم وبطوائفهم المتقاتلة، وكبرت هذه الفكرة لتصبح فقاعة واسعة يعيشها جيل اليافعين، الذين تموت رغبتهم في العيش، أو يموتون فقط برصاص الابتهاج أو الانتقام العادي والثأر الدارج أو بحبوب المهدئات وجرعات “زائدة” لأن بيروت وحش يقبض على الرقاب. هم ضحايا “الصمت” الذي عاركه اللبنانيون بعد حروبهم الصغيرة، على مدى 15 عاما، وبقوا ساكتين على وجعهم. تقبلوا “التعايش” المزور. سكنوا بنايات الخوف. وأسكنوا “الفروقات” حتى استحالت بينهم وبين يومياتهم.
ليست محاولة حمدان وزوجها المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، تكوين صورة غير معروفة عن لبنان. بل تأكيد ما بات عاديا لدى المواطنين. تذكيرهم أن هذا الموقت الذي لم يعد مؤقتا، ليس عاديا. حتى لو صار انتظار المئات في سياراتهم لساعات طوال أمرا يتكرر، وخطاب “الفتنة” المنتشر على شاشات التلفزة يتفشى وبات مقبولا، وادعاءات السلطة وتزويرها الحقائق وسرقتها جيوب المواطنين، والتمديد للبرلمان بصفات غير شرعية، شؤون تعد من المسلمات. هي محاولة بالصوت والصورة، أن كل هذا لا ينحو إلا إلى الهاوية. وربما صوت حمدان، ينتج صدى هذا الصوت المنتفض الذي أحبط مرارا منذ حراك “طلعت ريحتكم” وصولا إلى “بيروت مدينتي”.
على أية حال، تذهب ياسمين حمدان بتجربتها إلى أفق أوسع. تثور فيه على نفسها. بهُويتها المتقلبة. فهي لولا الأمن لما اختارت باريس مكانا لإقامتها. ولولا “اضطرابات” لبنان، ولوثاته الثخينة لما عاشت “البلد” ووضعه “المألأز″ بهذا الفيديو الكليب، الذي يعيد إنتاج أزمات لبنان بخمس دقائق وافية.
التعليقات