عمان جو - غزال عثمان النزلي
إلى زمن قريب كنا لا نعرف كلمة اكتئاب ولا نتداولها في حديثنا العام ولا تشغل أي حيز في قاموس حياتنا اليومية.. لكن تبدل الحال واصبحت كلمة مكتئب واختها محبط تشكلان قاسماً مشتركاً بين حديث الناس.. بل تتربعان في قلب أقصر محادثة بين كل اثنين فما ان تلاقي أحد الناس وتسأله عن حاله تأتي الأجابة سريعة وحاسمة.. (الحمد لله في غاية الاكتئاب والإحباط) وانت كيف حالك وتأتي اجابتك انت أيضاً ما بتلحقني فأنا أشد اكتئاباً وأحباطا منك.
٭ هذه المحادثة العابرة نجدها وسط الطلاب والعمال والموظفين والشباب والشابات وربات البيوت بل وتلحظها في ملامحهم.. ملامح الجميع في الشارع في بيوت الأفراح، في المأتم في كل مكان وزمان.
٭ عندما يتسلل التوتر والقلق إلى دواخل الناس وتصبح اللا مبالاة عنوانا يومياً للحياة يجب أن نأخذ حذرنا وننتبه ونقرع نواقيس الخطر وتضيء الأنوار الحمراء.
٭ ماذا يعني ان تسيطر كلمة اكتئاب على قاموس الحياة اليومية ماذا يعني ان تصبح لغة الطب النفسي هى لغة العامة.
٭ التقيت طبيباً نفسياً وعبرت له عن قلقي وتساؤلي عن هذه الظاهرة.. قال بالفعل ان الحياة المعاصرة قد غزتها لغة الطب النفسي كما تقولين حتى غدت تشكل مهرباً من مواجهة المسؤولية.. فاصبح الناس بدلاً من ان يواجهوا مسؤوليته ويبحثون عن حلول لمشاكلهم ينصرفون ويقولون كل على حده.. أنا حزين وعندي إكتئاب.. واستعمال كلمة الاكتئاب بهذا الشيوع هو نوع من هذا الهروب.
٭ قلت له مستغربة ومندهشة.. يا دكتور هل معنى هذا ان كل حالة اكتئاب تكون حالة هروب.. قال بالطبع لا هناك نوع رائع من الاكتئاب هو الألم الواقعي هو الوعي بالواقع الذي يغلق دروب الهروب ويحدد للانسان مكانه من الامانة التي يحملها وهى أمانة الاختيار والعزم على مواجهة أسباب ذلك الألم ومن هنا تأتي الآم المواجهة ومن مظاهر هذا الألم تلك المسحة من الحزن التي تعلن صعوبة الحياة وتشابك المشاكل وعظم المعاناة من ناحية والاصرار على تخطي هذه الصعوبة من ناحية أخرى.
٭ قلت للدكتور ان موجة الاكتئاب والقلق تغمر الإنسان السوداني بصورة عامة ووسط الشباب على وجه الخصوص فالى أين يمكن ان تؤدي هذه الحالة.. قال لي أنا لا اوافقك بأن الحالة بهذه الحدة ولكن ان كانت فهذا معناه ان تؤدي إلى توقف النمو النفسي واللجوء إلى التبرير وضياع الحياة.. كما يمكن ان تؤدي إلي أمراض جسمانية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة وامراض الجلد والذبحات الصدرية.
٭ والقلق النفسي والتوتر والاكتئاب اذا نتج عنهم توقف النمو النفسي فهو اخطر وأكثر بشاعة.. أنه الموت فبدلاً من ان تتوجه طاقة الشباب إلى الخلق والابداع والتجويد تتوقف عند مرحلة الدوران حول النفس والإغماء والسخط ثم الانسحاب والتبلد فيما بعد.
٭ قلت مع نفسي في جزع وقلق.. نعم أنها موجة طاغية احس بأمل في انها من شاكلة ذلك النوع الرائع من الاكتئاب.. الاكتئاب الذي ينتج من مواجهة آلام الواقع .
عمان جو - غزال عثمان النزلي
إلى زمن قريب كنا لا نعرف كلمة اكتئاب ولا نتداولها في حديثنا العام ولا تشغل أي حيز في قاموس حياتنا اليومية.. لكن تبدل الحال واصبحت كلمة مكتئب واختها محبط تشكلان قاسماً مشتركاً بين حديث الناس.. بل تتربعان في قلب أقصر محادثة بين كل اثنين فما ان تلاقي أحد الناس وتسأله عن حاله تأتي الأجابة سريعة وحاسمة.. (الحمد لله في غاية الاكتئاب والإحباط) وانت كيف حالك وتأتي اجابتك انت أيضاً ما بتلحقني فأنا أشد اكتئاباً وأحباطا منك.
٭ هذه المحادثة العابرة نجدها وسط الطلاب والعمال والموظفين والشباب والشابات وربات البيوت بل وتلحظها في ملامحهم.. ملامح الجميع في الشارع في بيوت الأفراح، في المأتم في كل مكان وزمان.
٭ عندما يتسلل التوتر والقلق إلى دواخل الناس وتصبح اللا مبالاة عنوانا يومياً للحياة يجب أن نأخذ حذرنا وننتبه ونقرع نواقيس الخطر وتضيء الأنوار الحمراء.
٭ ماذا يعني ان تسيطر كلمة اكتئاب على قاموس الحياة اليومية ماذا يعني ان تصبح لغة الطب النفسي هى لغة العامة.
٭ التقيت طبيباً نفسياً وعبرت له عن قلقي وتساؤلي عن هذه الظاهرة.. قال بالفعل ان الحياة المعاصرة قد غزتها لغة الطب النفسي كما تقولين حتى غدت تشكل مهرباً من مواجهة المسؤولية.. فاصبح الناس بدلاً من ان يواجهوا مسؤوليته ويبحثون عن حلول لمشاكلهم ينصرفون ويقولون كل على حده.. أنا حزين وعندي إكتئاب.. واستعمال كلمة الاكتئاب بهذا الشيوع هو نوع من هذا الهروب.
٭ قلت له مستغربة ومندهشة.. يا دكتور هل معنى هذا ان كل حالة اكتئاب تكون حالة هروب.. قال بالطبع لا هناك نوع رائع من الاكتئاب هو الألم الواقعي هو الوعي بالواقع الذي يغلق دروب الهروب ويحدد للانسان مكانه من الامانة التي يحملها وهى أمانة الاختيار والعزم على مواجهة أسباب ذلك الألم ومن هنا تأتي الآم المواجهة ومن مظاهر هذا الألم تلك المسحة من الحزن التي تعلن صعوبة الحياة وتشابك المشاكل وعظم المعاناة من ناحية والاصرار على تخطي هذه الصعوبة من ناحية أخرى.
٭ قلت للدكتور ان موجة الاكتئاب والقلق تغمر الإنسان السوداني بصورة عامة ووسط الشباب على وجه الخصوص فالى أين يمكن ان تؤدي هذه الحالة.. قال لي أنا لا اوافقك بأن الحالة بهذه الحدة ولكن ان كانت فهذا معناه ان تؤدي إلى توقف النمو النفسي واللجوء إلى التبرير وضياع الحياة.. كما يمكن ان تؤدي إلي أمراض جسمانية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة وامراض الجلد والذبحات الصدرية.
٭ والقلق النفسي والتوتر والاكتئاب اذا نتج عنهم توقف النمو النفسي فهو اخطر وأكثر بشاعة.. أنه الموت فبدلاً من ان تتوجه طاقة الشباب إلى الخلق والابداع والتجويد تتوقف عند مرحلة الدوران حول النفس والإغماء والسخط ثم الانسحاب والتبلد فيما بعد.
٭ قلت مع نفسي في جزع وقلق.. نعم أنها موجة طاغية احس بأمل في انها من شاكلة ذلك النوع الرائع من الاكتئاب.. الاكتئاب الذي ينتج من مواجهة آلام الواقع .
عمان جو - غزال عثمان النزلي
إلى زمن قريب كنا لا نعرف كلمة اكتئاب ولا نتداولها في حديثنا العام ولا تشغل أي حيز في قاموس حياتنا اليومية.. لكن تبدل الحال واصبحت كلمة مكتئب واختها محبط تشكلان قاسماً مشتركاً بين حديث الناس.. بل تتربعان في قلب أقصر محادثة بين كل اثنين فما ان تلاقي أحد الناس وتسأله عن حاله تأتي الأجابة سريعة وحاسمة.. (الحمد لله في غاية الاكتئاب والإحباط) وانت كيف حالك وتأتي اجابتك انت أيضاً ما بتلحقني فأنا أشد اكتئاباً وأحباطا منك.
٭ هذه المحادثة العابرة نجدها وسط الطلاب والعمال والموظفين والشباب والشابات وربات البيوت بل وتلحظها في ملامحهم.. ملامح الجميع في الشارع في بيوت الأفراح، في المأتم في كل مكان وزمان.
٭ عندما يتسلل التوتر والقلق إلى دواخل الناس وتصبح اللا مبالاة عنوانا يومياً للحياة يجب أن نأخذ حذرنا وننتبه ونقرع نواقيس الخطر وتضيء الأنوار الحمراء.
٭ ماذا يعني ان تسيطر كلمة اكتئاب على قاموس الحياة اليومية ماذا يعني ان تصبح لغة الطب النفسي هى لغة العامة.
٭ التقيت طبيباً نفسياً وعبرت له عن قلقي وتساؤلي عن هذه الظاهرة.. قال بالفعل ان الحياة المعاصرة قد غزتها لغة الطب النفسي كما تقولين حتى غدت تشكل مهرباً من مواجهة المسؤولية.. فاصبح الناس بدلاً من ان يواجهوا مسؤوليته ويبحثون عن حلول لمشاكلهم ينصرفون ويقولون كل على حده.. أنا حزين وعندي إكتئاب.. واستعمال كلمة الاكتئاب بهذا الشيوع هو نوع من هذا الهروب.
٭ قلت له مستغربة ومندهشة.. يا دكتور هل معنى هذا ان كل حالة اكتئاب تكون حالة هروب.. قال بالطبع لا هناك نوع رائع من الاكتئاب هو الألم الواقعي هو الوعي بالواقع الذي يغلق دروب الهروب ويحدد للانسان مكانه من الامانة التي يحملها وهى أمانة الاختيار والعزم على مواجهة أسباب ذلك الألم ومن هنا تأتي الآم المواجهة ومن مظاهر هذا الألم تلك المسحة من الحزن التي تعلن صعوبة الحياة وتشابك المشاكل وعظم المعاناة من ناحية والاصرار على تخطي هذه الصعوبة من ناحية أخرى.
٭ قلت للدكتور ان موجة الاكتئاب والقلق تغمر الإنسان السوداني بصورة عامة ووسط الشباب على وجه الخصوص فالى أين يمكن ان تؤدي هذه الحالة.. قال لي أنا لا اوافقك بأن الحالة بهذه الحدة ولكن ان كانت فهذا معناه ان تؤدي إلى توقف النمو النفسي واللجوء إلى التبرير وضياع الحياة.. كما يمكن ان تؤدي إلي أمراض جسمانية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة وامراض الجلد والذبحات الصدرية.
٭ والقلق النفسي والتوتر والاكتئاب اذا نتج عنهم توقف النمو النفسي فهو اخطر وأكثر بشاعة.. أنه الموت فبدلاً من ان تتوجه طاقة الشباب إلى الخلق والابداع والتجويد تتوقف عند مرحلة الدوران حول النفس والإغماء والسخط ثم الانسحاب والتبلد فيما بعد.
٭ قلت مع نفسي في جزع وقلق.. نعم أنها موجة طاغية احس بأمل في انها من شاكلة ذلك النوع الرائع من الاكتئاب.. الاكتئاب الذي ينتج من مواجهة آلام الواقع .
التعليقات