عمان جو-كتب:بسام البدارين
ظهر المشهد فضوليًا وسياسيًا بامتياز.. حشد من كبار الشخصيات السياسية والبيروقراطية والمثقفة في الأردن يترقبون ما سيقال في ندوة صغيرة على هامش إشهار ما وصفه المؤرخ الدكتور علي محافظة بأول «يوميات» يوثقها وينشرها سياسي عربي في التاريخ الحديث.
النخب التي لا تحضر أو تزهد بالمشاركة والزحام وبعض الأسماء الكبيرة والمعترضة تحشدت في قاعة ملحقة باسم المركز الثقافي الذي يحمل اسم الملك الراحل حسين بن طلال لمشاهدة «وجبة دسمة « من المناكفة المعتدلة، فصاحب المناسبة قد يكون الوحيد بين ساسة الأردن بلقب «منظر ومفكر» كما قال محمد أبو رمان، والكتاب باسم «يوميات عدنان أبو عوده» المستشار السياسي الأول والوحيد للملك عبدالله الثاني عام 1999 والرفيق مطولاً في البلاط لوالده الراحل.
قبل اليوميات وموثقها يمكن ملاحظة الحشد النخبوي حيث وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر أحد المتحدثين الرئيسيين يستعين برجل دولة حضر النشاط من وزن عبد الكريم الكباريتي وحيث عبد الرؤوف الروابدة بصحبة المعارضين ليث شبيلات وسالم الفلاحات في الصف الأول.
وحيث حضور لافت لرجل دولة من طراز الدكتور عون الخصاونة وحضور مباشر لشخصيات لا تجتمع في المكان نفسه بالعادة من بينها عبدالله النسور وطاهر المصري والعشرات من الجنرالات والوزراء السابقين .
الجميع يريدون استراق السمع لما يمكن أن يقال في مناسبة «شخصية» من هذا النوع، وحجم ومستوى الحضور قد يدلل على «إدراك» لحجم الأزمة أولا والحاجة لمصارحة وطنيًا ثانيًا.
هذا الحشد بحد ذاته كان رسالة سياسية أولى، فالكتاب ينشر من دون رتوش، ما يمكن اعتباره «أسرارًا مهمة» عن حقبة تاريخية في تاريخ الأردن، ويبث في الأرجاء باقة من مُجالسات لحظات الأزمة في حرب أكتوبر تزامن- بالمصادفة- مع النقاش الذي أنتجه القائم بالأعمال السوري أيمن علوش عندما أنكر دور الأردن في تلك الحرب، فيما حضرت وثائق أبو عودة لتروي القصة كاملة وبالتفصيل وبالمَحاضر والوثائق خصوصًا حول دور الرئيس الراحل أنور السادات في إقصاء واستهداف الأردن في تلك الحقبة.
الغمز واللمز السياسي حضر بقوة أيضًا مع جرعة مباشرة من الصراحة. الدكتور المعشر يقدم الكتاب متحدثاً عن غياب أو تغييب طبقة رجال الدولة والمفكرين لمصلحة طبقة من «التنفيذيين» هذه الأيام فيما المؤرخ مَحافظة يستعرض ما ورد في اليوميات عن بروز «تيار إقليمي وجهوي أردني في الإدارة مخاصم للفلسطينيين» من دون أن يُفلت- أي مَحافظة- الرد والتوضيح على أساس أن هذا التيار تشكل بسبب، ويرد على «هجمة» حركة فتح على النظام والنخبة الأردنية خلال أزمة السبعينيات.
الدكتور أبو رمان يحاول لفت أنظار الموجودين لثلاثة مفاتيح أساسية عند قراءة الكتاب الجديد للمفكر أبو عودة أهمها.. «أزمة المثقف الفلسطيني عندما يصبح رقمًا في معادلة الحكم بالأردن».
في الأثناء يتحدث أبو عودة عن محاولة اغتياله بظرف بريد مختوم أرسل إلى الكويت وتخوينه واتهامه من أردنيين وفلسطينيين بالعمالة على حد سواء.
المناخ ظهر مؤاتياً خلال الندوة الموازية تمامًا لتسجيل الكرات السياسية كلها، فالمعشر ينتقد بقسوة دعاة التصنيف والاتهام الذين اتهموا أبو عودة بـ «الإقليمية» فقط لأنه فكّر وحلّل ويتباين ثم يتطرق إلى رئيس الوزراء السابق الذي قال قبل 40 عامًا إن الحكومة لا تسمح بفرض الوصاية على كيفية إنفاق الموازنة الأردنية ليسأل – نقصد المعشر: هل نعرف فعلًا اليوم كيف ندير دولتنا ووضعنا الاقتصادي؟…ذلك طبعًا بعد الإشارة للحرص على النظام الريعي حتى الوصول إلى ما نحن عليه اليوم.
جملة المناكفة الأكبر وجهها المعشر عندما قال إن أبو عودة يخالف عرفًا سياسيًا أردنيًا راسخًا، مفاده أن السياسي، أو السياسية، يلتزم/تلتزم الصمت بعد خروجه/خروجها من الحكم، إما رغبةً بالرجوع، أو لأن البلد صغير ولا يريد السياسي إحراج أحد، أو لأن ليس لديه ما يقول.
الأهم الإشارة الملغزة التي تحدثت عن «الماضي» حيث مطبخ سياسي من مثقفين ورجال دولة يشاورهم الملك الراحل حسين بن طلال و»الحاضر» حيث نخبة من التنفيذيين فقط، ولا يوجد مطبخ.
عشية حفل إشهار كتاب أبو عودة حصريًا تمكنت «القدس العربي» من زيارة الكاتب ومناقشته، وكان يبدو شغوفًا بتذكير الجميع بأن الإدارة السياسية لملف ما تختلف عن «العلاقات العامة» مشيرًا إلى أن الإدارة الحصيفة لأية مشكلة تبدأ من ترسيم الأعراض ثم تشخيص الحالة قبل الانتقال للعلاج والوصفات، ملمحا إلى أن الطبقة المثقفة محليًا تسترسل في منطقة التذمر والشكوى من الوضع الحالي، بمعنى.. تطيل البقاء في منطقة الأعراض.
للدلالة على ما يريد قوله، كانت مقاربة أبو عودة كالتالي: اقتصادياً يعرف الجميع بأن المشكلة تكمن في المديونية اليوم، ولا ينبغي الإطالة هنا، بل التفكير بالأسباب التي دفعت المديونية لهذا المستوى المقلق وكيفية التصرف.
الرجل قبل الإشهار بساعات كان يعتبر بأن أسوأ أنواع المسئولين في مؤسسة أو مكان ما هم أولئك الذين يسمعون من صانع القرار ما يريد أن يُسمعه وليس الحقيقة. تلك عمليًا المقاربة التي لامسها المعشر بصراحة وهو يوجه حزمة رسائل بمناسبة إشهار الكتاب، كان أهمها انتقاد تحشيد التنفيذيين بدلًا من المفكرين ورجال الدولة في مركز صنع القرار.
يهاجم المعشر هنا بوضوح «طبقة كاملة» تدير الأمور اليوم من النافذين على المستوى التنفيذي، وهي المسألة التي يقر بها الجميع عند التحدث عن ما يسميه الجميع بـ «أزمة الأدوات».
ويصف الكاتب هنا بقوله: تبدو ملامح شخصية أبي السعيد جليةً لدى قراءة اليوميات، فهو حالة أردنية فريدة، و هو يمثل أرفع مستويات المواطنة الأردنية وأصدق مشاعر الوطنية الفلسطينية… يحافظ ويمارس أردنيته بأمانة، ويدافع عن الأردن ومؤسساته وأمواله بكل قوة كـما يحافظ على بيته وماله، ويتباهى بوطنيته الفلسطينية ويعتبرها «الأمانة في عنق كل عربي».
عمان جو-كتب:بسام البدارين
ظهر المشهد فضوليًا وسياسيًا بامتياز.. حشد من كبار الشخصيات السياسية والبيروقراطية والمثقفة في الأردن يترقبون ما سيقال في ندوة صغيرة على هامش إشهار ما وصفه المؤرخ الدكتور علي محافظة بأول «يوميات» يوثقها وينشرها سياسي عربي في التاريخ الحديث.
النخب التي لا تحضر أو تزهد بالمشاركة والزحام وبعض الأسماء الكبيرة والمعترضة تحشدت في قاعة ملحقة باسم المركز الثقافي الذي يحمل اسم الملك الراحل حسين بن طلال لمشاهدة «وجبة دسمة « من المناكفة المعتدلة، فصاحب المناسبة قد يكون الوحيد بين ساسة الأردن بلقب «منظر ومفكر» كما قال محمد أبو رمان، والكتاب باسم «يوميات عدنان أبو عوده» المستشار السياسي الأول والوحيد للملك عبدالله الثاني عام 1999 والرفيق مطولاً في البلاط لوالده الراحل.
قبل اليوميات وموثقها يمكن ملاحظة الحشد النخبوي حيث وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر أحد المتحدثين الرئيسيين يستعين برجل دولة حضر النشاط من وزن عبد الكريم الكباريتي وحيث عبد الرؤوف الروابدة بصحبة المعارضين ليث شبيلات وسالم الفلاحات في الصف الأول.
وحيث حضور لافت لرجل دولة من طراز الدكتور عون الخصاونة وحضور مباشر لشخصيات لا تجتمع في المكان نفسه بالعادة من بينها عبدالله النسور وطاهر المصري والعشرات من الجنرالات والوزراء السابقين .
الجميع يريدون استراق السمع لما يمكن أن يقال في مناسبة «شخصية» من هذا النوع، وحجم ومستوى الحضور قد يدلل على «إدراك» لحجم الأزمة أولا والحاجة لمصارحة وطنيًا ثانيًا.
هذا الحشد بحد ذاته كان رسالة سياسية أولى، فالكتاب ينشر من دون رتوش، ما يمكن اعتباره «أسرارًا مهمة» عن حقبة تاريخية في تاريخ الأردن، ويبث في الأرجاء باقة من مُجالسات لحظات الأزمة في حرب أكتوبر تزامن- بالمصادفة- مع النقاش الذي أنتجه القائم بالأعمال السوري أيمن علوش عندما أنكر دور الأردن في تلك الحرب، فيما حضرت وثائق أبو عودة لتروي القصة كاملة وبالتفصيل وبالمَحاضر والوثائق خصوصًا حول دور الرئيس الراحل أنور السادات في إقصاء واستهداف الأردن في تلك الحقبة.
الغمز واللمز السياسي حضر بقوة أيضًا مع جرعة مباشرة من الصراحة. الدكتور المعشر يقدم الكتاب متحدثاً عن غياب أو تغييب طبقة رجال الدولة والمفكرين لمصلحة طبقة من «التنفيذيين» هذه الأيام فيما المؤرخ مَحافظة يستعرض ما ورد في اليوميات عن بروز «تيار إقليمي وجهوي أردني في الإدارة مخاصم للفلسطينيين» من دون أن يُفلت- أي مَحافظة- الرد والتوضيح على أساس أن هذا التيار تشكل بسبب، ويرد على «هجمة» حركة فتح على النظام والنخبة الأردنية خلال أزمة السبعينيات.
الدكتور أبو رمان يحاول لفت أنظار الموجودين لثلاثة مفاتيح أساسية عند قراءة الكتاب الجديد للمفكر أبو عودة أهمها.. «أزمة المثقف الفلسطيني عندما يصبح رقمًا في معادلة الحكم بالأردن».
في الأثناء يتحدث أبو عودة عن محاولة اغتياله بظرف بريد مختوم أرسل إلى الكويت وتخوينه واتهامه من أردنيين وفلسطينيين بالعمالة على حد سواء.
المناخ ظهر مؤاتياً خلال الندوة الموازية تمامًا لتسجيل الكرات السياسية كلها، فالمعشر ينتقد بقسوة دعاة التصنيف والاتهام الذين اتهموا أبو عودة بـ «الإقليمية» فقط لأنه فكّر وحلّل ويتباين ثم يتطرق إلى رئيس الوزراء السابق الذي قال قبل 40 عامًا إن الحكومة لا تسمح بفرض الوصاية على كيفية إنفاق الموازنة الأردنية ليسأل – نقصد المعشر: هل نعرف فعلًا اليوم كيف ندير دولتنا ووضعنا الاقتصادي؟…ذلك طبعًا بعد الإشارة للحرص على النظام الريعي حتى الوصول إلى ما نحن عليه اليوم.
جملة المناكفة الأكبر وجهها المعشر عندما قال إن أبو عودة يخالف عرفًا سياسيًا أردنيًا راسخًا، مفاده أن السياسي، أو السياسية، يلتزم/تلتزم الصمت بعد خروجه/خروجها من الحكم، إما رغبةً بالرجوع، أو لأن البلد صغير ولا يريد السياسي إحراج أحد، أو لأن ليس لديه ما يقول.
الأهم الإشارة الملغزة التي تحدثت عن «الماضي» حيث مطبخ سياسي من مثقفين ورجال دولة يشاورهم الملك الراحل حسين بن طلال و»الحاضر» حيث نخبة من التنفيذيين فقط، ولا يوجد مطبخ.
عشية حفل إشهار كتاب أبو عودة حصريًا تمكنت «القدس العربي» من زيارة الكاتب ومناقشته، وكان يبدو شغوفًا بتذكير الجميع بأن الإدارة السياسية لملف ما تختلف عن «العلاقات العامة» مشيرًا إلى أن الإدارة الحصيفة لأية مشكلة تبدأ من ترسيم الأعراض ثم تشخيص الحالة قبل الانتقال للعلاج والوصفات، ملمحا إلى أن الطبقة المثقفة محليًا تسترسل في منطقة التذمر والشكوى من الوضع الحالي، بمعنى.. تطيل البقاء في منطقة الأعراض.
للدلالة على ما يريد قوله، كانت مقاربة أبو عودة كالتالي: اقتصادياً يعرف الجميع بأن المشكلة تكمن في المديونية اليوم، ولا ينبغي الإطالة هنا، بل التفكير بالأسباب التي دفعت المديونية لهذا المستوى المقلق وكيفية التصرف.
الرجل قبل الإشهار بساعات كان يعتبر بأن أسوأ أنواع المسئولين في مؤسسة أو مكان ما هم أولئك الذين يسمعون من صانع القرار ما يريد أن يُسمعه وليس الحقيقة. تلك عمليًا المقاربة التي لامسها المعشر بصراحة وهو يوجه حزمة رسائل بمناسبة إشهار الكتاب، كان أهمها انتقاد تحشيد التنفيذيين بدلًا من المفكرين ورجال الدولة في مركز صنع القرار.
يهاجم المعشر هنا بوضوح «طبقة كاملة» تدير الأمور اليوم من النافذين على المستوى التنفيذي، وهي المسألة التي يقر بها الجميع عند التحدث عن ما يسميه الجميع بـ «أزمة الأدوات».
ويصف الكاتب هنا بقوله: تبدو ملامح شخصية أبي السعيد جليةً لدى قراءة اليوميات، فهو حالة أردنية فريدة، و هو يمثل أرفع مستويات المواطنة الأردنية وأصدق مشاعر الوطنية الفلسطينية… يحافظ ويمارس أردنيته بأمانة، ويدافع عن الأردن ومؤسساته وأمواله بكل قوة كـما يحافظ على بيته وماله، ويتباهى بوطنيته الفلسطينية ويعتبرها «الأمانة في عنق كل عربي».
عمان جو-كتب:بسام البدارين
ظهر المشهد فضوليًا وسياسيًا بامتياز.. حشد من كبار الشخصيات السياسية والبيروقراطية والمثقفة في الأردن يترقبون ما سيقال في ندوة صغيرة على هامش إشهار ما وصفه المؤرخ الدكتور علي محافظة بأول «يوميات» يوثقها وينشرها سياسي عربي في التاريخ الحديث.
النخب التي لا تحضر أو تزهد بالمشاركة والزحام وبعض الأسماء الكبيرة والمعترضة تحشدت في قاعة ملحقة باسم المركز الثقافي الذي يحمل اسم الملك الراحل حسين بن طلال لمشاهدة «وجبة دسمة « من المناكفة المعتدلة، فصاحب المناسبة قد يكون الوحيد بين ساسة الأردن بلقب «منظر ومفكر» كما قال محمد أبو رمان، والكتاب باسم «يوميات عدنان أبو عوده» المستشار السياسي الأول والوحيد للملك عبدالله الثاني عام 1999 والرفيق مطولاً في البلاط لوالده الراحل.
قبل اليوميات وموثقها يمكن ملاحظة الحشد النخبوي حيث وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر أحد المتحدثين الرئيسيين يستعين برجل دولة حضر النشاط من وزن عبد الكريم الكباريتي وحيث عبد الرؤوف الروابدة بصحبة المعارضين ليث شبيلات وسالم الفلاحات في الصف الأول.
وحيث حضور لافت لرجل دولة من طراز الدكتور عون الخصاونة وحضور مباشر لشخصيات لا تجتمع في المكان نفسه بالعادة من بينها عبدالله النسور وطاهر المصري والعشرات من الجنرالات والوزراء السابقين .
الجميع يريدون استراق السمع لما يمكن أن يقال في مناسبة «شخصية» من هذا النوع، وحجم ومستوى الحضور قد يدلل على «إدراك» لحجم الأزمة أولا والحاجة لمصارحة وطنيًا ثانيًا.
هذا الحشد بحد ذاته كان رسالة سياسية أولى، فالكتاب ينشر من دون رتوش، ما يمكن اعتباره «أسرارًا مهمة» عن حقبة تاريخية في تاريخ الأردن، ويبث في الأرجاء باقة من مُجالسات لحظات الأزمة في حرب أكتوبر تزامن- بالمصادفة- مع النقاش الذي أنتجه القائم بالأعمال السوري أيمن علوش عندما أنكر دور الأردن في تلك الحرب، فيما حضرت وثائق أبو عودة لتروي القصة كاملة وبالتفصيل وبالمَحاضر والوثائق خصوصًا حول دور الرئيس الراحل أنور السادات في إقصاء واستهداف الأردن في تلك الحقبة.
الغمز واللمز السياسي حضر بقوة أيضًا مع جرعة مباشرة من الصراحة. الدكتور المعشر يقدم الكتاب متحدثاً عن غياب أو تغييب طبقة رجال الدولة والمفكرين لمصلحة طبقة من «التنفيذيين» هذه الأيام فيما المؤرخ مَحافظة يستعرض ما ورد في اليوميات عن بروز «تيار إقليمي وجهوي أردني في الإدارة مخاصم للفلسطينيين» من دون أن يُفلت- أي مَحافظة- الرد والتوضيح على أساس أن هذا التيار تشكل بسبب، ويرد على «هجمة» حركة فتح على النظام والنخبة الأردنية خلال أزمة السبعينيات.
الدكتور أبو رمان يحاول لفت أنظار الموجودين لثلاثة مفاتيح أساسية عند قراءة الكتاب الجديد للمفكر أبو عودة أهمها.. «أزمة المثقف الفلسطيني عندما يصبح رقمًا في معادلة الحكم بالأردن».
في الأثناء يتحدث أبو عودة عن محاولة اغتياله بظرف بريد مختوم أرسل إلى الكويت وتخوينه واتهامه من أردنيين وفلسطينيين بالعمالة على حد سواء.
المناخ ظهر مؤاتياً خلال الندوة الموازية تمامًا لتسجيل الكرات السياسية كلها، فالمعشر ينتقد بقسوة دعاة التصنيف والاتهام الذين اتهموا أبو عودة بـ «الإقليمية» فقط لأنه فكّر وحلّل ويتباين ثم يتطرق إلى رئيس الوزراء السابق الذي قال قبل 40 عامًا إن الحكومة لا تسمح بفرض الوصاية على كيفية إنفاق الموازنة الأردنية ليسأل – نقصد المعشر: هل نعرف فعلًا اليوم كيف ندير دولتنا ووضعنا الاقتصادي؟…ذلك طبعًا بعد الإشارة للحرص على النظام الريعي حتى الوصول إلى ما نحن عليه اليوم.
جملة المناكفة الأكبر وجهها المعشر عندما قال إن أبو عودة يخالف عرفًا سياسيًا أردنيًا راسخًا، مفاده أن السياسي، أو السياسية، يلتزم/تلتزم الصمت بعد خروجه/خروجها من الحكم، إما رغبةً بالرجوع، أو لأن البلد صغير ولا يريد السياسي إحراج أحد، أو لأن ليس لديه ما يقول.
الأهم الإشارة الملغزة التي تحدثت عن «الماضي» حيث مطبخ سياسي من مثقفين ورجال دولة يشاورهم الملك الراحل حسين بن طلال و»الحاضر» حيث نخبة من التنفيذيين فقط، ولا يوجد مطبخ.
عشية حفل إشهار كتاب أبو عودة حصريًا تمكنت «القدس العربي» من زيارة الكاتب ومناقشته، وكان يبدو شغوفًا بتذكير الجميع بأن الإدارة السياسية لملف ما تختلف عن «العلاقات العامة» مشيرًا إلى أن الإدارة الحصيفة لأية مشكلة تبدأ من ترسيم الأعراض ثم تشخيص الحالة قبل الانتقال للعلاج والوصفات، ملمحا إلى أن الطبقة المثقفة محليًا تسترسل في منطقة التذمر والشكوى من الوضع الحالي، بمعنى.. تطيل البقاء في منطقة الأعراض.
للدلالة على ما يريد قوله، كانت مقاربة أبو عودة كالتالي: اقتصادياً يعرف الجميع بأن المشكلة تكمن في المديونية اليوم، ولا ينبغي الإطالة هنا، بل التفكير بالأسباب التي دفعت المديونية لهذا المستوى المقلق وكيفية التصرف.
الرجل قبل الإشهار بساعات كان يعتبر بأن أسوأ أنواع المسئولين في مؤسسة أو مكان ما هم أولئك الذين يسمعون من صانع القرار ما يريد أن يُسمعه وليس الحقيقة. تلك عمليًا المقاربة التي لامسها المعشر بصراحة وهو يوجه حزمة رسائل بمناسبة إشهار الكتاب، كان أهمها انتقاد تحشيد التنفيذيين بدلًا من المفكرين ورجال الدولة في مركز صنع القرار.
يهاجم المعشر هنا بوضوح «طبقة كاملة» تدير الأمور اليوم من النافذين على المستوى التنفيذي، وهي المسألة التي يقر بها الجميع عند التحدث عن ما يسميه الجميع بـ «أزمة الأدوات».
ويصف الكاتب هنا بقوله: تبدو ملامح شخصية أبي السعيد جليةً لدى قراءة اليوميات، فهو حالة أردنية فريدة، و هو يمثل أرفع مستويات المواطنة الأردنية وأصدق مشاعر الوطنية الفلسطينية… يحافظ ويمارس أردنيته بأمانة، ويدافع عن الأردن ومؤسساته وأمواله بكل قوة كـما يحافظ على بيته وماله، ويتباهى بوطنيته الفلسطينية ويعتبرها «الأمانة في عنق كل عربي».
التعليقات